بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وأقتفى
أما بعد
فمن مات من أهل الأهواء والبدع والفرق الضالة والجماعات المنحرفة وله مؤلفات من كتب ورسائل منتشرة أو له صوتيات ومقاطع فيديو مشهورة ويتناقلها العوام ويرسلونها فيما بينهم مع وجود انحراف فكري في صاحبها وخلل في عقيدته ...
فيرد على المؤلفات من كتب ورسائل او على اشرطته الصوتية أو مقاطع الفيديو الخاصة فيه والتي يوجد فيها الخلل العقدي حماية للمسلمين من خطره المعنوي الفكري ؛ فإن كان مات جسده ففكره ومذهبه حي منتشر فلا يترك الرد عليه لمجرد موته وهذا الرد لا يحسنه إلا من كان مؤصلا عقديا ومؤهلا علميا بعلم وعدل وانصاف وصدق وتحري للحق مع بعده عن الكذب وأتى مؤلفه وفق الادلة النقلية والحجج العقلية ووفق قواعد علماء السنةالسلفيين.
ومن قال بترك الرد عليه فهو جاهل بخطورة انتشار فكر هذا المنحرف .
أو هو متساهل في أمور العقيدة الصحيحة التي هي من اصول دين الإسلام .
وينتبه إلى أمر قد يغفل عنه بعض طلاب العلم :
وهو اذا كان هذا العالم الضال أو الداعية المنحرف والمراد الرد عليه فيه انحراف فكري و يعاني من خلل عقدي مثل رموز الجهمية المعطلة أو أصحاب الخرافة الصوفية القبورية أو غيرهم ممن انحرف عن جادة الحق وهم مع هذا على ملة الإسلام فيشهدون أن لااله الا الله وان محمدا رسول الله فلا ننزله جنة أو نارا أو نحكم بتخليده في جنة أو نار .
واذا أقيمت عليه الحجة وانتفى العذر عنه فقتل ردة فهذا حكم شرعي فلا يلزم منه أن يقال هو في الجنة أو هو في النار أو يدخل ويخلد في احد الدارين . ومن لم يشرك بالله فهو تحت مشيئة الله فإن شاء عفا وغفر فضلا ورحمة وإن شاء عذبه عدلا وحكمة ؛ لكن نرجو للمحسنين من المسلمين ونخاف على المسيئين منهم .
وانظر هدي السلف الصالحين والأئمة المهديين المتبوعين في بيانهم لاخطاء من مضى من أهل العلم فتجدهم يقولون في كتب الرجال :[ فلان سئ الحفظ . أو خارجيا أو مرجئا أو جهميا جلدا ] وغير ذلك من العبارات التي تبين توجه المردود عليه عقديا وتوضحه نصحا للأمة .ولهم في ذلك مئات أو آلاف الكتب النفيسة على اختلاف اعصارهم
وتباعد امصارهم وكثرة اسفارهم
ثم أنظر وتأمل ؛ كيف عرفت ان الزمخشري من المعتزلة أو الباقلاني من الجهمية المعطلة اوسيد قطب من الإخوانية الخوارج المعاصرين وغيرهم كثيرهم سقناهم على سبيل المثال لا الحصر.
ثم كيف تعرف مذهب جماعة منحرفة أو فرقة ضالة وليست افرادا مثل الخوارج السابقين والاخوانية اللاحقين والمعتزلة والزيديه والاباضية وأهل التفويض والتعطيل والارجاء والتصوف والالحاد الفكري مثل الروافض المجوس والقدرية والجبرية وغيرهم من فرق منحرفة لا تعد ولا يحصى عدها ..وانظر كتب الفرق والجماعات والمذاهب .
واعلم رحمنا الله وإياك أن من ترك الرد مع علمه وقدرته عليه والمامه في مواضع خطأ الشخص مع علمه بعظيم خطره وحاجة الأمة إلى البيان والتحذير من سبيل المفسدين المجرمين والنصح والحث على لزوم جادة أهل الحق المبين ومن ترك هذا الفضل العظيم والخير العميم فهذا جاهل يخشى عليه او هو مرجئ لايرى فعل الأعمال الصالحة والتي منها او من أجلها جهاد الخاصة بالقلم والعلم وهو الجهاد الأكبر للمنافقين ومن كان على مثل حالهم الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله المنزل :{ وجاهدهم به جهادا كبيرا} أو قد يكون مثله في الفكر والمعتقد .
وقد رأيت في هذا العصر انتشار مقاطع الفيديو بين عوام أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في جميع وسائل التواصل الاجتماعي وهذا المقاطع لدعاة سوء إلى مذهب سوء من دعاة جهمية معطلة أو من يرى او يسهل الخروج على ولاة الأمر أو دعاة فكر منحل اباحي فكان لا بد من بيان الأمر وتجلية المسألة نصحا للأمة وابراء للذمة و{ معذرة إلى ربنا } و { لتستبيل سبيل المجرمين } ولئلا يتبع هؤلاء الضلال في ضلالهم ورحمة لدعاة الانحراف من تعدد الاوزار عليهم وتكاثر الذنوب فيهم فقد ثبت في السنة: أن ( من سن سنة سيئة، كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) .
ثم إن من:
الأصول الشرعية
والقواعد العلمية
والأحكام المرعية
كلها تؤكد على أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز . مع عظيم اجر أصل الرد على المخالف وعلو منزلته ورفيع قدره فهو أصل عظيم من أصول الإسلام ومبانيه العظام . ولما في طريقتنا هذه من سلوك واتباع نهج سلفنا الصالح في بيانهم لضلال من ضل جرى كتابة هذه الرسالة فنسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن تكون ديانة وقربة لوجهه الكريم وإن تكون خالصة له صوابا متقبلة..
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كتبه : غازي بن عوض العرماني.