بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فقد أردنا بيان وايضاح اجابة لسؤال من كلام شيخنا الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله لبعض طلاب العلم عن ما هو موضح في الصورة المرفقة ؛ وذلك في اجابته رحمه الله عن حكم عبارات عرضها عليه طلاب العلم منها هذه العبارة ونصها : ( ورب القرآن ) أقول : فلا يجوز التلفظ بهذه العبارة لأن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى وبيان فساد ذلك كأن الحالف يحلف أو يقسم على أن القرآن ليس من الله تعالى وتقدس وقد يفهم من هذه العبارة القول بخلق القرآن الكريم او ان صفة كلام الله سبحانه وتعالى ليست من الله تعالى ربنا وتقدس .
فكلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وصفة كلام الله سبحانه وتعالى صفة ذاتية فعـلية، فهو صفة ذاتيه باعتبار اتصاف الله بهذه الصفة ازلا وقيامها بذات الله سبحانه وتعالى قيام لاينفك عنه سبحانه وتعالى بوجه من الوجوه فالله تعالى لم يزل ولا يزال متكلما، وقلنا صفة فعلية باعتبار آحاد وقوع الكلام وتجدده ؛ وتعلقه بمشيئته سبحانه وتعالى وقدرته فالله سبحانه وتعالى يتكلم بما شاء كيف شاء متى شاء على ما يليق بوجه ربنا تعالى وتقدس.
وحيث إن هذه العبارة نتيجتها معاني سيئة تتضمن الكفر بالله سبحانه وتعالى فتمنع .
وأما عبارة ( ورب المصحف )
فتشمل الورق والجلد وهذا مخلوقة وليست من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الله سبحانه وتعالى هو المكتوب فيمنع هذا الحلف لاشتماله على كلام الله سبحانه وتعالى وعلى أشياء مخلوقة ولإحتمال ارادة الحالف كلام الله سبحانه او ارادة غيره .
وصدور مثل هذا القسم بين العامة يدل على ضعف كثير من المسلمين في علم لغة العرب والتي أتى فيها القرآن الكريم والسنة النبوية فشابه بعضهم حال الاعاجم في عدم معرفتهم للغة العرب لهذا ترى كثيرا من المسلمين يقولون : ( لااله الا الله ) وهم يعبدون غير الله من شجر او حجر او وثن او قبور هي لعباد أمثالهم لا ينفعون ولا يضرون ؛ وكفار قريش يعرفون معنى( لااله الا الله ) لهذا أبوا ان يقولوها
حينما قال لهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : ( أسألكم أن تجيبوني إلى واحدة تدين لكم بها العرب, وتعطيكم بها الخراج العجم ، فقالوا: وما هي؟ فقال:تقولون لا إله إلا الله, فعند ذلك قالوا: { أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} تعجبا منهم من ذلك .
ومن فضل الله علينا ان قد ذكرنا في كتاب لنا عنوانه : [ تحذير المسلمين من خطر الابتداع في الدين ] ان من أسباب ظهور البدع وانتشارها عدم اتقان لغة العرب ومعرفة معاني ألفاظها ؛ قال أيوب السختياني رحمه الله : "إن من سعادة الحَدَث [ الشاب ]والأعجميّ أن يوفقهما الله لعالمٍ مِنْ أهل السنة".
وذلك ان الشاب حينما يطلب العلم يكون في الغالب تبعا متحمسا تابعا لعاطفته والتي تكون غير منضبطة بضوابط الشرع وإنما حماس اجوف لمعتقد شيخه مائلا إلى الأخذ عنه فيحمله ذلك على اتباع شيخه ان كان محسنا او مسيئا
فهو مجرد تابع فكري لهذا ورد في صفة او وصف الخوارج على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم : ( حدثاء الأسنان ) فيغسل شيخهم المبتدع فكرهم ويشحنه بمعتقد ظاهره القرآن والسنة وباطنه مخالفة نصوص الوحيين كما وصفهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بقوله : " فهم مختلفون في الكتاب ؛ مخالفون للكتاب ؛ مجمعون على مخالفة الكتاب ؛ يقولون على الله تعالى وفي الله تعالى وفي كتاب الله تعالى بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون الجهال بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين"
وأما الاعجمي فيشكل عليه عدم معرفة لغة العرب وعدم معرفة فهم معاني ألفاظ الشرع لعجمته فيحمله شيخه على اتباع توجهه الفكري وإن كان منحرفا .
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كتبه : غازي بن عوض العرماني .