الأربعاء، 21 يوليو 2021

《تذكير في بعض الإدلة الشرعية التي تبين أهمية أصل وجوب السمع و الطاعة لولاة الأمر بالمعروف 》



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد


فهذا تذكير بسنة ثابتة في كلام الله سبحانه وتعالى وفي سنة  رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوب طاعة ولاة الأمر بالمعروف في الرخاء والشدة


قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}


وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه  قال: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهل). قال: (إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم فيه من الله برهان) أخرج البخاري ومسلم رحمهما الله

وعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) رواه البخاري رحمه الله.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف) رواه مسلم رحمه الله.

وعن أم الحصين رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول: ( ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله، اسمعوا له وأطيعوا) رواه مسلم رحمه الله. ؛ وفي لفظ له: (عبدا حبشيا مجدوعا).


قال ابن جريررحمه الله : حدثني علي بن مسلم الطوسي، حدثنا ابن أبي فديك، حدثني عبد الله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سيليكم بعدي ولاة، فيليكم البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، وصلوا وراءهم، فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فلكم وعليهم)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون)، قالوا : يا رسول الله: فما تأمرنا ؟قال: (أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم) أخرجه البخاري ومسلم رحمهماالله.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية). أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله. 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية). رواه مسلم رحمه الله.

وساق ابن عبدالبر رحمه الله في الاستذكار بسنده عن  مالك، عن يحيى بن سعيد؛ قال أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه عن جده؛ قال: (بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في اليسر والعسر، والمنشط والمكره، و ألا ننازع الأمر أهله، وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة)

ثم قال ابن عبدالبر رحمه الله روى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، قال: قال ابن عمر حين بويع ليزيد بن معاوية: (إن كان خير رضينا، وإن كان بلاء صبرنا.)

أخرج مسلم في صحيحه، قال :“وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ:

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ :(نَعَمْ ) قُلْتُ كَيْفَ ؟  قَالَ:يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ

قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ

قَالَ:(تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم:رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له ورجل يبايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدقه فأخذها ولم يعط بها)رواه  البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابوداوود وابن ماجه

وفي الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي هريرةرضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصا الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصا أميري فقد عصاني).

ايها الأخوة: هذا أمر الله سبحانه وتعالى وهذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم 

قال الله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا.}.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

•••••••••••••••••••••••••••••

كتبهُ واملاه الفقير إلى عفو مولاه والمحتاج إلى رحمة الله : غازي بن عوض العرماني