بسم الله الرحمن الرحيم
احمد الله سبحانه وتعالى
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واصلي واسلم وابارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
ثم احمد الله وهو وحده المستحق للمدح والحمد والشكر والثناء ان جعلنا من أهل التوحيد والسنة المحبين لنهج وهدي سلفنا الصالح ثم له الفضل والثناء والشكر والحمد والمدح أن هيأ لنا علماء سنة سلفيين أمثال الأئمة عبدالرحمن بن حسن وجده الإمام محمد بن عبدالوهاب والألباني وابن باز وربيع المدخلي ومحمد امان الجامي رحمهم الله تعالى وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله وإياكم بعلم الجميع ثم نحمد الله ان هيأ لهم وهيأ لنا ولاة أمر صالحين يعرفون الحق وينصرونه ويقدمون ارواحهم فداء لدين الله دين الإسلام
والناس سابقا ولاحقا منتشر بينهم شد الرحل الي اصحاب القبور ودعاء أصحابها من دون الله سبحانه وتعالى والذبح والنذر لغير الله تبارك وتعالى فصرفوا هذه العبادات العظيمة لغير الله سبحانه وتعالى ووجد من يطوف حول فحل النخل يطلبه الرزق والولد والمدد
وهذا هو عين الشرك بالله سبحانه وتعالي وكثرة فرق التصوف القبوري.
مع وجود ملاحدة المناطقة
واتباعهم من علماء الكلام وانتشار التعطيل الجهمي بفرقه المتعدده من معتزلة وكلابية وكرامية وماتريدية؛ فكان لولاة أمرنا أسرة ال سعود المباركة الطيبة جهد عظيم في بيان التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام فأبلوا في نشره ونصره بلاء حسنا فلا يوجد في المملكة العربية السعودية ضريح يعبد أو قبر يعظم فجزاهم الله عنا خير الجزاء.
وقد قام أئمة الدعوة السنية السلفية بتجريد التوحيد وتحقيقه وتخليصه من مسائل الشرك ووسائله في علمهم وتعليمهم وقولهم وعملهم ودعوتهم فحياتهم توحيد لله وصبرا على الاذى فيه.
فهم أهل الحق ونصروا الحق بعلم وعدل وانصاف وحكمة ورحمة وصدق بعيدين كل البعد عن الأخطاء العقدية
ونحسبهم انهم لايتعمدون الوقوع في الخطأ نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا وقد يحصل الخطأ اجتهادا لا تعمدا على جهة القلة والندرة ثم لا يسكتون على الخطأ بل يقومون بالتصحيح والتصويب؛فرحمهم الله واجزل لهم المثوبة والاجر فما نحن فيه من نعمة التوحيد والسنة والخير والحق الا بفضل الله وحده ثم فضل ولاة أمرنا وعلماء السنة .
وأما السؤال عن ايراد ذكر عبارة الزمخشري في كتاب الإمام عبدالرحمن بن حسن رحمه الله المعروف ب[ فتح المجيد ] وهو شرح لكتاب جده الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى المعروف ب[ كتاب التوحيد ] عبارة وافق فيها الزمخشري الحق
وهذه العبارة نصها من كتاب فتح المجيد :" قال الزمخشري: "كانوا إذا اشتروا دارا أو بنوها أو استخرجوا عينا ذبحوا ذبيحة خوفا أن تصيبهم الجن، فأضيفت إليهم الذبائح لذلك "
وهذه العبارة أتى بها في باب ماجاء في الذبح لغير الله من كتاب فتح المجيد وهو كتاب خاص نفيس في بيان العقيدة الصحيحة وما يضادها ويتحدث في توحيد الله في أسمائه الحسنى وصفاته العلى وفي الوهيته ربوبيته وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح والذي تحاربه وتخالفه المعتزلة الذين عرفوا بالتعطيل الجهمي وانكار ما ثبت في الكتاب والسنة من صفات الله سبحانه وتعالى وأما إثبات المعتزلة لأسماء الله فظاهره الإثبات وباطنه التعطيل لمعاني هذه الأسماء الثابتة في نصوص الوحيين فقالت المعتزلة بتباين الألفاظ وبترادف معاني ألفاظ هذه الأسماء كما هو معروف عنهم
والمعتزلة معطلة جهمية اشتهروا بذلك وهم نفاة للقدر خوارج يرون كفر عصاة الموحدين ويبيحون الخروج على ولاة الأمور.
وهنا أحوال ممن يريد الإطلاع على مؤلفات رموز الضلال أو النقل عن مؤلفاتهم المشتملة للضلال المتضمنة للباطل وهذه الحالات هي :
( الحالة الأولى ) :
خاصة في من يقرأها وحده فقط ليستفيد من الصواب الموجود فيها ويحذر من اخطائهم.
( الحالة الثانية ) :
وهذه خاصة كذلك في من اطلع عليها لبيان الشبهات الموجودة في كتب هؤلاء المبتدعة وتفنيدها والتحذير من مواقع الأخطاء العقدية فيها
( الحالة الثالثة ) :
وهذه عامة لمن أراد ان ينقل عنهم العبارة الصحيحة لكن يسكت عن بيان حال المنقول عنه
( الحالة الرابعة ) :
وهي كذلك عامة في من ينقل عن مؤلفاتهم وفيها الأخطاء العقدية فيسكت عن بيان الخطأ في العبارة المنقولة مع سكوته عن بيان حال الشخص رغم ضلاله وانحرافه.
( الحالة الخامسة ) :
ان ينقل عنهم الفوائد العلمية ويحذر من مواضع الأخطاء في كتبهم ويبين حال من نقل عنه.
ويحتج بصحة عبارة هذا الضال وموافقتها للحق ليبين فساد ما عند أهل الأهواء والبدع والفرق من باطل.
فهذه أحوال خمسة.
وعند التمعن نجد الحق و الصواب :
في حالتين هما الحالة الثانية و الخامسة فالأولى فيها نظر بين واضح إذ لايؤمن على من اطلع على كتب أهل الضلال ان يتلبس في البدع الموجودة في هذه الكتب ف"القلوب ضعيفة والشبه خطافة" ولهذه الحال أصل شرعي في المنع وذلك " أنَّ عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكتابٍ أصابه من بعضِ أهلِ الكتابِ فقرأه على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال فغضب وقال :( أتَتَهوَّكون فيها يا ابنَ الخطابِ والذي نفسي بيدِه لقد جئتُكم بها بيضاءَ نقيَّةً لا تسألوهم عن شيءٍ فيخبرونكم بحقٍّ فتكذبونَه أو بباطلٍ فتُصدِّقونه والذي نفسي بيدِه لو أنَّ موسى كان حيًّا ما وسِعَه إلا أن يَتبَعني).
رواه الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما وخرجه الإمام أحمد رحمه الله وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في الإرواء ( ١٥٨٩ ).
.فمنع الرسول صلى الله عليه وسلم النقل عنهم لان الحق في رسالته وهي شافية كافية وافية ؛ كما أن الخير موجود في الكتب السليمة الخالية من سموم البدع مثل كتب أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح الخالية من البدع والأهواء وهي كثيرة ولله الحمد ومن لم يهتدي بنور الكتاب العزيز والسنةالنبوية إذا كان وفق هدي السلف الصالح فحاله في ضلال لأن الوحي مصدر سعادة الإنسان في الدارين...
وفي الحالتين الثالثة والرابعة مع ماذكرنا في منع الحالة الأولى ان فيها غش للعامي وطالب العلم المبتدئ بل ولكثير من طلاب العلم لقلة الراسخين في علم التوحيد
ثم هنا أمر وهو انه يشترط في جميع هذه الأحوال العلم المؤصل واجادته في معرفة مواضع البدع من كتب أهل الضلال وإتقانه الرد عليها وإيضاح فسادها
ثم نأت الي مسألتنا :
فأيراد الإمام عبدالرحمن بن حسن رحمه الله لهذه العبارة لأحد أئمة المعتزلة الضلال لعله لموافقتها للحق فذكرها من باب الاحتجاج على أهل الباطل لان الزمخشري مقدم عند أهل الأهواء والبدع ؟
وقد يحتمل انه نقلها من كتاب احد العلماء الموثوق بهم .
وعلى كل ؛ فإن كل يؤخذ من قوله ويرد الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأبى الله الا ان يكون لكتابه الكمال والتمام والعصمة من الأخطاء؛ قال اللهُ سُبحانَه وتعالى :{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا } قال ابن عباس رضي الله عنهما :" أي تفاوتا وتناقضا كثيرا ".
رحم الله الإمام عبدالرحمن بن حسن وجده شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ووالدينا ووالديكم ؛ رحمة واسعه وعفا عنهم وغفر لهم واسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة.
جرى تحرير هذه الرسالة جوابا لسؤالك ؛ رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه.
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
،،،،،،،،،،،،،،
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني