سائل يسأل فيقول :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم شيخنا الحبيب
عوام الشيعة عندنا نشروا على حالتهم الواتساب [ علي ولي الله ]
والأخوة نشروا كلمة [ لا إله إلا الله والله مولانا ولا مولى لهم]
ويتراسلون يوصي أحدهم الآخر قائلا : محتاجين دعم بنشره كلمة [ لا إله إلا الله ]فهل هذا التصرف صحيح جزاكم الله خيرا شيخنا العزيز
يقول الأخوة نشرنا مضادة لحالاتهم
شيخنا الحبيب نريد الجواب ضروري الله يبارك فيكم حتى اختلف الإخوة على هذا بين بين ناشر ومنكر للنشر
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فمن الحكمة والله :{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}
ومن الفقه في دين الله و : ( من يرد الله فيه خيرا يفقه في الدين ) متفق عليه من حديث الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما النظر في العاقبة وترك العجلة والطيش في الأفعال والأقوال
والتأني العلمي في النظر الى القضايا الحادثة ومعالجتها وفق الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة الصالح ومن هذا الأمر ما ذكره الأخ السائل في سؤاله فعلى الإخوة الهدوء والسكينة والطمأنينة في جميع تصرفاتهم
والجاهل يرجع إلى أهل العلم لدلالته إلى الطريقة الشرعية في معالجة هذه القضية أو غيرها من قضايا تحتاج إلى فقه وعلم وحكمة وتصرف سليم لا يتأتى إلا بعلم نصوص الوحيين كتابا وسنة وفق نهج صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وهم سلفنا الصالح وقد احسن السائل في طلب الإفادة في مثل هذه الأمور امتثالا لقوله تعالى وتقدس :{ فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }
جعلنا الله وإياكم من أهل العلم والحلم والحكمة والفقه والفهم والسكينة والاطمئنان.
وعند الرجوع الى كلام الله سبحانه وتعالى المنزل غير مخلوق فيقول الله تعالى وتقدس :{وَلَاتَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }فنهى الله المؤمنين عن أمر كان جائزا، بل مشروعا في الأصل، وهو سب آلهة المشركين، التي اتخذت أوثانا وآلهة مع الله، التي يتقرب إلى الله بإهانتها وسبها. ولكن لما كان هذا السب طريقا إلى سب المشركين لرب العالمين، الذي يجب تنزيه جنابه العظيم عن كل عيب، وآفة، وسب، وقدح -نهى الله عن سب آلهة المشركين، لأنهم يحمون لدينهم، ويتعصبون له. لأن كل أمة، زين الله لهم عملهم، فرأوه حسنا، وذبوا عنه، ودافعوا بكل طريق، حتى إنهم، ليسبون الله رب العالمين، الذي رسخت عظمته في قلوب الأبرار والفجار، إذا سب المسلمون آلهتهم. ولكن الخلق كلهم، مرجعهم ومآلهم، إلى الله يوم القيامة، يعرضون عليه، وتعرض أعمالهم، فينبئهم بما كانوا يعملون، من خير وشر. وفي هذه الآية الكريمة، دليل للقاعدة الشرعية وهو أن الوسائل تعتبر بالأمور التي توصل إليها، وأن وسائل المحرم، ولو كانت جائزة تكون محرمة، إذا كانت تفضي إلى الشر .
قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيره لهذه الآية : [ قالوا: يا محمد، لتنتهين عن سبِّ آلهتنا، أو لنهجوَنَّ ربك ! فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم، فيسبوا الله عدوًا بغير علم ] .
و " في هذه الآية أيضا ضرب من الموادعة ، ودليل على وجوب الحكم بسد الذرائع . وفيها دليل على أن المحق قد يكف عن حق له إذا أدى إلى ضرر يكون في الدين "ومن هذا القبيل وهو ترك المصلحة لمفسدة أرجح منها ما جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ملعون من سب والديه ).
قالوا : يا رسول الله ، وكيف يسب الرجل والديه؟ قال : ( يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه ) حديث صحيح.
لذا انصح الإخوة الكرام في مدينتكم المباركة في ترك هذا النشر المضاد لما يترب عليه من عواقب سيئة فيها مفاسد عظيمة وشرور وخيمة على الإسلام وأهله وخاصة على أهل العلم منهم ومن ذلك إيذاء أهل الإسلام على يد هؤلاء الروافض الباطنية لأنهم يمسكون زمام الأمور في دولتهم إيران ازالها الله ومكن الله أهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من بلادهم . ومعلوم أيها الإخوة بداهة أن من ديانة ومعتقد الروافض اباحة إيذاء وقتل المسلمين بغير حق وهذا مدون في كتب العقائد لديهم وفي مثل هذه الأمور التي فيها تحريش على المسلمين وأضرار بهم وجوب التوقف عنها ونصح من يقوم بكتابة أو نشر مثل هذه الأعمال بالتوقف فورا عنها .
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
..............
كتبه : اخوكم ومحبكم في الله
غازي بن عوض العرماني .