[[ حكم قبول هدية الكفار أيام أعيادهم ]]
هذه الفقرة من 《 إجابة أسئلة واستفسارات الإخوة طلاب العلم في فرنسا 》
السؤال :
ماذا نفعل بهدايا التي تهدى إلينا بمناسبة هذه الأعياد ؟ مثل الكريسماس و عيد الميلاد وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :
فيه قولان لأهل العلم
[ القول الأول ]
جواز قبول الهدية من الكافر ، مع ما فيها من تأليف لقلبه وترغيب له في الإسلام ، والا فأصل الجواز ماثبت في السنة من قبول النبي صلى الله عليه وسلم هدايا الكفار ، كهدية المقوقس وغيره .
فقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه : باب قبول الهدية من المشركين ،ثم قال رحمه الله : " وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ فَدَخَلَ قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ أَوْ جَبَّارٌ فَقَالَ أَعْطُوهَا آجَرَ ، وَأُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ ، وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ : أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ بُرْدًا وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ " وذكر قصة اليهودية وإهداءها الشاة المسمومة للنبي صلى الله عليه وسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في إقتضاء الصراط : " وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أتي بهدية النيروز فقبلها .
وروى ابن أبي شيبة :" أن امرأة سألت عائشة قالت إن لنا اظآرا [جمع ظئر ، وهي المرضع] من المجوس ، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا فقالت : أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ، ولكن كلوا من أشجارهم .
وعن أبي برزة أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان ، فكان يقول لأهله : ما كان من فاكهة فكلوه ، وما كان من غير ذلك فردوه .
[ القول الثاني ]
وهو قول لأهل العلم واختاره الإمام ابن باز رحمه الله :
عدم الجواز ؛ لأن في ذلك تشجيعا لهم على باطلهم ؛ وأما الآثار فقد رأى بعضهم ضعف اسنادها ..
والمتأمل في الإدلة لعله يرى صحة القول الأول وذلك لأمور منها :
( أولا )
قبول هدية الكافر لا يعد مشاركة له في عيده الباطل ؛ إذ
المشاركة الدخول عليهم في أماكن عيدهم و اعانتهم عليه برأي أو فرح أو مال .
( ثانيا )
ان الأصل هو قبول هدية الكافر كما ذكرنا في القول الأول .
( ثالثا )
قبول هدية الكافر في أيام عيده لا تأثير لها ؛ فعبادته كلها معلوم ضلالها وبطلانها ومع ذلك قبل هديتهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
( رابعا )
منع قبول الهدية منهم أيام العيد تحكم بلا دليل ؛ فعموم الأدلة واطلاقها ينص على القبول؛ ومنعها تخصيصا اوتقييدا بوقت أو مناسبة بلا دليل من الشارع قول لا يقبل .
والعمل بالسنة هو المتوجه
ثم أن تعدد الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم مجتمعه لعل بعضها يعضد بعضا خاصة إذا علم أن لها أصل صحيح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وهذا القول أختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه النفيس( إقتضاء الصراط المستقيم )
وهو قول للإمام أحمد رحمه الله .
........
كتبها وألقاها :
غازي بن عوض العرماني .