بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
أما بعد
فإن رسالتنا هذه المختصرة تتحدث عن صاحب الكتاب النفيس [ تيسير العزيز الحميد والذي هو شرح لكتاب جده الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى كتاب التوحيد ] وهذا الإمام هو سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا
اختصر هذا الكتاب الإمام العلامة عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا في كتابه النفيس الذي سماه ب[ فتح المجيد ].
والأصل ومختصره من الكتب القيمة التي يحرص على اقتنائها طلاب العلم
ومن الحوادث العلمية للإمام سليمان بن عبدالله رحمه الله أنه كان يقول : " إنه يعرف رجال الحديث أكثر من معرفتي لأهل الدرعية". وهي بلدته[ انقل كلامه رحمه الله بالمعنى ]
توفي نحتسبه شهيدا بإطلاق قذيفة مدفعية على وجهه الكريم من قبل جيش الدولة التركية العثمانية الجهمية الصوفية القبورية بعد غزوها لبلاد أهل التوحيد والسنة وجاء القتلة الي والده يهرعون يخبرونه بدم بارد أنهم قتلوا فلذة كبده.
فقال كلمته المشهورة :" إن لم تقتلوه مات ". مثلها أو نحوها.
وبقي كتاب هذا الإمام ودعوته وعلمه الذي ورثه وبقيت دولته المملكه العربيه السعوديه صامدة لا يضرها زوابع الفتن وأزال الله دولة العثمان الظالمة ؛ قال الله تعالى وتقدس :
{ كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال }.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( إِنَّ مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبَ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَرَعَوْا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كلأ فذلك مثل من فَقه فِي دِينِ اللَّهِ ونَفَعه اللَّهُ بِمَا بَعَثَنِي وَنَفَعَ بِهِ، فَعَلِم وَعَلَّم، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)
فندعو لهذا الإمام بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وان يسكننا واياه وإياكم الفردوس الأعلى من الجنة ولا ننس الدعاء لولاة أمر هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية
فهم لم يألوا جهدا في نشر التوحيد والسنة حتى ان أمير هذا الإمام وهو الأمير عبدالله بن سعود رحمه الله قتل بعد تعذيبه فنحتسبه شهيدا عند الله وذكر أحد الرحالة من الغربيين وأسمه روتير في تاريخه الذي جعل عنوانه ب[ رحلة من تفليس إلى القسطنطينية] وقد شهد مقتل آخر أمراء الدولة السعودية في مرحلتها الأولى فيقول :" لقد رأيت بأم عيني إعدام عبد الله بن سعود، رئيس الوهابيين الذي قتلوه عند باب حدائق السراي. إن الترك وضعوا رأس عبدالله، بعد إعدامه، في فوهة مدفع ورموها، وأما جسده فعلقوه على عامود.. وثبتوه بخنجر".
أنظروا كيف تنبز وتعير الدعوة إلى كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح ب[ الوهابية] نسبة إلى الله سبحانه وتعالى فهو الملك الوهاب فأراد
أهل الشر المذمة وأراد الله برحمته الواسعه وفضله الحمد لهذه الطائفة المنصورة الناجية
وأما حال أهلنا في الدرعية وهم مجتمع أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فقد ذكر العلامة عبدالرحمن الجبرتي رحمه الله في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار ما نصه:" واستهل شهر صفر بيوم الجمعة سنة ١٢٣٥ وفيه، وصل جماعة من عسكر المغاربة والعرب الذين كانوا ببلاد الحجاز وصحبتهم أسرى من الوهابية نساءً وبنات وغلماناً، نزلوا عند الهمايل، وطفقوا يبيعونهم على من يشتريهم مع أنهم مسلمون وأحرار".
قال الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }
وفي دين الإسلام يحرم بيع الحر المسلم ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه.
وبفضل الله ورحمته عادت دولتنا المملكة العربية السعودية وعاد ولاة أمرنا آل سعود حفظهم الله ينصرون وينشرون التوحيد والسنة
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً ؛ قال تعالى : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
" يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا حَتَّمَهُ وَقَضَاهُ لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، مِنَ السَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَوِرَاثَةِ الْأَرْضِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: { إِنَّ الأرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} . وَقَالَ: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ} . وَقَالَ: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا } .وَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ هَذَا مَكْتُوبٌ مَسْطُورٌ فِي الْكُتُبِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ فَهُوَ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ } ، قَالَ الْأَعْمَشُ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَير عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} فَقَالَ الزَّبُورُ: التَّوْرَاةُ، وَالْإِنْجِيلُ، وَالْقُرْآنُ "
انتهى من تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى لهذه الآية الكريمة.
و" آل سعود جزاهم الله خيراً نصروا هذه الدعوة، هؤلاء لهم اليد الطولى في نصر هذا الحق جزاهم الله خيراً ساعدوا، نصروا، فالواجب محبتهم في الله، والدعاء لهم بالتوفيق، محبتهم في الله . العداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا مصر، الشام، العراق، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ ؟ أين هم ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة ؟ غير هذه الدولة اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها ؛ لإزالة كل شر وكل نقص علينا أن ندعو الله لها بالتوحيد والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال".
و" بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول : إنَّ التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد التزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودافعت عنها والمملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء يهمهم أمر المسلمين في العالم كله ويحرصون على نشر الإسلام في ربوع الدنيا لتنعم بما تنعم به هذه البلاد. هذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة "
[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله]
ف" اسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم النعمة على أرض الجزيرة، وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التوحيد . السعوديون وخصوصاً أهل العلم منهم لا يزالون والحمد لله محتفظون بعقيدتهم في التوحيد، محاربين للشركيات والوثنيات التي منها الاستغاثة بغير الله تعالى من الأموات .
الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه رفعوا راية التوحيد خفاقة في بلاد نجد وغيرها ، جزاهم الله عن الإسلام خيراً .
عَلَمهُم هو العلم الوحيد في الدنيا الذي يكتب عليه إشارة التوحيد هذا العلم الذي يُلَوِح بالإيمان الصحيح والتوحيد الصحيح المقرون بالإيمان بأن محمداً رسول الله ألاَّ ترونهم في المساجد هناك يعبدون الله ويؤذن المؤذن .
منهجنا قائم على إتباع الكتاب والسنة, وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح, وأعتقد أن البلادالسعودية إلى الآن لا يزال الكثير من أهل العلم فيهم على هذا المنهج "
[ من كلام الإمام الألباني رحمه الله ]
اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يبارك في ولاة أمرنا آل سعود وان يحفظهم بحفظه وان يكلأهم برعايته وان يرحم أئمة السنة وأعلام السلف الصالح الذين نشروا ونصروا ميراث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أمثال الإمام سليمان بن عبدالله وجده الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا نفعنا الله وإياكم بعلمهم.
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
.............
كتبه : غازي بن عوض العرماني.