السبت، 24 يوليو 2021

《 [ الإرهاب ] و [ الإرهاب لا دين له ] عبارات متداولة تحتاج وقفة تأمل وإعادة نظر 》


    بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين 


أمّا بعد،

فالمطلع على عبارات جرى تداولها على نطاق واسع وانتشرت في وسائل الإعلام المختلفة نجد قلة من يفقه معناها فهي عند التأمل  تحتاج إعادة نظر في تصحيح معناها ، 

منها :

《 العبارة الأولى : [  الإرهاب  ] 》


فمن أطلع على لغة العرب في تفسير القرآن الكريم اذ هو المصدر المهم لإتقانها او كان له  دراسة في النحو أو في معاجم لغة العرب يجد أن :

لفظ إرهاب   مصدر (أرْهَبَ، يُرهبُ، إرهابا)

ومعناه الشرعي هو ما وردَ في تفسير هذه الاية: {ترهبون به عدو الله وعدوكم}

قال القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: “تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب” 

[ فائدة عن تفسير القرطبي رحمه الله : هذا التفسير في الأحكام والعبادات والمعاملات  لابأس به  .

وأما مسائل التوحيد والعقيدة  وأصول الدين فيجب الحذر عن قراءته  لوجود أخطاء عقدية فيه ومن رأي الشخصي المتواضع أن يكتفي العوام وصغار طلاب العلم بتفاسير أهل السنة- مثل الطبري وابن كثير والسعدي- لسلامتها من الأخطاء العقديه إلا لمن أراد تصويب أخطاء الكتاب والرد عليه تحذيرا للمسلمين في بيان موضع الأخطاء العقديه فيها وكان مؤهلا علميا مؤصلا عقديا ])؛


وقال الطبري -رحمه الله- في تفسيره:

حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا إسرائيل, عن خصيف, عن عكرمة وسعيد بن جبير, عن ابن عباس: { ترهبون به عدو الله وعدوكم}، قال: تخزون به عدو الله وعدوكم. وكذا كان يقرؤها:{ تُخْزُونَ}.

فعلى هذا المعنى يكون معناه في لغة العرب موافقا لصحة مااتى  بالشرع من معنى صحيح له  .

وفي مقالات من كتب عن الإرهاب من الغربيين نجد : 

إنَّ " الخلط في مفهوم الإرهاب يرجع إلى ترجمة لغوية ليست غير دقيقة فحسب بل غير صحيحة مطلقًا لكلمة Terror الإنجليزية ذات الأصل اللاتيني. المعبّر عنه اليوم بالإرهاب هو استهداف المدنيين، وإذا كان في شرائع الدول المتقدمة اليوم أنهم لا يتجنبون قتل مدنيين إذا شملهم هدف عسكري عذرهم أن هدفهم كان عسكريا وليس مدنيا فإن فقهاء الإسلام أجمعوا على عدم جواز قتل مدني، أما استهداف المدنيين خاصة وهو ما تعنيه الكلمة Terror - [ لغتنا العربية لغة واسعة أعظم لغة على وجه الأرض وبها كان إعجاز القرآن الكريم لفصحاء العرب وسقنا هذا اللفظ باللغة الإنجليزية على ضيقها وعدم شمولها لئلا يختلف المعنى عند من يريد البحث والزيادة العلمية عن معنى هذا المصطلح ] - فإنه لا خلاف على تحريم هذا الصنيع في دين الإسلام. 

واتفاق علماء الإسلام واجماعهم امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي....) وهو في مسند احمد وسنن أبي داود والترمذي رحمهم الله أجمعين وصححه الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود رحمه الله 

فقد ثبت في السنة من رواية الامام مسلم  رحمه الله وأبو داود رحمه الله عـن بريدة رضي الله عنه:أنَّ النبي  صلَّى الله عليه وسلَّم  قال: ( اغزُوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتِلوا مَن كَفَر بالله، اغزوا ولا تَغدِروا، ولا تَغلُّوا ولا تُمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا )

وفي رواية خارج الصحيح : ( ولا تقتلوا وليدًا طِفلًا، ولا امرأةً، ولا شيخًا كبيرًا...) 


 وروى أهل الحديث عن أبي بكر رضي الله عنه من وجوه كثيرة وصيته لامراء الجند 

: [ لا تقتلوا امرأةً، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هَرمًا، ولا تقطعوا شجَرًا مُثمرًا، ولا تُخرِّبُنَّ عامرًا، ولا تَعقرنَّ شاةً ولا بعيرًا إلَّا لمأكلة، ولا تُغرقُنَّ نخلًا ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبُن]

وأهل الفقه في شريعة الإسلام ذكروا :" أنه لا يجوز قتل شيخ فانٍ من العدو، ولا امرأة، ولا راهب ولا مقعد، ولا أعمى، ولا معتوه إذا كان لا يقاتل ولا يدل على عورات المسلمين، ولا يدل الكفار على ما يحتاجون إليه للحرب بينهم وبين المسلمين" 


وهنا طائفتان شوّهت هذه العبارة الشرعية  عمدا 



وهما :

الطائفة الأوّلى :

الخوارج في هذا العصر وهم الإخوانية وماتفرع منها من فرق تكفيرية ضالة مثل داعش والقاعدة فعمدت إلى هذا اللفظ فجعلته إرهابا غير مشروع.


فوصفت قتلها للمسلمين الآمنين وزعزعة أمن دول الإسلام إرهابا ويُطبقون هذه الاية تطبيقا مخالفا للاسلام  على أهل الإسلام أفرادا وجماعات.


وكذلك تشويه المصطلح الإسلامي الآخر (الجهاد) وهم لا يعرفون الجهاد ولا ضوابطه ولا شروطه؛


بل لا يعرفون الإسلام..


فعمدوا إلى الآمنين من مسلمين ومستأمنين فقتلوهم ووصفوا جرائمهم جهادا وإرهابا

وكذبوا والله.فالسنة الثابتة أتت بوصف هؤلاء الخوارج  ب( كلاب النار )، وأنهم ( شر قتلى تحت أديم السماء، فخير قتيل من قتلوه) .

فقاموا بتوظيف هذه المصطلحات الشرعية خدمة لأهدافهم السياسية وأطماعهم الدنيوية كما استغلوا الإسلام قبل ذلك ساعدهم تعاطف الجهلة لتمرير فكرتهم الشيطانية المنحرفة والاسلام بتعاليمه السمحة (الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وما عليه كبار علماء الإسلام) يحاربون هذا الفكر المنحرف ويُبيّنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر منهم،

ووصفوهم بالضلال وأنهم من الفرق الإثنتين وسبعين الهالكة.



ثم نأتِ :


للطائفة الثانية :


التي شوّهت هذه المصطلحات الشرعية وهم فرق الملاحدة من علمانية وليبرالية.

[ الليبرالية: هي تحول الخوارج الفكري أو العقدي من الشدة والغلو في الدين  إلى الميوعة والإلحاد في دين الله  مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح في وصفه للخوارج :(يمرقون من الدين)  ومع خروجهم من الملة فلوثة الخروج واستحلال دماءالمسلمين  سارية في دمائهم].     

وللعلم

فالإخوانية الخوارج وفرقها التكفيرية كالقاعدة وداعش والنصرة وغيرها كثير لا كثرهم الله  مطايا لتشويه الإسلام،

بل والتعدي على الإسلام وأصوله وأهله .

قاتلهم الله أنى يؤفكون.

والإسلام عزيز منتصر فلا خوف عليه والخوف على من انتسب الى الاسلام وهؤلاء الخوارج يريدون هدم الاسلام لكن أنفسهم هدموا وذلوا وخابوا وخسروا.

فالتسمية الشرعية الصحيحة لمصطلح (الإرهاب)

هو : [ الخوارج أو القتلة أو أهل الغدر والجريمة والخيانة ]

أو [ الإرهاب غير المشروع أو غير الشرعي أو المخالف للشرع ] ليستقيم اللفظ ومن ثم يستقيم المعنى المراد شرعا .

ويلاحظ  على هؤلاء الإخوانية الخوارج انهم احيانا يأتون إلى  الناس إعلاميا بصورة المحاربين للتطرف

 أو الإرهاب

 أوانهم أهل الوسطية وهم في الحقيقة إبان شبابهم جالوا في ميادين التكفير فخاضوا في استحلال دماء المسلمين قولا وفعلا وعقيدة .

كفى الله المسلمين شرهم 



 *《 العبارة الثانية : قولهم [ الإرهاب لا دين له ] 》*


انتشرت هذه العبارة ونشرها هكذا على جهة الإطلاق غير صحيح ؛ فالمتأمل غالبا عند حدوث أي قضية جريمة إرهابية كبرى تهز أي مجتمع مسلم مسالم  أو تكون الحادثة جرت في أوربا أو أمريكا نجد أن الدوافع خلفها لتحقيق أهداف دينية جرى فعلها ولو كلفت أرواح من قام بها خدمة لفكره أو عقيدته التي نشأت عن دين منحرف لم يأمر به الله سبحانه وتعالى وهذا حق وحقيقة لا تنكر إلا مكابره. ومن قرأ التاريخ يتضح له نماذج كثيرة من هذا النوع .

ومن ذلك قتل مجموعة كبيرة من المسلمين   في دولة نيوزيلندا من أجل أنهم من المسلمين على يد رجل له توجهات دينية انتصارا للديانة النصرانية المحرفة المنحرفة  

وماأمر الحملات الصليبية عنا ببعيد .وما جرى للمسلمين من أصحابها من ازهاق للارواح ونهب للأموال وانتهاك للأعراض 

وشرور لا تعد ولا تحصى .

ومن ذلك فإن جنس الفرس المجوس يتخذون غطاء الرافضة ديانة ويسمون أنفسهم شيعة تلاعب بألفاظ لغة العرب ومدلول معناها بالوصول إلى شريحة كبرى من المسلمين والباس معطف العنصرية المجوسية الفارسية لباس الدين

ومن قرأ كتب مذهبهم عرف سوء عقيدتهم  فقد  بُنيت على القتل والإغتيال واستحلال الدماء، وهذا مُدوّن في كتب الديانة لديهم.

ولا يشفع للشيعة الرافضة العرب أنهم من مذهبهم وعلى ملتهم فالقتل لكل عربي فهو قتل على نوع الجنس العربي 

ويسمون العرب في كتب العقيدة لديهم ب[ البتريين]

و[ المهدي المنتظر  الخاص فيهم]  يقتل [ البتريين] فقط ويرى حل دمائهم لذا فهو يغزو جزيرة العرب  ويهدم الكعبة المشرفة ويقيم الحد على أبي بكر وعمر [رضي الله عنهما فهما من اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الأئمة المهديين الخلفاء الراشدين  ] ومع هذا فلم يشفع لهم عند أصحاب العنصرية الجاهلية الفارسية المجوسية . وخير مثال لما ذكرته  الحوثية في اليمن وحزب اللات في لبنان وفيالق ومليشيات متعددة في العراق مثل فيلق بدر وكلها تهدد وتتوعد بالويل والثبور 

وعظائم الأمور 

وكبار الشرور 

جيرانهم من دول الخليج بما فيها دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية 

وتهديدهم عبارة عن  مفرقعات صوتيه عارية في الواقع من الحق والصدق. إذ هم كذبة فجرة .اسأل الله الحي القيوم أن ينصر جيوش التوحيد والسنة وأهل الإسلام بقيادة سلمان الحزم وولي عهده 

على هؤلاء الروافض المجوس وأن يمكنهم من رقابهم 

وأن ينصر بولاة أمرنا آل سعود 

العباد والبلاد .


ومن الديانات المنحرفة التي هي بؤرة للقتل واستحلال الدماء فرقة الخوارج وفي مقدمتهم في هذا العصر :

 الإخوانية وما تفرّع منها من جماعات تكفيرية ومليشيات  مثل داعش والقاعدة وحماس ..

فكلها أذناب لإيران المجوسية 


والخلاف في [ إسلام الخوارج ] معروف عند أهل العلم.


وأمّا أهل الإسلام فهم براء من هذه العادة الإجرامية المتأصلة في معتقدات هذه الديانات الباطله ؛ ذلك لأنها ديانات بعيدة عن الإسلام محاربة للإسلام وأهله فهم أهل إجرام وتكفير واستحلال لدماء الأبرياء المعصومة وإغتيالات عرفت عنهم واشتهروا بها .


 أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

ورزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

آمين. 

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني