الأحد، 4 مايو 2025

( ما كيفية الاستفادة الصحيحة من الالة المخترعة حديثا والتي تم تسميتها ب[ الذكاء الاصطناعي او الصناعي ]؟)



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 


فقبل الإجابة عن هذا السؤال يستحسن بل قد يجب معرفة ماهية وحقيقة  الذكاء الاصطناعي او الصناعي والإلمام في تعريفه :


 فهو عبارة عن مجموعة كبيرة من المعلومات والمهارات التقنية المختلفة التي وضعها الإنسان - فضلا من الله تعالى ورحمة - في الآلة مثل كيفية نطق ما يعرف بالذكاء الاصطناعي وقدرته التي أنتجتها الجهود البشرية في حلول المشكلات واتخاذ القرار فإذن :


الذكاء الاصطناعي هو ناتج جهود عقلية بشرية بحته اذ وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان عقلا لاستخدامه في الأمر الذي يفيده وما فيه مصلحته ودفع الضرر عنه والتوصل إلى ما فيه سعادته في الدارين  فهذه الجهود العقليةالبشرية منها ماهو نافع للبشر 

ومنها ماهو ضار لهم وشر عليهم 

ومنها مباح شرعا 

ومنها ما هو محرم شرعا 

ومنها ماجمع بين الحلال والحرام 

وبين الخير والشر 

وبين الحق والباطل بحسب ما تم جمعه وتدوينه في ما يسمى ويعرف بالذكاء الاصطناعي من معلومات صحيحة او قد تكون معلومات خاطئة مغلوطه ؛ فهو وعاء للمعلومات  وفق اجتهاد البشر في كيفية حل المشكلات فأما معلومات صحيحة لايجاد حلول للمشكلات مبنية على ادلة نقلية صحيحة  وحجج عقلية صريحة ؛ وقد تكون مبنية على باطل وكذب ودجل وسحر و شعوذة  ؛ فالعبرة إذن في ماتم ادخاله من معلومات صحيحة صادقة بعيدة عن الكذب والباطل والظلم فبعدها تأت  اجابة الذكاء الاصطناعي موافقة للحق بعيدة عن الباطل .

 وقد يعرّف  الذكاء الاصطناعي بأنه :(  وعاء ومصرف وجامع ماينتجه العقل البشري من معلومات وافكار وكيفية استخدامها في بيان المهارات وحل المشكلات ولكل عقل بشري طريقته الخاصة التي يراه تناسب حل المشكلة او بيان المهارة وفق ما يراه ويعتقده )؛ وهذه المعلومات تحتمل ( الحق او الباطل )

او ( الخير والشر )

او ( الصدق والكذب )

او (العدل والانصاف والجور والظلم ).

فالذكاء الاصطناعي من مخاطره المحتملة على دين الإسلام:

( اولاً  )

لابد من العلم والفقه  في ماهية  الذكاء الاصطناعي كما ذكرنا سابقا اذ هو ناتج اجتهاد بشري ؛ قد يكون من قام به المسلم او الكافر او المبتدع الضال او السني السلفي فهو عبارة عن آلة تنفذ ما يملى عليها من اجتهادات البشر و صياغتها اليا تتم وفق عمل بشري بحت كذلك  

فهو مثل الكتاب الذي يكتب فيه الحق والباطل عن الإسلام و الكفر والتوحيدوالشرك والسنة والبدعة وفق معتقد ودين من قام بتأليف هذا الكتاب ؛فهو وسيلة ومحل لاجتهادات البشر التي قد تخطئ وقد تصيب .

(  ثانيا  )

فيه مجال قد يكون واسعا لتحريف القران الكريم والسنة النبوية وآثار سلفنا الصالح وذلك لكثرة مدخلي المعلومات من اهل الشر على اختلاف دركاتهم .

( ثالثا  )

الاجتهاد وبذل الوسع العلمي العقلي البشري في فهم النصوص الشرعية وفق فهم السلف الصالح قد تقل ومحاولة الغائه كبيرة جدا وذلك …

(  رابعا  )

ثم ما تمت الإشارة إليه سابقا اذ قد يكون سببا في دخول ذوي التوجهات الفكرية المنحرفة والسعي في نشر شذوذهم تحت مسمى أن هذا هو دين الإسلام فيحاول اهل الشر تهميش أصول دين الإسلام وأركانه وواجباته وسننه والسعي الحثيث في النيل من أئمة السنة واعلام السلف الصالح وشيوخ الإسلام و نشر الفكر التكفيري واستحلال الدماء البريئة و من ذلك النيل من المنزلة العالية الشرعية لولاة الأمر ومحاولة زعزعة الاستقرار في جميع مجالاته المختلفة.

فالحكم إذن :

ليس على ذات الذكاء الاصطناعي لأنه وعاء وقالب وآلة من صنع البشر وفيه ما يصيب الحق وينصره وفيه خلاف ذلك .

 وإنما الحكم على ما تضمنه من معلومات وبيانات بشرية ومدى مصداقيتها وموافقتها للحق من عدمه  فالحق يؤيد ويؤكد على تشجيع الخبر الصادق والعمل وفقه وخلاف ذلك من باطل و كذب وشر و جور وظلم فيرد ولايقبل  

وهكذا نتيجة الاستفادة من المعلومات التي تم تخزينها في وسيلة الذكاء الاصطناعي.

والحذر من تصديق الباطل والزعم من أن الذكاء الاصطناعي يعلم الغيب او له معرفة بالمغيبات فهذا تضخيم للآلة  بغير حق ومخالف للصدق والواقع  .

وهذه التقنيات والتطور مبني على تجارب أمم متعددة تصب كلها في خدمة المجتمع البشري ولاشك أن لأمة الإسلام القدح المعلى وقصب السبق في خدمة البشرية تقنيا واقتصاديا واجتماعيا و سعادتها روحيا وطرد الخواء النفسي عن جميع البشر اتباعاً لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي السلف الصالح ؛ بخلاف الأمم الأخرى التي همها كيفية التطور التقني والتقدم الصناعي على حساب الحضارة الإنسانية الاجتماعية الحقيقية المبنية على أسس عقلية سليمة وفطرة صحيحة بعيدا عن طغيان المادة وإشباع غرائز الجسد ونزواته البهيمية مع حياة كئيبة مليئة بالهم والحزن والخوف والقلق ثم ما ينتج عن ذلك من انتحار يدمر مشاهد الحياة اليومية في جميع مجالاتها رغم التطور الهائل في التقنية ؛ رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب الواسع المبارك ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة ولذة النظر إلى وجهه الكريم في الفردوس الأعلى من الجنة ؛ والله أعلى وأعلم تعالى ربنا وتقدس  ؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

•••••••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني