الأربعاء، 7 مايو 2025

( ماهي جلسة الاستراحة في الصلاة ؟ وما صفتها ؟ وما حكمها ؟ وماهي الأدلة الواردة التي تثبت سنيتها ؟ و من من اهل العلم ذهب إلى اختيار هذا القول وصحته ؟ )



بسم الله الرحمن الرحيم 



ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}أما بعد:

فقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه حديث رقم ( ٧١ )والإمام مسلم رحمه اللهُ تعالى في صحيحه حديث رقم ( ١٠٣٧ ) عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ )

ومن الأمور المهمة التي يجب الفقه فيها وفهمها والعمل فيها وفق سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهي ركن الصلاة وفي هذه الرسالة تطرقنا إلى حكم شرعي مسنون فعله في الصلاة وهو بيان أهمية جلسة الاستراحة في الصلاة وسنيتها المؤكدة وطريقتنا في رسالتنا هذه جرت وفق اسئلة ثم الإجابة عليها ليسهل فقهها وفهمها ومن ثم نشر سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والعمل وفقها وذلك بين الاخوة طلاب العلم بل ونشرها بين عامة المسلمين 

رزقنا الله وإياكم الفقه في دين الإسلام:


(  السؤال الأول )

[ ماهي جلسة الاستراحة في الصلاة ؟ ] 


الإجابة :


جلسة الإستراحة في الصلاة عبادة تؤّدى وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء الصلاة المفروضة وتسمّى عند الفقهاء جلسة الاستراحة. 

[ لمزيد البحث العلمي في هذه المسألة يرجع إلى كتب شراح الحديث ]. 


(  السؤال الثاني  ) 

[ ما صفة جلسة الاستراحة ؟ ] 


الإجابة :

" هذه الجلسة تسمى عند الفقهاء: جلسة الاستراحة، وهي جلسة خفيفة، كان النبي يفعلها ﷺ بعد الركعة الأولى، وقبل قيامه للثانية، وهكذا بعد الثالثة قبل قيامه للرابعة". وهذا في الرباعية وبعد الأولى في الثنائية و"  ليس فيها ذكر ولا دعاء، مثل جلوسه بين السجدتين، ثم ينهض إلى الثانية وإلى الرابعة". [ جميع ما سبق من قول الإمام ابن باز رحمه الله تعالى من موقعه الرسمي ]. 


(  السؤال الثالث ) 

[ ما حكم جلسة الاستراحة ؟ ] 

الإجابة :

" جلسة الإستراحة سنّة مؤكدة فعلها الرسول عليه السلام دون أن يأتي خبر أخر يُبيّن أنه تركها ولو أحيانا "" وينبغي أن لا يغتر ببحث العلامة ابن قيم الجوزية في كتابه "زاد المعاد في هدي خير العباد" في هذه المسألة حيث ينهض فيه إلى أن الرسول عليه السلام فعل ذلك للحاجة وليس تسنينا وتشريعا للناس فإن هذا القول يباين ما ثبت " في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وما عليها أصحابه رضي الله عنهم"

[ ( متفرقات) من كلام الإمام الألباني رحمه الله تعالى رقم ( ٢٤٢ ) و [ الفتاوى الإماراتية-الشريط رقم ( ٢ ) مفهرس برقم ( ١٦ )]


(  السؤال الرابع ) 

[ ماهي الأدلة الواردة في سنية فعل جلسة الاستراحة في الصلاة ؟ ]


الإجابة :

" لم يأتِ في حديث ما أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان لا يجلس جلسة الإستراحة بل وعلى العكس من ذلك فقد جاء حديث أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يجلس جلسة الإستراحة في حديث مالك بن الحويرث في صحيح البخاري وبحديث أبي حميد الساعدي في ... أبي داود هو أصله في البخاري أيضا وحديث أبي دواد هو من رواية أبي حميد في محضر عشرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وفيه أن أبا حميد السّاعدي وهو منهم قال لمن حوله من هؤلاء الصحابة ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فقالوا له ولم؟ ولست بأعلمنا بصلاته فقال لهم نعم أنا أعلم، فقالوا له إذًا فاعرض، فبدأ يصلي من أول الصلاة إلى أخرها فلمّا جاء للنهوض من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية جلس ثم نهض، فهذا الجلوس جاء في حديث أبي حميد الذي عرض صفة الصلاة على الصحابة ليدُلّهم كيف كان الرسول عليه السلام يصلي مع أنهم أصحاب مثله شاهدوا الرسول عليه السلام كما شاهدهم "

و" بهذا النص ومن النص الذي قبله وهو حديث مالك بن الحويرث أن الصحابة كان لا خلاف بينهم أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان إذا صلّى صلاة جلس جلسة الإستراحة ومن هنا نقول إن الصواب ما قاله الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" شرح المهذب حيث نبّه القرّاء بضرورة المحافظة على جلسة الإستراحة لأنها ثبتت في راوية هؤلاء الجمع من الصحابة دون أي مخالف لهم من الصحابة الأخرين ".

وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى حديث رقم  ( ٦٧٧ ) وفيه :

( جَاءَنَا مَالِكُ بنُ الحُوَيْرِثِ  في مَسْجِدِنَا هذا  فَقَالَ: إنِّي لَأُصَلِّي بكُمْ وما أُرِيدُ الصَّلَاةَ، أُصَلِّي كيفَ رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي، فَقُلتُ لأبِي قِلَابَةَ: كيفَ كانَ يُصَلِّي؟ قَالَ: مِثْلَ شيخِنَا هذا، قَالَ: وكانَ شيخًا، يَجْلِسُ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، قَبْلَ أنْ يَنْهَضَ في الرَّكْعَةِ الأُولَى ) .

و في سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن ماجه  رحمهم الله تعالى وقريب منه في صحيح البخاري رحمه الله تعالى من حديث الصحابي الجليل أبي حميد الساعدي رضي الله عنه وفيه يقول :

 : ( أنا أعلمُكُم بصلاةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالوا فلِمَ فواللَّهِ ما كنتَ بأَكثرِنا لَهُ تبعًا ولا أقدَمِنا لَهُ صحبةً قالَ بلى قالوا فاعرِض قالَ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ يرفعُ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهما مِنْكِبيهِ ثمَّ يُكبِّرُ حتَّى يقَرَّ كلُّ عظمٍ في موضعِهِ معتدلًا ثمَّ يقرأُ ثمَّ يُكبِّرُ فيرفعُ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهما منْكبيهِ ثمَّ يرْكعُ ويضعُ راحتيهِ على رُكبتيهِ ثمَّ يعتدلُ فلا يصبُّ رأسَهُ ولا يقنعُ ثمَّ يرفعُ رأسَهُ فيقولُ سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ ثمَّ يرفعُ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهما منْكبيهِ معتدلًا ثمَّ يقولُ اللَّهُ أَكبرُ ثمَّ يَهوي إلى الأرضِ فيجافي يديهِ عن جنبيهِ ثمَّ يرفعُ رأسَهُ ويثني رجلَهُ اليسرى فيقعُدُ عليها ويفتحُ أصابعَ رجليهِ إذا سجدَ ويسجدُ ثمَّ يقولُ اللَّهُ أَكبرُ ويرفعُ رأسَهُ ويثني رجلَهُ اليسرى فيقعدُ عليها حتَّى يرجِعَ كلُّ عظمٍ إلى موضعِهِ ثمَّ يصنعُ في الأخرى مثلَ ذلِكَ ثمَّ إذا قامَ منَ الرَّكعتينِ كبَّرَ ورفعَ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهما منْكبيهِ كما كبَّرَ عندَ افتتاحِ الصَّلاةِ ثمَّ يصنعُ ذلِكَ في بقيَّةِ صلاتِهِ حتَّى إذا كانتِ السَّجدةُ الَّتي فيها التَّسليمُ أخَّرَ رجلَهُ اليسرى وقعدَ متورِّكًا على شقِّهِ الأيسرِ قالوا صدقتَ هَكذا كانَ يصلِّي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ )

وصححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن أبي داود وابن ماجه رحمهما الله تعالى.


(  السؤال الخامس )

[  هذه المسألة أكّد على سنيتها جمع كبير من أهل العلم فهل تذكرهم لنا ؟ ] 


الإجابة :

 هذا القول ذهب إلي تأكيد صحته وذلك لصحة الأدلة وقوتها جمع من أهل العلم منهم طائفة من أهل الحديث منهم الائمة الشوكاني والألباني وابن باز رحمهم الله تعالى وهو قول لبعض الحنابلة وهو المذهب عند الظاهرية و الشافعية.

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

°°°°°°°°°°°

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.