الاثنين، 4 أغسطس 2025

( أهمية نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة ومعرفة أصحابها والحذر ممن يحاربها )

 


بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:

فإن الفقه في العقيدة الصحيحة ومعرفة أصول السنة ومعرفة أصحابها والحذر ممن يحاربها من دعاة الضلالة له

دور كبير وأهمية قصوى لجميع أفراد المجتمع المسلم، بل ويتعدى ذلك إلى إفادة المجتمعات غير المسلمة، فهو طوق نجاة وصمام أمان لجميع شرائح المجتمع، وأهم هذه الشرائح:

اولا :

طلاب العلم يريدون طلب العلم على مشايخ ذوي توجه عقدي حسن، ومنهج سليم بعيد عن الأفكار الغالية المتشنجة والمتشددة، وبعيدة عن الالحاد وهؤلاء  المشايخ من ذوي العقيدة السليمة من التكفير أو التساهل في أمور الشرع.

ثانيا :

علماء يريدون تزكية طالب علم أو معرفة توجهه الفكري، أو الرد على شخص ظهر انحرافه، وهل انحرافه حادث، أم قديم؟ ففي العلم  الإلمام بحال الشخص ومعرفة ماضيه العقدي لمعرفة استحقاقه لما أريد له.

ثالثا:

آباء وأمهات يريدون السلامة لأبنائهم من خطر الجماعات التكفيرية والتنظيمات العسكرية، ومن شر أصحاب البيعات السرية البدعية، فيحرصون على سلامة أبنائهم وإرادة الخير لهم وذلك  بتعلم علوم الشرع وحفظ القرآن الكريم، على يد الثقات المؤتمنين فالوالدين يخشون على اولادهم من الوقوع في براثن مذهب الغلو والتكفير.

رابعا :

جهات حكومية يهمها سلامة منسوبيها من تلوث أفكارهم وتسممها بجراثيم الفرق المنحرفة فكريًّا، وفيروسات المذاهب الإخوانية الخوارج، أو رافضة مجوسية إيرانية أو أي مذهب آخر ضال كالإلحادية من علمانية أو ماركسية أو ليبرالية، ممن يريدون هدم دين الإسلام ومجتمعاته الطيبة.

خامسا : 

جميع المجتمعات  المسلمة من خاصة وعامة؛ الذين يسعون بشغف إلى تعلم دينهم، وحرصهم على معرفة العقيدة الصحيحة التي وردت في كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بفهم سلف الأمة، وهم ينشدون السلامة من زعزعة أمنهم واستحلال دمائهم بعد تكفيرهم، أو يريدوا الشر بولاة أمرهم.  

فالناس بحاجة ماسة إلى عالم ومفتي وداعية ومعلم وقاضي، وغير ذلك من الوظائف الشرعية التي يحتاجها المجتمع المسلم، والتي لا بد أن تكون صفاتهم  صفات أهل الحق والخير، مع محبتهم للسنة والعمل بها كنهج سلفنا الصالح، وأن يسيروا وفق فهمهم، فلا بد أن يعظم أصول السنة، ويمشي على ضوئها مخلصًا طائعًا لولاة أمره، غير غاش لهم، سليم الصدر تجاههم، وتجاه أي مسلم غير مبغض لهم، وأن يراعي حرمة دم الأبرياء المعصومة، معظم لهذه الدماء سواء من مسلم أو معاهد، مع سيره وحرصه على العمل وفق توجيهات وتعليمات ولاة أمره، التي ساروا بها وفق الشرع، ثم وفق مصلحة مواطنيهم الشرعية، مع محاربته للجماعات الضالة التي هدفها هدم الدين، وزعزعة الأمن، وتقويضه، وليس لهم تاريخ في تأييد رموز الضلال وجماعاته سرًّا أو علانية.

سادسا :

دول العالم أجمع شوه عندهم دين الإسلام ويظنون أن فكر الاخوانية الخارجي التكفيري هو الاسلام وهذه الدول  انكوت بجحيم الإرهاب، وجرى فيها استباحة الدماء المعصومة، وقتل الأرواح البريئة بغير حق وبلا بينة ودون جرم، وإشاعة الرعب والدمار والتكفير والإرهاب باسم دين الإسلام، ومحاولة تشويه جماله وكماله وشموليته واستمراريته، وطمس معالمه، وإخفاء شعائره، فدين الإسلام برئ من كل ما سبق، وأهله أبرياء من هذه الجرائم المنكرة والحوادث والعنف والكوارث، فهو دين الله الذي ارتضاه لعباده رغم أنوف الخوارج الإخوانية، وأهل الإلحاد، والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، يقول: (ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر )[ أخرجه احمد رحمه الله تعالى في المسند والطبراني رحمه الله تعالى في الكبير وصححه الامام الألباني رحمه اللهُ تعالى في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٣ ).

وهذا الدين هو ما كان في كلام الله سبحانه، وفي كلام الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، وما جرى عليه هدي سلف الأمة الصالحين، وأتى بفهمهم المستقيم، وهؤلاء هم الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين رحمهم الله، بخلاف ما كان عليه الإخوانية الخوارج ؛كلاب النار وأذنابهم وأعوانهم، فهؤلاء الخوارج يتمسحون بالإسلام، والإسلام برئ منهم، فهم قد اتخذوا الإسلام وشعائره غطاء لستر جرائمهم، واستمالة لمن يجهل حالهم أو يجهل العلم الشرعي أو جعله أسلوبًا لتهييج العامة الجهلة (بدينهم أو بمصالحهم العامة أو الخاصة)، والتي يرعاها ويحفظها ويقدرها ولاة أمرهم.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الطيب وحسن الخاتمة؛ والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .