بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
أما بعد
فهنا ( مسألة انتشرت وصورتها : القول بصلاة الجمعة ظهرا خلف الإمام المقيم لمن كان مسافرا )
وهذا القول فيه نظر .
فليس له دليل شرعي يثبت صحة فتواه
والذي عليه فتوى كبار علماء الإسلام يخالف ويضاد من أفتى بالصورة السابقة وذلك ان فتاوى أئمة السنة وأعلام السلف وشيوخ الإسلام مثل الأئمة الألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله جميعا خلاف فتوى هذا المفتي
والصواب :
أن يصليها المسافر مع الإمام المقيم صلاة فريضة الجمعة لا صلاة فريضة الظهر .وذلك لمتابعة إمامه ومنعا من اختلاف النيات بغير دليل أو موجب شرعي .
قال الإمام ابن باز رحمه الله :" أما الجمعة فليس على المسافر جمعة ولا تصح منه، بل عليه أن يصلي ظهرا؛ لكن إذا مر على قرية وصلى معهم الجمعة أجزأته عن الظهر، ولا يجوز للمسلم إذا كان غير مسافر أن يترك صلاة الجمعة لا مرة ولا أكثر بل عليه أن يحافظ عليها مع المسلمين؛ لأنها فرض الوقت بإجماع المسلمين، وليس لأحد من المقيمين في بلد أن يتخلف عنها؛ لقول النبي ﷺ: ( لينتهين أقوام عن تركهم الجمعة، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين). أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
وقد روي عنه ﷺ الوعيد لمن تخلف عنها ثلاث مرات بالطبع على قلبه، فالواجب الحذر من ذلك والمحافظة على الجمعة مع المسلمين، في حق كل مقيم في البلد، وقد قال الله سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [الجمعة : ٩ ].
نسأل الله أن يوفق المسلمين للمحافظة عليها وعلى غيرها من كل ما أوجب الله عليهم، وأن يوفقهم للحذر من كل ما حرم الله عليهم، إنه سميع قريب ".[ من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من المجلة العربية، وقد أجاب عنه سماحته بتاريخ ١ / ٢ / ١٤١٩ هجري. وهذه الفتوى في مجموع فتاوى ومقالات الإمام ابن باز رحمه الله تعالى ( ٣٠ / ٢٣٦)وهي منشورة في موقعه الرسمي رحمه الله ] .
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
..............
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.