الأحد، 4 ديسمبر 2022

《 ماهي أقوال القلوب ؟ وماهي أعمالها ؟ ولما علماء السنة اتباع السلف الصالح فرق بين أقوال القلوب وأعمالها ؟ 》


[ تابع شرح كتاب فتح المجيد للإمام عبدالرحمن بن حسن رحمه الله وقام فيه بشرح كتاب جده الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ]

أقوال القلوب هي العلم بلااله إلا الله وشروطها وبأركان الإيمان الستة وما يجب لله وما لا يليق به سبحانه وتعالى وما يجب أن يمنع عنه .

ولعله يشمل علم ماورد في الكتاب والسنة من اخبار واوامر ونواهي 

 و أعمال القلوب : 

الإقرار بجميع الأمور السابقة والتصديق بها ظاهرا وباطنا ومحبتها ومحبة العمل بها وما ينتج من ذلك من انابة ومحبة لله سبحانه وتعالى والذل له وخشيته والإخلاصُ له، واليقينُ، والخشوع ومراقبة الله وخشيته ، والتوكُّل، والمحبَّة، والرَّجاء، والخَوف، والرِّضا، والحياء، والندم والتَّوبة ونحو ذلك من أعمال القلوب .

ومن أهل العلم من جعل الإقرار والتصديق من أقوال القلوب والذي يظهر لي انها من أعمال القلب وأما قوله تعالى وتقدس : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } 

ف:{ جحدوا } هنا بمعنى أنهم أنكروا آيات الله وما يجب له من توحيد وما يمتنع عنه من نفي الشريك عنه ظاهرا .

و:{ استيقنتها أنفسهم } أي علمت أن توحيد الله وانكار الشريك عنه حق وهذا جرى منهم باطنا ولم يعملوا بها ظاهرا 

فهذا:{ ظلما } لحق ربهم وظلما لأنفسهم. { وعلوا } أي تكبر على الحق وعلى إثبات توحيد الله سبحانه وتعالى ونفي الشريك عنه تعالى وتقدس وعدم طاعة الرسل عليهم الصلاة والسلام في الرسالة وتكبرا عن قبولها والانقياد لها وهذا فساد في الأرض كبير 

فكان الجزاء الرادع للمفسدين من جنس عملهم الفاسد :{ فأنظر كيف كان عاقبة المفسدين } ..

ولهذا تجد أن علماء السنة اتباع السلف الصالح فرقوا بين أقوال القلوب وأعمالها لما مر من إيضاح بينهما ؛ 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

"""""""""""

كتبه : غازي بن عوض العرماني.