الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
ففي فضل تعلم علم الكتاب والسنة وفق هدي سلفنا الصالح أتت آيات وأحاديث كلها تحث عليه وتبين فضله وتعلي شأنه وشأن أهله العالمين العاملين به :{ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } فالجواب معروف
فلا يستوي العالم بالجاهل ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( يُؤْتَى أحَدُكُمْ فيُقالُ له: ما عِلْمُكَ بهذا الرَّجُلِ؟ فأمَّا المُؤْمِنُ - أوْ قالَ: المُوقِنُ شَكَّ هِشامٌ - فيَقولُ: هو رَسولُ اللَّهِ، هو مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، جاءَنا بالبَيِّناتِ والهُدَى، فَآمَنَّا وأَجَبْنا واتَّبَعْنا وصَدَّقْنا، فيُقالُ له: نَمْ صالِحًا قدْ كُنَّا نَعْلَمُ إنْ كُنْتَ لَتُؤْمِنُ به، وأَمَّا المُنافِقُ - أوْ قالَ: المُرْتابُ، شَكَّ هِشامٌ - فيُقالُ له: ما عِلْمُكَ بهذا الرَّجُلِ؟ فيَقولُ: لا أدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يقولونَ شيئًا فَقُلتُ).رواه البخاري ومسلم رحمهما الله من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
[ للمزيد : أنظر كتاب أصول الإيمان للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ورضي الله عنه صفحة ( ٣٧ ) ]
فانظر نتيجة العلم على من تعلمه أنجاه من فتنة القبر وعذابه فالمنعم أجاب بقوله : [ جاءنا بالبينات والهدى] فهذا هو العلم وكانت نتيجة العمل بالعلم : [ آمنا واجبنا وأتبعنا ]
وأما المعذب فيقول : سمعت الناس يقولون شيئا فقلته .
وكتاب الإيمان لهذا الإمام نفيس جدا فمنه استفدت هذه الفائدة وسيتم شرحه كاملا إن شاء الله فضلا من الله وكرما ورحمة وقد بدأ الإمام محمد رحمه الله في ( باب معرفة الله عز وجل والإيمان به ) ثم ذكر حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ؛ من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه الإمام مسلم رحمه الله.
فأوله الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك وهذه دعوة جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام اولهم نوح عليه الصلاة والسلام وآخرهم وخاتمهم نبينا الرسول الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهذه دعوة أتباع الرسل عليهم الصلاة من الأعلام الصديقين والأئمة المصلحين والهداة المهتدين ومنهم هذا الإمام المجدد رحمه الله فدعوته رحمه الله دعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى ونبذ الشريك عنه ؛ ولا ننسى الدعاء لهذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية فقد قامت بصدق واخلاص بنشر التوحيد والسنة والتحذير من الشرك والبدعة فتعرضوا سابقا للأذاء وكفروا واستحلت دماءهم وقام بغزوهم عباد القبور وتعرضوا للنبز والتعيير بالوهابية وأعدت لأمراء الدولة السعودية الثانية القدور تغلي ثم رموا فيها وقدموا النفيس والنفس ووضعت أجسادهم الطيبه أمام المدافع والقبس فما صدهم عن الصدع بالحق صاد ولم تأخذهم في الله لومة لائم
فنصرهم الله نصرا عزيزا ومكنهم وجعل العاقبة لهم ولذريتهم من بعدهم فهاهي راية التوحيد خفاقة وهاهم آل سعود حفظهم الله يعودون اقوياء أعزاء فكسروا الأعداء وقامت دولتهم دولة التوحيد والسنة بعز ومنعة وقوة بفضل الله ورحمته وعادت مهابة الجانب ذات منزلة عالية علية متقدمة بين الدول بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين وساعده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله ورعاهم .... والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .
....................
كتبه : غازي بن عوض العرماني .