الأحد، 27 ديسمبر 2020

[[ حكم قبول هدية الكفار أيام أعيادهم ]]

[[ حكم قبول هدية الكفار أيام أعيادهم ]]

هذه الفقرة من 《  إجابة أسئلة واستفسارات الإخوة طلاب العلم في فرنسا 》



السؤال :


 ماذا نفعل بهدايا التي تهدى إلينا بمناسبة هذه الأعياد ؟ مثل الكريسماس و عيد الميلاد وجزاكم الله خيرا ؟

الجواب :

فيه قولان لأهل العلم 

             [ القول الأول ]

جواز  قبول الهدية من الكافر ، مع ما فيها  من تأليف لقلبه وترغيب له في الإسلام ، والا فأصل الجواز ماثبت في السنة  من  قبول النبي صلى الله عليه وسلم هدايا  الكفار ، كهدية المقوقس وغيره .

فقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه : باب قبول الهدية من المشركين ،ثم  قال رحمه الله : " وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ فَدَخَلَ قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ أَوْ جَبَّارٌ فَقَالَ أَعْطُوهَا آجَرَ ، وَأُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ ، وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ : أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ بُرْدًا وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ " وذكر قصة اليهودية وإهداءها الشاة المسمومة للنبي صلى الله عليه وسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في إقتضاء الصراط : " وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أتي بهدية النيروز فقبلها .

وروى ابن أبي شيبة :"  أن امرأة سألت عائشة قالت إن لنا اظآرا [جمع ظئر ، وهي المرضع] من المجوس ، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا فقالت : أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ، ولكن كلوا من أشجارهم .

وعن أبي برزة أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان ، فكان يقول لأهله : ما كان من فاكهة فكلوه ، وما كان من غير ذلك فردوه .


             [ القول الثاني ]

 وهو قول لأهل العلم واختاره الإمام ابن باز رحمه الله :

عدم الجواز  ؛ لأن في ذلك تشجيعا لهم على باطلهم ؛ وأما الآثار فقد رأى بعضهم ضعف اسنادها ..

 

 والمتأمل في الإدلة لعله يرى صحة القول الأول   وذلك لأمور منها :

              (  أولا  )

قبول هدية الكافر لا يعد مشاركة له في عيده الباطل ؛ إذ 

المشاركة الدخول عليهم في أماكن عيدهم و اعانتهم عليه برأي أو فرح أو مال  .


              ( ثانيا ) 

ان الأصل هو قبول هدية الكافر كما ذكرنا في القول الأول . 


                ( ثالثا ) 

قبول هدية الكافر في أيام عيده لا تأثير لها ؛ فعبادته كلها معلوم ضلالها وبطلانها ومع ذلك قبل هديتهم الرسول صلى الله عليه وسلم. 

                  ( رابعا ) 

منع قبول الهدية منهم أيام العيد تحكم بلا دليل ؛ فعموم الأدلة واطلاقها ينص على القبول؛ ومنعها تخصيصا اوتقييدا بوقت أو مناسبة   بلا دليل من الشارع  قول لا يقبل .

والعمل بالسنة هو المتوجه 

ثم أن تعدد الآثار  عن الصحابة رضي الله عنهم مجتمعه لعل بعضها يعضد بعضا  خاصة إذا علم أن لها أصل صحيح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  .

     وهذا القول أختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه النفيس( إقتضاء الصراط المستقيم )

وهو قول للإمام أحمد رحمه الله .


........


كتبها وألقاها :

غازي بن عوض العرماني .

《 إجابة أسئلة واستفسارات الإخوة طلاب العلم في فرنسا 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسول الله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

فهنا في هذه الرسالة حرصنا على إجابة الإخوة طلاب العلم في فرنسا عن أسئلتهم نسأل الله الإخلاص والصواب والتوفيق والقبول وحسن الخاتمة 




 《 تفسير قول الله:{ والذين لا يشهدون الزور}.


البغوي رحمه الله 

( والذين لا يشهدون الزور ) قال الضحاك وأكثر المفسرين : يعني الشرك . وقال علي بن طلحة : يعني شهادة الزور . وكان عمر بن الخطاب : يجلد شاهد الزور أربعين جلدة ، ويسخم وجهه ، ويطوف به في السوق . وقال ابن جريج : يعني الكذب وقال مجاهد : يعني أعياد المشركين . وقيل : النوح قال قتادة : لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم . وقال محمد بن الحنفية : لا يشهدون اللهو والغناء . قال ابن مسعود : " الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع " . وأصل " الزور " تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته ، فهو تمويه الباطل بما يوهم أنه حق

.......ابن كثير رحمه الله 

أنهم : ( لا يشهدون الزور ) قيل : هو الشرك وعبادة الأصنام . وقيل : الكذب ، والفسق ، واللغو ، والباطل .

وقال محمد بن الحنفية : [ هو ]اللهو والغناء .

وقال أبو العالية ، وطاوس ، ومحمد بن سيرين ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، وغيرهم : هي أعياد المشركين .

وقال عمرو بن قيس : هي مجالس السوء والخنا .

وقال مالك ، عن الزهري : [ شرب الخمر ] لا يحضرونه ولا يرغبون فيه ، كما جاء في الحديث : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر " .

وقيل : المراد بقوله تعالى : ( لا يشهدون الزور ) أي : شهادة الزور ، وهي الكذب متعمدا على غيره ، كما[ ثبت ] في الصحيحين عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر " ثلاثا ، قلنا : بلى ، يا رسول الله ، قال : " الشرك بالله ، وعقوق الوالدين " . وكان متكئا فجلس ، فقال : " ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور [ ألا وقول الزور وشهادة الزور ] . فما زال يكررها ، حتى قلنا : ليته سكت .


........السعدي رحمه الله 


{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } أي: لا يحضرون الزور أي: القول والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة، كالخوض في آيات الله والجدال الباطل والغيبة والنميمة والسب والقذف والاستهزاء والغناء المحرم وشرب الخمر وفرش الحرير، والصور ونحو ذلك، وإذا كانوا لا يشهدون الزور فمن باب أولى وأحرى أن لا يقولوه ويفعلوه.

وشهادة الزور داخلة في قول الزور 



......الطبري رحمه الله 


قال أبو جعفر : وأصل الزور تحسين الشيء, ووصفه بخلاف صفته, حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه, أنه خلاف ما هو به, والشرك قد يدخل في ذلك, لأنه محسَّن لأهله, حتى قد ظنوا أنه حق, وهو باطل, ويدخل فيه الغناء, لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت, حتى يستحلي سامعه سماعه, والكذب أيضا قد يدخل فيه لتحسين صاحبه إياه, حتى يظنّ صاحبه أنه حق, فكل ذلك مما يدخل في معنى الزور.

فإذا كان ذلك كذلك, فأولى الأقوال بالصواب في تأويله أن يقال: والذين لا يشهدون شيئا من الباطل لا شركا, ولا غناء, ولا كذبا ولا غيره, وكلّ ما لزمه اسم الزور, لأن الله عمّ في وصفه إياهم أنهم لا يشهدون الزور, فلا ينبغي أن يخص من ذلك شيء إلا بحجة يجب التسليم لها, من خبر أو عقل.


************************

- شرح حديث او بيان " لتتبعن سنن من كان قبلكم ..." 

رواه البخاري رحمه الله في صحيحه( ٣٤٥٦)  ومسلم رحمه الله في صحيحه( ٢٦٦٩) .

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِىُّ مِنَ الْيَمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ».

قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ»؟

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن عبد العزيز) الرملي قال: ( حدّثنا أبو عمر)بضم العين حفص بن ميسرة ( الصنعاني من اليمن) لا من صنعاء الشام ( عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار) بالتحتية والمهملة مخففة ( عن أبي سعيد) سعد بن مالك ( الخدري) -رضي الله عنه- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :

( لتتبعن سنن من) بفتح السين أي طريق من ( كان قبلكم) وسقط لفظ كان لأبي ذر ( شبرًا شبرًا وذراعًا بذراع) بباء الجر في بذراع فقط وللكشميهني شبرًا بشبر وذراعًا بذراع كذا في الفرع كأصله وقال في الفتح قوله شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، وفي رواية الكشميهني شبرًا شبرًا وذراعًا بذراع عكس الذي قبله ( حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة والضب بالضاد المعجمة بعدها موحدة مشدّدة وهو الحيوان البري المعروف يشبه الورد وقد قيل إنه يعيش سبعمائة سنة فصاعدًا ويبول في كل أربعين يومًا قطرة ولا تسقط له سن وخص جحره بالذكر لشدة ضيقه، وهو كناية عن شدة الموافقة لهم في المعاصي لا في الكفر أي أنهم لاقتفائهم آثارهم واتباعهم طرائقهم لو دخلوا في مثل هذا الضيق لوافقوهم ( قلنا: يا رسول الله) المتبعون الذين قبلناهم ( اليهود)بالرفع والنصب ( والنصارى؟ قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فمن) ؟ هم غير أولئك فمن استفهام إنكاري كالسابق.

قال في الفتح: ولم أقف على تعيين القائل ولا ينافي هذا ما سبق من أنهم كفارس والروم لأن الروم نصارى وفي الفرس كان يهود مع أن ذلك كالشبر والذراع والطريق ودخول الجحر على سبيل التمثيل، ويحتمل أن يكون الجواب اختلف بحسب المقام فحيث قيل

فارس والروم كان هناك قرينة تتعلق بالحكم بين الناس وسياسة الرعية وحيث قيل اليهود والنصارى كان هناك قرينة تتعلق بأمور الديانات أصولها وفروعها.

قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" والمعنى أن هذه الأمة تقلد اليهود والنصارى وفارس في عبادة غير الله، وعبادة القبور واتخاذ الآلهة من دون الله من الأنبياء والصالحين وهذا موجود الآن في مصر والشام وغير ذلك.

وكثير من الناس يعبدون النبي ﷺ فإذا جاؤوا إلى قبره دعوه واستغاثوا به، وبعضهم يستغيث من بلاد بعيدة بالنبي ﷺ أو بالمسيح أو بعيسى أو بموسى أو بعبد القادر الجيلاني في العراق أو أبي حنفية في العراق، وهكذا ما يقع في مصر من عبادة الحسين والبدوي وغيرهم ممن بُلي بهم عامة الناس، نسأل الله العافية.

وهكذا في الشام يعبدون الداعية إلى الإلحاد ابن عربي وغيره ممن يدعوه جهال الشام، وهكذا في أمصار كثيرة في أفريقيا وفي المغرب وغير ذلك، كل هذا الذي أخبر به النبي ﷺ وقع، وقع في الناس في الشرك، وكان في الجزيرة من يعبد زيد بن خطاب في جبيلة عليه قبة في جبيلة حتى هدمها الشيخ رحمه الله ومن معه، وكانوا يعبدون جملة من الغيران والأشجار في الدرعية وفي الرياض وفي غيرها، حتى أزالها الله بهذه الدعوة المباركة".


**********************


- حكم حضور أعياد الكفار 

يحرم هذا الفعل 

لدلالة الكتاب والسنة  والإجماع 

فمن ذلك قوله تعالى 

قوله تعالى : { والذين لا يشهدون الزور . وإذا مروا باللغو مروا كراماً } [ الفرقان : ٧٢] .

 ذكر مجاهد والربيع بن أنس وعكرمة والقاضي أبو يعلى والضحَّاك .أن الزور هي أعياد المشركين

 روى البيهقي عن عمر رضي الله عنه أيضاً أنه قال :( اجتنبوا أعداء الله في عيدهم ) 

و روى البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :( لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله في إقتضاء الصراط المستقيم ( ٢٠٥) ـ :" الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ومن أظهر ما لها من الشعائر فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره ، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة " .

 قال ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة ( ١ ٧٢٣/٧٢٤)  : 

" ولا يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل العلم الذين هم أهله . وقد صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم . . . وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم) . وقال عمر أيضاً : (اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم) . وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو أنه قال : (من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة".


************************


- حكم التشبه بالكفار في اشكالهم وعاداتهم


حكم التشبه بالكفار في اشكالهم وعاداتهم 

فمحرم شرعا وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  ( من تشبه بقوم فهو منهم)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -[ مجموع الفتاوى ( ٢٥/  ٣٢٩)]:

لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيءٍ مما يختص بأعيادهم ، لا من طعام ، ولا لباس ، ولا اغتسال ، ولا إيقاد نيران ، ولا تبطيل عادة ، من معيشة ، أو عبادة ، أو غير ذلك .

ولا يحل فعل وليمة ، ولا الإهداء ، ولا البيع بما يستعان به على ذلك ، لأجل ذلك .

ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ، ولا إظهار زينة .

وبالجملة : ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم ، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم "..

************************


- حكم احتفال بأعياد الكفار 

حكم الاحتفال بأعياد الكفار :

قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن (من تشبه بقوم فهو منهم) والرسول ﷺ حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.

فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك وألا يساعد في إقامة هذه الأعياد بأي شيء؛ لأنها أعياد مخالفة لشرع الله، ويقيمها أعداء الله فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء، لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بأي شيء من الأمور كالأواني ونحوها.

وأيضاً يقول الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة:٢] فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة ترك ذلك، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بالناس في أفعالهم، الواجب أن ينظر في الشرع الإسلامي وما جاء به، وأن يمتثل أمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وأن لا ينظر إلى أمور الناس فإن أكثر الخلق لا يبالي بما شرع الله، كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[الأنعام:١١٦] قال سبحانه: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:١٠٣] فالعوائد المخالفة للشرع لا يجوز الأخذ بها وإن فعلها الناس.

والمؤمن يزن أفعاله وأقواله ويزن أفعال الناس وأقوال الناس بالكتاب والسنة، بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول وإن تركه الناس، وما خالفهما أو أحدهما فهو المردود وإن فعله الناس، رزق الله الجميع التوفيق والهداية".


***********************

- حكم الفرح بما يفرحون به

يحرم  


البر والاحسان إلى الخلق والعدل والقسط مع الكفار 

هذا مأمور به في الكتاب والسنة 

لكن مودتهم ومحبتهم والفرح بدينهم أو بأعمالهم وعباداتهم ومنها الفرح باعيادهم هذا نوع ود ومحبة لهم ولدينهم 

و كل ذلك أتى تحريمه في كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول الله تعالى وتقدس : { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ المجادلة: ٢٢ ]، وقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ }[ الممتحنة:١] ، وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران:١١٨ ]

وقال عز وجل : { وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} [هود: ١١٣]

وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [المائدة:٥١]، إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على تحريم الفرح بدين الكفار أو الفرح بأعيادهم   أو مودتهم




************************

- حكم تقليد الكفار في مناسبتهم الفرحية دون مبالاة الى اعتقاداتهم و اسلوبهم 

الجواب:

ذكرنا في الفقرة السابقة عدم  جوازه وحرمته ..لأنه من التشبه الذي أتى في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ذمه والنهي عنه وتحريمه.



************************

 - ما حكم شراء أكلا متعلق باحتفالات غير إسلامية و لكن مكوناته حلالة؟ 


قال ابن تيميه رحمه الله في إقتضاء الصراط  : " وإنما يجوز أن يؤكل من طعام أهل الكتاب في عيدهم ، بابتياعٍ أو هديةٍ أو غير ذلك مما لم يذبحوه للعيد . فأما ذبائح المجوس فالحكم فيها معلوم فإنها حرام عند العامة ، وأما ما ذبحه أهل الكتاب لأعيادهم وما يتقربون بذبحه إلى غير الله نظير ما يذبح المسلمون هداياهم وضحاياهم متقربين بها إلى الله تعالى ، وذلك مثل ما يذبحون للمسيح والزهرة ، فعن أحمد فيها روايتان أشهرهما في نصوصه أنه لا يباح أكله وإن لم يسم عليه غير الله تعالى ، ونقل النهي عن ذلك عن عائشة وعبد الله بن عمر ..." 


**************

- ما حكم المال الذي تعطيه الدولة الكافرة أو رب العمل إلى مسلم بحسب أعياد غير إسلامية ككريسماس و السنة الجديدة؟ 

لو كان حراما ماذا يفعل به؟


يجوز 


***********************

- ما حكم أعياد الميلاد؟


محرمة شرعا 



************************

 ماذا نفعل بهدايا التي تهدى إلينا بمناسبة هذه الأعياد ؟ مثل الكريسماس و عيد الميلاد وجزاكم الله خيرا ؟

الجواب :

فيه قولان لأهل العلم 

القول الأول:

الجواز  وهذا على 

الاصل فجواز قبول الهدية من الكافر ، فيها  تأليفا لقلبه وترغيبا له في الإسلام ، كما قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا بعض الكفار ، كهدية المقوقس وغيره .

وبوب البخاري في صحيحه : باب قبول الهدية من المشركين ، قال رحمه الله : " وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ فَدَخَلَ قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ أَوْ جَبَّارٌ فَقَالَ أَعْطُوهَا آجَرَ ، وَأُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ ، وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ : أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ بُرْدًا وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ " وذكر قصة اليهودية وإهداءها الشاة المسمومة للنبي صلى الله عليه وسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في إقتضاء الصراط : " وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أتي بهدية النيروز فقبلها .

وروى ابن أبي شيبة .. أن امرأة سألت عائشة قالت إن لنا أظآرا [جمع ظئر ، وهي المرضع] من المجوس ، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا فقالت : أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ، ولكن كلوا من أشجارهم .

و.. عن أبي برزة أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان ، فكان يقول لأهله : ما كان من فاكهة فكلوه ، وما كان من غير ذلك فردوه .

والقول الآخر لأهل العلم واختاره الإمام ابن باز رحمه الله :

عدم الجواز  ؛ لأن في ذلك تشجيع لهم على باطلهم ؛ وأما الآثار فقد رأى بعضهم ضعف اسنادها ..

 

 والمتأمل في الإدلة لعله يرى صحة القول الأول   وذلك لأمور منها :

أولا :

قبول هدية الكافر لا يعد مشاركة له في عيده الباطل ؛ إذ 

المشاركة الدخول عليهم في أماكن عيدهم و اعانتهم عليه برأي أو فرح أو مال  .

ثانيا :

الأصل قبول هدية الكافر كما ذكرنا في القول الأول. 


ثالثا :

قبول هدية الكافر في أيام عيده لا تأثير لها ؛ فعبادته كلها معلوم ضلالها وبطلانها ومع ذلك قبل هديتهم الرسول صلى الله عليه وسلم. 

رابعا:.

منع قبول الهدية منهم أيام العيد تحكم بلا دليل ؛ فعموم الأدلة واطلاقها ينص على القبول؛ ومنعها تخصيص وتقييد بلا دليل من الشارع .

وتعدد الآثار  من الصحابة رضي الله عنهم مجتمعه لعل بعضها يعضد بعض  خاصة إذا علم أن لها أصل صحيح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  

وهذا القول أختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه النفيس( إقتضاء الصراط المستقيم )

وهو قول للإمام أحمد رحمه الله 



*********************

ما حكم تهنئة الكفار عند احتفالاتهم ؟ 

الجواب 

تهنئتهم بعيد الكريسمس محرمة فقد 

نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .


**********************

كيف نرد على من يهنئ عند هذه الأعياد ؟

الجواب:

بالعلم والحكمة 

وذلك في بيان الحكم الشرعي بالإدلة وترك الجدال العقيم .



************************

توجيه ونصيحة للمسلمين العائشين في ديار الكافرين التي تظهر فيها مظاهر الكفر والشرك


الجواب :

تحت هذه الفقرة 

نقاط يستحسن الحديث عنها 

ولو على جهة الاختصار 

اولا :

أهمية طلب العلم 

ثانيا :

دراسة العقيدة الصحيحة و تكثيف طلب العلم في التوحيد ومسائله وكذلك مسائل الإيمان ليكون طالب العلم على نور وهدى وبصيرة ويقين في الحق الذي يسير عليه مستضيئا بإدلة الكتاب والسنة بهدي سلف الأمة الصالحين وهو ما يعرف الآن بفهم السلف الصالح. 

ويثمر هذا 


ثالثا :

معرفة الجماعات التكفيرية و فساد فكر  رموزها وأخذ الحذر من شبهاتهم و سعيك في تفنيدها. 

رابعا :

كما أن للجماعات الضالة من إخوانية خوارج وملاحدة وروافض و صوفية  .

فإن لأهل الكتاب من يهود ونصارى أحكام في كيفية التعامل معهم يستحسن الرجوع إلى كتب كبار علماء الاسلام في معرفتها ..

و من هذا الباب كذلك الحذر من شبهات القوم ودسائسهم .

خامسا :

من كان داخلا لبلاد الكفر فقد دخل بعهد وميثاق فلا يخان في العهد ولا ينقض الميثاق

فقد دخلت بلادهم لأمر ضروري كعلاج أو تجارة أو حرفه أو أعمال تثمر تجارة 

فالله الله في التعامل الحسن والصدق والإخلاص فهذه الأمور إتقانها دعوة إلى الله .

ثم تعلمون أنهم 

قدموا للبشرية بعض الصناعات المفيدة لراحة البشر وسعادتهم فقدموا لهم التوحيد والسنة فهم مع هذا التطور التقني الهائل يعيشون خواء روحي 

وتعلمون تشويه الاسلام على يد من ينتسب إلى الإسلام والإسلام برئ منهم 

انظروا 

تكفير المسلمين وإباحة دمائهم على يد القرامطة الإخوانية الخوارج..وكذلك الروافض المجوس ..

فلهم 

مراكز او قل كهوف وغيران في عواصم الدول الغربية يرسلون 

من خلالها توجيهات إلى أتباعهم 

للافساد في الأرض وذلك في مخالفة السنة وتهييج العامة على ولاة أمورهم وزعزعة الأمن وخلخلة الامان في المجتمعات المسلمة 

وانظر كذلك لسذاجة الصوفية عباد القبور ومصادمتهم للنقل الصحيح من كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومصادمتهم كذلك للعقل الصريح ..

البشرية الآن بحاجة إلى علاج روحي 

إلى أطباء قلوب معنوية 

يرشدونهم 

ويرحمونهم 

ويألفونهم 

أنظروا إلى كلام الله سبحانه و تعالى الموجه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم:{ ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك } ..

فالعلم 

والحكمة 

وحسن الخلق 

والصدق 

والاخلاص 

كفيل بتحويل المجتمع إلى مجتمع مسلم سني سلفي 

العلم وهو علم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح ..

قال الله تعالى وتقدس:{   قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

فقد تضمنت هذه الآية شرطي صحة العبادة وهما 

الصواب في قوله تعالى وتقدس:{ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ}

 فهذا الشرط الاول لصحة العبادة وهو الصواب فيها ويكون ذلك بالحرص على العمل بالسنة وتطبيقها ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في سننه  ..

والشرط الثاني 

في قوله تعالى {وماانا من المشركين} 

فاالاخلاص ضده الشرك ينافيه 

ويحبط عمل وعبادة  المشرك

واحرصوا على تعلم العلم الشرعي المبني على ضوء الكتاب والسنة بفهم وهدي وآثار سلفنا الصالح 

و الفقه كذلك  في كيفية تعامل المسلم بمن حوله 

من ديانات وطوائف وملل ونحل وفق الشرع 

فتعلم ديانة من حولك 

وماهي شبههم وكيف فند علماء الاسلام هذه الشبه المضلة  وكيف أبطلوا  الإيرادات الباطلة ....

وهنا ايها الإخوة 

الفقه في السياسة العامة للدولة أو الدول و هي من اختصاص ولي الأمر  

فلا يشغل طالب العلم نفسه  ووقته فيها 

[ والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع ]

فالسياسة لها أهلها الذين كلفهم ولي الأمر ..

ومن السياسة ترك السياسة. 

واعلموا ان للعلم أهله وخاصته 

فاحرصوا أن تكونوا من أهل العلم وخاصته

الذين يريدون الله والدار الاخرة 

وفق شرع الله ومراده الديني  

فهؤلاء طلاب الاخرة فكونوا من طلابها ...

واخيرا 

أذكركم بالهجرة فهي فريضة وقد هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم من مكة الركعة في المسجد الحرام عن مئة ألف ركعة في غيره 

واليه شرعا تشد الرحال 

استعدوا للهجرة وفق الشرع ووفق الاستطاعة والقدرة لا يكلف الله نفسا الا وسعها ومن ذلك أن تكون وفق أنظمة الدول المسلمة .

والمسلم يتعبد الله  في أي مكان وتحت أي ظرف لايصده عن عبادة ربه صاد  لا يلهيه عنها أي أمر

......

كتبها وألقاها :

غازي بن عوض العرماني . 

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020

《 سنة يغفل عن فعلها بعض المسلمين 》



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد:

فهنا سنة أحببت تنبيه الإخوة طلاب العلم على فعلها وادائها في وقتها المحدد والذي اتى وصفه وتحديده بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة  


                ( صفة هذه السنة ) 


هو  الاضطجاع على الشق الأيمن بعد سنة راتب الفجر .


( الادلة على ثبوت هذه السنة )


 روى البخاري رحمه الله( ٦٢٦ ) ومسلم رحمه الله( ٧٣٦) عن عائشةَ رضى الله عنها، قالت :( كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي فذكرتْ صلاةَ الليلِ، ثم قالت: فإذا سكَتَ المؤذِّنُ من صلاة الفجرِ، وتبيَّن له الفجرُ، قام فركَعَ ركعتينِ خفيفتينِ، ثم اضطجعَ على شِقِّه الأيمنِ، حتى يأتيَه المؤذِّنُ للإقامةِ  ).

وروى البخاري رحمه الله( ١١٦٠)

 عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، قالت: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى ركعتَي الفجرِ اضطجَعَ على شِقِّه الأيمنِ ) .


( من قال بهذه السنة من أهل العلم )

قال الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم، الكردي المعروف ب

 العراقي رحمه الله في كتابه النفيس [طرح التثريب  شرح التقريب ( ٣ / ٥١ - ٥٢ )]: " فيه استحبابُ الاضطجاع بعد ركعتي الفجر وهو مذهب الشافعيَّة والحنابلة، وروى ابنُ أبي شيبة في مصنفه فِعله عن أبي موسى الأشعريِّ، ورافع بن خديج، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، ومحمد بن سيرين، وعروة بن الزبير، وذكر ابنُ حزم أنَّ عبد الرحمن بن زيد حكاه في كتاب السَّبعة عن الفقهاء السبعة، وهم: سعيد بن المسيَّب، والقاسم بن محمَّد، وعروة، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد، وعُبَيد الله بن عبد الله بن عُتبة، وسليمان بن يسار، وحكَى ابنُ حزم أيضًا عن أبي الدرداء أنه قال: أفصلُ بضجعةٍ بين صلاة الليل وصلاة النهار ". 

قال موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة رحمه الله في كتابه - الذي يعتبر موسوعة فقهية - [ المغني ( ٢ / ٩٤)] :

 " يُستحبُّ أن يضطجع بعد ركعتي الفجر على جنبِه الأيمن، وكان أبو موسى ورافع بن خديج، وأنس بن مالك يَفعلونه " .  

وتتأكد هذه السنة في حق من لحقه تعب لفعل طاعة قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله[شرح رياض الصالحين ( ٣ / ٢٨٧)]:

" والصحيح هو ما قاله شيخ الإسلام أنه إذا كان الإنسان متعباً من تهجده فإنه يستريح يضطجع على جنبه الأيمن ، وهذا بشرط ألا يخشى أن تغلبه النوم فتفوته الصلاة ، فإن خشي فلا ينم ".

ووصيتي لطلاب العلم :

الحرص على تطبيق السنة بعلم وحكمة وقد ثبت في الصحيحين من حديث الصحابي الجليل معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( من يرد الله  به خيرا يفقه في الدين ).

فأحرصوا على الفقه في الدين وذلك بتعلم التوحيد والسنة وأصولها   

والله الموفق لكل خير  والمعين عليه . 

وا لله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

.....................

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني 

صباح يوم الخميس ٢ / ٥ / ١٤٤٢ هجري.

《 الظلم ؛ أعاذنا الله وإياكم منه ومن أهله 》



بسم الله الرحمن الرحيم 


الظالم : 

حينما يظلم أحدا يصور نفسه[ أو تصور له نفسه] أنه مظلوم أو أنه قد ظلم ثم يبحث عن شبه وتخرصات لها وجود في الأذهان وليس لها حقيقة في الاعيان[ أي في مخيلته وليست حقيقية بل كذب وافتراء]يعلل نفسه على صحة توجهه الظالم ويحثها على المضي قدما في السير على طريق الظلم .

قال الله تعالى وتقدس:{ أفمن زين له سوءا عمله فرآه حسنا }.

وبعد تزيين نفسه وهواه لباطله 

للأسف:

سيجد من يعينه على  باطله بل ويزين له ؛ وهذا النوع أما من :

قرابة له أخذتهم الحمية الجاهلية والعنصرية الطينية وغرهم بالله الغرور. 

أو من صاحب غل حاقد ناقم على الحق وأهله. 

*

أو من صاحب جهل بسيط أو مركب .

*

أو من شخص نفعي مادي .

*

وساعده تركيبته المخلوطة بعنصر الظلم والكبر والحسد وقوةجلد بالباطل مع سحر البيان وهذا وبال عليه ؛ وقد ثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم:( فلعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فاقض له بنحو ما سمعت ....).

وقد قالت العرب :" من عاش بالحيلة مات غبنا ". 

واعلم - جعلنا الله وإياكم من أهل الحق والعدل والخير والإنصاف- 

أن 

( الظلم أنواع  ):

ظلم الإنسان لنفسه في الاشراك بعبادة الله؛ قال الله تعالى وتقدس:{ ان الشرك لظلم عظيم }.

و

*

ظلم الإنسان لعباد الله 

وهذا له صور شتى 

وفي كلا الحالتين :

ظلم الإنسان لنفسه ؛ وما علم الضعيف المغرور " الى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم ".

فأحذر يا عبدالله 

ياأمة الله من الظلم بأنواعه؛ ومن هوى النفس 

وتذكروا 

الموت 

وتذكروا 

وقوفكم " عرايا "

أمام الله .

 ..........

غازي بن عوض العرماني

الاثنين، 7 ديسمبر 2020

[ فوائد من شرح كتاب التدمريه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ....إعداد وإلقاء : غازي بن عوض العرماني ]



《 السلف يثبتون إثباتا مفصلا وينفون نفيا مجملا  في توحيد الله في  أسمائه الحسنى وصفاته العلى لأنه أبلغ في التعظيم وهذا غالبا وإنما يستفصل في النفي لأسباب منها 》


              (  أولا   )

تكذيب دعوى الكافرين  وتفنيد زعمهم الباطل في حق الله عز وجل ومن ذلك قوله تعالى وتقدس :{ ما اتخذ الله من ولد } .  

              (  ثانيا ) 

إبعاد الشك ودفع توهم  نقص عن كمال صفات الله وتنزيهه عن مشابهة خلقه بعد تأديتهم لأي عمل دنيوي او  أي جهد أو فيحصل لهم مشقة وتعب ونصب فنفى مشابهته لهؤلاء العباد لكمال صفاته  وتنزه عن صفات النقص وذلك مثل قوله تعالى وتقدس : { ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا  من لغوب } .

 

                (   ثالثا   )

تنزيه الله لنفسه العلية المقدسة عن مماثلة عباده المخلوقين وأن كانت في حق هؤلاء الخلق صفات كمال  تعالى ربنا وتقدس 

فقال سبحانه وتعالى :{ لم يلد ولم يولد } نظير هذا قوله تعالى 

 { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا  } وكذلك قوله تعالى: { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله } .

فإتخاذ الصاحبة والاولاد صفة كمال في حق المخلوقين ؛ لكن  الله  منزه نفسه عن مشابهة خلقه المربوبين  وعبادة الضعفاء المساكين  عن صفات النقص والإحتياج  وهذا لكمال ربوبيته وتمام حدانية وتفرده بصفات الكمال والجمال والجلال ومن ذلك استحقاق وصفه لنفسه بالاولية والازلية التي لاتماثل العباد بأي وجه من الوجوه  مع علوه ذاتا وقهرا وقدرا .

الأحد، 6 ديسمبر 2020

[ فوائد من شرح كتاب التدمريه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .... إعداد وإلقاء غازي بن عوض العرماني ]



《 ماهو التحريف ؟ وما هو الإنحراف؟ ومالفرق بينهما ؟ 》



         ( تعريف التحريف ) : 

" هو تغيير اللفظ أو المعنى من حق إلى باطل وتبديل الهدى بالضلال و إحلال البدعة مكان السنة وصاحب هذه الأفعال يقال له : محرف .


               ( تعريف الإنحراف ) : 

" هو الميل عن جادة الصواب والبعد عن طريق الحق عقديا وفكريا واخلاقيا وسلوكيا وصاحب هذه الأفعال يقال له : منحرف " . 

 

   ( الفرق بين التحريف والانحراف ) :

أولا :

التحريف : لعله خاص في تغيير وتبديل الألفاظ وهو فيها أعم بخلاف التحريف فهو في الحقائق المعنوية أعم .

ثانيا :

التحريف : نتيجة للإنحراف. 

والانحراف : نتيجةعقيدة باطلة و فكر منحرف وخلق سئ . 


ثالثا :

 الإنحراف يكون بجهل وصادر من جهلة وبسبب إضلال غيره له. 

بخلاف التحريف فيكون بعلم وقصد سئ ونية مبيتة للشر.


رابعا :

لعل التحريف ناتج عن صاحب عقيدة منحرفة فالمحرف ظهر نتيجة أعمال المنحرف. 

هذا ما ظهر لي .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

[ فوائد من شرح كتاب التدمريه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ....إعداد وإلقاء : غازي بن عوض العرماني ]


《 السلف يثبتون إثباتا مفصلا وينفون نفيا مجملا في توحيد الله في أسمائه الحسنى وصفاته العلى لأنه أبلغ في التعظيم وهذا غالبا وإنما يستفصل في النفي لأسباب منها 》


              ( أولا )

تكذيب دعوى الكافرين وتفنيد زعمهم الباطل في حق الله عز وجل ومن ذلك قوله تعالى وتقدس :{ ما اتخذ الله من ولد } .  

              ( ثانيا ) 

إبعاد الشك ودفع توهم نقص عن كمال صفات الله وتنزيهه عن مشابهة خلقه بعد تأديتهم لأي عمل دنيوي او أي جهد أو فيحصل لهم مشقة وتعب ونصب فنفى مشابهته لهؤلاء العباد لكمال صفاته وتنزه عن صفات النقص وذلك مثل قوله تعالى وتقدس : { ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب } .

 

                ( ثالثا )

تنزيه الله لنفسه العلية المقدسة عن مماثلة عباده المخلوقين وأن كانت في حق هؤلاء الخلق صفات كمال تعالى ربنا وتقدس 

فقال سبحانه وتعالى :{ لم يلد ولم يولد } نظير هذا قوله تعالى 

 { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا  } وكذلك قوله تعالى: { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله } .

فإتخاذ الصاحبة والاولاد صفة كمال في حق المخلوقين ؛ لكن الله منزه نفسه عن مشابهة خلقه المربوبين وعبادة الضعفاء المساكين عن صفات النقص والإحتياج وهذا لكمال ربوبيته وتمام حدانية وتفرده بصفات الكمال والجمال والجلال ومن ذلك استحقاق وصفه لنفسه بالاولية والازلية التي لاتماثل العباد بأي وجه من الوجوه مع علوه ذاتا وقهرا وقدرا .

[ فوائد علمية من شرح كتاب التدمريه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .... إعدادوإلقاء: غازي بن عوض العرماني ]




《 أنواع الإلحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى 》▪︎

                 ( الأول  )

 التفويض الممنوع شرعا  [ يعني يفوض المعنى والكيف ] . والصواب :[ تفويض الكيف وإثبات المعنى ].

                  

              ( الثاني ) 

التعطيل بجحد وتكذيب الفاظ الأسماء والصفات الثابتة في خبر الكتاب والسنة. 

                

                  ( الثالث )

تحريف الفاظ  ومعاني نصوص الوحيين التي أتت في إثبات الأسماء الحسنى وصفاته العلى في  القرآن والسنة .


                ( الرابع )

التأويل الباطل للمعنى الصحيح  لتوحيد الأسماء والصفات المخالف للكتاب والسنة والمخالف للغة العرب . 


             ( الخامس )

تمثيل الله بخلقه سبحانه وتعالى ويلحق هذا النوع التكييف والتشبيه الباطلان.

《 من طريف مايذكر ؛ ياطالب العلم : لا تنكر على أحد إلا بعلم وفي رسالتنا هذه فائدة علمية 》

 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

ققد حدثت قصتان أمام عيني لعل فيهما تنبيه الإخوة طلاب العلم على التاني و ترك العجلة والحرص على الفقه في الدين  واستخدام الحكمة في التعامل مع الناس على جميع مشاربهم ومذاهبهم وطبقاتهم يدل على هذا حديث  عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها ورضي الله عن والدها حيث  قالت : ( أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نُنزِلَ الناسَ مَنازِلَهم ).

وأترك الإخوة مع القصتين : 

فلعل في إيراد صحيح القصص ما ينتج عنه خير للقارئ وتنبيه له فمن ذلك : 

             ( القصة الأولى )

رجل وضع في يده سوار فحينما رآه أحد الإخوة ذهب إليه  منكرا فلعله من غيرته على دين الله مع حبه لهذا الشخص وكأن فيه شئ من الغضب والجهل وقلة  العلم وبعد الحكمة واتاه مبينا له أن فعلته هذه [  وضع السوار على يده] فيه تشبه  بالنساء من وجه ؛ ومن وجه آخر فيه تشبه بالملل الكافرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:( من تشبه بقوم فهو منهم ).

فأبتسم في وجهه الرجل صاحب السوار وقال : اطلب منك الدعاء لنا بالشفاء العاجل والصحة والعافية ؛ وأعذرك وأن كان لابد من فهم المسألة وتصورها ثم الحكم علينا فهذا السوار تم وضعه في مشفى ؛ لتنظيم دقات القلب لمرض ألم بي في القلب وأعوذ بالله من التشبه بالفريقين السابقين. 

وكانت سببا لتأثر الشخص الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر 

فلا بد من العلم قبل الأمربالمعروف 

والحلم في أثنائه 

والصبر في آخره.   

           (  القصة الثانية  )

في احد المساجد أقام أحد العوام الصلاة  وأقام بصيغة أذان الصحابي الجليل أبي محذورة رضي الله عنه 

وفعلها ليس علما بالسنة لكنها اتت منه كما يقال :( رب رمية من غير رام ).

بحيث يظن من جهل هذه الصيغة السنية والتي ثبتت في صحيح السنة للأذان أن المؤذن زاد في صفة الأذان  فأنكر عليه أحد الإخوة طلاب العلم هذه الصفة من الأذان .

فحينما انتهى من إنكاره  أخبرته سرا أن هذه الإقامة هي إقامة ثبتت في السنة لكنها غير مشهورة في بعض الجهات من بلادنا فشكر الاخ  هذه الفائدة العلمية وحرص على إبلاغ المؤذن بخطئه. 

...

أيها  الإخوة احرصوا على طلب العلم ففي الصحيحين من حديث الصحابي الجليل معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( من يرد الله فيه خيرا يفقه في الدين ).  

وفي القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى المنزل غير المخلوق يقول الله تعالى وتقدس:{ رب زدني علما }

يامن يريدون الله والدار الاخرة 

احرصوا على :

العلم 

والحلم 

والبعد عن الغضب 

والحكمة 

والعدل 

والإنصاف 

وسعة الصدر 

وحسن الخلق 

فهذه صفات الرسل و الانبياء وافضلهم وسيدهم وآخرهم رسولنا الكريم الصادق الأمين الذي قال الله عن احد صفاته : { وإنك لعلى خلق عظيم } .

وابعد عنه صفة الفظ غليظ القلب فقال عز من قائل :{ ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك } .

حينما تشاهد بعض التجار في تعاملهم مع الزبائن وسعة صدرهم وطريقة العرض والطلب تجدهم على جانب كبير من هذه الخصال بالرغم إن هذه الصفات قد تجئ منهم تصنعا لا حقيقة لتقبل بضاعتهم وتزدهر تجارتهم. 

وهكذا يكون طالب العلم بخلقه الحسن وسعة صدره وحكمته ولين جانبه وعلمه الشرعي ولايأت بكل ماسبق إلا بعلم الكتاب والسنة وبنهج سلف الأمة والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم و صحبه رضي الله عنهم ولزوم غرز كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى. 

والبعد عن السير على مذهب الخوارج أو القرامطة الإخوانية

والبعد عن طرفهم الآخر أهل الإلحاد والحرص على سلوك نهج أهل العلم بالتوحيدوالسنة

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة آمين...


        ( فائدة علمية : عن تعدد صفات  الاذان وأهميةالعمل بالسنة الصحيحة   ).


 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله[ مجموع الفتاوى( ٢٢ / ٦٦ - ٦٩ )]:

" وإذا كان كذلك فالصواب مذهب أهل الحديث ومن وافقهم وهو تسويغ كل ما ثبت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يكرهون شيئا من ذلك إذ تنوع صفة الأذان والإقامة كتنوع صفة القراءات والتشهدات ونحو ذلك . وليس لأحد أن يكره ما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ، وأما من بلغ به الحال إلى الاختلاف والتفرق حتى يوالي ويعادي ويقاتل على مثل هذا ونحوه ، مما سوغه الله تعالى كما يفعله بعض أهل المشرق فهؤلاء من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ،ومن تمام السنة في مثل هذا : أن يفعل هذا تارة وهذا تارة وهذا في مكان وهذا في مكان ؛ لأن هجر ما وردت به السنة وملازمة غيره قد يفضي إلى أن يجعل السنة بدعة والمستحب واجبا ويفضي ذلك إلى التفرق والاختلاف إذا فعل آخرون الوجه الآخر ، فيجب على المسلم أن يراعي القواعد الكلية التي فيها الاعتصام بالسنة والجماعة لا سيما في مثل صلاة الجماعة والترجيع في الأذان اختيار مالك والشافعي : لكن مالكا يرى التكبير مرتين والشافعي يراه أربعاً ، وتركه اختيار أبي حنيفة ، وأما أحمد فعنده كلاهما سنة وتركه أحب إليه ؛ لأنه أذان بلال .

والإقامة يختار إفرادها مالك والشافعي وأحمد وهو مع ذلك يقول : إن تثنيتها سنة والثلاثة : أبو حنيفة والشافعي وأحمد يختارون تكرير لفظ الإقامة دون مالك ، والله أعلم " انتهى كلامه رحمه الله.

  ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتب السنة وشروحها يجد بغيته ورغبته. 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .  

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

مساء يوم السبت

 ٢١ / ٤ / ١٤٤٢هجري.

الخميس، 3 ديسمبر 2020

[[ تحريم الإستسقاء بالانواء و التنبيه على بعض الألفاظ الشركية عند نزول المطر ]]


بسم الله الرحمن الرحيم 


         《  المقدمة  》

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم  وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :

فالمطلع على علم الجغرافيا والفلك وما يدور على ألسنة عامة الناس الذين لهم باع في علم الفلك أو نشاط تجاري أو هواية  تتمثل في تربية الماشية من ابل أو غنم أو من الإخوة أصحاب  طلعات البر والرحلات فلا بد ماتسمع منهم معلومات عن الأنواء والنجوم  .

وحيث  ان هذه الأيام  كثر الغيث بحمد الله وفضله ورحمته   لا شريك له .

فتجدهم  يتحدثون عن الوسم وبعضهم هدانا الله وإياه ينسب هذا الغيث و نعمة المطر إلى " الوسم " وبعضهم جهلا يقول :" امطار الوسم " .

فأحببنا معرفة " نوء الوسم "

وحكم " نسبة الأمطار إلى النوء أو قول مطرنا بنوء الوسم أو قول مطر الوسم أو أمطار الوسم  " . مقرونا كلامنا بإدلة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين ومنهم كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى.  

سائلا الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام  التوفيق والإعانة والسداد في القول والعمل والإخلاص والصواب وأن يتقبل منا صالح الأعمال والأقوال وأن يغفر لنا التقصير والزلات .   

وعلى المسلم النبيه الذي يريد الله والدار الاخرة أن يتفقه في مسائل العقيدة والتوحيد 

ففي صحة العقيدة وسلامة التوحيد وحسن الاتباع للسنة بعد فضل الله ورحمته تكون السعادة ويصل إلى رضوان الله ورحمته وجنته مع سعادة في الدارين .   


   《 الفصل الأول: فوائد علمية عن نوء الوسم 》


          [  نوء الوسم  ] 

 هو النوء الذي يحل بعد نوء سهيل مباشرة، ويأتي بعده نوء المربعانية. وسمي الوسم، لأنه يسم الأرض ويحييها. أما الوسم في اللغة فهو أثر الكي. والوسام، والوسمة ما وسم به الحيوان من ضروب النقوش، والصور.

منازل الوسم : 

ويشتمل نوء الوسم على أربعة منازل من منازل الشمس، والقمر وهي، منازل : العواء، السماك، الغفر

(مجموعة نجوم من برج العذراء) ومنزلة الزبانا (إحدى كفتي برج الميزان). وأولى تلك المنازل، منزلة (العواء).

ونوء الوسم (ليس نجما) ؛ انما هي صفة، اتصفت بها مجموعة الأيام التي (ينزل فيها المطر) ؛ حيث أن ذلك المطر النازل فيها (يسم) الأرض بالاخضرار ؛ فينبتج عنه أن ينبت : الفقع، والشيح، والروض، والنفل، وكافة الأعشاب البرية.[ ما سبق من مصادر فلكية متنوعة ].


   《 الفصل الثاني  :  إدلة الكتاب والسنة في تحريم الإستسقاء بالانواء  》


                ( أولا  ) 

من كلام سبحانه و تعالى قوله عز وجل : { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } .[ سورة الواقعة : ٢٨ ] .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:" قال بعضهم : يعني : وتجعلون رزقكم بمعنى شكركم أنكم تكذبون ، أي : تكذبون بدل الشكر .

وقد روي عن علي ، وابن عباس أنهما قرآها : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " كما سيأتي .

وقال ابن جرير : وقد ذكر عن الهيثم بن عدي : أن من لغة أزد شنوءة : ما رزق فلان بمعنى : ما شكر فلان .

وقال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا إسرائيل ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الرحمن ، عن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( وتجعلون رزقكم ) يقول : " شكركم( أنكم تكذبون ) تقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، بنجم كذا وكذا " .

وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن مخول بن إبراهيم النهدي - وابن جرير ، عن محمد بن المثنى ، عن عبيد الله بن موسى ، وعن يعقوب بن إبراهيم ، عن يحيى بن أبي بكير ، ثلاثتهم عن إسرائيل به مرفوعا . وكذا رواه الترمذي ، عن أحمد بن منيع ، عن حسين بن محمد - وهو المروزي - به ، وقال : " حسن غريب " . وقد رواه سفيان ، عن عبد الأعلى ، ولم يرفعه .

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : ما مطر قوم قط إلا أصبح بعضهم كافرا يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا . وقرأ ابن عباس : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " .

وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس " [  بتصرف ] .

 قال السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : "

{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ }أي: تجعلون مقابلة منة الله عليكم بالرزق التكذيب والكفر لنعمة الله، فتقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، وتضيفون النعمة لغير مسديها وموليها، فهلا شكرتم الله تعالى على إحسانه، إذ أنزله الله إليكم ليزيدكم من فضله، فإن التكذيب والكفر داع لرفع النعم وحلول النقم ".


             ( ثانيا ) 

  من سنةالرسول صلى الله عليه وسلم :

                  (   ١   )

فقد  روى البخاري رحمه الله ( ٨٤٦ ) ومسلم رحمه الله( ٧١ ) عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال:  هل تدرون ماذا قال ربكم؟  قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:(  أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب )

 

                  (  ٢  )


 روى  مسلم  رحمه الله في صحيحه ( ٧٣ )  عن ابن عباس رضي الله عنهما  قال : مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم

:  (أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر. قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا ).


               (  ٣  ) 

روى  مسلم رحمه الله في صحيحه ( ٩٣٤ ) عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه  مرفوعاً

: (  أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة).


واهل العلم يجمعون على تحريم نسبة الأمطار إلى غير الله عملا بما أتى في كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.


  《 الفصل الثالث : أقسام الإستسقاء بالأنواء 》


الاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

            (  القسم الأول )

 شرك أكبر وله صورتان:

[ الصورة الأولى ]:

 أن يدعو الأنواء بالسقيا، كأن يقول: يا نوء كذا أسقنا أو أغثنا وما أشبه ذلك، فهذا شرك أكبر قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾[المؤمنون: ١١٧] وقال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾[الجن: ١٨ ] وقال -عز وجل-: ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[يونس: ١٠٦ ] وهذا شرك في العبادة والربوبية.


[ الصورة الثانية]: 

أن ينسب حصول الأمطار إلى هذا النوء ولو لم يدعها على أنها هي الفاعلة لنفسها دون الله، بأن يعتقد أنها هي التي تنزل المطر دون الله فهذا شرك أكبر في الربوبية.وهو ما يعرف ب" نسبة إيجاد المطر " وأن الأنواء هي السبب في إيجاد الغيث والمطر فهذا شرك أكبر .


            (  القسم الثاني  )


 شرك أصغر وهو أن يجعل هذه الأنواء سببًا، وهو ما يعرف ب" نسبة سبب إيجاد الغيث "  والله هو الخالق الفاعل، وإنما كان شركًا أصغر؛ لأن كل من جعل سببًا لم يجعله الله سببًا لا بوحيه ولا بقدره، فهو مشرك شركًا أصغر . 


              ( القسم الثالث ) 

نسبة وقت [ أي قال : مطرنا في وقت نوء كذا ] :

وهذا القسم فيه خلاف فمن أهل العلم من قال :

 بالجواز بأن يريد بقوله: مطرنا بنوء كذا، ويجوز مطرنا في نوء كذا، وفرقوا بنيهما أن الباء للسببية، و(في) للظرفية، ومن ثم قال أهل العلم: إنه إذا قال: مطرنا بنوء كذا وجعل الباء للظرفية فهذا جائز، وهذا وإن كان له وجه من حيث المعنى، لكن لا وجه له من حيث اللفظ، لأن لفظ الحديث: (من قال: مطرنا بنوء كذا)، والباء للسببية أظهر منها للظرفية، وهي وإن جاءت للظرفية كما في قوله تعالى: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ [الصافات: ١٣٧ - ١٣٨]، لكن كونها للسببية أظهر، والعكس بالعكس، (في) للظرفية أظهر منها للسببية وإن جاءت للسببية، كما في قوله صلى الله عليه وسلم (دخلت امرأة النار في هرة ) [ رواه البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٣٣١٨ ) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ورواه مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٢٦١٩ )  من طريق أبي هريرة رضي الله عنه]

والحاصل أن الأقرب المنع ولو قصد الظرفية، لكن إذا كان المتكلم لا يعرف من الباء إلا الظرفية مطلقاً، ولا يظن أنها تأتى سببية، فهذا جائز، ومع ذلك فالأولى أن يقال لهم: قولوا: في نوء كذا. [ ماسبق استفدناه من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله  ( ٢ / ١٩١ - ١٩٣) ومن القول المفيد شرح كتاب التوحيد ( ٤٥٩ - ٤٦٠ )].


《 الفصل الرابع : هل الشرك الأصغر يخرج من الملة  》

على قولين 

القول الأول: 

من أهل من قال :إن الشرك الأصغر لا يخرج من الملة و : إنه داخل تحت المشيئة: إن شاء الله عذبه، وإن شاء غفر له. 

والقول الثاني :

من أهل العلم من قال: إنه ليس بداخل تحت المشيئة، وإنه لابد أن يعاقب، وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيميه لإطلاق قوله تعالى: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ }[النساء: ١١٦ ]، فقال: والشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر، وبهذا نعرف عظم سيئة الشرك، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقاً)   

[ جامع الرسائل ( ٢ / ٢٥٤ ) والقول المفيد شرح كتاب التوحيد( ٤٥٦ ) ]


《 الفصل الخامس : ألفاظ شركية يجب الحذر منها وتركها  》


مثل :

١ - 

مطرنا بنوء الوسم .

٢ -

مطر الوسمي 

٣ -

أمطار الوسم .


والصواب كما جاء في الحديث الصحيح:( مطرنا بفضل الله ورحمته ).او ( صيبا نافعا ). 


     《 الخاتمة : نسأل الله حسنها 》


الغيث نعمة من الله والنعمة تستمر بشكر الله قال الله تعالى وتقدس: { لئن شكرتم لأزيدنكم}.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"  أي لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها، { ولئن كفرتم} أي كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها، { إن عذابي لشديد} وذلك بسلبها عنهم وعقابه إياهم على كفرها، وقد جاء الحديث: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) وقوله تعالى: { وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن اللّه لغني حميد} أي هو غني عن شكر عباده، وهو الحميد المحمود وإن كفره من كفره" إنتهى كلامه رحمه الله .

فصرف الشكر عن الله  

إلى عباده وخلقه ومن ذلك النجوم ومواقعها وانوائها 

بألفاظ شركية فهذا 

خطأ لايقره المسلم حينما يعلم بذلك 

فوجب على المسلم :

اولا :

حمد الله وشكره بالفاظ صريحة جاءت بالسنة وبينتها حرصا من الرسول صلى الله عليه وسلم على سلامة امته مما يخدش توحيد الله في أصله أو كماله .  

ثانيا :

تعلم العقيدة الصحيحة وتعلم التوحيد والسنة ليسلم للمرء دينه وعقيدته .

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

-------------------------------------‐-

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني 

يوم الخميس الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٢ هجري. 

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

لا تزول قدما عبد يوم القيامة....


《 شرح حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( لاتزول قدما عبد حتى يسأل......الحديث ) 》


نص الحديث :-


عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن :  عمره فيم أفناه؟

 وعن علمه فيم فعل فيه؟

 وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ 

وعن جسمه فيم أبلاه؟)

[أخرجه الترمذي رحمه الله حديث رقم ( ٢٤١٦) . وقال الإمام  الألباني رحمه الله : " صحيح لشواهده " .المشكاة  حديث رقم ( ٥١٩٧)و السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٧٣٠٠) وصحيح الترغيب والترهيب حديث رقم ( ١٢٦ )].

وفي لفظ : ( عن شبابه فيم أبلاه )صححه الإمام الألباني رحمه الله  في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٩٤٦ )]

👈للاستماع :-

الضغط على الرابط في أسفل الرسالة

https://f.top4top.io/m_17963nrtf0.mp3

《 حكم الجمع بين صلاتي العصر و الجمعة 》


    بسم الله الرحمن الرحيم


في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم.

القول الأول :

جواز الجمع وبهذا القول قالت 

 الشافعية والمالكية ومال إلى هذا القول ابن تيمية والألباني رحمهما الله وربيع المدخلي حفظه الله تعالى.

القول الثاني :

قالوا بالمنع وهذا قولٌ لبعض الحنابلة،

وإلى هذا مال ابن باز والعثيمين رحمهما الله.

والذي يظهر ترجّح القول الأول

وذلك لأمور منها :

 ١-

عموم الأدلةولامخصص لها.

٢-

وليُسرالشريعة الإسلاميةوسماحتها مع ..

٣-

رفع المشقة والحرج عن المسلمين.

والله أعلم 

.........................

كتبه: غازي بن عوض العرماني.

يوم الخميس ١٩ جمادى الأولى ١٤٣٨ هجري. 

تسميته للجامع بهذا الاسم [ محمد المهدي خليفة رسول الله ] خطأ عقدي واضح




تسميته للجامع بهذا الاسم [ محمد المهدي خليفة رسول الله ]

 خطأ عقدي واضح 

فخليفة رسول الله هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. 

وأما هذا فهو مخالف للكتاب والسنة ومخالف لسنة الخلفاء الراشدين و قد جمع [ من جعل نفسه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ] بين :

التصوف القبوري

والشعوذة

والدجل

ووضع حديث المهدي الثابت في السنة  الصحيحة مؤيدا 

لتوجهاته الفكرية المنحرفة 

وجعل نفسه هو المقصود في الحديث فكذب وزل وضل.

 

وأما المدعو  الصادق المهدي[ الذي مات حديثا ] فهو من أسرته 

وهو 

إخواني خارجي

يميل إلى فكر الملاحدة 

مع تأثر واضح بالمجوس الروافض 

مع صوفية قبورية 

وله نشاط ملحوظ في التحريض ضد دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية -حرسه الله -  

وتنفير عن جهاد الروافض الحوثية .

 كفى الله المسلمين شره وشر جماعة الإخوان الخوارج المتطرفة 

وشر جماعة الليبرالية المتطرفة الأخرى .

هذا رأيناوحرصنا فيه  على الحق والعدل والصدق والإنصاف نريد بذلك وجه الله والدار الآخرة .

الأحد، 15 نوفمبر 2020

《 أهمية سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والطاعن فيها طعن في الإسلام 》

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

اما بعد : 


فقد ثبت في السنة في مسند الإمام أحمد وفي سنن الترمذي وابن ماجه رحمهم الله بألفاظ متقاربة من حديث الصحابي الجليل المقدام بن معدي كرب قوله صلى الله عليه وسلم :( يوشِكُ أنْ يقعُدَ الرجلُ مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ ، يُحَدِّثُ بحديثٍ مِنْ حديثي ، فيقولُ : بينَنَا وبينَكُمْ كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه مِنْ حلالٍ اسْتَحْلَلْناهُ ، وما وجدَنا فيه مِنْ حرامٍ حرَّمْناهُ ، ألَا وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ مثلَ ما حرَّمَ اللهُ ) وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي رحمه الله حديث رقم ( ٢٦٦٤ ) وفي صحيح الجامع حديث رقم  ( ٨١٨٦ )  

وعليه فقد جرى إطلاعنا على تغريدة للمدعو تركي الحمد في حسابه الرسمي في تويتر والمؤشر له ب[علامة صح ] باللون الازرق مما يدل على صدورها من قبله ونصها :  

" قبل أن ننتقد الصور المسيئة لرسولنا الكريم، عليه السلام، علينا أن ننتقد تراثنا الذي وفر المادة الحية لهذه الرسومات، وأولها صحيح البخاري..من خلال هذا الكتاب، ومقارنته بالقرآن الكريم، أجد أنه يتناقض معه تماما " .

لذا نقول ردا عليه :

من انتقد صحيح البخاري رحمه الله والذي ضم وأحتوى بين دفتيه ما صح من اقوال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  وافعاله وتقريراته فقد أراد الطعن في  كلام  الرسول صلى الله عليه وسلم واحاديثه وسنته ومن أراد الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أراد :

 

                  (  أولا  )

الطعن في ذات الله ورد لخبر الله وتكذيبا له والله تعالى وتقدس يقول وقوله الحق :{ وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي }  .


                   (  ثانيا  )

الطعن في دين الإسلام؛ فالإسلام مبني على إدلة الوحيين- كتابا وسنة-والسنة مؤكدة ومكملة ومتممه  ومبينة لكلام الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم المجيد  وفيها أحكام  لم يأت ذكرها في القرآن الكريم 

 فمن طعن في السنة أراد هدم دين الإسلام وشرائعه وشعائره .

 


               ( ثالثا )

الطعن في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ونبوته وتكذيبا له .


               (  رابعا  )

ان في طريقة الطعن هذه خرق لاتفاق المسلمين وإجماعهم ومشاققة لسبيل المؤمنين والله تعالى وتقدس يقول:{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }.

وذلك أن أحاديث صحيح البخاري رحمه الله قد تلقتها أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالقبول .



             (  خامسا )

أن هذا الأسلوب فيه نوع الحاد وفساد معتقد و من ثم لا يقبل قول صاحبه ولادعواه بل يجب رده وذلك   للعلم بجهل المتكلم  وانحراف قوله فكريا .

فأسأل الله الحي القيوم ذا الجلال أن يهديه أو 

أن يكفي المسلمين شره. 

اللهم ان هذا دينك وهذا رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم ولاحول ولاقوة إلا لنا بك اللهم فانتصر لدينك ورسولك وارنا في من تعدى على كلام رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم  عجائب قدرتك.

اللهم بصر  ولاة أمرنا بحاله .

وسلطهم على شر مقاله  ف"آل سعود "  أهل التوحيد والسنة وانصارها وسيوفها أبا عن جد .

يالله . 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

...............

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

صباح يوم السبت ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٢ هجري. من وفي  مملكة التوحيد والسنة ؛ المملكة العربية السعودية حرسها الله و ملكها خادم الحرمين الشريفين  وولي عهده الأمين. 

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

《 ضــــــــــــــوابـــــط في تــعزيــــة الـــمــبتـــدع 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 


فإن تعزية المبتدع إذا تضمنت الأمور التالية:


               ( اولا  )

 إذا كان فيها مصلحة راجحة،


             (  ثانيا  )

وتيقن أن حاله للصلاح أقرب ولم تبدر منه بوادر تظهرسوء طويّته،


               ( ثالثا ) 

 أو محاربة صريحة للسنة،


              ( رابعا ) 

ولم يُعلم منه تحريض ضد ولي الأمر،


               ( خامسا )

وكانت التعزية سرا خوفا من انخداع العوام و الجهلة بحاله فيتبع بضلاله،


             ( سادسا )

 وكانت من لدن ولي الأمر لسعيه بوأد فتنته وعلمه بما بدر منه من شر سابقا ولاحقا،



جازت،


وإلا


 فالأصل المنع من ذلك...



    

           ( وأهل العلم  )



لابد أن يكون لهم بيان واضح في كشف حال أهل الأهواء والبدع  خوفا من تلبيسهم في دين الله -على من لاعلم عنده- بأفكارهم المنحرفة وضلالاتهم التي نسبوها للإسلام والإسلام برئ منها...


وما القاعدة وداعش عنا ببعيد،


وقبلها: تفرع  أبناء السفاح [ الفرق التكفيرية]

من الأم الفاجرة أقصد (جماعة الإخوان الخارجية).



كتبه:  غازي بن عوض العرماني 

جرى تحريره في  :  

يوم السبت ٣٠ ربيع الثاني ١٤٣٨ هجري .

السبت، 7 نوفمبر 2020

《 علامة الإخوانية الخوارج ومن شابههم من فرق الضلال وصف مشايخ السنة السلفيين بالإرجاء 》



     بسم الله الرحمن الرحيم 

نحمد الله ونستعينه ونستغفره ونصلي ونسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما:

اما بعد   

فيلاحظ كل غيور على دعوة التوحيد والسنة [ الإسلام الصحيح ] وجود فئام  ينبزون مشايخ السنة السلفيين بالإرجاء والقائم بهذه الفرية هم  الجماعات التكفيرية الخوارج وهذا ليس بمستغرب منهم ف" علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر " .

قال الإمام أحمد رحمهُ اللهُ : "وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة وكذبت الخوارج في قولهم بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان وحق دون الناس ومن خالفهم كافر"[طبقات الحنابلة ( ١ / ٣٦ )]

 فأهل التكفير :

يكفرون ويبدعون وفق امزجتهم بعيدا عن ضوابط الشرع وإدلته..

وقد لحقني شيئا من نبزهم وتعييرهم  فاتهمت بالارجاء  

ومذهبي في باب الإيمان  وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف  الصالح ولله الحمد 

 فالإيمان عندي

" تصديق بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية واستثني في الإيمان أي أقول بجواز عبارة مؤمن إن شاء الله  "

وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله :  " عمن قال : الإيمان يزيد وينقص فقال : هذا برئ من الارجاء " 

قال الإمام البربهاري رحمه الله  [شرح السنة( ١٣٢)] : " من قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء كله أوله وآخره "

واقول : ها هي جميع مؤلفاتي من كتب ورسائل تحارب الإرجاء وقد سلمنا  بفضل الله ورحمته  من الأخطاء في مسائل الإيمان خاصة و  في جميع مسائل   عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح المبنية على إدلة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة  وما عليه إجماع المسلمين - ثبتنا الله  وإياكم على التوحيد والسنة ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة  - وسبب  نبزي وتعييري بهذه الالقاب هو الوقوف ضد فكر وخطر و محدثات الجماعات المنحرفة فكريا ومحاربتي لانتشارها في بلاد المسلمين و جرى منا اعلان تضليلهم وتفنيد شبهات  مذهبهم الفاسد المبني على   تكفير المسلمين و ما ينتج عنه من استحلال دماء الأبرياء من مسلمين ثم ذميين ومعاهدين 

ووقوفي بالإدلة الشرعية دفاعا عن ولاة امور المسلمين عموما وخاصة ولاة أمرنا آل سعود في ردي لفرية وظلم الظالمين من الجماعات التكفيرية في تجويز الخروج عليهم  وسعي في بيان فساد توجهاتهم وفضح رموزهم بالإدلة .

وولاة أمرنا " آل سعود " 

لهم فضل علي وعلى أهل التوحيد والسنة في هذا العصر  

فقد وصلني ووصل كل موحد سني سلفي منهم دعوة التوحيد الخالصة والسنة الصافية مع تعليمهم لنا  الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين مع مانعيشه في مملكة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية في أمن وأمان واطمئنان ..

ولاأذيعكم سرا وهذا من التحدث بنعم الله علينا وبيان فضله العميم وخيره العظيم  سبحانه وتعالى إنني قمت بالذب والدفاع عن عرض شيوخ الإسلام مثل : 

ابن تيميه

 وابن القيم

 ومحمد بن عبدالوهاب

 و الألباني 

وربيع المدخلي 

 ومحمد امان الجامي رحمهم الله وحفظ الله الأحياء منهم .

فالطعن في هؤلاء طعن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ...

وماذكرته عن نفسي - أعاننا الله وإياكم  واعاذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا- إلا ليطمئن كل من قرأ شيئا من مؤلفاتنا أو استمع صوتياتناحرصنا على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة لا نقوله تزكية لنا لكن ليعلم براءتنا من إتهام جماعات التكفير ورموز الخوارج لنا وسلامتنا منه وتعلمون خطر هذه الجماعات وافرادها و تسنمهم الإعلام وتأثيرهم على فكر الجهلة بحالهم والجهلة بعلوم الشرع .

و ربنا الله تعالى وتقدس ووصف بأن له ولد وصاحبة وشريك تعالى ربنا وتقدس وفي كلامه المنزل غير مخلوق وفيه بيان كذب هؤلاء الكفرة وإيضاح انحرافهم بإدلة باهرة وحجج قاهرة يذعن لها كل مؤمن ومؤمنة ويسلم ويصدق

وهكذا ملائكة ربنا ومنهم جبريل عليه الصلاة و السلام ناله من اليهود والروافض هكذا انبياء الله ورسله وآخرهم وافضلهم رسولنا الكريم الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

وانظروا سير شيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى فكل لم يسلم من الأذى والإبتلاء 

فالدنيا دار ابتلاء واختبار - ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة وحسن الخاتمة - 

وممن أوذي في الله  ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب والألباني والجامي ومقبل الوادعي والنجمي والعثيمين و ابن باز وربيع المدخلي وعبيد الجابري رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء  ونفعنا الله واياكم بعلمهم 

رزقنا الله وإياكم الصبر والرضا وأحسن الله لنا ولكم الخاتمة. 

ووفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

وقد كتبت هذه الرسالة تفنيد شبهة اتهم فيها كل سني سلفي فدفاعي هو دفاع عن مشايخ السنة اتباع السلف الصالح ممن هو برئ من فجورهم.

{    وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ يوسف : ٥٣] جعلنا الله وإياكم ممن رحمه ربنا وغفرله وعفا عنه 

{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }[ آل عمران : ٨ ] .

فهؤلاء الخوارج حينما رأوا أن مشايخ السنة وصفوا امراضهم القلبية المعنوية بدقة متناهية 

وكشفوا عن عللهم وفضحوهم بين الأشهاد ووضحوا كيفية العلاج من دائهم وحذروا منهم 

بحق وعلم وعدل وصدق وإنصاف فماكان من هؤلاء الظلمة الفجرة إلا الكذب والبهتان والإفتراء انظروا خير مثال لكلامنا وهو الإمام الألباني رحمه الله فقد سئل رحمه الله -  كما في[  الشريط رقم ( ٧٨٥ ) بالفتوى رقم ( ١٥ )] -  عن كتاب : (ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي لسفر الحوالي ) هل رأيته ؟

قال – رحمه الله –  : رأيته فقيل له : الحواشي – يا شيخنا – خاصة الموجودة في المجلد الثاني ؟!

فقال الشيخ : كان عندي – أنا – رأي صدر مني يوماً ما منذ نحو أكثر من ثلاثين سنة حينما كنت في الجامعة [الإسلامية] وسئلت في مجلس حافل عن رأيي في جماعةالتبليغ ؟

فقلت يومئذ : "صوفية عصرية" و الآن خطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء الجماعة الذين خرجوا في العصر الحاضر وخالفوا السلف - وأقول هنا تجاوباً مع كلمة الحافظ الذهبي - خالفوا السلف في كثير من مناهجهم.

فبدا لي أن اسميهم : خارجية عصرية ، فهذا يشبه الخروج الآن حين نقرأ من كلامهم - لأنهم في الواقع - كلامهم ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبائر " إنتهى كلامه رحمه الله 

ولما كان  المردود عليه من رموز الإخوانية الخوارج كانت النتيجة كما ذكر  - رحمه الله –:[في كتابه "الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد" صفحة ( ٣٢ - ٣٣) في معرض كلام له على الطاعن في مسند الإمام أحمد] حيث قال : " إن الرجل حنفي المذهب ، ماتريدي المعتقد ، ومن المعلوم أنهم لا يقولون بما جاء في الكتاب والسنة وآثار الصحابة من التصريح بأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأعمال من الإيمان ، وعليه جماهير العلماء سلفاً وخلفاً ما عدا الحنفية ؛ فإنهم لا يزالون يصرون على المخالفة ؛ بل إنهم ليصرحون بإنكار ذلك عليهم ، حتى إن منهم من صرح بأن ذلك ردة وكفر – والعياذ بالله تعالى – فقد جاء في ( باب الكراهية ) من "البحر الرائق " –لابن نجيم الحنفي – ما نصه( ٨ / ٢٠٥)  :" والإيمان لا يزيد ولا ينقص ؛ لأن الإيمان عندنا ليس من الأعمال " – ثم قال الشيخ الألباني - : وهذا يخالف – صراحة – حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم سئل : أي العمل أفضل ؟ قال :" إيمان بالله ورسوله .. " - الحديث – أخرجه البخاري –وغيره- ، وفي معناه أحاديث أخرى ترى بعضها في "الترغيب"( ٢ / ١٠٧)  . وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية وجه كون الإيمان من الأعمال ، وأنه يزيد وينقص – بما لا مزيد عليه- في كتابه "الإيمان " ، فليراجعه من شاء البسط . أقول : هذا ما كنت كتبته من أكثر من عشرين عاماً ؛ مقرراً مذهب السلف ، وعقيدة أهل السنة – ولله الحمد – في مسائل الإيمان ، ثم يأتي – اليوم – بعض الجهلة الأغمار ، والناشئة الصغار : فيرموننا بالإرجاء  فإلى الله المشتكى من سوء ما هم عليه من جهالة وضلالة وغثاء " انتهى كلامه رحمه الله. 

واستئناسا بهذه القصة وبما قاله الإمام أحمد عن الإمام ابن المبارك رحمه الله فقد : قيل لابن المبارك-رحمه الله: ترى الأرجاء؟ قال: أنا أقول: الإيمان قول وعمل، فكيف أكون مرجئاً"[ السنة للخلال( ٣ / ٥٦٦)].

وفي مسند اسحاق بن راهوية رحمه حديث رقم ( ١١٣٤ )قَالَ : وَقَالَ شَيْبَانُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ : "  يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وَنَحْوَ هَذَا ، أَمُؤْمِنٌ هُوَ ؟ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : لَا أُخْرِجُهُ مِنَ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ : عَلَى كِبَرِ السِّنِّ صِرْتَ مُرْجِئًا ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ الْمُرْجِئَةَ لَا تَقْبَلُنِي ، أَنَا أَقُولُ : الْإِيمَانُ يَزِيدُ ، وَالْمُرْجِئَةُ لَا تَقُولُ ذَلِكَ ، وَالْمُرْجِئَةُ تَقُولُ : حَسَنَاتُنَا مُتَقَبَّلَةٌ وَأَنَا لَا أَعْلَمُ تُقُبِّلَتْ مِنِّي حَسَنَةٌ " .

فهذان الخبران عن هؤلاء الأئمة جعلني أقدم في كتابة هذه الرسالة 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

----------

كتبه : غازي بن عوض العرماني .

الجمعة، 6 نوفمبر 2020

《 هل الصانع من أسماء الله الحسنى ؟ وهل يصح وصف الله بهذا اللفظ ؟ 》

بسم الله الرحمن الرحيم 

[ تعتبر هذه الرسالة تابعة لشرحنا لكتاب " الصفات الإختيارية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه " ]

.............

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل واشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :

فقد أحببنا إيضاح إشكالية تقع عند بعض إخواننا طلاب العلم في لفظ ( الصانع ) هل هو من أسماء الله الحسنى فيسمى الله فيه ويدعى فيه أم لا ؟ 

قولان لأهل العلم 


    《 القول الأول 》


عند جماعة من أهل العلم عدوه من أسماء الله الحسنى 

منهم قَوَّامُ السنة الأصبهاني والبيهقي وابن منده وغيرهم ممن لم نذكرهم بالإسم واستدلوا بقول الله عزَّ وجلَّ: {  صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ }

واستدلوا بالسنة بما رواه الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عزَّ وجلَّ صنع كل صانع وصنعته) .[ صححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحةحديث رقم ( ١٦٣٧) وفي تخريج كتاب السنة حديث رقم ( ٣٥٧) .

وصححه الإمام مقبل الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند حديث رقم ( ٣٠٥ )]

وينظر: 

 [(الحجة في بيان المحجة للأصبهاني ( ١ / ١٥٩) والاسماء والصفات للبيهقي ( ١ / ٧٣ )]


   《 القول الثاني 》   


انه يصح وصف الله فيه أو الإخبار عنه ب ( الصانع ) دون تسميته في هذا اللفظ عملا بإدلة أصحاب القول الأول ووجهوا هذه الإدلة في تضعيف أصحاب القول الأول وتقوية قولهم بامور منها :   

 .وكذلك اسم الصانع لا يقال أنه من أسماء الله - عز وجل -؛ لأن الصّنع منقسم إلى ما هو موافق للحكمة، وإلى ما هو ليس موافقا للحكمة، والله سبحانه وتعالى يصنع وله الصنع سبحانه، كما قال {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} وهو سبحانه يصنع ما يشاء وصانِعٌ ما شاء كما جاء في الحديث «إِنّ اللهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ» سبحانه وتعالى، ولكن لم يُسَمَّ الله - عز وجل - باسم الصانع لأنّ الصُّنع منقسم.

أيضا اسم المتكلم، المتكلم لا يقال في أسماء الله - عز وجل - المتكلم؛ لأن الكلام الذي هو راجع إلى الأمر والنهي، منقسم: إلى أمر لما بما هو موافق للحكمة؛ أمر بمحمود، وإلى أمر بغير ذلك، ونهي عمّا فيه المصلحة؛ نهي عمّا فيه الخير، ونهي عن ما فيه الضر، والله سبحانه وتعالى نهى عمّا فيه الضرر، ولم ينهَ عما فيه الخير، بل أمر بما فيه الخير، ولذلك لم يسمَّ الله - عز وجل - بالمتكلم.

هذه كلها أطلقها المتكلمون على الله - عز وجل -، فسموا الله بالقديم، وسموا الله - عز وجل - بالمتكلم، وسموا الله - عز وجل - بالمريد، وسموا الله - عز وجل - بالصانع، إلى غير ذلك من الأسماء التي جعلوها لله - عز وجل -.

فإذا تبين لك ذلك فإن الأسماء الحسنى هي ما اجتمعت فيها شروط الحسن والكمال والجمال .

والفرق بين اسم الخالق والصانع يتبين في أمور منها 

- الخالق جاء في النص 

والصانع لم يأت في النص.

واما من جهة المعنى فالصنع فيه كلفة وليس ممدوحاً على كل حال، والخَلق هذا إبداع وتقدير فهو ممدوح

ويضاف إلى ماسبق :

ان الخلق منقسم إلى مراحل، وأمّا الصنع فليس كذلك؛ {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} فالخلق يدخل من أول المراحل، والصنع بخلافه

وكذلك الصانع تأت بمعنى الكمال، وتأتي بمعنى النقص، فصانع الخمر وصانع آلات اللهُو، وصانع الأصنام، هذا كله نقص، فالصناعة، والصنع يكون كمالًا، ويكون نقصًا، فالذي يضاف إلى الله الكمال، فالله خالق لكل صانع، وصنعته.

فقد يقول قائل : إنها لا تدخل في أسماء الله ، بل تقيد بالكمال، فيطلق عليه من ذلك أكمله فعلًا، وخبرًا.

وأما اسم الخالق فيشتمل على كمال ليس فيه نقص، وأما اسم الصانع فإنه يطرأ عليه أشياء فيها نقص من جهة المعنى ومن جهة الانفاذ، فلذلك جاء اسم الله الخالق ولم يأت في أسماء الله الصانع.وقد ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوله :" قال ابن تيميه: ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد؛ فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلًا وخبرًا."ثم أمر آخر هنا، وهو ما كان من هذا القبيل الصفة المنقسمة، كيف يصنع بها، قال -رحمه الله- لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها، ومثل قال: كالمريد والفاعل والصانع، فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه، إذًا هي غير داخلة في أسمائه، والصفات التي دلت عليها لا تدخل بمطلقها في صفاته، ولا أيضًا تنفى عنه، وإنما ما الذي يفعل؟ يثبت منها كمالها لله -تبارك وتعالى- وينزه -عز وجل- عن النقص الذي تدل عليه، فلا تُثبَت بالإطلاق ولا تُنفَى بالإطلاق، وإنما يُثبَت له -تبارك وتعالى- منها كمالها، يثبت له منها -تبارك وتعالى- كمالها "

مواضع في مجموع الفتاوى وكتاب الصفات الإختيارية له رحمه الله. 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله :"ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالاً لم يتسم منها بأسماء الفاعل، كأراد فلا تكون من أسمائه المريد السميع، وشاء وأحدث ولم يسم نفسه، ولم يسم في نص صحيح بالمريد والشائي والمحدث، كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن، وغير ذلك من الأسماء

"وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسمًا، وبلغ بأسمائه زيادة على الألف، فسماه الماكر، والمخادع، والفاتن، والكائد، ونحو ذلك".[مدارج السالكين( ٣ / ٤١٥) بتصرف يسير].

و يتبع ماسبق :

ان من قواعد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في باب اسماء الله الحسنى وصفاته العلى :  

[ ان باب الصفات أوسع من باب الأسماء، وباب الإخبار أوسع من باب الصفات]

فلذا يصح وصف الله تعالى وتقدس أو الإخبار عنه ب( الصانع ) دون تسميته بذلك 

قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى وتقدس:{ صنع الله الذي اتقن كل شئ إنه خبير بماتفعلون } :" الفائدة الثالثة : جواز إضافة الصنع إلى الله ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾.

ولكن هل يؤخذ منه إثبات اسم الصانع لله أو لا؟ 

لا يؤخذ منه، ولكنه يُخبر به عن الله،

 فيقال: إن الله تعالى صانع كل شيء، على سبيل الخبرية، 

وأما إثبات اسم الصانع فلا.

على أنه يوجد في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكلام ابن القيم رحمه الله دائمًا كلمة (الصانع)، والظاهر أنهم أرادوا بهذا مخاطَبة الكلام بمثلما يتكلمون به، ولذلك يقولون مثلًا: إثبات الصانع يدل عليه كذا وكذا.

مع أننا نرى أن الأولى والأفضل ألا يثبت حتى بهذا اللفظ، بل يقال: إثبات الخالق دل عليه كذا وكذا، والخالق جاءت في القرآن، وهو أبلغ من الصانع. 

إنما على كل حال، الإخبار عن الله بأنه صانع مضافًا إلى التعميم مثل: صانع كل شيء، هذا جائز لا بأس به، والناس يقولون في عباراتهم العامية: (صانع كل مصنوع)، هذا خبر صحيح، أما أن تجعله اسمًا من أسماء الله، فلا؛ لأنه يُفرّق بين الاسم وبين الخبر " انتهى كلامه رحمه الله.

والذي يظهر لي قوة القول الأخير وبه قال كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى وتجدهم عملوا واعملوا قواعد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في باب الأسماء والصفات 

فاسماء الله حسنى وبالغة في الكمال والجمال والجلال حسنها 

وهي توقيفية تؤخذ من كلام سبحانه و تعالى ومن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

وله فيها الحمد والمدح والثناء الكامل المطلق من جميع الوجوه

 فندعوه بها ..

ونؤمن ونسلم ونعتقد جازمين مدركين لمعنى هذه الأسماء والصفات مفوضين للكيف على الوجه اللائق بربنا بلا تمثيل ولا تعطيل ولاتحريف ولا تكييف ولا تأويل باطل...

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني 

صباح يوم الخميس ١٩ / ٣ / ١٤٤٢ هجري.