بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:
فقد انتشر قديما مقاطع فيديو تظهر تمزيق الإثبات الشخصي وجواز السفر على يد أشخاص وذلك بعد خروجهم من حدود دولهم إلى دولة أخرى ينتشر فيها الفكر التكفيري والمليشيات الدموية التكفيرية وهذا التصرف من شخص قد ابتعد عن الجماعة وخرج من الطاعة ومن ثم خلع ربقة الإسلام كما جاء في قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:( من فارق الجماعةَ قَيْدَ شِبرٍ فقد خلع رِبقةَ الإسلامِ من عُنُقِهِ )اخرجه احمد وأبوداود وابن ابي عاصم رحمهم اللهُ تعالى وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى في تخريجه لكتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله تعالى حديث رقم (٨٩٢) من روايه الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري رضي اللهُ عنه .يوضح ذلك حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه في سنن الترمذي وفيه يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: وأَنا آمرُكُم بخَمسٍ اللَّهُ أمرَني بِهِنَّ، السَّمعُ والطَّاعةُ والجِهادُ والهجرةُ والجمَاعةُ، فإنَّهُ مَن فارقَ الجماعةَ قيدَ شبرٍ فقد خلَعَ رِبقةَ الإسلامِ من عُنقِهِ إلَّا أن يراجِعَ ) وصححه الامام الالباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح سنن الترمذي رحمه الله تعالى حديث رقم ( ٢٨٦٣).
و تمزيق الأوراق الحكومية المتعلقة باثبات شخصية الرجل ومعلوماته و طبيعة عمله و من اي دولة هو وكذلك الأوراق الخاصة بالسماح بزيارة الدول الأخرى وهو ما يعرف بالجواز لعزمه الأكيد الدخول تحت طاعة رموز الجماعات الخارجية والانضواء تحت لوائهم التكفيري المشؤوم
فكل هذا تصرفات تدل على التهور والجهل بمآلات الأمور ومخالفة معتقد اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وتدل على خلل عقدي نابع عن معتقد تكفيري يبيح الخروج على ولاة الأمر في دولته او في الدولة التي دخلها بعهد وميثاق يحرم شرعا نقضه والغدر في دين الإسلام قال الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ } [ المائدة :١] قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:
" يعني بالعهود : يعني ما أحل الله وما حرم ، وما فرض وما حد في القرآن كله ، فلا تغدروا ولا تنكثوا ، ثم شدد في ذلك فقال : {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل } إلى قوله : {سوء الدار } [ الرعد : ٢٥ ] .
وقال الضحاك : { أوفوا بالعقود }قال : ما أحل الله وما حرم وما أخذ الله من الميثاق على من أقر بالإيمان بالنبي [ صلى الله عليه وسلم ] والكتاب أن يوفوا بما أخذ الله عليهم من الفرائض من الحلال والحرام .
وقال زيد بن أسلم : ( أوفوا بالعقود ) قال : هي ستة : عهد الله ، وعقد الحلف ، وعقد الشركة ، وعقد البيع ، وعقد النكاح ، وعقد اليمين .
وقال محمد بن كعب : هي خمسة منها : حلف الجاهلية ، وشركة المفاوضة ".انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
وفي صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي اللهُ عنهما :( يُنْصَبُ لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يَومَ القِيامَةِ، وإنَّا قدْ بايَعْنا هذا الرَّجُلَ علَى بَيْعِ اللَّهِ ورَسولِهِ، وإنِّي لا أعْلَمُ غَدْرًا أعْظَمَ مِن أنْ يُبايَعَ رَجُلٌ علَى بَيْعِ اللَّهِ ورَسولِهِ ثُمَّ يُنْصَبُ له القِتالُ، وإنِّي لا أعْلَمُ أحَدًا مِنكُم خَلَعَهُ، ولا بايَعَ في هذا الأمْرِ، إلَّا كانَتِ الفَيْصَلَ بَيْنِي وبيْنَهُ).
وعلاج هذا بالتفقه الصحيح بدين الإسلام معرفة العقيدة الإسلامية الصحيحة وهي ماجاء في معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وأخذ العلم عن العلماءالسلفيين من ذوي المعتقد السليم والمنهج النبوي المتبع فيه الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح والبعد عن الأفكار التكفيرية الشاذة بالبعد عن دعاة الفتن والضلالة والحذر من الاستماع اليهم او الجلوس معهم .
وهم بعيدون كل البعد عن الجهاد الشرعي فجهادهم جهاد باطل شرعا اذ هو تحت راية عمية يقاتل عصبية فلا إذن ولي الأمر ولا إذن الوالدين و لا فقه في مسائل الجهاد الشرعي الصحيح وإنما تغرير بصغار السن من قبل رموز ودعاة التكفير وهؤلاء الصغار هم (حدثاء الأسنان ) كما جاء الحديث الصحيح في بيان صفات الخوارج وتكفيرهم للمسلمين واستحلالهم لدمائهم والخروج على ولاة الأمور ؛ فتصرفاتهم هي عين افعال وأقوال الخوارج التكفيريين ؛ كفى الله المسلمين شرهم ؛ ورزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الحلال الطيب الواسع وأحسن الله لنا ولكم الخاتمة والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني