بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:
فهذه رسائل استفدتها من فضل الله علينا ورحمته ثم من كبار علماء السنة اتباع السلف الصالح اسوق اللفظ مني والمعنى منهم رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله وإياكم بعلم الجميع
( الرسالة الأولى )
الرد على المخالف من أي ملة كافرة
أو نحلة ضالة
أو فرقة منحرفة
أو جماعة تكفيرية جهاد عظيم وجهاد كبير لقوله تعالى :{ وجاهدهم به جهادا كبيرا } و يدل في الجملة لا بالجملة على خيرية هذا الراد إذا كان رده صوابا خالصا لكن عند التأمل والإطلاع وسبر غور بعض من يرد على أهل الأهواء والبدع والفرق الضالة والجماعات المنحرفة تجد عدم سلامته من الأخطاء العقدية أو يدل على انه لا يوافق أصول ومعتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح كلها
فمثلا :
تشاهد الداعية يرد عن (أصل معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف ) بعلم مع ذكر الأدلة النقلية والحجج العقلية.
لكن للأسف يهدم هذا الأصل موافقته لأهل البدع والأهواء في أصول أخرى ومحاربته لأصول كثيرة من أصول دين الإسلام الصحيح وهو معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح.
فتجد هذا الراد :
يذب عن ولاة الأمر ويدافع عنهم..وهذا عمل طيب يؤجر عليه...
لكن للأسف تجده في موضع أخرى مؤيدا لرموز جماعات التكفير مثل دفاعه عن سيد قطب او غيره من دعاة الضلالة..
ثم تجده في موضع اخر مدافعا عن جماعة التبليغ الصوفية أو منافحا عن جماعة الإخوان الخوارج أو عن أي فرقة ضالة أخرى.
أو تجده في مسائل الإيمان
والتكفير وفق معتقد الخوارج.
أو تجده يخالف أصول أئمة السنة وقواعد أعلام السلف الصالح فمن صفات رده انه
بعيدا عن الحكمة والعدل.
جاهلا بلا علم
فيه الحيف والاعتساف بعيدا عن الحق والصدق والانصاف
مع سوء اخلاق وكذب .
و المذاهب الباطلة كالمعتزلة ترد على الاشاعرة الكلابية والفرقة الكلابية ترد على المعتزلة أو أي فرقة ضالة أخرى ترد على فرقة ضالة أخرى - وهذا القول لطلاب العلم المؤصلين عقديا المؤهلين علميا -
فالحق واضحا في قول أحدهم في أصل واحد
مع مخالفته لأصول السنة الكثيرة.
فهو يعمر قصرا
وَيهدم مصرا.
والحق موجود في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفي هدي سلفنا الصالح ومنهم أئمة السنة وأعلام السلف الصالح وهم أهل الحديث.
والحق واضح ابلج والباطل غامض لجلج.
والسليم من سلمه الله وعافاه من أهل الضلال والشر.
والحق والحكمة ضالة المؤمن...
فيكتفى في كلام الله سبحانه وتعالى وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفي كتب أهل العلم والحق والعدل والصدق والامانه والإخلاص
وهم أئمة السلف الصالح وأعلام السنة ويترك ما سواهم من كتب أهل البدع والأهواء والضلال فكتبهم لا تسلم من بدعة مخفية يستخرجها الجهابذة بالمناقيش.
وكلامي هذا مفاده :
احذروا من كل من أظهر ردوده على الجماعات الضالة ودعاتها مع وجود انحرافات أخرى له.
وعليكم بمن عرف بسلامة المنهج وحسن المعتقد
واعلموا رحمنا الله وإياكم أن أصول الدين مبنية على أدلة الكتاب العزيز والسنةالنبوية واجماع العلماء فمن ترك اصلا وعمل بأصل اخر ففيه شبه باليهود الذين قال الله : { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}
رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنة ؛ ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه.
( الرسالة الثانية )
تسمع كثيرا
واسمع كثيرا
الشيخ فلان
شيخه ابن باز
أو الألباني
أو ابن عثيمين - رحم الله هؤلاء الأئمة - فهو من تلامذتهم.
أو أنه زكاه فلان أو فلان من كبار العلماء
واقول :
هذا الأمر طيب إذ أن التتلمذ على مشايخ السنة سبب عظيم بعد توفيق الله ورحمته الي سلامة طالب العلم من الإنحراف العقدي.
ثم يطيب مرة أخرى حينما يكون هذا التلميذ مثل شيخه السني السلفي في سلامة المنهج وحسن المعتقد.
لكن تجد من نسب نفسه او ينسبه غيره بالتتلمذ على أئمة السنة وأعلام السلف الصالح ثم يخالفهم في المعتقد والمنهج فليس مثل شيخه في سلامة المعتقد وحسن المنهج فهو مع الجماعات التكفيرية يعظم دعاتها ويجالسهم وله ارتباط وثيق فيهم بل هو صورة طبق الأصل لنفس التوجه العقدي الإخواني الخارجي أو التبليغ الصوفي أو سلك طريقا اخرا ضالا.
ففي هذه الحال لا ينفع انتسابه للشيخ السلفي ولا تنفع تزكية الشيخ له وقد رأيت كثيرا من هؤلاء لا كثرهم الله.
وفي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى
من حديث الصحابي الجليل حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( تُحْشَرُونَ حُفَاةً، عُرَاةً، غُرْلًا، ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [سورةالأنبياء:الآية (١٠٤)]، فأوَّلُ مَن يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ يُؤْخَذُ برِجَالٍ مِن أَصْحَابِي ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، فأقُولُ: أَصْحَابِي! فيُقَالُ: إنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ علَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ، فأقُولُ كما قالَ العَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمِ } [سورة المائدة : الآية ( ١١٧، ١١٨) ].)...
ويشتد الأمر :
حينما يبين الخطأ العقدي لهذا الداعية الاخواني الخارجي فيرد عليك بأن :" هذا شيخه ابن عثيمين رحمه الله أو الألباني أو ابن باز رحمهم الله جميعا"
فمن قام بالرد على هذا التلميذ الضال في خطئه العقدي إنما هو يوافق شيخ هذا التلميذ في المعتقد والمنهج إذ أن شيخه برئ من أخطاء هذا التلميذ الضال ولا يصح ان ينسب اليه هذا الخطأ العقدي.
وقد يكون شيخه في حياته قبل مماته قام ببيان خطأ وضلال معتقد تلميذه الضال
...
واعلم رحمنا الله واياك :
أن من يزكى الشيخ أو طالب العلم ؛ إنما هو عمله وعلمه الموافق للكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح.
وانتساب أهل الضلال الي علماء السنة السلفيين محاولة منهم لنشر باطلهم وترويجه بين العوام ...
ولو ذهبنا نذكر الأمثلة على تزكية شيوخ الإسلام لطلاب علم ثم رجوعهم عن تزكيتهم لطال الأمر..
وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
°°°°°°°°°°°°
كتبه : غازي بن عوض العرماني.