بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
أما بعد
فقد استمعت إلى أبيات شعرية نبطية هذه الأبيات يقول فيها الشاعر :
" يعز الدين برجال تعزه.
مذاهب دون سنتها أرمامه
فلا بناء ولا جامي ولا به
سواء سنة بالتحامه.... الخ الأبيات ". وقد تناقلت هذه القصيدة وسائل التواصل الاجتماعي وفيها هذا التشهير والطعن في الإمام محمد الجامي رحمه الله ؛ عفا الله عن هذا الشاعر فهو أراد نصر الدين لكن جهله بحال احد كبار علماء السنة شان هذا البيت .
وانا اعذره لأنه لا يعرف منزلة الإمام محمد الجامي والذي قام بالتعريض فيه على جهة الذم و أخبار تشويه سيرة هذا الإمام الذي هو من أئمة السنة و من أعلام السلف الصالح الإمام محمد بن امان الجامي رحمه الله بسبب كذب وإفتراء من جماعة الإخوانية الخوارج
وقد سمعت من بيته الشعري ان جعل مثله مثل حسن البناء مؤسس حزب الإخوانية الخوارج كفى الله المسلمين شرهم.
علما بأن سبب إطلاق عبارة الجامية جرى بسبب حرب جماعة الإخوانية الخوارج لهذا الإمام رحمه الله ؛ وقد حدث في زمن غزو البعثي صدام حسين العراقي للدولة المسلمة العربية دولة الكويت وجرى الاستعانة بمن لهم مع ولي الأمر عهد وميثاق من الدول غير الإسلامية ومشروعية جواز الاستعانة بالمشرك أتت صحتها بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويؤكد ذلك حكم الحاكم في المسائل المتنازع فيها فإنه يصار اليه وجوبا قطعا للخلاف ولوجود أدلة شرعية تثبت صحة توجه الحاكم مع تأييد كبار العلماء له وكان الحاكم في حينها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
ولنا ( رسالة في مشروعية جواز الاستعانة بالكفار والمشركين عملا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ) ذكرنا فيها الأدلة الشرعية والحجج العقلية على صحة مشروعية هذا الأمر.
وكان ممن رد عليهم في هذه المسألة الإمام ربيع المدخلي حفظه الله وأنبرى لهم الإمام الجامي رحمه الله في الرد على رموز الأحزاب السياسية الذين لبسوا لباس التقوى وهم براء منها فكشف شبهاتهم وفند تلبيساتهم فأغضب الخوارج طريقته فنالوا من عرضه وقاموا بإيذائه وضربه فصبر لهم احتسابا للأجر والمثوبة في الذود عن توحيد الله سبحانه وتعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فكأن لسان حاله يقول ما ثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم :( هلْ أنتِ إِلَّا إِصبَعٌ دَميتِ و في سبيلِ اللهِ ما لقيت).
و بمثل ما قَالَ الصحابي الجليل خُبَيْبٌ الأنْصَارِيُّ رضي الله عنه : " وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا... علَى أيِّ شِقٍّ كانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي، وَذلكَ في ذَاتِ الإلَهِ وإنْ يَشَأْ... يُبَارِكْ علَى أوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ ".
والإمام محمد الجامي رحمه الله من أعلم أهل الأرض في عصره في معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف وخاصة [ توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية ومعرفة حال الرجال والفرق ] وقد أثنى عليه كبار علماء عصره مثل الأئمة الألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله وأثنى عليه الإمام ربيع المدخلي حفظه الله.
وعبارة هذا الشاعر كأنه يقول فيها :" ليس فينا مبتدعة فنحن من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ".
وصدق في قوله ؛ لكنه أخطأ في الحاق إسم الجامي مع إسم مؤسس فرقة ضالة هي جماعة الإخوان وهي جماعة محظورة في أغلب دول العالم بما فيها المملكة العربية السعودية فكان عليه تمييز الغث من السمين ومعرفة أهل الحق من أهل الباطل ودراسة ألفاظ أبياته الشعرية دراسة علمية مستفيضة لئلا يرمى بها الأبرياء بما ليس فيهم من غير قصد ولا تعمد .
وللأسف أن هذه العبارة قيلت أمام المدعو عثمان الخميس بعد زيارة قام بها الي مدينة حائل .
وقد وجدت للمدعو عثمان الخميس مقطع فيديو يصف العالم الجليل محمد امان الجامي رحمه الله:
" بأنه يكتب التقارير عن الدعاة [طبعا دعاة الخوارج الإخوانية وهم دعاة التكفير وإستحلال دماء المسلمين وممن يرون الخروج على ولاة الأمر] فيرسلها الي الجهات الأمنية " هكذا وصف عثمان الخميس الإمام محمد امان الجامي رحمه الله سقته بالمعنى. وهذا الأمر أن ثبتت صحته عن الإمام الجامي رحمه الله فهو واجب شرعا لا يمنعه ولا يذمه الا أهل الضلال فهذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومن جهاد الخوارج الإخوانية في تفنيد شبهاتهم وفضح بدعهم وكشف ضلالات رموزهم فهو من الجهاد الأكبر وهو جهاد الخاصة الذي لا يحسنه الا كبار علماء أعلام السلف الصالح.
كما أن فيه حماية للمجتمع من شرورهم.
و تحذير أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الخوارج - في مقدمة المسلمين الذين يجب تحذيرهم هم ولي الأمر ومن عهد إليه المحافظة على الأمن ثم تحذير عامة المسلمين من خطرهم
من أجل سلامة المجتمع وخاصة الشباب من شبهاتهم تحذير لهم منها
فقد ورد في الحديث الصحيح الثابت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وصف الخوارج بأنهم :( حدثاء الأسنان )
أي صغار سن.
وهذ العمل سنة مضى فيها أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأتى في هدي خلفائه الراشدين و صحابته رضي الله عنهم أجمعين وهذا شرف وواجب شرعي . وجميع علماء السنة أتباع السلف الصالح يتفقون مع ولي أمرالمسلمين في التحذير من هذه الفئة التكفيرية الخطيرة ومحاربتها.
لكن حب تشويه أئمة السنة وأعلام السلف الصالح بهذه الصورة التي جرى ذكرها سابقا ديدن سارت عليه فرقة الإخوان الخوارج ليتسنى لهم إضلال العوام ومن تبعهم من قطيعهم أشباه البهائم فعمدوا الي رمي شيوخ الإسلام بالتجسس والعمالة وذلك لإتفاق علماء السنة اتباع السلف الصالح مع رجال الأمن على عدم المساس في الحقوق الشرعية والواجبات المرعية الثابتة المبينة لعلو منزلة ولي الأمر لأن هذا الأمر وهو أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف أصل من أصول الإسلام دلت عليه أدلة الكتاب العزيزوالسنةالنبوية وعليه إجماع علماء السنة اتباع السلف الصالح.
والجامي أو الجامية إذا أطلقت على رجل على جهة النبز والتعيير فإن المبتدع الضال يريد بها تشويه السمعة والهمز واللمز وتشويه علماء الإسلام المعتبرين شرعا ؛يشابه إطلاق هذا المصطلح بإطلاق مصطلح الوهابية سابقا وقبلها التيميه. وقبلها الحشوية
فمن عير بالجامية أهل السنة والجماعة بهذا اللفظ فأعلم انه من الخوارج الإخوانية
ومن عيرهم بالوهابية فهو من عباد القبور اذناب الدولة العثمانية الماتوريدية الصوفية.ومن عيرهم بالتيمية : فهو معطل جهمي وصوفي قبوري أو من الفلاسفة الملحدين .
ومن عير بالحشوية :فهو لا يريد العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويكره أئمة الحديث فهم متهم في عقيدته أو في الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجمع أهل الشر وينتظمها جماعة الإخوان الخوارج.وأما الجامية :فهي الإسلام الصحيح وتعني العمل بالكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح.
ومن نبز وعير بهذه المصطلحات فهو لا يريد السنة ولا يريد العمل في أصولها ؛ لأن من أصول السنة أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وهذا يضاد التوجه الفكري المنحرف لحزب الإخواني الخارجي.
كتبت هذه الرسالة دفاعا عن الإمام الجليل محمد الجامي رحمه الله وقد ثبت في السنة من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً الي الرسول صلى الله عليه وسلم :( مَن ردَّ عن عِرضِ أخيه ردَّ اللهُ عن وجهِه النَّارَ يومَ القيامةِ ).رواه أحمد والترمذي رحمهما الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي رحمه الله. قال العلامة ابنُ عَساكِر رحمه الله في كتاب تبيين المفتري :"أعلَم يا أخي وفَّقَنا اللهُ وإيَّاك لِمَرْضاتِه، وجعَلَنا ممَّن يخشاه ويتَّقِيه حَقَّ تُقاتِه، أنَّ لُحومَ العُلَماءِ رحمةُ اللهِ عليهم مسمومةٌ، وعادةَ اللهِ في هَتْكِ أستارِ مُنتَقِصِيهم معلومةٌ؛ لأنَّ الوقيعةَ فيهم بما هم منه بَراءٌ أَمْرُه عظيمٌ، والتناوُلَ لأعراضِهم بالزُّورِ والافتراءِ مَرْتَعٌ وَخِيمٌ، والاختِلاقَ على من اختاره اللهُ منهم لِنَعْشِ العِلمِ خُلُقٌ ذَميمٌ".وقال الطحاوي رحمه الله في متن عقيدةالطحاوي :"عُلَماءُ السَّلَفِ مِنَ السَّابقينَ، ومَن بَعْدَهم من التَّابعينَ أهلِ الخَيرِ والأَثَرِ، وأهلِ الفِقْهِ والنَّظَرِ، لا يُذكَرونَ إلَّا بالجَميلِ، ومن ذَكَرَهم بسُوءٍ فهو على غَيرِ السَّبيلِ ".وعند وفاة هذا الإمام الجليل قام بتعزية أهله وذويه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى حينما كان وليا للعهد وعزاه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله.
رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى.
ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والرزق الطيب الحلال والعمل الصالح وحسن الخاتمه.
وعفا عنا وعنكم وعن اخينا الشاعر.
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
...................
كتبه : غازي بن عوض العرماني.