بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد :
فمن عدة عقود زمنية وهذا من التحدث بنعم الله و فضل الله ورحمته وكرمه وجوده وإحسانه وتوفيقه علينا
ان رزقنا الله تسخير جهودنا في الذب عن شيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى وعن دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية حرسها الله وولاة أمرها وهي دولة المملكة العربية السعودية في كتب ورسائل ومقالات وذلك أيها الإخوة الكرام إنني رأيت الدفاع عن هؤلاء إنما هو دفاع عن الإسلام الصحيح المتمثل في معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح و خير من يمثل وينشر وينصر ويدعو إليه هم هؤلاء الأئمة مع دولتهم المباركة المملكة العربية السعودية ومن رسائلنا
هذه الرسالة التي تضمنت إجابة أسئلة صاغها من نسيج خياله أحد الضلال محاولة منه في تشويه سيرة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وطمس الحق الذي دعا إليه وعرفه الفضلاء فيه وهذه الأيرادات الباطلة تدل على جهل وضلال من قام بوضعها فجرى منا بفضل الله ورحمته تفنيدها وكشف باطلها وبيان الحق والدفاع عن عرض شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
وعن سيرة هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية
فأول هذه الأسئلة المشبوهة قوله :
|" ملحوظه هامة أحببت انبه عليها قبل إيراد الأسئلة والإجابة عنها اقول : تركنا كتابة الأسئلة كما وضعها كاتبها دون تعديلها ووضعنا التصحيح من قبلنا بين قوسين هكذا [ ..... ] "|.
السؤال الأول :
بماذا إستباح الشيخ دماء و أموال من حاربهم ؟
و تاريخه مليء بالغزوات التي شنها على الأمصار بحجة أنهم [ من ال] مشركين كما صرح بذلك تلميذه الذي أرخ تلك الفترة الشيخ حسين بن غنام بطلب من الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتاب تاريخ نجد حيث ذكر صراحة في مقدمة الكتاب حال المسلمين في ذلك الزمان أنهم ( إرتكسوا في الشرك و إرتدوا إلى الجاهلية ) هل الغزوات التي شنها الشيخ و سالت فيها الدماء و أُخذت منها الغنائم و الفيء شنت على مسلمين جهله بدين الله أم مشركين كفار؟
[ و ] هل يزعم الْيَوْمَ أحد أن القبوريون [ القبوريين اسم ان جمع مذكر سالم منصوب بالياء ] في مصر مثلاً كفار أم يعذرون بالجهل ؟
[ و ] هل يزعم أحد أن الإسلام و المسلمين في القرن الثاني عشر الهجري خلت منه الجزيرة فلا مسلمين ولا مساجد تقام فيها الصلوات و الجمع ولا قضاة ولا علماء؟ حتى تشن عشرات الغزوات على الأمصار بحجة أن هذة الأمصار أشركت و إرتدت. ؟
فإلإجابة عن هذه الكذبات المفتريات أقول بتوفيق الله والله المستعان وعليه التكلان :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه وزوجه الطاهرين أما بعد
فإن الدعايه السياسية العثمانية المغلفة بلباس الدين هي دعاية فاشلة لتشويه سيرة الإمامين الجليلين الأمير محمد بن سعود وشيخ الإسلام محمد بن الوهاب رحمهما الله
وذلك بنقل صورة قاتمة غامضة سيئة لهما بين عامة المسلمين بتاريخ مزور وقصص مزيفة كتبها أعداء الدولة السعودية الأولى المباركة وصاحب هذاالسؤال :
إما ملبس عليه فهو جاهل بحال هذه الدعوة الإصلاحية المباركة أو ضال مضل يريد بطرح هذه الشبه :
▪︎ أ ▪︎
إفساد ثمار هذه الدعوة المباركة المبنية على الكتاب والسنة و ماعليه هدي سلف الأمة بتشويه سيرة رموزها.
▪︎ ب ▪︎
او تزيين الغزو الهمجي للدولة العثمانية التركية الصوفية في غزوها لبلاد الإسلام وإستحلالها لدماء المسلمين وإنتهاك أعراضهم ونهب أموالهم وإشاعة الخوف والرعب والهلع والفوضى وزعزعة الأمن في جزيرة العرب ومن ذلك .
▪︎ ج ▪︎
او إيجاد العذر في إطفاء نور الإسلام الصحيح المتمثل بقتل كبار شيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى وتبرير هذا التصرف بدعوى باطلة مفادها أن الدولة التركية الصوفية كان سبب غزوها يزعمون ان مافعله هذان الإمامان الجليلان- وإن رغمت أنوف أهل البدع – هو إستباحتهما لدماء وأموال حجاج الدولة التركية – حسب زعمهم الظالم الكاذب – ليتسنى لهم غزو أهل الإسلام في عقر دارهم ؛ فيوجد العذر للقتلة الأعاجم العثمانيين وهم الصوفية الجهمية المعطلة وأما الإسلام الصحيح وأهله فقلب عليهم السائل ظهر المجن فكان السؤال صوابه أن يسأل:
[ لما استباحت دولة الأتراك دماء المسلمين وهتكت أعراضهم ونهبت أموالهم ؟
وهذا مما يدل على أن المراد به قلب الحقيقة وتشويه الصورة الناصعة البياض لسيرة هؤلاء الأئمة الأجلاء رحمهم الله كما سنبينه إن شاءالله في إجابة هذا السائل وسنكشف الشبه ونفضحها ونعري أصحابها بالحجة والدليل المطابق للتاريخ الواقع والحق الصادق والله ناصر دينه ومعلى كلمته و كلمة الله هي ( لااله إلا الله محمد رسول الله ) وهو توحيد الله وافراده بالعبادة وهي العروة الوثقى التي انتصرت لها دولة آل سعود وحاربتها دولة الأتراك عباد القبور من دون الله سبحانه وتعالى.
ثم نقول إتماما للجواب :
( أولا )
ان ما ذكره من عبارة حيث قال انها وردت في تاريخ ابن غنام رحمه الله
" حيث ذكر صراحة في مقدمة الكتاب حال المسلمين في ذلك الزمان أنهم إرتكسوا في الشرك و إرتدوا إلى الجاهلية " .
فنقول هذا خبر صادق نقله ابن غنام رحمه الله عن حال أغلب أهل عصره وهذا واقع حي مشاهد وهذا مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ )
وفي أحاديث أخرى اخباره صلى الله عليه وسلم بعودة الشرك إلى جزيرة العرب و( أنها ستضطرب آليات نساء حول ذي الخلصة) فحصل مااخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وكان من فضائل دولة آل سعود القيام بهدم هذا الصنم ومنع أهل الجهل من تعظيمه وعبادته من دون الله سبحانه وتعالى.
وهذا الأمر واقع مشاهد حتى تاريخ كتابتي لهذه الرسالة في أغلب الدول العربية والإسلامية بإستثنى هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية - حرسها الله -
ووضعك لهذا الخبر الصحيح كالمقدمة التي أتيت بنتيجتها كذبا وزورا وهي قولك :" إستباح الشيخ دماء و أموال من حاربهم ؟
و تاريخه مليء بالغزوات التي شنها على الأمصار بحجة أنهم [ من ال] مشركين ...." الخ كذبك ...
فلا تلازم بينهما بحمد الله
فما ذكره ابن غنام رحمه الله في تاريخه كما ذكرنا هو خبر صادق واقع مشاهد في أغلب الدول حتى كتابة هذه الأسطر.
وأما نتيجتك التي نسجتها وهي افتراؤك بأن الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أفتى بحل دماء المسلمين وأن الدولة السعودية قامت بقتل المسلمين
كل ما سبق كذب وافتراء من قبل خصوم الدعوة السنية السلفية التي انتصرت لها الدولة السعودية المباركة في مراحلها الثلاث وسيأت في الجزء الأول من رسالتنا هذه وفي الجزء الثاني والثالث تفنيد لهذه الشبه وتكذيب لهذا الخبر المفترى بالإدلة وبالصفحة والجزء من كلام أعلام وعلماء هذه الدولة المباركة ويتبع ماسبق
( ثانيا )
أن ماورد في ثنايا سؤال المشبوه هي أخبار مجردة عن الصدق وعن الواقع و الحقيقة والحق فهي إشاعات تفوه بها أعداء الإسلام وهم أعداء هذه الدعوة الإصلاحية السلفية المباركة .
فهذه الدعوة قامت على العلم المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وماعليه سلف الأمه من الصحابة رضى الله عنهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان رحمهم الله من أهل الحديث والأثر والفقه والنظر فنشروا هذا الخير بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإنتشر خيرها وذكرها وأتتهم الناس من كل مكان لينهلوا من المعين الصافي وهو الوحي السليم من كدر الأهواء والبدع فكان هذا الأمر سبب في إيذائهم وذلك أن هذا الإمام وتلامذته من بعده جلسوا لطلاب العلم وأتتهم وفود طلاب العلم من كل مكان لينهلوا من نمير ميراث الأنبياء الصافي من كدر الشرك والبدع فانتشرت هذه الدعوة المباركة وذاع صيتها وتأثر فيها كل من سمع بها أو قرأ عنها فكانت هذه الأمور التي تبشر بالخير من أسباب إخافة أهل الشر من مبتدعة وعلى رأسهم دولة الأتراك الصوفية عباد القبور فبثوا الإشاعات السياسية الكاذبة و نشروا الأخبار المغرضة ومنها ماذكره صاحب السؤال المشبوه فكان كالتوطئة لتحسين غزو بلاد المسلمين وقد عانت الدولة السعودية في مراحلها الثلاث من أهل الشر وناكري المعروف فقد سبق أن قام المدعو دهام بن دواس أمير الرياض بالهجوم على الدرعية فكان لابد من الدفاع عن دينهم وعن أرواحهم وعن أعراضهم وعن أموالهم فهيأ الله لهذه الدعوة المباركة – رحمة منه وفضلا وكرما – الأمير محمد بن سعود رحمه الله وأبناؤه البربرة من بعده فقاموا خير قيام بدحض الشر ومنع صولة المعتدي وردعه ومنعه وكف شره عن المسلمين ونصر الحق وأهله وبما أن إقليم نجد في ذلك العصر لم يكن خاضعاً لحكم الدولة العثمانية التركية فكانت مرتعا وخيما للشر وأهله فقد عمت فيه الفوضى والقلاقل والفتن فقويهم يأكل ضعيفهم وأهملت الدولة العثمانية هذا الإقليم وذلك أنها لم تكن مسيطرة عليه ولم تفكر في ذلك تعمدا لصحراويته الجافة وطقسه الحار القاسي فدخول هذا المكان يحفه المخاطر فآثرت سلامة جنودها لئلا يتسبب في قتلهم بلافائدة تذكر في صحارى مهلكه فلا ماء ولا كلأ وليست فيها لهم أطماع تجارية أو أبعاد إقتصادية وإنما هو إقليم فقير بموارده الطبيعية حار مناخه تضاريسه الجغرافية شديدة الوعورة فلا تستفيد منه دولتهم وليس فيه أي مطمع فأهملته وتركته فكان أهل القرية القوية يقومون بغزو القرية الأخرى الضعيفة والقبيلة القوية تغزو القبيلة الضعيفة وتنهب أموالهم وتقتل رجالها فمن رحمة الله بأهل نجد أن هيأ لهم هذه الدعوة المباركة فظهورها و إنتشارها سبب رئيس بعد فضل الله وتوفيقه في إيقاف نزيف الدم الحاصل بين رجال القرى وبين القبائل
بل وبين القبائل نفسها في هذا الإقليم المبارك من جزيرة العرب وسبب عظيم لنشر الأمن والأمان والخير والرزق وقبل ذلك علم الوحي علم الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة فإنتشرت هذه الدعوة المباركة دعوة التوحيد والسنة البعيدة عن مذهب الرفض المجوس ومذهب التجهم والتعطيل والتصوف وعبادة غير الله من عباد البشر والشجر والحجر التي لا تنفع ولا تضر علماً بأن الجهل بالله سبحانه وتعالى وشرعه والضلال البين قد عم وطم في جزيرة العرب وغيرها من بلاد المسلمين الا قلة من أهل الحق والخير فقد إنتشر التعطيل الجهمي في توحيد الأسماء والصفات بقوة سيف الدولة العثمانية وخاصة مذهب الماتريدية ثم الأشاعرة والإعتزال وإنتشر الشرك بالله سبحانه وتعالى وكثر الخلل في توحيد الألوهية بل وفي توحيد الربوبية فعبادة الأولياء وبناء الأضرحة والطواف حولها وعقيدة التصوف وعباده غير الله و صرف أنواع العبادات الى غير الله كالذبح والنذر والدعاء فكان هذا الشرك معروف مشهور لا ينكر وهو مدون في كتب السير والتاريخ وسير أعلام ذلك العصر .
( ثالثا )
ثم نتبع ماسبق قائلين :
أن هذه الدعوة المباركة ( دعوة التوحيد والسنة ) من أسباب إنتشارها ( وقوف آل سعود) حينما منع (كلام الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم من الدخول الى القرى والقبائل فكان سبب الاتصال بهذه الأسرة الطيبه هو سبب خير وبركة لإيصال هذا الخير العظيم والنفع العميم بتمكين من الله لهذه الأسرة المباركة .
( رابعا )
كان الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله يرسل الي أمراء المدن والقرى وكبار القوم الرسائل والمكاتيب إتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والفتنة ليست القتل والقتال وإنما هي الشرك بالله سبحانه وتعالى و كان الجهل والبدع وتعظيم الأولياء وعبادتهم من دون الله وإنتشار التجهم والتعطيل هو المسيطر على أحوال القرى وأهلها في ذلك الزمان في إقليم نجد بل في أغلب بلاد المسلمين وهذا هو السبب العظيم لهوان المسلمين وضعفهم علماً أن ( إستباحة الدماء ) كما يصورها السائل لم تحصل و قد "شمر هذا الإمام عن ساعد العزم ونهض على ساق الجد، وقام لله قيام مستعين به مفوض إليه يتكل عليه في موافقة مرضاته، ولم يقل مقال العجزة الجهال: إن [ أهل الشرك والبدع] إنما يعاملون بالجلاد دون الجدال ؛ فمجادلة هؤلاء بعد دعوتهم إقامة للحجة وإزاحة للعذر: ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة والسيف إنما جاء منفذًا للحجة، مقومًا للمعاند، وحدًا للجاحد.
وأعظم ماعصي الله به هو الشرك به سبحانه وتعالى فكان من عمل شركا أو ارتكب حدا من حدود الله سبب لمعاقبتهم من قبل ولى الأمر الشرعي في إقليم نجد وهو الأمير محمد بن سعود رحمه الله ومن بعده من الأمراء من أبنائه رحمهم الله أجمعين . " ومعلوم أن الداعي إلى الله عز وجل إذا لم يكن لديه قوة تنصر الحق، وتنفذه فسرعان ما تخبو دعوته وتنطفئ شهرته، ثم يقل أنصاره، ومعلوم ما للسلاح من الأثر العظيم في نشر الدعوة، وقمع المعارضين، ونصر الحق وقمع الباطل، ولقد صدق الله العظيم في قوله عز وجل، وهو الصادق سبحانه في كل ما يقول : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْـزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْـزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }فبين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل بالبينات، وهي الحجج والبراهين الساطعة، التي يوضح الله بها الحق، ويدمغ بها الباطل، وأنزل مع الرسل الكتاب الذي فيه البيان، والهدى والإيضاح، وأنزل معهم الميزان، وهو العدل الذي ينصف به المظلوم من الظالم، ويقام به الحق وينشر به الهدى، ويعامل الناس على ضوئه بالحق والقسط، وأنزل الحديد فيه بأس شديد، فيه قوة، وردع وزجر لمن خالف الحق، فالحديد لمن لم تنفع فيه الحجة، وتؤثر فيه البينة، فهو القامع، ولقد أحسن من قال في مثل هذا:
ومـا هــو إلا الوحـي أو حـد مـرهف تــزيل ظبـــاه أخــدعي كــلَّ مــائل فهــذا دواء الــداء مــن كــل جـاهل وهــذا دواء الــداء مــن كــل عــاقل .
فالعاقل ذو الفطرة السليمة، ينتفع بالبينة، ويقبل الحق بدليله، أما الظالم التابع لهواه فلا يردعه إلا السيف.
ف"الخلاصة أن هذا هو الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمة الله عليه، إنما قام لإظهار دين الله، وإرشاد الناس إلى توحيد الله، وإنكار ما أدخل الناس فيه من البدع والخرافات، وقام أيضا لإلزام الناس بالحق، وزجرهم عن الباطل، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر. هذه خلاصة دعوته رحمة الله تعالى عليه، وهو في العقيدة على طريقة السلف الصالح يؤمن بالله وبأسمائه وصفاته، ويؤمن بملائكته، ورسله، وكتبه، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره على طريقة أئمة الإسلام في توحيد الله، وإخلاص العبادة له جل وعلا، وفي الإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله سبحانه، لا يعطل صفات الله، ولا يشبه الله بخلقه. وفي الإيمان بالبعث والنشور، والجزاء والحساب، والجنة والنار، وغير ذلك. ويقول في الإيمان ما قاله السلف إنه قول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، كل هذا من عقيدته رحمة الله عليه، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم، قولاً وعملاً. لم يخرج عن طريقتهم تلك البتة، وليس له في ذلك مذهب خاص، ولا طريقة خاصة، بل هو على طريقة السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان. رضي الله عن الجميع.وإنما أظهر ذلك في نجد وما حولها، ودعا إلى ذلك، ثم جاهد عليه من أباه، وعانده، وقاتلهم، حتى ظهر دين الله وانتصر الحق، وكذلك هو على ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق، ويلزمونهم به، وينهونهم عن الباطل، وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه، وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبحانه بسبب دعوته. فالأسباب الثلاثة المتقدمة آنفا هي أسباب العداوة والنزاع بينه وبين الناس وهي:
أولاً:
إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص.
ثانيًا:
إنكار البدع، والخرافات، كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة .
ثالثًا:
إنه يأمر الناس بالمعروف، ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي أوجبه الله عليه، ألزم به وعزر عليه إذا تركه، وينهى الناس عن المنكرات، ويزجرهم عنها، ويقيم حدودها، ويلزم الناس بالحق، ويزجرهم عن الباطل وبذلك ظهر الحق وانتشر، وكبت الباطل وانقمع، وصار الناس في سيرة حسنة، ومنهج قويم في أسواقهم، وفي مساجدهم، وفي سائر أحوالهم. لا تعرف البدع بينهم، ولا يوجد في بلادهم الشرك، ولا تظهر المنكرات بينهم. بل من شاهد بلادهم وشاهد أحوالهم وما هم عليه ذكر حال السلف الصالح وما كانوا عليه زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وزمن أصحابه، وزمن أتباعه بإحسان في القرون المفضلة رحمة الله عليهم.فالقوم ساروا سيرتهم. ونهجوا منهجهم، وصبروا على ذلك، وجدوا فيه، وجاهدوا عليه، "[ فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله ( ١ / ٣٧٠ - ٣٧١)]
( خامسا )
وأما قوله القبور أو عباد القبور فأنت سميتهم ( عباد القبور) أي لايعبدون الله بل يعبدون غيره من ( العباد الذين) وضعوا في هذه القبور فصرفوا العباده المستحقة للمخلوق الضعيف المقبور وهو لا يستطيع دفع الضر عن نفسه أو جلب مصلحة لنفسه فكيف ينفع غيره أو يضره وترك عبادة الله أحسن الخالقين تعالى الله وتقدس
وهذا هو عين الشرك بالله سبحانه وتعالى والذي أنزلت من أجل توحيده الكتب وأرسلت من أجله الرسل وقام له ومن أجله سوق الجهاد وإنقسم الناس إلى أهل سعادة وحدوا الله وإتبعوا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونبذوا الشرك وأهل شقاوة أشركوا بالله وعبدوا غيره فكانوا من الكافرين الأشقياء .
والمشرك لا تنفعه صلاة ولا صيام ولا غير ذلك من أعمال صالحة لأن الشرك يحبط الأعمال الصالحة للعبد كلها قال الله تعالى وتقدس:{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : " وذلك لأن الشرك باللّه محبط للأعمال، مفسد للأحوال، ولهذا قال: { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ } من جميع الأنبياء. { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } هذا مفرد مضاف، يعم كل عمل،.ففي نبوة جميع الأنبياء، أن الشرك محبط لجميع الأعمال، كما قال تعالى في سورة الأنعام - لما عدد كثيرا من أنبيائه ورسله قال عنهم: { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
{ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } دينك وآخرتك، فبالشرك تحبط الأعمال، ويستحق العقاب والنكال". انتهى كلامه رحمه الله.
وقد تظافرت وتواترت الأدلة على هذا الأمر وعليه وإجماع المسلمين .
ومع هذا الشرك العظيم بالله كانت هذه الدعوة الإصلاحية السلفية قائمة على العلم والحلم وسعة الصدر وعذر أصحاب الأعذار وإن أشركوا فكان الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى لايكفر أحدا من المسلمين إلا بعد إقامة الحجة وإيضاح المحجة وتفنيد الشبه يؤيد هذا ماذكره رحمه الله تعالى حيث قال : " وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبدالقادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لايشرك بالله". [ مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله صفحة ( ١١) ].
قاتل الله الكذب والإفتراء وسيأت إن شاء الله مزيد بحث في تفنيد هذه الشبهة وغيرها من شبه وردها وتكذيبها في إجابة السؤال الثاني
والاجابة الاخيرة لهذه الإمام رحمه الله تعالى كافية شافية في تكذيب سؤال هذا السائل ورد على ما أورده من إشكالات يريد بها نشر البدع والأهواء والإنتصار لأصحابها بإثارة مثل هذه الشبه.
فتبين لكل ذي لب أن لأهل الباطل أساليب متنوعة في نشر باطلهم منها هذا السؤال الذي أريد به نشر الضلال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم والكذب على هذا الإمام مع تشويه صورة الدولة السعودية بأنها تميل إلى التكفير وبه تستحل دماء المسلمين قاتل الله أهل الأهواء والبدع والحزبيين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
[ ملحوظة هامة : يلي هذه الرسالة اجابة السؤال الثاني في رسالة مستقلة تتبع هذه الرسالة .......)
----------------------------------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني
[