الثلاثاء، 20 فبراير 2024

كلام الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم المنزل غير مخلوق آياته كلها شفاء



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. 

أما بعد 

فإن كلام الله سبحانه وتعالى كله شفاء

دل على ذلك قوله تعالى : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } وخاصة المؤمنين لقوله تعالى وتقدس :{ قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد } وأما القول بتخصيص آية من كلام الله سبحانه وتعالى بأنها تشفي المرض الفلاني فهذا قول يحتاج دليل من كلام الله سبحانه وتعالى أو من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم يسثني الآيات السابقة وقد أطلعت  على رأي لأحدالعلماء الفضلاء وذلك في كلامه عن جواز تخصيص  قراءة آية من كتاب الله  على مرض الحزاز أو الحساسية وهذا  المرض داء يصيب ظاهر الجلد ونص كلام  هذا العالم يقول :" يكتب عليه -  على المرض - الآية : { فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ } فيشفى". 

إنتهى كلامه رحمه الله أذكره بمعناه . 

ولا شك أن هذه الآية  آية من كلام الله سبحانه وتعالى المنزل غير مخلوق الذي فيه هدى للناس وشفاء وعافية  لكن تخصيص هذا العالم بقراءة هذه الآية دائما أو تلك بغير مخصص شرعي رأي فيه نظر .

وقد ثبت في السنة إتيان الإقتصار على سورة واحدة ففي صحيح البخاري رحمه الله أن أحد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين قال : ( ما رَقَيْتُ إلَّا بأُمِّ الكِتابِ، قُلْنا: لا تُحْدِثُوا شيئًا حتَّى نَأْتِيَ  أوْ نَسْأَلَ  النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْنا المَدِينَةَ ذَكَرْناهُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: وما كانَ يُدْرِيهِ أنَّها رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ ) وكذلك آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين والكافرون.

فتخصيص بعض أهل العلم آية أو سورة بغير مخصص شرعي فقول  يحتاج دليل ولا يوجد دليل شرعي يثبت صحة هذه الطريقة ؛ فالقرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى كله شفاء.

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنة والعلم النافع والعمل الصالح و الرزق الحلال الطيب وحسن الخاتمه.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

..............

كتبه : غازي بن عوض العرماني.