بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فموجب تحرير هذه الرسالة هي وصية لإخواني طلاب العلم فقد رأيت من ينشر في حالات جواله لرموز الضلال ودعاة التكفير وناشري نهج الخوارج والتصوف القبوري
والتعطيل الجهمي بأنواعه
أو غيرهم من ذوي التوجهات الفكرية المنحرفة.
من الجهلة [ جهلة بعلوم الشرع أو جهلة بحال دعاة الضلال ]
أيها الإخوة،
يسأل من جهل حال هذه الجماعات الضالة ورموزها :
• لماذا تنتشر دعوة. التكفير ومن ذلك تنظيم القاعدة وداعش وماسبب ظهورها ؟
ولما هذا التكفير للمجتمعات ؟
وما سبب ظهور ثمرته ونتيجته: وهو إستحلال الدماء المعصومة من مسلمين ومعاهدين ؟
فالجواب نقول والله المستعان وعليه التكلان :
لأسباب منها :
فمن ذلك إنتشار أو نشر مقاطع فيديو او صوتيات أهل الأحزاب الضالة ، و التي ظاهرها التمسح بالدين ( ظاهرها العسل والسم في باطنها )، ولا يعرفُ ذلك إلا من كان مؤصلا عقديا مؤهلا علميا وكانت تربيته على الكتاب والسنة وفق نهج سلفنا الصالح ثم رزقه الله شيخا سنياسلفيا فمن: " سعادة الحدث والاعجمي ان يوفق لشيخ سني " كما ورد ذلك عن احد علماء السلف الصالح
أيها الإخوة :
جرى تشُويهَ صورة الإسلام ناصعة البياض وحُوربَ بسبب تمكن هؤلاء المبتدعة من وسائل الإعلام المختلفة.
وأصبح ينبز مشايخ السنة عند الجهلة والمبتدعة :
ويعيرون ويطعن في نياتهم الخفية التي لا يعلمها إلا الله ويكذب عليهم وعند التمعّنِ والاطلاع على واقع الحال نجدُ أنّ أهل الحزبيّة هم من يريد الدنيا ،
وهمْ من يسعون خلف المناصب ،
وهم من تحملهم الطائرات ويسكنون في الفنادق على حساب غيرهم ،
وتُصرفُ لهم الأموال على نفقة الدّول الإسلامية،
وهم السبب المباشر في نشر التكفير واستحلال الدماء والإخلال بأمن الدول ومحاولة إيغار الصدور على رجال الأمن…
فلا حققوا التوحيد ولا رفعوا رأسا بالسنة
ولا أتبعوها
ولا نصروها
ولا دافعوا عنها…
بل رُميت وأهلها
بالتشدد
والتكفير
والإرجاء
والعمالة وأطلق عليها ألقابٌ فيها
نبز
وتعيير
وتنفيرٌ منْها
ومن حمَلتها وتشويهُ لهم
لكن هذا دين الله الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده {إنّ الدين عند الله الإسلام}، ولن يقبل الله من خلقه دينا غير دين الإسلام
فأنت أيها الناشر،
وانت ياطالب العلم،
انشر التوحيد والسنة..
انشر منهج السلف الصالح
بينوا أهمية السنة وأصولها التي بينت على إدلة الكتاب العزيز والسنة النبوية وإجماع شيوخ الإسلام
وأئمة السنة وعلى ذلك كبار علماء السلف الصالح والتي من أهم أصول السنة :
•
إيضاح أهميةأصل الرد على المخالف ممن خالف الإسلام فنبذ التوحيد وراء ظهره وأنكر السنة ومال مع أهل البدع والأهواء والأحزاب .
•
بيان إن الإسلام جماعة واحدة لاجماعات
ودين واحد لاديانات.
•
أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وتفنيد شبه من حاول تمييع هذا الأصل أو تهميشه .
أنظروا أيها الإخوة هؤلاء الكفرة من نصارى وعُبّاد وثن، قدّموا خدمات لراحة البشر وإسعادهم في دنياهم، لكنهم في ضلال وتيهٍ وخواء روحي وضياع فكري وكفر بالله ،
وفي شقاءٍ لا مثيل له بسبب إعراضهم عن الله، قال ربنا تعالى وتقدس: { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً }
وهم بحاجة ماسة الي من يعلمهم التوحيد ففيه حياة البشر وسعادتهم وفيه الهدوء والسكينة والأمن والأمان والاستقرار الروحي والعلاج النفسي
وهذه الأحزاب الضالة التي نسبت نفسها إلى الإسلام ظلما وزورا. لم يمثلوا الإسلام بصورته الحقيقية الصحيحة السليمة من الشوائب والعوائق والأفكار المنحلة الضالة .
فقد حملوا مذهبهم الدموي التكفيري الفاسد إلى أوروبا وأمريكا وإلى كل مكان ، فأفسدوا في الأرض وتسبّبوا في منع الإسلام الصحيح .وضيقوا على مشايخ السنة ومنعوا بتصرفاتهم الهوجاء انتشار المد الإسلامي الصحيح
فكانوا كالمُمهدين لنشر فكر الشر والطعن في الإسلام وحملته بعد استحلالهم للدماء البريئة المعصومة وتفجيراتهم الرّعناء وتصفياتهم الهمجية المخالفة لدين الإسلام وهذه التصرفات الحمقاء خدمت أعداء الإسلام..
فكأن لسان حال بعض الجهلة بالعلم الشرعي يقول: إن دين الصوفية القبوري والرفض الإيراني الصفوي هم أهل الإسلام.
ومع هذا يُلصقون التهم الباطلة بدعوة شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى أو
دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى،
فصرنا نسمع النبزوالتعيير ب:
• التيمية،
• والوهابية،
• والجامية،
• والألبانية،
• والمدخلية،
• والمرجئة…
وذلك:
و من ينبز ويعير بهذه الأوصاف هم من يُطبق الإسلام الصحيح[ معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح] بشروطه وضوابطه في جميع أمور الدين ومن ذلك مسائل الإيمان والتكفير، وتفريقهم بين التكفير المطلق والتكفير المعين
ومحاربة تكفير ولاة أمر المسلمين والخروج عليهم بأي صورة كانت أو تكفير المجتمعات الإسلامية ، وقيام كبار علماء السنة بكشفهم لشبههم التكفيرية التي يغسلون بها أدمغة حدثاء الأسنان[ كما أتى وصفهم في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ] البعيدين عن العلماء الفقهاء والذين منعوا من مجالسة علماء السنة أتباع السلف الصالح، بل يُحذر هؤلاء هؤلاء الجهلة من أهل الحق ومن ذلك بتعييرهم بما سبق من ألقاب ليُتاح المجال لأهل الفتن في نشر باطلهم و غسيل فكرهم القذر..
وللأسف، قد حصل سابقا بوادر بين الجهلة ؛ فهاهم المبتدعة الضلال يُنشر لهم بوسائل الإعلام المختلفة وتنشر أقوالهم لإضلال بقية العوام، ليُنتجوا ويُفرّخوا نسخاً تكفيرية داعشية وقاعدية..
لكن هيهات لهم
فلا تزالُ طائفة من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- منصورة ناجية ؛ روى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ) وفي رواية مسلم رحمه الله : (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ).
وعن معاوية رضي الله عنه قال : ( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك )وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخـرهم المسيح الدجال ).
ولا يزالُ العدول الثقات الحفظة الأثبات ينفون عن دين الله تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين.كما ثبت في السنة مرفوعا ونصه :
( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ). رواه جمع من أهل العلم و صححه الإمام الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح حديث رقم ( ٢٤٨).
فأهل الحق لايقبلون الا الحق ولا يرضون الخطأ ولايقرونه مهما علت منزلة قائله ، وإن كانت زلةً أو هفوة ممن انتسب إلى أهل العلم ، فيُبيّنون موضع الخطأ، ويُحذرون من الخطأ، ويتجنبون أهل الزيغ والضلال والإنحراف.بالعلم والعدل والإنصاف والحكمة والحق بالإدلة بعيدا عن الظلم والكذب والحيف والهوى
فالجماعة عندهم هم أهل السنة والجماعة، أتباعُ السلف -وإن كنت وحدك-، فقد سئل الإمام إبن المبارك رحمه الله عن الجماعة فقال : أبوحمزة السكري.
فالكثرة لاتدل على الحق
أنظر قوله تعالى: { وإن تطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله}، فليس الميزان في الإسلام الكثرة و القلة، بل العبرة بإتباع الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح.
فلله در علماء السنة :
فكم نيل من أجسادهم الطيبة بضربٍ أو أذى أو قتل ؟
أو نيلَ من أموالهم بتضييقٍ أو منع أو إبعاد عن وظائفهم ؟
لكن، كيف برجال حملوا همّ الإسلام بحق وفق الحق كما وصفهم إمام من أئمتهم -شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه- بأنّ جنتهم في قلوبهم، فقتلهم شهادة وسجنهم خلوة بربهم ونفيهم من بلدهم سياحة،
فأزرت الحيلة أعداءهم
وبعضهم يعاني من قلة ذات يد لايعلمها إلا الله وحده، فلسان حالهم يقول: في الضراء صبرٌ وفي السرّاء شكرٌ،
وهمْ -مع هذا- سيوفهم مسلولة وخيولهم مُسرّجة ودماءُ أعدائهم منهم مضرجة، لا يكلون ولا يملون، إبراءً للذمة
ونصحاً للأمة، ولئلا يُتبعَ أهلُ الأهواء والبدع في بدعهم وضلالهم، يعرفون الحقّ ويرحمون الخلق،وربهم وسع كل شئ رحمة وعلما
فما أجمل أثرهم على الناس،
وما أقبح أثر الناس عليهم.
أيها الإخوة
يا طلاب العلم،
لن تنالوا هذه المنزلة إلا بالجد والمثابرة والتشمير في
•
طلب العلم السني السلفي وثني الركب على مشايخ السنة السلفيين.
•
وترك مجالسة أهل البدعة والأهواء والبدع
•
ولزوم غرز كبار علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح.
•
ثم العمل بما علمت فإقتضاء العلم العمل.
•
ثم الدعوة إلي الله بعلم الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة.
•
ثم الصبر على الأذى فيه .
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة.
وأوصي الإخوة طلاب العلم بالبعد عن الجماعات الضالة ولزوم طاعة ولاة أمرنا فطاعتهم من طاعة الله سبحانه وتعالى ومن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. احذروا ممن يحرض عليهم من ذوي التوجهات الثورية فإنهم من أعداء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .
----------
كتبهُ :
غازي بن عوض العرماني
٢١ جمادى الآخرة ١٤٣٧ هجري.