الخميس، 29 يوليو 2021

《 الحذر من الوقوع في النعي المحرم 》




 إلى اخينا فضيلة الشيخ......

 ..

سلمكم الله

 وأحسن إليكم

 وثبتنا الله واياكم على التوحيد والسنة ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة....آمين 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ..

أما بعد :

فقد قرأت رسالة لفضيلتكم ضمن سلسلة ( ............. )

ترجمة عن سيرة وحياة الأخ ........... - عفا الله عنه وغفرله ورحمه واسكنه الفردوس الاعلى من الجنه - جرت كتابتها في وقت قريب من وفاته ..

ومن رأي الشخصي المتواضع 

إن تحذف جملة [ توفي

 يوم كذا

 شهر كذا ، الموافق ......هـ  الأخ الفاضل ............ومن مناقبه....] 

محاولة الإبتعاد و السلامة من النعي المحرم شرعا [ لأن زمن كتابة الرسالة جرت بعد وفاته مباشرة] وأهل العلم ذكروا ان :

" الصحيح الذي تقتضيه الأحاديث التي ذكرناها وغيرها أن الإعلام بموته لمن لم يعلم ليس بمكروه , بل إن قصد به الإخبار لكثرة المصلين فهو مستحب وإنما يكره ذكر المآثر والمفاخر ....... "  انتهى كلامه من شرح الحافظ النووي رحمه الله على صحيح الإمام مسلم رحمه الله( ٥ / ١٧٤).

ونحو هذا التعريف مبسوط في كتب الفقهاء وشراح السنة .

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

.............

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الأربعاء، 28 يوليو 2021

خطأ عقدي قد يقع فيه كثير من الناس




هذا خطأ عظيم في العقيدة؛ فأبليس عصى ربه لأنه أمره بالسجود فعصى أمر ربه   .

قال الله تعالى وتقدس:{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ}

 قيل في الأمثال: 

" لا تنظر عظم المعصية لكن أنظر عظيم من عصيت "

وهذا حقيقة مثال سئ جدا 


قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:

"واختار أن " منعك " تضمن معنى فعل آخر تقديره : ما أحوجك وألزمك واضطرك ألا تسجد إذ أمرتك ، ونحو ذلك . وهذا القول قوي حسن ، والله أعلم .

وقول إبليس لعنه الله : ( أنا خير منه ) من العذر الذي هو أكبر من الذنب ، كأنه امتنع من الطاعة لأنه لا يؤمر الفاضل بالسجود للمفضول ، يعني لعنه الله : وأنا خير منه ، فكيف تأمرني بالسجود له؟ ثم بين أنه خير منه ، بأنه خلق من نار ، والنار أشرف مما خلقته منه ، وهو الطين ، فنظر اللعين إلى أصل العنصر ، ولم ينظر إلى التشريف العظيم ، وهو أن الله تعالى خلق آدم بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وقاس قياسا فاسدا في مقابلة نص قوله تعالى : ( فقعوا له ساجدين ) فشذ من بين الملائكة بترك السجود; فلهذا أبلس من الرحمة ، أي : أيس من الرحمة ، فأخطأ قبحه الله في قياسه ودعواه أن النار أشرف من الطين أيضا ، فإن الطين من شأنه الرزانة والحلم والأناة والتثبت ، والطين محل النبات والنمو والزيادة والإصلاح . والنار من شأنها الإحراق والطيش والسرعة; ولهذا خان إبليس عنصره ، ونفع آدم عنصره في الرجوع والإنابة والاستكانة والانقياد والاستسلام لأمر الله ، والاعتراف وطلب التوبة والمغفرة .

وفي صحيح مسلم ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلقت الملائكة من نور ، وخلق إبليس من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " هكذا رواه مسلم ". انتهى كلامه رحمه الله . 

الثلاثاء، 27 يوليو 2021

《 شهادة موثقة مصورة قام بنشرها الأعداء تدل على عدالة وصدق وصواب دعوة الامامين الجليلين الأمير محمد بن سعود و الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله 》



بسم الله الرحمن الرحيم 


《 شهادة موثقة مصورة قام بنشرها  الأعداء تدل على عدالة وصدق وصواب دعوة الامامين الجليلين الأمير محمد بن سعود و الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله 》


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  

أما بعد 

فكما تشاهد هذه الصورة وهي 

شهادة موثقة بالصور نشرها أعداء الدعوة السنية السلفية القائمة على الكتاب والسنة بفهم وهدي سلفنا الصالح والتي قاموا بنبزها وتعييرها ب[  الوهابية ].

هذه الشهادة تدل على صدق واخلاص وصواب دعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأنها قامت على [ لااله الا الله ]  ف[ لااله ] هذا ركن النفي وهو نفي و نبذ الشريك والند والضد عن الله سبحانه وتعالى .

و[ الا الله ] إثبات العبادة لله وحده سبحانه وتعالى فلا يعبد الا الله ولايصرف شيئا من العبادة لغير الله فمن صرف كل العبادة لغير الله فهو كافر ومن صرف شيئا من العبادة لله وشيئا منها لغير الله فهذا هو المشرك بالله حابط العمل فخاب وخسر من هذه حاله أعاذنا الله وإياكم من الكفر والشرك والبدع والاهواء والمعاصي ورزقنا وإياكم التقى والهدى والعفاف والغني  .  و[ لااله الا الله ] أي لا معبود بحق الا الله اذ أن كثيرا من الأشجار والاحجار والأنبياء والملائكة والشمس والقمر حتى البقر عبدت من دون الله سبحانه وتعالى وهي لا تنفع نفسها ولا تضر غيرها  والتوحيد هو صدق إخلاص العبادة لله وحده وفق شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

ف[ محمد رسول الله ]   معناها  " طاعته فيما أمر, وتصديقه فيما أخبر, واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع "( الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ) .

رحم الله الامامين الجليلين الأمير محمد بن سعود و الشيخ محمد بن عبدالوهاب فالأول وأسرته آل سعود : نصروها بالسيف والسنان والثاني نصرها  بالحجة والبيان .

قال الرافعي رحمه الله:

" صاحبَ الحقِّ الكبيرِ عرفتَهُ ** وبسطتَهُ في حكمةٍ وأناةِ

وضربتَهُ مثلًا لكلِّ مكابرٍ ** 

لا يستوي حقٌّ بغيرِ حُماةِ "

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مقدمة ( كتابه هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ) ما نصه : "والسيف إنما جاء منفذاً للحجة، مقوماً للمعاند، وحداً للجاحد، قال تعالى: {لَقَد أَرسَلنا رُسُلَنَا بِالبَيناتِ وَأَنزَلنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَالميزانَ لِيَقومَ الناسَ بِالقِسط، وَأَنزَلنا الحَديدَ فيه بأَسٌ شَديد وَمنافِعُ لِلناس، وَلِيعلَمَ اللَهُ مَن يَنصُرَهُ وَرُسُلَهُ بِالغَيب إِنّ اللَه قَوي عَزيز}، فدين الإسلام قام بالكتاب الهادي ونفذه السيف الماضي:

فَما هُوَ إِلاّ الوَحيُ أَوحَدَ مُرهَف ... يُقيمُ ضُباهُ أَخدَعي كُلُ مائِلٍ

فَهَذا شِفاءُ الداءِ مِن كُلِ عاقِلٍ ... وَهَذا دواءُ الداءِ مِن كُلِ جاهِلِ".

وفي إجابة لسؤال وجه للإمام ابن باز رحمه الله مفتي عام المملكة العربية السعودية سابقا قال :"البناء على القبور أمر منكر، لا يجوز اتخاذ القباب عليها ولا اتخاذ المساجد عليها، بل نهى الرسول عن هذا عليه الصلاة والسلام، بل لعن من فعل ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وقال جابر : نهى رسول الله ﷺ عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها خرجه مسلم في صحيحه، وهكذا روى النسائي والترمذي وغيرهما: (النهي عن الكتابة على القبور) أيضاً.

فالحاصل: أن البناء على القبور أمر منكر، نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، واتخاذ المساجد عليها كذلك؛ لأنه وسيلة إلى الغلو فيها وعبادتها من دون الله بالدعاء، أو الطواف أو الاستغاثة بها أو الذبح لها، كل هذا يقع من بعض الجهلة، وهذا من الشرك الأكبر، الطواف على القبور تقرباً إلى الموتى بذلك، أو الدعاء للميت أو الاستغاثة بالميت، أو طلبه شفاء المريض أو قضاء الحاجة، أو رد الغائب أو ما أشبه ذلك، هذا من الشرك الأكبر، هذه لا تطلب من الأصنام ولا من الموتى، ولا من الشجر والحجر، ولا من الكواكب، هذه تطلب من الله ، هو الذي يشفي المرضى ويرد الغياب ويقضي الحاجات ويكشف الكربات .

أما طلب هذا من الموتى أو من الأصنام أو من الأشجار والأحجار أو من الكواكب هذا كله شرك بالله عز وجل، وهكذا الطواف على القبور منكر، الطواف.. يكون بالكعبة، لا يطاف بالقبور، هذا منكر عظيم، بل شرك أكبر إذا قصد به التقرب لصاحب القبر، فهو شرك أكبر، وإذا ظن أنه قربة لله وأنه يتقرب إلى الله بهذا هذه بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك، فلا يطوف لا لله عند قبر ولا للميت، لا يطوف عند القبر أبداً، الطواف من خصائص البيت العتيق الكعبة، القبور لا يطاف بها أبداً، بل هذا منكر وبدعة، وإذا كان فعله لصاحب القبر صار شركاً أكبر، وهكذا دعاء الميت والاستغاثة بالميت، والنذر له، والذبح له، كله من الشرك الأكبر. فالواجب على المسلمين الحذر من ذلك، وعلى أعيان المسلمين منع هؤلاء من هذا العمل، وعلى الحكام والأمراء أن يمنعوا الجهلة من هذا الشيء، هكذا الواجب على حكام المسلمين، لأن الله جل وعلا أقامهم لمنع الأمة مما يضرها ولإلزامها بما أوجب الله عليها، وللنظر في مصالحها، هذا واجب الحكام، الحكام من الأمراء والملوك والسلاطين إنما شرعت ولايتهم ليقيموا أمر الله في أرض الله، لينفذوا أحكام الله.

فعلى الأمير في القرية، وعلى الحاكم في أي مكان، وعلى السلطان ورئيس الجمهورية وعلى كل من له قدرة أن يساهم في هذا الخير، وذلك بإزالة هذه الأبنية والقباب والمساجد التي بنيت على القبور، وأن تبقى القبور مكشوفة، مثل القبور في البقيع في عهد النبي ﷺ وفي عهدنا الآن في المدينة، القبور تكشف ولا يكون عليها بناء لا مسجد ولا حجرة سقف ولا قبة ولا غير ذلك؛ لأن الرسول ﷺ نهى عن البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها وتجصيصها؛ لأن هذا وسيلة إلى أن يغلى فيها، إلى أن تعبد مع الله، وهكذا لا يهدى إليها نقود ولا ذبائح ولا ملابس ولا للسدنة عندها، وهذه العجوز التي تأتي القبر هذه تمنع لا تأتي هذه المقابر، ولا تقوم بتنظيفها؛ لأن هذه دعاية للشرك، ولكن تصان القبور إذا سورت أطراف المقبرة كلها بسور حتى لا تمتهن، حتى لا تتخذ طرق أو للدواب لا بأس.

أما البناء على القبر لتعظيمه أو لإظهار شرفه وفضله هذا كله منكر، لا يجوز البناء على القبور أبداً، ويمنع وضع السدنة عند القبور لأخذ أموال الناس، أو تغرير الناس ودعوتهم إلى الشرك، كل هذا يجب منعه، وهذا واجب الحكام وواجب الأعيان وواجب أمراء البلاد، أن يسعوا في هذا الخير وأن ينصحوا للعامة والجهال ويعلموهم، كان النبي ﷺ إذا زار القبور يقول كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وكان يقول لهم إذا زار البقيع عليه الصلاة والسلام بنفسه: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أتاكم ما توعدون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد هكذا يدعو لهم، هذا السنة، يدعى للمقبورين بالرحمة والمغفرة، يسلم عليهم ويدعو لهم ثم ينصرف، لا يدعوهم مع الله لا يستغيث بهم، لا يتمسح بقبورهم، لا يقبلها بل يدعو وينصرف، يدعو لهم بالمغفرة والرحمة ثم ينصرف؛ لأن زيارة القبور فيها ذكرى للآخرة، وذكرى للموت، أما أن يجلس عند القبور يقرأ أو يدعو أو يتمسح بالقبر، أو يقبله هذا لا يجوز أو يدعوه من دون الله أو يستغيث به أو ينذر له كل هذا من أعمال الجاهلية، من أعمال المشركين الأولين.

فيجب الحذر منها، ويجب تعليم الناس وإرشادهم وتوجيههم إلى الخير، وتعليمهم ما ينفعهم، حتى لا يقعوا في الشرك، وحتى لا يكونوا من جنس الجاهلية الأولى، والله المستعان " .[ انتهى كلامه رحمه الله من موقعه الرسمي ] .

و هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية قامت على الإسلام الصحيح المبني على التوحيد [ لااله الا الله ] وعلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم[ محمد رسول الله ]

لهذا ترى شعار وعلم مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية  [ شعار التوحيد والسنة  ]    

أسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يبارك في ولاة أمر هذه الدولة [ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان  بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله و ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله  أسرة آل سعود و أسرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب] 

وأن ينصر ولاة أمرنا على من اراد بدينهم ووطنهم سوءا وأن ينصرهم على الرافضة الحوثية وأن يعلي بهم كلمته وأن يمد ولاة أمرنا بالصحة والعافية 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

-------------------------------------

كتبه : غازي بن عوض العرماني


السبت، 24 يوليو 2021

《 [ الإرهاب ] و [ الإرهاب لا دين له ] عبارات متداولة تحتاج وقفة تأمل وإعادة نظر 》


    بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين 


أمّا بعد،

فالمطلع على عبارات جرى تداولها على نطاق واسع وانتشرت في وسائل الإعلام المختلفة نجد قلة من يفقه معناها فهي عند التأمل  تحتاج إعادة نظر في تصحيح معناها ، 

منها :

《 العبارة الأولى : [  الإرهاب  ] 》


فمن أطلع على لغة العرب في تفسير القرآن الكريم اذ هو المصدر المهم لإتقانها او كان له  دراسة في النحو أو في معاجم لغة العرب يجد أن :

لفظ إرهاب   مصدر (أرْهَبَ، يُرهبُ، إرهابا)

ومعناه الشرعي هو ما وردَ في تفسير هذه الاية: {ترهبون به عدو الله وعدوكم}

قال القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: “تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب” 

[ فائدة عن تفسير القرطبي رحمه الله : هذا التفسير في الأحكام والعبادات والمعاملات  لابأس به  .

وأما مسائل التوحيد والعقيدة  وأصول الدين فيجب الحذر عن قراءته  لوجود أخطاء عقدية فيه ومن رأي الشخصي المتواضع أن يكتفي العوام وصغار طلاب العلم بتفاسير أهل السنة- مثل الطبري وابن كثير والسعدي- لسلامتها من الأخطاء العقديه إلا لمن أراد تصويب أخطاء الكتاب والرد عليه تحذيرا للمسلمين في بيان موضع الأخطاء العقديه فيها وكان مؤهلا علميا مؤصلا عقديا ])؛


وقال الطبري -رحمه الله- في تفسيره:

حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا إسرائيل, عن خصيف, عن عكرمة وسعيد بن جبير, عن ابن عباس: { ترهبون به عدو الله وعدوكم}، قال: تخزون به عدو الله وعدوكم. وكذا كان يقرؤها:{ تُخْزُونَ}.

فعلى هذا المعنى يكون معناه في لغة العرب موافقا لصحة مااتى  بالشرع من معنى صحيح له  .

وفي مقالات من كتب عن الإرهاب من الغربيين نجد : 

إنَّ " الخلط في مفهوم الإرهاب يرجع إلى ترجمة لغوية ليست غير دقيقة فحسب بل غير صحيحة مطلقًا لكلمة Terror الإنجليزية ذات الأصل اللاتيني. المعبّر عنه اليوم بالإرهاب هو استهداف المدنيين، وإذا كان في شرائع الدول المتقدمة اليوم أنهم لا يتجنبون قتل مدنيين إذا شملهم هدف عسكري عذرهم أن هدفهم كان عسكريا وليس مدنيا فإن فقهاء الإسلام أجمعوا على عدم جواز قتل مدني، أما استهداف المدنيين خاصة وهو ما تعنيه الكلمة Terror - [ لغتنا العربية لغة واسعة أعظم لغة على وجه الأرض وبها كان إعجاز القرآن الكريم لفصحاء العرب وسقنا هذا اللفظ باللغة الإنجليزية على ضيقها وعدم شمولها لئلا يختلف المعنى عند من يريد البحث والزيادة العلمية عن معنى هذا المصطلح ] - فإنه لا خلاف على تحريم هذا الصنيع في دين الإسلام. 

واتفاق علماء الإسلام واجماعهم امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي....) وهو في مسند احمد وسنن أبي داود والترمذي رحمهم الله أجمعين وصححه الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود رحمه الله 

فقد ثبت في السنة من رواية الامام مسلم  رحمه الله وأبو داود رحمه الله عـن بريدة رضي الله عنه:أنَّ النبي  صلَّى الله عليه وسلَّم  قال: ( اغزُوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتِلوا مَن كَفَر بالله، اغزوا ولا تَغدِروا، ولا تَغلُّوا ولا تُمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا )

وفي رواية خارج الصحيح : ( ولا تقتلوا وليدًا طِفلًا، ولا امرأةً، ولا شيخًا كبيرًا...) 


 وروى أهل الحديث عن أبي بكر رضي الله عنه من وجوه كثيرة وصيته لامراء الجند 

: [ لا تقتلوا امرأةً، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هَرمًا، ولا تقطعوا شجَرًا مُثمرًا، ولا تُخرِّبُنَّ عامرًا، ولا تَعقرنَّ شاةً ولا بعيرًا إلَّا لمأكلة، ولا تُغرقُنَّ نخلًا ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبُن]

وأهل الفقه في شريعة الإسلام ذكروا :" أنه لا يجوز قتل شيخ فانٍ من العدو، ولا امرأة، ولا راهب ولا مقعد، ولا أعمى، ولا معتوه إذا كان لا يقاتل ولا يدل على عورات المسلمين، ولا يدل الكفار على ما يحتاجون إليه للحرب بينهم وبين المسلمين" 


وهنا طائفتان شوّهت هذه العبارة الشرعية  عمدا 



وهما :

الطائفة الأوّلى :

الخوارج في هذا العصر وهم الإخوانية وماتفرع منها من فرق تكفيرية ضالة مثل داعش والقاعدة فعمدت إلى هذا اللفظ فجعلته إرهابا غير مشروع.


فوصفت قتلها للمسلمين الآمنين وزعزعة أمن دول الإسلام إرهابا ويُطبقون هذه الاية تطبيقا مخالفا للاسلام  على أهل الإسلام أفرادا وجماعات.


وكذلك تشويه المصطلح الإسلامي الآخر (الجهاد) وهم لا يعرفون الجهاد ولا ضوابطه ولا شروطه؛


بل لا يعرفون الإسلام..


فعمدوا إلى الآمنين من مسلمين ومستأمنين فقتلوهم ووصفوا جرائمهم جهادا وإرهابا

وكذبوا والله.فالسنة الثابتة أتت بوصف هؤلاء الخوارج  ب( كلاب النار )، وأنهم ( شر قتلى تحت أديم السماء، فخير قتيل من قتلوه) .

فقاموا بتوظيف هذه المصطلحات الشرعية خدمة لأهدافهم السياسية وأطماعهم الدنيوية كما استغلوا الإسلام قبل ذلك ساعدهم تعاطف الجهلة لتمرير فكرتهم الشيطانية المنحرفة والاسلام بتعاليمه السمحة (الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وما عليه كبار علماء الإسلام) يحاربون هذا الفكر المنحرف ويُبيّنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر منهم،

ووصفوهم بالضلال وأنهم من الفرق الإثنتين وسبعين الهالكة.



ثم نأتِ :


للطائفة الثانية :


التي شوّهت هذه المصطلحات الشرعية وهم فرق الملاحدة من علمانية وليبرالية.

[ الليبرالية: هي تحول الخوارج الفكري أو العقدي من الشدة والغلو في الدين  إلى الميوعة والإلحاد في دين الله  مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح في وصفه للخوارج :(يمرقون من الدين)  ومع خروجهم من الملة فلوثة الخروج واستحلال دماءالمسلمين  سارية في دمائهم].     

وللعلم

فالإخوانية الخوارج وفرقها التكفيرية كالقاعدة وداعش والنصرة وغيرها كثير لا كثرهم الله  مطايا لتشويه الإسلام،

بل والتعدي على الإسلام وأصوله وأهله .

قاتلهم الله أنى يؤفكون.

والإسلام عزيز منتصر فلا خوف عليه والخوف على من انتسب الى الاسلام وهؤلاء الخوارج يريدون هدم الاسلام لكن أنفسهم هدموا وذلوا وخابوا وخسروا.

فالتسمية الشرعية الصحيحة لمصطلح (الإرهاب)

هو : [ الخوارج أو القتلة أو أهل الغدر والجريمة والخيانة ]

أو [ الإرهاب غير المشروع أو غير الشرعي أو المخالف للشرع ] ليستقيم اللفظ ومن ثم يستقيم المعنى المراد شرعا .

ويلاحظ  على هؤلاء الإخوانية الخوارج انهم احيانا يأتون إلى  الناس إعلاميا بصورة المحاربين للتطرف

 أو الإرهاب

 أوانهم أهل الوسطية وهم في الحقيقة إبان شبابهم جالوا في ميادين التكفير فخاضوا في استحلال دماء المسلمين قولا وفعلا وعقيدة .

كفى الله المسلمين شرهم 



 *《 العبارة الثانية : قولهم [ الإرهاب لا دين له ] 》*


انتشرت هذه العبارة ونشرها هكذا على جهة الإطلاق غير صحيح ؛ فالمتأمل غالبا عند حدوث أي قضية جريمة إرهابية كبرى تهز أي مجتمع مسلم مسالم  أو تكون الحادثة جرت في أوربا أو أمريكا نجد أن الدوافع خلفها لتحقيق أهداف دينية جرى فعلها ولو كلفت أرواح من قام بها خدمة لفكره أو عقيدته التي نشأت عن دين منحرف لم يأمر به الله سبحانه وتعالى وهذا حق وحقيقة لا تنكر إلا مكابره. ومن قرأ التاريخ يتضح له نماذج كثيرة من هذا النوع .

ومن ذلك قتل مجموعة كبيرة من المسلمين   في دولة نيوزيلندا من أجل أنهم من المسلمين على يد رجل له توجهات دينية انتصارا للديانة النصرانية المحرفة المنحرفة  

وماأمر الحملات الصليبية عنا ببعيد .وما جرى للمسلمين من أصحابها من ازهاق للارواح ونهب للأموال وانتهاك للأعراض 

وشرور لا تعد ولا تحصى .

ومن ذلك فإن جنس الفرس المجوس يتخذون غطاء الرافضة ديانة ويسمون أنفسهم شيعة تلاعب بألفاظ لغة العرب ومدلول معناها بالوصول إلى شريحة كبرى من المسلمين والباس معطف العنصرية المجوسية الفارسية لباس الدين

ومن قرأ كتب مذهبهم عرف سوء عقيدتهم  فقد  بُنيت على القتل والإغتيال واستحلال الدماء، وهذا مُدوّن في كتب الديانة لديهم.

ولا يشفع للشيعة الرافضة العرب أنهم من مذهبهم وعلى ملتهم فالقتل لكل عربي فهو قتل على نوع الجنس العربي 

ويسمون العرب في كتب العقيدة لديهم ب[ البتريين]

و[ المهدي المنتظر  الخاص فيهم]  يقتل [ البتريين] فقط ويرى حل دمائهم لذا فهو يغزو جزيرة العرب  ويهدم الكعبة المشرفة ويقيم الحد على أبي بكر وعمر [رضي الله عنهما فهما من اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الأئمة المهديين الخلفاء الراشدين  ] ومع هذا فلم يشفع لهم عند أصحاب العنصرية الجاهلية الفارسية المجوسية . وخير مثال لما ذكرته  الحوثية في اليمن وحزب اللات في لبنان وفيالق ومليشيات متعددة في العراق مثل فيلق بدر وكلها تهدد وتتوعد بالويل والثبور 

وعظائم الأمور 

وكبار الشرور 

جيرانهم من دول الخليج بما فيها دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية 

وتهديدهم عبارة عن  مفرقعات صوتيه عارية في الواقع من الحق والصدق. إذ هم كذبة فجرة .اسأل الله الحي القيوم أن ينصر جيوش التوحيد والسنة وأهل الإسلام بقيادة سلمان الحزم وولي عهده 

على هؤلاء الروافض المجوس وأن يمكنهم من رقابهم 

وأن ينصر بولاة أمرنا آل سعود 

العباد والبلاد .


ومن الديانات المنحرفة التي هي بؤرة للقتل واستحلال الدماء فرقة الخوارج وفي مقدمتهم في هذا العصر :

 الإخوانية وما تفرّع منها من جماعات تكفيرية ومليشيات  مثل داعش والقاعدة وحماس ..

فكلها أذناب لإيران المجوسية 


والخلاف في [ إسلام الخوارج ] معروف عند أهل العلم.


وأمّا أهل الإسلام فهم براء من هذه العادة الإجرامية المتأصلة في معتقدات هذه الديانات الباطله ؛ ذلك لأنها ديانات بعيدة عن الإسلام محاربة للإسلام وأهله فهم أهل إجرام وتكفير واستحلال لدماء الأبرياء المعصومة وإغتيالات عرفت عنهم واشتهروا بها .


 أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

ورزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

آمين. 

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني

الجمعة، 23 يوليو 2021

《 إيضاح معنى شطر بيت وهو [معرفة الرحمن بالتوحيد] 》

 




الحمد لله وحده ،

والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد،

فقد سألني أحد طلاب العلم عن معنى  بيت من  الشعر  قاله الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في منظومته :[ سلم الوصول إلى علم الأصول]  في العقيدة وهو  :

" أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْعَبِيدِ

مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ ".



فاجبناه رزقنا الله واياكم التوكل عليه سائلا الله في اجابتي التوفيق والإعانة والسداد في القول والعمل  فأقول:

أول واجب على العبد :

يختلف في حال الكفر والإسلام 


*فاولا : إن كان كافرا أو مشركا*

فيجب عليه التوحيد وهو النطق بالشهادتين قال الإمام ابن القيم رحمه الله :

" فالتوحيد أوَّل ما يدخل به في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال النبي :( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ). فهو أول واجب وآخر واجب فالتوحيد أوَّل الأمر وآخره ". [ مدارج السالكين ( ٣ / ٤٤٤)]. 

وهذا محل اتفاق وإجماع بين المسلمين لا خلاف بينهم في ذلك نقل اتفاقهم واجماعهم ابن أبي العز رحمه الله شارح العقيدة الطحاويه  وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال : " السلف والأئمة متفقون على أنَّ أول ما يؤمر به العباد الشهادتان ".[ درء تعارض العقل والنقل (٨/ ١١)].

وأما المعطله الجهمية من اشاعرة كلابية  ومعتزلة ومن نحى نحوهم وانتحل مذهبهم  كالإباضية و الزيدية  والصوفية فيقولون : " إنَّ أول واجب على المكلف هو:

 [ النظر ]

أو [ القصد إلى النظر]

 أو [ أول أجزاء النظر]

أو[ المعرفة ]

أو [ الشك ] ".


و[ المعرفة ]  عند المعطلة الجهمية [ الأشاعرة الكلابية] 

يعنونها به معنى مخالفا لكلام الله تعالى وتقدس ومخالفا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهم يعنون به توحيد الربوبية فقط و معرفة وجود الله وتفرده بخلق العالم. و [ توحيد الربوبية : وهو توحيد الله بأفعاله كالخلق والأحياء والأماتة والرزق ونحوها ] 

وأما [ توحيد الالوهية : فهو توحيد الله بأفعال العبادة كالدعاء والذبح والنذر  والصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها من العبادات فلا تصرف إلا لله وحده سبحانه وتعالى ] 

 فجميع الكفار بما فيهم كفار قريش يقرون بتوحيد الربوبية قال الله تعالى وتقدس : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } وقال عز وجل : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلْأَرْضَ مِنۢ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ ۚ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } فلاخلاف بين الرسل وأممهم في توحيد الربوبية وإنما وقع الخلاف في توحيد الالوهية ، والمعرفة عند العلامة حافظ الحكمي رحمه الله فيعني بها حقا وهو إثبات توحيد الالوهية  ويدل على صحة ما قلناه وذلك بالرجوع الى شرح العلامة حافظ الحكمي رحمه الله  لمنظومته وهو سفره النفيس [ معارج القبول شرح سلم الوصول ]  نجده يقول في شرحه لهذا البيت من منظومته: 

" [ أول واجب‏]

 فرضه الله عز وجل ‏[على العبيد‏] هو ‏[ معرفة الرحمن‏] أي معرفتهم إياه ‏[ بالتوحيد‏] الذي خلقهم له، وأخذ عليهم الميثاق به، ثم فطرهم شاهدين مقرين به، ثم أرسل به رسله إليهم، وأنزل به كتبه عليهم‏ ".انتهى كلامه رحمه الله. 

والصحيح أن هذه الألفاظ المحدثة التي ذكرها أهل الأهواء والبدع هي خلاف ما عليه عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح المبنية على نصوص الوحيين وماعليه إجماع  المسلمين كما ذكرناه آنفا .


*ثانيا: المسلم*

فيطالب حين بلوغه سن التكليف ببقية شرائع الإسلام وشعائره. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  : "  أول الواجبات الشرعية يختلف باختلاف أحوال الناس، فقد يجب على هذا ابتداءً ما لا يجب على هذا ابتداءً، فيخاطب *الكافر* عند بلوغه بالشهادتين، وذلك أول الواجبات الشرعية التي يؤمر بها.

وأما *المسلم* فيخاطب بالطهارة إذا لم يكن متطهراً، وبالصلاة وغير ذلك من الواجبات الشرعية التي لم يفعلها. وفي الجملة فينبغي أن يعلم أن ترتيب الواجبات في الشرع واحداً بعد واحد، ليس هو أمراً يستوي فيه جميع الناس، بل هم متنوعون في ذلك، فكما أنه قد يجب على هذا ما لا يجب على هذا، فكذلك قد يؤمر هذا ابتداءً بما لا يؤمر به هذا. فكما أن الزكاة يؤمر بها بعض الناس دون بعض، وكلهم يؤمر بالصلاة، فهم مختلفون فيما يؤمرون به ابتداءً من واجبات الصلاة، فمن كان يحسن الوضوء وقراءة الفاتحة، ونحو ذلك من واجباتها، أمر بفعل ذلك، ومن لم يحسن ذلك أمر بتعلمه ابتداءً، ولا يكون أول ما يؤمر به هذا من أمور الصلاة، هو أول ما يؤمر به هذا."

[ درء تعارض النقل والعقل(  ٨ / ١٦ )]. فإذن لابد من فيؤمر ويات بكلمة التوحيد وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن كان *كافرا*


 ويؤمر *المسلم* عند بلوغه التكليف ببقية شرائع وشعائر الإسلام  عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم فقد روى 

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن : ( إنك ستأتي قومًا أهل كتاب، فإذا جئتَهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتُرَدُّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائمَ أموالهم، واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجابٌ ). 

متفق عليه . 

هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

..............

كتبه: غازي بن عوض العرماني

《 لفظ [ سيد أو السيد ] متى يصح ويباح إطلاقه ومتى يمتنع ويحرم 》



     بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده،

وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

أمّا بعد،

فمن خلال مااستنبطه أهل الحديث  من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وما ذكره الفقهاء في كتبهم نجد أن هنا ثمت مواضع  يصح ويباح فيها إطلاق لفظ سيد وفيه مواضع يمتنع ويحرم من صحة إطلاقه  منها  :


                 [  أوّلا  ]

أن يذكر لفظ سيد على جهة الإطلاق دون تقييد أو على جهة العموم دون تخصيص ففي هذه الحال هو للتحريم أقرب ؛ وذلك أنّ الله سبحانه وتعالى له السيادة المطلقة  من جميع الوجوه ففي مسند الإمام أحمد وصحّحه الإمام الألباني رحمه الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( السّيدُ الله )، 

و يلحقُ هذا ما ذكرهُ الإمام ابن باز رحمه الله حيث قال :

" تحريضاً على التواضع، وخوفا من الكبر والخيلاء لمن قيل له ذلك، وخوفاً من الغلو أيضاً، قد يغلو ثم دعاه من دون الله أو استغاث به أو عظمه تعظيما لا يليق إلا بالله فلهذا أنكره النبي صلى الله عليه وسلم  وقال: ( السيد الله )”. انتهى كلامه رحمه الله[ من موقعه الرسمي].

فقوله صلى الله عليه وسلم:

( قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان) أي بدون غلو ولا إطراء.


                [  ثانيا  ]

يباح في عبارة :  سيّد الخلق وسيّد بني آدم إذا أطلقت على  رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي هذه الحال يجوز إطلاقها  اجماعا  .

وبهذا مضت السنة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

( أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ )رواه مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٢٢٧٨)وقوله صلى الله عليه وسلم:

( أنا سيد ولد آدم  ولا فخر ) .

رواه ابن ماجه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه رحمه الله حديث رقم( ٣٤٩٦ ).


                  [  ثالثا  ]

من الحالات الممنوعة والمحرمة :

إطلاق لفظ سيّد على رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أثناء الصلاة أو في الأذانين فإنه لم يرد في الكتاب أو في السنة ولم يؤثر في  هدي سلفنا الصالح،

إذ هو إطلاق لا أصل له وبدعة منكرة،

فيحرم التلفظ به داخل الصلاة وذلك :

                     ▪︎ ١ ▪︎

 إن هذا اللفظ بهذا الموضع من كلام الناس المحرّم شرعا الإتيان به في الصلاة كما ثبت في السنة تحريم الاتيان بألفاظ لم ترد في كيفية صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعملا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي)؛ رواه البخاري رحمه الله.


                  ▪︎  ٢  ▪︎

ولأنّ ألفاظ العبادة توقيفيّة - أي تؤخذ من كلام الله سبحانه وتعالى  وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم فقط - فمن زاد هذا اللفظ أو غيره بلا دليل شرعي فهو محدث والله أعلم بصحة صلاته .

                   ▪︎ ٣  ▪︎


ولأن لفظ  " سيّد " لم يكن معهودا إطلاقه في الصلاة في عصر سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله فإطلاقه بهذه الكيفية خلاف ما عليه هدي السلف الصالح؛ ولو كان خيرا  لسبقونا إليه.

                  ▪︎  ٤  ▪︎

ولا يخفى على شريف علمكم أن التعبير بالألفاظ الشرعية هو المتعين شرعا .


                   [   رابعا   ]

يحرُمُ إطلاق لفظ (سيّد) على الكافر أو المنافق ففي سنن أبي داود رحمه الله  قال الرسوا صلى الله عليه وسلم : ( لا تقولوا للمنافق سيد فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ ).صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود رحمه الله حديث رقم ( ٤٩٧٧). 


                [   خامسا   ]

يتبع ما سبق في أنه لا بأس من إطلاق ما يشعر بالرئاسة أو السيادة على الكافر  مقيدة بوصف إذا كان فيه مصلحة راجحة أو دفع مفسدة أو فيه تأليف له وترغيبه في دخول الإسلام؛

ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم في رسالته إلى  هرقل وفيها  :  ( عظيم الروم )  رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. 

فانظر كيف أتى لفظ : " عظيم ". مُقيدا  بــ"الروم".

ومن ذلك  قوله تعالى: {وألفيا سيّدها لدى الباب}،

وعادة بعض العرب إطلاق هذا اللفظ على شيوخ القبائل وكبار الأسرة وأعيان المجتمع   بالسيادة مقيدة بقولهم : سيد بني فلان .


                 [ سادسا ]

إطلاق لفظ سيد على المسلم إذا كان عالما أو ذا صلاح  أو صاحب رئاسة  ووُصِفَه بما فيه وبما عُلمَ من حاله بُعدُه عن العلوّ والغلو والإطراء يجوز ؛ 

ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم :( إنّ ابني هذا سيّد، ولعلّ الله أن يُصلح به بين فئتين عظيميتين من المسلمين ).

 ومن ذلك ماذكره الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : [ ان أهلَ قريظةَ لما نزلوا على حكمِ سعدٍ أرسلَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فجاءَ على حمارٍ أقمرَ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ( قوموا إلى سيدِكم ) . أو (  إلى خيرِكم ),فجاء حتى قعدَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم] رواه ابوداود رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود رحمه الله حديث رقم  ( ٥٢١٥ ).


والله أعلم ، وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


~~~~~~~~~~~~~~~~

كتبهُ وأملاه المحتاج إلى رحمة وعفو الله : غازي بن عوض العرماني . 

الأربعاء، 21 يوليو 2021

《 إيضاح حقائق علمية حول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتفنيد بعض الشبهات التي أثيرت ضده من قبل رموز الأحزاب الضالة 》


بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين،

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطيبين الطاهرين،

أما بعد 

فقد قرأت في مجلة “...........” كلاما للمدعو ............... يقول فيه : " لقد أخطأ ابن تيمية وهو كردي الأصل بحسب -هكذا- رأي الأغلبية الساحقة من الباحثين المستشرقين في أنه قرن بين المشركين والأعراب في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" ، ثم أردف قائلا: " الفقهاء يستمدّون العنصرية ضدّ الأعراب من خطأ ابن تيمية" ..

هذا بعض ماورد في ثنايا كلام المذكور في رده على كاتب آخر  -وحال هذا الأخير تعبان كحال من كتب الرد عليه .

وظاهرة إقحام شيخ الإسلام  ابن تيميه رحمه الله تعالى في مسائل ينقبون فيها و يبحثونها فيها  وهم في الأساس ليسوا أهلا للبحث فهي ليست من شأنهم لقصورهم العلمي وجهلهم  .

وكلامهم هذا ليس في مجال تخصصهم لبعدهم عن علم الشرع - المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم - 

مع جهل كامل في علم لغة العرب التي نزل فيها القرآن الكريم وتكلم فيها رسول الله صلى عليه وسلم وفقر مدقع في علم الأنساب التي هي من إختصاص أهل الحديث إذ ألفوا في علم الرجال مئات الكتب في أسماء الرجال وطبقاتهم وأنواع اخرى من علم هذا الفن .

 ومن أطلع على كتابات هذه الفئة يجد :

  ضحالة العلم 

وركاكة الأسلوب وهشاشة صيغتهم ..

ثم  يتصدرون في مسائل الشرع ويشتهرون في الطعن  في أعلام الهدى ومصابيح الدجى .


و هؤلاء الجهلة يتقدمون أهل الفتيا في الفتيا ويصرحون أنّ مصادر التلقي عندهم كتب المستشرقين كما في رسالة هذا الأخ هداه الله  وهؤلاء ينطبق عليهم الوصف المستحق لهم والذي أتى في حديث الرسول صلىالله عليه وسلم : ( الرويبضة ) :

وهو الشخص التافه يتكلم في أمر العامة.

وفق الله ولي أمرنا إلى منع هؤلاء الكتاب فإنّ منعهم ديانة وقربة مع ما فيه من كف اذاهم وشرورهم عن المسلمين .


وجهل هذا الكاتب  في أمور  نسبها إلى شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وذكرها عنه  هي أخطاء وزلات من هذا الكاتب :

 أتت في مجموعها  فواقر  مهلكة  في مسائل لا يُحسن معرفتها في

 دين الإسلام 

وفي لغة العرب 

وفي فن علم النسب.

فأما ضحالة علمه وبضاعته المزجاة فيه :

 فإن ابن تيمية رحمه الله في كتابه النفيس [ اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ] تحدث عن حرمة التشبّه في أصحاب الجحيم ممن وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فلم يأت بهذا الكلام من عنده بل بأدلة شرعية اقتضاء لمصالح شرعية مستدلا لها بأدلة من الكتاب والسنة وماأثر عن سلفنا الصالح ، من ذلك على سبيل المثال قول الرسول  صلى الله عليه وسلم : ( لا يغلِبنَّكم الأعرابُ على اسمِ صلاتِكم فإنها العشاءُ إنما يدعونَها العتمةَ لإعتامِهم بالإبلِ لحلابِها ) رواه أحمد رحمه الله في مسنده وفي رواية عند مسلم :( لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الأعْرَابُ علَى اسْمِ صَلَاتِكُمُ العِشَاءِ، فإنَّهَا في كِتَابِ اللهِ العِشَاءُ، وإنَّهَا تُعْتِمُ بحِلَابِ الإبِلِ ) .

وهذان الحديثان من رواية الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. 

 وغير ذلك من أحاديث وقد بسط الكلام في إيضاحها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه آنف الذكر  فأجاد وأفاد

وأتى كلامه دُررًا

 مستنيرا بنصوص الوحيين

بفهم الصحابة الناصحين  اهل العلم واليقين .

 فنصر التوحيد والسنة 

وقمع أهل البدع والأهواء، 

و هذه النفائس العلمية خفيتْ على العميان أمثال هذا الكاتب لجهله فهو ليس من أهل هذه الصنعة -  هدانا الله وإياه واياكم إلى مايحبه الله ويرضاه-

وأما بيانُ جهله في لغة العرب : إذ ان الأعراب لا تعني العرب لأن هذا الاسم  وصف يُطلق على ساكني البادية من عربٍ أو عجم.

فالنّسب للعرب : عربي

والنسب إلى الأعراب أعرابي، فأنت ترى اختلاف اللفظ والمعنى وهذا معلومٌ لمن عنده أدنى اطلاع في كتب اللغة العربية ومعاجمها ؛ 

لكن ماذا نفعل بمن يتلقى - جهله وسطحية ثقافته - عن المستشرقين .

منهجه وعقيدته  

للأسف 

يأخذها عن هؤلاء الزنادقة 

حتى في علم لغة العرب  وعلم النسب  رجع فيه إلى هؤلاء النصارى المستشرقين ؛ 

ولو رجع هذا الكاتب إلى العوام من  أصحاب الفطر السليمة من الأعراب لبيّنوا له ماجهله من حقائق خافية أو تخفى على مشايخه [ المستشرقين].

ويظهر جهله في علم النسب

وذلك في كلامه عن نسب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و إرجاع نسبه إلى الأكراد

وهذا الأمر لا يغض من منزلة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و لاتنقصُ منزلة الأكراد فهم شعب مسلم سنيّ عُرف بنصرة الإسلام و أهله :   فقد كانت لهم معارك ضارية وحرب ضروس ضدّ أعداء دين الإسلام حماية لدين الإسلام ولأهله من المسلمين على أختلاف أجناسهم  ؛ فلهم وقعاتٌ مشهورة وتاريخ مجيد  في طرد النصارى أصحاب الحملات الصليبية على بلاد الإسلام ولهم جهود بارزة في إبعاد الرافضة الفرس المجوس عن بلاد مصر  .

ومن أعلامهم  : 

السلطان نور الدين زنكي، والسلطان صلاح الدين الأيوبي، وإليه تنسب دولة الأيوبيّين،

 وأهل العلم ذكروا في [ كتب تراجم الصحابة رضي الله] عنهم كإبن الاثير رحمه الله وغيره : أنّ منهم جابان الكردي رضي الله عنه ؛ وذكروا ان له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  .

وما ذكرناه عن  الأكراد  هذا الشعب المسلم الطيب االشجاع هو غيض من فيض .

( نسب الأكراد ) :

 نسب شعب الأكراد في ضوء ماذكره النسّابون العرب .

 فقد  اختلفوا في نسب الأكراد على أقوال 

القول الأول : 

من قال :  إنهم شعب مثل العرب 

القول الثاني :

 من قال :

إنهم من العرب ،

ثم اختلف أصحاب هذا القول إلى قولين :

الأول :   من نسبهم إلى القبائل القحطانية وهذه القبائل ذكر أهل السير والتاريخ انها قد تفرقت ورحلت عن موطنها الأصلي[ اليمن ] بعد حادثة سيل العرم، 

القول الثاني :

 من نسبهم إلى القبائل العدنانية..

فالله أعلم لكن ذكرنا أقوال العلماء من باب الالمام والاحاطة 

في حديثنا عنهم .

والا فالنسب من  روابط الدنيا التي لا تنفع ولا تضر فهي علاقة ضعيفة عارية من المستمك القوي والذي يكون  بتقوى الله قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}،

وقال تعالى وتقدس  : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ }

 وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا فضلَ لعربيّ على أعجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى).


وأما دعوى الكاتب :أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يطعن في نسب العرب - كما تضمنها نص كلامه في رسالته هذه المردود عليها - فهذا كلام فيه نظر 

بل هو غير صحيح وكذب مفترى  على ابن تيميه رحمه الله وذلك لأمور منها :

اولا :

 أن نسب شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله من العرب ومن قبيلة بني نمير ويسكنون حران فكيف يطعن بنسبه ؟

وهل رأيتم رجلا عاقلا يخاف الله يطعن في نسب غيره فكيف يطعن بنسبه ؟ 


مما يؤيد رجحان كلامنا هذا وقوته ماذكره ابن ناصر الدين [ وهذا العالم من تلامذة التلاميذ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ]وذلك في كتابه [ التبيان ] حيث قال رحمه الله :  أنه من قبيلة بني نمير ويؤيد هذا ما ذكره العدوي في كتابه [ الزيارات ].

وقد ذكر الشيخ ابن عاصم رحمه الله  الجامع لفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :  أن نسب  ابن تيمية من بني نمير بن عامر بن صعصعة وهذا مثبت في مقدمة عدد من النسخ المخطوطة في مكتبة الظاهرية في دمشق [ مستفاد ما سبق من كتاب الجامع لسيرة ابن تيمية رحمه الله لعلي العمران ومن معه] .


ثانيا :

هل يظن ظان أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يطعن في العرب وهم أهله ونسبه وهو القائل فيهم كما في كتابه [ اقتضاء الصراط المستقيم "طبعة دار العاصمة"( ١ / ٤١٩)] :

“فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة إعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم ورومهم وفرسهم وغيرهم وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وأفضلهم نسبا.” انتهى كلامه رحمه الله.

 

فعلى الكاتب أن يتق الله في نفسه؛ وأن لا يتكلم إلا بعلم وأن يترك التصدر والمشيخة وهو جاهل ليس من أهلها ، وعليه أن يغمد قلمه أو يكسره  ثم يجالس علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وأن يأخذ عنهم ويثني ركبته عندهم وان يترك ترهات وأباطيل النصارى  الذين يطلق عليهم [ المستشرقون ] وقد ارسلوا  عينا  على المسلمين ورصد أحوالهم ومعرفتها  ، وعلى هذا الكاتب وغيره :

 أن يتذكروا الله والوقوف أمامه

وأن يجعلوه نصب أعينهم  والحذر من مغبة  الطعن في علماء السنة فمن المأثور عن أئمة السلف :

أن من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الاثر.

ومن جميل كلام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي رحمه الله ،  في[ كتاب تبيين كذب المفتري( ٣٠ )] حيث قال رحمه الله : " واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم ، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم ... والارتكاب لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاغتياب وسبّ الأموات جسيم ،{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }" 


ومن يطعن في هذا الإمام العلم كثير من جماعات التكفير التي ترى تكفير المسلمين ثم  حل دمائهم لمحاربته لتوجههم الفكري المنحرف . ويتبعهم  الملاحدة العلمانية فهم يطعنون فيه لكشفه لشبهاتهم وتفنيده لافترائهم وفضحه لآرائهم  .

فالطعن في هذا العالم ولوج  في الطعن في الإسلام لأنه من حملة الإسلام الصحيح المدافعين الذائدين عنه فقد مات مجاهدا زاهدا محاربا لأهل الباطل فرحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الاعلى من الجنه . 

وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صاحب منزلة علمية عالية رفيعة فهو " إن تكلَّمَ في التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مُدرِكٌ غايته، أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه، وذو روايته، أو حاضر بالنِّحَل والملَل لم يُرَ أوسَع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من درايته، برز في كل فنٍّ على أبناء جنسه، ولم تَرَ عَيْنُ مَنْ رآه مثلَه، ولا رأتْ عينُه مثل نفسه"[ العقود الدرية للعلامةمحمد بن عبدالهادي رحمه الله، صفحة( ٢٥ ) .

وابن تيميه رحمه الله: " فرْد الزمان، بحر العلوم، تقي الدين، قرأ القرآن والفقه، وناظَرَ واستدلَّ، وهو دون البلوغ، برع في العلم والتفسير، وأفتى ودرَّس وله نحو العشرين سنة، وصنَّف التصانيف، وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه، وله المصنَّفات الكِبار التي سارت بها الركبانُ، ولعَلَّ تصانيفَه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كرَّاس وأكثر، وفسَّرَ كتابَ الله تعالى مدةَ سنين من صدره في أيام الجمع، وكان يتوقَّد ذكاءً، وسماعاتُه من الحديث كثيرةٌ، وشيوخُه أكثرُ من مائتي شيخٍ، ومعرفتُه بالتفسير إليها المنتهى، وحِفْظُه للحديث ورجاله وصحَّته وسقمه فما يُلحَق فيه، وأما نقلُه للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلًا عن المذاهب الأربعة، فليس له فيه نظيرٌ، وأما معرفتُه بالملَلِ والنِّحَل والأصول والكلام، فلا أعلم له فيها نظيرًا، ويدري جملةً صالحةً من اللغة، وعربيتُه قويةٌ جدًّا، ومعرفتُه بالتاريخ والسير فعجب عجيب، وأما شجاعتُه وجهادُه وإقدامُه، فأمرٌ يتجاوز الوصْفَ، ويفوق النَّعْتَ، وهو أحد الأجواد الأسخياء الذين يُضْرَبُ بهم المثلُ، وفيه زُهْدٌ وقناعةٌ باليسير في المأكل والمشرب" [ الشهادة الزكية للعلامة مرعي يوسف الكرمي رحمه الله صفحة ( ٤١ )] .

قال عمر بن علي البزار :

"  لقد اتَّفق كلُّ مَنْ رأى ابن تيمية - خصوصًا مَنْ أطال ملازمتَه - أنه ما رأى مثلَه في الزُّهْد في الدنيا، حتى لقد صار ذلك مشهورًا بحيث قد استقرَّ في قلب القريب والبعيد مِنْ كُلِّ مَنْ سَمِعَ بصفاته على وجهها؛ بل لو سُئِلَ عاميٌّ من أهل بلدٍ بعيدٍ: مَنْ كان أزهدَ أهْلِ هذا العصر وأكملَهم في رفض فضول الدنيا، وأحرصَهم على طلب الآخرة؟ لقال: ما سَمِعْتُ بمثل ابن تيمية رحمة الله عليه، وما اشتهر له ذلك إلا لمبالغته فيه مع تصحيح النية، وإلا فمن رأينا من العلماء قنع من الدنيا بمثل ما قنع هو منها، أو رضي بمثل حالته التي كان عليها، لم يسمع أنه رغب في زوجة حسناء، ولا دار واسعة جميلة، ولا بساتين، ولا شدَّ على دينار ولا درهم، ولا رغب في دوابَّ ولا ثياب ناعمة فاخرة، ولا زاحم في طلب الرئاسات، ولا رُئي ساعيًا في تحصيل المباحات مع أن الملوك والأمراء والتجار والكبراء كانوا طَوْعَ أمرِه، خاضعين لقوله وفعله ". [ الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للعلامة البزار رحمه الله صفحة ( ٤٥ )].

وماذكرناه نتفا يسيرة حيث كتب عن ابن تيميه رحمه الله مئات بل قد يكونوا بالآف من أهل العلم وغيرهم في الثناء عليه وبيان مناقبه وجهوده البارزة في خدمة الإسلام ونفع المسلمين  والحديث عنه حديث طويل رحمه الله رحمة واسعة 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

••••••••••••••••••••••••••••••••

*كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه:غازي بن عوض العرماني*

[ ملحوظة هامة  : 

بعد نهاية كتابة رسالتنا هذه نبأ إلى علمي توبة هذا الرجل عن كتاباته السيئة ورجوعه إلى الحق ؛ فالحمد لله رب العالمين].

《تذكير في بعض الإدلة الشرعية التي تبين أهمية أصل وجوب السمع و الطاعة لولاة الأمر بالمعروف 》



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد


فهذا تذكير بسنة ثابتة في كلام الله سبحانه وتعالى وفي سنة  رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوب طاعة ولاة الأمر بالمعروف في الرخاء والشدة


قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}


وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه  قال: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهل). قال: (إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم فيه من الله برهان) أخرج البخاري ومسلم رحمهما الله

وعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) رواه البخاري رحمه الله.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف) رواه مسلم رحمه الله.

وعن أم الحصين رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول: ( ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله، اسمعوا له وأطيعوا) رواه مسلم رحمه الله. ؛ وفي لفظ له: (عبدا حبشيا مجدوعا).


قال ابن جريررحمه الله : حدثني علي بن مسلم الطوسي، حدثنا ابن أبي فديك، حدثني عبد الله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سيليكم بعدي ولاة، فيليكم البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، وصلوا وراءهم، فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فلكم وعليهم)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون)، قالوا : يا رسول الله: فما تأمرنا ؟قال: (أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم) أخرجه البخاري ومسلم رحمهماالله.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية). أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله. 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية). رواه مسلم رحمه الله.

وساق ابن عبدالبر رحمه الله في الاستذكار بسنده عن  مالك، عن يحيى بن سعيد؛ قال أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه عن جده؛ قال: (بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في اليسر والعسر، والمنشط والمكره، و ألا ننازع الأمر أهله، وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة)

ثم قال ابن عبدالبر رحمه الله روى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، قال: قال ابن عمر حين بويع ليزيد بن معاوية: (إن كان خير رضينا، وإن كان بلاء صبرنا.)

أخرج مسلم في صحيحه، قال :“وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ:

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ :(نَعَمْ ) قُلْتُ كَيْفَ ؟  قَالَ:يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ

قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ

قَالَ:(تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم:رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له ورجل يبايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدقه فأخذها ولم يعط بها)رواه  البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابوداوود وابن ماجه

وفي الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي هريرةرضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصا الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصا أميري فقد عصاني).

ايها الأخوة: هذا أمر الله سبحانه وتعالى وهذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم 

قال الله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا.}.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

•••••••••••••••••••••••••••••

كتبهُ واملاه الفقير إلى عفو مولاه والمحتاج إلى رحمة الله : غازي بن عوض العرماني

《 حقيقة الصّوفيّة 》


بسم الله الرحمن الرحيم،


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين  نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا،

إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي رسول الله  صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،

أما بعد،

فقد طلب مني بعض الأخوة التحدث عن مذهب الصوفية فأقول :

إنّ الصوفية فرقة ظهرت  في القرن الثالث أو في أواخر القرن الثالث على جهة التحديد من هجرة الرسول  صلى الله عليه وسلم ،

أوّل بدايتهم كانوا قريبين من السنة ثم ابتعدوا شيئا فشيئا عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  بل عن دين الاسلام  وخاصة غلاة الصوفية 

           ( سبب التسمية بهذا الاسم )

ذكر أهل العلم في سبب هذه التسمية اقوالا هذا أهمها  :


         [ القول الأول  ]

نسبة إلى الصفة وهذا  غلط من جهتين :


الأولى : 

من حيث اللغة بالنسبة لأهل الصفة، فالنسب إليهم “صفيّ”،


 الثانية :

من حيث المعنى والشرع فأهل الصفة في عهد رسول صلى الله عليه وسلم  هم صحابة  الرسول صلى الله عليه وسلم وهم العُدول الثقات من الصحابة رضي الله عنهم  وهم أنصار السنة وحاملوها وهؤلاء لا يشابهونهم  بإسم أو فعل  

إذ هم مخالفون  للرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.


          [ القول الثاني ]

نسبة إلى رجل إسمهُ “صوفة”،


          القول الثالث] 

نسبةً إلى أنّ أصحابَ هذه   الطريقة يلبسون الصّوف، يعني يُظهرون التقشف والزهد والتوكل وهو تواكل في الحقيقة وليس توكلا لأن التوكل في الإسلام مبني على تفويض الأمر لله مع الأخذ بالأسباب، دلّ على ذلك ما ثبت في السنة : 

قال رجُلٌ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أُرسِلُ ناقتي وأتوكَّلُ ؟ قال : ( اعقِلْها وتوكَّلْ )

[ صحيح سنن الترمذي( ٢ / ٣٠٩)].

فالأخذ بالأسباب الشرعية من كمال التوحيد ولا ينافي التوكل  أما هؤلاء فهم يتواكلون بإسم الدين والدين برئ منهم ، فهم كما قال أهل العلم :" لبسوا أصواف الغنم تحت قلوب الذئاب".

والقول الأخير لعله اختيار شيخ الإسلام وهو أصوب الأقوال وأعدلها وأقربها إلى الصّحة: وهو أنّ سبب تسميتهم نسبة إلى لبس الصوف، وهذا معهودٌ معروفٌ عنهم، فتجد ريحهم نتنة لا يتطهرون ولا يتوضؤون ولا يغتسلون؛

فهذه مخالفة ظاهرة  للإسلام لأن دين الإسلام  دين يأمر بالنظافة، يأمر  بالوضوء، يأمر بالاغتسال، وجعلهما شرطا لصحة بعض أركان الاسلام كالصلاة   وهؤلاء يخالفون في الظاهر و في الباطن، حتى أنهم قسموا الدين  (شريعة  وحقيقة)؛

فالشريعة يعلمها الأنبياء  والعلماء والعامة،

وأما زنادقتهم وملاحدتهم  فيعلمون  بزعمهم الباطل حقيقة  الدين يعني أنهم جعلوا  أنفسهم في رتبة فوق  الأنبياء والمرسلين .فهذه العقيدة كما قال بعض أهل العلم منهم إحسان إلهي ظهير رحمه الله

 في كتاباته عن التصوف أنهم أخذوها من الرافضة أي تقسيم  الشريعة إلى حقيقة  وشريعة…

وهذه الفرقة انتشرت في سائر بلاد الإسلام، ولا تخلوا منهم دولة .

( من أبرز مصادر التلقي  عندهم) 

 يقولون نحن لا نأخذ : بحدّثنا فلان عن فلان عن فلان عن فلان، لا نأخذ عقيدتنا عن ميت بل نأخذها عن حي؛

                 -   ١   -

فبعضهم يزعم :

 أنه يوحى  إليه من الله وهو وحي من الشيطان .

                    -   ٢   -

 والآخر يدعي :

 الكشف أي أنه كُشف له الأمر،

               -  ٣  -

 وبعضهم :

 عن طريق الإلهام، 

                -   ٤   -

وبعضهم :

 عن طريق الوجد ؛  وهذا الوجد لا يحصلُ إلا عن طريق الرقص، فتراهم يرقصون ثم يتواجدون

[ لهذا من صحة العبارة يقال : فلان موجود وليس متواجد ]  وفي عقيدتهم الباطله : زعمهم أن  الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر تواجدهم أي رقصهم .

أو يحضر من يريدون أخذ الوحي عنه من شياطينهم..


( جماعة الإخوان وانتشار الصوفية).


ولجماعة الإخوان الخوارج:

دورٌ في نشر هذه الفرقة الباطلة  فقد كان مؤسس الإخوان حسن البنا صوفيّا حصافيّا ويتواجد ويرقص معهم،

ومن قصائدهم:

هذا الحبيب مع الاحباب قد حضرا***

وسامح الكل فيما مضى وجرى .

يعنون بذلك :

حضور الرسول صلى الله عليه وسلم لأماكن رقصهم وعبادتهم الباطله .

            -   ٥   -

ومن مصادر التلقي عندهم:

الذوق والفراسة والرؤى والمنامات كل هذه الطرق  يجعلونها إدلة يحرمون بها الحلال ويحلون بها الحرام ويضلون اتباعهم بأسحارهم والاعيب سحرية يمهون بها على السذج .      

وفي هذه الطرق 

يخالفون شرع الله ، ويكذبون بكلام الله سبحانه وتعالى ويردون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.


( من أبرز المؤاخذات  عليهم ) :  قولهم بوحدة  الوجود أي أن الخالق هوالمخلوق والعابد هو المعبود والله هو العبد والعبد هو الله 

عالى الله عما يقول الظالمون علوا عظيما.

هذه الفرقة الضالة من معتقداتهم  القول بالحلول   والإتحاد 

فالحلول :

أي حلول جزئي أي حلول  الإله بأحد من خلقه،

والإتحاد:

 أي يتحد كليا الخالق مع المخلوق ، تعالى الله عما يقول الافاكون علوا عظيما.


وفيهم :  غلو فيرون  أنهم أفضلُ من الأنبياء حتى قال قائلهم وهو البسطامي  : " إنا خضنا بحرا وقف الأنبياء  بساحله ".


( من المؤاخذات العقدية عليهم): 

دعاء غير الله

 وتعظيم غير الله

 وتقديسُ غير الله،

 ففي أفعالهم واقوالهم  يقع الشرك الأكبر بالله سبحانه  وتعالى  فمذهبهم مبني على انحراف عن دين الاسلام وتحريف  لدين الإسلام و محاولة فاشلة لطمس الإسلام   ..

{ويأبى  الله إلا  أن يتم نوره ولو كره الكافرون}.



وقد انتشرت هذه الفرقة الضالة و لها أتباع

 و لها طرق؛ 

وهم أنواع:

السهروردية و النقشبندية  والرفاعية والقادرية والشاذلية ومنها التيجانية..

ولهم ربط جمع رباط  .

 ويظهرون أعمالهم السحرية يسمونها كرامات وخوارق كلها كذب ودجل وسحر.

ومن زمن بعيد  فقد  اختلط التصوف بالتعطيل الجهمي  في جميع أنواع التعطيل من غلاة جهمية ومعتزلة وكلابية..

ومن أشهر الصوفية  المعطلة: ابن الفارض وابن سبعين وابن عربي كلهم معطلة صوفية يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم.

من مفاسد جماعة الإخوان أن هذه الفرقة  اندثرت لكن جماعة الإخوان أحيتها بتشجيعها و تشجيع رموزها عملا بقواعدهم الباطلة والتي منها :

" نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما  اختلفنا فيه"

حتى في الدعاء الذي هو عبادة محضة لله اشركوا في الله وعبدوا غير الله، و مع هذا الشرك المنهي عنه كانت عبادتهم ولا زالت وتركوا توحيد الله الذي ارسلت لأجله  الأنبياء والرسل وأنزلت الكتب  وانقسم الناس إلى سعداء  و أشقياء، وقام سوق الجهاد..

وجماعة الإخوان لا ترى أهمية التوحيد والسنة  فأيدتهم  فظهرت فرق حادثة لم تكن معروفة ومن هذا القبيل من يقال لها جماعة التبليغ، يقول عنها الإمام العلامة  شيخ الإسلام محمد بن ناصر الألباني رحمه الله:

  " جماعة التبليغ  صوفية عصرية ".

وقد انتشرت جماعة التبليغ الضالة بين الجهلة في جميع الدول فلم تسلم منها دولة 

و  المعطلة الجهمية الآن  مذهبهم مذهب المتصوفة، ففي هذا العصر تجد مشاهيرهم مثل :

الشعراوي و البوطي والغزالي والكوثري و عبد الفتاح أبو غدة و حسن البناء والجفري وغيرهم كثير  لا كثرهم الله. 


وجماعة الإخوانية

 جمعت التكفير، 

جمعت الصوفية، 

جمعت التعطيل، 

جمعت جميع فرق الضلال ؛ كل ذلك لهدف واحد وهو محاربة أهل التوحيد والسنة أتباع السلف الصالح أهل الإسلام الصحيح

محاربتهم :

في علمائهم لاعاد طلاب العلم عنهم والتحذير منهم .

في ولاة أمرهم

 للإطاحة بهم .

وفي شبابهم

 وذلك في غسيل فكرهم .

في نسائهم  

لافسادهن ومن ذلك ظهر ما يسمى ب[ النسويات أو النسويين].


ومن مفاسد هذه الجماعات الضالة:

 أنها أدخلت جميع فرق الضلال تحت دائرة أهل السنة والجماعة فلا يجوز بزعمهم الباطل :

 التحذير منهم ولا تحذير  طلاب العلم عنهم أو تحذير العامة منهم.

وهذا الصنيع غش للإسلام  وغش للمسلمين، فنتج عنه أنتشار فكر الخروج على ولي الأمر وذلك  بسبب عدم التحذير  من هؤلاء الضلال .


 فيا أيها الإخوة:

لابد أن يتميز أهل السنة

 عن الخوارج التكفيريين

وعن الصوفية.

وان يحذروا من الصوفية 

فهم  كالأرض المحروثة التي يراد زرعها  فتوضع فيها بذور التكفير فتنتج أمثال :

 القاعدة وداعش  وجماعات ضالة لا يعلمها  إلا الله سبحانه وتعالى؛

ان الجماعات التكفيرية الضالة محاربة للإسلام،

 محاربة  لأهل التوحيد والسنة  تعلن وتنشر الإخلال بالأمن ..

ولتحريضهم نتج عنه من  قتل والديه، 

ومن قتل إخوانه من عامة الناس بمافيهم رجال الأمن

بل في أماكن فاضلة  في الحرم فقد اجتمع عدة نواهي وعدة محارم: في رمضان زمن فاضل، وفي الحرم  مكان فاضل،

وفي استحلال دماء المسلمين 


 أيها الأخوة  اعلموا :( أن المرء لايزال في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما) كما ثبت ذلك في السنة.

نسأل الله العفو والعافية.

 فالحديث عن الصوفية

هو حديث عن داعش 

عن القاعدة

عن التبليغ

وهو حديث عن دعاتهم.

 نسأل الله أن يبصّر المسلمين في هؤلاء المتصوفة 

ومن أراد زيادة علم عن الصّوفية فليُراجع كتب شيوخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وتلامذتهم وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وتلامذته،

فكتاب التوحيد ورسالة كشف الشبهات كل ذلك  رد على المعطلة وعلى الصوفية لأن الخلل عندهم في توحيد الألوهية وفي توحيد الأسماء والصفات بل وصف بهم الأمر إلى الخلل في توحيد الربوبية .

فكل  باب من أبواب كتاب التوحيد  يردّ عليهم بالادلة مت كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم..

القرآن والسنة كلها ترد على الصوفية وترد على التكفيريين.

 أيها الإخوة:

ان السنة ونشرها مثل الماء حينما يسكب على النار فتطفيها، فالسنة تطفئ نار الفتن.

 لذا أوصي طلاب العلم في الحرص على لزوم غرز كبار علماء السنة ، ف( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة) فالائمة محمد أمان الجامي و الألباني  والوادعي رحمهم الله وكذلك الإمام ربيع حفظه الله لهم جميعهم ردود عليهم، 

وابشروا 

فالحق واضح ابلج 

والباطل غامض لجلج 

االحق ظاهر واضح فعلى طلاب العلم أن يبحثوا عن الحق فيتبعوه وعن أهل الحق فيلازمونهم ويجالسونهم 

وذلك لا يتم الا بطلب العلم و ثني الركب عند علماء السنة اتباع السلف الصالح والحرص على الاخذ عنهم والتتلمذ على يديهم.

فقد حفظ الله هذا الدين كتابا وسنة قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} 

وفي السنة: ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها  بعدي إلا هالك)،

ولا يتم فهم الكتاب والسنة  إلا بإتباع هدي سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله.

ومن الأدلة التي تحث على التمسك بنهج السلف الصالح،

من كلام الله سبحانه وتعالى 

قوله تعالى:{ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى}،

 و من السنة قوله صلى الله علي هوسلم:

( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي )

وحديث الافتراق :

( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة

وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) ، قالوا من هي يا رسول الله قال:(  ما أنا عليه وأصحابي) .

وفي لفظ: ( الجماعة).

فالزموا غرز علم السنة السلفيين، خذوا عنهم وانهلوا من النمير الصافي من ميراث النبوة الذي لم تكدره دلاء أفكار أهل الضلال وشبههم 

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة، وصلى الله وسلم  على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه و سلم تسليما.

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

*كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه:غازي بن عوض العرماني،*

الثلاثاء، 20 يوليو 2021

《 من هم المفوضة ؟ وما أنواعهم ؟》




بسم الله الرحمن الرحيم،


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فالتفويض في توحيد الأسماء والصفات له معنيان 

معنى حق ومعنى باطل 

فالمعنى الحق هو :

تفويض الكيفية وهو : إثبات المعاني مع تفويض الكيفية .

وهذا معنى قول السلف الصالح:

[ الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب ]

و قولهم : [ أمروها كما جاءت ].

فالمعنى عندهم واضح لكن الكيفية هي التي لا يعلم صفتها أو كيفيتها إلا الله سبحانه وتعالى. فعقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  إثبات المعنى وتفويض الكيف على الوجه اللائق بربنا سبحانه وتعالى من غير  تحريف ولا تأويل باطل ولاتفويض للمعنى { ليس كمثله شىء وهو السميع البصير } إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل .


وأما التفويض الباطل :

فهو تفويض المعنى .

بحيث يقال عن صفة السميع أو البصير أو غيرها من أسماء الله وصفاته العلى : لا يعرف معنى السميع ولا معنى البصير ولا الكلام ولا  الاستواء .

كل هذه الأسماء أو الصفات مجهولة المعنى .

وهذا طريق باطل آخر  لتعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى لهذا قال عنهم الإمام أحمد رحمه الله :" أنهم أشر  من الجهمية"[ المعطله] و " مقتضى مذهبهم أن الله سبحانه خاطب عباده بما لا يفهمون معناه ولا يعقلون مراده منه , والله سبحانه وتعالى يتقدس عن ذلك , وأهل السنة والجماعة يعرفون مراده سبحانه بكلامه ، ويصفونه بمقتضى أسمائه وصفاته وينزهونه عن كل ما لا يليق به عز وجل . وقد علموا من كلامه سبحانه ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه موصوف بالكمال المطلق في جميع ما أخبر به عن نفسه أو أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم" انتهى 

[مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله( ٣ / ٥٥ )] .

والذي يظهر لي أن مذاهب الناس في تفويض الأسماء الحسنى والصفات العلى ثلاثة مذاهب:

فمذهب على الحق وهو ماذكرناه سابقا .

ومذهبان أهلها  في تيه وشك وشرك  وهم  دركات من الجهل و الضلال.

فمنهم المذهب الأول:

وهم غلاة المفوضة الذين قالوا: أن الأسماء والصفات وكذا ألفاظ الشريعة ليس لها معنى معقول عند الأنبياء والمرسلين فكيف بمن دونهم من عامة الناس أو خواصهم، وأن معناها لايعلمه إلا الله وحده سبحانه وتعالى.

بل تمادوا في ذلك وأرجعوا علم معاني هذا الأمر إلى هؤلاء الزنادقة من فلاسفة وباطنية ولاشك أن هذا نوعٌ عظيم في الإلحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى بل  في عموم ماشرعه الله سبحانه وتعالى ونسبته إلى ما لا يليق به سبحانه وتعالى مع فيه من تجهيل للأنبياء  والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، فكيف يبلغون أمرا لايعرفون معناه مع تجهيل لأمة محمد صلى الله عليه من علماء او عامة لمعاني ألفاظ الشرع  .

وهذا فيه اتهام لله بتكليف خلقه بما لا يُطيقون تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وأصحاب هذا المذهب الباطل أنكروا المعاني الواضحة -لغة وشرعا- لأوامر الشرع ونواهيه   وأتوا بمعاني باطلة مخالفة للغة العرب  و ألفاظ الشرع  ومضادة لمراد الله سبحانه وتعالى.

وتعديد مفاسد هذا القول لا تنحصر وليس هنا محل بسط لها وهذا القول هو عين قول الباطنية  والفلاسفة الملاحدة  وهو أعمّ من المذهب الباطل وهو:

المذهب الثاني الباطل :

مذهب الخلف من المتكلمة  وخصوا أهل التجهيل في توحيد الاسماء والصفات  وان معناها غير مراد

وأنه أمر لايعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وهذا محاولة من المتكلمة المعطلة الجهمية الجمع والتوفيق بين الحق [ الحق في ما أمر الله به  وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم وما نهج عليه السلف الصالح من الصحابة رضيالله عنهم والتابعين رحمهم الله]

 وبين مذهب أهل الباطل من  الباطنية والفلاسفة وهذا الفعل الحاد وزندقة وخروج من الدين …

وهذا كما قال أئمة السلف أشر من التعطيل لاحتمال إرادة التجسيم أو التعطيل مع إنكار المعنى الذي عليه أهل الحق ورد هذا المعنى المعلوم  -لغة وشرعا- بورعٍ بارد انتصاراً لمذهب الباطنية و نتيجته أن الله سبحانه خاطب عباده بما لا يفهمون معناه ولا يعقلون مراده منه , والله سبحانه وتعالى يتقدس عن ذلك مع تضمنه تعطيل معاني لغة العرب 

وتجهيل الأنبياء والمرسلين

  مع وضوح المعنى..

وهذا القول للجهمية المعطلة بمافيهم بعض الكلابية [ الأشاعرة ] .

والمفوضة يثبتون الاسم والصفة مع عقيدة تفويض تخرجهم عن إرادتهم للإثبات فهو تعطيل أتى بصورة تنزيه.

ومن أشهر المفوضة في هذا العصر المدعو حسن البنا المؤسس لجماعة الإخوان المنتسبة للمسلمين حيث قال:"  ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تعالى أسلم وأولى بالاتباع حسماً لمادة التأويل والتعطيل " [مجموعة الرسائل صفحة ( ٣٣ )] .

[ نثبت اخطاءهم العقدية بذكر اسم المصدر وبالصفحة والجزء فلا نكذب على ملل الكفر فكيف بمن انتسب الى المسلمين ؛ أعاذنا الله واياكم من الظلم والكذب والبهتان ] .

وتضمن كلامه هذا أمور باطله منها :

اولا :

نسبة هذا العقيدة الباطلة الباطنية إلى السلف الصالح . وكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعقيدة السلف أجمعين تخالف كلامه وترده بل أن هذا الكلام يضاد لغة العرب فمامن لفظ في لغة العرب إلا وله معنى 

فكيف بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى . 


ثانيا : 

عقيدة التفويض الباطلة حيث قال :" وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تعالى" .

ومعاني الأسماء والصفات واضح لكن طريقة باطلة

حيث تضمنت أن الله أمر عباده بأمر يجهلونه ولا يعرفونه وهذا تكليف بما لا يطاق .و تجهيل للأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. 

مع تعطيل لغة العرب عن معناها المراد شرعا والمعروف بين العرب .

وهذه أحد أسباب إنكار شيوخ الاسلام على جماعة الاخوان 

فليست عندهم دعوة لتوحيد الله في الوهيته فكثير من اتباعهم يميلون لعباد القبور فلا ينكرون عليهم شركهم هذا ولا يقيمون عليهم الحجة الرسالية   .

مع تعطيل جهمي وتفويض باطل في توحيد الأسماء والصفات. 

يضاف إلى ماسبق :

يرون الخروج على ولاة الامر. 

ويكفرون المسلمين  ويرون حل دمائهم مع اندماج [ جزئي أو كلي] في عقيدة الروافض [ خير مثال حركة حماس الاخوانية] .

ومفاسدهم كبيرة 

وشرورهم كثيرة 

كفى الله المسلمين شرهم .

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

*كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.*

《 اضطراب الكلابية [ الاشاعرة ] في صفة كلام الله عز وجلّ وبيان فساد مقالهم وسوء حالهم 》

 




     بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا 

أما بعد: 


فمن سبر حال الكلابية [ الأشاعرة الجهميه ] واطلع على مقالاتهم يجدهم مُضطربون في أحوالهم متضاربون في أقوالهم متناقضون في مذهبهم مختلفون في إسمهم

فهل تصح النسبة لابن كلاب - الشيخ - أو لأبي الحسن الأشعري رحمه الله -التلميذ - الذي ترك مذهب الباطل وهجر أقوال الشيخ ومذهبه .

ومن أخبث أقوالهم العقدية اضطرابهم

في نسبة الكلام إلى الله تعالى على جهات مختلفة فمنها:

أنهم يقولون أنه صفة قائمة بالذات وعند التمعن في معنى هذه العبارة

نجد أنها تحتمل معاني عدة منها:

أن القائم بالذات غير الذات ولوقالوا أنه صفة ذات لذهب إشكال المعنى إذ الذات فيها صفات والصفات فرع عن الذات، إذ لايتصور عقلا ذات مجردة عن الصفات فكيف إذا دل الوحي - كتابا وسنة - على ذلك .

وسببل معرفة صفات الله الخبر عن الله سبحانه وتعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، إذ لاتستقل العقول في معرفة خالقها على جهة التفصيل إلا بنصوص الوحي بكتاب منزل ونبي مرسل وتكلمت " المتكلمة المعطلة الجهمية" بأمر فوق طاقتهم ولاتستطيعه عقولهم المنحرفة دليل قاطع على نقص هذه العقول أن كانت لديهم عقول فكيف يصح إطلاق هذا الوصف وهي قد جعلت أنفسها مشرعا من دون الله ولم تسمع وتطيع وتذعن وتؤمن وتسلم لشرع الله فكأنها تتكلم بوحي .وهم خلو من اتباع الكتاب المنزل والنبي المرسل فليس بعد القرآن الكريم كتاب وليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي مرسل فهو خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم،

ومن فساد مذهبهم وبطلانه استدلالهم بشبه عقلية وترك الادلة النقلية على إثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى. 

وقولهم : [ القائم بالذات]

يلزم من إطلاقها إيرادات   عدة منها :

أن القائم بالذات غير الذات فهو قائم بها لكن ليس منها…

ومن الإيرادات المفسدة لهذه العبارة :

أنه قام بالذات بعد أن لم يكن قام بها… فهو قيام حادث؛

وفي هذا رد على عدم تعليق الكلابية الكلام بالمشيئة.

ونفيهم أن يكون صفة ذات 

وقولهم بالكلام النفسي بدعة منكرة فلايعرف مافي داخل النفس إلا بالكلام ثم قالوا وبئس ماقالوا : انه يستوي في الكلام الأمر والنهي والخبر والإنشاء والحل والحرمة  فلازم هذا القول الكفر بالله سبحانه وتعالى وابطال دين الاسلام مع إنكار لغة العرب مع جمع المتناقضات ومخالفة لبدائه العقول وللفطر السليمة.

وقولهم أن المعبر جبريل عليه السلام أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيه تكذيب الوحيين مع مشابهة كلام كفار قريش بأنه قول البشر ووصف لربهم بأبشع الأوصاف وانقصها.

وبسط فساد مذهب الكلابية في عدة مواضع لنا بفضل الله في شرح الصفات الاختيارية وفي شرح التدمرية وغيرها من الشروح ومن اراد الإستفادة والاستزادة فعليه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والحق واضح ابلج وهو موجود في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

*كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .*

《 مكانة رجال الأمن 》

     بسم الله الرحمن الرحيم


ان الحَمدُ لِلَّهِ نحمده و نَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنَا ومَن سيئات أعمالنا من يَهدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضلِل فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحده لا شريك له  وأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ  { يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ }{ يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ, وَاحِدَةٍ, وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيبًا}{يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولًا سَدِيدًا يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزًا عَظِيمًا }

أما بعد 


فيعلم ولا يجهل  الدور الكبير و المهم الذي يقوم به إخواننا رجال الأمن في المملكة العربية السعودية في بسط الأمن واستقراره فيضحون لاجل ذلك بالغالي والنفيس حتى ولو كلفهم ذلك أرواحهم رخيصة ؛ لبذلوها في سبيل الله سبحانه وتعالى  وتوطيدا للأمن في ظل توجيهات كريمة من ولاة أمرنا وكل ذلك لنعيش انا وانتم بأمن وأمان وهم بتوفيق الله وفضله سببٌ في ردع و إيقاف كل من تسول له نفسه زعزعة راحة الآمنين في هذه الدولة المباركة التي تهفو إليها أفئدة المسلمين من كل مكان.

وتعلمون أعداء الخير وأهله :

فهم أنواع منوعة من ملل كافرة . 

وأدعياء للإسلام يلبسون ظاهرا لباس التقوى و في باطنهم قلوب الذئاب.

 والإسلام دين الرحمة برئ منهم .

فالفرق الخارجية التكفيرية كجماعة الإخوان الخوارج وما تفرّع منها كداعش والقاعدة 

ورافضة الفرس المجوس 

والملاحدة 

وغيرهم كثير 

لا كثرهم الله مصدر للإرهاب ومنبع لاستحلال دماء الأبرياء المعصومة ؛ ولأن المسلم أخو المسلم لا يظلمهُ ولا يُسلمه ولايخذله والمسلمون كالجسد الواحد كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم 

لذا ننبّه الإخوة الكرام إلى وجوب و أهمية الوقوف إلى جنبهم صفا واحدا ديناً وقربة، فهم إخواننا  في الإسلام وفي النسب ولهم أيادي بيضاء علينا ف( لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ ) كما ثبت ذلك في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلهم فضل بعد فضل الله ورحمته في :

ستر العورات 

وتأمين الرّوعات

 وحماية الممتلكات

والحفاظ على الأرواح.

 والذودِ عن المقدّسات ؛ 

وكل ذلك بتوجيهات ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله ورعاهم 

ونؤكد في رسالتنا هذه على أمور منها :

             ( أوّلا )

الوقوف مع رجال  في كل ما من شأنه حماية الأرواح وذلك بالإبلاغ عن كل من يُريد سوءا بأهل هذه الدولة المباركة ؛  واعلموا ان هذا عقيدة وهذا دينٌ وقربة . ويتبع ذلك مصالح شرعية لمجتمع المسلمين وأفرادهم .

فوقوفك معهم هو حماية لذاتك و حماية لاسرتك ولمجتمعك .

   

               ( ثانيا )

لفرقِ التكفير الخوارج دورٌ كبير في غسل فكر العوام والجهلة ولأهل البدع سعي حثيث خفي في تثبيط من قل علمه وعقله في وجوب الوقوف مع إخوانه رجال الأمن وذلك عن طريق تشويه الصّورة الحسنة لهم بشتى الطرق الشيطانية،

والمسلم كيّس فطن ينظر ما يُصلحُ دنياه وآخرته.

وقد توافرت نصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على وجوب طاعة ولي الأمر، ومن لوازم طاعة ولي أمرك الوقوف مع إخوانك رجال الأمن وهذا مايدل عليه دين الاسلام  ثم العقل الصحيح والفطر السليمة وما تقتضيه المصلحة الشرعية 

 فكلنا أيّها الإخوة رجالُ أمنٍ مادامَت هذهِ مهمة رجال الأمن 

 واكرر التنبيه :

إلى الحذر  من اهل التكفير فهم يتمسّحون بالدين ويستغلون عاطفة المسلمين لترويج سلعتهم المحرّمة شرعا في الأماكن المقدسة..أو الأوقات الفاضلة مثل وقت الحج 

فقد تأت مظاهراتهم وهُتافاتهم المبتدعة لتشويه الإسلام ومحاولة العبث بأمن الحجاج.

فعلينا نحن طلاب العلم الوقوف مع ولي أمرنا في البيان  على تأكيد حرمة هذا الصّنيع ونشر هذا الموقف السليم بين عامة المسلمين.

وكذلك تأكيد الوقوف مع إخواننا رجال الأمن   في وقت استحلّت دماءهم فرقُ الخوارج -كلاب النار-، والدّعاء لولي أمرنا ثم لإخواننا رجال الأمن  بظهر الغيب بالتوفيق والسّداد والتمكين من رقاب الاخوانية الخوارج والرافضة المجوس والملاحدة  الذين استحلوا دماء المسلمين بما فيهم إخواننا رجال الأمن.

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينهُ وأن يُعلي كلمته وأن يكفي المسلمين شر الأشرار وكيد الفجار و فسقة الجنّ و الإنس وأن يبارك في ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأن يحفظهم ويرعاهم ويسددهم وأن يكفيهم ويكفينا كل من أراد شرا بهذه الدولة المباركة 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا. 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

*كتبه واملاه الفقيرإلى عفومولاه : غازي بن عوض العرماني*