الثلاثاء، 29 مارس 2022

《 حديث عن [ الحكمة ] وأنها نعمة يهبها الله فضلا ورحمة لمن وفق للعلم النافع والعمل الصالح 》



     بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وأقتفى. 

أما بعد 

فقد كنت أتأمل كلام الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومن ذلك قوله رحمه الله : 

‏"ومن استفرغ وسعه في طلب رضا الله فاتقى الله ما استطاع كان من عباد الله الصالحين، وإن كان قد أخطأ في بعض ما اجتهد فيه".[ جامع المسائل ( ١ / ١٠٥ )] وكذلك قوله رحمه الله تعالى:

‏"والتقي لا يحرم ما يحتاج إليه من الرزق وإنما يحمى من فضول الدنيا رحمة به وإحسانا إليه؛ فإن توسيع الرزق قد يكون مضرة على صاحبه وتقديره يكون رحمة لصاحبه".[مجموع الفتاوى لابن تيمية ( ١٦ / ٥٣ )]

فقلت : 

رحم الله شيخ الإسلام إبن تيميه ثم رحمه الله ؛ كلامه هذا أتى - بعد فضل الله ورحمته  - ثمرة اطلاع واسع في مشكاة الوحي - كتابا و سنة - واقتباسه من هدي اعلام الهدى ومصابيح الدجى مع فهم ثاقب  وتصور صحيح كامل للمسائل الشرعية  مع سلامة صدر تجاه عموم عباد الله - كل ذلك بفضل الله ورحمته عليه - فجاءت هذه العبارات  دررا تفيض حكمة وعلما : {  يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }

والحكمة لها معاني سامية 

فمن ذلك ما ذكره أئمة السلف في تحليل لمعنى لفظها حيث قالوا عنها : " الحكمة "، الإصابة في القول والفعل " .

وقال آخرون:

 هو العلم بالدين. 

وقيل :

الخشية، لأن رأس كل شيء خشية الله. وقرأ: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }

{ وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب } 

فالحكمة "هي فهم وفطنة ورشد وعقل يؤتيه الله من يشاء من عباده ومأخوذة من " الحكم  وفصل القضاء وبيان الكلام وايضاحه وعلم الحُكم والتبصر في القضاء وفصل الخصومات بين الناس ومعرفة الحق من الباطل والصادق من الكاذب وكل ذلك في الادلة ، 

والحكمة معرفة الصواب اذ الإصابة في الأمور إنما تكون عن فهم بها وعلم ومعرفة. وإذا كان ذلك كذلك، كان المصيب عن فهم منه بمواضع الصواب في أموره مفهما خاشيا لله فقيها عالما، .

وكانت النبوة من أقسامه. لأن الأنبياء مسددون مفهمون، وموفقون لإصابة الصواب ،" والنبوة - اصطفاء واختيار ومنهم المصطفى المختار  آخرهم وسيد الخلق وأفضل الأنبياء والمرسلين رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم - "والنبوة بعض معاني" الحكمة  ".

 يؤتي الله  إصابة الصواب في القول والفعل من يشاء، ومن يؤته الله ذلك فقد آتاه خيرا كثيرا.

ومن الحكمة البعد عن مشابهة الخوارج فمن معاني الحكمة   : " علم القرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه ، وأمثاله .

وقال الضحاك :

 القرآن والفهم فيه .

وقال : 

في القرآن مائة وتسع آيات ناسخة ومنسوخة وألف آية حلال وحرام لا يسع المؤمنين تركهن حتى يتعلموهن ولا تكونوا كأهل نهروان تأولوا آيات من القرآن في أهل القبلة وإنما أنزلت في أهل الكتاب جهلوا علمها فسفكوا بها الدماء وانتهبوا الأموال وشهدوا علينا بالضلالة فعليكم بعلم القرآن فإنه من علم فيم أنزل الله لم يختلف في شيء منه ".

والحكمة مصدر من الإحكام وهو الإتقان في قول أو فعل ، فكل ما ذكر فهو نوع من الحكمة التي هي الجنس ، فكتاب الله حكمة ، وسنة نبيه حكمة ، وكل ما ذكر من التفضيل فهو حكمة . وأصل الحكمة ما يمتنع به من السفه ، فقيل للعلم حكمة ؛ لأنه يمتنع به ، وبه يعلم الامتناع من السفه وهو كل فعل قبيح ، وكذا القرآن والعقل والفهم . وفي البخاري : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقال هنا : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وكرر ذكر الحكمة ولم يضمرها اعتناء بها ، وتنبيها على شرفها وفضلها حسب ما تقدم بيانه عند قوله تعالى : { فبدل الذين ظلموا قولا } . 

وذكر الدارمي أبو محمد في مسنده : حدثنا مروان بن محمد حدثنا رفدة الغساني قال : أخبرنا ثابت بن عجلان الأنصاري قال : كان يقال : " إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم المعلم الصبيان الحكمة صرف ذلك عنهم " .

قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ويزيد قالا : حدثنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد عن قيس وهو ابن أبي حازم عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (  لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ) .

وهكذا رواه البخاري ، ومسلم ، والنسائي ، وابن ماجه من طرق متعددة عن إسماعيل بن أبي خالد ، به " .

فهذا ميراث النبوة الا وهو علم الكتاب والسنة وفق مراد الله سبحانه وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم وهو الفهم الحق وهو فهم و هدي السلف الصالح والذي يثمر الحكمة 

فالقرآن الكريم وما فيه من "  الأوامر العظيمة المشتملة على الأسرار والحكم وكان ذلك لا يحصل لكل أحد، بل لمن منَّ عليه وآتاه الله الحكمة، وهي العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار الشرائع وحكمها، وإن من آتاه الله الحكمة فقد آتاه خيرا كثيرا وأي خير أعظم من خير فيه سعادة الدارين والنجاة من شقاوتهما! وفيه التخصيص بهذا الفضل وكونه من ورثة الأنبياء، فكمال العبد متوقف على الحكمة، إذ كماله بتكميل قوتيه العلمية والعملية فتكميل قوته العلمية بمعرفة الحق ومعرفة المقصود به، وتكميل قوته العملية بالعمل بالخير وترك الشر، وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره، وبدون ذلك لا يمكنه ذلك، ولما كان الله تعالى قد فطر عباده على عبادته ومحبة الخير والقصد للحق، فبعث الله الرسل مذكرين لهم بما ركز في فطرهم وعقولهم، ومفصلين لهم ما لم يعرفوه، انقسم الناس قسمين قسم أجابوا دعوتهم فتذكروا ما ينفعهم ففعلوه، وما يضرهم فتركوه، وهؤلاء هم أولو الألباب الكاملة، والعقول التامة، وقسم لم يستجيبوا لدعوتهم، بل أجابوا ما عرض لفطرهم من الفساد، وتركوا طاعة رب العباد، فهؤلاء ليسوا من أولي الألباب، فلهذا قال تعالى: { وما يذكر إلا أولو الألباب }".

هذا بعض ما استفدته من أهل العلم والحلم والحكمة وهم أئمة السلف الصالح في علم من العلم الشرعي وهو علم التفسير ؛ جعلنا الله وإياكم من أهل العلم والحلم والحكمة والفقه والفهم  والسكينة والاطمئنان والعدل والصدق والانصاف والحق وحسن الخلق وسلامة الصدر ؛ ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

وابعد الله عنا وعنكم الكبر والحسد والحقد والغضب والبغضاء وسوء الخلق والظلم  ؛ 

 { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }.[ رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدي لي، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك راهبًا، لك مطواعًا، إليك مخبتًا أو منيبًا، تقبل توبتي، واغسل حوبتي ، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي ]( ١ )

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

.......................................

( ١ )  رواه ابوداود والترمذي وابن ماجه رحمهم الله والبغوي رحمه الله في شرح السنة وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع حديث رقم ( ٣٤٨٥ ).

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.

《 وجوب الإيمان والتسليم بعذاب القبر لتواتر إدلة الوحيين من الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة وهذامعتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وعليه جرى إجماعهم 》



 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حفظكم الله فضيلة الشيخ اريد الأدلة في إثبات عذاب القبر من القرآن والسنة جزاكم الله خيرا ؛  بارك الله فيك .




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته. 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 




فعذاب القبر أتى في الكتاب العزيز  والسنة النبوية الشريفة وعليه جرى اجماع المسلمين 


والإدلة من كلام الله سبحانه وتعالى الدالة على عذاب القبر كثيرة نذكر منها  قوله تعالى وتقدس : 


{ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }


{ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ . فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ . وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ }.


{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ  } {  وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ . ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }.


{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }.


{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }.


{ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا }.


{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ} قال السعدي رحمه الله في لهذه الآية:" وفي القبر عند سؤال الملكين، للجواب الصحيح، إذا قيل للميت :( من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟) " هداهم للجواب الصحيح بأن يقول المؤمن: ( الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي )".انتهى كلامه رحمه الله. 

وأما من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  : 


ففي الصحيحين من حديث  ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: ( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ) ثُمَّ قَالَ: ( بَلَى، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ). قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطِبًا، فَكَسَرَهُ بِاثْنَتَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى قَبْرٍ، ثُمَّ قَالَ: ( لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا ).


وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( وَأَمَّا الْمُنَافِقُ وَالْكَافِرُ فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ، وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ )


وَفي الصحيحين من حديث البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا غَرُبَتِ الشَّمْسُ، فَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ: ( يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا  ).


وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال )


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو ويقولُ: ( اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّارِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا والمَمَاتِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. 


قَالَ اِبْن حَجَر الْمَكِّيّ : " وَفِيهِ أَبْلَغ الرَّدّ عَلَى الْمُعْتَزِلَة فِي إِنْكَارهمْ لَهُ وَمُبَالَغَتهمْ فِي الْحَطّ عَلَى أَهْل السُّنَّة فِي إِثْبَاتهمْ لَهُ حَتَّى وَقَعَ لِسُني  أَنَّهُ صَلَّى عَلَى مُعْتَزِلِيّ فَقَالَ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ عَذَاب الْقَبْر فَإِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِن بِهِ وَيُبَالِغ فِي نَفْيه وَيُخَطِّئ مُثْبِته" [ عون المعبود (  ٢ / ٢٧٢ )].


وفي صحيح البخاري رحمه الله 

عن عَائِشَةَ رضي الله عنه، أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا،فَذَكَرَتْ عَذَابَ القَبْرِ، فَقَالَتْ لَهَا: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنه رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَذَابِ القَـبْرِ، فَقَالَ:  ( نَعَمْ، عَذَابُ القَبْرِ ) قَالَتْ عَائِشَةُ: ( فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ )، وَفِي رِوَايَةٍ: ( عَذَابُ القَبْرِ حَقٌّ ).


وفي صحيح مسلم رحمه الله عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وَإِذَا بِأَقْبُرٍ سِتَّةٍ أَوْ خَمْسَةٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ، فَقَالَ: ( مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الأَقْبُرِ؟).

فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، قَالَ: ( فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟ ).

قَالَ: مَاتُوا فِي الإِشْرَاكِ .

فَقَالَ: ( إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ)

 ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: ( تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ) قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، فَقَالَ: ( تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ) .قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ . 


وفي صحيح مسلم رحمه الله 

عن عوف بن مالك الاشجعي رضي الله عنه  سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَصَلَّى علَى جِنَازَةٍ يقولُ: ( اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ. قالَ عَوْفٌ: فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لو كُنْتُ أَنَا المَيِّتَ، لِدُعَاءِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى ذلكَ المَيِّتِ ).


وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:  خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر، ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال: ( استعيذوا من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا) رواه أحمد وابوداود رحمهما الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود رحمه الله.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر ). ‌

صححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الجامع ( ٣٦٤٣).


قال الطحاوي رحمه الله في متن العقيدة المشهورة : " وبعذاب القبر لمن كان له أهلاً ، وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله ﷺ ، وعن الصحابة رضوان الله عليهم . والقبر روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النيران ". 

قال شارح الطحاوية ابن أبي العز رحمه الله : "  وقد تواترت الأخبار عن رسول الله ﷺ في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ، ولا تتكلم في كيفيته ، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته ، لكونه لا عهد له به في هذا الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ، ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول . فإن عود الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا ، بل تعاد الروح إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا " واعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه ، قبر أو لم يقبر ، أكلته السباع أو احترق حتى صار رماداً ونسف في الهواء ، أو صلب أو غرق في البحر- وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور. وما ورد من إجلاسه واختلاف أضلاعه ونحو ذلك - فيجب أن يفهم عن الرسول ﷺ مراده من غير غلو ولا تقصير، فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله ، ولا يقصر به عن مراده وما قصده من الهدى والبيان ، فكم حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله . بل سوء الفهم عن الله ورسله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام ، وهو أصل كل خطأ في الفروع والأصول ، ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد . والله المستعان ". 

فالحاصل أن الدور ثلاث : دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار . وقد جعل الله لكل دار أحكاما تخصها ، وركب هذا الإنسان من بدن ونفس ، وجعل أحكام الدنيا على الأبدان ، والأرواح تبع لها ، وجعل أحكام البرزخ على الأرواح ، والأبدان تبع لها ، فإذا جاء يوم حشر الأجساد وقيام الناس من قبورهم - صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح والأجساد جميعاً . فإذا تأملت هذا المعنى حق التأمل ، ظهر لك أن كون القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار مطابق للعقل ، وأنه حق لا مرية فيه ، وبذلك يتميز المؤمنون بالغيب من غيرهم . ويجب أن يعلم أن النار التي في القبر والنعيم ، ليس من جنس نار الدنيا ولا نعيمها ، وإن كان الله تعالى يحمي عليه التراب والحجارة التي فوقه وتحته حتى يكون أعظم حراً من جمر الدنيا ، ولو مسها أهل الدنيا لم يحسوا بها . بل أعجب من هذا أن الرجلين يدفن أحدهما إلى جنب صاحبه ، وهذا في حفرة من النار، وهذا في روضة من رياض الجنة ، لا يصل من هذا إلى جاره شيء من حر ناره ، ولا من هذا إلى جاره شيء من نعيمه . وقدرة الله أوسع من ذلك وأعجب ، ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علما . وقد أرانا الله في هذه الدار من عجائب قدرته ما هو أبلغ من هذا بكثير. وإذا شاء الله أن يطلع على ذلك بعض عباده أطلعه وغيبه عن غيره ، ولو اطلع الله على ذلك العباد كلهم لزالت حكمة التكليف والإيمان بالغيب ، ولما تدافن الناس ، كما في الصحيح عنه ﷺ : لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع . ولما كانت هذه الحكمة منتفية في حق البهائم سمعته وأدركته " .انتهى كلامه رحمه الله[ شرح الطحاوية لابن أبي العز رحمه الله  ].


وهذا ما عليه هدي سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وعن التابعين رحمهم الله جميعا ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين؛ فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : قَالَ خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  :


( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا مِنْ بَعْدِهِ ، أَلا وَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ ، وَبِالدَّجَّالِ ، وَبِالشَّفَاعَةِ ، وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَبِقَوْمٍ يُخْرَجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَمَا امْتَحَشُوا )


صحح اسناده أحمد شاكر رحمه الله وقد رواه أحمد في المسند وعبدالرزاق والبيهقي والاجري في الشريعة .


وكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلَا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟! قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ )


رواه أحمد والترمذي وابن ماجه رحمهم الله وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه. 


ومن فرق الضلال الذين كفروا أمة محمد صلى الله عليه وسلم واستحلوا دماءهم ورأوا الخروج على ولاة الأمور فرقة المعتزلة المعطلة الجهمية ومن هم على معتقدهم من الخوارج والمرجئة فإنهم أنكروا عذاب القبر  ولا عبرة بإنكارهم ؛ وذلك ان إنكارهم مبني على تكذيبهم لخبر الوحيين من كلام الله سبحانه وتعالى وكلامه رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمادا على عقولهم الفاسدة وإلا فإن العقل السليم الصريح لا يخالف النقل الصحيح لأن هذه الأخبار أتى بها الوحي من رب العالمين سبحانه وتعالى وهي فوق قدرة البشر ولا تستطيعها العقول البشرية فالله هو الخالق المعبود والخلق خلقه وعبيده .

فعلى المؤمن التسليم و الإيمان لا الجحود والنكران 

والعقول البشرية لا تستطيع إدراك خالقها ومعرفته على جهة التفصيل ؛ فمن حكمة الله سبحانه وتعالى ورحمته وفضله  أن  أرسل الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وأنزل عليهم كلامه المقدس فيه الحق والهدى والرشد وأخبار مغيبة عن إدراك البشر وفهومهم ؛ ومن ذلك خبر جزاء من أطاعه وأتقاه وأن من أطاعه في جنة عظيمة وأنه في البرزخ منعم وان قبره روضة من رياض الجنة.

وان من عصاه وكفر به واشرك معه غيره وكذب بالأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام معرض للوعيد من ذلك عذاب القبر في البرزخ فقبره حفرة من النيران ؛ فليس للعقل مدخلا في هذه الأخبار لأنه لا يستطيع إدراكها ولا معرفتها الا بخبر الوحي. 

ومنهم من قسم عذاب القبر إلى عذاب معنوي وعذاب حسي وهذا التقسيم محدث باطل منكر والرد عليه ان هذا التقسيم  يحتاج إلى  خبر من اخبار الوحي من كلام الله سبحانه وتعالى أو من كلامه رسوله صلى الله عليه وسلم .

والوحي انقطع بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام .

وقد أجمع أهل دين الإسلام الصحيح وهم السنة والجماعة أتباع السلف الصالح على الإيمان بعذاب القبر  فيجب الإيمان بذلك والتسليم له ؛ نقل الإجماع  أهل العلم لتواتر الإدلة من الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة وتظافر هذه الأدلة وتواترها. 

لهذا جعله أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أصلا من أصول الإسلام ومبانيه العظام ومن مسائل العقيدة الصحيحة المجمع عليها بينهم .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما


▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎


كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  :  غازي بن عوض العرماني.

الأربعاء، 23 مارس 2022

《 توجيه رسالة عن حكم وضع أماكن خاصة لتفطير الصائمين 》




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  

أما بعد 

فقد وصلتني  هذه الرسالة ونصها :

"  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

سؤال للمشائخ والأغنياء ورؤساء الجمعيات الخيرية وأئمة المساجد والمحسنين من عامة الشعب السعودي حفظهم الله بمناسبة قرب رمضان وإفطار صائم وعمل الخير والصدقات وإخراج الزكاة:-

يقول السؤال: 

*هل تجوز الصدقة على السعوديين أم أن ذلك رجس من عمل الشيطان ؟*

هل الفقير السعودي المسلم أولى أم أن الهندوسي والبوذي واللاديني الذين تفرشون لهم سفراً ممتدة على أبواب المساجد كلَّ رمضان بهدف الصدقة وكسب الأجر أولى؟!

هل الجار والقريب السعودي أولى أم أولئك الأبعدين القادمين من أقاصي الأرض ويملكون الوظائف والأعمال والسكن والتأمين الطبي؟!

هل السعودي المتعفف أولى أم أولئك الذين يتسابقون على أبواب المساجد ويزدحمون كل نهار ويخطفون الوجبات ليأكلوا منها قليلاً ثم يرمون بالباقي في مكبِّ النفايات دون شكر ولا حمد ولا حتى دعوة لمن تبرع وتلطف وتعطف وتصدق عليهم؟!

وقبل ذلك كلِّه..هؤلاء الذين ترحمونهم..هل رحموكم؟!

هل رحموكم من سيطرتهم على السوق؟!

هل رحموكم من الغلاء في كل شيء؟!


هل رحموكم من الشماتة بكم والنظر إليكم كأغبياء يملكون المال؟!

قولوا لي بالله بماذا رحموكم لكي ترحموهم؟!


ثم..تعالوا نحسبها قليلاً:

لو افترضنا أن عدد من يتم تفطيرهم كل يوم 2 مليوني عامل فقط من بين 12.5 اثني عشر مليوناً وخمسمائة ألف أجنبي يعيشون بيننا..وكلف إفطار كل واحد منهم 10 ريالات يومياً..فكم المجموع خلال 30 يوماً؟!

إنه 600 مليون ريال.

هذا فقط إفطار صائم..ودعوكم من غيره.

هذا المبلغ من وجهة نظركم كم سيسدد من فواتير الكهرباء والماء على مساكين سعوديين..وكم سيطلق من سجناء سعوديين موقوفين في دين عشرة أو خمسة عشر ألف ريال..وكم سيوفر من إيجار منزل لأرملة سعودية مع أطفالها..وكم سيشتري من دواء لمريض سعودي مضطر لا يقوى على انتظار مواعيد المستشفيات..كم سيداوي من ألم..وكم سيطفئ من لهفة..وكم سينزع من غصة..وكم سيوقف من دمعة.

تلك الدمعات الحارَّة التي تسيل على خدود العفيفات والشرفاء الذين يهون عندهم الموت على أن يطلبوا أحداً.


ثم..وأخيراً..أيها المحسن الكريم..الذي يطلب الأجر..ألا تعتقد أن مثل هذه المبالغ تغري بانتهاب نصفها..وهل تضمن أن مالك الحلال لم يسلك بعد خروجه من يديك مسالك الحرام..ألا ترى أنك مسؤول أيضاً وأنك تعين ضعاف النفوس على الفسق والعدوان..ولماذا لا تتلمس أنت بنفسك احتياجات أقربائك وجيرانك ومعارفك الذين يحملون جنسيتك ويلهجون بلسانك ويدينون بدينك..أليسوا أولى من كومار الذي يمتلك البقالة وعبده الذي يمتلك المغسلة وشفيق الذي يمتلك الورشة وفتحي الذي يمتلك صالون الحلاقة؟!

أم أن التصدق على السعوديين رجس من عمل الشيطان؟!


أقسم لكم بالله العظيم إنني أتجرع الغصة كل يوم من أناس فقراء سعوديين..وخاصة من النساء..الذين يثقون بي ويبثون هموهم ويشتكون حاجتهم إليَّ وأنا لا أملك لهم نفعاً..فاطلبوا الأجر في الأقربين..اطلبوا الأجر في الأقربين..واعلموا أن الأجنبي لم يأت إلى هنا إلا بعقد عمل وراتبٍ جارٍ وحياة مضمونة..أما المخالف فإنكم بتصدقكم عليه تشجعونه على البقاء وتخالفون أنظمة دولتكم وتسعون إلى تقليل الفرص الوظيفية على أبنائكم.



ص ج ز / جدة



فجرى توجيه هذه الرسالة بناء على رأي شخصي لذا أقول : 


 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته 

إفطار الصائم تم وضعه خاصا للصائمين ولم يوضع لأي ملة أخرى غير اهل الإسلام .

والأصل في الأشياء الاباحة 

ويتبع هذا :

بناء على مايفهم من هذه الرسالة : 

هل نحكم على فقراء المسلمين في بلاد المسلمين وننسبهم إلى الهندوس والبوذية أو أي ملة أخرى كافرة ؟

ثم هل نمنع فعل الخير بشبه واهية ؟ .

ثم إن اتيان مستور الحال الى مكان الإفطار هل يمنع من  الخير أو يجوز لأحد من الناس رده بحيث نجعل أناس مهمته التفتيش وسؤال الناس عن دياناتهم ؟

 فهذا تكلف لم يقل به احد ؛ ثم قد يأتي هذه الأماكن من المسلمين من هو مفطر بغير عذر شرعي ...فهل نقول : (هل  انت مسلم أو كافر  ؟)

و( هل إذا كنت مسلما هل انت مفطر أو صائم ؟)

و( وإذا كنت مفطرا هل افطارك تم بعذر أو بغير عذر ؟ ) .

وللعلم :

من أبواب الزكاة الواجبة { المؤلفة قلوبهم } ." وهم مَن يُرجى إسلامُهم من الكفار  أو يرجى كفُّ شرِّهم، أو يُرجى بعَطِيَّتِهم تأليفُ قُلوبِهم وقوَّةُ إيمانِهم " .

فكيف تمنع صدقة التطوع المتمثلة في تفطير صائم من أكل قيمته ميسورة عبارة عن شوربة ومكرونة وسمبوسة 

...

وانظر ثناء الله سبحانه وتعالى بقوله : {  ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا }

فإكرام الاسير وإن كان مشركا ؛ 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله  : " وقال ابن عباس : كان أسراؤهم يومئذ مشركين . ويشهد لهذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسارى ، فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء ، وهكذا قال سعيد بن جبير وعطاء والحسن وقتادة .

وقد وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأرقاء في غيرما حديث ، حتى إنه كان آخر ما أوصى أن جعل يقول : " الصلاة وما ملكت أيمانكم " .

وقال عكرمة : هم العبيد - واختاره ابن جرير - لعموم الآية للمسلم والمشرك ".

وهؤلاء جاءوا الى بلادنا بعهد وميثاق فديننا الإسلام وتوجيهات ولاة الأمر تحث على الإحسان إلى الخلق ...

وأتت هذه العمالة لخدمتنا وخدمة اي انسان في هذه الدولة المباركة .

وقد وردت في الرسالة بعض العبارات التي لا ينبغي ذكرها مثل : [ هل تجوز الصدقة على السعوديين ام أن ذلك رجس من عمل الشيطان ] ؛ واتساءل من هذا السفيه الذي يتفوه بمثل هذه العبارات أو ينطق بها  ؟ ومثلها ما بعدها مثل:[ هل الفقير السعودي المسلم أولى  ....] ..

او عبارة : [هل رحموكم من الشماتة بكم والنظر إليكم كأغبياء يملكون المال ] فهؤلاء يعملون وفق عقود وفي أطر نظامية لا يتجاوزونها وينظرون إلى إقامتهم في المملكة العربية السعودية انها كرامة لهم بعد  فقر وجدوه في بلادهم .. ويكنون التقدير والاحترام وأما الشاذ فلا عبرة فيه .

 ولا ينبغي أن  يترك فعل الخير إلى آراء بشرية عرضة للخطأ والصواب وهذه الرسالة مع تقديرنا لكاتبها وارادته للخير فإنها محل نظر واجتهاد .

وخاصة إذا غلب على الظن ان من يقوم على مخيمات إفطار الصائمين جهات معتمدة مراقبة من الجهات الحكومية المختصة . 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

الأحد، 20 مارس 2022

《 أنواع الدعاء و آداب مهمة يستحب مراعاتها عند الشروع في النوع الثاني من الدعاء وهو دعاء المسألة والطلب 》

 




      بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

فالدعاء عبادة عظيمة وهو نوعان :

             [ دعاء عبادة ]

فالاعمال الصَّالحة تسمَّى: دعاء عبادة، مثل الصَّلوات والزكاة والصوم والحج والعمرة والصَّدقة و التَّسبيح والتَّهليل كل ذلك دعاء عبادة والسبب التسمية بذلك ؛ أن من فعل هذه العبادات يطلب الأجر من الله سبحانه وتعالى ، فهم يرجون ثواب الله وفضله ورحمته ويخافون عذابه .


      [ دعاء المسألة والطلب ]


وهو ما كان صريح الطلب مثل : 

اللهم اغفر لي 

اللهم ارحمني 

 اللهم نجني من النار وما قرب إليها من قول وعمل .

 اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة .

ونحو هذا الدعاء 


وكلامنا هنا في النوع الثاني وهو دعاء المسألة والطلب  


《 من الآداب المهمة والتي يستحب التنبه لها عند الشروع في عبادة دعاء المسألة والطلب 》


  ينبغي لكل لبيب عاقل فطن التنبه لآداب دعاء المسألة 

والتي منها :


                 ( أولا )

الثناء على الله وتمجيده وحمده وتسبيحه واستغفاره فالله هو المستحق وحده للحمد والمدح والثناء ثم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم  

فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : سمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدعو في صلاتِهِ لم يُمجِّدِ اللَّهَ تعالى ولم يُصلِّ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ( عجِلَ هذا ) ؛ ثمَّ دعاهُ فقالَ لَهُ أو لغيرِهِ : ( إذا صلَّى أحدُكُم فليَبدَأ بتَمجيدِ ربِّهِ جلَّ وعزَّ والثَّناءِ علَيهِ ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ يَدعو بَعدُ بما شاءَ ) رواه أحمد وابوداود والترمذي والنسائي رحمهم الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود رحمه الله. 


               ( ثانيا )

من الآداب كذلك ؛ الدعاء لك وللمسلمين أو من أحببت ليشملك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ ) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه .


           ( ثالثا )

تقديم صدقة قبل الدعاء لا على جهة الاستمرار لكن تفعل في بعض الأحيان ولو تصدق بشئ يسير نفعه ذلك ؛ فالصدقة قبل الدعاء لها شأن عظيم ففي تفسير قوله تعالى وتقدس : { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }

" قال مجاهد : العمل الصالح يرفع الكلام الطيب . وكذا قال أبو العالية ، وعكرمة ، وإبراهيم النخعي ، والضحاك ، والسدي ، والربيع بن أنس ، وشهر بن حوشب ، وغير واحد  من السلف . وقال إياس بن معاوية القاضي : لولا العمل الصالح لم يرفع الكلام .وقال الحسن ، وقتادة : لا يقبل قول إلا بعمل "[ تفسير ابن كثير رحمه الله ].

"والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فيكون رفع الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة، فهي التي ترفع كلمه الطيب، فإذا لم يكن له عمل صالح، لم يرفع له قول إلى اللّه تعالى، فهذه الأعمال التي ترفع إلى اللّه تعالى، ويرفع اللّه صاحبها ويعزه".[ تفسير السعدي رحمه الله ]

" فإذا احتاج المسلم لتفريج كربة ، أو تيسير أمر ، أو كانت المناسبة عامة كالاستسقاء : فتصدق قبل أن يدعو كان ذلك من التوسل بالأعمال الصالحة " [ الشرح الممتع للعثيمين رحمه الله ( ٥ / ٢٠٩ )]

وهذا العمل الصالح يكون احيانا 

لا على جهة الاستمرار فالدعاء عبادة وعمل صالح .


          ( رابعا ) 


الرزق الحلال والكسب الطيب والذي سلم من المال الحرام والمعاملات المالية المشبوهة وخلا من السحت ففي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ) رواه الإمام أحمد رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة( ٢٦٠٩ ) ؛ و إطابة المطعم من الأسباب العظيمة في استجابة الدعاء لهذا قيل :

" اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة " ؛ و في الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل ابوهريرة رضي الله عنه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ )

أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.


              (  خامسا  )


من السنن المأثورة أن يقال قبل الدعاء : ( سبحان الله عشر مرات ) و ( الحمد لله عشر مرات ) و ( الله اكبر عشر مرات ) وهذا يكون في الصلاة دليل هذا ماثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال : جاءت أمُّ سُلَيْمٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ ! علِّمني كلِماتٍ أدعو بِهِنَّ في صلاتي ؟ قالَ: ( سبِّحي اللَّهَ عشرًا ، واحمَديهِ عشرًا ، وَكَبِّريهِ عشرًا ، ثمَّ سَليهِ حاجتَكِ يقُل : نعَم نعَم ) 

رواه النسائي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن النسائي رحمه الله. 


              (  سادسا  ) 

انتظار اوقات استجابة الدعاء وتحريها ومن اوقات إجابة الدعاء ما يلي  :  


                [  ١  ]


ساعة الإجابة  يوم الجمعة .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن يوم الجمعة : ( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه ) وأشار بيده يقللها . رواه البخاري  ومسلم رحمهما الله .


                 [  ٢  ]


الدعاء في السجود يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (  أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء  ) رواه مسلم رحمه الله   .


              [  ٣  ]


بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ) رواه أبو داود  والترمذي رحمهما الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ( ٢٤٠٨) .


                [   ٤   ]


عند نزول الغيث كما في حديث سهل بن سعد مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثنتان ما تردان ؛ الدعاء عند النداء وتحت المطر ) رواه أبو داود رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ( ٣٠٧٨ ).



              [   ٥   ]


 عند سماع صياح الديكة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكاً ) رواه البخاري ومسلم  رحمهما الله  .



                [   ٦  ]


 من كان مظلوما فدعوته مستجابة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : (  واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله  .


               [   ٧   ]


دعاء الوالد لولده  ودعاء الصائم  ودعوة المسافر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  :  ( ثلاث دعوات لا ترد ؛ دعوة الوالد لولده ، ودعوة الصائم ودعوة المسافر  ). رواه البيهقي رحمه الله و صححه الألباني رحمه الله في السلسلة  الصحيحة ( ١٧٩٧ ).



                [    ٨    ]

 الدعاء عند الاستيقاظ من الليل يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ ) رواه البخاري رحمه الله.



                [     ٩    ]


ذكر  لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين في الدعاء يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (  دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له  رواه الترمذي رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ( ٣٣٨٣) 



               [    ١٠    ]


آخر كل صلاة قبل السلام يشرع فيه الدعاء، وهذا الوقت ترجى فيه الإجابة لأن النبي الرسول صلى الله عليه وسلم لما علمهم التشهد قال:( ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو ).

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قيل يا رسول الله :  أي الدعاء أسمع ؟ .

قال : ( جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات ) رواه الترمذي رحمه الله وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .



                 [    ١١    ]


 الدعاء في الليل ففيه ساعة لا يرد فيها سائل، أحراها جوف الليل وآخر الليل الثلث الأخير .

وقد ثبت عنه  صلى الله عليه وسلم أنه قال: (  ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر )

رواه البخاري رحمه الله.


             [    ١٢    ]

عند صلاة اربع ركعات عند زوال الشمس .

 فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه:  أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُدْمِنُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدْمِنُ هَذِهِ الْأَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ؟.

 فَقَالَ: ( إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَلَا ترتج حتى يصلى الظُّهْرُ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِي تِلْكَ السَّاعَةِ خَيْرٌ ) .

قُلْتُ: أَفِي كُلِّهِنَّ قِرَاءَةٌ؟

 قَالَ:( نَعَمْ ) .

قُلْتُ: هَلْ فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ فاصل؟ قال: (  لا  ).صححه الألباني رحمه الله في مختصر الشمائل المحمديه .

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ رضي الله عنه :( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَقَالَ:  إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ ) رواه الترمذي رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي.

يقول الإمام  ابن القيم رحمه الله : " وقد يقال: إن هذه الأربع لم تكن سنة الظهر، بل هي صلاة مستقلة كان يصليها بعد الزوال، كما ذكره الإمام أحمد عن عبد الله بن السائب، : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس، وقال: (إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح).

وفي السنن أيضا عن عائشة رضي الله عنها :(  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصل أربعا قبل الظهر صلاهن بعدها ).

وقال ابن ماجه: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الأربع قبل الظهر، صلاها بعد الركعتين بعد الظهر).

وفي الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعا قبل الظهر، وبعدها ركعتين) .

وذكر ابن ماجه أيضا عن عائشة: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعا قبل الظهر، يطيل فيهن القيام ويحسن فيهن الركوع والسجود) .

فهذه والله أعلم هي الأربع التي أرادت عائشة أنه كان لا يدعهن.

وأما سنة الظهر، فالركعتان اللتان قال عبد الله بن عمر 

يوضح ذلك: أن سائر الصلوات سنتها ركعتان ركعتان، والفجر مع كونها ركعتين، والناس في وقتها أفرغ ما يكونون، ومع هذا سنتها ركعتان.

وعلى هذا، فتكون هذه الأربع التي قبل الظهر: وردا مستقلا، سببه انتصاف النهار، وزوال الشمس.

وكان عبد الله بن مسعود يصلي بعد الزوال ثمان ركعات، ويقول: إنهن يعدلن بمثلهن من قيام الليل.

وسر هذا والله أعلم أن انتصاف النهار مقابل لانتصاف الليل، وأبواب السماء تفتح بعد زوال الشمس، ويحصل النزول الإلهي بعد انتصاف الليل، فهما وقتا قرب ورحمة، هذا تفتح فيه أبواب السماء، وهذا ينزل فيه الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا  " انتهى كلامه رحمه الله من كتاب [ زاد المعاد ( ١ /  ٢٩٨ )].


رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

ووهب لنا وإياكم رزقا حلالا طيبا مباركا فيه .

وجعلنا الله وإياكم ممن يستجيب الله له دعاءه .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

السبت، 19 مارس 2022

《 موت " علماء السنة والجماعة اتباع السلف الصالح " وبيان شى من فضائلهم العديده ومزاياهم الحميده 》



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد 

فهذه رسالة كنت كتبتها قبل أكثر من خمس سنوات وذلك بعد سماعي نبأ  مقتل الشيخ الجليل ياسين الحوشبي العدني رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ؛ وهو من علماء اليمن من ذوي المعتقد السني السليم والمنهج السلفي الصحيح فقد طالته يد الغدر فأغتيل بعد وضع  عبوة ناسفة متفجرة في سيارته في مدينة عدن  وهذا الحادث تم على يد عناصر ارهابية من تنظيم القاعدة الدموي وهم من كان وراء هذه العملية الاجرامية القذرة .

وهذه احد صفات الخوارج كما ثبت في السنة من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ مِن ضِئْضِئِ هذا قَوْمًا يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الإسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإسْلَامِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ ). رواه البخاري ومسلم رحمهما الله  ؛ فقد سلمت منهم  المجوس الصفوية في إيران ولم تسلم منهم أهل الإسلام في جميع بلاد الإسلام ؛ 

وهذا العالم الذي نتحدث عنه في رسالتنا ؛ هو عالم جليل له اهتمام كبير في العلم ونشره وخاصة في جانب العقيدة - توحيدا وسنة -  فله شروح  نفيسة لها منها :

( ١ )

 شرح كتاب فتح المجيد .

( ٢ ) 

شرح كتاب شرح السنة للبربهاري .

( ٣ ) 

شرح كتاب لمعة الإعتقاد.

( ٤ ) 

شرح كتاب عقيدة السلف أصحاب الحديث  للصابوني .

( ٥ ) 

شرح كتاب الرسالة التدمرية .

( ٦ ) 

شرح كتاب القواعد المثلى في الأسماء والصفات .

( ٧ ) شرح كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام

( ٨ )

 التعليق على شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز .

( ٩ )

 التعليق على شرح الواسطية لخليل هراس .

( ١٠ ) شرح تجريد التوحيد للمقريزي .

( ١١ ) 

تحذير المسلمين من كيد التنصيريين.

( ١٢ ) 

حكم أصحاب البروج ومعرفة الحظوظ وحكم من يقرؤها.

( ١٣ )

 فضل مجالس أهل العلم والذكر

والتحذير من مجالس أهل المعاصي والبدع والأهواء.

( ١٤ ) 

إرشاد الفحول إلى أن الحق يُقبل ولو من كافر أو مجهول.

( ١٥ ) 

تنوير العقولِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ بتكميل وتدعيم إرشاد الفحولِِِِِِِ.

( ١٦ ) 

موقف المسلم من الفتن.

( ١٧ )

 أسباب الثبات عند ظهور الفتن.


وله شروح أخرى عديدة

في فنون علمية أخرى .

واعلموا بارك الله فيكم: 

ان موت العلماء معناها انطفأ سرج تضئ في ظلمات  ليل الشرك والكفر والبدع والأهواء والمعاصي لمن يمشون في  هذه الحياة الدنيا يريدون الله والدار الاخرة . قال أيوب السختياني رحمه الله : " إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي ".من شرح أصول السنة للالكائي رحمه الله

ثم قال رحمه الله:

وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص الهروي ، أنبا عبد الله بن عدي ، ثنا إبراهيم بن عبد الله المخرمي ، ثنا ، أظنه عبيد الله بن عمر القواريري قال : سمعت حماد بن زيد يقول : " حضرت أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب ، وهو يقول :


" إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، والله متم نوره ولو كره الكافرون "

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ - وهو القَتْلُ القَتْلُ - حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ ) رواه البخاري رحمه الله  من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه؛ وقبض العلم هو موت اهل  العلم فقد ورد في الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوسا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ).

ولأهل العلم  فضائل حميدة واعمال فاضلة عديدة تذكر فتشكر  ؛ وصفهم به الإمام أحمد رحمه الله في مقدمة كتابه [ الرد على الزنادقة والجهمية] حيث قال رحمه الله في فضلهم : 

" الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، ويحيون بكتاب الله تعالى الموتى ، ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، الذين عقدوا ألوية البدعة ، وأطلقوا عنان الفتنة ، فهم مختلفون في الكتاب ، مخالفون للكتاب ، مجمعون على مفارقة الكتاب ، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم ، يتكلمون بالمتشابه من الكلام ، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم ; فنعوذ بالله من فتنة المضلين ".

 قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه النفيس اعلام الموقعين :

" فقهاء الإسلام ، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام ، الذين خصوا باستنباط الأحكام ، وعنوا بضبط قواعد الحلال والحرام ; فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء ، بهم يهتدي الحيران في الظلماء ، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب ، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب ، قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا  }" 

انتهى كلامه رحمه الله. 

وقال الحسن البصري: (موت العالم ثلمة في الإسلام لايسدها شيء ما اختلف الليل والنهار)

وفي كتاب الورع للمروذي رحمه الله صفحة ( ١٩٢) قال رحمه الله  : قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل رحمه الله  : من مات على الإسلام والسنة مات على خير . فقال لي :  " اسكت  من مات على الإسلام والسنة ؛ مات على الخير كله ".

 فرحم الله من مات من علماء السنة ومن قتلوا جبنا وخيانة وغدرا واغتيالا من أهل العلم السني السلفي  ؛ فنسأل  الله ان يتقبلهم في الشهداء .

إنا لله وانا اليه راجعون

وصلى الله وسلم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني 

الجمعة، 18 مارس 2022

《 من هو المدعو محمد بن راتب النابلسي ؟ وما علاقته بالاخوانية ؟ وما هو توجهه العقدي في توحيد الالوهية وفي توحيد الأسماء والصفات ؟ 》



   بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

فقد أتتني رسالة ظاهرها الوعظ والتوجيه والإرشاد ؛ قام بإرسالها إلينا  احد الاخوة الكرام وهو يجهل حال كاتب الرسالة ومصدرها وأعذره لعلمي بأنه يريد الخير لعامة المسلمين   لكن أوتي من جهله وعدم علمه ؛ كما قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:( وكم من مُريدٍ للخير لن يُصِيبَه، إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حدَّثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يُجاوِز تَراقِيَهم، وايمُ الله ما أدري لعلَّ أكثرهم منكم، ثم تولَّى عنهم.

 فقال عمرو بن سلَمة: رأينا عامَّة أولئك الحِلَق يُطاعِنُوننا يوم النهروان مع الخوارج ).

والحديث صحيح  مشهور في دواوين السنة وصححه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة

و ظاهر الرسالة وعظ  ارسله إلينا ؛ وفي باطنها مقال عن فضل صلة الرحم فأحببت بيان حال كاتبها لمن كان جاهلا بحاله ؛ تحذيرا للمسلمين من توجهه الفكري المنحرف لئلا يتبع في ضلاله وإبراء للذمة ونصحا للأمة ولئلا يتبع في ضلاله   فأقول : المدعو  محمد بن راتب النابلسي

صاحب المقال السابق او من ذيلت المقاله بإسمه أجتمع فيه الشر فعند دراسته حاله العقدية يتبين لنا  

من :

[ فهو من كبار دعاة الاخوانية ومن كان منهم أو حولهم فيرى الحزبية وتمييع بل وتضييع ومحاولة تهميش أصل وجوب السمع والطاعةلولاة الامر بالمعروف ]

و [ فيه قبورية صوفية وهذا يعني أن عنده خلل في توحيد الالوهية]

و [ اشعري كلابي من مذاهب الجهمية المعطلة في توحيد الاسماء والصفات ] .

ايها الاخوة  الاعزاء:

اعلم طيبة قلوبكم وحبكم للخير ...

لكن يجب ان تعرف من تنشر له ...

لانك ب( طيبتك ) هذه تنشأ جماعة تكفيرية جديده ( اشد وافتك ) من داعش والقاعده أو النصرة ...بسبب إرسالك لهذه الرسائل مجهولة المصدر والمحتوى 

وذلك ان النابلسي

وغيره من رموز الاخوانية الخوارج [ حاول ان  تعرفهم بالاسم فهم كثر ولهم شهرة ] هم السبب الرئيس  في إنشاء هذه الجماعات الضالة  بسبب معسول كلامهم فيبثون من خلاله  نتاج فكرهم الإخواني الضال [ المولد ] للتكفير

و من ثم ماترتب عليه من  استحلال دماء المسلمين

والخروج على ولاة أمرهم 

وللاسف أجد كثيرا من المسلمين ينشر له

ولغيره[ جهلا بحاله أو جهلا بعقيدة الإسلام الصحيحة]وهذا أراه في وسائل الإعلام المختلفة

اوفي منصات التواصل الاجتماعي ...

او في حالة جوال أحدهم .


ثم يقول بعض المهتمين في معرفة أسباب ظهور الجماعات التكفيرية الضالة :

ما أسباب ظهور هذه الجماعات والتنظيمات ؟

أو بصيغة أخرى:

كيف ظهرت هذه المجموعات او الجماعات الخارجية التكفيرية ؟

...

وهو للاسف من ساعد بنشر فكرها وهو لا يعلم وذلك بطيبته وجهله وعدم نشره لكبار علماء الإسلام  عرفوا بحسن المعتقد وسلامة المنهج الذين أمثال : ابن باز والألباني والعثيمين والوادعي والجامي والنجمي وهذا على سبيل التمثيل لا الحصر وإلا فأهل السنة أتباع السلف الصالح كثر ولله الحمد   [ رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله وإياكم بعلمهم] ...

فهؤلاء وغيرهم من كبار علماء الإسلام هم من يجب أن ينشر لهم ....

ويجب الإبتعاد عن كل داعية ضلال وإنحراف فكري

وكونوا على حذر أيها الأحبة

من دعاة دهاة من أصدق الأوصاف لهم ما ذكره فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم : ( دعاة على ابواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ) .

ثم احرصوا على تعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل بهديها ؛ والزموا جادة السلف الصالح و قد افلحتم ونجحتم ونجيتم - إن شاء الله - ان اخذتم العلم عن أكابر علماء السنة السلفيين وكل ذلك بفضل الله ورحمته  ثم الزموا جماعة المسلمين وإبتعدوا عن الشذوذ والفرقة والإختلاف وكونوا مع ولاة أمركم . ولأهمية بيان حديث الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الفتن فسوف اورده عليكم لانه كما قال احد السلف الصالح : " السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك " .

 فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه - قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ,وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني . فقلت : يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال:( نعم ) . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: ( نعم وفيه دخن ) . قلت: وما دخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ).

 قلت: يا رسول الله صفهم لنا . فقال : ( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ).

 قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : 

( فاعتزل تلك الفرق كلها , ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .

أخرجه البخاري رحمه الله    (٣٦٠٦) .

ومسلم رحمه الله ( ١٨٤٧).


وهذه الرسالة المتواضعة  كتبناها شفقة ومحبة ونصحا لامة محمد صلى الله عليه وسلم وتحذيرا عن النقل أو الإستماع إلى مثل هؤلاء فضلال  هذا الشخص وأمثاله وإنحرافهم عظيم فالحذر واجب والنصح كذلك واجب 

والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

----------

جرى تحريره في  مركز الكداديه حرسها الله واهلها من كل شر  وحرس الله مملكة الخير المملكة العربية السعودية وولاة أمرها وعامة بلاد المسلمين والعالم أجمع من شرور دعاة الضلال الذين يظهرون للعامة الخير وفي كتبهم ورسائلهم ووعظهم السم الزعاف  .

  كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .

الأربعاء، 16 مارس 2022

《 بيان فساد تغريدة المدعو سامح عسكر و تهجمه على أهل الإسلام الصحيح [ أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ] 》


بسم الله الرحمن الرحيم 


اطلعت على تغريدة للمدعو سامح عسكر قال فيها :" العقل السلفي يعاني من الأمية الفكرية " 



فلنا عدة وقفات علمية مع عبارته هذه  ..

       [[   الوقفة الأولى   ]]


هذه العبارة صدرت من عقل اجوف لا يدرك معنى عبارته ولا يعرف مدلول الفاظه مع بعد شاسع عن الحكمة ويظن بلمزه هذا للسلفية أنها مجرد عقل وماعلم أن السلفية هي دين الإسلام المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وهم السلف الصالح 

 فقوله :" العقل السلفي " ؛ لعله يماثل قول الكفار : { إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ  }.وما علم هذا الجاهل أنه كلام خالق البشر بل أن كفار قريش حينما سمعوا كلام الله سبحانه وتعالى  قال احد كبارهم : "  فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من ذلك . والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإنه ليحطم ما تحته ، وإنه ليعلو وما يعلى ".[ تفسير ابن كثير رحمه الله لهذه الآية ].

فحينما تتعرض ياسامح للنقد  منهم : " فنقدهم تم وفق أسس علمية مبنية على ادلة نقلية وحجج عقلية تؤيدها الفطر السليمة بعلم وعدل وإنصاف وحكمةوحق فلا ظلم ولا حيف ؛مع اعطائك المنزلة المستحقة لك والوصف الملائم   وأما نقدك فهو بهتان وظلم وكذب واجحاف وحيف وتطاول على رب العالمين ومحاربة شرائع الأنبياء والمرسلين ومخالفة فهم وهدي و سبيل أهل الحق المبين ..ومع خلوك من العقل وصفت من أردت نقدهم  بأن لهم " ..... عقل السلفي ..."   فلو كنت عاقلا لما تكلمت في أمر لا تدركه  فدين الله سبحانه وتعالى أتى بما تحار  فيه العقول لا بما تحاربه العقول ؛  

فالأمور العقلية قد تستفاد من التجربة أو من خلال الإستفادة  من دراسة طبيعة الحيوانات وكيفية حياته او من علوم الفلسفة والمنطق والتي  لايستفيد منها الغبي ولا يحتاجها الذكي.

فهذا  وأمثاله:

لا يريدون اصلاح أو مافيه صالح المجتمع على إختلاف شرائحه من ولي الامر إلى جميع رعيته من خاصه او اوعامه   .

ومحاولة توهين حكم الحاكم واضعاف منزلته بين رعيته وتضييع وتمييع أصل وجوب السمع والطاعة له يدندون حولها وذلك بالحديث عن الديمقراطية[ الشعب هو المشرع والحاكم]

أو الدستورية[ نزع صلاحية ولي الأمر وكف يده عن أعماله المشروعة الخيرة اقتضاء لمصلحة منهم تحت يده من رعيته ويؤيده في ذلك  الشرع المنزل  المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم 

ودين الإسلام أتى بتوقير الحاكم ورفع منزلته واعلاء شأنه ووجوب السمع والطاعة له في أدلة كثيرة وجرى على ذلك إجماع المسلمين أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ]

وفكر المعتزلة العقلاني[ اطلق عليهم هذا الوصف لسفاهتهم وخلوهم من العقل مثلهم مثل القدرية وهم نفاة القدر ] و هو تابع فكري لهم ؛ قد رأوا في مذهبهم الباطل  الخروج على ولاة الامور وسفك الدماء المعصومة ..ثم تكلم  من ضل عن الصراط المستقيم  على جهة الطعن والقدح والذم في دين الإسلام 

أو اهل السنة 

أو أئمة السلفية لأن هؤلاء الأئمة شوكة في حلوقهم لمنعهم  من القدح أو  التعرض لشرائع المسلمين أو النيل من منزلة الحاكم المسلم  ...

 فحينما يبينون فساد مقولة

هذا الضال واصحابه فهذا ديانة وقربة ولا يعتبر ذلك عداوة للمردود عليه أو على غيره  لكن  سوء الظن المبني على سوء المعتقد والعمل مع درايتهم بإبطاله لتوجهم الفكري الفاسد  ظنوا السوء فاظهروا بإلسنتهم ماتكنه قلوبهم  فالالسن مغارف لما في القلوب  فطريقة علماء السنة هذه فيها حماية للمسلمين من شر من أراد بدينهم وعقيدتهم وفكرهم واعراضهم وممتلكاتهم ودمائهم وولاة أمرهم  شرا ؛ فهو نصح للأمة وابراء للذمة ولئلا يتبع اهل الضلال في ضلالهم فيكن عليهم وزر من تبعهم في ضلالهم .

وهذا له  اشباه  من ذوي الاتجاهات الفكرية الضالة المحاربة للإسلام واهله ويزعم هؤلاء ان تخلف  البلاد الإسلامية عموما وتأخرها عن اللحوق بركب الحضارة سببه  دين الإسلام ويرمون أهل الإسلام بالرجعية واما هم فأصحاب التقدم والرقي وعند التأمل والتدقيق يجدهم خلاف ذلك بل هم حرب لأهله .


      [[    الوقفة الثانية  ]]

 من يطلع على التاريخ يجد ان

أوربا كانت  مقرا للتخلف العقلي فالسحر والشعوذة والدجل وغلبة الكهنوت الكنسي عليها ومحاربتها للإبداع التكنولوجي

   فتح بلاد الأندلس على يد المسلمين [ تعرف الان بإسبانيا والبرتغال ] وفتح غيرها من بلاد أوروبية جعلها تستضئ  بنور الإسلام ؛ وتتأثر بأهله  ؛ فالقرب المكاني أثر على الأمم الأوربية بعد فتح الجامعات في الأندلس والتي يدرس فيها  شتى الفنون العلمية وتذكر  المصادر التاريخية ذهاب شباب أوربا إلى هذه الجامعات الاسلامية و وكيف استفاد منها الاوروبيون في التقدم المادي وفي تطورهم التقني والصناعي.

 بل وفي جميع مجالات الحياة بسبب تبعيتهم للإسلام وأهله فكانوا يقلدون المسلمين في  مظاهر حياتهم ؛  فأكسبهم ذلك بغض الكنيسة النصرانية المحاربة للتطور المادي نتيجة تاثرهم بالحضارة الإسلامية التي تنمي العقل وتصقله وتؤيده بخلاف أتباع سدنة ديانات الأصنام والاوثان

الذين منعوا تحرر العقل البشري من قيد  الخرافات واسر الخزعبلات .  ثم كان ثورة أهل اوربا الفكرية على هذه الاوثان  النصرانية فحصل ذلك حديثا في بلاد الغال  [ فرنسا ]  وبما يسمى بالثورة الفرنسية.


         [[الوقفة الثالثة ]] 

 خلق الله الانسان  من جسد وروح فالثورة الفرنسية راعت متطلبات الجسد ونزواته وغرائزه البهيمية وأهملت  احتياجات الإنسان الروحية إلا عن طريق دراسات اجتماعية لا تروي غليلا ولا تشفي عليلا  وابتعد رموز هذه الثورة  عن القيم الاخلاقية وعن معاني  الروح الانسانية وعن الرقي الحقيقي للبشرية فظهر العري والتفسخ الأخلاقي واباحة الفجور والزنا واللواط وتعرت المرأة وخرجت عن طبيعتها الانثوية محاولة مساواة خلق الله لها  بخلق الله للذكور  وظهرت توجهات تحارب مكونات المجتمع البشري عموما وافراده ثم دعت إلى اعمال يحاربها العقل السليم فظهر الحكم الجماهيري للشعوب وما يتبعها من فوضى خلاقة مع كثرة قلة أدب الناس مع كبارهم وعقلائهم وذوي الحل والعقد منهم ومالوا إلى ازدرائهم والتقليل من شأنهم فجرى تغيير النظام الحاكم في أغلب الدول الاوروبية بل وفي أغلب دول العالم  من نظام ملكي وراثي فيه الخير والعقل إلى نظام شعبي يراعي متطلبات الجماهير ونزواتهم ورغباتهم الشهوانية الحيوانية المحاربة للفطرة السليمة ومخالفة لعقول أهل العقول فالبشرية في أوربا وامريكا وغيرها بل وفي كثير من دول العالم تعيش خواء روحي وأمراض نفسية عجزت عنها الأطباء فهم بحاجة إلى دواء رباني إلهي فلا يعرف ادواء الخلق إلا رب الخلق ولا يعرف احتياج البشر إلا رب البشر وهذا لا يتم إلا بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا 

ويتبع هذا ..

        [[ الوقفة الرابعة ]]

ظهرت في العالم الإسلامي دعوات تطالب بالعلمانية وفي تطوير التوجه الفكري فهل لهذه الدعوات واصحابها وجه في نشر باطلهم :

نقف هنا فنجد جل او اغلب العالم الإسلامي او قل مجتمعاته تعظم القبور وتدعو أصحابها كما يدعون الله سبحانه وتعالى فصرفت العبادة لغير الله سبحانه وتعالى وهذا عين شرك النصارى فكلاهما شرك في توحيد الالوهية وظهر الشرك في توحيد الأسماء والصفات وهذا لعله لم يكن موجودا في النصارى فأتجه  أصحاب هذا الفكر الفاسد إلى تجريد الله تعالى وتقدس من أسمائه الحسنى وصفاته العلى وعطلت من معانيها  فكانوا كما قيل :" معطل يعبد عدما وقبوري يعبد صنما ووثنا "

وما سبق كان للدولة التركية العثمانية سبب في ذلك فهي دولة صوفية قبورية تميل إلى تعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى وقاموا كذلك بتجميد الاجتهاد والغائه بين أهل العلم 

ثم ظهرت أحزاب وجماعات وطوائف سفكت الدماء المعصومة وانتهكت العرض المحرم  واستحلت اموال المسلمين .

ثم  بدأ الغزو بالسلاح من قبل دعاة الحرية فغزى أهل أوربا بلاد المسلمين فساعدتهم على ذلك انتشار الفكر الصوفي والرافضي وخوارج يحاربون الاسلام وأهله مع جهل مطبق  جرى من اغلب المسلمين بعقيدتهم الصحيحة وتعاليمه السمحة فظهر للغزاة أتباع يؤيدونهم فكريا فنشأت مع هذه الظروف العصيبة والديانات المختلفة التي تقود أهلها إلى الظلم وفي طرق فكرية منحرفة

نشأ الحاد في الدين فحارب الدين الصحيح وأهله.....

وللعلم سلمت دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية من هذا الشر بسبب ولاة أمرها اهل الخير وبسبر علماء السنة فيها وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى 

وحرصهم على تطبيق الشرع ونصرة التوحيد والسنة وأهلها. 


       [[ الوقفة الخامسة ]]

هؤلاء الضلال الذين يظهرون محاربة الإسلام فكريا من الظلم وصفهم بأصحاب تطور مادي وتقدم صناعي فهؤلاء حقيقة يحاربون العلم ويحاربون التقنية الحديثة والتطور المادي  فهم لا يريدون هذه الأمور فالاسلام يحث عليها ويشجعها وهم يريدون استغلال مصطلح التطور في خدمة نشر التوجهات الفكرية الالحادية الفاسدة دون نشر التقنية والتكنولوجيا 

فيريدون إشباع رغباتهم الشهوانية وتحقيق نزواتهم الحيوانية تحت  مايعرف بالحرية الفكرية والحرية الحقيقية هي في طاعة رب العباد وترك عبادة العباد فيعنون  بالحرية عندهم شرب الخمور والحرية الكاملة في نشر الزنى واللواط والفساد الخلقي لا يوجد في البلاد التي يحكمها الإسلام الصحيح[ أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ] لأن هؤلاء هم نماذج فريدة في تقدم بلادهم وتطورها  مع محاربتهم لهذا العهر والفجور والذي يزعم أهله الحرية .

 

     [[ الوقفة السادسة ]]


نجد الخوارج الإخوانية لهم قواسم مشتركة  مع الملاحدة العلمانية ويزيد الفريق الاول على الثاني بأمور منها   الباس أفعالهم لباس الدين خدمة لتحقيق اهدافهم المشبوهة عن طريق استغلال السذج  ...ويتبع ذلك الاستدلال  

 بالادلة الموضوعة

والحجج المكذوبة في اصدار فتاوى تجيز الوسائل التي تجمعهم مع الملاحدة  

ومن ذلك اباحتهم  :  

المظاهرات  

الاضطرابات 

والاضرابات

 والاعتصامات 

والاغتيالات

 والتكفير 

والرمي بالعمالة لمن خالفهم ويتعدى ذلك إلى الافتاء بجواز الخروج على الحاكم الظالم مع و تصوير الحاكم المسلم على أنه من الظلمة مع سعيهم في تأويل أو قل تعطيل الادلة التي تأمر بوجوب السمع والطاعة لولاة الامر بأنها خاصة بالامام العادل  .

والمطلع على سيرة سلف الاخوانية يجد أن الخوارج  لم يرضوا حكم الرسول صلى الله عليه وسلم أو حكم خلفائه الراشدين المهديين رضي الله عنهم كما هو ثابت عنهم في صحيح السنة .


و( نتيجة سعي الفريقين المتأسلم [ الخوارج وفرقها ]

 أو المعلن الحاده[ علمانية وليبرالية])  :

سعيهم في احلال الفوضى في المجتمع الإسلامي 

و  إلغاء الدين الإسلامي و الذي يربط بين قلوب المسلمين ويجمعهم جمعا  معنويا .

ويسعون في  فك رباط  بيعة الحاكم المسلم العقدية الثابتة له بدلالة الشرع والاجماع.

  وولي الأمر  يجمع المسلمين حسيا  فيصبح الناس بعد التحريض والتهييج فوضى لا سراة لهم .

وقد تأملت أن من أسباب ظهور الخروج على الكنيسة النصرانية هو وقوفها ضد مصلحة الإنسان ومصادمتها للعقل ومقتضى  النفع العام لهم  وذلك في منعها إيصال الخير  للبشر عن طريق إغلاق الاجتهاد العقلي واعمال الرأي في كل مامن شأنه خدمة الإنسان مثل إظهار المخترعات  بأنواعها صناعية أو زراعية أو عسكرية او في اي مجال آخر فيه فوائد جمة للبشرية وافتت الكنيسة بمنع ذلك وقتل كل من تسول له نفسه عمل هذه الاختراعات النافعة لبني الإنسان ورمت من قام بذلك بالزندقة [ الهرطقة وهي لفظ معناه بمعنى الزندقة]  فهبت المجتمعات لوقف تعسف الكنيسة المعطل للعقل البشري مع وجود ما يساعد هذا الظلم و أعظم الظلم هو [ الشرك بالله ربا ] فظهر الالحاد وانكار الرب وتعظيم المادة كل ذلك سببه ترك العمل بدين الإسلام الذي يأمر بخيري الدنيا والآخرة . وهذا التعسف الكنسي يحاربه الله ورسله الكرام فلا يوجد هذا الظلم في دين الإسلام فليس  فيه إلا  إكرام للعباد واخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وتعظيم نعمة العقل والتفكر وفق الشرع المنزل والعقل السليم...

فمن خرج على الكنيسة خرج عليها لمصادمتها العقل ووقوفها حائلا دون إنتاج يصلح الحال البشرية  ويسعدها في دنياها ..


       [[ الوقفة السابعة ]] 


   دين الإسلام مبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم  فهو وحي من رب العالمين إلى أشرف الأنبياء والمرسلين وهو دين الله والله سبحانه وتعالى خالق البشر وهو من يعلم البشر  وكيف بتم اسعادهم فهذا الدين فيه حياة سعيدة كريمة يتضمن منتجا ومشجعا للعقل البشري في الاختراعات المفيدة قال الله تعالى وتقدس :{  وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ } وأما ديانةالنصرانية الوثنية : فهي كنيسة وثنية قائمة على عبادة البشر وقد وضعت باجتهادات بشرية خاطئة لتحويل البشر عباد لبشر أمثالهم  وتقديسهم وسبب انشاء الكنيسة استغلال العباد في أمور تخالف العقل السليم والفطر السوية  مع مخالفتها  لكلام خالق البشر  والنصرانية ليست ديانة عيسى وأمة عليهما الصلاة والسلام فدينهم هو دين الإسلام ولم يأمر الله بعبادة أي عبد من عباده بما فيهم عيسى أو امه عليهما الصلاة والسلام  

لأنهم بشر وهما عباد مثل العباد الآخرين الذين خلقهم الله من عدمم ورزقهم من حيث لا يحتسبون ؛ قال الله تعالى وتقدس: { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }

و حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) متفق عليه.

وحال من خرج على  الكنيسة المعطلة للمصلحة البشرية فهو اراد  تحرير نفسه من عبادة البشر امثاله   وفك اسره من قيودالكنيسة الوثنية ليتسنى له العيش بدنياه مؤقتا بكرامة سالما من وثنية الكنيسة وقذارتها ووقوفها امام الجهود العلمية النافعة كالاختراعات النافعة كصناعة الطائرات والسيارات والقطارات والسفن وفي أي  صناعة فيها خير وسعادة للبشرية ...فهل من يطالب بالالحاد أو العلمنة في بلاد الإسلام يأمر بهذه الأمور النافعة والصناعات والمخترعات  ؟

فالجواب ؛ لا يوجد .

وهل رأى احدا من علماء الإسلام يمنعها ؟

أم هنا هدف خفي غبي يسعى فيه إرجاع البشر إلى تقديس آراء البشر ؛

فهو يستغل 

ويستخدم قضية الكنيسة وذلك بالرجوع إلى فكر الكنيسة إذ حقيقة مطالبته هي: 

إرجاع الناس من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد تحت مسمى حرية فكرية  فالنزوة الغرائزية والشهوة الحيوانية هي الإله المنشود عندهم وهم من يحاولون الوصول الناس له .

و حرية الفكر وسلامته وتطوره ونزاهته تكمن في طاعة الله رب العالمين الذي منحه  فكرا سليما وفطرة سوية 

ولم يجعله مجنونا أو بهيمة { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه } 

فسعادة الفكر باتباع رب الفكر وخالقه ....فأين ذوي الفكر ؟   

اخيرا :

بعد التطور المذهل للعقل البشر والسماح له بالتوسع دون ضوابط شرعية أو عقلية سليمة  نجد :

 الخواء الروحي

 والامراض النفسية

 وكثرة المصحات المختصة لعلاج الامراض النفسية    

ثم انتشار الانتحار   

وضعف العلاقات الإنسانية 

وتقديس المادة كل ذلك نتاج حسي مشاهد بسبب الاتجاه المادي وتغليب المادة على كرامة الإنسان وسعادته الروحية ..

لذا فتسمية الملحد علماني اي نسبة إلى العلم :

تسمية فيها حيف وظلم ولا يستحقها إلا إذا اريد بمعناه انكاره للعلم فهذا حق لا مرية فيه كما في تسمية القدرية بالقدرية لانكارهم القدر وانكارهم للإيمان به وفق دين الإسلام. 

فهل من عوده إلى الرشد 

وإلى تغليب العقل البشري السليم 

وهل من رجوع إلى دين الإسلام المحض الصحيح إلى دين الإسلام الذي هو التوحيد والسنة وهدي سلف الأمة الصالح. والمبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وفق فهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله...

فهل هذا الأمر " أمية فكرية " ياسامح ...الله يهدينا وإياكم وإياه إلى مايحبه الله ويرضاه ويوفقنا وإياكم وإياه إلى العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  .  آمين 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كتبه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني

الثلاثاء، 15 مارس 2022

《 أنواع الدعاء و آداب مهمة يستحب مراعاتها عند الشروع في النوع الثاني من الدعاء وهو دعاء المسألة والطلب 》



      بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

فالدعاء عبادة عظيمة وهو نوعان :

             [ دعاء عبادة ]

فالاعمال الصَّالحة تسمَّى: دعاء عبادة، مثل الصَّلوات والزكاة والصوم والحج والعمرة والصَّدقة و التَّسبيح والتَّهليل كل ذلك دعاء عبادة والسبب التسمية بذلك ؛ أن من فعل هذه العبادات يطلب الأجر من الله سبحانه وتعالى ، فهم يرجون ثواب الله وفضله ورحمته ويخافون عذابه .


      [ دعاء المسألة والطلب ]


وهو ما كان صريح الطلب مثل : 

اللهم اغفر لي 

اللهم ارحمني 

 اللهم نجني من النار وما قرب إليها من قول وعمل .

 اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة .

ونحو هذا الدعاء 


وكلامنا هنا في النوع الثاني وهو دعاء المسألة والطلب  


《 من الآداب المهمة والتي يستحب التنبه لها عند الشروع في عبادة دعاء المسألة والطلب 》


  ينبغي لكل لبيب عاقل فطن التنبه لآداب دعاء المسألة 

والتي منها :


                 ( أولا )

الثناء على الله وتمجيده وحمده وتسبيحه واستغفاره فالله هو المستحق وحده للحمد والمدح والثناء ثم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم  

فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : سمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدعو في صلاتِهِ لم يُمجِّدِ اللَّهَ تعالى ولم يُصلِّ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ( عجِلَ هذا ) ؛ ثمَّ دعاهُ فقالَ لَهُ أو لغيرِهِ : ( إذا صلَّى أحدُكُم فليَبدَأ بتَمجيدِ ربِّهِ جلَّ وعزَّ والثَّناءِ علَيهِ ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ يَدعو بَعدُ بما شاءَ ) رواه أحمد وابوداود والترمذي والنسائي رحمهم الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود رحمه الله. 


               ( ثانيا )

من الآداب كذلك ؛ الدعاء لك وللمسلمين أو من أحببت ليشملك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ ) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه .


           ( ثالثا )

تقديم صدقة قبل الدعاء لا على جهة الاستمرار لكن تفعل في بعض الأحيان ولو تصدق بشئ يسير نفعه ذلك ؛ فالصدقة قبل الدعاء لها شأن عظيم ففي تفسير قوله تعالى وتقدس : { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }

" قال مجاهد : العمل الصالح يرفع الكلام الطيب . وكذا قال أبو العالية ، وعكرمة ، وإبراهيم النخعي ، والضحاك ، والسدي ، والربيع بن أنس ، وشهر بن حوشب ، وغير واحد  من السلف . وقال إياس بن معاوية القاضي : لولا العمل الصالح لم يرفع الكلام .وقال الحسن ، وقتادة : لا يقبل قول إلا بعمل "[ تفسير ابن كثير رحمه الله ].

"والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فيكون رفع الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة، فهي التي ترفع كلمه الطيب، فإذا لم يكن له عمل صالح، لم يرفع له قول إلى اللّه تعالى، فهذه الأعمال التي ترفع إلى اللّه تعالى، ويرفع اللّه صاحبها ويعزه".[ تفسير السعدي رحمه الله ]

" فإذا احتاج المسلم لتفريج كربة ، أو تيسير أمر ، أو كانت المناسبة عامة كالاستسقاء : فتصدق قبل أن يدعو كان ذلك من التوسل بالأعمال الصالحة " [ الشرح الممتع للعثيمين رحمه الله ( ٥ / ٢٠٩ )]

وهذا العمل الصالح يكون احيانا 

لا على جهة الاستمرار فالدعاء عبادة وعمل صالح .


          ( رابعا ) 


الرزق الحلال والكسب الطيب والذي سلم من المال الحرام والمعاملات المالية المشبوهة وخلا من السحت ففي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ) رواه الإمام أحمد رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة( ٢٦٠٩ ) ؛ و إطابة المطعم من الأسباب العظيمة في استجابة الدعاء لهذا قيل :

" اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة " ؛ و في الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل ابوهريرة رضي الله عنه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ )

أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

ووهب لنا وإياكم رزقا حلالا طيبا مباركا فيه .

وجعلنا الله وإياكم ممن يستجيب الله له دعاءه .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

《 آداب مهمة يستحب مراعاتها عند الشروع في عبادة دعاء المسألة والطلب 》




      بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

فالدعاء عبادة عظيمة وهو  نوعان :

             [   دعاء عبادة  ]

فالاعمال الصَّالحة تسمَّى: دعاء عبادة، مثل الصَّلوات والزكاة والصوم والحج والعمرة والصَّدقة و التَّسبيح والتَّهليل كل ذلك دعاء عبادة  والسبب التسمية بذلك ؛  أن من فعل هذه العبادات يطلب الأجر من الله سبحانه وتعالى ، فهم  يرجون ثواب الله وفضله ورحمته ويخافون عذابه .


      [  دعاء المسألة والطلب ]


وهو ما كان صريح الطلب مثل : 

اللهم اغفر لي 

اللهم ارحمني 

 اللهم نجني من النار وما قرب إليها من قول وعمل .

 اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة .

ونحو هذا الدعاء 


وكلامنا هنا في النوع الثاني وهو دعاء المسألة والطلب  


《 من الآداب المهمة في والتي يستحب التنبه لها عند الشروع في عبادة دعاء المسألة والطلب 》

  ينبغي لكل لبيب عاقل فطن التنبه  لآداب دعاء المسألة 

الا وهي :


                 (   أولا   )

الثناء على الله وتمجيده وحمده وتسبيحه واستغفاره فالله هو المستحق وحده للحمد والمدح والثناء ثم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم  

فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : سمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدعو في صلاتِهِ لم يُمجِّدِ اللَّهَ تعالى ولم يُصلِّ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ( عجِلَ هذا ) ؛ ثمَّ دعاهُ فقالَ لَهُ أو لغيرِهِ : (  إذا صلَّى أحدُكُم فليَبدَأ بتَمجيدِ ربِّهِ جلَّ وعزَّ والثَّناءِ علَيهِ ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ يَدعو بَعدُ بما شاءَ ) رواه أحمد وابوداود والترمذي والنسائي رحمهم الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود رحمه الله. 


               (   ثانيا   )

من الآداب  كذلك ؛ الدعاء لك وللمسلمين أو من أحببت  ليشملك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ ) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه .


           (    ثالثا    )

تقديم صدقة قبل الدعاء لا على جهة الاستمرار لكن تفعل في بعض الأحيان  ولو تصدق بشئ يسير نفعه ذلك  ؛ فالصدقة قبل الدعاء لها شأن عظيم ففي تفسير قوله تعالى وتقدس : { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }

" قال مجاهد : العمل الصالح يرفع الكلام الطيب . وكذا قال أبو العالية ، وعكرمة ، وإبراهيم النخعي ، والضحاك ، والسدي ، والربيع بن أنس ، وشهر بن حوشب ، وغير واحد  من السلف . وقال إياس بن معاوية القاضي : لولا العمل الصالح لم يرفع الكلام .وقال الحسن ، وقتادة : لا يقبل قول إلا بعمل "[ تفسير ابن كثير رحمه الله ].

"والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فيكون رفع الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة، فهي التي ترفع كلمه الطيب، فإذا لم يكن له عمل صالح، لم يرفع له قول إلى اللّه تعالى، فهذه الأعمال التي ترفع إلى اللّه تعالى، ويرفع اللّه صاحبها ويعزه".[ تفسير السعدي رحمه الله ]

" فإذا احتاج المسلم لتفريج كربة ، أو تيسير أمر ، أو كانت المناسبة عامة كالاستسقاء : فتصدق قبل أن يدعو كان ذلك من التوسل بالأعمال الصالحة " [ الشرح الممتع للعثيمين رحمه الله ( ٥ / ٢٠٩ )]

وهذا العمل الصالح يكون احيانا 

لا على جهة الاستمرار فالدعاء عبادة وعمل صالح .


          (    رابعا    ) 


الرزق الحلال والكسب الذي ليس فيه ريال من الحرام هذا يعرف بإطابة المطعم وهذا من الأسباب العظيمة في استجابة الدعاء  لهذا قيل :

" اطب مطعمك تكن مستجاب  الدعوة " ؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل ابوهريرة رضي الله عنه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}  ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ )

أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

ووهب لنا وإياكم رزقا حلالا طيبا مباركا فيه .

وجعلنا الله وإياكم ممن يستجيب الله له دعاءه .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  .

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الاثنين، 14 مارس 2022

《 حكم صلاة المأموم واقفا والإمام جالسا 》

بسم الله الرحمن الرحيم 



السؤال 


السلام عليكم 

ياشيخ من صلى خلف إمامٍ معاق 

فهل يؤدي الصلاة يقيامها وجلوسها 

أويفعل كما يفعل الامام الذي لايستطع تمام الوقوف 

وهل فيه فرق من من دخل بالصلاة مع امامٍ معاق أو من اقيمت الصلاة وقُدم فيها الامام المعاق من حيث فعل المأموم ؟


الله يجزاك خير 


الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

الذي يظهر ان القول في متابعة الإمام هي الأقرب للوجوب  

فيصلى المأموم خلف إمامه وفق حالة الإمام فإن كان الإمام  جالسا  صلى المأموم جالسا بهذا مضت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها وعن والدها ؛ قَالَتْ :  اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَصَلُّوا بِصَلَاتِهِ قِيَامًا فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا فَجَلَسُوا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ :( إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا) رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٦٤٧ ) والامام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٦٢٣ ) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ( وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلَّوْا قُعُودًا أَجْمَعُونَ ) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٦٢٨ ).

 وعن أنس رضي الله عنه: ( وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ ) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٦٢٢ ) .

 وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ : ( وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلَّوْا قُعُودًا أَجْمَعُونَ ) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٨٢٨ ).

و عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا فَرَآنَا قِيَامًا فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا فَصَلَّيْنَا بِصَلَاتِهِ قُعُودًا فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : ( إِنْ كِدْتُمْ آنِفًا لَتَفْعَلُونَ فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ فَلَا تَفْعَلُوا ائْتَمُّوا بِأَئِمَّتِكُمْ إِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا ) رواه الامام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٦٢٤ ) .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  .

..............

كتبه :  غازي بن عوض العرماني .