الأحد، 24 أغسطس 2025

[ حكم إطلاق لفظ ( العشق ) في غير موضعه الصحيح ].



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد

فقد جرى كتابة هذه الرسالة وسببها ماجرى تدوينه على صورة فيها إيضاح لقراءة ايات من القرآن الكريم وهو كلام ربنا المنزّل غير مخلوق فقد كتبت عبارة ( لعشاق الشيخ ……. ) وهذا الشيخ من اشهر قراء القران الكريم في العالم الإسلامي وقد توفاه الله رحمه الله تعالى وعفا عنه وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

ولعل من كتب هذه العبارة أراد معنى مشروع وهو : ( لمحبين الشيخ ……) لكنه اخطأ في إيراده لهذا اللفظ ( العشاق ) وهذا اللفظ في هذا الموضع خطأ لغوي وله معنى شرعي سئ جدا وقد منعه المحققون من اهل العلم لأمور منها :

              ( اولا )

ان هذا اللفظ ليس من الألفاظ الشرعية التي وردت في كلام الله سبحانه وتعالى والواردة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ ان الوارد المشروع هو لفظ ( المحبة ) ويدل على هذا ماجاء في كلام الله عز وجل :{ وَالّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبا للهِ }.[البقرة: ١٦٥] وقوله تعالى:{ قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبْبِكْمْ اللهُ}. [آل عمران: ٣١] .

وقول الله تعالى وتقدس :{ يحبهم ويحبونه }.[المائدة : ٥٤ ].

واما ما ورد من كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقد روى الصحابي الجليل ‏‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏‏رضي اللهُ عنه قَالَ :‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ‏لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ).

رواه البخاريُّ ومسلمٌ رحمهما اللهُ تعالى .

وعَنْه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ : ‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ‏‏ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ) .رواه البخاري ومسلم رحمهما اللهُ تعالى .


          ( ثانيا )


من حيث معنى هذا اللفظ ، فَإِن العشق عند أهل اللغة لا يكون إلا لما يُنكح.

فيصح للرجل ان يطلق هذا اللفظ ( العشق ) على زوجته او مملوكته فقط .

وما عداهما فخلاف الشرع الحنيف ولغة العرب .


                 ( ثالثا )


ان هذا اللفظ من ألفاظ الفرقة الصوفية الضالة وهي فرقة لها شطحات عقدية كثيرة وهذا اللفظ مشهور عنهم كما دون ذلك عنهم اهل العلم ؛ وقد ثبت في سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( من تشبه بقوم فهو منهم ) من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما اخرجه الامام احمد وأبوداود رحمهما اللهُ تعالى وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن أبي داود رحمه الله تعالى.

رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول والحكمة والعلم والصواب والتوفيق والسداد والستر والهدى والعفاف والغنى والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

………..

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .