بسم الله الرحمن الرحيم
عندي سؤال يا فضيلة الشيخ : ( ما رأيكم في قتل القذافي رئيس دولة ليبيا سابقا لأن هناك إشاعة وخاصة عند العوام أنه قتل مسلما، مجتهدا ويلومون دول الخليج ومن حولهم من بلاد اسلامية بالسكوت عن قتله ؟ )
الإجابة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
اما بعد
فإن الخروج على الحاكم عند اهل العلم من اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح يحرم اجماعا.
والقذافي مسلم
وهذا هو الأصل
وهو عامي جاهل
واما ما قيل عنه فيحتاج تثبت
ويحتاج إلى إقامة الحجة عليه من قبل اهل العلم واما التكفير على جهة التعيين بدون إقامة الحجة فهذا خلاف سبيل اهل العلم من اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح .
وأما قضية الخروج عليه فلا شك في تحريمها .
والخروج معتقد خارجي تكفير اشتهرت به جماعة الاخوان الخوارج لتمكين الروافض المجوس من بلاد المسلمين
ووقف ضده اهل الإسلام الصحيح وهم اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وفي مقدمتهم ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية لعلمهم يقينا في مخالفته لعقيدة المسلمين ولترتب أضرار جسيمة في حين الخروج على ولاة الأمر في اي دولة ولذا
فإن من يلوم ولاة الأمر في الخليج العربي في قضية الخروج على القذافي وقتله فلومه غير صحيح و في غير محله ؛ فولاة امرنا ال سعود يحرصون على سلامة الشعب الليبي ومن ذلك المحافظة على الحاكم القائم المتغلب وان كان ظهر من القذافي ما يخالف الشرع و تناقلت وسائل الإعلام المختلفة سعي القذافي في محاولة فاشلة في اغتيال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى ثم محاولة فاشلة أخرى لاغتيال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه اللهُ تعالى ؛ فلم يبدر منهم اي توجه سئ في زمن الخروج على القذافي من قبل الجماعات الخارجية ومن وقف معهم من جهات اجنبية لإسقاطه وذلك ان عقيدة وخلق وتوجه ونظام هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية أنهم لا يجازون السيئة بمثلها بل مجازاة السيئة بالحسنة لأنهم من اتباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهم مع ذلك ينأون ويبتعدون عن الدخول في مثل هذه الأمور الجاهلية فدينهم قويم وخلقهم عال رفيع وهذا مااعرفه من توجه حكومة المملكة العربية السعودية وهذا منشور إعلاميا مشهور عنهم فأيادي ولاة امرنا بيضاء على اهل دين الإسلام بل وغير المسلمين و النفع العام وعدم الإضرار في اي دولة او التدخل في شؤونها الداخلية شعار عرفت به وعلامة تميزت بها المملكة العربية السعودية وهذا توجه واضح مقروء في وسائل الأعلام ومعروف عنهم وانا بفضل الله ورحمته احسن الظن في ولاة أمرنا ال سعود حفظهم الله ورعاهم فهذا التوحيد والسنة وما تعلمته من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته الكرام رضوان الله عليهم وهو نهج السلف الصالح وماجاءنا من علم تعلمته وعلّمته وادعو اليه فقد جرى بفضل الله تعالى ورحمته على شخصي الضعيف ثم فضل الله الامام الأمير محمد بن سعود رحمه الله تعالى وأحفاده من بعده من الملوك الصالحين المصلحين أمثال الملك الراشد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود واولاده اهل الخير والرشد وهم اهل الطيب والذكر الحسن والملوك الخيرين امثال سعود وفيصل وخالد و فهد وعبدالله رحمهم الله تعالى جميعا ثم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه اعز الله فيهم التوحيد والسنة واهلها
فاللهم من أراد بهم سوءا فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره . والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
السؤال الثاني :( الشيخ مقبل ابن هادي الوادعي وصف القذافي بأنه دجال فما رأيكم في هذا الوصف ؟)
الإجابة :
الامام مقبل الوادعي رحمه الله تعالى من ائمة السنة وقوله ووصف له وجه قوي . وان كان الكلام على جهة الذم في ولاة الأمر ولو في دولة أخرى غير دولتك يخالف الأدلة الشرعية ويترتب عليه مفاسد عظيمة وقد يستغلها اهل الخروج وتكفير المسلمين في أعمال سيئة ضد ولاة امورهم في دولهم لذا فهي طريقة تخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقولك عن القذافي :" مجتهدا "
فالقذافي كما اشرنا سابقا عامي جاهل وليس طالب علم فكيف اصبح من كبار العلماء وأصبح ( مجتهدا ) فهذا خلاف الحقيقة والواقع
.
السؤال الثالث :( عفوا أخطأت أردت أن أقول مجاهدا في سبيل الله )
الإجابة :
قولك :" مجاهدا في سبيل الله ".
فالقذافي ليس مجاهدا
ولا يعرف الجهاد
ولا يحسنه
وهو بعيد كل البعد عن هذا الوصف الشريف .
وفي وصفك له : بأن جهاده
في " سبيل الله ".
هذا غلو وتنطع
فهو كما عرف عنه محارب لسبيل الله سبحانه وتعالى
ومع ذلك فلا نحكم بتكفيره
ولا نخرجه من الملة
ولا نرى الخروج عليه
هذا ما ندين الله فيه ؛ وذلك لجهله في علوم الشرع وبعده عن الفقه في الدين .
واخيراً:
أوصيك بتقوى الله سبحانه وتعالى والحرص الأكيد على طلب العلم الشرعي المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفق هدي السلف الصالح وتعلم العقيدة الصحيحة ودراسة التوحيد وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن السياسة ؛ فقد ذكر كبار علماء السنة اتباع السلف الصالح:" ان من السياسة ترك السياسة ".
قال العلامةُ محمد بن الحسين الآجري رحمه الله تعالى :" وأغرب الغرباء في وقتنا هذا من أخذ بالسنن وصبر عليها , وحذر البدع وصبر عنها , واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين , وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله , فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه , وترك الخوض فيما لا يعنيه وعمل في إصلاح كسرته , وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته وترك الفضل الذي يطغيه , ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم , وصبر على ذلك , فهذا غريب وقل من يأنس إليه من العشيرة والإخوان , ولا يضره ذلك ". [ الغرباء للآجري رحمه الله تعالى صفحة (٧٨)].
رزقنا الله وإياك العلم النافع والرزق الطيب والعمل المتقبل
آمين.
السائل :
جزاك الله عنا خيرا
الإجابة :
آمين ولكم بمثل.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.