قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” والدين القائم بالقلب من الإيمان علمًا وحالًا هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع، وهي كمال الإيمان .
فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه، كما أنزل اللّه بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التي هي المقاييس العقلية، والقصص، والوعد، والوعيد، ثم أنزل بالمدينة ـ لما صار له قوة ـ فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة، والأذان والإقامة، والجهاد، والصيام، وتحريم الخمر والزنا، والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته.
فأصوله تمد فروعه وتثبتها، وفروعه تكمل أصوله وتحفظها، فإذا وقع فيه نقص ظاهر فإنما يقع ابتداء من جهة فروعه ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ( أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ) " .
المصدر : مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ١٠ / ٣٥٥ - ٣٥٦ ) .
إنتقاء : غازي بن عوض العرماني.