الخميس، 19 أكتوبر 2023

قال أحدهم : " لا يجوز تتبع زلات العلماء "..


بمعنى الإنكار العلني على من يبين الزلات ليجتنبها طالب العلم والصحيح ان معنى تتبع زلات العلماء :

هو اتباع العلماء في زلاتهم والرضى بها وقبولها ولو كانت خلاف الشرع المنزل.

وأما بيان ضلال من ضل وإيضاح الفواقر العقدية لمن زل فليس من تتبع الزلات إذ انه يسمى الرد على المخالف وهو أصل كبير من أصول الإسلام ومبانيه العظام وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو من الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى بل هو أعظم الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى امتثالا لقوله تعالى :{ وجاهدهم به جهادا كبيرا}

وإذا سكت أهل الحق عن بيان الحق اشتبه الحق بالباطل فلم يعرف الحق من الباطل.

قال الإمام  أحمد رحمه الله : إذا سكتَّ أنت وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟...

ولو تأملت كثيرا من كتب كبار علماء الإسلام لوجدتها ردود على أهل الصوفية القبورية أو المعطلة الجهمية أو الروافض أو الخوارج أو الفلاسفة أو أي فرقة ضالة قديمة كانت أو حادثة وفيه إيضاح الحق بالدليل ورد الباطل بالدليل 

ولو تأملت ان إنزال الكتب من الله سبحانه وتعالى وارسال الرسل عليهم الصلاة والسلام لبيان الحق وهدم الباطل وبيان فساده و عظيم جرم سلوك طريقة كل ذلك بالأدلة النقلية والحجج العقلية.

 وإنما انتشر الباطل كالكفر بالله والشرك مثل عبادة الأوثان والاصنام وكثرت البدع بسبب السكوت عن الباطل وقلة من يدعو إلى الحق.

خذ مثالا لما ذكرنا :

 ابن باز و الألباني والعثيمين وحمود التويجري رحمهم الله جميعا وربيع المدخلي حفظه الله قاموا بالرد على بعضهم. حتى ان الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ذكر انه رد وبين للإمام الألباني رحمه الله في مسألة عقدية  وهكذا رد وبين للإمام ابن باز رحمه الله مسألة في العقيدة فقال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى مقولته المشهورة  :"رد على محمد بن إبراهيم ورد علي ابن باز" 

وبينهم من المحبة في الله ما لا يعلمه إلا الله وحده لا شريك له. 

وليس معنى الرد العلمي استنقاص منزلة العالم أو غض من قدره بل هو من التواصي بالحق. 

والردود ليست أداة قتل هي اسلوب فيه إيضاح الحق بالأدلة ليرجع المخطئ عن خطئه والضال عن ضلاله و{ لتستبين سبيل المجرمين} وفيها إبراء الذمة ونصح الأمة ولئلا يتبع الضال في ضلاله فيحمل اوزاره واوزار من تبعه الي يوم القيامة.

واعلم رحمنا الله واياك انه ما منا الا راد ومردود عليه الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل يؤخذ من قوله ويرد الا رسول الله صلى الله عليه وسلم.