الثلاثاء، 20 يوليو 2021

《 من هم المفوضة ؟ وما أنواعهم ؟》




بسم الله الرحمن الرحيم،


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فالتفويض في توحيد الأسماء والصفات له معنيان 

معنى حق ومعنى باطل 

فالمعنى الحق هو :

تفويض الكيفية وهو : إثبات المعاني مع تفويض الكيفية .

وهذا معنى قول السلف الصالح:

[ الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب ]

و قولهم : [ أمروها كما جاءت ].

فالمعنى عندهم واضح لكن الكيفية هي التي لا يعلم صفتها أو كيفيتها إلا الله سبحانه وتعالى. فعقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  إثبات المعنى وتفويض الكيف على الوجه اللائق بربنا سبحانه وتعالى من غير  تحريف ولا تأويل باطل ولاتفويض للمعنى { ليس كمثله شىء وهو السميع البصير } إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل .


وأما التفويض الباطل :

فهو تفويض المعنى .

بحيث يقال عن صفة السميع أو البصير أو غيرها من أسماء الله وصفاته العلى : لا يعرف معنى السميع ولا معنى البصير ولا الكلام ولا  الاستواء .

كل هذه الأسماء أو الصفات مجهولة المعنى .

وهذا طريق باطل آخر  لتعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى لهذا قال عنهم الإمام أحمد رحمه الله :" أنهم أشر  من الجهمية"[ المعطله] و " مقتضى مذهبهم أن الله سبحانه خاطب عباده بما لا يفهمون معناه ولا يعقلون مراده منه , والله سبحانه وتعالى يتقدس عن ذلك , وأهل السنة والجماعة يعرفون مراده سبحانه بكلامه ، ويصفونه بمقتضى أسمائه وصفاته وينزهونه عن كل ما لا يليق به عز وجل . وقد علموا من كلامه سبحانه ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه موصوف بالكمال المطلق في جميع ما أخبر به عن نفسه أو أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم" انتهى 

[مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله( ٣ / ٥٥ )] .

والذي يظهر لي أن مذاهب الناس في تفويض الأسماء الحسنى والصفات العلى ثلاثة مذاهب:

فمذهب على الحق وهو ماذكرناه سابقا .

ومذهبان أهلها  في تيه وشك وشرك  وهم  دركات من الجهل و الضلال.

فمنهم المذهب الأول:

وهم غلاة المفوضة الذين قالوا: أن الأسماء والصفات وكذا ألفاظ الشريعة ليس لها معنى معقول عند الأنبياء والمرسلين فكيف بمن دونهم من عامة الناس أو خواصهم، وأن معناها لايعلمه إلا الله وحده سبحانه وتعالى.

بل تمادوا في ذلك وأرجعوا علم معاني هذا الأمر إلى هؤلاء الزنادقة من فلاسفة وباطنية ولاشك أن هذا نوعٌ عظيم في الإلحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى بل  في عموم ماشرعه الله سبحانه وتعالى ونسبته إلى ما لا يليق به سبحانه وتعالى مع فيه من تجهيل للأنبياء  والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، فكيف يبلغون أمرا لايعرفون معناه مع تجهيل لأمة محمد صلى الله عليه من علماء او عامة لمعاني ألفاظ الشرع  .

وهذا فيه اتهام لله بتكليف خلقه بما لا يُطيقون تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وأصحاب هذا المذهب الباطل أنكروا المعاني الواضحة -لغة وشرعا- لأوامر الشرع ونواهيه   وأتوا بمعاني باطلة مخالفة للغة العرب  و ألفاظ الشرع  ومضادة لمراد الله سبحانه وتعالى.

وتعديد مفاسد هذا القول لا تنحصر وليس هنا محل بسط لها وهذا القول هو عين قول الباطنية  والفلاسفة الملاحدة  وهو أعمّ من المذهب الباطل وهو:

المذهب الثاني الباطل :

مذهب الخلف من المتكلمة  وخصوا أهل التجهيل في توحيد الاسماء والصفات  وان معناها غير مراد

وأنه أمر لايعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وهذا محاولة من المتكلمة المعطلة الجهمية الجمع والتوفيق بين الحق [ الحق في ما أمر الله به  وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم وما نهج عليه السلف الصالح من الصحابة رضيالله عنهم والتابعين رحمهم الله]

 وبين مذهب أهل الباطل من  الباطنية والفلاسفة وهذا الفعل الحاد وزندقة وخروج من الدين …

وهذا كما قال أئمة السلف أشر من التعطيل لاحتمال إرادة التجسيم أو التعطيل مع إنكار المعنى الذي عليه أهل الحق ورد هذا المعنى المعلوم  -لغة وشرعا- بورعٍ بارد انتصاراً لمذهب الباطنية و نتيجته أن الله سبحانه خاطب عباده بما لا يفهمون معناه ولا يعقلون مراده منه , والله سبحانه وتعالى يتقدس عن ذلك مع تضمنه تعطيل معاني لغة العرب 

وتجهيل الأنبياء والمرسلين

  مع وضوح المعنى..

وهذا القول للجهمية المعطلة بمافيهم بعض الكلابية [ الأشاعرة ] .

والمفوضة يثبتون الاسم والصفة مع عقيدة تفويض تخرجهم عن إرادتهم للإثبات فهو تعطيل أتى بصورة تنزيه.

ومن أشهر المفوضة في هذا العصر المدعو حسن البنا المؤسس لجماعة الإخوان المنتسبة للمسلمين حيث قال:"  ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تعالى أسلم وأولى بالاتباع حسماً لمادة التأويل والتعطيل " [مجموعة الرسائل صفحة ( ٣٣ )] .

[ نثبت اخطاءهم العقدية بذكر اسم المصدر وبالصفحة والجزء فلا نكذب على ملل الكفر فكيف بمن انتسب الى المسلمين ؛ أعاذنا الله واياكم من الظلم والكذب والبهتان ] .

وتضمن كلامه هذا أمور باطله منها :

اولا :

نسبة هذا العقيدة الباطلة الباطنية إلى السلف الصالح . وكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعقيدة السلف أجمعين تخالف كلامه وترده بل أن هذا الكلام يضاد لغة العرب فمامن لفظ في لغة العرب إلا وله معنى 

فكيف بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى . 


ثانيا : 

عقيدة التفويض الباطلة حيث قال :" وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تعالى" .

ومعاني الأسماء والصفات واضح لكن طريقة باطلة

حيث تضمنت أن الله أمر عباده بأمر يجهلونه ولا يعرفونه وهذا تكليف بما لا يطاق .و تجهيل للأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. 

مع تعطيل لغة العرب عن معناها المراد شرعا والمعروف بين العرب .

وهذه أحد أسباب إنكار شيوخ الاسلام على جماعة الاخوان 

فليست عندهم دعوة لتوحيد الله في الوهيته فكثير من اتباعهم يميلون لعباد القبور فلا ينكرون عليهم شركهم هذا ولا يقيمون عليهم الحجة الرسالية   .

مع تعطيل جهمي وتفويض باطل في توحيد الأسماء والصفات. 

يضاف إلى ماسبق :

يرون الخروج على ولاة الامر. 

ويكفرون المسلمين  ويرون حل دمائهم مع اندماج [ جزئي أو كلي] في عقيدة الروافض [ خير مثال حركة حماس الاخوانية] .

ومفاسدهم كبيرة 

وشرورهم كثيرة 

كفى الله المسلمين شرهم .

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

*كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.*