الجمعة، 29 يوليو 2022

《 حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد 》




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فإن  التهنئة بالعام الجديد فيما يظهر لنا أنه من الأعمال التي لم يثبت  لها أصل في الكتاب العزيز أو السنة النبوية  ما يدل على شرعيتها وجوازها ولم يكن لها أثر يدل على صحتها في هدي السلف الصالح.

ومما يؤيد القول بمنعها 

ان فيها تشبها بملل الكفر فحال النصارى يهنئ بعضهم بعضا بالعلم الجديد والرسول الله عليه وسلم  يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم ).

 أخرجه أبو داود رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود رحم الله من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما . 

ولأنه يعود كل سنة عام جديد ففيه أحداث عيد جديد .

ومعلوم أنه في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تم جعل شهر محرم بداية للعلم الهجري .

ولم اسمع سابقا التهنئة بالعام الهجري الجديد إلا في هذه السنوات المتأخرة. 

علما بأن من فتح الباب للقول  بالجواز فتصبح هذه التهنئة أمر لا بد منه في السنوات القادمة بحيث إذا تركت قيل ترك أمر عظيم .

 ومن كبار أهل العلم  أباحها على صورة ضيقة حيث اجاز رد تهنئة لمن قام بتهنئتك ولم يبيحها ابتداء .

 ومع هذا فليس معه دليل بتجويزه هذا اذ الإدلة خلاف قوله .

و الله قد أتم الدين وأكمله، قال الله تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً } 


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري ومسلم  رحمهما الله وفي رواية لمسلم : ( مَن عَمِلَ عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ ) حديث صحيح .

و الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : [ اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ].

ومن مأثور  الإمام أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قوله : "قف حيث وقف القوم[ وهم سلفنا الصالح] ؛ فإنهم عن علم وقفوا، وببصرٍ نافذٍ كفوا، وهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، فلئن قلتم: حدث بعدهم؛ فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورغب عن سنتهم، ولقد وصفوا منه ما يشفي، وتكلموا منه بما يكفي، فما فوقهم محسر، وما دونهم مقصر، لقد قصر عنهم قوم فجفو، وتجاوزهم آخرون فغلو، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدىً مستقيم ".

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة. 

 والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

••••••••••••••••••

كتبه  :  غازي بن عوض العرماني  .