بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله ونستعينه ونستغفره ونصلي ونسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما:
اما بعد
فيلاحظ كل غيور على دعوة التوحيد والسنة [ الإسلام الصحيح ] وجود فئام ينبزون مشايخ السنة السلفيين بالإرجاء والقائم بهذه الفرية هم الجماعات التكفيرية الخوارج وهذا ليس بمستغرب منهم ف" علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر " .
قال الإمام أحمد رحمهُ اللهُ : "وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة وكذبت الخوارج في قولهم بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان وحق دون الناس ومن خالفهم كافر"[طبقات الحنابلة ( ١ / ٣٦ )]
فأهل التكفير :
يكفرون ويبدعون وفق امزجتهم بعيدا عن ضوابط الشرع وإدلته..
وقد لحقني شيئا من نبزهم وتعييرهم فاتهمت بالارجاء
ومذهبي في باب الإيمان وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ولله الحمد
فالإيمان عندي
" تصديق بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية واستثني في الإيمان أي أقول بجواز عبارة مؤمن إن شاء الله "
وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله : " عمن قال : الإيمان يزيد وينقص فقال : هذا برئ من الارجاء "
قال الإمام البربهاري رحمه الله [شرح السنة( ١٣٢)] : " من قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء كله أوله وآخره "
واقول : ها هي جميع مؤلفاتي من كتب ورسائل تحارب الإرجاء وقد سلمنا بفضل الله ورحمته من الأخطاء في مسائل الإيمان خاصة و في جميع مسائل عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح المبنية على إدلة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وما عليه إجماع المسلمين - ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة - وسبب نبزي وتعييري بهذه الالقاب هو الوقوف ضد فكر وخطر و محدثات الجماعات المنحرفة فكريا ومحاربتي لانتشارها في بلاد المسلمين و جرى منا اعلان تضليلهم وتفنيد شبهات مذهبهم الفاسد المبني على تكفير المسلمين و ما ينتج عنه من استحلال دماء الأبرياء من مسلمين ثم ذميين ومعاهدين
ووقوفي بالإدلة الشرعية دفاعا عن ولاة امور المسلمين عموما وخاصة ولاة أمرنا آل سعود في ردي لفرية وظلم الظالمين من الجماعات التكفيرية في تجويز الخروج عليهم وسعي في بيان فساد توجهاتهم وفضح رموزهم بالإدلة .
وولاة أمرنا " آل سعود "
لهم فضل علي وعلى أهل التوحيد والسنة في هذا العصر
فقد وصلني ووصل كل موحد سني سلفي منهم دعوة التوحيد الخالصة والسنة الصافية مع تعليمهم لنا الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين مع مانعيشه في مملكة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية في أمن وأمان واطمئنان ..
ولاأذيعكم سرا وهذا من التحدث بنعم الله علينا وبيان فضله العميم وخيره العظيم سبحانه وتعالى إنني قمت بالذب والدفاع عن عرض شيوخ الإسلام مثل :
ابن تيميه
وابن القيم
ومحمد بن عبدالوهاب
و الألباني
وربيع المدخلي
ومحمد امان الجامي رحمهم الله وحفظ الله الأحياء منهم .
فالطعن في هؤلاء طعن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ...
وماذكرته عن نفسي - أعاننا الله وإياكم واعاذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا- إلا ليطمئن كل من قرأ شيئا من مؤلفاتنا أو استمع صوتياتناحرصنا على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة لا نقوله تزكية لنا لكن ليعلم براءتنا من إتهام جماعات التكفير ورموز الخوارج لنا وسلامتنا منه وتعلمون خطر هذه الجماعات وافرادها و تسنمهم الإعلام وتأثيرهم على فكر الجهلة بحالهم والجهلة بعلوم الشرع .
و ربنا الله تعالى وتقدس ووصف بأن له ولد وصاحبة وشريك تعالى ربنا وتقدس وفي كلامه المنزل غير مخلوق وفيه بيان كذب هؤلاء الكفرة وإيضاح انحرافهم بإدلة باهرة وحجج قاهرة يذعن لها كل مؤمن ومؤمنة ويسلم ويصدق
وهكذا ملائكة ربنا ومنهم جبريل عليه الصلاة و السلام ناله من اليهود والروافض هكذا انبياء الله ورسله وآخرهم وافضلهم رسولنا الكريم الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وانظروا سير شيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى فكل لم يسلم من الأذى والإبتلاء
فالدنيا دار ابتلاء واختبار - ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة وحسن الخاتمة -
وممن أوذي في الله ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب والألباني والجامي ومقبل الوادعي والنجمي والعثيمين و ابن باز وربيع المدخلي وعبيد الجابري رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله واياكم بعلمهم
رزقنا الله وإياكم الصبر والرضا وأحسن الله لنا ولكم الخاتمة.
ووفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة
وقد كتبت هذه الرسالة تفنيد شبهة اتهم فيها كل سني سلفي فدفاعي هو دفاع عن مشايخ السنة اتباع السلف الصالح ممن هو برئ من فجورهم.
{ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ يوسف : ٥٣] جعلنا الله وإياكم ممن رحمه ربنا وغفرله وعفا عنه
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }[ آل عمران : ٨ ] .
فهؤلاء الخوارج حينما رأوا أن مشايخ السنة وصفوا امراضهم القلبية المعنوية بدقة متناهية
وكشفوا عن عللهم وفضحوهم بين الأشهاد ووضحوا كيفية العلاج من دائهم وحذروا منهم
بحق وعلم وعدل وصدق وإنصاف فماكان من هؤلاء الظلمة الفجرة إلا الكذب والبهتان والإفتراء انظروا خير مثال لكلامنا وهو الإمام الألباني رحمه الله فقد سئل رحمه الله - كما في[ الشريط رقم ( ٧٨٥ ) بالفتوى رقم ( ١٥ )] - عن كتاب : (ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي لسفر الحوالي ) هل رأيته ؟
قال – رحمه الله – : رأيته فقيل له : الحواشي – يا شيخنا – خاصة الموجودة في المجلد الثاني ؟!
فقال الشيخ : كان عندي – أنا – رأي صدر مني يوماً ما منذ نحو أكثر من ثلاثين سنة حينما كنت في الجامعة [الإسلامية] وسئلت في مجلس حافل عن رأيي في جماعةالتبليغ ؟
فقلت يومئذ : "صوفية عصرية" و الآن خطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء الجماعة الذين خرجوا في العصر الحاضر وخالفوا السلف - وأقول هنا تجاوباً مع كلمة الحافظ الذهبي - خالفوا السلف في كثير من مناهجهم.
فبدا لي أن اسميهم : خارجية عصرية ، فهذا يشبه الخروج الآن حين نقرأ من كلامهم - لأنهم في الواقع - كلامهم ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبائر " إنتهى كلامه رحمه الله
ولما كان المردود عليه من رموز الإخوانية الخوارج كانت النتيجة كما ذكر - رحمه الله –:[في كتابه "الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد" صفحة ( ٣٢ - ٣٣) في معرض كلام له على الطاعن في مسند الإمام أحمد] حيث قال : " إن الرجل حنفي المذهب ، ماتريدي المعتقد ، ومن المعلوم أنهم لا يقولون بما جاء في الكتاب والسنة وآثار الصحابة من التصريح بأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأعمال من الإيمان ، وعليه جماهير العلماء سلفاً وخلفاً ما عدا الحنفية ؛ فإنهم لا يزالون يصرون على المخالفة ؛ بل إنهم ليصرحون بإنكار ذلك عليهم ، حتى إن منهم من صرح بأن ذلك ردة وكفر – والعياذ بالله تعالى – فقد جاء في ( باب الكراهية ) من "البحر الرائق " –لابن نجيم الحنفي – ما نصه( ٨ / ٢٠٥) :" والإيمان لا يزيد ولا ينقص ؛ لأن الإيمان عندنا ليس من الأعمال " – ثم قال الشيخ الألباني - : وهذا يخالف – صراحة – حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم سئل : أي العمل أفضل ؟ قال :" إيمان بالله ورسوله .. " - الحديث – أخرجه البخاري –وغيره- ، وفي معناه أحاديث أخرى ترى بعضها في "الترغيب"( ٢ / ١٠٧) . وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية وجه كون الإيمان من الأعمال ، وأنه يزيد وينقص – بما لا مزيد عليه- في كتابه "الإيمان " ، فليراجعه من شاء البسط . أقول : هذا ما كنت كتبته من أكثر من عشرين عاماً ؛ مقرراً مذهب السلف ، وعقيدة أهل السنة – ولله الحمد – في مسائل الإيمان ، ثم يأتي – اليوم – بعض الجهلة الأغمار ، والناشئة الصغار : فيرموننا بالإرجاء فإلى الله المشتكى من سوء ما هم عليه من جهالة وضلالة وغثاء " انتهى كلامه رحمه الله.
واستئناسا بهذه القصة وبما قاله الإمام أحمد عن الإمام ابن المبارك رحمه الله فقد : قيل لابن المبارك-رحمه الله: ترى الأرجاء؟ قال: أنا أقول: الإيمان قول وعمل، فكيف أكون مرجئاً"[ السنة للخلال( ٣ / ٥٦٦)].
وفي مسند اسحاق بن راهوية رحمه حديث رقم ( ١١٣٤ )قَالَ : وَقَالَ شَيْبَانُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ : " يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وَنَحْوَ هَذَا ، أَمُؤْمِنٌ هُوَ ؟ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : لَا أُخْرِجُهُ مِنَ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ : عَلَى كِبَرِ السِّنِّ صِرْتَ مُرْجِئًا ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ الْمُرْجِئَةَ لَا تَقْبَلُنِي ، أَنَا أَقُولُ : الْإِيمَانُ يَزِيدُ ، وَالْمُرْجِئَةُ لَا تَقُولُ ذَلِكَ ، وَالْمُرْجِئَةُ تَقُولُ : حَسَنَاتُنَا مُتَقَبَّلَةٌ وَأَنَا لَا أَعْلَمُ تُقُبِّلَتْ مِنِّي حَسَنَةٌ " .
فهذان الخبران عن هؤلاء الأئمة جعلني أقدم في كتابة هذه الرسالة
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
----------
كتبه : غازي بن عوض العرماني .