الأحد، 27 ديسمبر 2020

《 إجابة أسئلة واستفسارات الإخوة طلاب العلم في فرنسا 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسول الله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

فهنا في هذه الرسالة حرصنا على إجابة الإخوة طلاب العلم في فرنسا عن أسئلتهم نسأل الله الإخلاص والصواب والتوفيق والقبول وحسن الخاتمة 




 《 تفسير قول الله:{ والذين لا يشهدون الزور}.


البغوي رحمه الله 

( والذين لا يشهدون الزور ) قال الضحاك وأكثر المفسرين : يعني الشرك . وقال علي بن طلحة : يعني شهادة الزور . وكان عمر بن الخطاب : يجلد شاهد الزور أربعين جلدة ، ويسخم وجهه ، ويطوف به في السوق . وقال ابن جريج : يعني الكذب وقال مجاهد : يعني أعياد المشركين . وقيل : النوح قال قتادة : لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم . وقال محمد بن الحنفية : لا يشهدون اللهو والغناء . قال ابن مسعود : " الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع " . وأصل " الزور " تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته ، فهو تمويه الباطل بما يوهم أنه حق

.......ابن كثير رحمه الله 

أنهم : ( لا يشهدون الزور ) قيل : هو الشرك وعبادة الأصنام . وقيل : الكذب ، والفسق ، واللغو ، والباطل .

وقال محمد بن الحنفية : [ هو ]اللهو والغناء .

وقال أبو العالية ، وطاوس ، ومحمد بن سيرين ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، وغيرهم : هي أعياد المشركين .

وقال عمرو بن قيس : هي مجالس السوء والخنا .

وقال مالك ، عن الزهري : [ شرب الخمر ] لا يحضرونه ولا يرغبون فيه ، كما جاء في الحديث : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر " .

وقيل : المراد بقوله تعالى : ( لا يشهدون الزور ) أي : شهادة الزور ، وهي الكذب متعمدا على غيره ، كما[ ثبت ] في الصحيحين عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر " ثلاثا ، قلنا : بلى ، يا رسول الله ، قال : " الشرك بالله ، وعقوق الوالدين " . وكان متكئا فجلس ، فقال : " ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور [ ألا وقول الزور وشهادة الزور ] . فما زال يكررها ، حتى قلنا : ليته سكت .


........السعدي رحمه الله 


{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } أي: لا يحضرون الزور أي: القول والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة، كالخوض في آيات الله والجدال الباطل والغيبة والنميمة والسب والقذف والاستهزاء والغناء المحرم وشرب الخمر وفرش الحرير، والصور ونحو ذلك، وإذا كانوا لا يشهدون الزور فمن باب أولى وأحرى أن لا يقولوه ويفعلوه.

وشهادة الزور داخلة في قول الزور 



......الطبري رحمه الله 


قال أبو جعفر : وأصل الزور تحسين الشيء, ووصفه بخلاف صفته, حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه, أنه خلاف ما هو به, والشرك قد يدخل في ذلك, لأنه محسَّن لأهله, حتى قد ظنوا أنه حق, وهو باطل, ويدخل فيه الغناء, لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت, حتى يستحلي سامعه سماعه, والكذب أيضا قد يدخل فيه لتحسين صاحبه إياه, حتى يظنّ صاحبه أنه حق, فكل ذلك مما يدخل في معنى الزور.

فإذا كان ذلك كذلك, فأولى الأقوال بالصواب في تأويله أن يقال: والذين لا يشهدون شيئا من الباطل لا شركا, ولا غناء, ولا كذبا ولا غيره, وكلّ ما لزمه اسم الزور, لأن الله عمّ في وصفه إياهم أنهم لا يشهدون الزور, فلا ينبغي أن يخص من ذلك شيء إلا بحجة يجب التسليم لها, من خبر أو عقل.


************************

- شرح حديث او بيان " لتتبعن سنن من كان قبلكم ..." 

رواه البخاري رحمه الله في صحيحه( ٣٤٥٦)  ومسلم رحمه الله في صحيحه( ٢٦٦٩) .

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِىُّ مِنَ الْيَمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ».

قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ»؟

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن عبد العزيز) الرملي قال: ( حدّثنا أبو عمر)بضم العين حفص بن ميسرة ( الصنعاني من اليمن) لا من صنعاء الشام ( عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار) بالتحتية والمهملة مخففة ( عن أبي سعيد) سعد بن مالك ( الخدري) -رضي الله عنه- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :

( لتتبعن سنن من) بفتح السين أي طريق من ( كان قبلكم) وسقط لفظ كان لأبي ذر ( شبرًا شبرًا وذراعًا بذراع) بباء الجر في بذراع فقط وللكشميهني شبرًا بشبر وذراعًا بذراع كذا في الفرع كأصله وقال في الفتح قوله شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، وفي رواية الكشميهني شبرًا شبرًا وذراعًا بذراع عكس الذي قبله ( حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة والضب بالضاد المعجمة بعدها موحدة مشدّدة وهو الحيوان البري المعروف يشبه الورد وقد قيل إنه يعيش سبعمائة سنة فصاعدًا ويبول في كل أربعين يومًا قطرة ولا تسقط له سن وخص جحره بالذكر لشدة ضيقه، وهو كناية عن شدة الموافقة لهم في المعاصي لا في الكفر أي أنهم لاقتفائهم آثارهم واتباعهم طرائقهم لو دخلوا في مثل هذا الضيق لوافقوهم ( قلنا: يا رسول الله) المتبعون الذين قبلناهم ( اليهود)بالرفع والنصب ( والنصارى؟ قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فمن) ؟ هم غير أولئك فمن استفهام إنكاري كالسابق.

قال في الفتح: ولم أقف على تعيين القائل ولا ينافي هذا ما سبق من أنهم كفارس والروم لأن الروم نصارى وفي الفرس كان يهود مع أن ذلك كالشبر والذراع والطريق ودخول الجحر على سبيل التمثيل، ويحتمل أن يكون الجواب اختلف بحسب المقام فحيث قيل

فارس والروم كان هناك قرينة تتعلق بالحكم بين الناس وسياسة الرعية وحيث قيل اليهود والنصارى كان هناك قرينة تتعلق بأمور الديانات أصولها وفروعها.

قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" والمعنى أن هذه الأمة تقلد اليهود والنصارى وفارس في عبادة غير الله، وعبادة القبور واتخاذ الآلهة من دون الله من الأنبياء والصالحين وهذا موجود الآن في مصر والشام وغير ذلك.

وكثير من الناس يعبدون النبي ﷺ فإذا جاؤوا إلى قبره دعوه واستغاثوا به، وبعضهم يستغيث من بلاد بعيدة بالنبي ﷺ أو بالمسيح أو بعيسى أو بموسى أو بعبد القادر الجيلاني في العراق أو أبي حنفية في العراق، وهكذا ما يقع في مصر من عبادة الحسين والبدوي وغيرهم ممن بُلي بهم عامة الناس، نسأل الله العافية.

وهكذا في الشام يعبدون الداعية إلى الإلحاد ابن عربي وغيره ممن يدعوه جهال الشام، وهكذا في أمصار كثيرة في أفريقيا وفي المغرب وغير ذلك، كل هذا الذي أخبر به النبي ﷺ وقع، وقع في الناس في الشرك، وكان في الجزيرة من يعبد زيد بن خطاب في جبيلة عليه قبة في جبيلة حتى هدمها الشيخ رحمه الله ومن معه، وكانوا يعبدون جملة من الغيران والأشجار في الدرعية وفي الرياض وفي غيرها، حتى أزالها الله بهذه الدعوة المباركة".


**********************


- حكم حضور أعياد الكفار 

يحرم هذا الفعل 

لدلالة الكتاب والسنة  والإجماع 

فمن ذلك قوله تعالى 

قوله تعالى : { والذين لا يشهدون الزور . وإذا مروا باللغو مروا كراماً } [ الفرقان : ٧٢] .

 ذكر مجاهد والربيع بن أنس وعكرمة والقاضي أبو يعلى والضحَّاك .أن الزور هي أعياد المشركين

 روى البيهقي عن عمر رضي الله عنه أيضاً أنه قال :( اجتنبوا أعداء الله في عيدهم ) 

و روى البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :( لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله في إقتضاء الصراط المستقيم ( ٢٠٥) ـ :" الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ومن أظهر ما لها من الشعائر فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره ، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة " .

 قال ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة ( ١ ٧٢٣/٧٢٤)  : 

" ولا يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل العلم الذين هم أهله . وقد صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم . . . وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم) . وقال عمر أيضاً : (اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم) . وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو أنه قال : (من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة".


************************


- حكم التشبه بالكفار في اشكالهم وعاداتهم


حكم التشبه بالكفار في اشكالهم وعاداتهم 

فمحرم شرعا وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  ( من تشبه بقوم فهو منهم)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -[ مجموع الفتاوى ( ٢٥/  ٣٢٩)]:

لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيءٍ مما يختص بأعيادهم ، لا من طعام ، ولا لباس ، ولا اغتسال ، ولا إيقاد نيران ، ولا تبطيل عادة ، من معيشة ، أو عبادة ، أو غير ذلك .

ولا يحل فعل وليمة ، ولا الإهداء ، ولا البيع بما يستعان به على ذلك ، لأجل ذلك .

ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ، ولا إظهار زينة .

وبالجملة : ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم ، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم "..

************************


- حكم احتفال بأعياد الكفار 

حكم الاحتفال بأعياد الكفار :

قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن (من تشبه بقوم فهو منهم) والرسول ﷺ حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.

فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك وألا يساعد في إقامة هذه الأعياد بأي شيء؛ لأنها أعياد مخالفة لشرع الله، ويقيمها أعداء الله فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء، لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بأي شيء من الأمور كالأواني ونحوها.

وأيضاً يقول الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة:٢] فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة ترك ذلك، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بالناس في أفعالهم، الواجب أن ينظر في الشرع الإسلامي وما جاء به، وأن يمتثل أمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وأن لا ينظر إلى أمور الناس فإن أكثر الخلق لا يبالي بما شرع الله، كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[الأنعام:١١٦] قال سبحانه: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:١٠٣] فالعوائد المخالفة للشرع لا يجوز الأخذ بها وإن فعلها الناس.

والمؤمن يزن أفعاله وأقواله ويزن أفعال الناس وأقوال الناس بالكتاب والسنة، بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول وإن تركه الناس، وما خالفهما أو أحدهما فهو المردود وإن فعله الناس، رزق الله الجميع التوفيق والهداية".


***********************

- حكم الفرح بما يفرحون به

يحرم  


البر والاحسان إلى الخلق والعدل والقسط مع الكفار 

هذا مأمور به في الكتاب والسنة 

لكن مودتهم ومحبتهم والفرح بدينهم أو بأعمالهم وعباداتهم ومنها الفرح باعيادهم هذا نوع ود ومحبة لهم ولدينهم 

و كل ذلك أتى تحريمه في كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول الله تعالى وتقدس : { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ المجادلة: ٢٢ ]، وقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ }[ الممتحنة:١] ، وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران:١١٨ ]

وقال عز وجل : { وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} [هود: ١١٣]

وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [المائدة:٥١]، إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على تحريم الفرح بدين الكفار أو الفرح بأعيادهم   أو مودتهم




************************

- حكم تقليد الكفار في مناسبتهم الفرحية دون مبالاة الى اعتقاداتهم و اسلوبهم 

الجواب:

ذكرنا في الفقرة السابقة عدم  جوازه وحرمته ..لأنه من التشبه الذي أتى في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ذمه والنهي عنه وتحريمه.



************************

 - ما حكم شراء أكلا متعلق باحتفالات غير إسلامية و لكن مكوناته حلالة؟ 


قال ابن تيميه رحمه الله في إقتضاء الصراط  : " وإنما يجوز أن يؤكل من طعام أهل الكتاب في عيدهم ، بابتياعٍ أو هديةٍ أو غير ذلك مما لم يذبحوه للعيد . فأما ذبائح المجوس فالحكم فيها معلوم فإنها حرام عند العامة ، وأما ما ذبحه أهل الكتاب لأعيادهم وما يتقربون بذبحه إلى غير الله نظير ما يذبح المسلمون هداياهم وضحاياهم متقربين بها إلى الله تعالى ، وذلك مثل ما يذبحون للمسيح والزهرة ، فعن أحمد فيها روايتان أشهرهما في نصوصه أنه لا يباح أكله وإن لم يسم عليه غير الله تعالى ، ونقل النهي عن ذلك عن عائشة وعبد الله بن عمر ..." 


**************

- ما حكم المال الذي تعطيه الدولة الكافرة أو رب العمل إلى مسلم بحسب أعياد غير إسلامية ككريسماس و السنة الجديدة؟ 

لو كان حراما ماذا يفعل به؟


يجوز 


***********************

- ما حكم أعياد الميلاد؟


محرمة شرعا 



************************

 ماذا نفعل بهدايا التي تهدى إلينا بمناسبة هذه الأعياد ؟ مثل الكريسماس و عيد الميلاد وجزاكم الله خيرا ؟

الجواب :

فيه قولان لأهل العلم 

القول الأول:

الجواز  وهذا على 

الاصل فجواز قبول الهدية من الكافر ، فيها  تأليفا لقلبه وترغيبا له في الإسلام ، كما قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا بعض الكفار ، كهدية المقوقس وغيره .

وبوب البخاري في صحيحه : باب قبول الهدية من المشركين ، قال رحمه الله : " وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ فَدَخَلَ قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ أَوْ جَبَّارٌ فَقَالَ أَعْطُوهَا آجَرَ ، وَأُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ ، وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ : أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ بُرْدًا وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ " وذكر قصة اليهودية وإهداءها الشاة المسمومة للنبي صلى الله عليه وسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في إقتضاء الصراط : " وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أتي بهدية النيروز فقبلها .

وروى ابن أبي شيبة .. أن امرأة سألت عائشة قالت إن لنا أظآرا [جمع ظئر ، وهي المرضع] من المجوس ، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا فقالت : أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ، ولكن كلوا من أشجارهم .

و.. عن أبي برزة أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان ، فكان يقول لأهله : ما كان من فاكهة فكلوه ، وما كان من غير ذلك فردوه .

والقول الآخر لأهل العلم واختاره الإمام ابن باز رحمه الله :

عدم الجواز  ؛ لأن في ذلك تشجيع لهم على باطلهم ؛ وأما الآثار فقد رأى بعضهم ضعف اسنادها ..

 

 والمتأمل في الإدلة لعله يرى صحة القول الأول   وذلك لأمور منها :

أولا :

قبول هدية الكافر لا يعد مشاركة له في عيده الباطل ؛ إذ 

المشاركة الدخول عليهم في أماكن عيدهم و اعانتهم عليه برأي أو فرح أو مال  .

ثانيا :

الأصل قبول هدية الكافر كما ذكرنا في القول الأول. 


ثالثا :

قبول هدية الكافر في أيام عيده لا تأثير لها ؛ فعبادته كلها معلوم ضلالها وبطلانها ومع ذلك قبل هديتهم الرسول صلى الله عليه وسلم. 

رابعا:.

منع قبول الهدية منهم أيام العيد تحكم بلا دليل ؛ فعموم الأدلة واطلاقها ينص على القبول؛ ومنعها تخصيص وتقييد بلا دليل من الشارع .

وتعدد الآثار  من الصحابة رضي الله عنهم مجتمعه لعل بعضها يعضد بعض  خاصة إذا علم أن لها أصل صحيح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  

وهذا القول أختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه النفيس( إقتضاء الصراط المستقيم )

وهو قول للإمام أحمد رحمه الله 



*********************

ما حكم تهنئة الكفار عند احتفالاتهم ؟ 

الجواب 

تهنئتهم بعيد الكريسمس محرمة فقد 

نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .


**********************

كيف نرد على من يهنئ عند هذه الأعياد ؟

الجواب:

بالعلم والحكمة 

وذلك في بيان الحكم الشرعي بالإدلة وترك الجدال العقيم .



************************

توجيه ونصيحة للمسلمين العائشين في ديار الكافرين التي تظهر فيها مظاهر الكفر والشرك


الجواب :

تحت هذه الفقرة 

نقاط يستحسن الحديث عنها 

ولو على جهة الاختصار 

اولا :

أهمية طلب العلم 

ثانيا :

دراسة العقيدة الصحيحة و تكثيف طلب العلم في التوحيد ومسائله وكذلك مسائل الإيمان ليكون طالب العلم على نور وهدى وبصيرة ويقين في الحق الذي يسير عليه مستضيئا بإدلة الكتاب والسنة بهدي سلف الأمة الصالحين وهو ما يعرف الآن بفهم السلف الصالح. 

ويثمر هذا 


ثالثا :

معرفة الجماعات التكفيرية و فساد فكر  رموزها وأخذ الحذر من شبهاتهم و سعيك في تفنيدها. 

رابعا :

كما أن للجماعات الضالة من إخوانية خوارج وملاحدة وروافض و صوفية  .

فإن لأهل الكتاب من يهود ونصارى أحكام في كيفية التعامل معهم يستحسن الرجوع إلى كتب كبار علماء الاسلام في معرفتها ..

و من هذا الباب كذلك الحذر من شبهات القوم ودسائسهم .

خامسا :

من كان داخلا لبلاد الكفر فقد دخل بعهد وميثاق فلا يخان في العهد ولا ينقض الميثاق

فقد دخلت بلادهم لأمر ضروري كعلاج أو تجارة أو حرفه أو أعمال تثمر تجارة 

فالله الله في التعامل الحسن والصدق والإخلاص فهذه الأمور إتقانها دعوة إلى الله .

ثم تعلمون أنهم 

قدموا للبشرية بعض الصناعات المفيدة لراحة البشر وسعادتهم فقدموا لهم التوحيد والسنة فهم مع هذا التطور التقني الهائل يعيشون خواء روحي 

وتعلمون تشويه الاسلام على يد من ينتسب إلى الإسلام والإسلام برئ منهم 

انظروا 

تكفير المسلمين وإباحة دمائهم على يد القرامطة الإخوانية الخوارج..وكذلك الروافض المجوس ..

فلهم 

مراكز او قل كهوف وغيران في عواصم الدول الغربية يرسلون 

من خلالها توجيهات إلى أتباعهم 

للافساد في الأرض وذلك في مخالفة السنة وتهييج العامة على ولاة أمورهم وزعزعة الأمن وخلخلة الامان في المجتمعات المسلمة 

وانظر كذلك لسذاجة الصوفية عباد القبور ومصادمتهم للنقل الصحيح من كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومصادمتهم كذلك للعقل الصريح ..

البشرية الآن بحاجة إلى علاج روحي 

إلى أطباء قلوب معنوية 

يرشدونهم 

ويرحمونهم 

ويألفونهم 

أنظروا إلى كلام الله سبحانه و تعالى الموجه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم:{ ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك } ..

فالعلم 

والحكمة 

وحسن الخلق 

والصدق 

والاخلاص 

كفيل بتحويل المجتمع إلى مجتمع مسلم سني سلفي 

العلم وهو علم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح ..

قال الله تعالى وتقدس:{   قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

فقد تضمنت هذه الآية شرطي صحة العبادة وهما 

الصواب في قوله تعالى وتقدس:{ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ}

 فهذا الشرط الاول لصحة العبادة وهو الصواب فيها ويكون ذلك بالحرص على العمل بالسنة وتطبيقها ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في سننه  ..

والشرط الثاني 

في قوله تعالى {وماانا من المشركين} 

فاالاخلاص ضده الشرك ينافيه 

ويحبط عمل وعبادة  المشرك

واحرصوا على تعلم العلم الشرعي المبني على ضوء الكتاب والسنة بفهم وهدي وآثار سلفنا الصالح 

و الفقه كذلك  في كيفية تعامل المسلم بمن حوله 

من ديانات وطوائف وملل ونحل وفق الشرع 

فتعلم ديانة من حولك 

وماهي شبههم وكيف فند علماء الاسلام هذه الشبه المضلة  وكيف أبطلوا  الإيرادات الباطلة ....

وهنا ايها الإخوة 

الفقه في السياسة العامة للدولة أو الدول و هي من اختصاص ولي الأمر  

فلا يشغل طالب العلم نفسه  ووقته فيها 

[ والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع ]

فالسياسة لها أهلها الذين كلفهم ولي الأمر ..

ومن السياسة ترك السياسة. 

واعلموا ان للعلم أهله وخاصته 

فاحرصوا أن تكونوا من أهل العلم وخاصته

الذين يريدون الله والدار الاخرة 

وفق شرع الله ومراده الديني  

فهؤلاء طلاب الاخرة فكونوا من طلابها ...

واخيرا 

أذكركم بالهجرة فهي فريضة وقد هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم من مكة الركعة في المسجد الحرام عن مئة ألف ركعة في غيره 

واليه شرعا تشد الرحال 

استعدوا للهجرة وفق الشرع ووفق الاستطاعة والقدرة لا يكلف الله نفسا الا وسعها ومن ذلك أن تكون وفق أنظمة الدول المسلمة .

والمسلم يتعبد الله  في أي مكان وتحت أي ظرف لايصده عن عبادة ربه صاد  لا يلهيه عنها أي أمر

......

كتبها وألقاها :

غازي بن عوض العرماني .