بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
اما بعد
فاعلموا أيها الإخوة :
ان الجهاد في سبيل الله وفق شرع الله والمتبع فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح فرض من فروض الإسلام وهو ماض الي قيام الساعة بذلك أتت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما تشويه الجهاد في سبيل الله في هذا العصر فقد جاء ممن يظهر ان الجهاد هو ما قام به هو وفرقته الضالة وهو جهاد جرى لمصلحة شخصية دنيوية وفق الهوى و فيه أضرار بالاسلام ودعاته من علماء السنة اتباع السلف الصالح.
والجهاد في سبيل الله الوحيد الصحيح في هذا العصر هو الفقه في الدين ونشر التوحيد والسنة علما وعملا ودعوة وتفنيد الشبهات وكشف البدع المنتشرة وصور الشرك كل ذلك سبيله العلم النافع واقتضاء ذلك العمل الصالح.. والذي يظهر لي ان الجهاد في هذا العصر لا يوجد ومن يزعم الجهاد فقد كذب وفجر في دعواه لأمور منها :
( اولا )
ان من يزعم الجهاد في سبيل الله في هذا العصر هم اناس بحاجة إلى القيام عليهم بالجهاد الأكبر وهو جهاد الحجة والبيان امتثالا لقوله تعالى :{ وجاهدهم به جهادا كبيرا } فالجهاد عند من يدعيه هو الإسراف في قتل الابرياء كما هو مشاهد والولوغ في الدماء المعصومة والتفجير للأماكن الآهلة بالسكان الامنين والاغتيالات والتصفيات الجسدية لمن عارض فكرهم أو بين فساد عملهم بالأدلة من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ثم وضح بطلان اقوالهم بذكر إيضاح كبار العلماء في انحرافهم وخطأ تصورهم عن الجهاد لذا قلنا ان جهاد هؤلاء الضلال هو من الجهاد الأكبر وذلك في تفنيد شبهاتهم و بيان فساد طريقتهم وانحراف منهجهم وسوء عقيدتهم وانهم ما بين مسرف في الضلال أو جاهل حاله كحال العوام بل ان كثيرا من العوام اسلم منه فطرة.
ودعوى الجهاد في سبيل الله تقوم به الجماعات التكفيرية لتجميع عدد كبير من الشباب الإسلامي الذي أخذته العاطفة بغير ضوابط شرعية فأصبحت له كالعاصفة في تغيير سلوكه الإنساني الي سلوك مفترس حيواني فالخوارج كلاب النار كما أتى وصفهم في سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأتى وصفهم بالسنة كذلك بأنهم حدثاء الأسنان .
ثم بعد تكوين بؤر الشر يبدأ تنظيم الشر بمحاولات الخروج على ولاة الأمر محاولة فاشلة لتأسيس خلافة مزعومة باطلة لا اساس لها من الصحة الشرعية ؛ علما بأن تعظيم الأمور السياسية ومنح الهيولي المقدسة على منصب الخلافة لا يقوم به سني من أتباع السلف الصالح بل هو خلاف دين الإسلام المبنى على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح إذ المراد نشر توحيد الله سبحانه وتعالى
والحكم بشرع الله من مكملات التوحيد وثمراته وليس توحيدا مستقلا كما تزعمه الإخوانية الخوارج وذلك في تسميتهم توحيدا رابعا هو توحيد الحاكمية كما أن الروافض َجعلوا ر الإمامة ركنا من أركان دينهم والخوارج والمعتزلة نحو هذا التعظيم المبتدع.
وكثرة لهجهم بالسياسة وأهلها فحديثهم جله أو كله حول السياسة وفي السياسة وقد ذكر العلماء ان من السياسة ترك الحديث في السياسة.
وأما زعم بعض أفراد الجماعات الضالة الانتساب الي السنة واتباع السلف الصالح فهي دعوى مجردة مغرضة لكسب أصحاب عقول الفراش [ الذي يسقط في النار ] لرمي الشباب في نار فتنة الخروج على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ممثلا ذلك في هدمهم ل[أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف] وهو أصل كبير من أصول الإسلام ومبانيه العظام...ومن ثم الخروج على ولاة الأمر.
وفي هذا الايضاح يتبين لك كذب وفجور طائفتين
الطائفة الأولى:
وهم الخوارج الذين يدعون ان طريقتهم سنية سلفية وهم حرب للسنة وأهلها .
و الطائفة الأخرى :
بعض الكتاب الذين مالوا الي الإلحاد و قلة خوف الله في قلوبهم وفجروا في خصومتهم فزعموا ان جهيمان أو ابن لادن أو الزرقاوي أو البغدادي أو أي خارجي هو من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهذا افتراء وكذب ويشهد لصحة قولنا قيام هؤلاء الضلال بحرب السنة وأهلها.
وهنا تنبيه وتنويه مهم :
ان محمد بن عبدالله المهدي الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته صلى الله عليه وسلم يكون خليفة في وقت لا يوجد فيه أمير متولي لمقاليد الحكم في زمانه فإن في وقته فوضى لا سراة لهم ولا حاكم ولا أمير وهنا أمر آخر يجب التنبه له بأنه ثبت في السنة انه يجرى توليه خلافة المسلمين بغير رضاه.
( ثانيا )
لا يوجد في هذا. العصر جهاد الدفع وهو الجهاد الذي يأمر به ولي الأمر لحماية الدولة الإسلامية بعد تعرضها لهجوم من الكفار..
كما أنه لا يوجد جهاد الطلب وهو الجهاد الذي يأمر بالنفير له ولي الأمر لغزو دولة كافرة منعت وصول دين الإسلام إلى رعاياها.
وذلك ان جل أو كل الدول بينها وبين ولاة الأمر في جميع الدول الإسلامية معاهدات ومواثيق تجرم وتحرم الاعتداء المتبادل
فجميع الدول بينها وبين ولي أمرك عهد وميثاق وهذه الدول رعاياها أهل عهد في دين الإسلام فلا يتعرض لهم الا الخوارج لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم في سنته التعرض لهم ؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ).رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه.
قال ابن قدامة رحمه الله [ المغني ( ٩ / ١٩٥)] : " ومن أعطاهم الأمان منا ; من رجل , أو امرأة , أو عبد , جاز أمانه وجملته أن الأمان إذا أعطي أهل الحرب , حرم قتلهم ومالهم والتعرض لهم . ويصح من كل مسلم بالغ عاقل مختار , ذكرا كان أو أنثى , حرا كان أو عبدا . وبهذا قال الثوري , والأوزاعي , والشافعي , وإسحاق , وابن القاسم , وأكثر أهل العلم ". انتهى كلامه رحمه الله؛ فكيف اذا كان بينهم وبين ولي أمر الدولة عهد وميثاق.
( ثالثا )
في الدول الكافرة يقوم الدعاة بشرح كتب التوحيد وإلقاء دروس الحديث والفقه من غير ان تجد أحدا يمنعهم من القيام بهذا العمل الشرعي؛ وهذا دليل قوي يبطل قول من قال بوجوب جهاد الطلب.
( رابعا )
في الدول الكافرة وذلك
بعد التطور المذهل للعقل البشر والسماح له بالتوسع دون ضوابط شرعية أو عقلية سليمة نجد :
الخواء الروحي والامراض النفسية وكثرة المصحات المختصة لعلاج الامراض النفسية ثم انتشار الانتحار وضعف العلاقات الإنسانية
وتقديس المادة كل ذلك نتاج حسي مشاهد بسبب الاتجاه المادي وتغليب المادة على كرامة الإنسان وسعادته الروحية ..
وعلاج ذلك في نشر توحيد الله سبحانه وتعالى ونشر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح.
فلا تسبق دعوة الإخوانية الخوارج دعوة أهل الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح.
فأي دولة أو بلد تصلها دعاة الخوارج وعملهم الوحيد هو نشر ثقافة البغض والكره و العنف والقتل والتمهيد لظهور اي فكر ضال منحرف.لذا فإن من كان مؤهلا علميا مؤصلا عقديا راسخا في العلم وأمن الفتنة فعليه نشر دين الإسلام بعلم وفقه وحكمة في هذه الدول وهناك مايعرف بالمراكز الإسلامية لنشر دين الإسلام ومن اجلها المراكز التي قامت بإنشائها دولة المملكه العربيه السعوديه بتوجيه كريم من ولاة الأمر فيها جزاهم الله خير الجزاء.
رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة.
ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه.
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
°°°°°°°°°°°°°°
كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.