بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
أما بعد
فقد يقرأ المسلم منشورا من كتاب أو رسالة أو يستمع ويشاهد لقاء لأحد رموز الخوان الخوارج الذين سموا أنفسهم بجماعة الإخوان المسلمين و تجده في كتابه أو رسالته أو لقائه المسموع أو المرئي يهاجم الملاحدة من ليبرالية أو علمانية أو رأسمالية أو اشتراكية فهل هذا الهجوم الذي يظهر الخوان الخوارج للناس صحيحا .
وقل هذا الكلام في متسنمي الفكر الإلحادي وهجومهم على الخوان الخوارج فيما يظهرونه للناس من شناعة الفكر الإخواني والطعن فيهم فهل هو خلاف حقيقي ام هو تمويه وخداع ؟ أو الهدف للطرفين الخصمين محاربة الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ف" اختلفوا في الإسم واجتمعوا في إشهار السيف و الخروج باللسان يعقبه خروج بالسنان على المسلمين حكاما ومحكومين
ولبيان الحق في كشف المستور في علاقة الطرفين المتطرفين فيما بينهم جرى كتابة عدة وقفات علمية لبيان فساد منهج الفريقين الموحد وطريقتهم الباطنية
فمن هذه الوقفات نقول وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان :
[ الوقفة الأولى ]
أحببت إيضاح أمر مهم وهو أن المنهج السلفي أو الهدى السني السلفي هو العمل والعلم والدعوة بالكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح فهي ليست مجرد عقل فالسلفية هي دين الإسلام الصحيح المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وهم السلف الصالح.
فقول بعضهم :" العقل السلفي " ؛ لعله يماثل قول الكفار : { إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ }.
فهو كلام خالق البشر بل أن كفار قريش حينما سمعوا كلام الله سبحانه وتعالى قال أحد كبارهم : " فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من ذلك . والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإنه ليحطم ما تحته ، وإنه ليعلو وما يعلى ".[ تفسير ابن كثير رحمه الله لهذه الآية ].
فحينما يتكلم علماء السنة اتباع السلف الصالح عن مسألة أو نقد فرد أو جماعة فنقدهم تم وفق أسس علمية متينة مبنية على أدلة نقلية وحجج عقلية تؤيدها الفطر السليمة بعلم وعدل وإنصاف وصدق واخلاص وصواب وحكمة وحق فلا ظلم ولا حيف ؛مع إعطاء الحكم المستحق والوصف الملائم .
وأما نقد أخصامهم فهو بهتان وظلم وكذب واجحاف وحيف وتطاول على رب العالمين ومحاربة شرائع الأنبياء والمرسلين ومخالفة فهم وهدي و سبيل أهل الحق المبين ..مع منافاة العقل السليم ومخالفة الفطر السليمة.
فدين الله سبحانه وتعالى أتى بما تحار فيه العقول لا بما تحاربه العقول ؛
فالأمور العقلية قد تستفاد من التجربة أو من خلال الإستفادة من دراسة طبيعة الحيوانات وكيفية حياتها او من علوم الفلسفة والمنطق والتي لايستفيد منها الغبي ولا يحتاجها الذكي.
فمن حارب المعتقد السلفي فإنه :
لا يريد إصلاحا ولا يريد أمرا فيه صالح المجتمع على إختلاف شرائحه من أعلى الهرم وهم ولاة الامر إلى جميع رعيته ومن تحت يده من خاصه او اوعامه لإن الهدى السلفي هو دين الإسلام الصحيح الذي أرتضاه لعباده .
يتبين ذلك في محاولة الفريقين الضالين الظالمين في توهين حكم الحاكم واضعاف منزلته الشرعية بين رعيته وتضييع حقوقه الشرعية وتمييع أصل وجوب السمع والطاعة فحولها يدندون وذلك بالحديث أما عن الديمقراطية[ الشعب هو المشرع وهو الحاكم]
أو عن الدستورية وهي :[ نزع صلاحية ولي الأمر وكف يده عن أعماله الشرعية المشروعة الخيرة لمنهم تحت يده من رعيته] ويؤيد الحاكم في ذلك الشرع المنزل المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
فدين الإسلام أتى بتوقير الحاكم ورفع منزلته وإعلاء شأنه ووجوب السمع والطاعة له في أدلة كثيرة وجرى على ذلك إجماع المسلمين أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ]
وفكر المعتزلة العقلاني[ تم إطلاق العقلاني على المعتزلة لتعظيمهم منزلة العقل وجعله هو الحاكم على نصوص الوحيين وتقديمه عليهم والصحيح ان الواجب تقديم الشرع والعقل تابع له وطريقة لفهم الكتاب والسنة واستنباط الأحكام الشرعية منهما ] و هو تابع فكري لهم ؛ قد رأوا في مذهبهم الباطل الخروج على ولاة الامور وسفك الدماء المعصومة ..ثم تكلم من ضل عن الصراط المستقيم على جهة الطعن والقدح والذم في دين الإسلام
أو اهل السنة والجماعة وذلك ان السنة واهلها شوكة في حلوقهم لمنعهم من القدح أو الطعن أو التعرض لشرائع الإسلام ومن شرائع الإسلام عدم النيل من منزلة الحاكم المسلم ...
فحينما يبينون فساد مقولة هذا الضال أو ذاك فالأمر عندهم ديانة وقربة ولعلم هؤلاء الضلال أن السنة فيها إبطال لتوجهم الفكري الثوري الفاسد فاظهروا بإلسنتهم ماتكنه قلوبهم فالألسن مغارف لما في القلوب فطريقة علماء السنة ؛ فيها حماية للمسلمين من شر من أراد بدينهم وعقيدتهم وفكرهم وأعراضهم وممتلكاتهم ودمائهم وولاة أمرهم شرا ؛ فدعوتهم نصح للأمة وإبراء للذمة ولئلا يتبع اهل الضلال في ضلالهم فيكن عليهم وزر من تبعهم في ضلالهم .
و أما أهل الاتجاهات الفكرية الضالة المنحرفة المحاربة للإسلام وأهله يظنون ظن الجاهلية الأولى فيرجعون تخلف البلاد الإسلامية وتأخرها عن اللحوق بركب الحضارة كما يزعمون ان سببه دين الإسلام فيرمون أهل الإسلام بالرجعية وأما هم فأصحاب التقدم والرقي والتطور.
وعند التأمل والتدقيق نجدهم خلاف ذلك فهم حرب للحق وأهله .
[ الوقفة الثانية ]
من يطلع على التاريخ يجد أن
أوربا كانت مقرا للتخلف العقلي فالسحر والشعوذة والدجل وغلبة الكهنوت الكنسي عليها ومحاربتها للإبداع التكنولوجي
ووصول الإسلام إلى بلاد الأندلس على يد المسلمين [ تعرف الان بإسبانيا والبرتغال ] وإلى غيرها من البلاد الأوروبية جعلها تستضئ بنور الإسلام ؛ وتتأثر بأهله ؛ فالقرب المكاني أثر على الأمم الأوربية بعد إنشاء الجامعات في الأندلس والتي يدرس فيها شتى الفنون العلمية وتذكر المصادر التاريخية ذهاب شباب أوروبا إلى هذه الجامعات الإسلامية وكيف استفادمنها الاوروبيون في التقدم المادي وفي تطورهم التقني والصناعي.
بل وفي جميع مجالات الحياة بسبب تبعيتهم الفكرية للإسلام وأهله فكانوا يقلدون المسلمين في مظاهر حياتهم ؛ فأكسبهم ذلك بغض الكنيسة النصرانية المحاربة للتطور المادي نتيجة تاثرهم بالحضارة الإسلامية التي تنمي العقل وتصقله وتؤيده بخلاف أتباع سدنة ديانات الأصنام والأوثان الكنسي
والذين منعوا تحرر العقل البشري من قيد الخرافات وأسر الخزعبلات الجاهلية . ثم كانت ثورة أهل اوربا الفكرية على هذه الاوثان النصرانية فحصل حديثا في بلاد الغال [ فرنسا ] ما يسمى بالثورة الفرنسية.
[ الوقفة الثالثة ]
كانت الوثنية الكنسية في القارة الأوروبية تهتم بالأمور الروحية
اهتماما زائدا يخالف الشرع المنزل ويخالف العقل السليم ويخالف حاجات الروح ثم ظهور رهبانية ابتدعوها ماكتبها الله عليهم كما قال الله تعالى وتقدس :{ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
فأنتشر السحر والشعوذة والكهانة
وأهملوا الجانب المادي للإنسان فقد
خلق الله الانسان من جسد وروح
فالهيمنة الوثنية الكنسية أهملت هذا الجانب وأما الثورة الفرنسية فقد راعت متطلبات الجسد ونزواته وغرائزه البهيمية وأهملت احتياجات الإنسان الروحية الصحيحة إلا عن طريق دراسات اجتماعية لا تروي غليلا ولا تشفي عليلا وابتعد دعاة هذه الثورة عن القيم الاخلاقية وعن معاني الروح الانسانية وعن الرقي الحقيقي للبشرية فظهر العري والتفسخ الأخلاقي واباحة الفجور والزنا واللواط وتعرت المرأة وخرجت عن طبيعتها الانثوية محاولة مساواة خلق الله لها بخلق الله للذكور وظهرت توجهات تحارب مكونات المجتمع البشري عموما وافراده ثم دعت إلى اعمال يحاربها العقل السليم فظهر الحكم الجماهيري للشعوب وما يتبعها من فوضى خلاقة مع كثرة قلة أدب الناس مع كبارهم وعقلائهم وذوي الحل والعقد منهم ومالوا إلى ازدرائهم والتقليل من شأنهم فجرى تغيير النظام الحاكم في أغلب الدول الاوروبية بل وفي أغلب دول العالم من نظام ملكي وراثي فيه الخير والبركة إلى نظام ديمقراطي مزيف يراعي متطلبات الجماهير ونزواتهم ورغباتهم الشهوانية الحيوانية المحاربة للفطرة السليمة ومخالف لذوي العقول السليمة في أوربا وامريكا بل في كثير من دول العالم نتج عنه ما تعيشه هذه الدول من خواء روحي وأمراض نفسية عجزت عنها الأطباء لديهم فهم بأمس الحاجة إلى دواء رباني إلهي إذ لا يعرف أدواء الخلق وكيفية شفاء أمراضهم إلا رب الخلق وهو الله سبحانه وتعالى ولا يعرف احتياج البشر إلا رب البشر وهذا لا يتم إلا بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
ويتبع هذا ..
[ الوقفة الرابعة ]
ظهرت في العالم الإسلامي دعوات تطالب بالعلمانية والإلحاد فهل لهذه الدعوات واصحابها وجه في نشر باطلهم :
فعند التأمل في أغلب أحوال العالم الإسلامي نجد أن جل او أغلب مجتمعات العالم الإسلامي بإستثناء المملكة العربية السعودية تعظم القبور وتعبد أصحابها وصرفوا العبادة المستحقة لله وحده واشركوا مع الله آلهة أخرى وهذا هو عين شرك النصارى فكلاهما عملوا الشرك الأكبر فظهر الشرك في توحيد الألوهية وظهر الشرك في توحيد الأسماء والصفات وهذا لعله لم يكن موجودا في النصارى فأتجه أصحاب هذا الفكر الفاسد إلى تجريد الله تعالى وتقدس من أسمائه الحسنى وصفاته العلى وعطلت من معانيها فكانوا كما قيل :" معطل يعبد عدما وقبوري يعبد صنما ووثنا "
وما سبق كان للدولة التركية العثمانية سببا في ذلك فهي دولة صوفية قبورية تميل إلى تعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى وقاموا كذلك بتجميد الإجتهاد والغائه بين أهل العلم
ثم ظهرت أحزاب وجماعات وطوائف سفكت الدماء المعصومة وانتهكت العرض المحرم واستحلت اموال المسلمين .
ثم بدأ الغزو بالسلاح من قبل دعاة الحرية فغزى أهل أوربا بلاد المسلمين فساعدتهم على ذلك انتشار الفكر الصوفي والرافضي وخوارج يحاربون الاسلام وأهله مع جهل مطبق جرى من اغلب المسلمين بعقيدتهم الصحيحة وتعاليمه السمحة فظهر للغزاة أتباع يؤيدونهم فكريا فنشأت مع هذه الظروف العصيبة والديانات المختلفة التي تقود أهلها إلى الظلم وفي طرق فكرية منحرفة
نشأ إلحاد في الدين يحارب الدين الصحيح وأهله.....
[ الوقفة الخامسة ]
هؤلاء الضلال الذين يظهرون محاربة الإسلام فكريا من الظلم وصفهم بأصحاب تطور مادي وتقدم صناعي فهؤلاء حقيقة يحاربون العلم ويحاربون التقنية الحديثة والتطور المادي فهم لا يريدون هذه الأمور فالاسلام يحث عليها ويشجعها وهم يريدون استغلال مصطلح التطور في خدمة نشر التوجهات الفكرية الإلحادية الفاسدة دون نشر التقنية والتكنولوجيا
فيريدون إشباع رغباتهم الشهوانية وتحقيق نزواتهم الحيوانية تحت مايعرف بالحرية الفكرية.
والحرية الحقيقية هي في طاعة رب العباد وترك عبادة العباد.
فالحرية عند أهل الضلال تكمن في شرب الخمور و نشر الزنى واللواط وتعميم الفساد الأخلاقي إذ لا يوجد في البلاد التي يحكمها الإسلام الصحيح[ أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ] هذه الأمور السيئة لأن أهل السنة هم نماذج فريدة في سعيهم لتقدم بلادهم وتطورها مع محاربتهم للعهر والفجور والذي يزعم أهله الحرية .
[ الوقفة السادسة ]
نجد الخوارج الإخوانية لهم علاقات مشتركة تربطهم مع الملاحدة العلمانية ويزيد الفريق الاول على الثاني بأمور منها إلباس أفعالهم لباس الدين خدمة لتحقيق اهدافهم المشبوهة عن طريق استغلال السذج ...ويتبع ذلك الاستدلال
بالأدلة الموضوعة
والحجج المكذوبة في اصدار فتاوى تجيز اجتماعهم مع الملاحدة
فمن ذلك اباحتهم :
المظاهرات
الاضطرابات
والاضرابات
والاعتصامات
والاغتيالات
والتكفير
والرمي بالعمالة لمن خالفهم ويتعدى ذلك إلى الإفتاء بجواز الخروج على الحاكم الظالم و تصوير الحاكم المسلم على أنه من الظلمة مع سعيهم في تأويل أو قل تعطيل الإدلة التي تأمر بوجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بأنها خاصة بالإمام العادل .
والمطلع على سيرة سلف الاخوانية يجد أن الخوارج لم يرضوا حكم الرسول صلى الله عليه وسلم أو حكم خلفائه الراشدين المهديين رضي الله عنهم كما هو ثابت عنهم في صحيح السنة .
و( النتيجة السيئة للفريقين [ من يظهر إسلامه وهم الخوارج وفرقها ودين الإسلام برئ منهم ]
أو المعلن إلحاده[ علمانية وليبرالية]) :
توحيد سعيهم في إحلال الفوضى بجميع أنواعها في المجتمع الإسلامي
ومحاولة إلغاء الدين الإسلامي الصحيح و الذي يربط بين قلوب المسلمين ويجمعهم جمعا معنويا .
فيسعون في فك رباط العلاقة وذلك في تهميش بيعة الحاكم المسلم العقدية الثابتة له بدلالة الشرع والاجماع.
ومعلوم حسا ان ولي الأمر المسلم هو من يحرص على جماعة المسلمين فلا جماعة بلا أمير
ولا إمارة بلا وجوب سمع وطاعة ؛ فيصبح الناس بعد التحريض والتهييج فوضى لا سراة لهم .
وقد رأيت أن من أسباب ظهور الخروج على الكنيسة النصرانية هو وقوفها ضد مصلحة الإنسان ومصادمتها للعقل السليم ومحاربتها لمقتضى النفع العام لهم وذلك في منعها إيصال الخير للبشر وذلك عن طريق إغلاق باب الإجتهاد العقلي وإعمال الرأي في كل مامن شأنه خدمة الإنسان مثل إظهار المخترعات بأنواعها صناعية أو زراعية أو عسكرية او في اي مجال آخر فيه فوائد جمة للبشرية وأفتت الكنيسة بمنع ذلك وقتل كل من تسول له نفسه عمل هذه الاختراعات النافعة لبني الإنسان ورمت من قام بذلك بالزندقة [ الهرطقة وهي لفظ معناه بمعنى الزندقة] فهبت المجتمعات لوقف تعسف الكنيسة المعطل للعقل البشري مع وجود ما يساعد هذا الظلم وهو وجود أعظم الظلم [ وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى ] فظهر الإلحاد وإنكار وجود الرب وتعظيم المادة كل ذلك سببه البعد عن تعاليم دين الإسلام الذي يأمر بخيري الدنيا والآخرة .
و هذا التعسف الكنسي يحاربه الله ورسله الكرام فلا يوجد هذا الظلم في دين الإسلام فليس فيه إلا إكرام العباد واخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وتعظيم نعمة العقل والتفكر وفق الشرع المنزل والعقل السليم...
فمن خرج على الكنيسة فسبب ذلك مصادمتها للعقل البشري السليم ومحاربتها للفطرة ووقوفها حائلا دون العمل على نتاج يصلح الحال البشرية ويسعدها في دنياها واخرتها.
[ الوقفة السابعة ]
دين الإسلام مبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق فهم وهدي سلفنا الصالح فهو وحي من رب العالمين إلى أوحاه إلى أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وهو دين الله والله سبحانه وتعالى خالق البشر وهو سبحانه وتعالى من يعلم البشر ويعلم حاجاتهم وكيفية الطريقة الصحيحة لإسعادهم.
فهذا الدين فيه حياة سعيدة كاملة كريمة لأهله ويتضمن تصحيح أفكارهم وجعلها صالحة منتجة ومشجعة لذوي العقل البشري الصحيح في الاختراعات المفيدة أو في أي أمر فيه صلاح البشر؛ قال الله تعالى وتقدس :{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ }.
وأما ديانةالنصرانية : فهي عبادة كنسية وثنية قائمة على عبادة البشر واستعبادهم.
و عبادات الكنيسة تمت باجتهادات بشرية خاطئة لتحويل البشر الي عباد لبشر أمثالهم وتقديسهم.
ومن أسباب إنشاء الكنيسة هو استغلال العباد لبعضهم في أمور تخالف العقل السليم والفطر السوية مع مخالفتها لكلام الله خالق البشر .
والنصرانية ليست ديانة عيسى وأمة عليهما الصلاة والسلام فدينهم هو دين الإسلام ولم يأمر الله بعبادة أي عبد من عباده بما فيهم عيسى أو امه عليهما الصلاة والسلام
لأنهم بشر وهما عباد مثل العباد الآخرين الذين خلقهم الله من عدمم ورزقهم من حيث لا يحتسبون ؛ قال الله تعالى وتقدس: { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }
و حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) متفق عليه.
ومن خرج على الكنيسة الوثنية المعطلة للمصلحة البشرية فهو أراد تحرير نفسه من عبادة البشر أمثاله وفك أسره من قيودالكنيسة الوثنية ليتسنى له العيش بدنياه مؤقتا بكرامة سالما من وثنية الكنيسة وقذارتها ووقوفها أمام الجهود العلمية النافعة كصناعة الطائرات والسيارات والقطارات والسفن وفي أي شأن فيه خير وسعادة للبشرية
ولايتم الخير والسعادة للإنسانية الا بإعتناق دين الإسلام.
...فهل من يطالب بالإلحاد أو العلمنة في بلاد الإسلام يأمر بهذه الأمور النافعة والصناعات والمخترعات ؟
فالجواب ؛ لا .
بل يريد صاحب الفكر المنحرف ظهور الشهوات بإثارة الشبهات.
ثم من يطالب بالصناعات المفيدة هل رأى أحدا من علماء الإسلام يمنعها ؟
أم هنا هدف خفي غبي فيه إرجاع البشر إلى تقديس آراء البشر ؛
فهو يستغل
ويستخدم [قصة قضية الكنيسة] بالرجوع إلى فكر الكنيسة إذ حقيقة مطالبتهم هي:
إرجاع الناس من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد تحت مسمى حرية فكرية فالنزوة الغرائزية والشهوة الحيوانية هي الإله المنشود عندهم وهم من يحاول إيصال الناس إليه .
و حرية الفكر وسلامته وتطوره ونزاهته تكمن في طاعة الله رب العالمين الذي منحه عقلا سليما وفطرة سوية ولم يجعله مجنونا أو بهيمة { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه }
فسعادة أصحاب الفكر الصحيح باتباع رب الفكر وخالقه ....فأين ذوي الفكر السليم ؟
[ الوقفة الثامنة ]
تحدثنا عن المبتدعة الضلال ومنهم جماعة الإخوانية الخوارج لشهرتهم ولكثرتهم ولأنهم من أسباب ضلال الشباب الإسلامي وقد أطلق عليهم الإمام الألباني رحمه الله وصف خوارج العصر لذا من بصر حالهم يشاهد التحول الفكري الجذري لذوي التوجه الإخواني الخارجي من الغلو والتشدد التي عرفوا فيها الي الميوعة وتضييع شرع الله ومحاولة طمس دين الإسلام وذلك بإصدار فتاوى ورسائل وكتب تميل إلى النهج الإلحادي من علمانية وليبرالية و يلاحظ تغيير أشكالهم الظاهرية من التمسك بشعائر الإسلام الظاهرة إلى خلاف ذلك.
وكل ماسبق مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (... يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فيه حتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إلى فُوقِهِ.... ) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :( إنَّ اللَّهَ حجبَ التَّوبةَ عن صاحِبِ بدعةٍ حتَّى يدَعَ بدعتَهُ) رواه الطبراني رحمه الله في الأوسط والبيهقي رحمه الله تعالى في شعب الإيمان من حديث الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب.
فتحولوا قلبا وقالبا في معتقدهم وصورهم و ألسنتهم
{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك الوهاب} ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) (اللَّهمَّ اصرِفْ قلوبَنا إلى طاعتِكَ )
نسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يمن علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات والسلامة والعافية
وان يرزقنا توحيده واتباع سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
أخيرا :
بعد التطور المذهل لنتاج العقل البشري والسماح له بالتوسع دون ضوابط شرعية أو عقلية سليمة نجد :
الخواء الروحي
والامراض النفسية
وكثرة المصحات المختصة لعلاج الامراض النفسية
ثم انتشار الانتحار
وضعف العلاقات الإنسانية
وتقديس المادة كل ذلك نتاج حسي مشاهد بسبب الاتجاه المادي وتغليب المادة على كرامة الإنسان وسعادته الروحية ..
لذا فتسمية الملحد علماني تسمية خاطئة إذ أنها تسمية فيها حيف وظلم ولا يستحقها من أطلق عليه هذا الوصف إلا في حال إذا اريد بإطلاق هذا الوصف بأن صاحبه ينكر العلم النافع والعمل الصالح فهذا حق لا مرية فيه وقد جرى مثيل ذلك في تسمية نفاة القدر بالقدرية لإنكارهم القدر وانكارهم للإيمان به وفق ضوابط دين الإسلام.
فهل من عوده إلى الرشد وإلى تغليب العقل البشري السليم ؟
وهل من رجوع إلى دين الإسلام المحض الصحيح الذي فيه توحيد الله سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة واتباع سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفق هدي الأمة الصالح. والمبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وفق فهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ؟
وفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب وحسن الخاتمة . آمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
....................
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني
.