الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد:
فهنا سنة أحببت تنبيه الإخوة طلاب العلم على فعلها وادائها في وقتها المحدد والذي اتى وصفه وتحديده بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة
( صفة هذه السنة )
هو الاضطجاع على الشق الأيمن بعد سنة راتب الفجر .
( الادلة على ثبوت هذه السنة )
روى البخاري رحمه الله( ٦٢٦ ) ومسلم رحمه الله( ٧٣٦) عن عائشةَ رضى الله عنها، قالت :( كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي فذكرتْ صلاةَ الليلِ، ثم قالت: فإذا سكَتَ المؤذِّنُ من صلاة الفجرِ، وتبيَّن له الفجرُ، قام فركَعَ ركعتينِ خفيفتينِ، ثم اضطجعَ على شِقِّه الأيمنِ، حتى يأتيَه المؤذِّنُ للإقامةِ ).
وروى البخاري رحمه الله( ١١٦٠)
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، قالت: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى ركعتَي الفجرِ اضطجَعَ على شِقِّه الأيمنِ ) .
( من قال بهذه السنة من أهل العلم )
قال الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم، الكردي المعروف ب
العراقي رحمه الله في كتابه النفيس [طرح التثريب شرح التقريب ( ٣ / ٥١ - ٥٢ )]: " فيه استحبابُ الاضطجاع بعد ركعتي الفجر وهو مذهب الشافعيَّة والحنابلة، وروى ابنُ أبي شيبة في مصنفه فِعله عن أبي موسى الأشعريِّ، ورافع بن خديج، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، ومحمد بن سيرين، وعروة بن الزبير، وذكر ابنُ حزم أنَّ عبد الرحمن بن زيد حكاه في كتاب السَّبعة عن الفقهاء السبعة، وهم: سعيد بن المسيَّب، والقاسم بن محمَّد، وعروة، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد، وعُبَيد الله بن عبد الله بن عُتبة، وسليمان بن يسار، وحكَى ابنُ حزم أيضًا عن أبي الدرداء أنه قال: أفصلُ بضجعةٍ بين صلاة الليل وصلاة النهار ".
قال موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة رحمه الله في كتابه - الذي يعتبر موسوعة فقهية - [ المغني ( ٢ / ٩٤)] :
" يُستحبُّ أن يضطجع بعد ركعتي الفجر على جنبِه الأيمن، وكان أبو موسى ورافع بن خديج، وأنس بن مالك يَفعلونه " .
وتتأكد هذه السنة في حق من لحقه تعب لفعل طاعة قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله[شرح رياض الصالحين ( ٣ / ٢٨٧)]:
" والصحيح هو ما قاله شيخ الإسلام أنه إذا كان الإنسان متعباً من تهجده فإنه يستريح يضطجع على جنبه الأيمن ، وهذا بشرط ألا يخشى أن تغلبه النوم فتفوته الصلاة ، فإن خشي فلا ينم ".
ووصيتي لطلاب العلم :
الحرص على تطبيق السنة بعلم وحكمة وقد ثبت في الصحيحين من حديث الصحابي الجليل معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ).
فأحرصوا على الفقه في الدين وذلك بتعلم التوحيد والسنة وأصولها
والله الموفق لكل خير والمعين عليه .
وا لله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
.....................
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني
صباح يوم الخميس ٢ / ٥ / ١٤٤٢ هجري.