الأربعاء، 21 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً أما بعد


فمن إطلع  علي مؤلفات أهل العلم من كتب ورسائل عن الروافض المجوس و من درس أحوال هذه النحلة الخبيثة علما يقينا خطر الروافض المجوس على دين الإسلام وعلى عامة  المسلمين وخاصتهم .

[ من فضل الله علينا ورحمته ان يسر لنا الله سبحانه وتعالى الكتابة عنهم قديما  في عدة مؤلفات]

وأهل العلم ذكروا عنهم انهم لو أظهروا التوبة والرجوع الي السنة أمام الخاصة أو العامة فلا  يصدقون ولا يقبل منهم ولا يؤمن جانبهم لأن أعمالهم ومعتقدهم من النفاق الأكبر الإعتقادي فأمرهم خفي بحيث يصعب تصديقهم. 

فهم يظهرون الإسلام في حال تقيتهم ويظهرون الشرك في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وهم معتزلة في توحيد الأسماء والصفات وفي جميع أحوالهم يبطنون الكفر. 

ومما قال عنهم كبار علماء الإسلام انهم :"يظهرون الرفض وباطنهم الكفر المحض". 

بخلاف أهل الشرك الأكبر أوالكفر بالله الأكبر فإنهم إذا أعلنوا إسلامهم وتوبتهم صدّقوا وأُخِذوا على ظاهرهم

ونكلوا سريرتهم الي الله سبحانه وتعالى. 

قد يقول قائل :" فلما يحجون و يعتمرون ويزورون بعض الأماكن المقدسة في بلاد الإسلام قديما وحديثا فمن تأمل سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكيف يتعامل مع كبار المنافقين مع إخبار الله له بنفاقهم وعدم إسلامهم فهم يشهدون الصلاة جماعة في المسجد النبوي ويجاهدون مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وكل هذا مع إعلام الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالوحي بنفاقهم وعدم إسلامهم  على جهة التعيين والذكر بالإسم.فلم يرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم منعهم من الصلاة معه أو شهود الجماعة أو الحج اوالعمرة أوالجهاد معه وذلك لإظهارهم شعائر  الإسلام ظاهرا؛ وهكذا  الحال في كيفية التعامل الصحيح مع الروافض ؛ كفى الله المسلمين شرهم. 

 فنسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعل كيدهم في نحورهم وان يحفظ الله المسلمين - حكاما ومحكومين - ويكلأهم برعايته ويجعلهم في حرز من شرهم وكيدهم ومكرهم.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

.......

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

[ بيان حكم مسألة تتعلق في شرب الدخان كفانا الله وإياكم وجميع المسلمين شر فتنته ]



بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 


فقد وردني هذا السؤال من أحد طلاب العلم ونصه :

" السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 ياشيخ عندنا شباب في السكن يشربوا الدخان. في واحد من الإخوان حلف... مايدخل الغرفه ما رأي الدين في ذلك ؟" 


الجواب :

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته. 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

ينظر هذا السائل إن كان له تأثير إيجابي في نصحهم وتوجيههم لحرص  على مصلحة هؤلاء الجهلة بمصلحتهم  - أصلحنا الله وإياهم وإياكم ووفقنا الله وإياهم وإياكم الي التوبة النصوح - في احتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى ثم من جهة أخرى مصلحته وذلك في بعده عن الإضرار بنفسه. فإن كان هذا الحلف جاء بعد غلبة ظنه في عدم تقبلهم للنصح والتوجيه والإرشاد وشاهد إصرارهم على تعاطي ما يضرهم صحيا فعمله طيب وطريقته سليمة ولعل في أسلوبه هذا رجوعا لهؤلاء الذين فتنوا بهذا الداء الخبيث و في بعد هذا الرجل عنهم سلامة له من شر دخانهم فالجليس له دور في التأثير على من جالسه أما فكريا معنويا بحيث ينجذب إليهم والي تصويب ما فعلوه  أو حسيا لإن الدخان رائحته لها تأثير مضر على من يقرب مكانيا لشاربه. 

وفي ديننا  الإسلامي الحنيف جاء الأمر بالبعد عن جليس السوء كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صاحِبِ المِسْكِ وكِيرِ الحَدَّادِ؛ لا يَعْدَمُكَ مِن صاحِبِ المِسْكِ إمَّا تَشْتَرِيهِ أوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أوْ ثَوْبَكَ، أوْ تَجِدُ منه رِيحًا خَبِيثَةً ) .رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى. 


وأما قولك :[ ما رأي الدين ] فدين  الله كامل لا يحتاج رأي أحد من البشر أن يكمله. 

ودين الله هو الإسلام  الذي جاء في كلام الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم  أو جاء في  كلام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي السنة النبوية وفهم الكتاب العزيز والسنةالنبوية وفق فهم  هدي سلفنا الصالح فدور أهل العلم بيان حكم المسائل الحادثة أوالنوازل مما ظهر لهم إجتهادا ووفق ما فهموه ومااستنبطوه من أدلة الكتاب العزيز  والسنة النبوية 

كل ذلك يجري وفق هدي سلفنا الصالح وهدي السلف الصالح فيه وجوب العلم والعمل بالأصول السنية والقواعد الشرعية لعلماء السنة اتباع السلف الصالح. 

ولابد من الرجوع والإطلاع على فتاوى أهل العلم السابقين في هذه المسألة   ولو أعدت صياغة العبارة بحيث تكون :( ما رأي أهل العلم في الدين في هذه المسألة الحادثة أو النازلة  ) كان أفضل طريقة و أصوب وأصح صيغة ولعلها هي المتعينة لدقتها وسلامتها من المحذور الشرعي. 

وشرب الدخان رأيت  العالم كلهم يتفقون على عظيم خطره  وكبير ضرره  وأنه يتسبب في أمراض خطيرة جدا تهلك الجسد وتتلف الروح. فالقول بالتحريم هو القول الصواب لعظيم خطره. 

كفانا الله وإياكم شر هذه النبتة الخبيثة 

و حمانا الله وإياكم وجميع المسلمين من بلواها وفتنتها ومن جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. 

........... 

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الثلاثاء، 20 فبراير 2024

كلام الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم المنزل غير مخلوق آياته كلها شفاء



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. 

أما بعد 

فإن كلام الله سبحانه وتعالى كله شفاء

دل على ذلك قوله تعالى : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } وخاصة المؤمنين لقوله تعالى وتقدس :{ قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد } وأما القول بتخصيص آية من كلام الله سبحانه وتعالى بأنها تشفي المرض الفلاني فهذا قول يحتاج دليل من كلام الله سبحانه وتعالى أو من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم يسثني الآيات السابقة وقد أطلعت  على رأي لأحدالعلماء الفضلاء وذلك في كلامه عن جواز تخصيص  قراءة آية من كتاب الله  على مرض الحزاز أو الحساسية وهذا  المرض داء يصيب ظاهر الجلد ونص كلام  هذا العالم يقول :" يكتب عليه -  على المرض - الآية : { فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ } فيشفى". 

إنتهى كلامه رحمه الله أذكره بمعناه . 

ولا شك أن هذه الآية  آية من كلام الله سبحانه وتعالى المنزل غير مخلوق الذي فيه هدى للناس وشفاء وعافية  لكن تخصيص هذا العالم بقراءة هذه الآية دائما أو تلك بغير مخصص شرعي رأي فيه نظر .

وقد ثبت في السنة إتيان الإقتصار على سورة واحدة ففي صحيح البخاري رحمه الله أن أحد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين قال : ( ما رَقَيْتُ إلَّا بأُمِّ الكِتابِ، قُلْنا: لا تُحْدِثُوا شيئًا حتَّى نَأْتِيَ  أوْ نَسْأَلَ  النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْنا المَدِينَةَ ذَكَرْناهُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: وما كانَ يُدْرِيهِ أنَّها رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ ) وكذلك آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين والكافرون.

فتخصيص بعض أهل العلم آية أو سورة بغير مخصص شرعي فقول  يحتاج دليل ولا يوجد دليل شرعي يثبت صحة هذه الطريقة ؛ فالقرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى كله شفاء.

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنة والعلم النافع والعمل الصالح و الرزق الحلال الطيب وحسن الخاتمه.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

..............

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الاثنين، 19 فبراير 2024

رسالة عن الإبل وأهميتها عند العرب





بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد

فمن أهم الثروات التي وهبها  الله للعرب هو  [  الإبل ] فتربيتها والإهتمام والعناية بها ورعايتها

ومن لها موضع مهم عندهم بل في  سجل تاريخهم القديم نجد أنه من أجلها  قامت أشهر حروب العصر الجاهلي. 

من أجل ناقة واحدة فقد قامت حرب البسوس والحرب الأخرى حرب داحس والغبراء. 

حروب استمرت سنين طويلة ذكر أهل السير ومن كتب في التاريخ الجاهلي أن كل واحدة منها استمرت  أكثر من أربعين عاما .

و الإبل خلق عظيم من مخلوقات الله سبحانه ذكرها الله  في القرآن الكريم حينما  أرسلها الله آية بينة ومعجزة باهرة تدل على صدق رسالة  نبيه الكريم صالح عليه الصلاة والسلام حينما أرسله الله الى  ثمود فعقروا الناقة وكذبوا صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فجاءهم عذاب الله.

وخلق الإبل خلق عجيب أنزل الله آية تتلى الي يوم القيامة للتفكر في عظيم خلقها ؛ فقال الله تعالى وتقدس : { أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } 

فالعرب عرفوا بها  

فذكرهم الله بهذه النعمة في لفت إنتباهم الي عظيم خلقها وهذا من توحيد الربوبية وهو توحيد الله سبحانه وتعالى بأفعاله كالرزق والإحياء والإماتة ومن أفعاله الخلق ومن مخلوقات  الله التي خلق الله سبحانه وتعالى الإبل فذكرها في القرآن الكريم تنبيها على عظيم خلقها من أجل أن يذكر العرب  فيتأملوا في ما خلق الله ويتفكروا فيرجعوا الي الله بالتوبة الصادقة السليمة من الشرك فيخلصوا لله ويوحدونه بجميع أفعالهم واقوالهم ونياتهم وهذا هو توحيد الألوهية وهو توحيد الله سبحانه وتعالى بأفعال العباد بأن يصرفوا العبادات كلها الظاهرة والباطنة والقولية الفعلية وان يوحدوا الله في قلوبهم وفي جميع تصرفات ف( لااله الا لله) سبحانه وتعالى. 

وكفار قريش أقروا في توحيد الربوبية وإنما حصل الخلاف والشقاق والكفر بتوحيد الألوهية{ اجعل الالهة الها واحدا} فلم ينفعهم توحيد الربوبية مع إقرارهم به وانكارهم لتوحيد الألوهية. 

فهذه الإبل التي جعلها الله للناس متاعًا يحملون عليها أثقالهم، ويأكلون من لحومها، ويشربون من ألبانها، ويوقدون من روثها،وينتفعون بجلودها، لهم فيها منافع عظيمة، لهم فيها منافع كثيرة { وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}  كما قال جل وعلا: { وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ  وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ  وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } 

فهي آية، وهي مخلوق عظيم فيه منافع كثيرة، الله يقول: { أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}  فينظرون ما فيها من المنافع العظيمة، والعبر في خلقتها وفي منافعها.

وفي البحوث العلمية عند الإطلاع عليها نجد أنه قد " ثبت علميا ان ألبان الإبل غذاء ودواء؛ لأنه يحتوي على مواد مثبطه لنشاط البكتريا ويحتوي على نسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض خاصة للأطفال المولودين حديثاً. ويحتوي لبن الإبل على كمية عالية من فيتامين سي  مقارنة بأنواع الحليب الأخرى وهذه رحمة ربانية في تعويض أهل البادية عن نقص هذا الفيتامين لمن يقطن في المناطق الصحراوية حيث لا تتوفر الخضار والفاكهة.

ولألبان الإبل فوائد من ذلك :

انه دواء وشفاء من أمراض الربو والسكر وعلاج نزلات البرد والنزلات الشعبية، ولسرعة التئام الجروج، وفي قرحة المعدة ودواء للسرطان، وأمراض الكبد والتهاباته، لإحتوائه على تركيز عالي من فيتامين  ج  ولوجود الأملاح المعدنية المهمة لحيوية الجسم، فهو واق من كثير من أمراض الجهاز التنفسي ودهونه لا تشكل على جدران الأوعية الدموية، فالنسبة المنخفضة منه التي لا توجد لدى غير الإبل من بين الحيوانات الأخرى اللبونة لا تؤثر في الجسم ولا تؤدي إلى مشكلات صحية، كما أن تركيب الأحماض الأمينية في لبن الناقة يشبه تركيب هرمون الأنسولين مما يجعله ذا فائدة لمرض السكر، كما ثبت أنه بإضافته إلى بول الناقة  بنسبة قليلة جدا  من البول يصبح علاجاً فعالاً وناجحاً  من أمراض متعددة من بينها أنواع من أمراض الكبد ومن ذلك تليّفها  إلى تشمعها إلى التهاباتها الفيروسية ، وعلى كل حال فإن محتوى الحديد فيه يحوي عشرة أضعاف ما في غيره من ألبان، وينظر إليه كمقوّ جنسي ومنشط قوي مثير للشهوة، وما زالت البحوث على قدم وساق في شأن لبن الناقة ".


وهنا فائدة لغوية :

ففي لهجتنا أو  لغتنا العامية نجد أن العامة في حديثهم  يفرقون بين الحليب واللبن لغة ومعنى والصحيح عدم الفرق:

 ففي ‏مجمع اللغة العربية‏ ذكروا ان :" الصَحِيح أنَ الحُلوَ لبن، هذا الاسمُ الأَصلِي له،ُ أمّا كَلِمةُ حليب فهِي فَرعِية جَاءت من الفعل الحَلب، فقِيلَ فِيهِ حليب فهُو فَعِيلٌ بمَعنَى مَفعُول وإلاّ الاسم المُستَقِلُّ الأصلي لبن :{ مِن بَيْنِ فَرثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّاربِينَ}" .انتهى. 


 وللفوائد المختلفة في هذه الثروة الحيوانية جاء اهتمام ولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في الإبل 

 ومن أهمها :

 إقامة  اللقاءات لبيان أهميتها الإجتماعية حيث أنها تعتبر موروث له تاريخ عريق طيب. 

ولما لها من أهمية اقتصادية ؛ فهي ثروة عظيمة ذات فوائد كبيرة ومنافع جسيمة فحرصوا على إشراك أهلها ومن له اهتمام فيها على المشاركة والتفاعل في التأكيد على  بيان أهميتها وكيفية الإعتناء بهذه الثروة الحيوانية التي  في مقدمتها الإبل فجاء التشجيع على التنافس الشريف  وعلى البيع والشراء فيها. 

ومن أهم الأهداف التعارف ومنع التفاخر العائلي أو القبلي الجاهلي الذي تؤكد عليه ديننا الحنيف ثم توجيهات سامية كريمة من قبل ولاة أمرنا.

فأسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يديم علينا وعليكم الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش والعفو والعافيه ويثبتنا الله وإياكم على دينه وان يحفظ لنا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته ويكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

..........

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.

الأحد، 18 فبراير 2024

رسالة صوتية عن وجوب الترضي عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين

 


[ إبن دقيق العيد رحمه الله ]






بسم الله الرحمن الرحيم 




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صبحنا الله وأياكم بالخير محبنا في الله وأخانا أبا ........ 


لإحاطة مقامكم الكريم علما


فإن العلامة إبن دقيق العيد رحمه الله عند النظر و التأمل في أقوال العلماء الذين بينوا معتقده في أصول الدين  ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نجد أنه ذكر تأثره عقديا بشيخه الأصبهاني  عند حديثه عن شيخ ابن دقيق العيد   المعروف ب[ الأصبهاني أو الأصفهاني]*؛ ففي شرح العقيدة الأصفهانية نجد أن شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله ذكر بأن:" كلامه [ اي الأصبهاني هذا  ] في التوحيد ليس مبنيا على أصول الأشعرية ولا أصول المعتزلة بل على أصول المتفلسفة فهو متردد بين الفلسفة والاعتزال وأخذ من بحوث المنتسبين إلى الأشعرية كالرازي ونحوه ما قد يقوله هؤلاء وهؤلاء.

وكذلك يحكي عنه خواص أصحابه أنه كان في الباطن يميل إلى ذلك وقد ظهر ذلك في خواص المحدثين من أصحابه القشيري؛[ إبن دقيق العيد ] وغيره ومعلوم أنه تكلم بمبلغ علمه وحسب إجتهاده ونهاية عقله وغاية نظره ". انتهى كلامه رحمه الله. 

وذكر ما دوّنه كبار علماء السنة من أخطاء عقدية وقع فيها وجب التنبيه عليها وذلك عند التطرق  إليه أو النقل عنه وذلك عند من لم يكن مؤهلا علميا مؤصلا عقديا إبراء للذمة ونصحا للأمة ولئلا يتبع في زلته عفا الله عنا 

 وعنكم

 وعنه

 وعن المسلمين خاصة وعامة. 

وبيان الخطأ الذي وقع فيه لايعني صرف النظر عن الاستفادة من كتبه لطلاب العلم الكبار وذلك  انه من أهل العلم الذين أرادوا الحق فوقعوا بالخطأ اجتهادا من غير تعمد له فزلوا نحسبه كذلك والله حسيبه ولانزكي على الله أحدا. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. 


* تنبيه مهم :

[ رأيت أهل العلم لايفرقون بين الإسمين لأنهما لمسمى مدينة واحدة يقال لها أصفهان أو  أصْبَهان بفتح الهمزة وكسرها والأوّل أشهر  مدينة عظيمة مشهورة من أعلام مدن إيران وأعيانها. وفي تفسير اسمها اختلاف، فقال أصحاب السِّير: سميت بأصفهان بن فلوج بن لنطي بن يونان بن يافث، وقال أهل اللغة: هي مركبة من أصب أي البلد وهان أي الفارس، فيصبح معناها بلاد الفرسان، وقيل غير ذلك كما ذكر ذلك من تكلم عن هذه المدينة]


.....


كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الخميس، 15 فبراير 2024

[ وقفات علمية في بيان الرابط الفكري الموحد بين الخوّان الخوارج و الملاحدة من ليبرالية وعلمانية ]







بسم الله الرحمن الرحيم 






 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 


أما بعد 


فقد يقرأ المسلم منشورا من كتاب أو رسالة أو يستمع ويشاهد لقاء لأحد رموز الخوان الخوارج الذين سموا أنفسهم بجماعة الإخوان المسلمين و تجده في كتابه أو رسالته أو لقائه المسموع أو المرئي يهاجم الملاحدة من ليبرالية أو علمانية أو رأسمالية أو اشتراكية فهل هذا الهجوم الذي يظهر الخوان الخوارج للناس صحيحا . 


وقل هذا الكلام في متسنمي الفكر الإلحادي وهجومهم على الخوان الخوارج فيما يظهرونه للناس من شناعة الفكر الإخواني والطعن فيهم فهل هو خلاف حقيقي ام هو تمويه وخداع ؟ أو الهدف للطرفين الخصمين محاربة الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ف" اختلفوا في الإسم واجتمعوا في إشهار السيف و الخروج باللسان يعقبه خروج بالسنان على المسلمين حكاما ومحكومين 


ولبيان الحق في كشف المستور في علاقة الطرفين المتطرفين فيما بينهم  جرى كتابة عدة وقفات علمية لبيان فساد منهج الفريقين  الموحد وطريقتهم الباطنية 


فمن هذه الوقفات نقول وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان    :






       [    الوقفة الأولى     ]


أحببت إيضاح أمر مهم وهو أن المنهج السلفي أو الهدى السني السلفي هو العمل والعلم والدعوة بالكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح فهي ليست  مجرد عقل فالسلفية هي دين الإسلام الصحيح المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وهم السلف الصالح. 

فقول بعضهم  :" العقل السلفي " ؛ لعله يماثل قول الكفار : { إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ  }.


فهو كلام خالق البشر بل أن كفار قريش حينما سمعوا كلام الله سبحانه وتعالى  قال أحد كبارهم : "  فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه  ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من ذلك . والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإنه ليحطم ما تحته ، وإنه ليعلو وما يعلى ".[ تفسير ابن كثير رحمه الله لهذه الآية ].


فحينما يتكلم علماء السنة اتباع السلف الصالح عن مسألة أو نقد فرد أو جماعة فنقدهم تم وفق أسس علمية متينة مبنية على أدلة نقلية وحجج عقلية تؤيدها الفطر السليمة بعلم وعدل وإنصاف وصدق واخلاص وصواب وحكمة وحق فلا ظلم ولا حيف ؛مع إعطاء الحكم المستحق  والوصف الملائم . 


وأما نقد أخصامهم فهو بهتان وظلم وكذب واجحاف وحيف وتطاول على رب العالمين ومحاربة شرائع الأنبياء والمرسلين ومخالفة فهم وهدي و سبيل أهل الحق المبين ..مع منافاة العقل السليم ومخالفة الفطر السليمة. 


 فدين الله سبحانه وتعالى أتى بما تحار  فيه العقول لا بما تحاربه العقول ؛  


فالأمور العقلية قد تستفاد من التجربة أو من خلال الإستفادة  من دراسة طبيعة الحيوانات وكيفية حياتها او من علوم الفلسفة والمنطق والتي  لايستفيد منها الغبي ولا يحتاجها الذكي.


فمن حارب المعتقد السلفي فإنه :


لا يريد إصلاحا ولا يريد أمرا فيه صالح المجتمع على إختلاف شرائحه من أعلى الهرم وهم  ولاة الامر إلى جميع رعيته ومن تحت يده من خاصه او اوعامه  لإن الهدى السلفي هو دين الإسلام الصحيح الذي أرتضاه لعباده .

يتبين ذلك في محاولة الفريقين الضالين الظالمين في توهين حكم الحاكم واضعاف منزلته الشرعية بين رعيته وتضييع حقوقه الشرعية  وتمييع أصل وجوب السمع والطاعة فحولها يدندون  وذلك بالحديث أما عن الديمقراطية[ الشعب هو المشرع وهو الحاكم]

أو عن الدستورية وهي :[ نزع صلاحية ولي الأمر وكف يده عن أعماله الشرعية المشروعة الخيرة لمنهم تحت يده من رعيته] ويؤيد الحاكم في ذلك  الشرع المنزل  المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم 

فدين الإسلام أتى بتوقير الحاكم ورفع منزلته وإعلاء شأنه ووجوب السمع والطاعة له في أدلة كثيرة وجرى على ذلك إجماع المسلمين أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ]


وفكر المعتزلة العقلاني[ تم إطلاق العقلاني على المعتزلة لتعظيمهم منزلة العقل وجعله هو الحاكم على نصوص الوحيين وتقديمه عليهم  والصحيح ان الواجب تقديم الشرع والعقل تابع له وطريقة لفهم الكتاب والسنة واستنباط الأحكام الشرعية منهما ] و هو تابع فكري لهم ؛ قد رأوا في مذهبهم الباطل  الخروج على ولاة الامور وسفك الدماء المعصومة ..ثم تكلم  من ضل عن الصراط المستقيم  على جهة الطعن والقدح والذم في دين الإسلام 

أو اهل السنة والجماعة وذلك ان السنة واهلها شوكة في حلوقهم لمنعهم  من القدح أو الطعن  أو التعرض لشرائع الإسلام  ومن شرائع الإسلام عدم النيل من منزلة الحاكم المسلم  ...

 فحينما يبينون فساد مقولة هذا الضال أو ذاك فالأمر عندهم ديانة وقربة  ولعلم هؤلاء الضلال أن  السنة فيها إبطال لتوجهم الفكري الثوري الفاسد   فاظهروا بإلسنتهم ماتكنه قلوبهم  فالألسن مغارف لما في القلوب  فطريقة علماء السنة ؛ فيها حماية للمسلمين من شر من أراد بدينهم وعقيدتهم وفكرهم وأعراضهم وممتلكاتهم ودمائهم وولاة أمرهم  شرا ؛ فدعوتهم نصح للأمة وإبراء للذمة ولئلا يتبع اهل الضلال في ضلالهم فيكن عليهم وزر من تبعهم في ضلالهم .

و أما أهل الاتجاهات الفكرية الضالة المنحرفة المحاربة للإسلام وأهله يظنون ظن الجاهلية الأولى فيرجعون تخلف  البلاد الإسلامية  وتأخرها عن اللحوق بركب الحضارة كما يزعمون ان سببه  دين الإسلام فيرمون أهل الإسلام بالرجعية وأما هم فأصحاب التقدم والرقي والتطور. 

وعند التأمل والتدقيق نجدهم خلاف ذلك فهم حرب للحق وأهله  .




      [    الوقفة الثانية   ]


 من يطلع على التاريخ يجد أن 

أوربا كانت  مقرا للتخلف العقلي فالسحر والشعوذة والدجل وغلبة الكهنوت الكنسي عليها ومحاربتها للإبداع التكنولوجي

ووصول الإسلام إلى  بلاد الأندلس على يد المسلمين [ تعرف الان بإسبانيا والبرتغال ] وإلى غيرها من البلاد الأوروبية جعلها تستضئ  بنور الإسلام ؛ وتتأثر بأهله  ؛ فالقرب المكاني أثر على الأمم الأوربية بعد إنشاء الجامعات في الأندلس والتي يدرس فيها  شتى الفنون العلمية وتذكر  المصادر التاريخية ذهاب شباب أوروبا إلى هذه الجامعات الإسلامية  وكيف استفادمنها الاوروبيون في التقدم المادي وفي تطورهم التقني والصناعي.


 بل وفي جميع مجالات الحياة بسبب تبعيتهم الفكرية للإسلام وأهله فكانوا يقلدون المسلمين في  مظاهر حياتهم ؛  فأكسبهم ذلك بغض الكنيسة النصرانية المحاربة للتطور المادي نتيجة تاثرهم بالحضارة الإسلامية التي تنمي العقل وتصقله وتؤيده بخلاف أتباع سدنة ديانات الأصنام والأوثان الكنسي 


والذين منعوا تحرر العقل البشري من قيد الخرافات وأسر الخزعبلات الجاهلية .  ثم كانت ثورة أهل اوربا الفكرية على هذه الاوثان  النصرانية فحصل  حديثا في بلاد الغال  [ فرنسا ]  ما يسمى بالثورة الفرنسية.



         [ الوقفة الثالثة  ] 




كانت الوثنية الكنسية في القارة الأوروبية تهتم بالأمور الروحية 

اهتماما زائدا يخالف الشرع المنزل ويخالف العقل السليم ويخالف حاجات الروح ثم ظهور رهبانية ابتدعوها ماكتبها الله عليهم كما قال الله  تعالى وتقدس :{ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} 

فأنتشر السحر والشعوذة والكهانة 

وأهملوا الجانب المادي للإنسان فقد 

 خلق الله الانسان  من جسد وروح

فالهيمنة الوثنية الكنسية أهملت هذا الجانب وأما الثورة الفرنسية فقد راعت متطلبات الجسد ونزواته وغرائزه البهيمية وأهملت  احتياجات الإنسان الروحية الصحيحة إلا عن طريق دراسات اجتماعية لا تروي غليلا ولا تشفي عليلا  وابتعد دعاة هذه الثورة  عن القيم الاخلاقية وعن معاني  الروح الانسانية وعن الرقي الحقيقي للبشرية فظهر العري والتفسخ الأخلاقي واباحة الفجور والزنا واللواط وتعرت المرأة وخرجت عن طبيعتها الانثوية محاولة مساواة خلق الله لها  بخلق الله للذكور  وظهرت توجهات تحارب مكونات المجتمع البشري عموما وافراده ثم دعت إلى اعمال يحاربها العقل السليم فظهر الحكم الجماهيري للشعوب وما يتبعها من فوضى خلاقة مع كثرة قلة أدب الناس مع كبارهم وعقلائهم وذوي الحل والعقد منهم ومالوا إلى ازدرائهم والتقليل من شأنهم فجرى تغيير النظام الحاكم في أغلب الدول الاوروبية بل وفي أغلب دول العالم  من نظام ملكي وراثي فيه الخير والبركة  إلى نظام ديمقراطي مزيف يراعي متطلبات الجماهير ونزواتهم ورغباتهم الشهوانية الحيوانية المحاربة للفطرة السليمة ومخالف لذوي العقول السليمة في أوربا وامريكا بل في كثير من دول العالم نتج عنه ما تعيشه هذه الدول من خواء روحي وأمراض نفسية عجزت عنها الأطباء لديهم فهم بأمس الحاجة إلى دواء رباني إلهي إذ لا يعرف أدواء الخلق وكيفية شفاء أمراضهم  إلا رب الخلق وهو الله سبحانه وتعالى ولا يعرف احتياج البشر إلا رب البشر وهذا لا يتم إلا بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا 




ويتبع هذا ..




        [  الوقفة الرابعة  ]


ظهرت في العالم الإسلامي دعوات تطالب بالعلمانية والإلحاد فهل لهذه الدعوات واصحابها وجه في نشر باطلهم :


فعند التأمل في أغلب أحوال العالم الإسلامي نجد أن جل او أغلب مجتمعات العالم الإسلامي بإستثناء المملكة العربية السعودية تعظم القبور وتعبد أصحابها وصرفوا العبادة المستحقة لله وحده واشركوا مع الله آلهة أخرى  وهذا هو عين شرك النصارى فكلاهما عملوا الشرك الأكبر فظهر الشرك في توحيد الألوهية وظهر الشرك في توحيد الأسماء والصفات وهذا لعله لم يكن موجودا في النصارى فأتجه  أصحاب هذا الفكر الفاسد إلى تجريد الله تعالى وتقدس من أسمائه الحسنى وصفاته العلى وعطلت من معانيها  فكانوا كما قيل :" معطل يعبد عدما وقبوري يعبد صنما ووثنا "


وما سبق كان للدولة التركية العثمانية سببا في ذلك فهي دولة صوفية قبورية تميل إلى تعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى وقاموا كذلك بتجميد الإجتهاد والغائه بين أهل العلم 


ثم ظهرت أحزاب وجماعات وطوائف سفكت الدماء المعصومة وانتهكت العرض المحرم  واستحلت اموال المسلمين .


ثم  بدأ الغزو بالسلاح من قبل دعاة الحرية فغزى أهل أوربا بلاد المسلمين فساعدتهم على ذلك انتشار الفكر الصوفي والرافضي وخوارج يحاربون الاسلام وأهله مع جهل مطبق  جرى من اغلب المسلمين بعقيدتهم الصحيحة وتعاليمه السمحة فظهر للغزاة أتباع يؤيدونهم فكريا فنشأت مع هذه الظروف العصيبة والديانات المختلفة التي تقود أهلها إلى الظلم وفي طرق فكرية منحرفة


نشأ إلحاد في الدين يحارب الدين الصحيح وأهله.....




       [  الوقفة الخامسة  ]




هؤلاء الضلال الذين يظهرون محاربة الإسلام فكريا من الظلم وصفهم بأصحاب تطور مادي وتقدم صناعي فهؤلاء حقيقة يحاربون العلم ويحاربون التقنية الحديثة والتطور المادي  فهم لا يريدون هذه الأمور فالاسلام يحث عليها ويشجعها وهم يريدون استغلال مصطلح التطور في خدمة نشر التوجهات الفكرية الإلحادية الفاسدة دون نشر التقنية والتكنولوجيا 


فيريدون إشباع رغباتهم الشهوانية وتحقيق نزواتهم الحيوانية تحت  مايعرف بالحرية الفكرية. 


والحرية الحقيقية هي في طاعة رب العباد وترك عبادة العباد. 


فالحرية عند أهل الضلال تكمن في شرب الخمور و نشر الزنى واللواط وتعميم الفساد الأخلاقي إذ لا يوجد في البلاد التي يحكمها الإسلام الصحيح[ أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ] هذه الأمور السيئة  لأن أهل السنة  هم نماذج فريدة في سعيهم لتقدم بلادهم وتطورها مع محاربتهم للعهر والفجور والذي يزعم أهله الحرية .



     [  الوقفة السادسة  ]


نجد الخوارج الإخوانية لهم علاقات مشتركة تربطهم مع الملاحدة العلمانية ويزيد الفريق الاول على الثاني بأمور منها   إلباس أفعالهم لباس الدين خدمة لتحقيق اهدافهم المشبوهة عن طريق استغلال السذج  ...ويتبع ذلك الاستدلال  

 بالأدلة الموضوعة

والحجج المكذوبة في اصدار فتاوى تجيز اجتماعهم  مع الملاحدة  

فمن ذلك اباحتهم  :  

المظاهرات  

الاضطرابات 

والاضرابات

 والاعتصامات 

والاغتيالات

 والتكفير 

والرمي بالعمالة لمن خالفهم ويتعدى ذلك إلى الإفتاء بجواز الخروج على الحاكم الظالم و تصوير الحاكم المسلم على أنه من الظلمة مع سعيهم في تأويل أو قل تعطيل الإدلة التي تأمر بوجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بأنها خاصة بالإمام العادل  .


والمطلع على سيرة سلف الاخوانية يجد أن الخوارج  لم يرضوا حكم الرسول صلى الله عليه وسلم أو حكم خلفائه الراشدين المهديين رضي الله عنهم كما هو ثابت عنهم في صحيح السنة .




و( النتيجة السيئة للفريقين  [ من يظهر إسلامه وهم الخوارج وفرقها ودين الإسلام برئ منهم  ]


 أو المعلن إلحاده[ علمانية وليبرالية])  :


توحيد سعيهم في إحلال الفوضى بجميع أنواعها في المجتمع الإسلامي 


ومحاولة إلغاء الدين الإسلامي الصحيح و الذي يربط بين قلوب المسلمين ويجمعهم جمعا  معنويا .


فيسعون في  فك رباط العلاقة وذلك في تهميش بيعة الحاكم المسلم العقدية الثابتة له بدلالة الشرع والاجماع.


 ومعلوم حسا ان ولي الأمر المسلم هو من يحرص على جماعة المسلمين فلا جماعة بلا أمير 


ولا إمارة بلا وجوب سمع وطاعة ؛ فيصبح الناس بعد التحريض والتهييج فوضى لا سراة لهم .


وقد رأيت أن من أسباب ظهور الخروج على الكنيسة النصرانية هو وقوفها ضد مصلحة الإنسان ومصادمتها للعقل السليم ومحاربتها لمقتضى النفع العام لهم  وذلك في منعها إيصال الخير  للبشر وذلك عن طريق إغلاق باب الإجتهاد العقلي وإعمال الرأي في كل مامن شأنه خدمة الإنسان مثل إظهار المخترعات  بأنواعها صناعية أو زراعية أو عسكرية او في اي مجال آخر فيه فوائد جمة للبشرية وأفتت الكنيسة بمنع ذلك وقتل كل من تسول له نفسه عمل هذه الاختراعات النافعة لبني الإنسان ورمت من قام بذلك بالزندقة [ الهرطقة وهي لفظ معناه بمعنى الزندقة]  فهبت المجتمعات لوقف تعسف الكنيسة المعطل للعقل البشري مع وجود ما يساعد هذا الظلم وهو وجود أعظم الظلم  [ وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى ] فظهر الإلحاد وإنكار وجود الرب وتعظيم المادة  كل ذلك سببه  البعد عن تعاليم دين الإسلام الذي يأمر بخيري الدنيا والآخرة . 


و هذا التعسف الكنسي يحاربه الله ورسله الكرام فلا يوجد هذا الظلم في دين الإسلام فليس  فيه إلا  إكرام العباد واخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وتعظيم نعمة العقل والتفكر وفق الشرع المنزل والعقل السليم...




فمن خرج على الكنيسة فسبب ذلك  مصادمتها للعقل البشري السليم ومحاربتها للفطرة ووقوفها حائلا دون العمل على  نتاج يصلح الحال البشرية  ويسعدها في دنياها واخرتها. 








       [  الوقفة السابعة  ] 








   دين الإسلام مبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق فهم وهدي سلفنا الصالح  فهو وحي من رب العالمين إلى أوحاه إلى أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 


وهو دين الله والله سبحانه وتعالى خالق البشر وهو سبحانه وتعالى من يعلم البشر ويعلم حاجاتهم وكيفية الطريقة الصحيحة لإسعادهم. 


فهذا الدين فيه حياة سعيدة كاملة كريمة لأهله ويتضمن تصحيح أفكارهم وجعلها صالحة  منتجة ومشجعة لذوي العقل البشري الصحيح في الاختراعات المفيدة أو في أي أمر فيه صلاح البشر؛ قال الله تعالى وتقدس :{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ }. 


وأما ديانةالنصرانية  : فهي عبادة كنسية وثنية قائمة على عبادة البشر واستعبادهم. 


و عبادات الكنيسة تمت  باجتهادات بشرية خاطئة لتحويل البشر الي عباد لبشر أمثالهم  وتقديسهم. 


ومن أسباب إنشاء الكنيسة هو استغلال العباد لبعضهم  في أمور تخالف العقل السليم والفطر السوية  مع مخالفتها  لكلام الله خالق البشر . 


والنصرانية ليست ديانة عيسى وأمة عليهما الصلاة والسلام فدينهم هو دين الإسلام ولم يأمر الله بعبادة أي عبد من عباده بما فيهم عيسى أو امه عليهما الصلاة والسلام  


لأنهم بشر وهما عباد مثل العباد الآخرين الذين خلقهم الله من عدمم ورزقهم من حيث لا يحتسبون ؛ قال الله تعالى وتقدس: { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }


و حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) متفق عليه.


ومن خرج على  الكنيسة الوثنية المعطلة للمصلحة البشرية فهو أراد تحرير نفسه من عبادة البشر أمثاله وفك أسره من قيودالكنيسة الوثنية ليتسنى له العيش بدنياه مؤقتا بكرامة سالما من وثنية الكنيسة وقذارتها ووقوفها أمام الجهود العلمية النافعة  كصناعة الطائرات والسيارات والقطارات والسفن وفي أي شأن فيه خير وسعادة للبشرية


ولايتم  الخير والسعادة للإنسانية الا بإعتناق دين الإسلام. 


 ...فهل من يطالب بالإلحاد أو العلمنة في بلاد الإسلام يأمر بهذه الأمور النافعة والصناعات والمخترعات  ؟


فالجواب ؛ لا  .


بل يريد صاحب الفكر المنحرف ظهور الشهوات بإثارة الشبهات. 


ثم  من يطالب بالصناعات المفيدة هل رأى أحدا من علماء الإسلام يمنعها ؟  


أم هنا هدف خفي غبي  فيه إرجاع البشر إلى تقديس آراء البشر ؛


فهو يستغل 


ويستخدم [قصة قضية الكنيسة]  بالرجوع إلى فكر الكنيسة إذ حقيقة مطالبتهم هي: 


إرجاع الناس من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد تحت مسمى حرية فكرية  فالنزوة الغرائزية والشهوة الحيوانية هي الإله المنشود عندهم وهم من يحاول إيصال الناس إليه .


و حرية الفكر وسلامته وتطوره ونزاهته تكمن في طاعة الله رب العالمين الذي منحه  عقلا سليما وفطرة سوية ولم يجعله مجنونا أو بهيمة { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه } 


فسعادة أصحاب  الفكر الصحيح  باتباع رب الفكر وخالقه ....فأين ذوي الفكر السليم ؟   




[    الوقفة الثامنة   ] 




تحدثنا عن  المبتدعة الضلال ومنهم جماعة الإخوانية الخوارج لشهرتهم ولكثرتهم ولأنهم  من أسباب ضلال الشباب الإسلامي وقد أطلق عليهم الإمام الألباني رحمه الله وصف خوارج العصر لذا من بصر حالهم يشاهد التحول الفكري الجذري لذوي التوجه الإخواني الخارجي من الغلو والتشدد التي عرفوا فيها  الي الميوعة وتضييع شرع الله ومحاولة طمس دين الإسلام وذلك بإصدار فتاوى ورسائل وكتب تميل إلى النهج الإلحادي من علمانية وليبرالية و يلاحظ تغيير أشكالهم الظاهرية من التمسك بشعائر الإسلام الظاهرة إلى خلاف ذلك. 


وكل ماسبق مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (... يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فيه حتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إلى فُوقِهِ.... ) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :( إنَّ اللَّهَ حجبَ التَّوبةَ عن صاحِبِ بدعةٍ حتَّى يدَعَ بدعتَهُ) رواه الطبراني رحمه الله في الأوسط والبيهقي رحمه الله تعالى في شعب الإيمان من حديث الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب. 


فتحولوا قلبا وقالبا في معتقدهم وصورهم و ألسنتهم


{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك الوهاب} ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) (اللَّهمَّ اصرِفْ قلوبَنا إلى طاعتِكَ )


نسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يمن علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات والسلامة والعافية 


وان يرزقنا توحيده واتباع سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. 


أخيرا :


بعد التطور المذهل لنتاج العقل البشري والسماح له بالتوسع دون ضوابط شرعية أو عقلية سليمة  نجد :


 الخواء الروحي


 والامراض النفسية


 وكثرة المصحات المختصة لعلاج الامراض النفسية    


ثم انتشار الانتحار   


وضعف العلاقات الإنسانية 


وتقديس المادة كل ذلك نتاج حسي مشاهد بسبب الاتجاه المادي وتغليب المادة على كرامة الإنسان وسعادته الروحية ..


لذا فتسمية الملحد علماني تسمية خاطئة إذ أنها تسمية فيها حيف وظلم ولا يستحقها من أطلق عليه هذا الوصف  إلا في حال  إذا اريد بإطلاق هذا الوصف  بأن صاحبه ينكر العلم النافع والعمل الصالح فهذا حق لا مرية فيه وقد جرى مثيل ذلك في تسمية نفاة القدر بالقدرية لإنكارهم القدر وانكارهم للإيمان به وفق ضوابط  دين الإسلام. 


فهل من عوده إلى الرشد وإلى تغليب العقل البشري السليم ؟ 


وهل من رجوع إلى دين الإسلام المحض الصحيح  الذي فيه توحيد الله سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة واتباع سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفق هدي الأمة الصالح. والمبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وفق فهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ؟ 


 وفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب وحسن الخاتمة  .  آمين. 


والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 




.................... 




كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني


.

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

[ أنواع التفويض في أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته ]


بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 

أما بعد 

فقد وردنا هذا السؤال من أحد طلاب العلم ونصه :

"  السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا شيخ:

كيف نرد على الطائفة المفوضة في صفات الله بالأدلة ؟


فكان الجواب بعد توفيق الله سبحانه وتعالى وهو المستعان وعليه التكلان فنقول :

جزاك الله خيرا

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.

آمين ولكم بمثل

نسأله عن مراده بالتفويض في توحيد الأسماء والصفات.

لأن التفويض نوعان

   (  النوع الأول  ) 

إثبات اللفظ ومادل  عليه من معنى صحيح. أما الكيفيه فيفوضها إلى الله سبحانه وتعالى فيقال بعد إثبات الإسم أو الصفة لله سبحانه وتعالى :" المعنى معقول والكيف مجهول" 

ونحو ماذكرنا هو قول سلفنا الصالح

فقد " سُئِلَ مَالِكٌ فقيلَ: يا أبا عبدِ اللهِ، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيفَ استَوَى؟ فقالَ رحِمَهُ اللهُ :"الاسْتِواءُ غيرُ مَجْهُولٍ والكيفُ غيرُ مَعْقُولٍ والإِيمانُ بهِ واجِبٌ والسؤالُ عنه بِدْعَةٌ ثم أَمر بالرجل فأخرج ". وهذا الأثر مشهور منشور في دواوين السنة؛ فنبثت لفظ أسماء الله وصفاته الحسنى

ونعرف معناها لكن كيفيتها مجهولة فلا نمثل ولانكيف ولا نحرف ولا نعطل  { ليس كمثله شي وهو السميع البصير}

وأما النوع الثاني :

وهو إثبات اللفظ و تفويض معناه فليس معهودا عن سلفنا الصالح والمعهود المعروف النوع الأول

ومن نسب إليهم النوع الثاني من التفويض فقد افترى عليهم وجهلهم بعلم الكتاب والسنة فمن تمام تدبر وفهم القرآن الكريم والسنة النبوية ومعرفتها وبيانها للناس هو معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا فيثبت اللفظ ويعرف المعنى ويفوض الكيفية لهما وبهذا يكون العلم والعمل والتدبر لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. 

يقول الله تعالى وتقدس :{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها }.وقال تعالى 

:{ كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}.

وفي الفتوى الحموية:"  عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات؟ فقالوا: أمروها كما جاءت. وفي رواية: فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. فقولهم رضي الله عنهم: "أمروها كما جاءت" رد على المعطلة، وقولهم: "بلا كيف" رد على الممثلة. والزهري ومكحول هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهما ".

 فسبيل  أهل التفويض الباطل

مخالفة مراد الله تبارك وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في بيان الشرع وإيضاحه

و تجهيل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين مع مخالفة إجماع المسلمين وكذلك فيه تجهيل علماء اللغة العربية في معاني ألفاظها..

ومؤدى هذه الطريقة الباطلة :

أما الي تمثيل أسماء الله الحسنى وصفاته الله العلا عن طريق المباشرة 

أو إلى تعطيلها عن طريق التسبب في ذلك.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

............. 

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.

الأربعاء، 7 فبراير 2024

[ رسالة نصح موجهة الي مسلم في دولة مسلمة ثم بعدها الحديث عن سبب كتابة هذه الرسالة إليه ]


     (    أولا : الرسالة     ) 


بسم الله الرحمن الرحيم 


الى الأخ المبارك 

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 

أما بعد 

فإن موجب كتابة هذه الرسالة الي مقامكم الكريم محبتكم في ذات الله سبحانه وتعالى وقد اطلعت على رسالتك فألفيتها رسالة فيها نصح لكن صيغة النصح فيها مخالفة لدين الإسلام وذلك في طريقة اعلان النكير على ولي الأمر[ الأمير أو وزير داخليته أو دفاعه أو أي مسؤول] وان كان مخطئا ظالما خلاف توجيه ربنا عز وجل ومضادة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالله ربنا سبحانه وتعالى حينما أرسل موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام الي فرعون قال لهما سبحانه وتعالى :{ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } وهو فرعون الذي قال :{ انا ربكم الأعلى}

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :( من كان ذا نصيحة للأمير فلا يبدها علانية ولياخذ بيده وليخلوا به....)

وحينما أعلنت الخوارج النكير على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه الخليفة الراشد المهدي قتل بسببها وسفكت دماء المسلمين الي يومنا هذا .

فأنتبه بارك الله فيك والحذر من سلوك سبيل من ضل عن الصراط المستقيم وذلك بالبعد عن البدع والمحدثات ومشابهة

فرق الخوارج التي تكفر المسلمين وتستحل دماءهم وتر الخروج على ولاة الأمر والبعد عن مشابهة  الأمم الكافرة في ديمقراطيتهم الزائفة الزائغة عن أوامر الله تبارك وتعالى.

وليتذكر الإنسان ما فيه من نعم لا تعد ولا تحصى يجب شكرها بإتباع شرع الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك الوقوف وفق هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولزوم جادة سلفنا الصالح في كيفية التعامل مع ولاة الامر وكيفية نصحهم وان كانوا ظلمة.

وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه وان يجيرنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أخوك ومحبك في الله : غازي بن عوض العرماني.



(   ثانيا  : سبب كتابة  الرسالة  السابقة  ) 


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد

فمن أسباب كتابتي للرسالة السابقة ان أحدهم من احد الدول العربية أرسل رسالة يذكر فيها طريقة نصحه لولي أمره في دولته تضمنت أخطاء عقدية في مضمونها وفي صيغة النصح. وقد رأيت أن بعض المسلمين لديه محبة مجتمعه ونصح فيريد ان ينصح وهو ليس عالما ولا طالب علم وقد سلك في دعوته ونصحه مسلك الضالين الظالمين فقد تأثر معتقد بعض المسلمين في عقيدة الخوارج الذين أطلقوا على أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين [ ومفهوم شعارهم أن ما عداهم ليس بمسلم ]. 

و يتبع ذلك جليا مشابهة ملل الكفر في عاداتهم ومعتقداتهم ومن ذلك ركوب الموضة الفكرية الكفرية الإلحادية المسماة بالديمقراطية فقد قل حياء الناس وزاد شرهم وركبوا الذلول والصعب في كيفية معاملتهم المخالفة للشرع مع مجتمعهم بما في ذلك قادة المجتمع وحكامهم وولاة أمرهم وغضوا الطرف أما جهلا وأما قصد التعامي والصد والإعراض عن العمل بدين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 

فظهر ما يعرف 


( اولا :  بالناشط ) : وهو رجل نشيط متبع للغرب فكريا يظهر ذلك جليا في اقواله وأعماله الثورية ( نسبة إلى الثور الحيوان المعروف لمشابهة تصرفات الإثنين لبعضهما فلا دين ولا عقل ) وخارجية خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. 

وأطلق عليه ناشطا وذلك أنه مصطلح غربي وسببه في الغرب واضحا وذلك لكثرة الظلم والظلمة عندهم. 

ولوقوعهم في الشرك بالله سبحانه وتعالى وبعدهم عن توحيد الله سبحانه وتعالى وطاعة أوامره سبحانه وتعالى وهذا الناشط في بلاد المسلمين ينشط في إثارة الفتن والقلاقل في المجتمع  فهو اسم على مسمى بهذه الصفة. 


(  ثانيا  : المُعارِض  ) 

من المصطلحات الحادثة ما يعرف بالمُعارِض : و يظهر لي ان السبب في تسميته بذلك هو معارضته للمصالح العامة التي يأمر بها ولي الأمر بعد مشورته لذوي الحل والعقد في دولته في أي شأن من الشؤون العامة اقتضاء للمصلحة العامة لمن هم تحت يده. 

فيظهر المعارضة في حينها. 

وقد يكون مصيبا هذا المعارض في رأيه - وهذا قليل ونادر - لكن طريقة عرض رأيه فيها مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى و أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كيفية معرفة التوجيه النبوي الصحيح في إبداء النصيحة لولي الأمر مما قد يترتب على نصح هذا الناصح الجاهل. مفسدة أو مفاسد أعظم من مسألته التي أثارها فيترتب عليها مفاسد عظيمة . 


(  ثالثا  : المنشق ) 

من المصطلحات الحادثة ما يعرف بالمنشق مفرد وجمعه منشقون : وهو مصطلح غربي معناه الخروج عن فكر الجماعة وتركهم وقد ينتج عنه محاربتهم وهذا في مجتمعات الكفر وأما في المجتمع المسلم فهذا المنشق يسمى عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بالشاذ فكريا وبدنيا عن المجتمع المسلم أو يعرف بأنه من الخوارج وذلك لمخالفته عقيدة أهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح المبنية على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإنشقاقه هذا هو بعده وانسلاخه فكريا عن  دين الإسلام و تشبهه بفكر الخوارج و فكر ملل الكفر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم). 



وقد رأيت من يفتخر بالديمقراطية الغربية الإلحادية وان طعنه في المجتمع أو ولي الأمر ديمقراطية وان سكوت الشعوب عن حقوقها [ لا أعلم ماهي هذه الحقوق الا انه يظهر لي أنه يريد أن يكون كل فرد من أفراد المجتمع حاكما أو أميرا على غيره وهو في الحقيقة والواقع لم يضبط أو يصلح أهل بيته فكيف يصلح غيره بل تجده في نفسه كما يقال خربان وهو اسم فاعل في الخراب  إذ يجعل كلام ربنا عز وجل وكلام الذي لا ينطق عن الهوى وهو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خلاف ظهره ويزعم انه من المصلحين وهو والله من كبار المفسدين قال الله تعالى وتقدس في وصفه لحال مثل هؤلاء: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ} 

والمصلح الحقيقي هو من يدعو إلى كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم متبعا هدي السلف الصالح فالمصلح حقيقة مثل ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب والألباني وابن باز و العثيمين والجامي وربيع المدخلي ومقبل الوادعي رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله وإياكم بعلمهم الذي هو ميراث الانبياء والمرسلين. 

فمن أراد 

النجاة 

والنصح لنفسه ولغيره 

واراد رحمة الله وعفوه وغفرانه وجنته سلك مسلك الرسول صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام ولزم جادة الصحب رضي الله عنهم فثم الله والله النصح والنجاة 

وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح والرزق الطيب الحلال ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمه. 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

..........

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني

السبت، 3 فبراير 2024

[ من عقيدة أهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ]




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 

أما بعد 

فإن من عقيدة دين الإسلام الصحيح  :

انه لا يوجد خلاف أو فرقة أو بغض أو كراهة بين الخلفاء الراشدين المهديين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي إبن أبي طالب أو فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم - رضي الله عن الصحابة أجمعين -

فهم جميعهم أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم وآله وأبناء عمومته ومن قبيلة واحدة ومن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ومن زوجاته عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن والدها وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها وعن والدها وهن  آل بيته وأهل بيته.

ولم يذكر احد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أن خلافا جرى بين هؤلاء الصحب الكرام

 فهمهم الوحيد هو أتباع دين الإسلام ومتابعة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحرص على ما يرضي الله سبحانه وتعالى وخوفهم من الله سبحانه وتعالى وذلك بالبعد عن ما يسخطه ويغضبه ويوجبه غضبه وعقابه

فالدنيا عندهم لا تساوي شيئا.

ومن زعم أنهم اختلفوا من أجل أمر من أمور الدنيا فهو كاذب فاجر فهم يقدمون أرواحهم رخيصة في ابتغاء ما عند الله وفق أمرالله وأمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم يريدون بذلك وجه الله تعالى.

وأما من أحدث الخلاف بينهم في العصور المتأخرة فيريد هدم دين الإسلام و إحداث دين مخالف لدين الإسلام بإسم دين الإسلام وكان ذلك في زمن إبن سبأ وهو يهودي أظهر دين الإسلام وباطنه حرب دين الإسلام وأهله.

فقتل بسبب فتنته عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

فعليكم عباد الله بالسنة ولزومها

واتباع هدي السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين رحمهم الله جميعا ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين.

في علمكم وتعليمكم وعملكم ودعوتكم

ومن ذلك وجوب  السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف فبذلك أتى الكتاب العزيز والسنةالنبوية ولا يغرنكم [ السبأيين قوم إبن سبأ ] 

الذين شعارهم : " أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطعن في أمرائكم، تستميلوا قلوب الناس "، 

فهم لهم صور شتى 

وأشكال متنوعة 

وكلهم يتفقون على تهميش وتمييع الحقوق السنية للحاكم المسلم سعيا منهم في إباحة الخروج عليه 

فالخوارج عدة فرق

منها :

من يعلن كفره وإلحاده مثل القائلين  بالعلمانية أو الليبرالية أو الناصرية الماركسية. 

أو من يظهر شدة تمسكه بدين الإسلام ظاهرا  وهو في باطنه حرب للإسلام والمسلمين. 

 وفي هذا العصر ظهرت جماعات كل جماعة لها مرشد اشهرها جماعة الروافض المجوس الإيرانية وجماعة الإخوان الخوارج 

وهما متفقتان على حرب دين الإسلام وأهله. 

فكونوا ياعباد الله على حذر منهم ولا يغركم شعاراتهم البراقة ودعاتهم دعاة الضلالة وعليكم بكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح فهذا دين الإسلام الصحيح 

وعليكم  بحماعة المسلمين وحكامهم

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يمن علينا وعليكم بالسلامة والعافية من الفتن ما ظهر منها وما بطن. 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً...

........

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.

[ الفرق بين سيف رسول الله صلى الله عليه المسمى بذي الفقار والذي أهداه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين خنجر أبي لؤلؤة المجوسي لعنه الله ]

 









[ الفرق بين سيف رسول الله صلى الله عليه المسمى بذي الفقار والذي أهداه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين خنجر أبي لؤلؤة المجوسي لعنه الله ]




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 

أما بعد 

فإن هذه الصورة والتي هي صورة خنجر  المجرم الأثيم العلج فيروز الفارسي المكنى بأبي لؤلؤة عليه من الله اللعنات المتتابعات. أتى وصفها في دواوين السنة بأنها :

خنجر ذات طرفين.

أو خنجر ذات نصلين

أو شفرتين.

وبهذا الخنجر المسمومة الملعونة طعن أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين المهديين وسبب الطعن الغادر ان في عهده رضي الله عنه وفي عهد من قبله وهو صاحبه وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه فتحت بلاد فارس وانطفأت نار المجوس . فجن جنون أهل الجاهلية وأصحاب عباد النار  ؛ 

فلذا لا تستغرب الحقد والكره والبغض واللعن لخير أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم 

فلعن الله من لعن أبا بكر وعمر. 

ورضي الله عن أبي بكر الصديق وعمر الفاروق. 

وأما سيف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو سيف ذو حد واحد فقط ولايوجد له حدان  أو شفرتان كما يزعم فجرة المجوس. 

وفي أعلى هذا السيف فقرة أو فقرات كما فقرات الظهر و " كانت فيه حفر صغار حسان، ويقال للحفرة فقرة، فهو ذو فَقَار عدة" .

وصاحب السيف هو الرسول صلى الله عليه وسلم وأهداه الي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه 

 ولم يثبت  نزوله من السماء بهذا قال شيوخ الإسلام  منهم الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ( ١ / ١٦٦ ) فما بعدها 

: "... ولا نزل لعلي ولا لغيره سيف من السماء...." بل أحد  السيوف التي غنمها الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفار يوم بدر ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في كتاب منهاج السنة النبوية ( ٥ / ٧١) : " أن ذا الفقار لم يكن لعلي ، وإنما كان سيفا من سيوف أبي جهل غنمه المسلمون منه يوم بدر، فلم يكن يوم بدر ذو الفقار من سيوف المسلمين، بل من سيوف الكفار ". 

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :[ تَنَفَّلَ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ ]. رواه الترمذي  وابن ماجه رحمهما الله وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في  صحيح سنن ابن ماجه رحمه الله تعالى .

 ومن أراد معرفة المزيد فعليه بالرجوع إلى كتب السنة والسيرة والتاريخ. 

وأما عبارة :" لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي". فمن كذب الروافض ووضعهم  اخزاهم الله بهذا قال أئمة السنة وأعلام السلف الصالح فقد جعله أهل الحديث والعلم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الأخبار الواهية المكذوبة وأدرجوها في كتب الوضاعين وأخبارهم  الموضوعة المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وممن عده جمع كبير من الحفظة الثقات الاثبات  منهم ابن الجوزي رحمه الله في كتاب الموضوعات وفي إسناده عيسى بن مهران  من الروافض  يحدث بالموضوعات.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. 

............. 

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.

[ من أعلام وأئمة دعاة التوحيد والسنة ]




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 

أما بعد 

فإن رسالتنا هذه  المختصرة تتحدث عن صاحب الكتاب النفيس [ تيسير العزيز الحميد والذي هو شرح لكتاب جده الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى كتاب التوحيد ] وهذا الإمام هو سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا

اختصر هذا الكتاب الإمام العلامة عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا في كتابه النفيس الذي سماه ب[ فتح المجيد ].

والأصل ومختصره من الكتب القيمة التي يحرص على اقتنائها طلاب العلم 

ومن الحوادث العلمية للإمام سليمان بن عبدالله رحمه الله أنه كان يقول : " إنه يعرف رجال الحديث أكثر من معرفتي لأهل الدرعية". وهي بلدته[ انقل كلامه رحمه الله بالمعنى ] 

توفي نحتسبه شهيدا بإطلاق قذيفة مدفعية على وجهه الكريم من قبل جيش الدولة التركية العثمانية الجهمية الصوفية القبورية بعد غزوها لبلاد أهل التوحيد والسنة وجاء القتلة الي والده يهرعون يخبرونه بدم بارد أنهم قتلوا فلذة كبده. 

فقال كلمته المشهورة :" إن لم تقتلوه مات ". مثلها أو نحوها. 

وبقي كتاب هذا الإمام  ودعوته وعلمه الذي ورثه وبقيت دولته المملكه العربيه السعوديه صامدة لا يضرها زوابع الفتن  وأزال الله دولة العثمان الظالمة ؛ قال الله تعالى وتقدس : 

{ كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال }. 

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( إِنَّ مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبَ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَرَعَوْا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كلأ فذلك مثل من فَقه فِي دِينِ اللَّهِ ونَفَعه اللَّهُ بِمَا بَعَثَنِي وَنَفَعَ بِهِ، فَعَلِم وَعَلَّم، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ) 

  فندعو لهذا الإمام  بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وان يسكننا واياه وإياكم  الفردوس الأعلى من الجنة ولا ننس الدعاء لولاة أمر هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية

فهم لم يألوا جهدا في نشر التوحيد والسنة حتى ان أمير هذا الإمام وهو الأمير عبدالله بن سعود رحمه الله قتل بعد تعذيبه فنحتسبه شهيدا عند الله وذكر أحد الرحالة من الغربيين وأسمه روتير في تاريخه الذي جعل عنوانه ب[ رحلة من تفليس إلى القسطنطينية] وقد شهد مقتل آخر أمراء  الدولة السعودية في مرحلتها الأولى فيقول :" لقد رأيت بأم عيني إعدام عبد الله بن سعود، رئيس الوهابيين الذي قتلوه عند باب حدائق السراي. إن الترك وضعوا رأس عبدالله، بعد إعدامه، في فوهة مدفع ورموها، وأما جسده فعلقوه على عامود.. وثبتوه بخنجر".

أنظروا كيف تنبز وتعير الدعوة إلى كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح ب[ الوهابية] نسبة إلى الله سبحانه وتعالى فهو الملك الوهاب فأراد

أهل الشر المذمة وأراد الله برحمته الواسعه وفضله الحمد لهذه الطائفة المنصورة الناجية 

وأما حال أهلنا في الدرعية وهم مجتمع أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فقد ذكر العلامة عبدالرحمن الجبرتي رحمه الله  في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار ما نصه:" واستهل شهر صفر بيوم الجمعة سنة ١٢٣٥  وفيه، وصل جماعة من عسكر المغاربة والعرب الذين كانوا ببلاد الحجاز وصحبتهم أسرى من الوهابية نساءً وبنات وغلماناً، نزلوا عند الهمايل، وطفقوا يبيعونهم على من يشتريهم مع أنهم مسلمون وأحرار". 

قال الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } 

وفي دين الإسلام يحرم بيع الحر المسلم ففي حديث  أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه. 

وبفضل الله ورحمته عادت دولتنا المملكة العربية السعودية وعاد ولاة أمرنا آل سعود حفظهم الله ينصرون وينشرون التوحيد والسنة

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً ؛ قال تعالى : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ  إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }

" يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا حَتَّمَهُ وَقَضَاهُ لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، مِنَ السَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَوِرَاثَةِ الْأَرْضِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: { إِنَّ الأرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} . وَقَالَ: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ} . وَقَالَ: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا }  .وَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ هَذَا مَكْتُوبٌ مَسْطُورٌ فِي الْكُتُبِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ فَهُوَ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ } ، قَالَ الْأَعْمَشُ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَير عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} فَقَالَ الزَّبُورُ: التَّوْرَاةُ، وَالْإِنْجِيلُ، وَالْقُرْآنُ "

انتهى من تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى لهذه الآية الكريمة. 

و" آل سعود جزاهم الله خيراً  نصروا هذه الدعوة، هؤلاء لهم اليد الطولى في نصر هذا الحق  جزاهم الله خيراً  ساعدوا، نصروا، فالواجب محبتهم في الله، والدعاء لهم بالتوفيق، محبتهم في الله . العداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا  مصر، الشام، العراق، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ ؟ أين هم ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة ؟ غير هذه الدولة اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها ؛ لإزالة كل شر وكل نقص علينا أن ندعو الله لها بالتوحيد والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال".

و" بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول : إنَّ التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد التزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودافعت عنها  والمملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء يهمهم أمر المسلمين في العالم كله ويحرصون على نشر الإسلام في ربوع الدنيا لتنعم بما تنعم به هذه البلاد. هذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة "

[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله] 

ف" اسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم النعمة على أرض الجزيرة، وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التوحيد . السعوديون  وخصوصاً أهل العلم منهم لا يزالون  والحمد لله  محتفظون بعقيدتهم في التوحيد، محاربين للشركيات والوثنيات التي منها الاستغاثة بغير الله تعالى من الأموات .

الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه رفعوا راية التوحيد خفاقة في بلاد نجد وغيرها ، جزاهم الله عن الإسلام خيراً .

 عَلَمهُم هو العلم الوحيد في الدنيا الذي يكتب عليه إشارة التوحيد هذا العلم الذي يُلَوِح بالإيمان الصحيح والتوحيد الصحيح المقرون بالإيمان بأن محمداً رسول الله ألاَّ ترونهم في المساجد هناك يعبدون الله ويؤذن المؤذن .

منهجنا قائم على إتباع الكتاب والسنة, وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح, وأعتقد أن البلادالسعودية إلى الآن لا يزال الكثير من أهل العلم فيهم على هذا المنهج "

[ من كلام الإمام الألباني رحمه الله ] 

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يبارك في  ولاة أمرنا آل سعود وان يحفظهم بحفظه وان يكلأهم برعايته وان يرحم أئمة السنة وأعلام السلف الصالح الذين نشروا ونصروا ميراث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أمثال الإمام سليمان بن عبدالله وجده الإمام  محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا نفعنا الله وإياكم بعلمهم. 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 

.............

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الجمعة، 2 فبراير 2024

[ إجابة عن استفسار ]



بسم الله الرحمن الرحيم 


الى الأبناء الكرام 

الشيخين الفاضلين ........ .... 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

أما بعد 

فموجب هذه الرسالة الإجابة عن استفساركم حول كلام المتحدث في مقطع الفيديو الذي جرى ارساله من قبلكم إلينا وطلبكم الإفادة عن مضمونه من حيث الصواب من عدمه فأقول سائلا المولى سبحانه الصواب والسداد والاعانه والتوفيق والتوكل عليه :

ان المتحدث يحتاج كلامه الي إيضاح وتفصيل  :

          (  اولا  ) 


بعضهم يقول ان فلانا من الناس أصابه مرض الاكتئاب أو السرطان بسبب ذنوبه التي ارتكبها حال صحته وفي هذا الكلام نظر على جهة التعميم.. وقبل ان ابدأ الحديث اذكر لكم قصة جرت إمام عيني فقد كنت زائرا مريضا وحول هذا المريض مرضى آخرون فجاء واعظ فقال لجميع المرضى  :" تدرون ليش الله ابتلاكم وذلك انكم من أهل الذنوب والمعاصي " .

فتعميم هذا الواعظ غير دقيق وغير صحيح فالمشاهد ان كثيرا من أهل الذنوب والمعاصي بل والكفرة قد رزقهم الله العافية في أجسادهم ؛ ثم أليس الفقر والبعد عن الثرى والبعد عن الغناء وكذا القلة والذلة بلاء ومصيبة لذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديث صحيح منه :( ..... إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لا يُحِبُّ وَلا يُعْطِي الدِّينَ إِلا لِمَنْ أَحَبَّ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ) رواه أحمد رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله. 

وفي صحيح مسلم رحمه الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  :( رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ). والدنيا دار البلاء والمصائب والفتن يقول الله تعالى وتقدس : { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}. 

يقول الشاعر :

" حـكـمُ المنـيَّـةِ فـــي الـبـريَّـةِ جـــار** مـــا هـــذه الـدُّنـيــا بــــدار قــــرارِ

بيـنـا يُــرى الإنـسـانُ فيـهـا مُخـبـراً ** حـتَّـى يُــرى خـبـراً مــن الأَخـبــارِ

طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا ** صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ "

 فالبلاء في هذه الدنيا يصيب به من يشاء من عباده  الصالح والطالح.

فالصالح وان لم يعمل ذنبا قط يبتلى ليزداد أجرا وعلوا منزلة وامورا اخرى وماأمر أيوب عليه الصلاة والسلام عنا ببعيد...أو قد يصاب به الطفل الصغير السليم من الذنوب 

وقد يصاب به العبد لذنوب ارتكبها فكل شئ جرى للعبد إنما جرى بقضاء الله وقدره.وفي الحديث الصحيح :( ان الله يبتلي المؤمن على قدر إيمانه....) بنحوه أو مثله ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( إِنَّ مِنْ أَشَدّ النَّاس بَلاء الأَنْبِيَاء , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ). 

فالرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام تعرضوا للمصائب والابتلاءات والأمراض وهم من هم وهم من برأهم الله من كل ذنب ودنس ومعصية. 

وقتل أهل الكفر منهم. 

وفقد الرسول صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة رضي الله عنها والكثير من الولد من البنين والبنات رضي الله عنهم وتوفي مسموما محموما ودرعه مرهونا عند يهودي فصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

وطعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه فهل هذه الأمور جرت عليهم بسبب ذنوبهم ... كلا. 

ولكن يريد الله ان يرفع منزلتهم وان يعلو درجاتهم لحكمة منه سبحانه  فضلا من الله ورحمة. ويصيب الكفار بالبلاءمقتضى حكمته و عدله. 

فكل شى بقضاء الله وقدره يرحم الله المؤمنين والمؤمنات بالبلاء  فضلا ورحمة و يعذب الكفار والمنافقين بالبلاء عدلا وحكمة فكل شي من الله يدور بين الفضل والرحمة و الحكمة والعدل بقضاء الله وقدره تعالى ربنا وتقدس 

فعلينا الإيمان والتسليم. 

       (   ثانيا  ) 

مع ما سبق ذكره فلا شك أن الذنوب والمعاصي لها سبب عظيم في البلاء الذي يصيب الناس قال الله تعالى :{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } 

قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى  : " من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، إلى من يطلع عليه من المسلمين: وفقني الله وإياكم للتذكر والاعتبار، والاتعاظ بما تجري به الأقدار، والمبادرة بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والأوزار.. آمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فإن الله  بحكمته البالغة، وحجته القاطعة، وعلمه المحيط بكل شيء، يبتلى عباده بالسراء والضراء، والشدة والرخاء، وبالنعم والنقم، ليمتحن صبرهم وشكرهم، فمن صبر عند البلاء، وشكر عند الرخاء، وضرع إلى الله سبحانه عند حصول المصائب، يشكو إليه ذنوبه وتقصيره ويسأله رحمته وعفوه، أفلح كل الفلاح وفاز بالعاقبة الحميدة، قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: { الم ۝ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ۝ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} .

والمقصود بالفتنة في هذه الآية الاختبار والامتحان حتى يتبين الصادق من الكاذب، والصابر والشاكر، كما قال تعالى: { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} . قال تعالى:  { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} ، وقال تعالى:  { وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 

والحسنات هنا هي النعم من الخصب والرخاء والصحة والعزة، والنصر على الأعداء ونحو ذلك، والسيئات هنا هي المصائب، كالأمراض وتسليط الأعداء والزلازل، والرياح العاصفة والسيول الجارفة المدمرة ونحو ذلك، وقال : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } والمعنى أنه سبحانه قدر ما قدر من الحسنات والسيئات وما ظهر من الفساد، ليرجع الناس إلى الحق، ويبادروا بالتوبة مما حرم الله عليهم، ويسارعوا إلى طاعة الله ورسوله، لأن الكفر والمعاصي هما سبب كل بلاء وشر في الدنيا والآخرة.

وأما توحيد الله والإيمان به وبرسله، وطاعته وطاعة رسله، والتمسك بشريعته، والدعوة إليها، والإنكار على من خالفها فذلك هو سبب كل خير في الدنيا والآخرة، وفي الثبات على ذلك والتواصي به والتعاون عليه، عز الدنيا والآخرة، والنجاة من كل مكروه، والعافية من كل فتنة، كما قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } 

قال تعالى: { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ۝ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ } .

قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} . قال تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وقد بيَّنَ سبحانه في آيات كثيرات أن الذي أصاب الأمم السابقة من العذاب والنكال بالطوفان والريح العقيم والصيحة والغرق والخسف وغير ذلك كله بأسباب كفرهم وذنوبهم، كما قال: { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} .

قال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} .

وأمر عباده بالتوبة إليه، والضراعة إليه عند وقوع المصائب، فقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ }. 

قال تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .

قال تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ() فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } وفي هذه الآية الكريمة حث من الله سبحانه لعباده، وترغيب لهم إذا حلت بهم المصائب من الأمراض والجراح والقتال والزلازل والريح العاصفة وغير ذلك من المصائب، أن يتضرعوا إليه ويفتقروا إليه فيسألوه العون ". [ مجموع فتاوى ومقالات الإمام ابن باز رحمه الله تعالى ( ٢ / ١٢٦ )] .

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنة. 

ورزقنا الله وإياكم الإيمان والرضا والتسليم ونسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يمن علينا وعليكم بالصحة والعافية والسلامة من كل مرض َوداء وبلاء ومصيبة.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما...

...............

كتبه محبكم في الله  : غازي بن عوض العرماني.