( أولا : الرسالة )
بسم الله الرحمن الرحيم
الى الأخ المبارك
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أما بعد
فإن موجب كتابة هذه الرسالة الي مقامكم الكريم محبتكم في ذات الله سبحانه وتعالى وقد اطلعت على رسالتك فألفيتها رسالة فيها نصح لكن صيغة النصح فيها مخالفة لدين الإسلام وذلك في طريقة اعلان النكير على ولي الأمر[ الأمير أو وزير داخليته أو دفاعه أو أي مسؤول] وان كان مخطئا ظالما خلاف توجيه ربنا عز وجل ومضادة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالله ربنا سبحانه وتعالى حينما أرسل موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام الي فرعون قال لهما سبحانه وتعالى :{ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } وهو فرعون الذي قال :{ انا ربكم الأعلى}
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :( من كان ذا نصيحة للأمير فلا يبدها علانية ولياخذ بيده وليخلوا به....)
وحينما أعلنت الخوارج النكير على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه الخليفة الراشد المهدي قتل بسببها وسفكت دماء المسلمين الي يومنا هذا .
فأنتبه بارك الله فيك والحذر من سلوك سبيل من ضل عن الصراط المستقيم وذلك بالبعد عن البدع والمحدثات ومشابهة
فرق الخوارج التي تكفر المسلمين وتستحل دماءهم وتر الخروج على ولاة الأمر والبعد عن مشابهة الأمم الكافرة في ديمقراطيتهم الزائفة الزائغة عن أوامر الله تبارك وتعالى.
وليتذكر الإنسان ما فيه من نعم لا تعد ولا تحصى يجب شكرها بإتباع شرع الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك الوقوف وفق هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولزوم جادة سلفنا الصالح في كيفية التعامل مع ولاة الامر وكيفية نصحهم وان كانوا ظلمة.
وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه وان يجيرنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أخوك ومحبك في الله : غازي بن عوض العرماني.
( ثانيا : سبب كتابة الرسالة السابقة )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
أما بعد
فمن أسباب كتابتي للرسالة السابقة ان أحدهم من احد الدول العربية أرسل رسالة يذكر فيها طريقة نصحه لولي أمره في دولته تضمنت أخطاء عقدية في مضمونها وفي صيغة النصح. وقد رأيت أن بعض المسلمين لديه محبة مجتمعه ونصح فيريد ان ينصح وهو ليس عالما ولا طالب علم وقد سلك في دعوته ونصحه مسلك الضالين الظالمين فقد تأثر معتقد بعض المسلمين في عقيدة الخوارج الذين أطلقوا على أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين [ ومفهوم شعارهم أن ما عداهم ليس بمسلم ].
و يتبع ذلك جليا مشابهة ملل الكفر في عاداتهم ومعتقداتهم ومن ذلك ركوب الموضة الفكرية الكفرية الإلحادية المسماة بالديمقراطية فقد قل حياء الناس وزاد شرهم وركبوا الذلول والصعب في كيفية معاملتهم المخالفة للشرع مع مجتمعهم بما في ذلك قادة المجتمع وحكامهم وولاة أمرهم وغضوا الطرف أما جهلا وأما قصد التعامي والصد والإعراض عن العمل بدين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فظهر ما يعرف
( اولا : بالناشط ) : وهو رجل نشيط متبع للغرب فكريا يظهر ذلك جليا في اقواله وأعماله الثورية ( نسبة إلى الثور الحيوان المعروف لمشابهة تصرفات الإثنين لبعضهما فلا دين ولا عقل ) وخارجية خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأطلق عليه ناشطا وذلك أنه مصطلح غربي وسببه في الغرب واضحا وذلك لكثرة الظلم والظلمة عندهم.
ولوقوعهم في الشرك بالله سبحانه وتعالى وبعدهم عن توحيد الله سبحانه وتعالى وطاعة أوامره سبحانه وتعالى وهذا الناشط في بلاد المسلمين ينشط في إثارة الفتن والقلاقل في المجتمع فهو اسم على مسمى بهذه الصفة.
( ثانيا : المُعارِض )
من المصطلحات الحادثة ما يعرف بالمُعارِض : و يظهر لي ان السبب في تسميته بذلك هو معارضته للمصالح العامة التي يأمر بها ولي الأمر بعد مشورته لذوي الحل والعقد في دولته في أي شأن من الشؤون العامة اقتضاء للمصلحة العامة لمن هم تحت يده.
فيظهر المعارضة في حينها.
وقد يكون مصيبا هذا المعارض في رأيه - وهذا قليل ونادر - لكن طريقة عرض رأيه فيها مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى و أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كيفية معرفة التوجيه النبوي الصحيح في إبداء النصيحة لولي الأمر مما قد يترتب على نصح هذا الناصح الجاهل. مفسدة أو مفاسد أعظم من مسألته التي أثارها فيترتب عليها مفاسد عظيمة .
( ثالثا : المنشق )
من المصطلحات الحادثة ما يعرف بالمنشق مفرد وجمعه منشقون : وهو مصطلح غربي معناه الخروج عن فكر الجماعة وتركهم وقد ينتج عنه محاربتهم وهذا في مجتمعات الكفر وأما في المجتمع المسلم فهذا المنشق يسمى عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بالشاذ فكريا وبدنيا عن المجتمع المسلم أو يعرف بأنه من الخوارج وذلك لمخالفته عقيدة أهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح المبنية على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإنشقاقه هذا هو بعده وانسلاخه فكريا عن دين الإسلام و تشبهه بفكر الخوارج و فكر ملل الكفر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم).
وقد رأيت من يفتخر بالديمقراطية الغربية الإلحادية وان طعنه في المجتمع أو ولي الأمر ديمقراطية وان سكوت الشعوب عن حقوقها [ لا أعلم ماهي هذه الحقوق الا انه يظهر لي أنه يريد أن يكون كل فرد من أفراد المجتمع حاكما أو أميرا على غيره وهو في الحقيقة والواقع لم يضبط أو يصلح أهل بيته فكيف يصلح غيره بل تجده في نفسه كما يقال خربان وهو اسم فاعل في الخراب إذ يجعل كلام ربنا عز وجل وكلام الذي لا ينطق عن الهوى وهو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خلاف ظهره ويزعم انه من المصلحين وهو والله من كبار المفسدين قال الله تعالى وتقدس في وصفه لحال مثل هؤلاء: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ}
والمصلح الحقيقي هو من يدعو إلى كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم متبعا هدي السلف الصالح فالمصلح حقيقة مثل ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب والألباني وابن باز و العثيمين والجامي وربيع المدخلي ومقبل الوادعي رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله وإياكم بعلمهم الذي هو ميراث الانبياء والمرسلين.
فمن أراد
النجاة
والنصح لنفسه ولغيره
واراد رحمة الله وعفوه وغفرانه وجنته سلك مسلك الرسول صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام ولزم جادة الصحب رضي الله عنهم فثم الله والله النصح والنجاة
وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح والرزق الطيب الحلال ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمه.
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
..........
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني