الأحد، 6 ديسمبر 2020

《 من طريف مايذكر ؛ ياطالب العلم : لا تنكر على أحد إلا بعلم وفي رسالتنا هذه فائدة علمية 》

 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

ققد حدثت قصتان أمام عيني لعل فيهما تنبيه الإخوة طلاب العلم على التاني و ترك العجلة والحرص على الفقه في الدين  واستخدام الحكمة في التعامل مع الناس على جميع مشاربهم ومذاهبهم وطبقاتهم يدل على هذا حديث  عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها ورضي الله عن والدها حيث  قالت : ( أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نُنزِلَ الناسَ مَنازِلَهم ).

وأترك الإخوة مع القصتين : 

فلعل في إيراد صحيح القصص ما ينتج عنه خير للقارئ وتنبيه له فمن ذلك : 

             ( القصة الأولى )

رجل وضع في يده سوار فحينما رآه أحد الإخوة ذهب إليه  منكرا فلعله من غيرته على دين الله مع حبه لهذا الشخص وكأن فيه شئ من الغضب والجهل وقلة  العلم وبعد الحكمة واتاه مبينا له أن فعلته هذه [  وضع السوار على يده] فيه تشبه  بالنساء من وجه ؛ ومن وجه آخر فيه تشبه بالملل الكافرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:( من تشبه بقوم فهو منهم ).

فأبتسم في وجهه الرجل صاحب السوار وقال : اطلب منك الدعاء لنا بالشفاء العاجل والصحة والعافية ؛ وأعذرك وأن كان لابد من فهم المسألة وتصورها ثم الحكم علينا فهذا السوار تم وضعه في مشفى ؛ لتنظيم دقات القلب لمرض ألم بي في القلب وأعوذ بالله من التشبه بالفريقين السابقين. 

وكانت سببا لتأثر الشخص الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر 

فلا بد من العلم قبل الأمربالمعروف 

والحلم في أثنائه 

والصبر في آخره.   

           (  القصة الثانية  )

في احد المساجد أقام أحد العوام الصلاة  وأقام بصيغة أذان الصحابي الجليل أبي محذورة رضي الله عنه 

وفعلها ليس علما بالسنة لكنها اتت منه كما يقال :( رب رمية من غير رام ).

بحيث يظن من جهل هذه الصيغة السنية والتي ثبتت في صحيح السنة للأذان أن المؤذن زاد في صفة الأذان  فأنكر عليه أحد الإخوة طلاب العلم هذه الصفة من الأذان .

فحينما انتهى من إنكاره  أخبرته سرا أن هذه الإقامة هي إقامة ثبتت في السنة لكنها غير مشهورة في بعض الجهات من بلادنا فشكر الاخ  هذه الفائدة العلمية وحرص على إبلاغ المؤذن بخطئه. 

...

أيها  الإخوة احرصوا على طلب العلم ففي الصحيحين من حديث الصحابي الجليل معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( من يرد الله فيه خيرا يفقه في الدين ).  

وفي القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى المنزل غير المخلوق يقول الله تعالى وتقدس:{ رب زدني علما }

يامن يريدون الله والدار الاخرة 

احرصوا على :

العلم 

والحلم 

والبعد عن الغضب 

والحكمة 

والعدل 

والإنصاف 

وسعة الصدر 

وحسن الخلق 

فهذه صفات الرسل و الانبياء وافضلهم وسيدهم وآخرهم رسولنا الكريم الصادق الأمين الذي قال الله عن احد صفاته : { وإنك لعلى خلق عظيم } .

وابعد عنه صفة الفظ غليظ القلب فقال عز من قائل :{ ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك } .

حينما تشاهد بعض التجار في تعاملهم مع الزبائن وسعة صدرهم وطريقة العرض والطلب تجدهم على جانب كبير من هذه الخصال بالرغم إن هذه الصفات قد تجئ منهم تصنعا لا حقيقة لتقبل بضاعتهم وتزدهر تجارتهم. 

وهكذا يكون طالب العلم بخلقه الحسن وسعة صدره وحكمته ولين جانبه وعلمه الشرعي ولايأت بكل ماسبق إلا بعلم الكتاب والسنة وبنهج سلف الأمة والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم و صحبه رضي الله عنهم ولزوم غرز كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى. 

والبعد عن السير على مذهب الخوارج أو القرامطة الإخوانية

والبعد عن طرفهم الآخر أهل الإلحاد والحرص على سلوك نهج أهل العلم بالتوحيدوالسنة

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة آمين...


        ( فائدة علمية : عن تعدد صفات  الاذان وأهميةالعمل بالسنة الصحيحة   ).


 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله[ مجموع الفتاوى( ٢٢ / ٦٦ - ٦٩ )]:

" وإذا كان كذلك فالصواب مذهب أهل الحديث ومن وافقهم وهو تسويغ كل ما ثبت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يكرهون شيئا من ذلك إذ تنوع صفة الأذان والإقامة كتنوع صفة القراءات والتشهدات ونحو ذلك . وليس لأحد أن يكره ما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ، وأما من بلغ به الحال إلى الاختلاف والتفرق حتى يوالي ويعادي ويقاتل على مثل هذا ونحوه ، مما سوغه الله تعالى كما يفعله بعض أهل المشرق فهؤلاء من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ،ومن تمام السنة في مثل هذا : أن يفعل هذا تارة وهذا تارة وهذا في مكان وهذا في مكان ؛ لأن هجر ما وردت به السنة وملازمة غيره قد يفضي إلى أن يجعل السنة بدعة والمستحب واجبا ويفضي ذلك إلى التفرق والاختلاف إذا فعل آخرون الوجه الآخر ، فيجب على المسلم أن يراعي القواعد الكلية التي فيها الاعتصام بالسنة والجماعة لا سيما في مثل صلاة الجماعة والترجيع في الأذان اختيار مالك والشافعي : لكن مالكا يرى التكبير مرتين والشافعي يراه أربعاً ، وتركه اختيار أبي حنيفة ، وأما أحمد فعنده كلاهما سنة وتركه أحب إليه ؛ لأنه أذان بلال .

والإقامة يختار إفرادها مالك والشافعي وأحمد وهو مع ذلك يقول : إن تثنيتها سنة والثلاثة : أبو حنيفة والشافعي وأحمد يختارون تكرير لفظ الإقامة دون مالك ، والله أعلم " انتهى كلامه رحمه الله.

  ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتب السنة وشروحها يجد بغيته ورغبته. 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .  

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

مساء يوم السبت

 ٢١ / ٤ / ١٤٤٢هجري.