السبت، 2 مايو 2020

( ماذا تعرف عن [ مصطلح معتقل الرأي ] ؟ ومن هي الفرقة الضالة التي قام رموزها بإحداثه ؟ وما سبب ذلك ؟ )



بسم الله الرحمن الرحيم 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أما بعد:
فأصحاب الطرق الملتوية من ذوي المناهج الفكرية المنحرفة اساليب حلزونية متنوعة في كيفية نشر باطلهم واظهار انفسهم أمام الملأ انهم ظلموا بسبب رأي قاموا بإبدائه فقط فتم الزج بهم في غياهب السجون وهذا المصطلح الباطني [ معتقل الرأي ] تم إحداثه من قبل جماعة الإخوان الخوارج، ويعتبر محاولة حرب نفسية فاشلة؛ إذ فيه إيهام للرأي العام بغير حق؛ أن ثمت طائفة مظلومة جرى اعتقالها وزجها في غياهب السجون بسبب رأي - فقط - مجرد رأي هكذا يصورون المسألة مما يشعر القارئ أو السامع أو المشاهد لهذا المصطلح التعاطف مع أهله وإن هنا شدة قمع من قبل الحكام واستبدادهم، وأن هؤلاء الذين تم اعتقالهم بسبب الرأي وهم أبرياء لم يرتكبوا أي جرائم دموية يندى لها الجبين، هكذا زعموا. 
وعند التحقق والتأكد والبحث العلمي في معرفة هذا المصطلح [ معتقل الرأي ] نجد أن له معنى إجرامي مخالف لما ذكره هؤلاء الضلال، ومن وصف بأنه تم اعتقاله بسبب إبداء رأيه فقد جرى منه:
(١) تكفير المسلمين - حكاما ومحكومين - بغير حق مع عدم وجود أدلة شرعية تثبت صحة دعواهم في اخراجهم لأمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ من ملة الإسلام، وإنما جرى لخدمة توجهاتهم التكفيرية ونصرة لحزبهم الخارجي، وهذا عندهم يعتبر رأياً.
(٢) من المعلوم بداهة أن من نتائج التكفير هو استحلال دماء الأبرياء، فقد قاموا بإزهاق الأرواح المعصومة من المسلمين والمعاهدين مع شدة حرمة هذه الدماء في دين الإسلام، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة الصالح، وهذه الجرائم عندهم رأي.
(٣) التفجيرات والاغتيالات والقتل يسمونه رأيا؛ فإذا خالف المجتمع كله أو أحد أفراده رأيهم الباطل نتج عنه الأعمال الإجرامية من تكفير المسلمين وقتلهم.
(٤) الإخلال بالأمن وزعزعة الاستقرار والنيل من هيبة السلاطين وتمييع أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف والمبني على الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة؛ كل هذا يسمونه رأيا، ومع التحريض والتهييج المستمر للغوغاء والهمج الرعاع والسذج على ولاة أمرهم ففعلهم هذا يسمونه رأيا.
(٥) المظاهرات وما فيها من خروج باليد واللسان على الحاكم، وما تتضمنه هذه المظاهرات المبتدعة من قتل ونهب وسرقة وانتهاك للعرض وإخلال بالأمن؛ كل هذا مجرد رأي عند أهل الضلال.
(٦) الإضراب عن الطعام مشابهة لملل الكفر وهو صيام بدعي محرم شرعًا محاولة منهم لتحقيق الإخلال بالدين والأمن كل ذلك رأي.
(٧) توزيع المنشورات السرية لضرب وحدة المجتمع المسلم في محاولة فاشلة لتجويز الخروج على الحاكم يسمونه رأيا.
(٨) نشر فكر الإرهاب الخارجي المبني على تكفير المجتمعات المسلمة واستحلال دماء المسلمين، ونسبة هذه الأعمال الإجرامية إلى دين الإسلام وهو برئ منها؛ كل هذا يسمونه رأيا.
(٩) تربية الشباب المسلم على استخدام العنف وقيامهم بالتصفيات الجسدية لمن خالفهم يسمونه مجرد رأي.
(١٠) قتل رجال الأمن من أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أو أي فرد من المجتمع المسلم، وهم أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح بالأحزمة الناسفة وغيرها؛ هذه الأفعال الإجرامية عندهم مجرد رأي فقط.
( ١١ ) الاعتصامات طريقة غربية تتمثل في الوقوف أمام المقار الحكومية لتحقيق أهداف مشبوهة، محاولة منهم لزعزعة الأمن والإخلال في استقرار المجتمع المسلم المسالم؛ كل هذا مجرد رأي.
(١٢) شق عصا المسلمين وتفريق جماعتهم، ومن ذلك: الخروج على ولي أمر المسلمين فيما يعرف بالبيعات السرية لأمراء الجماعات التكفيرية، مثل البيعة لابن لادن والظواهري والزرقاوي والبغدادي؛ كل هذا مجرد رأي، والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول: (مَن أتاكُمْ وأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ واحِدٍ، يُرِيدُ أن يَشُقَّ عَصاكُمْ، أوْ يُفَرِّقَ جَماعَتَكُمْ، فاقْتُلُوهُ ) رواه الامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه .
(١٣) الوقوف مع المد الصفوي المجوسي الإيراني، وإعانة الرافضة مثل تعاونهم مع الحكومة الإيرانية الصفوية [أطلقت على نفسها الجمهورية الإسلامية: وهم يحاربون دين الإسلام ويقتلون المسلمين] وتعاونهم كذلك مع حزب اللات المجوسي اللبناني والحوثية اليمنية؛ فهذا الأمر خيانة للإسلام والمسلمين ولولاة الأمور، وكل ما سبق من جرائم يسمونه رأيا.
(١٤ ) نشر الأفكار الإلحادية والفتاوى المضللة والاتفاق الفكري مع الرأسمالية والشيوعية والعلمانية، وإنتاج الليبرالية للنيل من الحكام المسلمين في محاولتهم اليائسة الوصول إلى الكرسي، والمحرم عليهم إن شاء الله، وسعيهم إلى إضعاف الحكومات الإسلامية في محاولتهم تحويلها إلى حكومات دستورية جمهورية، وتشويه صورة الحكومات وولاة الأمر أمام الرأي العام العالمي وإلزاق تهم التشدد والغلو ومحاولة إلغاء أحكام الشرع مثل القصاص والحدود وشعائر الإسلام الظاهرة، فكل ما سبق يسمونه رأيا.
وأما مسألة حرية الرأي فجعلوها سبيلا لتحقيق أهدافهم ضد الإسلام والمسلمين ولو كانت هذه الأهداف والآراء مخالفة لدين الإسلام ويظهرون الاهتمام بقضايا المرأة في محاولة إخراجها من عقر دارها؛ وكل هذه الجرائم مجرد رأي؛ هكذا يصور أتباع الفكر الإخواني الخارجي القضايا الإجرامية الكبرى لتمييعها وتضييع الحقوق الشرعية التي أتى بها دين الإسلام.
والله اعلى واعلم وصلّى اللهُ وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كتبه واملاه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .