بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
ف[ الديانات السماوية ] بصيغة الجمع هكذا او [ الديانة الابراهيمية ] مصطلحات يتكرر سماعها ومشاهدتها فهل معناها يصح شرعا ؟
الجواب :
الدين واحد
وهو دين الإسلام
فدين آدم ونوح وإبراهيم وادريس وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ودين رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم دين واحد يقول الله تعالى وتقدس : { إن الدين عند الله الإسلام } .
{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ}
{ ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك }
{ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}{قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
وقوله : { إن الدين عند الله الإسلام } " إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام ، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين ، حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن لقي الله بعد بعثته محمدا صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته ، فليس بمتقبل " فالدين الذي بعث الله فيه الأنبياء والمرسلين هو دين
الإسلام وهو دين واحد لا ديانات يقول الله سبحانه وتعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ }.
ويقول الله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }
ويقول تعالى : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون }.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنَّا معاشرَ الأنبياءِ دينُنا واحدٌ ، والأنبياءٌ أخوةٌ لعلَّاتٍ ، وإنَّ أوْلَى النَّاسِ بابنِ مريمَ لأنا ، إنَّه ليس بيني وبينهُ نبيٌّ)
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بابْنِ مَرْيَمَ، وَالأنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ، ليسَ بَيْنِي وبيْنَهُ نَبِيٌّ ).
رواه البخاري رحمه الله .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ: دِينُهم واحِدٌ، وأُمَّهاتُهم شَتَّى، وأنا أوْلى النَّاسِ بعيسى ابنِ مَريمَ ).
رواه احمد والبخاري رحمها الله.
فدين جميع الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام دين واحد وهو الإسلام
[فلا يقال ديانات او ديانة ابراهيمية فهذه دعوى حادثة باطلة لاشتمالها على جمع ديانات وثنية باطلة فالدين واحد وهو شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأما ما يعرف باليهودية أو النصرانية فديانات وثنية مبنية على الشرك بالله سبحانه وتعالى وعبادة غير الله سبحانه وتعالى
من البشر فلا يقال ديانات ثلاث او ديانات سماوية بل الدين الحق هو دين واحد وهو دين الإسلام وما عداه فهو دين وثني باطل وهذا الدين هو شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
والرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يسعهم إلا أتباع دين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لو كانوا أحياء يقول الله سبحانه وتعالى : { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
فمعنى اسم المهيمن : " أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله ، جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ; فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
وقد ثبت في السنة : أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكتابٍ أصابه من بعضِ أهلِ الكتابِ فقرأه على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال فغضب وقال : ( أتَتَهوَّكون فيها يا ابنَ الخطابِ والذي نفسي بيدِه لقد جئتُكم بها بيضاءَ نقيَّةً لا تسألوهم عن شيءٍ فيخبرونكم بحقٍّ فتكذبونَه أو بباطلٍ فتُصدِّقونه والذي نفسي بيدِه لو أنَّ موسى كان حيًّا ما وسِعَه إلا أن يَتبَعني )
رواه أحمد والبيهقي رحمهما الله وصححه الألباني رحمه الله.
في مواضع عدة من كتبه .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( و الذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ ، لا يهودِيٌّ ، و لا نصرانِيٌّ ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به ، إلَّا كان من أصحابِ النارِ ) رواه مسلم رحمه الله تعالى.
فموسى عليه الصلاة والسلام وقومه أمة وهكذا عيسى عليه الصلاة والسلام وقومه أمة فكل نبي ورسول له أمة يبعث فيها واليها خاصة إلا دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهي دعوة عامة شاملة كاملة خاتمة وناسخة شريعة كل نبي قبله عليه الصلاة والسلام
وأمة محمد صلى الله عليه وسلم هي أفضل الأمم وهي أمة مرحومة ؛ ويجب الإيمان بجميع الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام امتثالا لقوله تعالى وتقدس : { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }.
ويقول سبحانه وتعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } ..
فالحذر من إطلاق مصطلحات حادثة يريد بها من أطلقها شرا بالإسلام وأهله ومن ذلك :[ الديانات السماوية ] [ الديانة الابراهيمية ] ..
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
••••••••••••••••••••
كتبه : غازي بن عوض العرماني.