بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا
أما بعد:
فمن سبر حال الكلابية [ الأشاعرة الجهميه ] واطلع على مقالاتهم يجدهم مُضطربون في أحوالهم متضاربون في أقوالهم متناقضون في مذهبهم مختلفون في إسمهم
فهل تصح النسبة لابن كلاب - الشيخ - أو لأبي الحسن الأشعري رحمه الله -التلميذ - الذي ترك مذهب الباطل وهجر أقوال الشيخ ومذهبه .
ومن أخبث أقوالهم العقدية اضطرابهم
في نسبة الكلام إلى الله تعالى على جهات مختلفة فمنها:
أنهم يقولون أنه صفة قائمة بالذات وعند التمعن في معنى هذه العبارة
نجد أنها تحتمل معاني عدة منها:
أن القائم بالذات غير الذات ولوقالوا أنه صفة ذات لذهب إشكال المعنى إذ الذات فيها صفات والصفات فرع عن الذات، إذ لايتصور عقلا ذات مجردة عن الصفات فكيف إذا دل الوحي - كتابا وسنة - على ذلك .
وسببل معرفة صفات الله الخبر عن الله سبحانه وتعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، إذ لاتستقل العقول في معرفة خالقها على جهة التفصيل إلا بنصوص الوحي بكتاب منزل ونبي مرسل وتكلمت " المتكلمة المعطلة الجهمية" بأمر فوق طاقتهم ولاتستطيعه عقولهم المنحرفة دليل قاطع على نقص هذه العقول أن كانت لديهم عقول فكيف يصح إطلاق هذا الوصف وهي قد جعلت أنفسها مشرعا من دون الله ولم تسمع وتطيع وتذعن وتؤمن وتسلم لشرع الله فكأنها تتكلم بوحي .وهم خلو من اتباع الكتاب المنزل والنبي المرسل فليس بعد القرآن الكريم كتاب وليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي مرسل فهو خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم،
ومن فساد مذهبهم وبطلانه استدلالهم بشبه عقلية وترك الادلة النقلية على إثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى.
وقولهم : [ القائم بالذات]
يلزم من إطلاقها إيرادات عدة منها :
أن القائم بالذات غير الذات فهو قائم بها لكن ليس منها…
ومن الإيرادات المفسدة لهذه العبارة :
أنه قام بالذات بعد أن لم يكن قام بها… فهو قيام حادث؛
وفي هذا رد على عدم تعليق الكلابية الكلام بالمشيئة.
ونفيهم أن يكون صفة ذات
وقولهم بالكلام النفسي بدعة منكرة فلايعرف مافي داخل النفس إلا بالكلام ثم قالوا وبئس ماقالوا : انه يستوي في الكلام الأمر والنهي والخبر والإنشاء والحل والحرمة فلازم هذا القول الكفر بالله سبحانه وتعالى وابطال دين الاسلام مع إنكار لغة العرب مع جمع المتناقضات ومخالفة لبدائه العقول وللفطر السليمة.
وقولهم أن المعبر جبريل عليه السلام أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيه تكذيب الوحيين مع مشابهة كلام كفار قريش بأنه قول البشر ووصف لربهم بأبشع الأوصاف وانقصها.
وبسط فساد مذهب الكلابية في عدة مواضع لنا بفضل الله في شرح الصفات الاختيارية وفي شرح التدمرية وغيرها من الشروح ومن اراد الإستفادة والاستزادة فعليه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والحق واضح ابلج وهو موجود في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
*كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .*