الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023

( مقاطعة المنتجات والسلع حكم شرعي لابد فيه من إذن ولي الأمر لدلالة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم على صحة اشتراط هذا الأمر )



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

اما بعد

فإن مقاطعة المنتجات والسلع من الدول التي صدر منها اذي للمسلمين يشترط لصحته إذن ولي الأمر دل على ذلك  قصة اسلام الصحابي الجليل ثمامة بن اثال رضي الله عنه وفيه يقول : 

( واللَّهِ، لا يَأْتِيكُمْ مِنَ اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ) . أخرجه البخاري رحمه الله. 

وسنة الرسول ثلاثة أنواع : قولية أو فعلية أو تقريرية. والحديث هذا يدل على ان أمر المقاطعة يرجع فيه الي ولي الأمر حيث أن ثمامة بن أثال رضي الله عنه  وهو من كبار قبيلة غفار  أحال أمر إيصال السلع ومنها الطعام  أو منعها الي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ولي أمر المسلمين. 

فأقره الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه.

وهنا حجة عقلية بعد أن ذكرنا الأدلة النقلية وهو أن أمر المقاطعة من عدمها يترتب عليه جلب منافع عامة للمسلمين أو دفع ضرر عام عنهم وهذا

من أهم شؤون ولي الأمر واختصاصاته  ؛ فلذا يحرم التقدم قبله بالرأي  اوالافتئات على مقامه لأن هذه الأمور الكبيرة والمصالح العظيمة  لا يعرف جلب المصلحة العامة الراحجة لمن هم تحت يده أو دفع المفسدة عنهم  الا ولي أمرهم . 

ومن هنا يجب التنبيه على أهمية أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالات والنوازل 

يقول الله تعالى وتقدس :

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } [النساء: ٥٩]. 

وقال تعالى : {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النور: ٥٤]. 

وقال تعالى : {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [آل عمران: ٣٢].

ومن لم يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لم يؤمن بالله ؛ قال تعالى :

{ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا}. [النساء: ٦٥]. فمن يريد رحمة الله فليتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى: { وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون }. [ آل عمران: ١٣٢]. 

وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الهداية يقول الله تعالى : { وإن تطيعوه تهتدوا}. [ النور: ٥٤] .

وطاعة الرحمن الرحيم تعالي وتقدس في طاعة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفيها البعد عن الفتن والسلامة والنجاة منها يقول الله تعالى وتقدس { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ النور : ٦٣ ]. 

وحيث ان هذه الحالات الحادثة والنوازل المدلهمة لها رجال من ذوي الاختصاص والخبرة فيها 

وهم ولاة الأمر الذين طاعتهم في هذا الأمر والرجوع إليهم فيه من طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ يقول الله تعالى  : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ } [ سورة النساء : ٥٩].

و عن عبد الله بن عمر رضي الله  عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (  السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ، ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا 

أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) .أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة :" وفي الحديث الآخر ، عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (  اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ) . رواه البخاري .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي :( أن أسمع وأطيع ، وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف) . رواه مسلم .

وعن أم الحصين رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول : ( ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله ، اسمعوا له وأطيعوا) رواه مسلم وفي لفظ له : ( عبدا حبشيا مجدوعا ) .

وقال ابن جرير : حدثني علي بن مسلم الطوسي ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثني عبد الله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سيليكم بعدي ولاة ، فيليكم البر ببره ، ويليكم الفاجر بفجوره ، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق ، وصلوا وراءهم ، فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فلكم وعليهم ) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (  كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون خلفاء فيكثرون ) . قالوا : يا رسول الله ، فما تأمرنا ؟ قال : ( أوفوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ) أخرجاه .

وعن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر ; فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية ) . أخرجاه .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من خلع يدا من طاعة ، لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) . رواه مسلم .

وروى مسلم أيضا ، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال : دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة ، والناس حوله مجتمعون عليه ، فأتيتهم فجلست إليه فقال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ، ومنا من ينتضل ، ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة . فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ، وتجيء فتن يرفق بعضها بعضا ، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه ، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر) . قال : فدنوت منه فقلت : أنشدك بالله أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال : سمعته أذناي ووعاه قلبي " انتهى كلامه رحمه الله. 

وقبل ان اختم رسالتي آمل الاطلاع على رسالة وكتاب قمت بفضل الله ورحمته بتأليف كتب ورسائل مضمونها كلها يتحدث عن مقاطعة منتجات  الدول الكافرة بالتفصيل منها :

أولا :


[ كتاب القول المبين في الانتصار لمن بعثه الله رحمة للعالمين مع بيان حكم مقاطعة منتجات بعض الكافرين ].


ثانيا :

رسالة عنوانها :


《 قصة متضمنة فائدة علمية مع بيان حكم مقاطعة منتجات الدول الكافرة 》



https://ghazialarmani.blogspot.com/2023/09/blog-post_13.html?m=1





ثالثا :

رسالة عن سبب إثارة هذا الموضوع ومن الذي يقوم بتهييج الناس وتحريضهَم على المقاطعة بعنوان :

( من يقوم بالتحريض في الغالب الأعم في مسألة مقاطعة المنتجات والسلع جماعات التكفير ومن يسعى الي زعزعة الأمن والاستقرار في الدول )


https://ghazialarmani.blogspot.com/2023/11/blog-post.html?m=1


كفانا الله وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

كفانا الله وإياكم شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس.

ورزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنة.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

°°°°°°°°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  :  غازي بن عوض العرماني.