الثلاثاء، 13 فبراير 2024

[ أنواع التفويض في أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته ]


بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 

أما بعد 

فقد وردنا هذا السؤال من أحد طلاب العلم ونصه :

"  السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا شيخ:

كيف نرد على الطائفة المفوضة في صفات الله بالأدلة ؟


فكان الجواب بعد توفيق الله سبحانه وتعالى وهو المستعان وعليه التكلان فنقول :

جزاك الله خيرا

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.

آمين ولكم بمثل

نسأله عن مراده بالتفويض في توحيد الأسماء والصفات.

لأن التفويض نوعان

   (  النوع الأول  ) 

إثبات اللفظ ومادل  عليه من معنى صحيح. أما الكيفيه فيفوضها إلى الله سبحانه وتعالى فيقال بعد إثبات الإسم أو الصفة لله سبحانه وتعالى :" المعنى معقول والكيف مجهول" 

ونحو ماذكرنا هو قول سلفنا الصالح

فقد " سُئِلَ مَالِكٌ فقيلَ: يا أبا عبدِ اللهِ، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيفَ استَوَى؟ فقالَ رحِمَهُ اللهُ :"الاسْتِواءُ غيرُ مَجْهُولٍ والكيفُ غيرُ مَعْقُولٍ والإِيمانُ بهِ واجِبٌ والسؤالُ عنه بِدْعَةٌ ثم أَمر بالرجل فأخرج ". وهذا الأثر مشهور منشور في دواوين السنة؛ فنبثت لفظ أسماء الله وصفاته الحسنى

ونعرف معناها لكن كيفيتها مجهولة فلا نمثل ولانكيف ولا نحرف ولا نعطل  { ليس كمثله شي وهو السميع البصير}

وأما النوع الثاني :

وهو إثبات اللفظ و تفويض معناه فليس معهودا عن سلفنا الصالح والمعهود المعروف النوع الأول

ومن نسب إليهم النوع الثاني من التفويض فقد افترى عليهم وجهلهم بعلم الكتاب والسنة فمن تمام تدبر وفهم القرآن الكريم والسنة النبوية ومعرفتها وبيانها للناس هو معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا فيثبت اللفظ ويعرف المعنى ويفوض الكيفية لهما وبهذا يكون العلم والعمل والتدبر لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. 

يقول الله تعالى وتقدس :{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها }.وقال تعالى 

:{ كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}.

وفي الفتوى الحموية:"  عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات؟ فقالوا: أمروها كما جاءت. وفي رواية: فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. فقولهم رضي الله عنهم: "أمروها كما جاءت" رد على المعطلة، وقولهم: "بلا كيف" رد على الممثلة. والزهري ومكحول هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهما ".

 فسبيل  أهل التفويض الباطل

مخالفة مراد الله تبارك وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في بيان الشرع وإيضاحه

و تجهيل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين مع مخالفة إجماع المسلمين وكذلك فيه تجهيل علماء اللغة العربية في معاني ألفاظها..

ومؤدى هذه الطريقة الباطلة :

أما الي تمثيل أسماء الله الحسنى وصفاته الله العلا عن طريق المباشرة 

أو إلى تعطيلها عن طريق التسبب في ذلك.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

............. 

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.