الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022

《 إيضاح بعض مسائل الإيمان التي غلت فيها فرقة الحداديه الخوارج وخالفت فيها معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح منها : [ أنواع العمل في مسائل الإيمان ومن ذلك عمل القلب وقوله واعمال الجوارح ] و [ إيضاح معنى " جنس العمل "و " شرط الصحة " و " شرط كمال " والفرق بين هذه المصطلحات] و [ إيضاح مسألة حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا واقوال العلماء فيها بالإدلة ] و [ إيضاح مسألة العذر بالجهل بالإدلة وتبديع الفرقة الحدادية لكبار علماء الإسلام في هذه المسألة ] 》



       [[       المقدمة      ]]


       بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فهذا إيضاح منا لبعض مسائل الإيمان التي جرى فيها الخوض بغير علم من جهلة قل علمهم في الشرع أو أهل ضلالة يعرفون الحق ويظلمون الخلق 

 فأردنا بيان الحق بالإدلة لإيضاح هذه المسألة لإخواننا طلاب العلم ؛وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  . آمين. 


[[ الفصل الأول  : أنواع العمل في مسائل الإيمان  ]] .


العمل أنواع فمن ذلك أقوال [القلوب واعمالها] واقوال القلب هي العلم بلا إله إلا الله ومحبتها  والعلم كذلك بشروطها وبأركان الإيمان الستة وما يجب لله وما لا يليق به سبحانه وتعالى وما يجب أن يمنع وينزه عنه .

و يشمل علم ماورد في الكتاب والسنة من اخبار واوامر ونواهي 

 و  أعمال القلوب : هي الإقرار بجميع الأمور السابقة والتصديق بها ظاهرا وباطنا ومحبتها ومحبة العمل بها وما ينتج من ذلك من انابة ومحبة لله سبحانه وتعالى والذل له والإخلاصُ له، واليقينُ، والخشوع ومراقبة الله وخشيته ، والتوكُّل، والمحبَّة، والرَّجاء، والخَوف، والرِّضا، والحياء، والندم والتَّوبة ونحو ذلك من أعمال القلوب .

فأعمال العباد منها :

 الأول:

 ( أعمال القلوب  وأقوالها)  - كما مر معنا من  إيضاح لها ولأنواعها- 

وثانيا :

( أعمال الجوارح والأركان )

وثالثا : قول باللسان وهو من الإيمان  .

 والحدادية جهلا وظلما وعدوانا يعنون ب[ جنس العمل ]  النوع الأخير وهو أعمال الجوارح والأركان فقط 

والصحيح أن معنى [ جنس العمل ]  كل الأعمال أو جميعها سواء أعمال القلب وقوله أو قول اللسان أو أعمال الجوارح والأركان فهذا معنى جنس العمل .

لكن في تعريفه عند من أحدثه نجد أنه خص به أعمال الجوارح والأركان فقط واخرجوا أعمال القلوب واقوالها كما هو ظاهر كلامهم ولا يهتمون  ب[ أعمال القلوب وأقوالها ]لجهلهم بالإيمان ومسائله 

ف[عمل القلب وقوله] ينتج عنه أعمال صالحة أو أعمال سيئة فالأعمال الصالحة من أعمال الجوارح والاركان ثمرة أعمال القلوب وأقوالها دل على هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم  :( وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ ) أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله من حديث الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنه .

والاستطراد في هذه الحيثية من أعمال القلوب يحتاج بسط ليس هذا موضعه وإنما سقنا بعضه ليتبين المراد . 


[[ الفصل الثاني : إيضاح معنى جنس العمل وشرط الصحة وشرط الكمال في مسائل الإيمان والفرق ]]


 الالفاظ الحادثة مثل : [ جنس العمل او شرطُ صحة  أو شرطُ كمال ]   يستفصل عن معناها ؛ فإن كان حقا قبل وإن كان باطلا رد والكلام بالألفاظ الشرعية هو المتعين لوضوح المعنى وصواب اللفظ وبعده عن الإحتمالات وسلامته من الإيرادات

وأهل العلم  يذكرون اللفظ الحادث ويصوبون معناه اذا كان حقا ويردون الأخطاء المترتبة على معناه الباطل  بناء على  ماعندهم من " وجوب أصل الرد على المخالف وفق الأصول الشرعية والقواعد العلمية  " ومن ذلك الاستفصال عن معنى اللفظ الحادث كما قررها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كثير منه كتبه  ؛ ف[ جنس العمل ]  يشمل أقوال القلوب وأعمالها ويشمل أعمال الجوارح والأركان ويشمل قول اللسان  .

وقد  اوضحنا أن مراد الحدادية هو تخصيصهم لهذا الإصطلاح بعمل الأركان والجوارح فقط  وهذا تخصيص بغير مخصص فليس معهم دليل يسند صحة قولهم هذا ؛ وقد رأيت أن سبب  ذلك فرط جهلهم بمسائل الإيمان وعدم فقههم لنصوص الوحيين و في الحديث الصحيح الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه يقول صلى الله عليه وسلم :( الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ..) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. 

وأما مصطلح  [ شرط صحة ] أو  [ شرط كمال ] ؛ فقد أوضح معناهما  الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله وبين الفرق بين هاتين العبارتين كما  في معارج القبول ( ٢ / ٣١) بعد أن أورد قول المعتزلة ثم بين المعنى المراد ؛ فقال رحمه الله:

“والفرق بين هذا وبين قول السلف الصالح أن السلف لم يجعلوا كل الأعمال شرطاً في الصحة بل جعلوا كثيراً منها شرطاً في الكمال، كما قال عمر بن عبد العزيز فيها من استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان والمعتزلة جعلوها كلها شرطاً في الصحة والله أعلم.”

ويقول الإمام ابن باز رحمه الله [ مجلة الفرقان العدد  ( ٩٤ ) ] عندما سُئل: أَعْمَالُ الجَوَارِحِ ؛ هَلْ هِيَ شَرْطُ كَمَالٍ، أَمْ شَرْطُ صِحَّةِ في الإِيْمَانِ؟!

فقال: “أَعْمَالُ الجَوَارِحِ -كَالصَّوْمِ، وَالصَّدَقَةِ، وَالزَّكَاةِ- هِيَ مِنْ كَمَالِ الإِيْمَانِ، وَتَرْكُهَا ضَعْفٌ فِي الإِيْمَانِ. أَمَّا الصَّلاَةُ ؛ فَالصَّوَابُ: أَنَّ تَرْكَهَا كُفْرٌ؛ فَالإِنْسَانُ عِنْدَمَا يَأْتِي بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ: فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ كَمَالِ الإِيْمَانِ.” انتهى كلامه رحمه الله. 

وهذه الاصطلاحات   يوردونها  بلا نكير بينهم فهم يعرفون معناها ؛ وأنظر ماقاله الإمام  ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للأربعين النووية  في شرحه للحديث  رقم ( ٣٤ ) حيث قال رحمه الله:

“إذا دلّ الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطاً لصحة الإيمان، وإذا دلّ دليل على أنه لا يخرج صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع.”

فعجبا كيف  ينكر إطلاق هذه الالفاظ حينما يتكلم فيها الإمام الألباني رحمه الله على جهة البيان والايضاح لبعض مسائل الإيمان التي يجهلها كثير من طلاب العلم ثم لا ينكر على باقي العلماء  ؛ فالألباني رحمه الله  يتكلم بالاصطلاح المعروف بين أهل العلم واصطلاح يعرفه ويدركه من ذكرنا من كبار علماء الإسلام لكن قد يجهله من لا يحسن تصور مسائل الايمان أو فقهها  بل تجده يجهل كثيرا من مسائل علوم الشرع ولا يعرفها وأمثال هؤلاء الجهلة ؛ بليت بهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم  فتصدروا للفتيا وهم ليسوا  من أهلها وفي  البخاري ومسلم رحمهما الله من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

( إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ ، حتَّى إذا لم يترُك عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا ).

و الإمام الألباني رحمه الله نصر السنة فالله ناصره ويدافع عنه :{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة  : " يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار ، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ، كما قال تعالى : { أليس الله بكاف عبده }  " انتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسير. 

وكلامهم فيه  بغير حق  حسنات تتابع و أجور تتواصل  فتاتيه في قبره فرحم الله الإمام الألباني رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

وليعلم من بلي في تشويه صورة كبار علماء الإسلام بغير حق ب"إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في منتقصهم معلومة " .

والواجب عليهم  : كف إفتراء إلسنتهم عليهم ف:" علامة أهل البدع الوقيعة بأهل الأثر " وإحسان الظن في أهل العلم الذين عرفوا بالسنة والذب عنها 

قال الطحاوي رحمه الله في متن عقيدته المشهورة :"وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل "انتهى كلامه رحمه الله. 

وعلى من أخطأ في حق علماء السنة أن يراجع نفسه 

في تقصيرها أو سوء فهمه لمسائل علوم الشرع بما فيها مسائل الإيمان وان يتصورها التصور الصحيح المطابق لمراد الشارع الحكيم والذي عليه هؤلاء الأئمة الأعلام 

كفى الله المسلمين شر من أراد بأهل الخير شرا .


[[ الفصل الثالث :  إيضاح مسألة حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا بالإدلة واقوال العلماء فيها   ]]


الجمهور من أهل الحديث وفقهاء  المالكية والشافعية و الاحناف وقول عند الحنابلة يرون عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا. 

بل ذهب ابن قدامة رحمه الله إلى عدم كفر تارك جحدا لوجوبها حتى تقام عليه الحجة الرسالية ؛ قال رحمه الله:

" تَارِكَ الصَّلَاةِ لَا يَخْلُو ; إمَّا أَنْ يَكُونَ جَاحِدًا لِوُجُوبِهَا , أَوْ غَيْرَ جَاحِدٍ , فَإِنْ كَانَ جَاحِدًا لِوُجُوبِهَا نُظِرَ فِيهِ , فَإِنْ كَانَ جَاهِلًا بِهِ , وَهُوَ مِمَّنْ يَجْهَلُ ذَلِكَ , كَالْحَدِيثِ الْإِسْلَامِ , وَالنَّاشِئِ بِبَادِيَةٍ , عُرِّفَ وُجُوبَهَا , وَعُلِّمَ ذَلِكَ , وَلَمْ يُحْكَمْ بِكُفْرِهِ ; لِأَنَّهُ مَعْذُورٌ ....." إنتهى كلامه رحمه الله[ المغني ( ٢ / ١٥٦ )] .

 وأما أثر عبد الله بن شقيق العقيلي رحمه الله ، وفيه يقول : ” كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة “.فقد ضعفه أهل العلم سندا ومتنا منهم الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ومن أراد زيادة علم وفائدة فعليه بالإطلاع على  رسالة فضيلته بعنوان  [ الحدادية تتسقط الآثار الواهية والأصول الفاسدة

وهدفها من ذلك تضليل أهل السنة السابقين واللاحقين ] .


وهنا إجماع خلاف إجماع شقيق رحمه الله فقد نقل أهل العلم إجماعا يضاده ويخالفه وفيه عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا  

قال ابن قدامة رحمه الله:

" ذَلِكَ إجْمَاعُ الْمُسْلِمِينَ ؛ فَإِنَّا لا نعلَمُ فِي عَصْرٍ مِنْ الْأَعْصَارِ أَحَدًا مِنْ تَارِكِي الصَّلَاةِ تُرِكَ تَغْسِيلُهُ , وَالصَّلَاةُ عَلَيْهِ , وَدَفْنُهُ فِي مَقَابِر الْمُسْلِمِينَ , وَلَا مُنِعَ وَرَثَتُهُ مِيرَاثَهُ , وَلَا مُنِعَ هُوَ مِيرَاثَ مُوَرِّثِهِ , وَلَا فُرِّقَ بَيْنَ زَوْجَيْنِ لِتَرْكِ الصَّلَاةِ مِنْ أَحَدِهِمَا ; مَعَ كَثْرَةِ تَارِكِي الصَّلَاةِ , وَلَوْ كَانَ كَافِرًا لَثَبَتَتْ هَذِهِ الْأَحْكَامُ كُلُّهَا , وَلَا نَعْلَمُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ خِلَافًا فِي أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاؤُهَا , وَلَوْ كَانَ مُرْتَدًّا لَمْ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاءُ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ ، وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ في تَكفِيره فَهِيَ عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيظِ , وَالتَّشْبِيهِ لَهُ بِالْكُفَّارِ , لَا عَلَى الْحَقِيقَةِ , كَقَوْلِهِ عليه السلام : ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ , وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) ، وَقَوْلِهِ ( شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ )[ صح بلفظ :( مَنْ مات وهو مُدْمِنُ خمرٍ ، لقِيَ ربَّهُ وهو كعابِدِ وثَنِ) رواه أحمد وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع حديث رقم( ٦٥٤٩) انتهى تعليقنا وهو مابين الأقواس ]  وَأَشْبَاهِ هَذَا مِمَّا أُرِيدَ بِهِ التَّشْدِيدُ فِي الْوَعِيدِ ". انتهى كلامه رحمه الله [ المغني" ( ٢ / ١٥٧ ) ].

ومن إدلة هذا القول ما ورد في الكتاب العزيز فمن ذلك قوله تعالى وتقدس :{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } 

ويؤيده ما ثبت في السنة ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه مرفوعا : ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ).رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. 

 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

( أَبشِروا ، و بَشِّروا مَن وراءَكم ، أنه مَن شهِد أن لا إلهَ إلا اللهُ صادقًا دخل الجنَّةَ ) صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع حديث رقم  ( ٣٥ ).

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح السنة :( مَن شَهِد أن لا إله إلا اللهُ دخل الجنةَ ).أخرجه أحمد وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم( ٧١٢)

وحديثُ البطاقةِ , في الرَّجلِ الَّذي يُؤتَى به ويُوضعُ له في كفِّه تسعةٌ وتسعون سِجلًّا , كلُّ سِجِلٍّ مدَّ البصرِ , ثمَّ يُؤتَى بتلك البطاقةِ فيها : لا إلهَ إلَّا اللهُ فيقولُ : يا ربِّ , وما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجلَّاتِ ؟ فيقولُ اللهُ تعالَى : إنَّك لا تُظلمُ . فتُوضعُ تلك البطاقةُ في كِفَّةِ الميزانِ . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( فطاشتِ السِّجلَّاتُ , وثقُلتِ البطاقةُ)

أخرجه  الإمام أحمد في مسنده وابو داود والنسائي وابن ماجه رحمهم الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه ( ١١٥٨) .


ومن ذلك حديث :( يَدرُسُ الإسلامُ كما يَدرُسُ وَشْيُ الثوبِ حتى لا يعلمَ أحدٌ لا صلاةَ ولا صيامَ ولا نسكَ حتى إنَّ الرجلَ والمرأةَ ليقولانِ: قد كان مَن قبلَنا يقولونَ: لا إلهَ إلا اللهُ فنحن نقولُ: لا إلهَ إلا اللهُ قال له صِلَةُ : ما تُغني عنهُمْ : لا إلهَ إلا اللهُ ؟ قال: يدخُلونَ بها الجنةَ ويَنجونَ بها منَ النارِ ) 

رواه أبن ماجه رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه حديث رقم( ٣٢٨٩ ).


قال الإمام ابن باز رحمه الله   : " اختلف العلماء رحمة الله عليهم في حكم تاركها هل يكون كافراً كفراً أكبر، أو يكون حكمه حكم أهل الكبائر؟ على قولين لأهل العلم فمنهم من قال: إنه يكون كافراً كفراً أصغر كما ذكره السائل عن الشافعية وهكذا عن المالكية و الحنفية وبعض الحنابلة، وقالوا: إن ما ورد في تكفيره يحمل على أنه كفر دون كفر وتعلقوا بالأحاديث الدالة على أن من مات على التوحيد وترك الشرك فله الجنة، وهذا موحد مات على توحيد الله فلا يكون كافراً كفراً أكبر "و" ترك الصلاة كفر بواح فيه أدلة أخرى، وهذا هو القول الصواب وإن كان القائلون به أقل من القائلين بأنه كفر أصغر " 

المصدر : 

[ جميع ما سبق من فتاوى نور على الدرب من الموقع الرسمي للإمام ابن باز رحمه الله ].

وذهبت الحدادية الخوارج إلى تبديع وتكفير جمهور أمة محمد صلى الله عليه وسلم وليس لهم سلف في ذلك فالقائلون من أهل السنة بكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا لم يرموا جمهور علماء الإسلام بالارجاء ولم يميلوا  إلى إخراجهم من الملة ..كما فعلت الحدادية الخوارج وقد شاهدت مؤلفا  لأحدهم جعل القول في حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا قولا واحدا وهو تكفيره فقط

وسبب  ذلك تعالمه وجهله في هذه المسألة والا فالجمهور على خلاف قوله كما مر معنا  .


[[ الفصل الرابع : إيضاح مسألة العذر بالجهل بالإدلة وتبديع الفرقة الحدادية لكبار علماء الإسلام في هذه المسألة ]]


 الحدادية لا يرون  العذر بالجهل - مع العلم أن هذا القول يعتبر هو القول الصواب وبه قال كبار علماء الاسلام و أئمة السنة و خالفتهم فرق الخوارج  جميعها بما فيهم الحدادية.

وقد دل على العذر بالجهل الكتاب والسنة والمعقول  .


والحدادية يبدعون المسلم المعذور شرعا بجهله .

 بل ويميلون إلى تكفيره ورميه بالإرجاء وان لم يكن كافرا وهذه أحد الفواقر التي رمت فرقة الحداديه علماء الإسلام مثل الإمام ابن تيميه رحمه الله  ووصفه لهم بالتشويش والحقوا به الإمام الالباني رحمه الله والإمام ربيع حفظه الله وطريقتهم هذه هي عين مذهب الخوارج والتي خالفوا فيها معتقد أهل  السنة والجماعة اتباع السلف الصالح .

 ومسألة العذر بالجهل الخلاف فيها لايلزم منه تبديع او رمي بالإرجاء او إخراج من الملة فهذه المسألة  ليس لها ثمرة على أرض الواقع فالخصمان في التطبيق العملي يعذرون   فالقضاة  يرون أنه لابد من إستتابة  من وقع في أي خطأ يستحق العقوبة وذلك ليعلم سلامة عقله المعتبر شرعا ..وهل هو فاقد له  كالمجنون أو   السكران حال شروعه بالفعل أو القول المحرم ؟

ثم ينظر  هل كان المخطئ جاهلا 

أو صغيرا 

أو أصما 

او أبكما 

أو هرما  بحيث لايعي مايقوله او يفعله  ولايدرك من حوله  .  ثم ينظر نوع  الفعل وهل هو نصوص  الشرع أتت بالقول بكفره ؟

وهل يصح إنطباق شروط التكفير على من وقع الكفر في قوله أو عمله ؟ .


ومسألة إقامة الحجة والعذر بالجهل أتت وفق شرع الله فقد أنزل الله كلامه المقدس على رسله عليهم الصلاة والسلام لإقامة الحجة على عباده  بتوحيده ونبذ الشريك عنه تعالى وتقدس؛ فأرسل الرسل و الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. 

وأنزل سبحانه وتعالى كلامه على رسله ؛ قال الله تعالى وتقدس:{  وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا  }.

و العذر بالجهل قول كبار علماء الإسلام بما فيهم  الإمام العلامة إبن عثيمين رحمه الله في رسالة له بهذا الخصوص قام بكتابتها   وهي مطبوعة  منشورة بسط الكلام فيها على هذه المسألة فأفاد وأجاد رحمه الله .

ولايلزم- كما يشاهد -  من هذه المسألة القول بتكفير أو تضليل أو رمي بالإرجاء  لمن قال بإقامة الحجة أو عدمه ممايدل على أن ظاهرة التبديع والتكفير  بالإرجاء في هذه المسألة  تقف خلفه جماعات تكفيرية خارجية لها أهداف دنيوية سياسية فلذا رأوا أن من المصلحة الدنيوية لحزبهم نشر فرية رمي هؤلاء الأئمة الأعلام بالإرجاء ليتسنى لهم إبطال حجج من خالفهم من علماء الأمة الناصحين المخلصين المحذرين من اساليبهم ومن حزبهم ومن أهدافهم ومن رموزهم ...

وقد رأيت من تشدد في هذه المسألة وبدع وكفر غيره ورماه بالإرجاء مما يدل على أن  لهم ارتباط واضح بفكر سيد قطب اذ لا تخلو منه كتبهم ومؤلفاتهم ..

ف:"إنَّ وَرَاءَ الأكَمةِ مَا وَرَاءَهَا " .


[[     الخاتمة؛ نسال الله حسنها  ]]


 تبين لنا أن من كفر تارك الصلاة تهاوناوكسلا فقد جعل الصلاة شرط صحة ؛ وان من لم يكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا قد جعل ذلك  شرط كمال.

 والخلاف في هذه المسألة مشهور مدون في كتب اهل الحديث والحنابلة والمالكية و الشافعية والأحناف  لاينكره إلا جاهل او ضال ولم يذكروا في كتبهم أن من لم يكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا معتمدا على الأدلة الشرعية يعد مرجئا بخلاف الحدادية الخوارج المتأخرين او سلفهم من فرقة المنصورية الجهمية .


وإيرادنا للخلاف في هذه المسألة من باب العلم وإعطاء الوصف الصادق العدل المنصف في احكام هذه المسألة مسترشدين بإدلة الكتاب والسنة و بأقوال سلفنا الصالح ولانقول هذا الكلام تساهلا ؛ ف"أهل السنة السابقون واللاحقون المكفرون لتارك الصلاة وغير المكفرين يعظمون قدر الصلاة ويؤمنون بمكانتها، ويشيدون لها المساجد؛ إعظامًا لقدرها، ويحكمون على تاركها بالفسق، والقتل، وشدة الإثم، ولا يقبلون له شهادة ولا رواية.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة صفحة (١٣):

"لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ثم أختلفوا في قتله وفي كيفية قتله وفي كفره".

وأهل العلم يرون قتل و قتال من لايقيم الصلاة فقد قاتل أبو بكر الصديق رضي الله خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مانعي الزكاة وقال في الأثر  المشهور عنه رضي الله عنه : ( والله  لو منعوني عقال بعير  كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه )

و ( الحدادية ) : مذهب تكفيري خارجي إمتداد لجماعة الإخوان الخوارج ويعتبرون الجناح الفكري للتنظيم  الدموي  المعروف ب[داعش] ؛ قام بتأسيس الحدادية  المدعو محمود حداد المصري.

ولهذه الفرقة الضالة معتقدات منحرفة ترتكز على التشدد في المسائل العلمية والتي حصل فيها خلاف بين أهل السنة   مثل ( مسالة العذر بالجهل) او( مسألة إقامة الحجة ) و ( ومسألة إختلاف علماء الأمة في حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا )  إذ يجعلون الخلاف في ترك الصلاة تهاونا وكسلا قولا واحدا خلافا لعلماء الإسلام فقد ذكروا خمسة أقوال في المسألة ومنهم شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله  ثم يبدع هؤلاء الحدادية من خالفهم ويرمونه بالارجاء ) كما أنهم جعلوا أعمال العباد في مسألة الإيمان  للجوارح والأركان فقط والغوا أعمال القلوب وقولها   .

وهذا خطأ وخلل آخر في عقيدتهم المنحرفة وشذوذ  فكري لا يقبله أهل العلم المتبعون للإدلة بل مالوا إلى تكفير شيوخ الإسلام وأئمة السنة مثل إبن تيميه و محمد بن عبدالوهاب وعبدالرحمن بن حسن والألباني رحمهم الله تعالى والإمام ربيع المدخلي حفظه الله وإتهام الاخيرين بأن مذهبهم هو مذهب المرجئة  وأنهم سبب نشر الإرجاء في العالم أجمع.  ويرى بعضهم تمزيق دواوين السنة مثل متن الطحاوية وكتب البيهقي و ابن حجر والنووي والسخاوي والسيوطي  رحمهم الله بزعمهم أن سبب ذلك وقوعهم في أخطاء عقديه .. فغلو في الحكم على هؤلاء الحفاظ  وظلموا وجاروا ومالوا إلى تبديعهم .

بخلاف هدي  شيوخ  الإسلام وائمة السلف الصالح   : وهو الوصية بكتب هؤلاء الأئمة و الأمر بقرائتها والإهتمام بها  والتحذير من موضع  أخطائهم أن وجدت  مع الإحترام والتقدير والإجلال لهم ويرون أنهم علماء جهابذةأرادوا الحق وأجتهدوا ولم يوفقوا إليه مع حرصهم على معرفة الحق وكراهتهم للباطل وعدم تعمده  وقد سعت هذه الفرقة الضالة في إصدار فتاوى يرون فيها إستحلال دماء المسلمين عن طريق مشايخ كبار سن جمعوا بين السرورية والحدادية ويتمسحون بإظهار السنة وانهم يحرصون على إتباع السلف الصالح وهم حرب على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

وحرب على أئمة السلف الصالح 

كفى الله المسلمين شرهم.

ولله در الإمامين الألباني رحمه الله و ربيع السنة فقد وقفوا لهم بالمرصاد وفضحوهم وكشفوا شبههم وبينوا ضعفها ووهاءها ..وللإمام ربيع المدخلي حفظه الله  رسائل عدة في بيان زيف مذهب الحدادية  الباطل وتشبعهم بماليس فيهم وتكذيب دعواهم أتباع السنة وتمسحهم بالسلفية وهم حرب على السنة وأهلها من أتباع السلف الصالح ومن فضل الله علينا ان لنا رسائل في فضح فرقة الحداديه الخوارج منها ( الرسائل الجلية في فضح شبهات الحداديه ) وهي مطبوعة ..فلله الحمد والمنة ..

والحق واضح بين  أبلج ...والباطل غامض مجمل لجلج ..

والإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع حفظه الله يتكلمون في الرجال جرحا[ ويشمل الجرح التكفير أو التبديع أو التضليل أو التحذير ] اوتعديلا وهذا خلاف فعل المرجئة لأنهم يرون أن الناس  لايفضل بعضهم على بعضهم فهم في الإيمان سواء فإيمان الكفرة والمنافقين مثل إيمان الملائكة والمرسلين ؛ ومن يرى الرد على المخالف وطريقته العمل بهذا الأصل فلاشك أنه برئ من الإرجاء  فمن أتهمهم بالإرجاء وهو لايرى جرح المخالف - وإن عظمت مخالفته - ففيه إرجاء شاء أم أبى وقد رأيت أحدهم يرمي الإمام الألباني رحمه الله بالإرجاء ثم وجدته متناقضا لايمشي على أصل واحد فأجده  يحذر من الجماعات التكفيرية الإخوانية الخوارج ورموزها ويثني على أئمة السنة ؛ ظاهرا أمام الملأ 

ثم أجده سرا  في موضع آخر يثني على جماعة الإخوان الخوارج وعلى رموزها مثل سيد قطب وينقل عنه في كتبه  ويأمر بعدم التحذير منه ويرمي ائمة السنة بالإرجاء - كالألباني رحمه الله- وهذا منه تناقض عجيب إذ بطريقته هذه نهج نهجا مريبا خالف فيه أصول الإسلام ومبانيه العظام وأتخذ طريقة تخالف جادة ائمة الإسلام  .

و الإمامان الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله من أطلع على كتبهم ورسائلهم وصوتياتهم وخاصة في مسائل الإيمان يجدها  لاتخرج عن إدلة الكتاب والسنة ووفق هدي سلف الأمة الصالح ؛ فمامن مسألة من مسائل الإيمان  إلا و لهم سند يعضد صحة معتقدهم و تقريرهم  للمسألة - كتابا أو سنة أو قول صاحب أو أثر سلفي - 

ثم تأملت حال من أتهمهم بالإرجاء فوجدت احوالهم

ما بين الضلال [ وهذا لاحيلة لنا فيه الا ان يهديه الله أو أن الله يكفي  المسلمين شره ] ؛

أو جاهل في مسائل الإيمان وتفاصيله وعلامة جهله  رميه لهم بالإرجاء وإن كان هذا الرامي لهم يقال له عالم أو يعد من العلماء و يشار اليه بالبنان ؛ وهل تعلمون - ياطلاب العلم - أن من خالف اهل السنة والجماعة اتباع السلف في مسائل الإيمان هم  علماء المتكلمة من غلاة الجهمية من الجهمية من معتزلة خوارج او جهمية مرجئة ؛ ثم أن المرجئة

فرق متعددة  قيل انها اكثر من عشرين مذهبا

اشهرها :

غلاة المرجئة وهم من قالوا : إن الإيمان هو المعرفة

 ومنهم قال : الإيمان هو التصديق وهم غلاة الجهمية المعطلة .

ومنهم من قال : الإيمان هو نطق اللسان وإن لم يكن مصدقا مقرا .

ومنهم من قال :

الإيمان هو إعتقاد الجنان ونطق اللسان وأخرجوا العمل ..هؤلاء يسمون مرجئة الفقهاء

 أعاذنا الله وإياكم من الاهواء والبدع والضلال ومن زلة القدم بعد ثبوتها واحسن الله خاتمتنا في امرنا كله .

وسبب الخلاف وكثرة طعن هؤلاء  الضلال كما مر معنا سابقا   أن الخوارج الإخوانية و ما تولد منها  من فرق أخرى ضالة :" رأوا أن علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وقفوا في وجه بدعهم وردوا صائلهم وفندوا شبه كبارهم بما فيهم  سيد قطب وانكروا على اتباعهم تبعيتهم العمياء   فما كان منهم إلا  نشر هذه الفرية الظالمة وهي فرية الرمي بالارجاء وهي محاولة فاشلة منهم ليتسنى لهم إخلاء الطريق لهم في إغواء المسلمين وتكفيرهم واستحلال دمائهم والخروج على ولاة أمورهم ؛ أسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام  أن يفضحهم وأن يكفي المسلمين شرهم .

كما أسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن ينفع بهذه الرسالة وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يغفر  سيئاتنا وزلاتنا وخطايانا . وأن يكفي المسلمين شر فرق الخوارج. وأن يبارك في شيوخنا الأحياء منهم والأموات وأن ينفعنا وإياكم بعلمهم كما اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعل لنا ولعلمائنا لسان  ذكر وصدق في الآخرين وأن يكفينا ويكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس أنه ولي ذلك والقادر عليه.

وقد قام أحد طلاب العلم بوضع جدول يبين سلامة الإمام الألباني رحمه الله من الإرجاء وهذه صورته نرفقها لكم إتماما للفائدة .








 والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

°°°°°°°°°°°°°°°


كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني  .