الخميس، 15 ديسمبر 2022

《 إيضاح الحقوق الواجبة شرعا لولاة الأمر على رعيتهم و التي أتت في الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة الصالح مع تفنيد شبهات باطله لمن حاول تهميش هذه الحقوق أو تمييعها أو توهينها 》


     بسم الله الرحمن الرحيم 


    

     《      المقدمة    》


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فإن ولي الأمر  ؛  مثل  الملك وولي عهده أو أمير الدولة أو السلطان أو الرئيس هؤلاء هم ولاة الأمر في دولهم ومن تحت ايديهم من شعوبهم  ؛ ووجوب طاعتهم بالمعروف في معتقد أهل الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أصل من أصول الإسلام لدلالة الكتاب العزيز والسنة النبوية واجماع علماء المسلمين 

وإن كان ظالما  ؛ لأن  في اجتماع الكلمة على ولاتها  تكون الجماعة عزيزة فإن : ( يدُ اللَّهِ معَ الجماعةِ ، ومَن شذَّ شذَّ إلى النَّارِ ) رواه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي(  ٢١٦٧ ).

ومعلوم إنه:" لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة " .وفي بيان علو منزلتهم  وعظيم شأن ما يقومون من مصالح عامة يقول الحسن البصري رحمه الله :" هم يلون من أمورنا خمسا: الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود والله لا يستقيم الدين إلاَّ بهم وإن جاروا وظلموا والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون مع أن طاعتهم والله لغبطة وأن فرقتهم لكفر ".

 

ويلاحظ مع انتشار وسائل الإعلام وتنوعها  وكثرة تطبيقات التواصل الاجتماعي في هذا العصر  ان لذوي التوجه الفكري المنحرف دور ظاهر ملحوظ يشاهد في محاولة ضعيفة منهم  لتهميش هذا الأصل العظيم وتفتيته وتمييعه ؛ فقد برزت نحلتان ضالتان منحرفتان هما طرفي نقيض ؛ أحدها تحارب الإسلام وأهله وحكامه و اتخذت  ما يعرف ب[ حرية التعبير ] مطية لنشر غسيل فكرهم المنحرف و[ وسيلة حرية التعبير ] سلوك شاذ  أتى من الغرب الكافر يزعم من تلبس فيه أن ذلك من التقدم فكريا لإنبهارهم بالتكنلوجيا الغربية ؛ فجعلوا هذا التطور المادي تكية يتكأون عليها في تحويل المجتمع الى نمط غربي وذلك ب[ نشر افكار  تقدس المادة وتزين الانحراف العقدي والانحلال الخلقي والفساد السلوكي والشذوذ الخارج عن طبيعة البشر والمحارب لدين الإسلام وهو الدين الذي ارتضاه الله دينا لعباده  ]

وما سبق ذكره من أعمال قامت بها النحلة الضالة الأولى يجدها أمراضا ظاهرة أثمرت القلق والاكتئاب والأمراض الروحية والادواء النفسية وأوبئة حسية مشاهدة حولت  اصحاب العيش المادي فقط إلى جحيم لا يطاق : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } ؛ هذه الطائفة  تقود مجتمعاتها إلى العذاب و هم من يعرف بالعلمانيين أو التنويريين أو الليبراليين   وكان النصيب الأوفر هو توجيه السهام المسمومة  تجاه ولاة الأمر لأنهم كتيبة الدفاع الأول في صد زحف المد الالحادي فإن النظام الملكي أو الأميري او السلطاني غير مرغوب لديهم ؛ فحاولوا طمس المسميات الإسلامية الطيبه ..ثم في الطرف الآخر النقيض نجد أن هنا من يزعم محاربته للتيار الأول الإلحادي وهم بالحقيقة أتباع لهم ووجودهم وجهودهم نتاج توجهات أولئك وهؤلاء هم الجماعات التكفيرية المتشدده المنتسبة ظلما للإسلام والإسلام برئ منهم و حاولت اتخاذ الدين مطية لنشر عقيدتهم الخارجية . 

عن طريق التلاعب بعواطف الشباب المسلم :( حدثاء الأسنان ) كما أتى بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وصف الخوارج  وإثارة مشاعرهم بأنهم من الدعاة إلى تطبيق شرع الإسلام وهم يريدون هذا ولم يطبقونه على أنفسهم. 

 فحاولوا بشتى الطرق أسلمة جميع التوجهات الفكرية المنحرفة وفق معايير مخالفة للإسلام  ؛  ودعوتهم هذه هي نسبة فساد السلوك وهدم القيم والشذوذ الأخلاقي الى دين الإسلام وهي مصادمة له ومحاربة ومضادتها للعرف المجتمعي الصحيح الموافق للشرع والعقل السليم والفطرة السوية وإلباس هذه الجرائم لباس التقوى .

ومن هذه الجماعات وهي أكثرها واشهرها وإليها تنتسب فرق الضلالة  وهي ما أطلقت  على نفسها جماعة الإخوان المسلمين وهم كما وصفهم الإمام الألباني رحمه الله ب :"خوارج عصرية" .

وهدفهم وهمهم الوحيد الوصول إلى كرسي الخلافة المزعومة فليس هدفهم نشر الإسلام بل الإسلام يحاربونه لكنهم يتمسحون به أمام المجتمع المسلم ومن بصر حالهم عرف حربهم للسنة وأهلها ومن ذلك أنهم تعاونوا على الإثم والعدوان مع الروافض المجوس في ايران بإنشاء تنظيمات عسكرية ومليشيات مسلحة دموية  مهمتها زعزعة الأمن والاستقرار في دول الإسلام بل في العالم أجمع 

وإنهار دماء المسلمين شعار عرفت فيه هذه الجماعة المنحرفة بعد تكفيرهم لهم .

ومن وسائلهم أنهم سعوا إلى إيجاد فرقة وهوة سحيقة بين ولاة الأمر و شعوبهم بالتهييج والتحريض ونشر الإشاعات والأكاذيب والمظاهرات واستخدام جميع وسائل التنفير الاعلامي في محاولة الخروج على ولاة الامر وللأسف وجدت بعض  الاذان الصاغية في بعض الدول وظهر ما يعرف بالربيع العربي وهو ربيع مجوسي رافضي فصارت دولهم فوضى لا سراة لها وانتشر بينهم الفكر الرافضي الايراني في هذه الدول فأفسدوا البلاد وسفكوا دماء العباد .

وسلمت منهم دول كثيرة - فضل من الله ورحمة - وكان لولاة الأمر في دولة الإسلام وهم ملوك المملكة العربية السعودية دور إيجابي في إيقاف هذا المد المجوسي الإخواني ووأده لما فيه من تخريب للدول وهدم لدين الإسلام فجابهوا بقوة واقتدار بفضل الله ورحمته قوى الشر وكسروها وعروها أمام الملأ 

وبينوا سوء عقيدتهم وفساد فكرهم وفندوا شبهات تيارهم المنحرف  ؛ فالحمد لله رب العالمين. 


ودفاع عن دين المسلمين 

وعن بلاد المسلمين 

وعن ولاة أمور المسلمين ديانة وقربة ؛ فإمامنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لهم في أعناقنا بيعة شرعية واجبة  يلزمنا  الوفاء بها عقيدة وشرعا جرى بفضل الله ورحمته منا هذه الكتابة المتواضعة لرد جزء من حقوقهم الشرعية علينا 

وذلك في  بيان فساد معتقد هذه التيارات الجارفة المنحرفة لمن يجهل حالهم أو قد يجهل الحكم الشرعي فيهم 

 وتمثل  ردنا في إيضاح الحقوق الشرعية لولاة الأمر في دين الإسلام  وبيان ما فيه من خير وصلاح لعامة المسلمين مع تفنيد شبهات الفرق الضالة التي أثارتها في المجتمع 

فنقول وبالله التوفيق إن  لولي الامر حقوق منها : 




( الحق الأول من حقوق ولاة الأمر )


《 من أصول اعتقاد أهل الإسلام الصحيح  أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح والتي جرى الاتفاق عليها والاجماع منعقد على صحتها  [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف ] 》.

دل على ذلك الكتاب والسنة واجماع علماء الإسلام 

فمن ذلك قوله تعالى وتقدس في كلامه المنزه المنزل غير مخلوق  : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ }.

وهذا العقيدة الصحيحة مضت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث الصحيحة الآمرة بالسمع والطاعة بالمعروف للأمراء في ما احب العبد أو كره  و في المنشط والمكره وفي اثرة عليه ؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (  السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ، ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) . وففي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله . قال :  إلا أن تروا كفرا بواحا ، عندكم فيه من الله برهان  ).

و عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (  اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة)  . رواه البخاري رحمه الله .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع ، وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف ) . رواه مسلم رحمه الله. 

وعن أم الحصين رضي الله عنها : أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول : ( ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله ، اسمعوا له وأطيعوا ). رواه مسلم رحمه الله  وفي لفظ له :  ( عبدا حبشيا مجدوعا ).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  ( سيليكم بعدي ولاة ، فيليكم البر ببره ، ويليكم الفاجر بفجوره ، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق ، وصلوا وراءهم ، فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فلكم وعليهم  ).[ المصدر : كتب السنة وينظر تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله  للآية السابقة]  .

 وروى ابن جرير الطبري رحمه الله  في تفسيره لهذه الآية الكريمة  والطبراني رحمه الله في المعجم الأوسط ( ٦٣١٠)  والدارقطني رحمه الله ( ٢ / ٥٥ ). 

وعن أبي هريرة  رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون خلفاء فيكثرون ) . قالوا : يا رسول الله ، فما تأمرنا ؟ قال : ( أوفوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم )

وفي صحيح مسلم رحمه الله عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال : دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - جالس في ظل الكعبة ، والناس حوله مجتمعون عليه ، فأتيتهم فجلست إليه فقال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ، ومنا من ينتضل ، ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة . فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ، وتجيء فتن يرفق بعضها بعضا ، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه ، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) . قال : فدنوت منه فقلت : أنشدك بالله أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال : سمعته أذناي ووعاه قلبي ..

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (  من خلع يدا من طاعة ، لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) . رواه مسلم رحمه الله .

وفي الحديث الصحيح المتفق عليه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصا الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصا أميري فقد عصاني ) .

والأحاديث بهذا المعنى وتعزيزه وتعظيمه متوافرة متواترة .

واجماع سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين رحمهم الله على وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف عملا بالكتاب والسنة  ...



《 اتماما لهذا الباب هنا شبهات رأيت مفكري جماعة الإخوان الخوارج يدلون بها على من قل علمه بالسنة وجهل حالهم في جواز الخروج على الحاكم فأحببنا عرضها وتفنيدها وبيان فسادها 》


فمن أعظم ما يستدلون به أنهم يرون أن الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما خرجوا على ولاة الأمر في عهدهم


والجواب عن هذه الشبهة 


بأمور منها  :

( أولاً ) 

لا خلاف في أن نرُد الأمر لكتاب الله وسُنَّة رسولـه صلَّى الله عليه وسلَّم إذ قال الله –سبحانه وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ .

هذا أمر، فمهما اختلفنا فنرد الاختلاف للكتاب والسُنَّة، ماذا قال الكتاب والسُنَّـة؟ السُنَّـة جاءت بأحاديث، عشرات الأحاديث تتكلَّم عن عدم جواز الخروج على الحاكم المسلم وإن ظلم وإن جار وإن عصى وإن أكل مالك وإن ضرب ظهرك، اِسمع وأطع، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فلتنظر في مواطنها في هذه الرسالة المباركة .


( الثاني )

هذه الفتنـة منوقال بها اشتبه عليه الأمر لإتباعه المتشابه وكان عليه الأخذ بالمحكم فالأخذ به أوْلى وأوجب في زمن الفتنة وغيره، فالأمـر بعدم الخروج على الحاكم المسلم هو الأصل الذِّي جاءت به النصوص الشرعيَّة المحكمـة، وهو قـول أهل العلم والاِستقامـة.

 وأمَّا الخروج على الحاكم فهو من الاِجتهاد الفردي وهو من المتشابه، والمتشابه من القول لا يتبعه إلَّا الزيغ والفساد والأهواء، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ﴾ .

وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾. قالت: قال رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-: ( فإذا رأيتِ الذِّين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئِك الذِّين سمَّى الله فاحذروهم ). فمن ترك النصوص الثابتة المحكمة الـواردة في النهي عن الخروج على الحاكم المسلم مهما كان ظلمه وفسقه ومعصيته وتمسَّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف معهم مهما كانت مخالفته مع مخالفة جماهير الأمَّـة لـه، فإن المتمسِّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف مع مخالفة جماهير الأمَّة له فإنه ممن سمَّاهم الله تعالى وبيَّن حالهم النبِّي صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الأنف الذكر، وحذَّرنا منهم ومن طريقتهم، وهم الذِّين في قلوبهم ميلٌ عن الحق واِنحراف عنه.

فالأحاديث التِّي جاءت عن النبِّي  صلَّى الله عليه وسلَّم- الثَّابتة المحكمة كثيرة وكثيرة جدًا، فمن ذلك قولـه صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث عند البخاري وغيره: (من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر)، ما قال فليخرج، (... فإن من فارق الجماعة شبرًا فمات فميتته جاهلية).


وقال – صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إنَّكم ستلقون بعدي أثرة)، يعني يستأثرون بالأموال والمناصب والجاه عنكم، قال: (فاصبروا حتى تلقوني على الحوض). متفق عليه.


 من الـرَّد عليهم: 

هذا حديث حُذَيْفَةُ بن الْيَمَانِ رضي الله عنه قال:قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا كنا بِشَرٍّ فَجَاءَ الله بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فيه فَهَلْ من وَرَاءِ هذا الْخَيْرِ شَرٌّ قال :( نعم )قلت: هل وَرَاءَ ذلك الشَّرِّ خَيْرٌ .قال: ( نعم ) قلت :فَهَلْ وَرَاءَ ذلك الْخَيْرِ شَرٌّ .قال : ( نعم )قلت: ( كَيْفَ قال يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ولا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إِنْسٍ) قال :قلت: كَيْفَ أَصْنَعُ يا رَسُولَ اللَّهِ إن أَدْرَكْتُ ذلك .قال:( تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ). رواه مسلم.


 ( الـثالث)

أن الحُسين رضي الله عنه وابن الزُبير رحمه الله تأوَّلـوا واجتهدوا، غير مُتعمِّدين المعصية، وليس تأويلهم تأويل الخوارج الجهَّال الذِّين خرجوا على الصحابة خيار النَّاس، بل اِجتهدوا وظنُّوا أن الحق معهم، فهم بين رجلين كما في الحديث، عن عمر بن العاص أنه سمع النبِّي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر). متفقٌ عليه.


( الرابع)

أن خروج الحسين كان على أساس أن القوم كاتبوه ثم أنَّ مسلم بن عقيل وهو ابن أخ الحسين – رضي الله عنهم جميعًا- أخذ البيعة لـه، وتتالت عليه الكُتب حتَّى أن من أواخر الكُتب التِي جاءته، فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم. للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين أما بعد؛ فإن النَّاس ينتظرونك ولا رأي لهم إلى غيرك، فالعجل العجل".

وجاءه كتاب من الكتب، فيه: "كتب أهل الكوفة إلى الحسين يقولون: ليس علينا إمام، فأقبل لعلَّ الله أن يجمعنا بك على الحق".

فهذه الكُتب التِّي توالت على الحسين تُبيِّن أنهم ما كان لهم أمير، وهذا هو الذِّي كان يعتقده أن القوم هناك لا أمير لهم، وأنهم لم يقبلوا بيزيد، فذهب على هذا الأساس.

مع هذا الاِجتهاد ننتقل إلى ...


( الخامس ) 


وهو أن الحسين رضي الله عنه وابن الزبير أيضًا خالفوهما الصحابـة رضي الله عنهم أجمعين، كبار الصحابة خالفوهما، وكبار التابعين خالفوا و أنكروا على ابن الأشعث أيضًا.

روى البخاري رحمه الله في صحيحه، يرويه إلى نافع قال: "لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولـده فقال إني سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (يُنصبُ لكلِّ غادر لواءٌ يوم القيامـة)، وإنَّا قد بايعنا هذا الرَّجل" يعني يزيد بن معاوية؛ "  على بيع الله ورسولـه، وإنِّي لا أعلم غدرًا أعظم من أن يُبايع رجلٌ على بيع الله ورسولـه ثم ينصبُ لـه القتال، وإنِّي لا أعلم أحدًا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلَّا كانت الفيصل بيني وبينه".

يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : " لمَّا أراد الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى أهل العراق، لما كاتبوه كُتب كثيرة أشار عليه أفاضل أهل العلم والدِّين كابن عمر وابن عبَّاس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ألَّا يخرج".

وذكر الحافظ بن كثير رحمه الله عندما ذكر في كتابه البداية والنهاية قتال أهل المدينة ليزيد، قال: "وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحدًا بعينه بعد بيعته ليزيد".

وقال أيضًا في موضع آخر في خروج الحسين: "لما استشعر النَّاس خروجه أشفقوا عليه من ذلك وحذَّروه منه وأشار عليه ذوو الرَّأي منهم والمحبَّة له بعدم الخروج إلى العراق، وأمروه بالقيام بمكة، وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم".

وهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول: "استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلتُ: لو لا أن يزري بي النَّاس وبك لنشبتُ يدي في رأسك فلم أتركك تذهب".

وهذا أيضا عبد الله بن عمر بن العاص يتأسف فيقول: "عجَّل حسين  رضي الله عنه قدره، والله ولو أدركته ما تركته يخرج إلَّا أن يغلبني".

وهذا أبو سعيد الخذري رضي الله عنه أيضًا يقول مثل ذلك أو قريبًا من ذلك، وهذا عبد الله بن مطيع العدوي رضي الله عنه، كلُّهم ينكرون على الحسين وكانوا ينصحون له ويُشدِّدون إلَّا أن قدر الله كان نافذًا في ذلك.

(السادس)

 أن هذه الفتنة أو الخروج على الحجَّاج كما ذكر غير واحد من أهل العلم أنه ليس بسبب الفسق، بل كان بدفاع الكُفر عند من رأوا الخروج عليه، كما ذكر ذلك النووي رحمه الله في شرحه على مسلم، قال: "قيامهم على الحجَّاج ليس بمجرد الفسق، بل لمَّا غيَّر في الشرع وظاهر الكفر".



 ( السابع)


 أن الخروج كان عند بعض السلف اِجتهادًا خالف فيه النص، ولهذا كانوا يقولون عن بعضهم: أنه يرى السَّيف ثم الإجماع استقر –أعني إجماع المسلمين أهل السُنَّـة- استقر بعد ذلك على منع الخروج على الحاكم 

يقول الحافظ ابن حجر: "كانوا يقولون أنه كان يرى السَّيف، أي؛ يعني: أنه كان يرى الخروج بالسَّيف على أئمة الجور، وهذا مذهبٌ للسَّلف قديم. لكن استقر الأمر على ترك ذلك لمَّا رأوه قد أفضى إلى أشدَّ منه، ففي وقعة الحرَّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عظة لمن تدبَّر".


أيضًا النووي رحمه الله نقل عن القاضي عياض قولـه: "وقيل إن هذا الخلاف كان أولاً، ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم".

ولهذا قال شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه منهاج السنَّة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية في المجلد الرَّابع، قال: "ولهذا اِستقرَّ أمر أهل السُنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثَّابتة عن النبِّي صلَّى الله عليه وسلَّم وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئِمـة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلقٌ كثير من أهل العلم والدِّين.


( الثامن ) 

أضف إلى ذلك إجماع أهل السُنة على إنكار الخروج على من خرج على ولاة الأمر، برًا كان أو فاجر.

إضافة إلى أن الحسين  رضي الله عنه وأرضاه ما قاتل يزيد وما خرج لقتالـه أصلاً، هو خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه، ويزيد في الشام، وفي الطريق تراجع الحسين وخيَّرهم في ثلاث، قال: إما تتركوني أرجع، وإما تذهبوا بي إلى يزيد، وإما تتركوني أذهب إلى ثغر من الثغور. فأبوْا إلَّا أن يُقاتلوه والقصة طويلة لا أريد أن أتكلَّم في مقتله. فقاتلوه وهو مُكره وعلى قِلَّة من أهل بيته.


تاسعا :

يضاف إلى ما سبق ان عمل ابن الزبير رضي الله عنهما هذا لا يُعَدُّ خروجا على حاكم وقته؛ إذ لم يَسْتَتِبَّ الأمر لمروان بن الحكم بعْدُ، بدليل ما رواه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ قَالَ: لَمَّا كَانَ ابْنُ زِيَادٍ وَمَرْوَانُ بِالشَّامِ، وَوَثَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، وَوَثَبَ الْقُرَّاءُ بِالْبَصْرَةِ...الحديث.

لهذا قال الحافظ في "الفتح" (١٣/٦٩) عند شرحه لهذا الحديث: " وذَلِكَ أَنَّ يَزِيد بن مُعاوِيَة لَمّا ماتَ، دَعا ابن الزُّبَير إِلَى نَفسه وبايَعُوهُ بِالخِلافَةِ، فَأَطاعَهُ أَهل الحَرَمَينِ ومِصر والعِراق وما وراءَها، وبايَعَ لَهُ الضَّحّاك بن قَيس الفِهرِيّ بِالشّامِ كُلّها؛ إِلاَّ الأُردُنَ ومَن بِها مِن بَنِي أُمَيَّة ومَن كانَ عَلَى هَواهُم، حَتَّى هَمَّ مَروان أَن يَرحَل إِلَى ابن الزُّبَير ويُبايِعَهُ فَمَنَعُوهُ، وبايَعُوا لَهُ بِالخِلافَةِ، وحارَبَ الضَّحّاك بن قَيس فَهَزَمَهُ، وغَلَبَ عَلَى الشّام، ثُمَّ تَوجَّهَ إِلَى مِصرَ، فَغَلَبَ عَلَيها، ثُمَّ ماتَ فِي سَنَتِه، فَبايَعُوا بَعدَهُ ابْنَه عَبد المَلِك، وقَد أَخرَجَ ذَلِكَ الطَّبَرِيُّ واضِحًا".

إلى أن قال صفحة (١٣/٧٠): " والَّذِي ذَكَرته هُو الَّذِي تَوارَدَ عَلَيهِ أَهل الأَخبار بِالأَسانِيدِ الجَيِّدَة. وابن الزُّبَير لَمْ يُبايِعْ لِمَروانَ قَطُّ؛ بَل مَروان هَمَّ أَن يُبايِع لابنِ الزُّبَير، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ ودَعا إِلَى نَفْسِه».[ مستفادة من رسالة للشيخ جمال الحارثي بتصرف وزيادة ] .وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  .  آمين  .



(   الحق الثاني من حقوق ولاة الأمر  ) 

《 من الأصول الشرعية فضل الصبر على ظلم ولاة الأمور وتحريم الخروج عليهم  بالقول أو الفعل 》


 تظافرت الأدلة وتواترت على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والصبر على ظلمهم وجورهم لما في ذلك من جلب مصالح عظيمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ودرء ودفع مفاسد عظيمة وشرور كثيرة وكبيرة عنهم لا يعلمها إلا الله 

من هذه الادلة ما يلي : 

   

روى البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٧٠٥٥ ) ومسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٤٢)  عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه  قال: دعانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا:( أن بايعنا على السمع والطاعة في مَنْشَطِنا ومكرهنا، وعُسْرنا ويُسرنا، وأَثَرَة علينا، وألا ننازعَ الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا - ظاهرًا - عندكم من الله فيه برهان )


وروى البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٧٠٤٨) ومسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم(  ١٨٤٧  ) والسلسلة الصحيحة ( ٢٧٣٩) عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه  قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يدركَني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ( نعم )، قلتُ: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دَخَن ) - فساد في القلوب - قلتُ: وما دَخَنه؟ قال: (قوم يَهدون بغير هَدْيِي، تعرف منهم وتنكر )، قلتُ: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاةٌ على أبواب جهنم، مَن أجابهم إليها قذفوه فيها )، قلتُ: يا رسول الله، صِفْهم لنا، قال: (هم من جِلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)، قلتُ: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعةَ المسلمين وإمامَهم) [ تسمعُ وتُطيعُ الأميرَ ، وإن ضرب ظهرَك ، وأخذ مالَك ، فاسمع وأطِعْ ] قلتُ: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرقَ كلَّها، ولو أن تعَضَّ بأصل شجرة، حتى يدركَك الموتُ وأنت على ذلك).

وروى البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم  ( ٧٠٥٤) ومسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ١٨٤٩ ) عن عبدالله بن عباس  رضي الله عنهما عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: ( مَن رأى من أميره شيئًا يكرهه فليَصبِر عليه؛ فإنه مَن فارق الجماعة شبرًا فمات إلا مات مِيتة جاهلية ).

 روى البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٧٠٥٢) ومسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم(  ١٨٤٣)  عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه  قال: قال لنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( إنكم سترون بعدي أَثَرَة   وأمورًا تُنكِرونها )، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: (أدُّوا إليهم حقَّهم، وسَلُوا الله حقكم).

وروى مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ١٨٤٦ )  عن وائل الحضرمي رضي الله عنه  قال: سأل سلمةُ بن يزيد الجعفي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، أرأيتَ إن قامت علينا أمراء يسألونا حقَّهم ويمنعونا حقَّنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة، فجذبه الأشعث بن قيس، وقال صلى الله عليه وسلم : (اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ما حمِّلوا، وعليكم ما حمِّلتم).

وروى مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ١٨٥٤)  عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم  عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال: ( إنه يُستعمل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم - أي مَن كَرِه بقلبه وأنكر بقلبه - ولكن مَن رضي وتابع )، قالوا: يا رسول الله، ألا نقاتلهم؟ قال: (لا، ما صلَّوا ) .

 وروى مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ١٨٥٢)  عن عرفجة رضي الله عنه  قال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول: ( إنه ستكون هَنَاتٌ  وهَنَاتٌ، فمَن أراد أن يفرِّق أمر هذه الأمَّة وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائنًا من كان ).

وروى مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ١٨٥٥ ) عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال: ( خِيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلُّون عليكم - الصلاة هنا الدعاء- وتصلُّون عليهم  وشرار أئمتكم الذين تُبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم )، قيل: يا رسول الله، أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: ( لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئًا تكرهونه، فاكرهوا عمله ولا تَنْزِعوا يدًا من طاعة)

 قال الخلاَّل رحمه الله[ كتاب السنة له ( ١ / ١٣٢ )]  :

أخبرني علي بن عيسى، قال: سمعت حنبلاً يقول في ولاية الواثق: اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبدالله  - أحمد بن حنبل -: أبو بكر بن عبيد، وإبراهيم بن علي المطبخي، وفضل بن عاصم، فجاؤوا إلى أبي عبدالله، فاستأذنت لهم، فقالوا: يا أبا عبدالله، هذا الأمر قد تفاقم وفشا، يعنون إظهارَه لخلْق القرآن، وغير ذلك، فقال لهم أبو عبدالله: فما تريدون؟ قالوا: أن نشاورَك في أنَّا لسنا نرضى بإمرته ولا سلطانه، فناظرهم أبو عبدالله ساعة، وقال لهم: عليكم بالنكرة بقلوبكم، ولا تخلعوا يدًا من طاعة، ولا تشقُّوا عصا المسلمين، ولا تَسفكوا دماءكم "

وقال  الخلاَّل رحمه الله[ كتاب السنة له( ١ / ١٣٢)]: أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدَّثهم، قال: سألتُ أبا عبدالله - أحمد بن حنبل - في أمرٍ كان حدث ببغداد، وهمَّ قوم بالخروج، فقلت: يا أبا عبدالله، ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم؟ فأنكر ذلك عليهم، وجعل يقول: "سبحان الله! الدماءَ الدماءَ، لا أرى ذلك، ولا آمُرُ به، الصبر على ما نحن فيه خيرٌ من الفتنة، يسفك فيها الدماء، وتستباح فيها الأموال، وتنتهك فيها المحارم، أما علمتَ ما كان الناس فيه؟ يعني: أيام الفتنة، قلتُ: والناس اليوم، أليس هم في فتنة يا أبا عبدالله؟ قال: وإن كان، فإنما هي فتنة خاصة، فإذا وقع السيف عمَّت الفتنةُ، وانقطعت السبل، الصبرَ على هذا، ويسلَمُ لك دينُك خيرٌ لك"، ورأيته ينكر الخروج على الأئمة، وقال: الدماء لا أرى ذلك، ولا آمر به".

قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته :  " ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله  عز وجل  فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ".

 قال أبو العز الحنفي  رحمه الله  في شرحه للطحاوية( ٢ / ١٣٢ - ١٣٥ ) : " وأما وَلِيُّ الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله، فلا يُطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله، وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا؛ فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعافُ ما يحصل من جَوْرهم، بل في الصبر على جَوْرهم تكفيرُ السيئات، ومضاعفة الأجور؛ فإن الله تعالى ما سلَّطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل؛ فعلينا الاجتهاد بالاستغفار والتوبة وإصلاح العمل ".قال تعالى : ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: ٣٠ ].

وقال - سبحانه -: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [آل عمران: ١٦٥].

وقال تعالى : ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ [النساء: ٧٩ ].وقال  سبحانه : ﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام:  ١٢٩ ].

فإذا أراد الرعية أن يتخلَّصوا من ظلم الأمير الظالم، فليتركوا الظلم".انتهى كلامه رحمه الله. 

 قال شيخ الإسلام  ابن تيمية  رحمه الله[ منهاج السنة النبوية( ٤ / ٣٤٣)  : 

" الفتنة إذا وقعت عجَز العقلاءُ فيها عن دفع السفهاء، وهذا شأن الفتن، كما قال تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال:  ٢٥ ].

وإذا وقعت الفتنةُ لم يسلَم من التلوُّث بها إلا مَن عصمه الله". ثم قال رحمه الله : " كان أفاضل المسلمين يَنْهَون عن الخروج والقتال في الفتنة، كما كان عبد الله بن عمر، وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين، وغيرهم، يَنْهَون عن الخروج على يزيدَ بن معاوية، وكما كان الحسن البصري، ومجاهد بن جبر، وغيرهما يَنْهَون عن الخروج في فتنة عبد الرحمن بن الأشعث؛ ولهذا استقرَّ أمرُ أهل السنة على ترك القتال في الفتنة؛ للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي  صلى الله عليه وسلم وصاروا يذكُرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جَوْر الأئمة، وترك قتالهم"[ منهاج السنة النبوية( ٤ / ٣١٥ - ٣١٦ )].

قال  الإمام ابن القيم : 

" إن النبي  صلى الله عليه وسلم  شَرَع لأمته إيجابَ إنكار المنكر؛ ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبُّه الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم  فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكرُ منه، وأبغضُ إلى الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم  فإنه لا يسوغ إنكارُه، وإن كان الله يُبغضه ويَمقت أهلَه، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنه أساس كلِّ شر وفتنة إلى آخر الدهر، وقد استأذن الصحابةُ رسولَ الله  صلى الله عليه وسلم  في قتال الأمراء الذين يؤخِّرون الصلاة عن وقتها، وقالوا: أفلا نقاتلهم؟ فقال: ( لا، ما أقاموا الصلاة )، وقال   صلى الله عليه وسلم  : ( مَن رأى من أميره ما يكرهه فليصبِرْ، ولا ينزعنَّ يدًا من طاعةٍ ) [ أعلام الموقعين للامام ابن القيم رحمه الله( ٣ / ٤ )].

[٢٨/‏٥ ١١:٠٥ م] .

قال الإمام ابن باز رحمه الله :

" يجب الصبر، والسمع والطاعة في المعروف، ومناصحة ولاة الأمور، والدعوة لهم بالخير، والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير، هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة، ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير، ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية ".

[ مجموع فتاوى ومقالات الامام ابن باز رحمه الله ( ٨ / ٢٠٢ )] .




( الحق الثالث من حقوق ولاة الأمر )

《 تحريم الإنكار العلني على ولاة الأمر واتباع الكتاب والسنة في طريقة إبداء  النصيحة لهم 》 


من الحكمة أن من أخطأ من عامة المسلمين وليس من خاصتهم أن لا يتعامل معه بطريقة فجة مخالفة لتعاليم دين الإسلام  وتضاد الأدب والأعراف والقيم :

فهذا أسلوب  فيها جفاء وغلظة وشدة ؛ وفيه عدم مراعاة جلب المصالح ودرءالمفاسد ؛  فالنصح  بالسر  وليس بالفضيحة

قال الإمام الشافعي رحمه الله كما هو مقيد في ديوانه : 

" تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نوع 

من التوبيخ لا أرضى استماعه

وإن خالفتني وعصيت قولي

فلا تجزع إذا لم تعط طاعة"


 وهذا ادب شرعي دلنا عليه الكتاب والسنة فهما دين الإسلام الذي ناخذ منهما العلم النافع والعمل الصالح ومن ذلك الأدب ؛ وعند الإطلاع على  كلام الله سبحانه وتعالى اذ يقول لرسله الكرام وهما موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام :{فقولا له قولا لينا} 

هذا الأدب يقال لفرعون الكافر الذي أخبر الله عنه أنه قال  : { انا ربكم الاعلى }

فهذا امر ربنا في كيفية التعامل مع ملوك كفرة فكيف نتعامل مع منهم مقام الوالد وله في اعناقنا بيعة شرعية 

كيف نتعامل مع ولي أمرنا المسلم  .

أو قل نتعامل مع من رأيناه يرتكب خطأ من الأخطاء  ؟

فتعاليم الشرع أن لا يشهر به 

ولا يفضح أمره .فأسلوب النصح بالحكمة والعلم والأدب أتى الإسلام فيه وأرشدنا إلى الاسلوب الحسن  الهين اللين 

ف:( الرفق لا يكون في شئ إلا زانه ) ؛ فالنصح يكون لله سبحانه وتعالى وفق سنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وماعليه مضى هدي سلف الامة الصالح ..فليس بالتشهير والطعن وصيغة التكفير ..

من منا لايخطئ

من منا لايذنب .

وهذا في حالة عامة المسلمين 

 وأما طريقة نصح الملك

 او الأمير 

اوالرئيس 

او ولي العهد 

او وزراء  ولاة الأمر ونوابهم   ليست اجتهاديه تؤخذ من آراء البشر ومقترحاتهم بل هي الوقوف على نصوص الوحيين 

 فيناصحوا وفق السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .ووفق ماعليه عقيدة أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح ؛ وذلك بنصيحتهم سرا وفق الشرع المطهر ؛ وليست علانية كما هي طريقة الخوارج .


واعلموا رحمنا الله وإياكم أن من يقوم بالنصيحة هم اهل العلم اذا رأوا أي منكر   دل الكتاب والسنة على ان هذا الامر منكر شرعا فيناصح سرا .

ولا يقوم بالنصح العوام لجهلهم او صاحب هدف سئ او غرض خبيث يريد تهييج الرعية على راعيها .

ثم يستشعر المسلم الأمن والامان ورغد عيش والدور الهام الذي يقوم به ولي الأمر فهذا مجال  عمله واختصاصه 

 وتدوم النعم بحمد الله وشكره وذكره وشكره وعدم كفرها ومن هذا القبيل اتباع العلماء الكبار علماء السنة اتباع السلف الصالح والاستنارة بتوجيهاتهم وترك طريقة الاخوانية الخوارج وهمجيتهم ففي السنن عن عياض بن غنم الأشعري رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه) [والحديث صححه الامام الالباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة لأبي عاصم النبيل رحمه الله]

و " لما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه : قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه. ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان رضي الله عنه علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية رضي عنهما ، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة رضي الله عنهما وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه " [ من كلام الامام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي بتصرف يسير ] .

 وروى ابن ابي شيبه رحمه الله عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما : آمر أميري بالمعروف؟ قال:(  إن خفت أن يقتلك, فلا تؤنب الإمام, فإن كنت لا بد فاعلا فيما بينك وبينه ) .

وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ "، قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: " بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ "والنصح سرا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  ؛ وهدي السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن خالفهم فقد سلك مذهب الخوارج في نصح ولاة أمورهم وطريقة من خالف السنة  يكون فيها خروج باللسان يعقبه خروج باليد ؛ فتنبه لعظيم خطر هذا النهج الباطل ؛ وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة . آمين.




( الحق الرابع من حقوق ولاة الأمر  )


《  جاءت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في توقير ولاة الأمر وتعزيز شأنهم واحترامهم وتقوية جانبهم خلافا لما عليه مذهب الخوارج ومن تأثر بفكرهم 》

فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: لما خرج أبو ذرٍ الى الرَّبذَة لَقِيَه ركبٌ من أهل العراق، فقالوا: يا أبا ذر قد بلغنا الذي صُنِع بك، فاعقد لواءً يأتيك رجالاً ما شئت، قال: مهلاً مهلاً يا أهل الاسلام، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( سيكون بعدي سلطان فأعزُّوه، من التمس ذُلَّه ثَغرَ ثغْرةً في الاسلام، ولم يُقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت ) رواه أحمد رحمه الله في المسند و ابن أبي عاصم رحمه الله في السُّنة وصححه الألباني رحمه الله في ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة حديث رقم( ١٠٧٩ )

وعن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خصالٌ سِتٌّ ؛ ما من مسلمٍ يموت في واحدةٍ منهنَّ ؛ إلا كانت ضامنًا على الله أن يُدخلَه الجنَّةَ : رجلٌ خرج مجاهدًا ، فإن مات في وجهِه ؛ كان ضامنًا على اللهِ . ورجلٌ تبع جنازةً ، ، فإن مات في وجهه ؛ كان ضامنًا على اللهِ . ورجل عاد مريضًا ، ، فإن مات في وجهه ؛ كان ضامنًا على الله . ورجلٌ توضأ فأحسنَ الوضوءَ ، ثم خرج إلى المسجدِ لصلاتِه ، ، فإن مات في وجهِه ؛ كان ضامنًا على الله . ورجلٌ أتى إمامًا ، لا يأتيه إلا ليُعَزِّرَه ويُوَقِّرَه ، فإن مات في وجهِه ذلك ؛ كان ضامنًا على الله . ورجلٌ في بيته ؛ لا يغتابُ مسلمًا ، ولا يجرُّ إليهم سخَطًا ولا نِقمةً ، ، فإن مات ؛ كان ضامنًا على اللهِ ) رواه الطبراني رحمه الله في المعجم الأوسط وصححه الإمام الألباني رحمه الله بشواهده في السلسلة الصحيحة حديث رقم( ٣٣٨٤).

وفي رواية : (  مَنْ جَاهَدَ في سبيلِ اللهِ ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ، ومَنْ عادَ مَرِيضًا ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ، ومَنْ غَدَا إلى المَسْجِدٍ أوْ رَاحَ ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ، ومن دخلَ على إمامٍ يُعَزِّزُهُ ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ، ومَنْ جلسَ في بَيتِه لمْ يَغْتَبْ إنسانًا ؛ كان ضَامِنًا على اللهِ ).

رواه أحمد في مسنده رحمه الله وابن حبان وابن خزيمة رحمهم الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله وهو من رواية الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه .

وفي رواية أخرى:( مَن جاهد في سَبيلِ اللهِ كان ضامنًا علَى اللهِ ، ومن عادَ مريضًا كان ضامنًا علَى اللهِ ، ورجلٌ دخل بيتَه بسلامٍ ، فهوَ ضامنٌ على اللهِ . ومن دخلَ على إمامٍ يُعزِّرُه كان ضامنًا على اللهِ ، ومن جلَس في بيتِه لَم يَغتَبْ إنسانًا كان ضامنًا على اللهِ ) صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب ( ١٣١٧ ).

وهو من رواية الصحابي الجليل  أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  . آمين  .



( الحق الخامس من حقوق ولاة الأمر  )


《 الدعاء لهم بالخير والصلاح 》


" كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به  ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان" [  السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله( ٢٣٣ )].

قال الإمام البربهاري رحمه الله : " إذا رأيتَ الرَّجلَ يدعوا على السلطان، فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيتَ الرجلَ يدعو للسلطان بالصلاح، فاعلم أنه صاحبُ سُنَّةٍ إن شاء اللهُ تعالى.

يقول فضيل بن عياض: " لوكانت لي دعوة ما جعلتها إلاَّ في السلطان"قيل له: يا أبا عليٍّ: فسِّر لنا هذا؟.

قال: إذا جعلتها في نفسي لم تَعْدُني، وإذا جعلتها في السلطان صَلُح، فصَلُحَ بصلاحه العباد والبلاد".

فأُمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نُؤمر أن ندعو عليهم وإن ظلموا وإن جاروا، لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين" [شرح السنة للبربهاري رحمه الله ( ١١٧ )].

قال الطحاوي رحمه الله : " وندعُو لهم بالصلاح والمعافاة "انتهى كلامه رحمه الله. 

قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات، ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي ﷺ لما قيل له: إن دوسًا عصت وهم كفار قال: ( اللهم اهد دوسًا وائت بهم)  فهداهم الله وأتوه مسلمين، فالمؤمن يدعو للناس بالخير، والسلطان أولى من يدعى له؛ لأن صلاحه صلاح للأمة، فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح: أن يوفق للحق وأن يعان عليه، وأن يصلح الله له البطانة، وأن يكفيه الله شر نفسه وشر جلساء السوء، فالدعاء له بالتوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل وصلاح البطانة من أهم المهمات، ومن أفضل القربات، وقد روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: " لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان" ، ويروى ذلك عن الفضيل بن عياض رحمه الله " [مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ( ٨ / ٢٠٩ )].

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  . آمين  .




( الحق السادس من حقوق ولاة الأمر  )


《  سلامة الصدر وطهارته من الغل والحقد والحسد تجاه ولاة الأمر  》.


هذه الخصلة الطيبه والصفة الحميده معروفة عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح لايشاركهم فيها أحد من جماعات الخوارج والتكفير 

وذلك أن طاعة ولي الأمر عندهم ديانة وقربة امتثالا لما أتى في  دين الله المبني على الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة الصالح وهذا هو دين الإسلام 

وليس تطبيلا كما تزعمه الخوارج أو من تبعهم فكريا وهذا زعم فاسد إدلة الشرع تخالفه وتضاده . وطاعة ولي الأمر تكون لله خالصة فليست  لحظوظ النفس وشهوات الدنيا ؛ أو لأجل منصب أو مال اذ أن سلامة الصدر من الغل والحقد والحسد تجاه ولاة الأمر ولزوم النصح لهم والشفقة عليهم ولزوم جماعتهم سنة ماضية فعن جُبَيرُ بنُ مُطْعِمٍ رَضِي اللهُ عنه قال : قامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بالخيفِ من منًى ، فقالَ : ( نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ مقالتي ، فبلَّغَها ، فرُبَّ حاملِ فِقهٍ ، غيرُ فَقيهٍ ، وربَّ حاملِ فِقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منهُ ، ثلاثٌ لا يُغلُّ علَيهِنَّ قلبُ مؤمنٍ : إخلاصُ العملِ للَّهِ ، والنَّصيحةُ لوُلاةِ المسلمينَ ، ولزومُ جماعتِهِم ، فإنَّ دَعوتَهُم ، تُحيطُ مِن ورائِهِم ) أخرجه ابن ماجه رحمه الله في سننه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه حديث رقم  ( ٢٤٩٨ ) .

وروى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) قُلْنَا لِمَنْ ؟ ، قال : ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّى اللَّهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ).رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه. 

قال الإمام ابن رجب رحمه الله :

" النصيحة لأئمة المسلمين: معاونتُهم على الحق ، وطاعتُهم فيه ، وتذكيرهم به ، وتنبيههم في رفق ولطف ، ومجانبة الوثوب عليهم ، والدعاء لهم بالتوفيق، وحث الأغيار على ذلك ".[ جامع العلوم والحكم ( ١ / ٢٣٣ ) ].

وأنظروا  سلامة صدر الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تجاه خليفة المسلمين مع ما جرى له  من قبل هذا الخليفة من ظلم وسجن وجلد وتعذيب مع عظيم قول الخليفة في عصره وجرمه وحرمته وهو القول بخلق القرآن الكريم 

والذي قالت به المعتزلة [ فرقة ترى حل الدماء وكفر العاصي مع ما عرفته به من التعطيل الجهمي في توحيد الأسماء والصفات ] .

ومع هذه الأمور المحرمة التي أتت من قبل الخليفة فقدأنكر الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله  على من يرى الخروج عليه وبين  حرمتها وخطورة استحلال الدماء  وصلى خلف إمامه  .

و سجن ابن سيرين رحمه الله  ؛ فقال له السجان‏ : إذا كان الليل ، فاذهب إلى أهلك ، فإذا أصبحت فتعال .فقال : لا والله لا أكون لك عوناً على خيانة السلطان].

 [ سير أعلام النبلاء ( ٦١٦/٤)] 

فإبن سيرين رحمه الله تابعي جليل بل من كبار علماء التابعين رحمهم الله ؛ قال هذا الكلام للحارس تأكيدا على أهمية طاعة ولي الأمر وعدم التهاون شرعا في تنفيذها  وذلك أن طاعة السلطان بالمعروف من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم القائل :( مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي، وإنَّما الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى به، فإنْ أمَرَ بتَقْوَى اللَّهِ وعَدَلَ، فإنَّ له بذلكَ أجْرًا وإنْ قالَ بغَيْرِهِ فإنَّ عليه منه  ) رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه واخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما .

وفي هذه  اللفتة الكريمة من هذا العالم الجليل  تذكير بأن طاعة الأمراء بالمعروف مع :

ان فيها أتباع للشرع المطهر

-  وان كان فيها إضرار لأحدهم اقتضاء لحكم شرعي -

 فإن طاعتهم يترتب عليها مصالح عامة كلية لعموم الناس وتظهر هذه المصالح في وجود الأمن والأمان وردع الظالم وانتصار للضعيف والمظلوم وحماية للارواح والاعراض والاموال وفيهم تؤمن السبل وتستقيم حياة الناس 

بخلاف عدم وجودهم فالقتل وانتهاك العرض واستباحة الدماء ونهب الأموال وانقطاع الطرق وفساد الأمر 

وهذا الأمر لا يدركه الجاهل بسبب جهله وعدم حنكته وقلة حكمته ولا يعرفها الضال  ممن حمل معتقد الخوارج الإخوانية  لأن معه فكر لا تصلح فيه دنيا ولا آخرة  .

ومعلوم إن اتباع السنة نجاة

ولهذا تجد علماء السنة أتباع السلف الصالح هم من ينبهون على عظيم هذا الأصل ويؤكدون على وجوبه والتحذير من التهاون فيه أو ترك العمل بموجبه

لأنه في - حال تركه -

ففيه اهمال لأوامر الشرع الواجبة 

وإهمال لمصالح لعامة المسلمين . 

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  . آمين  .


(  الحق السابع من حقوق ولاة الأمر  )

《 لزوم جماعة الحاكم وتحريم التفرق إلى جماعات أو القيام بإنشاء أحزاب دينية أو  سياسية تتضاد  فيما بينها وتحارب بعضها بعضا مع مخالفتها لتوجيهات ولاة الأمر وتقسيم المجتمع المسلم إلى فرق واحزاب وطوائف  》


يقول الله تعالى وتقدس ذاما الفرقة ومحذرا منها :

 {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }.

وقال تعالى  : { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }.

وقال تعالى : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

وقال تعالى : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

{ وان هذه أمْتكم أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

وقال تعالى:

{شرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ }.

وقال تعالى:

{ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .

وقال تعالى وتقدس:

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون }.

وفي السنة قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ).

 رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه؛ أخرجه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي حديث رقم  ( ٢١٦٧ ).

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم من ضمن حديث ما نصه : ( فإن الشيطان مع الواحد وهو من الا ثنين أبعد )رواه إمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله ؛ رواه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي حديث رقم  (٢١٦٥ ).

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةِ المالِ ) رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه  ؛ أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.

و عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية ).رواه البخاري ومسلم رحمهما الله .

فالايات والأحاديث تحرم التفرق وتمنع تعدد الأحزاب 

وأما :( إختلاف أمتي رحمه ) 

فقد ضعفها أهل الحديث منهم  الإمام الألباني رحمه الله حيث قال في صفة الصلاة ( ٥٨ )   :" باطل لا أصل له ".

وفي السلسلة الضعيفة ( ٥٧ ):" لا أصل له ".

وفي ضعيف الجامع ( ٢٣٠ )  :" موضوع ".

فهو مع ضعفه ووضعه  يخالف نصوص الوحيين  و يسبب الجفوة ويؤيد كثرة الخلاف وتزايد الفرقة والتحزب بين المجتمع المسلم الواحد و فهم الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي سلفنا الصالح وهم ( الجماعة ) و ( مااناعليه واصحابي )

كما في الحديث الذي رواه مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قَالَ : أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ : ( أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ )

وفي رواية : ( قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ) رواه الترمذي وابوداود والحاكم رحمهم الله وصححه جمع كبير من أهل العلم ؛ ف( الجماعة ) و ( ماانا عليه وأصحابي ) لفظهما [ متباين ] ومعناهما [ مترادف ] 

فدلا بمعناهم على وجوب الرجوع إلى هدي السلف الصالح وفهمهم فهو النجاة بعد فضل الله ورحمته وهو الذي يبعد عن التحزب والافتراق والاختلاف

 ووجه ذكر هذه الإدلة من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ إن مخالفة هدي السلف الصالح والبعد عن فهمهم أدى إلى مخالفة الكتاب والسنة ومشاققة المؤمنين في إجماعهم مما أدى إلى قيام جماعات متضادة كل فرقة لها فكر منحرف تكفر الفرقة الأخرى وتلعنها  وتستحل دماءهم وترى الخروج على ولاة الامر .





(  الحق الثامن من حقوق ولاة الأمر  )


《 البعد عن مواطن بث الشبه المسمومة ضد ولاة الأمر مثل البعد عن مجالسة القعدية الذين يزينون الخروج على ولاة الأمر 》.


علمنا أن من يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم 

ويفتي بتكفيرها واستحلال الدماء المعصومة ويرى اباحة الخروج على ولاة الامر أنه من المبتدعة الضالين  فيجب ترك مجالسة من هذه حاله ومن يزين الخروج على ولاة الامر لا يسمع له ولا يجالس  ولا يلتفت إلى أقواله وتحريم إذاعة دروسه أو نشرها .

 ومن يزين الخروج على ولاة الامر يسميهم العلماء :[  القعدية ] وهي فرقة ضالة تزين الخروج على جهة التحريض و التهييج وهي لا تباشر الخروج  ومن هذا القبيل  من يفتي بجواز المظاهرات أو الاعتصامات أو غير ذلك من وسائل الإنكار العلني بل هو الخروج بعينه ف[ المتسبب كالمباشر ]  كما في قواعد الفقهاء 

قال الله تعالى وتقدس:

{ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }

ف"المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله، فأمر الله رسوله أصلا، وأمته تبعا، إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر، بالإعراض عنهم، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل، والاستمرار على ذلك، حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره"[تفسير السعدي رحمه الله لهذه الآية الكريمة ]

 قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى ( ٢ / ١٣٢ ) : " ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذب عنهم ، وأثنى عليهم ، أو عظم كتبهم ، أو عرف بمساعدتهم ، أو كره الكلام فيهم ، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لايُدرى ما هو ؟ أو قال : إنه صنف هذا الكتاب وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم ، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات لأنهم أفسدوا العقول والأديان " انتهى كلامه رحمه الله .

قال الإمام ابن باز رحمه الله  :"

لا يجوز مجالستهم ولا اتخاذهم أصحابا ، ويجب الإنكار عليهم وتحذيرهم من البدع ، نسأل الله العافية " [مجلة الفرقان العدد ( ١٠٠ )].

واذا رأيت  أقوالا  للمفتي في الباطن تخالف  أقواله الظاهرةالتي يعلنها أمام الملأ 

كأن يرى منع نصيحة ولي الأمر علانية عملا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي قال  صلى الله عليه وسلم  : ( مَن أرادَ أن يَنصَحَ لِذي سُلطانٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن يأخذُ بيدِهِ فيخلوا بهِ فإن قبلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي عليهِ )

حديث صحيح .

ثم تجده سرا يفتي بجواز ذلك 

او رأيته لايرى التحذير من دعاة الضلالة الذين يزينون الخروج على ولاة الامر ويمنع الكلام فيهم  مع زيارته لهم   .

أو رأيته يبيح القدح في أئمة السنة الاعلام  مثل إبن باز  الألباني أو العثيمين رحمهم الله وغيرهم من كبار علماء الاسلام بغير حق  ؛ وهم الذين نصروا الدين وعظموا أصوله ودافعوا عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعن أصول السنة والتي منها [ اصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف ] فقاطع من هذه حاله  واجتنبه واحذره ولا تسمع له ولا تجالسه .




( الحق التاسع من حقوق ولاة الأمر  )

《 أن تكون نيتك في وجوب السمع والطاعة لولاة الامر ديانة وقربة  ولا يكون هدفك لمصلحة دنيوية فإن أعطاك رأيت وجوب السمع و الطاعة وإن منعك حظا من حظوظ الدنيا لم تف في وجوب السمع  والطاعة لهم 》



قال عبادة بن الصامت رضي الله  :( بَايَعْنَا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ في العُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وعلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وعلَى أَنْ لا نُنَازِعَ الأمْرَ أَهْلَهُ، وعلَى أَنْ نَقُولَ بالحَقِّ أَيْنَما كُنَّا، لا نَخَافُ في اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ )

فمعنى قول عبادة بن الصامت رضي الله عنه  : يفيد انه إذا استأثر  وَلِيُّ الأمرِ نفْسَه ببَعضِ الدُّنيا دُونَهم ظُلمًا وتَعدِّيًا منه، أو إذا فضَّل وَلِيُّ الأمرِ عليهم غيْرَهم في الاستِحقاقِ ومَنَعَهم حقَّهم، فعليهم أن يصْبِروا ولا يُخالِفوه .

وعن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ( ثَلاثٌ لا يُكلِّمُهمُ اللَّهُ يَومَ القيامةِ ولا يَنظُرُ إليهم ولا يُزكِّيهم ولَهم عَذابٌ أليمٌ: رَجُلٌ على فضلِ ماءٍ بالفَلاةِ يَمنَعُه من ابنِ السَّبيلِ، ورَجُلٌ بايَعَ رَجُلًا بسِلعةٍ بَعدَ العَصرِ فحَلفَ لَهُ باللهِ لأَخَذَها بكَذا وكَذا فصَدَّقَه، وهو على غَيرِ ذلك، ورَجُلٌ بايَع إمامًا لا يُبايِعُه إلَّا لدُنيا فإنْ أعطاهُ منها وفَى، وإن لم يُعطِه منها لم يَفِ ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى .

قال الإمام ابنُ تَيمِيَّةَ رحمه الله : " طاعةُ اللَّهِ ورَسولِه واجِبةٌ على كُلِّ أحَدٍ، وطاعةُ ولاةِ الأمورِ واجِبةٌ؛ لأمرِ اللهِ بطاعَتِهم، فمن أطاعَ اللهَ ورَسولَه بطاعةِ ولاةِ الأمرِ للهِ فأجرُه على اللَّهِ، ومَن كان لا يُطيعُهم إلَّا لما يَأخُذُه من الوِلايةِ والمالِ، فإنْ أعطَوه أطاعَهم وإنْ مَنعوهُ عَصاهم؛ فما لَهُ في الآخِرةِ مِن خَلاقٍ " .[ مجموع الفتاوى ( ١٦ / ٣٥ )].

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة.  آمين  .



《 لماذا ندافع عن ولاة الأمر  ولماذا يتكرر منا  الدفاع عنهم 》


يتساءل بعضهم ممن يجهل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو  قد يكون فيه نوع تأثر في أفكار الخوارج  عن سبب كثرة دفاعنا عن ولي الأمر  المتمثل  في كتب ورسائل قمنا بتاليفها بهذا الخصوص بفضل الله ورحمته وقد يشطح أحدهم فكريا لحاجة في نفسه او نصرة لمذهبه الحزبي فيتجه إلى إساءة الظن بنا وأننا نسعى لأمور دنيوية او حظوظ النفس وشهوات الدنيا  فنقول : أن نعمة الأمن والأمان والاستقرار نعمة نغبط عليها حينما تشاهد الفتن في الدول التي حولنا واقول ذلك حقيقة وفي واقع مشاهد محسوس وملموس   فحتى كتابة هذه الأسطر  يعيش من حولنا في قلاقل ومحن وإحن وفتن وقتل ومقتول واقول لهم :

أليست هذه الأمور محن عظيمة وفتن جسيمة نشكر الله ربنا على ان حمانا منها  ثم الشكر موصول إلى  من جعله الله سببا في حفظ نعمة الأمن والأمان وهم ولاة أمرنا فقد ثبت في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  ( لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ)  رواه أحمد وأبو داود رحمهم الله والبخاري رحمه الله في الأدب المفرد و صححه  الألباني رحمه الله .

وولي أمرنا هو الوالد الذي يهمه النظر في مصلحة من تحت يده   ورعاية ابنائه المواطنين وجلب ما يصلح لهم  ودفع ما يضرهم ونحن  نعيش في رغد عيش ورخاء فلله الحمد والمنة .

ومن عظيم أعمال ولاة الأمر في دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية تعليم التوحيد والسنة فلهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في معرفتنا ودراستنا   دين الإسلام بالآدلة ثم تعريفهم لنا بعلوم الدنيا النافعة وتحذير لنا عن أي ضرر يلحقنا   .. ويشاهد  الاعتناء في أشرف الأماكن واطهرها واقدسها وذلك في  عنايتهم الفائقة في بيت الله الحرام في مكة المكرمة وفي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة النبوية وغير ذلك من أماكن ومشاعر مقدسة

وبناء الجوامع والمساجد والعناية بها وبمن قام بشؤونها  وحرصهم على تنظيم الحج والعمرة والحج احد أركان الإسلام الخمسة وجرى خدمتهم له بيسر وسهولة وأمن واطمئنان ولو ذهبنا نعدد فضائلهم الحميدة ومزاياهم العديدة وحمايتهم للعقيدة لطال بنا الزمان ...

فالمملكة العربية السعودية اشبه بالقارة مترامية الأطراف وقد بسط الله عليها الأمن والأمان بفضل الله ورحمته وحده ثم فضل ولاة أمرنا آل سعود 

يضاف إلى ما سبق :

لعل أهم ما يجعلنا نهتم في الدفاع  عن ولاة أمرنا ظهور تيارات فكرية منحرفة  تحاول تعصف بالشباب المسلم ومسخه فكريا وتشويهه عقديا  وتجعله منكرا للعقيدة الصحيحة للمسلم والتي تربى عليها المسلم جيل بعد جيل والتي بنيت على أدلة الكتاب والسنة وإجماع أهل الإسلام ويريد رموز هذه الاتجاهات المنحرفة والتيارات الفاسدة والتوجهات الشاذة أن  يسئ الشباب المسلم الظن بحكامه وولاة أمره ...

وفي رسالتنا هذه  حاولت إبراز أهم أسباب  الكتابة بهذا الشأن   فوجدتها أمورا عظيمة يجدر بنا ايضاحها وبيانها فمن أهمها     



                [[     أولا       ]]


الحرص على العمل بالكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة الصالح واظهار هذا المعتقد الصحيح للنشء المسلم فكتابتنا جزء يسير من عظيم حقوق السلطان المسلم والتي أتت في أدلة  دين الإسلام  الواردة في كلام الله سبحانه وتعالى وفي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك في بيان حقوق السلطان ولزوم طاعته  ووجوب السمع له بالمعروف فعملنا هذا نحتسبه عند الله ديانة وقربة ..


             [[      ثانيا       ]]


 " معلوم ما يحصل من ولي الأمر المسلم  من الخير والهدى والمنفعة العظيمة من إقامة الحدود، ونصر الحق، ونصر المظلوم وحل المشاكل، وإقامة الحدود، والقصاص والعناية بأسباب الأمن والأخذ على يد السفيه والظالم، إلى غير هذا من المصالح العظيمة، وليس الحاكم معصوما إنما العصمة للرسل عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغون عن الله عليهم الصلاة والسلام، لكن الواجب التعاون مع ولاة الأمور في الخير والنصيحة فيما قد يقع من الشر والنقص، هكذا فهم المؤمنون، وهكذا أمر الرسول ﷺ أمر بالسمع والطاعة لولاة الأمور، والنصيحة لهم، كما قال رسول الله ﷺ : ( إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا، يرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ) الحديث، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قالوا: يا رسول الله لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم).

 وقال عليه الصلاة والسلام: ( من ولي عليه والٍ فرآه يأت شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة ).

 ولما سئل عن ولاة الأمر الذين لا يؤدون ما عليهم قال ﷺ:(  أدوا الحق الذي عليكم لهم، وسلوا الله الذي لكم).

 فكيف إذا كان ولاة الأمر حريصين على إقامة الحق واقامة العدل  ونصر المظلوم، وردع الظالم، والحرص على استتباب الأمن، وعلى حفظ نفوس المسلمين ودينهم وأموالهم وأعراضهم، فيجب التعاون معهم على الخير وعلى ترك الشر ويجب الحرص على التناصح والتواصي بالحق حتى يقل الشر ويكثر الخير "[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي رحمه الله ].


            [[       ثالثا      ]]

المطلع على وسائل الإعلام بأنواعها يشاهد انتشار مد الفكر الخارجي ممثلا بجماعة الإخوان 

وذلك لكثرة دعاتها ومنظريها مع كثرة من يغتر بهم من شباب الإسلام"  لاظهارهم ألفاظ شرعية جواء خالية من معانيها الشريفة مثل :

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 و الجهاد وكلمة حق عند سلطان جائر 

و إعادة الخلافة الإسلامية

 و نصر المظلوم

 واطعام الجائع 

والدندنة حوال المساواة المالية بين أفراد الشعب يضاهئون بدعوتهم الدعوة الشيوعية الاشتراكية وهم يظهرون خلاف مايبطنون ...

فظاهرهم اعلان شعائر الإسلام 

وباطنهم محاربته ومضادة السنة وأهلها والتحالف مع المجوس الرافضة الايرانية والملاحدة 

وغيرهم من فرق ضالة .

ساعدهم في نشر زباله فكرهم .

أن الإعلام العالمي ووسائل التواصل الاجتماعي تأتي  للمتلقي الجاهل وتوصله المعلومة الضالة المغرضة في عقر داره سواء في غرفته  في داخل بيته  مع انتشار الجهل المدقع بالتوحيد والسنة وأحكام الشرع وتعاليم الإسلام   .



              [[      رابعا     ]]


الاختلاط الفكري بين الملل الضالة وخاصة مع الملاحدة من ماركسيين شيوعيين و علمانية وليبرالية وديمقراطية بغير فقه في الدين أو علم بالشرع نتج عنه عدم الإطلاع على اهمية الارتباط الديني بتعاليم عقيدة الإسلام واضعفت أصول السنة في قلوب كثير من العباد وأيدتها توجهات فكرية تتبنى ظاهرا الإسلام مثل فكر جماعة الإخوان الخوارج وتركيزهم على تهميش أصول السنة بما في ذلك [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف ] ومحاولة توهينه أما بنشر احاديث ضعيفة وموضوعة في تأييد توجههم  أو نشر افكار التيارات الغربية والتي لا تقيم لولاة الامر منزلة بل تحاول ازاحتهم والاطاحة بهم وهذا الأمر قد ياخذ صورا ظالمة شتى  منها :

             (   ١   )


ادعاء الحرية الفكرية في الطعن بالدين أو بالسلاطين  .


              (  ٢  )

أو محاولة التمهيد لما يسمى بالحكومة الدستورية او الملكية أو الأميرية الدستورية لسحب وتهميش وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف واضعاف منزلة وهيبة الملوك والامراء في قلوب رعيتهم .


            (   ٣   )

نشر كثير من الأفكار المنحرفة  والتيارات الالحادية والتوجهات الغربية  التي توهن منزلة  الحكام عند رعاياهم .


               (    ٤    )

اثارة الشبه والشكوك حول دين الإسلام واحكامه واصوله بما فيها أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف. 


وهذه التصرفات التي يبثونها  محرمة شرعا لأمور منها: 


               (   أولا   )

مخالفة هذه الأفكار والتيارات والفرق والمذاهب واصحابها من منظرين ورموز  لدين الإسلام 

ومصادمتهم لادلة الكتاب والسنة واجماع المسلمين .

فهم يحاولون القضاء على دين الإسلام لكن الله ينصر دينه ويعلي كلمته : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }.


            (  ثانيا  )

الديمقراطية والعلمانية والليبرالية والشيوعية والتي هي من زبالة الفكر البشري الفاسد   لا تصلح اساسا في بلاد الإسلام او غيرها من بلدان العالم  وذلك لمخالفتها لدين الاسلام واصوله وقيمه وعادات أهل الإسلام واخلاقهم وسلوكهم ومصادمتها للفطرة البشرية السليمة .

مع مضادتها لطبيعة التكوين  الاجتماعي للبشر المبني على الترابط المكون من أسرة أو  قبيلة او فخذ اومدينة نشأت على فطر سليمة  في الغالب

 فالديمقراطية والعلمانية نشأت في مجتمع غالبه لا يعرف الرباط المقدس بين الزوجين بل في مجتمع توالد غالب افراده عن طريق الزنى والسفاح ..

 فأظهر هؤلاء الضلال الملاحدة طقوس أقوام سابقة ارسل الله إليهم رجزه وعذابه عليهم مثل قوم لوط واتيانهم المنكر في ناديهم فهاهم اليوم يطالبون بما يخالف الطبيعة البشرية ويؤيد الشذوذ الجنسي والانحلال الخلقي والأمراض الروحية وانتشار الادواء النفسية فكثر الانتحار وانتشر وقلت بل انعدمت  الأخلاق القويمة فظهرت أخلاق تنكرها الجاهلية الأولى   فالاولون الاقدمون مع كفرهم  أطهر وأشرف منهم  فحياة هؤلاء الذين يطالبون بالتقدمية والتطور إنما هي حياة بهيمية حيوانية :  

{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }

" أي : أسوأ حالا من الأنعام السارحة ، فإن تلك تعقل ما خلقت له ، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له ، وهم يعبدون غيره ويشركون به ، مع قيام الحجة عليهم ، وإرسال الرسل إليهم "[ من تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله لهذه الآيةالكريمة].

فظهرت دعوة المساواة المثلية 

ومساواة الرجل بالانثى مع مخالفة الرجل للأنثى 

:{ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ }

وذلك لاختلاف الخلق  - بضم الخاء المعملة الفوقية - الباطن والخلق - بفتح الخاء المعملة الفوقية-  الظاهر والتكوين مع عورتها  وضعفها وما يعتريها من الحيض والنفاس .

وانتشرت فيروسات وميكروبات 

مسببة لأمراض فتاكة لم تكن معروفة سابقا مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : (  يا مَعْشَرَ المهاجرينَ ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم ، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا ، ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم ، فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم ، وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم )

أخرجه ابن ماجه رحمه الله في سننه والطبراني رحمه الله في الأوسط و الحاكم رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع( ٧٩٧٨ ) من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.



       [[         خامسا       ]]

إختلاف كيفية النصح للسلطان فالفرق الضالة المنحرفة فكريا مثل  الاخوانية الخوارج و الملاحدة العلمانية تختلف بل تضاد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن العظيم .. ففي مستنقعات الفكر الغربي الكافر تجد الفوضى العارمة وزعزعة الأمن وخلخلة الهدوء والاستقرار  ونهب المحلات وانتهاك الأعراض وقتل الأنفس والطعن علانية في عرض السلاطين امام الجماهير والتي اكتظت بها ساحاتهم وشوارعهم بسبب نشاط اصحاب وسيلة النصح لديهم وهذا النصح - زعموا - يأخذ صور شتى مباحة عندهم منها :

المظاهرات 

والاضطرابات 

والاضرابات 

والانقلابات العسكرية 

والتنظيمات  سرية 

والمليشيات العسكرية

 كل ذلك من أجل فرض رأيهم وإن كان رأيا فاسدا كاسدا مشؤما

فهذه الوسائل الالحادية العلمانية في عجرها وبجرها ومفاسدها ونتائجها السيئة تم نقلها كاملة مصداقا لقول الرسول صلى عليه وسلم:  ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) فقد جرت فتوى الاخوانية بجوازها واباحة فعلها  داخل نطاق الدول الإسلامية وتحديدا ضد الحكام المسلمين  

فتشبهوا بملل الكفر و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وهو حديث صحيح. 

وترتب على هذه الأمور المحدثة مفاسد عظيمة لا يعلم مدى خطورتها إلا الله سبحانه وتعالى 

فخرجت الآلاف من بيوتها على الحاكم المسلم وتجرأت عليه الجماهير 

ونيل من منزلته الشرعية واستحل دمه بغير مبرر شرعي 

واصبحت دول بلا حاكم وكثرت الاضطرابات وقل الأمن ونهبت الأموال وانتهكت الأعراض واصبحت السبل مرتعا خصبا لقطاع الطريق من جماعات التكفير فلا حول ولا قوة الا بالله  وهم مع هذا البلاء العظيم خالفوا سنة رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم في كيفية النصح للحاكم ومن ذلك قوله  صلى الله عليه وسلم :  ( من أراد أن ينصح السلطان فلا يبذل [ فلا يبدها ] له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه ذلك، وإلا كان أدى الذي عليه ) .

رواه الإمام أحمد في مسنده( ١٥٣٦٩) والحاكم ( ٥٢٦٩) وصححه وابن أبي عاصم في السُنة ( ١٠٩٦)  والبيهقي في السنن الكبرى ( ١٦٤٣٧)  والطبراني في المعجم الكبير ١٧ / ٣٦٧ ) وصححه الألباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله. 

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  . آمين  .




(  الخاتمة  ؛  نسال الله حسنها  )


أيها المسلم الصادق المخلص :

لا يضرك

ولا يغرك 

من يطعن في الحكام اتباعا لهواه ورغبات حزبه وفكره المنحرف فلا تحجم عن أتباع الحق بعدما  تبين لك شرعا ؛ فحينما تسمع وصف الخوارج  لعلماء السنة أتباع هدي السلف الصالح 

وتعييرهم

  ونبزهم لهم 

ووصفهم بأنهم :

أتباع السلطان 

أو أذناب له 

أو علماء البلاط 

أو أصحاب الطاعة الشامية 

أو غلاة الطاعة 

أو جامية  

أو وصفهم بالعمالة والجاسوسية

وأنهم يكتبون تقارير ضد دعاتهم وهم دعاة شر و ضلالة. 

أو أن لهم مصالح دنيوية يسعون لها واليها مثل :

طلب مال أو  مناصب 

أو غيرها من حظوظ النفس وشهوات الدنيا  .

فهذا  اتهام باطل وفرية معروفة واصحابها أهل فجور في الخصومة  ؛ وعند المنحرفين هؤلاء  تجويز الكذب لمصلحة حزبهم المحظور في دين الإسلام وعند العقلاء وعند اغلب حكومات العالم أجمع. 

ولا تنسى قاعدتهم   :[ الغاية تبرر الوسيلة ] ..

واعلم يقينا ان علماء السنة اتباع السلف الصالح يقومون بهذا الامر 

ديانة وقربة اتباعا للمصلحة الشرعية وفق الضوابط الشرعية ؛ ويرون وجوب أصل السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وفق إدلة الكتاب والسنة واجماع السلف الصالح ووفق فهمهم .وقلنا لمصالح شرعية عامة راجحة دل على مشروعيتها دين الإسلام

 فليس لهم هدف إلا السمع والطاعة لله سبحانه وتعالى وابعاد أهل الإسلام عن نار الفتن 

وحمايتهم من جميع الشرور  ودعاتها الذين يزينون انتشار الفتن فرموز الضلال ؛ عقدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا عِقالَ الفتنة، فهُم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متَّفقون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علمٍ، يتكلَّمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جُهَّالَ الناس بما يشبِّهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلِّين .[ من كلام الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مقدمة رسالته الرد على الجهمية]

و علماء السنة اتباع السلف الصالح:

وإن أوذوا وضربوا وشوهت دعوتهم وتكلم الناس في اعراضهم بغير حق مع تركهم للدنيا وزينتها وبهرجها خلف ظهورهم قال الشافعي رحمه الله : 

" إِنَّ لِلَّهِ عِباداً فُطَنا

تَرَكوا الدُنيا وَخافوا الفِتَنا

نَظَروا فيها فَلَمّا عَلِموا

أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا

جَعَلوها لُجَّةً وَاِتَّخَذوا

صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا ".


فهم نعمة ضد نقمة الحزبيين ورحمة ضد عذاب المضلين وهدى يكشف الله بهم ضلال وظلمة أهل الهوى والزيغ والبدع والفرقة والاختلاف ف"الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يُحيون بكتاب الله الموتى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيَوْه، وكم من ضالٍّ تائهٍ هَدَوْه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم  :( ينفون عن كتاب الله تحريفَ الغالين وانتحالَ المبطلين وتأويلَ الجاهلين ).

وهم مع ما يتعرضون له :

فلهم غايتهم نبيلة وهي طاعة الله ف( طاعة الأمير من طاعة الله سبحانه وتعالى ومن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم )

ولهم هدف جميل :

الوقوف مع أهل الحق 

ونصرهم وتأييدهم 

ولا شك أن ولي الأمر 

 والمصلحة التي يقوم بها جهدها عظيم وعملها جسيم 

فلا بد من كان هذا هدفه وعمله من الوقوف معه بالحق 

فلذا :

تأكد أن جميع الشبهات التي يثيرها من يزين الخروج علليهم و يظهرها على من قل علمه بالسنة وجهل حالهم فإن إدلة الكتاب والسنة واجماع الصحابة رضي الله عنهم على تحريم الخروج على ولاة الامر فمن زين الخروج عليهم فقد ضرب إدلة الكتاب والسنة ببعضها ليتسنى له اظهار صحة فاسد فكره وقد يستشهد بآثار عن الصحابة رضي الله عنهم أما معلولة السند أو صحيحة لكن قيلت في غير ما يريده صاحب شبهة الخروج ؛ فأعلم يقينا انها شبهات ضعيفة  تخالف إدلة الكتاب والسنة والإجماع وتردها وتوهنها وإن شبهاتهم  يعرفها علماء السنة من قديم ولهم إيضاح لها ؛ فإدلة من قال بوجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف إدلة صحيحة صريحة محكمة يؤيدها صحيح المنقول وتوافق صريح المعقول  وليس فيها متشابه وإنما الشبهات أتت من أهل الشبهات و قال بخلاف اصول السلف الصالح التي بنيت على نصوص الوحيين ثم هدي السلف الصالح وإجماعهم.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  .

••••••••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني  .