الأربعاء، 8 نوفمبر 2023

( تصحيح معلومات في العقيدة والتاريخ وفي علم الأنساب وردت مغلوطة عن أهل فلسطين وتاريخ فلسطين ومكان بيت المقدس )



بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 

فقد استمعت الي مقطع فيديو وفيه يتحدث رجل عن  فلسطين ومن هم أهلها ؟. 

وعن تاريخها فأتى في كلامه بالعجائب 

وقلب الحقائق 

 وخالف الحق 

وجانب الصواب في كل ما سبق وفي  تحديده  لمكان بيت المقدس ذكر مكانا خالف فيه المنقول والمعقول والإجماع بغير حق ولادليل شرعي يثبت صحة دعواه ، ولا مصدر علمي موثوق يرجع إليه  وقد ترتب على كلامه مخالفات في العقيدة يجب على طلاب العلم تنبيه أهل الإسلام عليها وتحذيرهم منها ؛ ولأن مقالة هذا الرجل المتحدث تناقلتها الركبان حيث جرى تعميم نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي حتى وصلتنا. 

فكان لابد من إيضاح الحقائق العلمية وتفنيد ما تضمنه حديث هذا المتحدث من اباطيل فجرى بفضل الله ورحمته منا كتابة هذه الملحوظات على كلامه ؛ فنقول وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان  :


            (   اولا   ) 

من أطلع على كتب التاريخ يجد ان اوائل من سكن فلسطين هم العرب الكنعانيون.


         (     ثانيا    ) 

الكنعانيون عرب فلسطين هم من ذرية ابراهيم الخليل عليه وعلى رسولنا الكريم الصلاة والسلام فهم ينسبون إلى كنعان بن يشاع بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم كما في المصادر التاريخية التي تحدثت عن العرب الكنعانيين. 

وينظر في هذا البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله وغيره ممن كتب في السيرة. 


          (    ثالثا    ) 

قول هذا المتحدث:

" نحن واليهود بني عم وانتم ( وش دخلكم )" 

يقول كلامه السابق موجها كلامه لعرب فلسطين. 

فأقول : 

إن هذا الكلام فيه نظر من ناحية العقيدة فهم عرب ومن أهل الإسلام وهي أرضهم. 

وليس من الإخوة الإيمانية ان تقول هذا الكلام لمسلمين مثلك وعرب مثلك وفي صدور مثل هذه الألفاظ مساس بعقيدة المسلم وإخلال  بها من حيث لا يشعر. 

وأما تاريخيا :

فبعد الرجوع الي المصادر التاريخية نجد أن العرب الكنعانيين هم  من ذرية ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام كما ذكرنا سابقا. 

و هذا المتحدث كلامه عار من الصحة و فيه جهل في:

 علم النسب

 وفي التاريخ

 وفي العقيدة

 مع حماس وعاطفة بعيدة  عن ضوابط العلم الشرعي    . 


         (    رابعا    ) 

القدس أو بيت المقدس ليست لكفار العرب أو الروم أو اليهود أو أي عرق كان بل هي خاصة للمسلمين من عرب وعجم.


      (     خامسا    ) 


قوله  عن فلسطين :

" أرض  اسرائيل". إذا أراد بها انها مكان خاص لليهود ولو كانوا على الديانة اليهودية المحرفة  فكلامه باطل فهي أرض للمسلمين بعد الفتح الإسلامي لها على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتسليم مفاتيح القدس للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وليست لغيرهم والصواب ان يقول: ( اليهود ) وليس :( اسرائيل) أذ انهم من أبناء إسرائيل وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام وهم الان لايعلم نسب معين لهم بعد تفرقهم القسري وسقوط دولتهم على يد نبوخذ نصر أو بختنصر العراقي وذلك عقوبة من الله بسبب كفرهم وقتلهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. 

وأما ديانتهم فهي اليهودية المحرفة المنحرفة وهم كفار بنص القرآن الكريم والسنة والإجماع .

قال الله تعالى وتقدس مبينا حال اليهود :

{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا }. 


         (   سادسا  ) 

قوله عن العرب الفلسطينيين :

" انتم لستم عربا" ويصفهم ب( الغجر و الروم و المغول والشركس والتركمان وابقايا الشعوب)

فهو يوجه كلامه العام هذا  لجميع المسلمين من أهل فلسطين. 

و  هذا فيه تعميم للجاهلية وفيه طعن في أنساب شعب عربي مسلم   ؛ وهذا الشعب العربي الفلسطيني فيهم أهل الخير والصلاح. 

وهي  ارض للمسلمين من أي عرق كان من عرب او عجم كما سلفنا. والدعاوي الجاهلية مرفوضة بدين الإسلام فعن عبدالله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما :  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ، قَالَ اللَّهُ : {  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }). 

أخرجه الترمذي رحمه الله في سننه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي .

ثم يترتب على كلامه نتائج سيئة اذ فيها اخبار العالم بعدم أحقية العرب المسلمين بفلسطين. 

 ويترتب عليه نفي مافي فلسطين من مقدسات للمسلمين كالمسجد  الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه ومعراجه وفيه اجتمعت الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام قال الله تعالى وتقدس  : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }.


     (   سابعا ) 


قال المتحدث في مقطع الفيديو السابق  مخاطبا الفلسطينيين :" مالكم حق في فلسطين". 

وهذا حكم منه فيه ظلم وحيف واجحاف وانتصار  لليهود على المسلمين  بلا دليل يثبت صحة دعواه. 

ثم قال :" بني إسرائيل على على ارضهم". 

وهذا حكم آخر منه بلا

دليل يثبت صحة دعواه إذا نتيجة حكمه ان يمنع أهل الحق من حقهم ويعطي الظالم أرضا ليست له وهذا هو الظلم . 


          (   ثامنا   ) 

قال هذا المتحدث  :" الأقصى الذي ورد ذكره في الجعرانة " ٢٩ كيلو عن الطائف وكانوا مسجدين المسجد الأقصى والمسجد الأدنى ". أو قوله الآخر :" فكيف يسرى بمحمد[ هكذا قال( اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً) ] وهو مبنى عام( ٧٢) للهجرة يعني بعد وفاة محمد[ هكذا قال ( اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً)] ب(  ٦٢ ) "، انتهى.. 

هكذا قال وهذا خلاف أدلة الشرع واجماع المسلمين والتي منها :

محل اتفاق بين أهل العلم بما في ذلك أهل التفسير ان المراد المسجد الأقصى هو مسجد بيت المقدس. 


٢ /

في الإسراء والمعراج معجزات ولو قيل بهذا القول لكان اول من قال به كفار قريش لكن حتى كفار قريش يعلمون موضع المسجد وانه في بيت المقدس في فلسطين .

ومتفق على هذا عند أهل العلم ولم يذكر خلافا في ذلك. قال الحافظ النووي رحمه الله :" إيليا بيت المقدس وسمي أقصى لبعده عن المسجد الحرام" من شرح النووي رحمه الله على صحيح مسلم رحمه الله ( ٩ / ١٦٨). 


٣/

وردت ألفاظ في السنة النبوية تبين ان المراد في المسجد الأقصى هو بيت المقدس في فلسطين 

منها  :

ماورد في صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس) الحديث. 

وحديث المعراج في صحيح مسلم رحمه الله 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه :( فركبته حتى أتيت بيت المقدس). 

وفي المسند للإمام احمد رحمه الله مرفوعا:( فانطلقت أو انطلقنا حتى أتينا بيت المقدس). 


٥/

أدلة المنقول  وما ورد عن  المسلمين عامة تبثت صحة ان المسجد الأقصى في بيت المقدس في فلسطين ولا يخالف في ذلك إلا جاهل أو ضال  يريد تزهيد المسلمين  أو تضليلهم في أماكن العبادة الشرعية التي يشرع لها شد الرحل بدلالة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم 

وقول هذا القائل قول جاهل لا يلتفت إليه . 


       (    تاسعا  ) 

ثم قال هذا المتحدث :

" الفلسطيني؛ انت ماانت عربي وليس لك أرض وليس لك قضية والقضية قضية إسرائيل ". 

هنا يكرر ما سبق  وايراد عباراته كاف في بيان فسادها وردها وعدم صحة قوله:

 فهم عرب 

ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولهم ما للمسلمين من حق الإخوة الإيمانية والنصرة والدعاء لهم بظهر الغيب والعون والمساعدة. 

والأرض أرضهم

 والمغتصب اليهودي ليس له شبرا في أرضهم لإنه لا أرض له . 

 وقد أحسن ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بإعلان حملة شعبية لإعانة اخواننا في فلسطين وهذا من ولاة أمرنا لا يستغرب فقد مضت عقود طويلة من الزمن ومنذ عهد الامام الملك الراشد عبدالعزيز رحمه الله على الوقوف صفا واحدا مع اخوانهم الشعب الفلسطيني العربي المسلم وولاة أمرنا يعتبرون القضية الفلسطينية هي قضيتهم الأولى المهمة. 


          (   عاشرا  ) 

قال هذا المتحدث في مقطع الفيديو السابق يصف شارون وجولدا مائير بأنهم من الأبطال. 

ويصف نتنياهو بالجبان لإنه حسب قوله :"لم يحرق" اخواننا المسلمين العرب في فلسطين 

والذين يصفهم

 بالشتات 

والملفقين... 

وهذا الكلام لا ينبغي أن يصدر منه ويترفع عنه.. 

لأن فيه مساس في عقيدة المسلم واخلال لها فكيف تطلب من اليهود قتل اخوانك المسلمين وتحثهم على ذلك وتشجعهم عليه 

وفي حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه وعن الصحابة  يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

( مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. 

و صاحب هذا المعتقد الذي فيه يبغض المسلمين يخشى عليه من النفاق وانتقاض إسلامه.... 


       ( الحادي عشر ) 

حركة حماس في فلسطين حركة اخوانية خارجية " ليست إسلامية" كما وصفها بذلك الإمام محمد بن ناصر الألباني رحمه الله وتعتبر ذراع من اذرعة الرافضة المجوس في إيران وسبب في نشر ديانة الرافضة المجوس، الإيرانية وهي لا تمثل الشعب الفلسطيني العربي المسلم 

وتعتبر هذه الحركة قليلة البركة من  أعداء العرب والمسلمين.. 


       (       الخاتمة      ) 


أنصح المتحدث بأن يحرص على العلم النافع والعمل الصالح. وترك السياسة لأهلها ؛ فالسياسة لها رجال . 

و علماء الإسلام قالوا  :

"أن من السياسة  ترك السياسة  ". 

قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى 

في شرحه لكتاب رياض الصالحين ( ٦ / ٢٢٥)

: " وعامة الناس لا يصلحون لمثل هذه الأمور ولا لأمور السياسة وليس لعامة الناس أن يلوكوا ألسنتهم بسياسة ولاة الأمور السياسة لها أناس والصحون والقدور لها أناس آخرون ولو أن السياسية صارت تلاك بين ألسن عامة الناس فسدت الأمة لأن العامي ليس عنده علم وليس عنده عقل وليس عنده تفكير وعقله وفكره لا يتجاوز قدمه ويدل لهذا قول الله تعالى : { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } ونشروه وصار لوك ألسنتهم قال الله تعالى :{ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } فدل هذا على أن العامة ليسوا كأولي الأمر وأولي الرأي والمشورة فليس الكلام في السياسة في مجالس العامة ومن أراد أن تكون العامة مشاركة لولاة الأمور في سياستها وفي رأيها وفكرها فقد ضل ضلالا بعيدا وخرج عن هدي الصحابة وهدي الخلفاء الراشدين وهدي سلف الأمة ". 

انتهى كلامه رحمه الله. 

وفقنا الله واياكم وهذا الأخ المتحدث للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه. 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

...........

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .