الأحد، 17 يوليو 2022

《 رسالة في وجوب الوقوف مع ولاة الأمر في تعليماتهم الكريمة وتوجيهاتهم السامية ووجوب البعد عن الفتاوى المحرضة المهيجة لأن فيها معصية لله سبحانه وتعالى ومعصية لرسوله صلى عليه وسلم وخلاف طاعة ولاة الأمر بالمعروف الواجبة بالكتاب والسنة والاحماع ولإشتمال هذه الفتاوى على سعي مفلس وجهد باطل في تفتيت لوحدة المجتمع المسلم الواحد وذلك بإحداث نعرات عنصرية بمسميات جاهلية تخالف تعاليم دين الإسلام 》



بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد


فالمطلع على جهود ولاة أمرنا في المملكة العربية السعودية في حماية أفرادهم ومجتمعاتهم

من اي تصدع في المجتمع   يجد في الانظمة التي تم احداثها واصدارها رحمة وتكاتف ورأب لأي صدع في لحمة المجتمع المسلم وفيها سد للثغرات العنصرية و التفرقة الجاهلية والتي يدخل من خلالها الشيطان وأتباعه من دعاة التفرق الاجتماعي و يشاهد ذلك في تنظيمين رائعين صدر بأمر سام كريم من لدن والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم. 

فالأول :

 نظام الأحوال الشخصية 

وكان من ضمن فقراته :[ الكفاءة في الدين فقط ]  واما الكفاءات الأخرى  فلا شرع صحيح ولا عقل سليم يؤيدها او يقرها أو يعترف بها ثم .

ثانيا:

نظام العقوبات والذي كرس وأصل وأسس لحماية المجتمع من أي فكر متكبر متعال ...

كل هذه الامور الكريمة  تمت في وقت قياسي حرصا من ولاة أمرنا على راحة شعبهم وتقديم كل ما من شأنه إغلاق أبواب الشر بين أبنائهم وهي بفضل الله ورحمته جرت وفق الشرع المطهر .

ولا يستغرب هذا العمل من أسرة آل سعود فلها جهود مباركة خلال أربعة عقود من الزمن في حماية دين الإسلام والانتصار له حتى لو كلفهم ذلك أرواحهم والتاريخ مدون  فيه ما قلته عنهم  .

فأسأل الله أن يبارك ويحفظ ويسدد مليكنا وولي عهده الأمين ...

ايها الإخوة الكرام  

أن العنصرية الجاهلية المجتمعية والنظرة الفوقية للنفس وازدراء المجتمع الآخر أو القبيلة الأخرى أو الأسرة الأخرى أو اهل تلك المدينة مرض يعاني منه بعض الأشخاص المصاب بمتلازمة الكبر والعنجهية  فيرى نفسه المريضة روحيا ومن حوله من مرضى أنه من [ شعب الله المختار ]

وما عداه :{ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } 

وحب الغطرسة والفوقية و[ رؤية ] العظمة داء نفسي روحي يرى - بضم الياء- في صاحبه  أقوال وأفعال وتصرفات تخالف الشرع المنزل والعقل السليم .

وقد رأيت أن هذا الداء  لا يختص بقبيلة معينة أو أسرة معينة بل مرض يصيب آحادهم فيكون وباء وبلاء على قبيلته وأسرته ومن حوله  ...

وتتمثل العنصرية الجاهلية في هذا العصر في أمور منها :

القومية :

وهذه عامة وتختص  بالشعوب وتعظيمها لنفسها .

 فالقومية العربية والطورانية التركية والفارسية الايرانية  وغيرها من دعوات قومية عنصرية هي دعاوي جاهلية مخالفة لدين الإسلام محاربة له .ومن تلك الدعاوي .

الشعوبية :

وهي اتجاه عنصري أعجمي لمحاربة جنس العرب  ولعل وراءها محاربة دين الإسلام وذلك في محاربة العرب لأنهم دعاة الإسلام في اوله وانصاره وفي لغتهم نزل القرآن الكريم ومنهم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم فالشعوبية دعوى لمحاربة الدين مبطنة بمحاربة الجنس العربي .

ومن ذلك :

تقسيم المجتمع الى فئات بغير حق شرعي وبغير اعتبارات عقلية سليمة ولها صور انزه القارئ عن ذكرها والمعتبر هو الكبر واتباع الهوى والشيطان  ...

 ينتج عن هذا التقسيم :

سلب الحقوق وانتهاك الكرامة والظلم وتفشي الحقد والحسد مع بغض المسلمين لبعضهم .

وقد رأيت أتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام فوجدت انهم الضعفاء والفقراء والمساكين أنظر  قول من كذب الأنبياء والمرسلين: { وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }

وفي الحديث الصحيح  : ( لما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان صخر بن حرب عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم  قال له فيما قال : أشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهم ؟ قال : بل ضعفاؤهم . فقال هرقل : هم أتباع الرسل ) 

وهؤلاء الضعفاء الفقراء المساكين هم أصحاب الجنة فعن ابن عباس وعمران بن الحصين رضي الله عنهم عن النبي ﷺ قال:( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) متفق عليه من رواية ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ورواه البخاري رحمه الله أيضاً من رواية عمران بن الحصين رضي الله عنه .

والمساكين هم من يحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم ويدعو أن يكون منهم فعن أنسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ( اللَّهمَّ أَحيِني مِسكينًا، وأَمِتْني مِسكينًا، واحشُرني في زُمرةِ المساكينِ يومَ القيامَةِ، فقالَت عائِشةُ: لِمَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: إنَّهم يَدخُلون الجنَّةَ قبلَ أغنيائِهم بأربعين خريفًا، يا عَائشةُ، لا ترُدِّي المِسكينَ ولو بشِقِّ تَمرةٍ، يا عائشةُ، أحِبِّي المساكينَ، وقَرِّبيهم؛ فإنَّ اللهَ يقرِّبُكِ يومَ القيامَةِ )رواه الترمذي رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي ( ٢٣٥٢) .

أيها الإخوة  :

بعد صدور هذه التوجيهات السامية الكريمة وقد تضمنت منع ما فيه سبب من تفرق كلمة المسلمين وتشتتهم واغلاقها لأبواب الشر بينهم  أجد منشورا عبارة عن مقطع فيديو انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي 

وفيه كلام للمدعو عثمان الخميس من دولة الكويت المباركة فألفيته يؤصل للعنصرية الجاهلية تحت ما يعرف حديثا ب[ تكافؤ النسب ]وهذا المصطلح تقف ضده الادلة النقلية والحجج العقلية وهذا المصطلح لا يعرف واقعا أو علما في صدر الإسلام ولم يرد دليل من الكتاب والسنة  يؤيد زبالة فكر من ذهب إلى هذا القول الجاهلي فهو مذهب غريب على الإسلام وأهله و يؤيد هذا التوجه  العنصري قول ابليس لربه على جهة التكبر حينما أمره للسجود لآدم عليه الصلاة والسلام حيث قال أخزاه الله   :{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }

فكانت نتيجة ذلك :

{ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ } .

 والكِبْر أول ذنب عصى الله به إبليس قال الله تعالى وتقدس: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ } 

فوالد جميع البشر

 كلها 

ذكرها وانثاها

ابيضها واسودها 

عربها وعجمها

كبيرها وصغيرها 

هو آدم عليه الصلاة والسلام 

 فالاخوة الصحيحة  هي إخوة الإسلام وهي أقوى الروابط واوثقها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: 

(مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. 

وفي البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).

فلم يفرق بين جنس المؤمنين  وهم أهل الإيمان بل هم سواسية و الميزان التقوى والإيمان .

وفي الحديث الصحيح: ( إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ , مؤمنٌ تقيٌّ , وفاجرٌ شقيٌّ , أنتم بنو آدمَ , وآدم من تراب, لَيَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ , إنما هم فحمٌ من فحْمِ جهنمَ , أو لَيكونُنَّ أهونَ على اللهِ من الجِعْلَانِ التي تدفعُ بأنفْها النَّتِنَ ) .

رواه أحمد والترمذي وابوداود رحمهم الله وصححه الألباني رحمه الله.

فجميع البشر  خلقوا من ضعف في اصلهم وتكوينهم وتركيبهم وفي نشأتهم ، فقد خلق الإنسان من مهين وخرج من موضع البول مرتين وفي اثناء حمله ووقت حمله شهور متحدة وحاله وهن على وهن ، وفي  ارضاعهم وفي بكائهم  وضحكهم وفي أجسامهم .:{ وفي أنفسكم أفلا تبصرون}

ثم تجده :

 يحمل بين جنبيه العذرة وهو عرضة للافات والأمراض والجوائح والموت  .

فلو يغلق عنده مسالك البول أو تتوقف عنده جريان غائطه لوجدته يصرخ باكيا . ضعف في ضعف فلا حول ولا قوة الا بالله. 

فهل من هذه حاله يتكبر ويرى نفسه افضل من بقية بني آدم عليه الصلاة والسلام .

وعند الموت لا ينفعه إلا ما قدم من أعمال صالحة :{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ }

فالمقياس الحقيقي هو تقوى الله سبحانه وتعالى . 

يقول الله سبحانه وتعالى  : { ياايُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

" قال ابن عباس رضي الله عنهما: نزلت في ثابت بن قيس ، وقوله للرجل الذي لم يفسح له : ابن فلانة ، يعيره بأمه ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من الذاكر فلانة ؟ فقال ثابت : أنا يا رسول الله ، فقال : انظر في وجوه القوم فنظر فقال : ما رأيت يا ثابت ؟ قال : رأيت أبيض وأحمر وأسود ، قال : فإنك لا تفضلهم إلا في الدين والتقوى ، فنزلت في ثابت هذه الآية"وقال مقاتل : لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالا حتى علا ظهر الكعبة وأذن ، فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيص : الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم ، وقال الحارث بن هشام : أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا ، وقال سهيل بن عمرو : إن يرد الله شيئا يغيره . وقال أبو سفيان : إني لا أقول شيئا أخاف أن يخبر به رب السماء ، فأتى جبريل فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قالوا ، فدعاهم وسألهم عما قالوا فأقروا فأنزل الله تعالى هذه الآية وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال والإزراء بالفقراء فقال :

{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } يعني آدم وحواء أي إنكم متساوون في النسب"

{ لتعارفوا } ليعرف بعضكم بعضا في قرب النسب وبعده ، لا ليتفاخروا . ثم أخبر أن أرفعهم منزلة عند الله أتقاهم فقال :

{إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } عن ابن عمر أن النبي  صلى الله عليه وسلم  طاف يوم الفتح على راحلته يستلم الأركان بمحجنه ، فلما خرج لم يجد مناخا ، فنزل على أيدي الرجال ، ثم قام فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : ( الحمد لله الذي أذهب عنكم عبية الجاهلية وتكبرها [ بآبائها ] ، الناس رجلان بر تقي كريم على الله ، وفاجر شقي هين على الله ثم تلا :{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } ) ثم قال : ( أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم )عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ).[انتهى بتصرف يسير من تفسير الإمام البغوي رحمه الله لهذه الآية الكريمة ]

وقد اطلعت على مجموعة من فتاوى المدعو عثمان الخميس فرايته يصدر في كثير منها امورا تخالف الشرع المنزل والعقل السليم منها هذه الفتوى حتى وان سبقه بعضهم إلى هذا القول ؛ فالعبرة بالدليل وذلك ان  هدي السلف الصالح وفعلهم هو مخالفة هذه الفتوى مع مخالفته لادلة الشرع كما سبق ذكره فقد تزوج بلال بن رباح رضي الله عنه بإمراة من كبار قريش، يلتقي نسبها بنسب الرسول عليه الصلاة والسلام في الجد،وهي هالة بنت عوف أخت الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم اجمعين .

قال الإمام ابن باز رحمه الله : " ليس هناك حرج فى تزوج الهاشمية بغير هاشمي؛ لأن النبي ﷺ زوج عثمان ابنتيه رقية وأم كلثوم، وهو ليس بهاشمي، والأحاديث كثيرة في ذلك، وقد قال سبحانه:{  إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وقال النبي ﷺ: ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض)".

وفي موضع آخر يقول رحمه الله: 

" لا يشترط الكفاءة في النسب ؛ يجوز للعربي أن ينكح من العجم، والعجم ينكح من العرب، وينكح من الموالي، كل هذا جائز، قال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }وقد زوج النبي ﷺ أسامة بن زيد فاطمة بنت قيس القرشية، وزوج أباه زيد بن حارثة زينب بنت جحش أم المؤمنين قبل النبي عليه الصلاة والسلام- وهي أسدية، وزوج عبد الرحمن أخته لبلال الحبشي، إلى غير هذا، المقصود أن هذا ليس بشرط ".[ انتهى كلامه رحمه الله من موقعه الرسمي ].

وكتابتي احاول فيها بجهدي الضعيف مع تقصيرنا  الانتصار لأئمة الحديث واعلام السنة منهم عبدالله المبارك رحمه الله فهو مولى وهو إمام جليل لاتضع منزلته مثل هذه السفاسف من الأمور  واخواله من بني تميم القبيلة العربية العريقة وكان لي شرف أفراد الكتابة عن فضل هذه القبيلة  في مؤلف مستقل ذكرت ما ورد في السنة من فضائل اختصوا بها فهم أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أشد الناس من امة محمد صلى الله عليه وسلم على الدجال .

ومعلوم أن اعلام الحديث وأئمته هم من الاعاجم أمثال  البخاري ومسلم وغالب أصحاب السنن .

وقد رأيت من يطعن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويذكر في شبهته أن حملة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هم من الاعاجم وليسوا من العرب .. ولا يضرهم ذلك ولا يقدح في عدالتهم مع ثبتهم وثقتهم و حفظهم وضبطهم واتقانهم وعدالتهم  وفوق ذلك اسلامهم وايمانهم واحسانهم واتباعهم للسنة ونصرهم للإسلام والسنة فدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست خاصة للعرب بل للعرب و العجم 

والإنس والجن أخرج مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود ) الحديث .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " يجب على الإنسان أن يعلم أن الله عز وجل أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين: الإنس والجن، وأوجب عليهم الإيمان به وبما جاء به وطاعته .. وأن كل من قامت عليه الحجة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم من الإنس والجن فلم يؤمن به استحق عقاب الله تعالى، كما يستحقه أمثاله من الكافرين الذين بعث إليهم الرسول، وهذا أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وأئمة المسلمين، وسائر طوائف المسلمين: أهل السنة والجماعة وغيرهم رضي الله عنهم، لم يخالف أحد من طوائف المسلمون في وجود الجن ولا في أن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إليهم " 

[ رسالةإيضاح الدلالة في عموم الرسالة صفحة ( ٣  ). وفي هذه الرسالة لمن أراد مزيد الفائدة بسط عن عموم رسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ]

وعودا على بدء في فتوى عثمان الخميس نقول : ان هذه الفتوى وتوقيت اعلان نشرها غلط فيها  غلطا كبيرا مع الخطأ الآخر الذي ارتكبه  وهو في تضعيفه لحديث صحيح ؛ علما بأنه ليس من أهل علم الحديث ولا من الذين يتقنون هذه الصنعه .

وقد صحح هذا الحديث أئمة الحديث وأهل الاختصاص فيه من كبار علماء السنة اتباع السلف الصالح وهذا منه لعله يعتبر رد لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بهواه بحيث لا يخالف زبالة رأيه المنكوس  وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) رواه الترمذي وابن ماجه رحمهما الله وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي وفي السلسلة الصحيحة  ( ١٠٢٢ )..

وقد تتبعت أغلب فتاوى  الاخوانية الخوارج فوجدتها ردة فعل لما يفعله ولي الأمر من قيامه بمصالح عامة للعباد والبلاد ومن تحت يده فولي الأمر  يرعى المصلحة ويحسن تقديرها ؛ فيبعد المساوئ والمضار والمفاسد ويقرب المصالح والمنافع لمن هم تحت يده وكل ذلك يجري بأمر الله وفضله ورحمته .

وهذه الفتوى او غيرها من فتاوى ضالة تخالف توجه ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم وذلك في تنظيمهم الجديد للاحوال الشخصية وفيها محاولة تشغيب حاقد لا يضر الحق وأهله بل الأضرار يرجع إلى صاحب هذه الفتوى .

فأنتبهوا ياطلاب العلم 

إلى طريقة ومنهج دعاة الاخوانية الخوارج فهم أهل شبه ضعيفة يلقونها على من قل علمه وجهل حال دعاتهم ولم يعلم عن ضلالهم شيئا  .

وفي فتاواهم محاولة منهم تفريق المجتمع تحت إنشاء افكار  مضللة ولنفترض أن قوله له وجه ..فحكم الحاكم في المسائل الاجتهادية المختلف فيها  يقطع النزاع ويصار إليه وجوبا وهذا ما قرره علماء أصول الفقه .

وهذه المسألة الحق فيها لوجود أدلة الشرع من كتاب وسنة والأمر واضح لا خلاف فيه بين أهل الحق .

فكونوا مع ولاة أمركم فطاعتهم بالمعروف واجبة من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي تصرفكم السليم وهو الوقوف معهم على أهل الشر  سعادة الدارين .

واحذروا من دعاة الجاهلية فرسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ، ولا لأبيضَ على أسودَ ، ولا لأسودَ على أبيضَ - : إلَّا بالتَّقوَى ، النَّاسُ من آدمُ ، وآدمُ من ترابٍ ). رواه البيهقي وابونعيم رحمهما الله وصححه الألباني رحمه الله في شرح الطحاوية( ٣٦١) .

ياطلاب العلم 

احرصوا على ما ينفعكم في أمر دينكم ودنياكم وإلى ما يقربكم إلى طاعة ربكم ورضاه وتوحيده واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ففي صحة العبادة وصوابها يظهر معنى : ( لااله الا الله محمد رسول الله ) ف( لااله الا الله ) إخلاص العمل لوجه الله تعالى وتقدس وفي ( محمد رسول الله ) صواب العمل وذلك في أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هدي أصحابه رضي الله عنهم و الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله هم سلفنا الصالح .

واقول هذا الكلام محاولة مني ضعيف وتقصير في رأب صدع المجتمع ان وجد.

والتاليف بين المسلمين وتفنيد شبهات الأفكار التي لا يدل عليها دليل من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم تسعى إلى فرقة المسلمين  مع حرصي على الوقوف مع ولاة أمرنا في كل ما من شأنه دفع مفسده وجلب منفعه لولي أمرنا أو لمن تحت يده والوقوف معهم واجب شرعي وهو من أبسط حقوقهم على أبنائهم ولهم في اعناقنا بيعة أتى الكتاب والسنة واجماع المسلمين بوجوب الوفاء بها فمن مقتضيات ذلك الوقوف معهم تحت رايتهم المباركة : ( لااله الا الله محمد رسول الله ) .

أيها الإخوة الكرام: 

إذا كان المجتمع أو الأسرة كافرة أو فيها بدع وأخلاق سيئة ومعاصي وفجور وأمور تخرم المروءة فليس لك حق في نبزهم وتعييرهم وجعلهم مادة للضحك والتندر عليهم وذكر قصص مكذوبة للإستهزاء والضحك فهذا منهي عنه 

و الواجب الشرعي  : 

أن تحمد الله على مامن عليك من اسلام وسنة وخلق طيب 

وإن تحمد الله سرا على معافاتك مما أصاب هؤلاء القوم

مع الأستعاذة من حالهم ومصابهم والدعاء لهم  بالهداية للحق ومكارم الأخلاق ودعوتهم اذا كنت ذا علم وفقه وحكمة

يقول الله سبحانه وتعالى: 

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }

"ينهى تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( الكبر بطر الحق وغمص الناس ) ويروى : ( وغمط الناس ) والمراد من ذلك : احتقارهم واستصغارهم ، وهذا حرام ، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له"قال أبو جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه قال : فينا نزلت في بني سلمة : { ولا تنابزوا بالألقاب } قال : قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة ، فكان إذا دعي أحد منهم باسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول الله ، إنه يغضب من هذا . فنزلت : { ولا تنابزوا بالألقاب } "[ انتهى بتصرف يسير من تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله لهذه الآية الكريمة ]

ذكر الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية كلاما نفيسا  انقله بتمامه وكماله لعموم نفعه واهميته ولتضمنه فقه يحتاجه كل مسلم يهمه أمر أن يرضى الله عنه حيث قال رحمه الله 

: " وقوله - عز وجل - : { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم } الآية ، قال ابن عباس : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وذلك أنه كان في أذنه وقر ، فكان إذا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سبقوه بالمجلس أوسعوا له حتى يجلس إلى جنبه ، فيسمع ما يقول ، فأقبل ذات يوم وقد فاتته [ ركعة من صلاة الفجر ] ، فلما انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة أخذ أصحابه مجالسهم ، فضن كل رجل بمجلسه فلا يكاد يوسع أحد لأحد ، فكان الرجل إذا جاء فلم يجد مجلسا يجلس فيه قام قائما كما هو ، فلما فرغ ثابت من الصلاة أقبل نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخطى رقاب الناس ، ويقول : تفسحوا تفسحوا ، فجعلوا يتفسحون له حتى انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبينه وبينه رجل ، فقال له : تفسح ، فقال الرجل : قد أصبت مجلسا فاجلس ، فجلس ثابت خلفه مغضبا ، فلما انجلت الظلمة غمز ثابت الرجل ، فقال : من هذا ؟ قال : أنا فلان ، فقال ثابت : ابن فلانة ، وذكر أما له كان يعير بها في الجاهلية ، فنكس الرجل رأسه واستحيا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

وقال الضحاك : نزلت في وفد بني تميم الذين ذكرناهم ، كانوا يستهزءون بفقراء أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل عمار وخباب وبلال وصهيب وسلمان وسالم مولى أبي حذيفة ، لما رأوا من رثاثة حالهم ، فأنزل الله تعالى في الذين آمنوا منهم : { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم } أي رجال من رجال . و " القوم " : اسم يجمع الرجال والنساء ، وقد يختص بجمع الرجال { عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }.

روي عن أنس أنها نزلت في نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين عيرن أم سلمة بالقصر .

وعن عكرمة عن ابن عباس : أنها نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب ، قال لها النساء : يهودية بنت يهوديين . { ولا تلمزوا أنفسكم } أي لا يعب بعضكم بعضا ، ولا يطعن بعضكم على بعض {ولا تنابزوا بالألقاب }التنابز : التفاعل من النبز ، وهو اللقب ، وهو أن يدعى الإنسان بغير ما سمي به .

قال عكرمة : هو قول الرجل للرجل : يا فاسق يا منافق يا كافر .

وقال الحسن : كان اليهودي والنصراني يسلم ، فيقال له بعد إسلامه يا يهودي يا نصراني ، فنهوا عن ذلك .

قال عطاء :

هو أن تقول لأخيك : يا كلب يا حمار يا خنزير .

وروي عن ابن عباس قال : " التنابز بالألقاب " : أن يكون الرجل عمل السيئات ثم تاب عنها فنهي أن يعير بما سلف من عمله .

{ بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان } . أي بئس الاسم أن يقول : يا يهودي أو يا فاسق بعد ما آمن وتاب ، وقيل معناه : إن من فعل ما نهي عنه من السخرية واللمز والنبز فهو فاسق ، وبئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ، فلا تفعلوا ذلك فتستحقوا اسم الفسوق { ومن لم يتب } من ذلك { فأولئك هم الظالمون }" انتهى كلامه رحمه الله .

عباد الله :

زنوا اقوالكم واعمالكم قبل أن توزنوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا..

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه : غازي بن عوض العرماني