الأربعاء، 23 مارس 2022

《 توجيه رسالة عن حكم وضع أماكن خاصة لتفطير الصائمين 》




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  

أما بعد 

فقد وصلتني  هذه الرسالة ونصها :

"  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

سؤال للمشائخ والأغنياء ورؤساء الجمعيات الخيرية وأئمة المساجد والمحسنين من عامة الشعب السعودي حفظهم الله بمناسبة قرب رمضان وإفطار صائم وعمل الخير والصدقات وإخراج الزكاة:-

يقول السؤال: 

*هل تجوز الصدقة على السعوديين أم أن ذلك رجس من عمل الشيطان ؟*

هل الفقير السعودي المسلم أولى أم أن الهندوسي والبوذي واللاديني الذين تفرشون لهم سفراً ممتدة على أبواب المساجد كلَّ رمضان بهدف الصدقة وكسب الأجر أولى؟!

هل الجار والقريب السعودي أولى أم أولئك الأبعدين القادمين من أقاصي الأرض ويملكون الوظائف والأعمال والسكن والتأمين الطبي؟!

هل السعودي المتعفف أولى أم أولئك الذين يتسابقون على أبواب المساجد ويزدحمون كل نهار ويخطفون الوجبات ليأكلوا منها قليلاً ثم يرمون بالباقي في مكبِّ النفايات دون شكر ولا حمد ولا حتى دعوة لمن تبرع وتلطف وتعطف وتصدق عليهم؟!

وقبل ذلك كلِّه..هؤلاء الذين ترحمونهم..هل رحموكم؟!

هل رحموكم من سيطرتهم على السوق؟!

هل رحموكم من الغلاء في كل شيء؟!


هل رحموكم من الشماتة بكم والنظر إليكم كأغبياء يملكون المال؟!

قولوا لي بالله بماذا رحموكم لكي ترحموهم؟!


ثم..تعالوا نحسبها قليلاً:

لو افترضنا أن عدد من يتم تفطيرهم كل يوم 2 مليوني عامل فقط من بين 12.5 اثني عشر مليوناً وخمسمائة ألف أجنبي يعيشون بيننا..وكلف إفطار كل واحد منهم 10 ريالات يومياً..فكم المجموع خلال 30 يوماً؟!

إنه 600 مليون ريال.

هذا فقط إفطار صائم..ودعوكم من غيره.

هذا المبلغ من وجهة نظركم كم سيسدد من فواتير الكهرباء والماء على مساكين سعوديين..وكم سيطلق من سجناء سعوديين موقوفين في دين عشرة أو خمسة عشر ألف ريال..وكم سيوفر من إيجار منزل لأرملة سعودية مع أطفالها..وكم سيشتري من دواء لمريض سعودي مضطر لا يقوى على انتظار مواعيد المستشفيات..كم سيداوي من ألم..وكم سيطفئ من لهفة..وكم سينزع من غصة..وكم سيوقف من دمعة.

تلك الدمعات الحارَّة التي تسيل على خدود العفيفات والشرفاء الذين يهون عندهم الموت على أن يطلبوا أحداً.


ثم..وأخيراً..أيها المحسن الكريم..الذي يطلب الأجر..ألا تعتقد أن مثل هذه المبالغ تغري بانتهاب نصفها..وهل تضمن أن مالك الحلال لم يسلك بعد خروجه من يديك مسالك الحرام..ألا ترى أنك مسؤول أيضاً وأنك تعين ضعاف النفوس على الفسق والعدوان..ولماذا لا تتلمس أنت بنفسك احتياجات أقربائك وجيرانك ومعارفك الذين يحملون جنسيتك ويلهجون بلسانك ويدينون بدينك..أليسوا أولى من كومار الذي يمتلك البقالة وعبده الذي يمتلك المغسلة وشفيق الذي يمتلك الورشة وفتحي الذي يمتلك صالون الحلاقة؟!

أم أن التصدق على السعوديين رجس من عمل الشيطان؟!


أقسم لكم بالله العظيم إنني أتجرع الغصة كل يوم من أناس فقراء سعوديين..وخاصة من النساء..الذين يثقون بي ويبثون هموهم ويشتكون حاجتهم إليَّ وأنا لا أملك لهم نفعاً..فاطلبوا الأجر في الأقربين..اطلبوا الأجر في الأقربين..واعلموا أن الأجنبي لم يأت إلى هنا إلا بعقد عمل وراتبٍ جارٍ وحياة مضمونة..أما المخالف فإنكم بتصدقكم عليه تشجعونه على البقاء وتخالفون أنظمة دولتكم وتسعون إلى تقليل الفرص الوظيفية على أبنائكم.



ص ج ز / جدة



فجرى توجيه هذه الرسالة بناء على رأي شخصي لذا أقول : 


 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته 

إفطار الصائم تم وضعه خاصا للصائمين ولم يوضع لأي ملة أخرى غير اهل الإسلام .

والأصل في الأشياء الاباحة 

ويتبع هذا :

بناء على مايفهم من هذه الرسالة : 

هل نحكم على فقراء المسلمين في بلاد المسلمين وننسبهم إلى الهندوس والبوذية أو أي ملة أخرى كافرة ؟

ثم هل نمنع فعل الخير بشبه واهية ؟ .

ثم إن اتيان مستور الحال الى مكان الإفطار هل يمنع من  الخير أو يجوز لأحد من الناس رده بحيث نجعل أناس مهمته التفتيش وسؤال الناس عن دياناتهم ؟

 فهذا تكلف لم يقل به احد ؛ ثم قد يأتي هذه الأماكن من المسلمين من هو مفطر بغير عذر شرعي ...فهل نقول : (هل  انت مسلم أو كافر  ؟)

و( هل إذا كنت مسلما هل انت مفطر أو صائم ؟)

و( وإذا كنت مفطرا هل افطارك تم بعذر أو بغير عذر ؟ ) .

وللعلم :

من أبواب الزكاة الواجبة { المؤلفة قلوبهم } ." وهم مَن يُرجى إسلامُهم من الكفار  أو يرجى كفُّ شرِّهم، أو يُرجى بعَطِيَّتِهم تأليفُ قُلوبِهم وقوَّةُ إيمانِهم " .

فكيف تمنع صدقة التطوع المتمثلة في تفطير صائم من أكل قيمته ميسورة عبارة عن شوربة ومكرونة وسمبوسة 

...

وانظر ثناء الله سبحانه وتعالى بقوله : {  ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا }

فإكرام الاسير وإن كان مشركا ؛ 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله  : " وقال ابن عباس : كان أسراؤهم يومئذ مشركين . ويشهد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسارى ، فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء ، وهكذا قال سعيد بن جبير وعطاء والحسن وقتادة .

وقد وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأرقاء في غيرما حديث ، حتى إنه كان آخر ما أوصى أن جعل يقول : " الصلاة وما ملكت أيمانكم " .

وقال عكرمة : هم العبيد - واختاره ابن جرير - لعموم الآية للمسلم والمشرك ".

وهؤلاء جاءوا الى بلادنا بعهد وميثاق فديننا الإسلام وتوجيهات ولاة الأمر تحث على الإحسان إلى الخلق ...

وأتت هذه العمالة لخدمتنا وخدمة اي انسان في هذه الدولة المباركة .

وقد وردت في الرسالة بعض العبارات التي لا ينبغي ذكرها مثل : [ هل تجوز الصدقة على السعوديين ام أن ذلك رجس من عمل الشيطان ] ؛ واتساءل من هذا السفيه الذي يتفوه بمثل هذه العبارات أو ينطق بها  ؟ ومثلها ما بعدها مثل:[ هل الفقير السعودي المسلم أولى  ....] ..

او عبارة : [هل رحموكم من الشماتة بكم والنظر إليكم كأغبياء يملكون المال ] فهؤلاء يعملون وفق عقود وفي أطر نظامية لا يتجاوزونها وينظرون إلى إقامتهم في المملكة العربية السعودية انها كرامة لهم بعد  فقر وجدوه في بلادهم .. ويكنون التقدير والاحترام وأما الشاذ فلا عبرة فيه .

 ولا ينبغي أن  يترك فعل الخير إلى آراء بشرية عرضة للخطأ والصواب وهذه الرسالة مع تقديرنا لكاتبها وارادته للخير فإنها محل نظر واجتهاد .

وخاصة إذا غلب على الظن ان من يقوم على مخيمات إفطار الصائمين جهات معتمدة مراقبة من الجهات الحكومية المختصة . 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا