بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
ف[مسألة استعانة المسلم بالمشركين ]
فيها خلاف قوي
وكل قول معه دليله من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
والإمام الألباني رحمه الله يخالف الإمام ابن باز رحمه الله في هذه المسألة استدلالا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( فَارْجِعْ؛ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بمُشْرِكٍ )
رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما.
ثم انظروا كلام الإمام ابن باز رحمه الله في سؤال وجه لسماحته رحمه الله : "السؤال:
أرجو من سماحتكم توضيح بعض النقاط التالية:
أولًا:
استدلَّ مجلس الإفتاء الأعلى بحضور سماحتكم بشأن تواجد القوات الأمريكية بحديث عبدالله بن أريقط الذي استعان به الرسولُ ﷺ كدليلٍ إلى المدينة، وقد سمعتُ من أحد المشايخ أن الاستدلال خاطئٌ؛ لأنه يُعتبر من الاستئجار، وليس من باب الاستعانة به ضدّ المُسلمين -أو ضد الكافرين لعله- أرجو التوضيح، جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
هذا غلطٌ، هو استعانة ولو ما استأجره، هو استعانة بكافرٍ حتى يدله على الطريق المناسب إلى المدينة، فالاستعانة إذا دعت الحاجةُ إليها، سواء بأجرٍ أو بغير أجرٍ، فالذي قال: إنه إجارة، وجوَّزه من أجل الإجارة، هذا غلطٌ، الاستعانة بالمشركين إذا جازت في الإجارة جازت بغير الإجارة من باب أوْلى، فالاستعانة بهم في مصلحة المسلمين مع أمن الخطر هذا جائز، بأجرٍ أو بغير أجرٍ، لو قال: تُعينني على هذا الأمر -على صدِّ هذا الصائل- ولك مئة ريـال جائز، ولو أعانه بدون شيءٍ جائز.
فهذا كونه استأجره بدراهم لا يمنع الإعانة، وكونهم يُقاتلون معنا ويُعطون -يُرْضَخ لهم شيء- مساعدةً لهم على مُساعدتهم لنا لا بأس بهذا، هي استعانة، ولو أعطاه أجرةً؛ لأنه استعان به حتى يدله على الطريق.
وهكذا كونه ﷺ يعرض نفسَه على مجتمعات الكفار في مِنى ليُجيروه حتى يُبلِّغ رسالة ربه، هذه استعانة بهم، فلم يقبل هذا إلا الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم، واستجار بجماعةٍ فأبوا، فلم يقبل إلا المطعم بن عدي، فأجاره وحمل السلاح حتى حماه من شرِّ الأعداء، ونفذوا جواره، وهذه استعانة قبل بدر، وهكذا بعد بدر استعان بدروع من صفوان بن أمية يوم حنين، واستعان باليهود في خيبر سنة سبعٍ من الهجرة، وجعل إليهم أموال المسلمين: يعمرون النَّخيل والزروع بالنصف في مصلحة المسلمين، وهم يهود، استعان بهم في مصلحة المسلمين بالنصف.
فالاستعانة بأجرٍ أو بغير أجرٍ جائزة إذا دعت الحاجةُ إليها والمصلحة، عند الضَّرورة، وعند الحاجة الشديدة.
وإذا أغنى الله عنهم؛ لم تجز الاستعانةُ بهم، والنبي ﷺ حين ردَّ بعض المشركين يوم بدرٍ لأنه صلى الله عليه وسلم ما كان في حاجةٍ إليه، فردَّه لأسبابٍ، واستعان بهم لأسبابٍ.
والأحاديث ما يُضرب بعضُها ببعض، الأحاديث يجب أن يُجمع بينها، ويُوفَّق بينها، ويُحتج بها جميعًا، فإذا دعت الحاجةُ أو الضَّرورة استُعين به، وإذا لم تدع الحاجةُ كما فعل النبيُّ يوم بدر حين ردَّه وقال: لا نستعين بمُشْرِكٍ، يرده.
وهو ﷺ استعان بالمشرك في قدومه من الطائف، وفي ذهابه إلى المدينة من طريق عبدالله بن أُريقط، كلها استعانة، سواء بأجرةٍ أو بغير أجرةٍ، فإذا قلنا لهم -مثلًا للكافر المعين- ساعدنا على محاربة صَدَّام، وأعنا على صدام، ونُعطيك كذا وكذا كل يومٍ، هذه استعانة بأجرٍ، وإذا قال: لا أريد أجرًا؛ فمن باب أوْلى.
هذا غلطٌ في الدعوى: أنها إجارة، هي إجارة، لكنها استعانة مع أنها إجارة، وهكذا فعل المسلمون عند الحاجة، إذا دعت الحاجةُ والضَّرورة وجب دفع الشرِّ بالممكن، سواء كان بمسلمٍ أو كافرٍ أو عاصٍ أو منافقٍ عند الضَّرورة، بشرط مراعاة السلامة، وأن الغالب السلامة والنفع بهذا المستعان به ضد العدو المستعان عليه.
بعض الأئمَّة قال: إن الاستعانة بالمشرك منسوخة، كما قال الشافعي وجماعة، قالوا: إنها منسوخة، وأن النبي استعان بهم بعد ذلك.
وقال آخرون: لا، ليس بنسخٍ، ولكن هذا في محلِّه، وهذا في محله، وهو الصواب.
الصواب عدم النسخ؛ لأنه لا دليلَ على النسخ، والجمع بين النصوص أوْلى من النسخ، فيجوز عند الحاجة، ولا يجوز عند عدم الحاجة، وهذا الجمع بين الأحاديث وبين كلام أهل العلم رحمهم الله." [ من الموقع الرسمي للإمام ابن باز رحمه الله ]
أرأيتم قوة إدلة الإمام ابن باز رحمه الله وكثرتها وتعددها وكلها من السنة في هذه المسألة .
والإمام الألباني رحمه الله لم يشهر ولم يفعل ما فعلته الاخوانية الخوارج مثل طريقة سفر الحوالي واذاعته لفتواه في إذاعة لندن وقنواتها التلفزيونية فلم تصلنا فتوى الإمام الألباني رحمه الله في هذه المسألة إلا بعد وقت طويل
ولو كان داخل المملكة العربية السعودية لم يتكلم فيها لمعرفة أهل العلم بالمصلحة العامة فليسوا جهلة او ضلال
فأهل العلم :
يعرفون كيف يتكلمون ؟
ومتى يتكلمون وفي أي وقت يتكلمون ؟
ومع من يتكلمون ؟
وبما يتكلمون فيه من ادلة نقلية وحجج عقلية ؟
وبأي اسلوب يتكلمون ؟
ويراعون المصالح
ويتجنبون المفاسد
سكوتهم حكمة
وكلامهم فتوى وفقه .
فالإمام الألباني رحمه الله يعرف
ولاة الامر في المملكة العربية السعودية وهو في الشام .
وكان يدرس كتب أئمة الدعوة السلفية السنية في نجد أمثال كتب الإمامين محمد بن عبدالوهاب وحفيده عبدالرحمن بن حسن صاحب كتاب فتح المجيد - رحمهما الله -
ويكن لولي الامر من امراء وعلماء في المملكة العربية السعودية التقدير والمحبة والاجلال والاحترام وكتبه وأشرطته تشهد لصحة ما ذكرناه عنه رحمه الله
وهذا معروف معهود عنه .
ويؤيد رجحان قول الإمام ابن باز رحمه الله أمور منها :
أولا :
السلطان هو من يرعي ويعرف ويقدر المصلحة العامة لدولته
ويعرف متى تكون مصلحة فتجلب ومتى تكون مفسدة فتبعد وتدخل الإخوانية الخوارج في حقه الشرعي هذا افتئات على مقامه وتدخل في خصوصياته وسعي في الفتن واعلانها بين المسلمين . وهذه طريقة عرفت بها هذه النحلة الضالة ورموزها.
ثانيا :
[ حكم الحاكم في المسائل الاجتهادية المختلف فيها يقطع النزاع ويصار إليه وجوبا ] .
كما قرر ذلك علماء أصول الفقه
ومعلوم أن هذا توجه خادم الحرمين الشريفين في زمنه الملك فهد رحمه الله وطاعته في هذا الأمر واجبة اقتضاء لأصل وجوب السمع والطاعة المبني على الكتاب العزيز والسنة النبوية واجماع المسلمين و لما لهم من بيعة شرعية في رقاب العباد في دولتهم المباركة .
ولي رسالتان مختصرتان كتبتها قديما عن هذه المسألة وهذا من التحدث بنعم الله علينا فكلامنا ليس هوى كما يزعمه رموز فرق الضلال ظلما وكذبا وزورا ؛ وإنما نشر الحق والحث عليه استدلالا بإدلة الشرع الصحيحة تعضدها أدلة العقل السليم والحكمة والفقه الموافق للحق.
وللإمامين الجليلين الإمام محمد بن امان الجامي رحمه الله والإمام ربيع المدخلي حفظه الله رسائل جليلة جميلة جزيلة النفع عظيمة الفائدة في مسألتنا هذه .
وبعد فتوى الإمام محمد الجامي رحمه الله في جواز الاستعانة بالمشركين أشهر ونشر جماعة الإخوان الخوارج النبز والتعيير
ب:[ الجامية ] في طريقة ماكرة لتفريق صف المسلمين ومحاولة الصد عن الدعوة السنية السلفية وهذا مثل طريقة الدولة العثمانية [الصوفية القبورية المعطلة الجهمية]في تعيير دعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ونبزها ب[ الوهابية ] والحق واضح بالادلة الشرعية والباطل واضح كذلك بإدلة الشرع
والحق ابلج
والباطل لجلج
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.