بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فإستجابة للإخوة طلاب العلم فمثلهم طلبه لايرد لأن في بحثهم إعانة لنا على بحث المسائل العلمية كل ذلك بعد توفيق الله تبارك وتعالى وفضله ورحمته فجرى بحث عود الضمير في حديث سيأت ذكره في رسالتنا هذه وتبين لنا بعد دراسة الحديث أن هنا روايات عن عود الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم :( كالسلسلة) وفي لفظ ( كأنه سلسلة) وهذه الروايات كلها في صحيح البخاري رحمه الله :
الرواية الأولى :
في صحيح البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خُضْعَانًا لقوله، كالسلسلة على صَفْوانٍ، فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير..... )
حديث رقم ( ٤٧٠١ ).
الشاهد :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ضربت الملائكة بأجنحتها خُضْعَانًا لقوله، كالسلسلة على صَفْوانٍ...)
فظاهر اللفظ أن الضمير يعود إلى الملائكة عليهم الصلاة والسلام فكأنه يصف حالهم عند نزول كلام الله سبحانه وتعالى خوفا وهيبة وخضعانا لقوله تعالى ربنا وتقدس بأنهم كالسلسلة على الصفوان.
وأما الرواية الأخرى التي جاءت بلفظ آخر وفيها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( إذا قضى اللَّهُ الأمرَ في السَّماءِ ضربَتِ الملائِكَةُ بأجنحتِها خُضعانًا لقَولِهِ ، كأنَّهُ سِلسِلةٌ علَى صَفوانٍ.. ) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٤٨٠٠).
وصحح هذه الرواية الأخيرة الإمام الألباني رحمه الله في مختصر العلو.
الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم : (.... خُضعانًا لقَولِهِ ، كأنَّهُ سِلسِلةٌ علَى صَفوانٍ....).
فظاهر عود الضمير في الرواية الأخيرة إلى كلام الله سبحانه وتعالى وعظيم صفة كلام ربنا تعالى وتقدس وهيبته .
وفي عود الضمير أقوال لأئمة السلف.
وهذا لاينافي إثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى فصفة كلام الله سبحانه وتعالى قد ثبتت في آيات كثيرة وأحاديث متواترة وعلى ذلك إجماع السلف الصالح.
يثبتون كلام الله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بربنا عز وجل من غير تمثيل ولا تكييف منحرف ولاتعطيل ولا تأويل باطل ولا تحريف نثبت المعنى ونفوض الكيف امتثالا لقوله تعالى وتقدس :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} قال ابن عباس رضي الله عنهما : " ليس له نظير . { وهو السميع البصير }" .[ تفسير الإمام البغوي رحمه الله ].
وينظر في مسألتنا هذه كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب قول الله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } وشروح أئمة السنة وأعلام السلف لهذا السفر المبارك.
هذا الذي ظهر لي
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
.......
كتبه :
غازي بن عوض العرماني.