السبت، 30 أغسطس 2025

( رسالة فيها بيان مختصر عن علم الكلام وألفاظ المناطقة )



بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد


فقد ورد سؤال من احد الاخوة طلاب العلم هذا نصه :" 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

سؤال متعلق بكتب شيخ الإسلام .

يقول السائل هل يجوز لطالب العلم التوسع في الدلالات العقلية التي احتج بها شيخ الإسلام إبن تيمية في ردوده على الفرق الكلامية مثل كتاب شرح الأصفهانية ؟

و ما هو أفضل شرح معاصر من قبل أهل العلم شرح عباراته تنصحنا بالرجوع إلى شرحه ؟ 

وجزاكم الله خيراً

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .

قد تم إرسال  إليكم رابط فيه ( شرح كتاب الأصفهانية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى)محققا من قبل الشيخ محمد السعوي وفقنا الله وإياه واياكم اجمعين الي مايحبه الله ويرضاه؛ ولعل هذه الطبعة جيدة برأي المتواضع

و علم الكلام هو  إثبات الوهية الله تبارك وتعالى في الحجج العقلية والوسيلة كما هو مشاهد استخدام ألفاظ ومصطلحات المناطقة .

وهذه المصطلحات  هي بحاجة إلى من يبين معنى الفاظها  ويشرح عباراتها وهذا لابد له من شرطين

الأول :

سلامة المعتقد لمن أراد بيان معانيها .

وثانيا :

القدرة العلمية على الإحاطة بمعاني هذه الألفاظ المنطقية والتي تحتاج الي مترجم يوضح معاني ألفاظها أثناء شرحها  ؛ فكأنه يترجم من لغة اجنبية الي اللغة العربية .

وفي زمننا هذا قد يندر أو قل ينعدم من يجمع بين الإلمام والاحاطة العلمية في العقيدة الصحيحة وفي دقة الترجمة من اللغة العربية الي اللغة الانجليزية ؛ فكيف في علم المنطق اليوناني .

وابن تيميه رحمه اللهُ تعالى إمام عالم جليل متمكن جمع بين سعة العلم  في العقيدة الإسلامية الصحيحة وما يضادها وأقوال الفرق وادلتها النقلية الصحيحة وحججها العقلية الصريحة مع تفنيد شبهات باطله لمن حاول الادلاء بايرادات باطلة مع العلم والاحاطة والادراك بمصطلحات المناطقه والدقة في معرفة الفاظهم الكلامية وحينما يتم معرفة المعنى المراد لمصطلحات المناطقة يكون الأمر واضحا فيتساوى  العالم وطالب العلم المبتدي في فهم المعنى المراد لهذه الألفاظ سواء كانت مقدمات أو نتايج لهذه المقدمات أو أصول كلية 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه ( الرد على المنطقيين ) مانصه :" 

فإني كنت دائما أعلم أن المنطق اليوناني لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد ولكن كنت أحسب أن قضاياه صادقة لما رأيت من صدق كثير منها.

ثم تبين لي فيما بعد خطأ طائفة من قضاياه وكتبت في ذلك شيئا ثم لما كنت بالإسكندرية اجتمع بي من رأيته يعظم المتفلسفة بالتهويل والتقليد فذكرت له بعض ما يستحقه من التجهيل والتضليل".

وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يعتبر من اوائل العلماء الذين قاموا  بهدم المنطق اليوناني في كثير من كتبه ورسائله رحمه الله تعالى.

ولعل بعض الاخوة طلاب العلم يجد صعوبة في فهم معاني علم أصول الفقه ولعل من اسباب صعوبة علم أصول الفقه ان غالب من قام بالتأليف بهذا الفن هم من المتكلمة لهذا تجد كثرة المسائل الكلامية مع وجود  الفاظ  منطقية .

وقد تقدم ان علم الكلام هو إثبات الألوهية بحجج عقلية صيغ كثير من هذه الحجج  وفقا لألفاظ المناطقة ومصطلحاتهم.

ومهما كانت قوة العقل وسلامته وبعده عن ايراد ما يضاد الألوهية لكنه يبقى قاصرا ناقصا ضعيفا عن معرفة الله تبارك وتعالى وعن معرفة ذاته وصفاته واسمائه وعن ما يجب له من توحيد وما يمتنع ويحرم في حقه من الشرك في توحيده

كما في الحديث الذي رواه الامام احمد رحمه الله في مسنده وابن حبان رحمه الله في صحيحه وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى من رواية الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وفيه يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك او علمته أحدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ) 

 لهذا ارسل الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وانزل عليهم كلامه وأيدهم بالمعجزات الباهرة والحجج العقلية القاهرة ولو كانت العقول تستقل في معرفة ربها وخالقها على جهة التفصيل لما كان ثمت حاجة إلى إنزال الكتب المقدسة وارسال الرسل الصادقة المصدقة فالإخلاص و التوحيد لله سبحانه وتعالى في جميع انواعه والصواب والصدق في كلام الله عز وجل وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فدين الاسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده اشتمل على صدق في اخباره وعدل في احكامه ومن أراد الاستغناء

بفهمه القاصر وعقله الضعيف فهو لم يصدق في اسلامه ولم يذق طعم الإيمان الذي يجده من احب الله عز وجل وأحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأحب دين الله الآسلام 

لهذا ثبت في صحيحي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث الصحابي الجليل أنس ابن مالك رضي الله عنه قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :( ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا،

وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ).

فاتباع الكتاب العزيز والسنةالنبوية المتبع فيها هدي سلفنا الصالح وطريقتهم وسمتهم وفي الوسيلة الصحيحة لإيضاحات وبيانها وهي اللغة العربية وهي اللغة التي نزل بها القران الكريم كلام الله سبحانه وتعالى من عند ربنا تعالى وتقدس وتكلم بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهذه اللغة هي لغته الكريمة ولغة قومه واصحابه رضي الله عنهم أجمعين وليست لغة المتكلمة ومصطلحاتهم وفلسفتهم المنطقية فمن أراد الهدى بغير الهدى الذي جاء فيه الوحي كتابا وسنة ولم يشاقق أصحاب الرسول الكربم صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم في فهمهم فهذا بعد فضل الله تعالى ورحمته  نحسبه من الذين قال الله تعالى وتقدس فيهم :{ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا  ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا}

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآيات الكريمة :"أي : من عمل بما أمره الله ورسوله ، وترك ما نهاه الله عنه ورسوله ، فإن الله عز وجل يسكنه دار كرامته ، ويجعله مرافقا للأنبياء ثم لمن بعدهم في الرتبة ، وهم الصديقون ، ثم الشهداء ، ثم عموم المؤمنين وهم الصالحون الذين صلحت سرائرهم وعلانيتهم .

ثم أثنى عليهم تعالى فقال : { وحسن أولئك رفيقا } ".  انتهى كلامه رحمه الله تعالى

ولعل ما كتبنا فيه خير ونفع وبركة جعله الله خالصا صوابا متقبلا حجة لنا لا علينا

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

.......... 

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

الأربعاء، 27 أغسطس 2025

( توطئة )


بين يدي كتاب 


( الموسوعة العلمية في إيضاح كثير من المسائل العقدية المتعلقة بولاة الأمر  في ضوء الكتاب العزيز والسنة النبوية بفهم السلف الصالح  والاجماع منعقد على وجوب العمل  بأصل وجوب السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف وبيان أثره المبارك في أمن البلاد وجلب الخير للعباد ).


هذه الموسوعة تتضمن رسائل متنوعة  مشتملة على البحث العلمي في المسائل العقدية التالية :

 اولا  :

مصطلحات حادثة باطله يتم توظيفها لتزيين الخروج على ولاة الأمر .

 ثانيا :

كيفية التعامل الشرعي الصحيح الثابت بالأدلة الشرعية مع ولاة الأمر .

ثالثا :

الحقوق والواجبات الشرعية الثابتة  لولاة الأمر . 

 رابعا :

 الخوارج يهملون العمل بالمحكم من النصوص ويعملون بالمتشابه و يحرفون أدلة الشرع .

خامسا :

تفنيد شبهات الخوارج واهل التكفير المخالفة لنصوص الوحيين وإجماع المسلمين .

سادسا :

   اتفاق اهل السنة والجماعة اتّباع السلف الصالح وإجماعهم على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر وتحريم الخروج عليهم .

سابعا :

بيان عظيم خطر  الخوارج والجماعات التكفيرية والأحزاب السياسية الضالة على المسلمين خاصة وعامة .


تأليف :

غازي بن عوض بن حاتم العرماني

…….  


هذه الموسوعة العلمية تضمنت كثيرا من المسائل العقدية المتعلقة بولاة الأمر وكيفية التعامل الشرعي الصحيح معهم ؛ و فيها تم ذكر الادلة النقلية الصحيحة والحجج العقلية الصريحة التي تثبت صحة الأخبار وصدق الأحكام  على ما ذكر  من مسائل  علمية تمس عقيدة كل مسلم ومعلوم بداهة ان الشرع المنزّل هو ماجاء في ادلة الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح .

ولإخماد نار الفتن التي يسعى في إشعالها اهل الفتن من جماعات التكفير ورموز الخوارج لإحراق الأمة الإسلامية وكيها بنيران التكفير ومن ثم استحلال الدماء البريئة المعصومة.اذ ان لأهل الضلال نشاط محموم مسموم ظاهر فاجر  تتناقل شبهاتهم وسائل اعلام مشبوهة فيها محاولات سعي خاسرة لتمزيق امة محمد صلى الله عليه وسلم  اما تحت مسمى الجماعات التي يسمونها إسلامية ودين الإسلام برئ منها  لأنه جماعة واحدة لا جماعات ؛ ودين واحد وليس عدة اديان متفرقة مختلفة متحاربة .

ومن  العوامل المساعدة لنشر هذا الشر  إلقاء الشبهات لإلغاء الرابط لجماعة المسلمين وهم ولاة امورهم وذلك في إشهار ثقافة التهييج والتحريض والسعي في تزيين وتسهيل الخروج عليهم .

وهذا له أساليب و طرق شتى منها  لي اعناق النصوص الشرعية لتوظيفها في خدمة التوجه الفكري المنحرف لاحزابهم مع استغلال العاطفة والحماسة البعيدة عن ضوابط الشرع في نفوس الشباب الذين أتت السنة في بيان صفة الخوارج ومنها أنهم ( حدثاء الأسنان ) 

والجهل بالشرع 

او الجهل بالمعتقد الفاسد الذي يخفيه دعاة الضلال  ؛ فعلى هذا المنوال الحركي المتلون  تمت محاربة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بتحليل الحرام والافتاء بجواز التشبه في الغرب الكافر الذي منعه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :( من تشبه بقوم فهو منهم)؛ فانتشرت

 المظاهرات 

والإضرابات 

والاعتصامات 

والتفجيرات الدموية 

والتصفيات الجسدية 

مع طرق أخرى  كثيرة كلها تصب في وأد الحق الشرعي و تشجيع الانحلال في منظومة المجتمعات البشرية و سبيل ذلك إذكاء نار الفتن المشتعلة وكان الأداة المستخدمة في ذلك هو الإعلام الضال الظالم وسعيه  الكبير في ايجاد الهوة السحيقة وذلك في نشر الخلل العقدي بين الشعوب المسلمة والتي منها  استخدام الوسائل  المحرمة شرعا والمجرمة نظاما للخروج العلني على ولاة أمور المسلمين ويتبعه توظيف الشعارات الإسلامية و دغدغة العواطف المسلمة التي يغلب عليها الجهل بالشرع الحنيف والجهل بحال دعاة الفتنة كما تم ذكره سابقا ؛ اذ يبث دعاة الضلال رسائل الفتن ويظنون انهم في ملاذات مكانية آمنة وهي في الحقيقة بؤر عنف وأوكار لتوجيه الشر والفرقة والاختلاف وزعزعة الامن والأمان والاستقرار بتأليب الشعوب المسلمة على ولاة أمورها ؛ ومن اشهر هذه المستنقعات الفكرية الشاذة مايعرف بفيروسات  لندن في ظل الاستخبارات الغربية الكافرة اذ ينطلق منها بواسطة الإعلام المأجور أبواق  رموز الخوارج التكفيريين الموجهة إلى عامة المجتمعات في العالم الإسلامي ؛ وبفضل الله ورحمته تم إعداد  هذه الموسوعة العلمية في بيان كيفية التعامل الشرعي الصحيح مع ولاة الأمر وبيان حقوقهم الشرعية التي جاء بها دين الإسلام وتعميم نشر معتقد دين الإسلام الصحيح وهو ما عليه معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهذا من الأخذ بالاسباب الشرعية المباحة لإظهار الحق وازهاق الباطل { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}{قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} ؛ فنسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام ان يجعل الله في هذه الموسوعة العلمية الخير والبركة وتبصير بالحق والهدى لعامة المسلمين من عظيم خطر اهل التكفير والشذوذ والفرقة والاختلاف وذلك  في بيان عوار الفكر الخارجي وتفنيد شبهات اصحابه وإيضاح ضلالهم وبعدهم عن تعاليم دين الإسلام السمحة  وهي جهد متواضع قربة وديانة ومحبة  لاخواني امة محمد صلى الله عليه وسلم وتحذيرا لهم من الشرور والفتن وذلك في ارشاد طلاب العلم الى  المعتقد الإسلامي الصحيح تجاه ولاة امورهم  و بيان عظيم خطر  الفرق الضالة التي تسعى إلى جر الشباب إلى أتون الفتن ؛ اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن تكون خالصة صوابا متقبلة ومن يطلع على الواقع المعاش يشاهد نشر الفتن وذلك من  الهجوم بغير حق بإيراد شبهات باطله ليس لنشرها ما يبرره من قبل الخوارج وذلك في كثير من تطبيقات التواصل الاجتماعي ومحاولة تهميش اصل وجوب السمع والطاعة لولي الأمر اذ انه من أصول الدين الكبيرة وسعيهم في التشكيك فيه ومحاولة اضعافه وتمييعه

ولعل هذا الكتاب من الأسباب الشرعية التي نسأل الله أن ينفع به  بعد توفيق الله وفضله ورحمته  وفيها الأخذ بيد الشباب  وإبعادهم عن  نار فتن التكفير والتفرق واستحلال دماء المسلمين المعصومة و البعد عن من يزين بالفتوى المضللة الخروج على ولاة الأمور في العالم الإسلامي  ؛ كل ذلك جرى بفضل الله ورحمته ثم الأخذ  بميراث النبوة كتابا وسنة وفق هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وهذا ما يسمى بهدي السلف الصالح  ؛ نسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يكتب لهذه الموسوعة العلمية ولصاحبها الإخلاص والتوفيق والسداد والصواب والقبول والخير والبركة وان ينفع فيها امة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

الأحد، 24 أغسطس 2025

[ حكم إطلاق لفظ ( العشق ) في غير موضعه الصحيح ].



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد

فقد جرى كتابة هذه الرسالة وسببها ماجرى تدوينه على صورة فيها إيضاح لقراءة ايات من القرآن الكريم وهو كلام ربنا المنزّل غير مخلوق فقد كتبت عبارة ( لعشاق الشيخ ……. ) وهذا الشيخ من اشهر قراء القران الكريم في العالم الإسلامي وقد توفاه الله رحمه الله تعالى وعفا عنه وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

ولعل من كتب هذه العبارة أراد معنى مشروع وهو : ( لمحبين الشيخ ……) لكنه اخطأ في إيراده لهذا اللفظ ( العشاق ) وهذا اللفظ في هذا الموضع خطأ لغوي وله معنى شرعي سئ جدا وقد منعه المحققون من اهل العلم لأمور منها :

              ( اولا )

ان هذا اللفظ ليس من الألفاظ الشرعية التي وردت في كلام الله سبحانه وتعالى والواردة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ ان الوارد المشروع هو لفظ ( المحبة ) ويدل على هذا ماجاء في كلام الله عز وجل :{ وَالّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبا للهِ }.[البقرة: ١٦٥] وقوله تعالى:{ قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبْبِكْمْ اللهُ}. [آل عمران: ٣١] .

وقول الله تعالى وتقدس :{ يحبهم ويحبونه }.[المائدة : ٥٤ ].

واما ما ورد من كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقد روى الصحابي الجليل ‏‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏‏رضي اللهُ عنه قَالَ :‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ‏لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ).

رواه البخاريُّ ومسلمٌ رحمهما اللهُ تعالى .

وعَنْه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ : ‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ‏‏ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ) .رواه البخاري ومسلم رحمهما اللهُ تعالى .


          ( ثانيا )


من حيث معنى هذا اللفظ ، فَإِن العشق عند أهل اللغة لا يكون إلا لما يُنكح.

فيصح للرجل ان يطلق هذا اللفظ ( العشق ) على زوجته او مملوكته فقط .

وما عداهما فخلاف الشرع الحنيف ولغة العرب .


                 ( ثالثا )


ان هذا اللفظ من ألفاظ الفرقة الصوفية الضالة وهي فرقة لها شطحات عقدية كثيرة وهذا اللفظ مشهور عنهم كما دون ذلك عنهم اهل العلم ؛ وقد ثبت في سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( من تشبه بقوم فهو منهم ) من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما اخرجه الامام احمد وأبوداود رحمهما اللهُ تعالى وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن أبي داود رحمه الله تعالى.

رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول والحكمة والعلم والصواب والتوفيق والسداد والستر والهدى والعفاف والغنى والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

………..

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الخميس، 21 أغسطس 2025

توطئة كتاب ( [ إيضاح أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في ضوء الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح وإجماعهم على هذا الأصل وأثره المبارك في أمن البلاد وخير العباد ].


هذا الكتاب يتضمن رسائل متنوعة  مشتملة على البحث العلمي في المسائل العقدية التالية :

 اولا  :

التعريف في مصطلحات حادثة باطلة تزّين الخروج على ولاة الأمر.

 ثانيا :

بيان احكام كثير من المسائل في كيفية التعامل الشرعي الصحيح مع ولاة الأمر .

ثالثا :

الحقوق والواجبات الشرعية الثابتة  لولاة الأمر. 

 رابعا :

الأدلة النقلية التي يلوي أعناقها الخوارج  على غير مراد الشارع الحكيم  .

خامسا :

تفنيد شبهات باطله تثار حول ولاة أمور  المسلمين .

سادسا :

  أهمية بيان أصل وجوب السمع والطاعة  لولاة الأمر وضعف رأي من حاول تهميشه او تمييعه.

سابعا :

بيان عظيم خطر  الخوارج والجماعات التكفيرية والأحزاب السياسية الضالة .


تأليف :

غازي بن عوض بن حاتم العرماني  )






هذا الكتاب الذي هو أمامكم ( سيكون قريبا ان شاء الله) ما من موضوع او مسالة فيه إلا ولها ادلة نقلية صحيحة او حجج عقلية صريحة تثبت صحة ما ذكر فيها من مسائل  علمية تمس عقيدة كل مسلم 

والحرص الواجب على أن تكون  مبنية على ضوء ادلة الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح مستفادة من هذه الادلة والوسيلة الصحيحة لفهمها وهي فهم نصوص الوحيين بفهم السلف الصالح .

وهو سعي متواضع  فيه محاولة  لإخماد نار الفتن التي يسعى في إشعالها اهل الفتن لإحراق الأمة الإسلامية وكيها بنار التكفير ثم استحلال الدماء البريئة المعصومة.

وذلك لعلم اهل الخير والحق بطرق أهل الضلال ونشاطهم  في تمزيق امة محمد صلى الله عليه وسلم تحت مظلة صور شتى اما بإباحة نشر الجماعات التي يسمونها إسلامية ودين الإسلام برئ منها  ؛ ومن ذلك التهييج والتحريض والسعي في تزيين وتسهيل الخروج على الحكام وذلك في لي اعناق النصوص الشرعية لخدمة التوجه المنحرف لافكار حزبهم 

ومن هذا الفقه الحركي المتلون  إباحة مخالفة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بتحليل الحرام والافتاء بجواز التشبه في الغرب الكافر مضادة لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( من تشبه بقوم فهو منهم)؛ فانتشرت ظاهرة المظاهرات والإضرابات والاعتصامات و طرق أخرى  كثيرة كلها تصب الزيت الملوثة فكريا  على نار الفتن المشتعلة وكان للإعلام الضال الظالم سعي كبير في ايجاد الخلل العقدي بين الشعوب المسلمة والتي يستخدم فيها  الوسائل  المبيحة للخروج العلني  وتوظيف الشعارات الإسلامية و دغدغة العواطف المسلمة التي يغلب عليها الجهل بالشرع الحنيف والجهل بحال دعاة الفتنة اذ يرسل دعاة الفتن رسائل الفتن وهم في ملاذات مكانية آمنة وهي بالحقيقة بؤر توجيه العنف والشر والضر للشعوب المسلمة ومن اشهرها هذه الأوكار مدينة لندن اذ ينطلق منها إعلاميا أبواق  رموز الخوارج التكفيريين الموجهة إلى بعض المتلقين الجاهلين  في العالم الإسلامي

وكتابنا هذا الذي نسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام ان يجعل الله فيه خيرا وبركة وتبصيرا بالحق والهدى لعامة المسلمين من خطر اهل التكفير والشذوذ الفكري والذي فيه بيان بعض عوار الفكر الخارجي وتفنيد شبهاته وإيضاح ضلاله وشذوذه

ومحاولة متواضعة لتجنيب امة محمد صلى الله عليه وسلم الشرور والفتن وذلك في السعي  في إبعادهم عن فتن التكفير والتفرق واستحلال دماء المسلمين المعصومة و ممن يزين بالفتوى المضللة الخروج على ولاة الأمور في العالم الإسلامي  ؛ كل ذلك جرى بفضل الله ورحمته ثم الحرص بالرجوع إلى ميراث النبوة كتابا وسنة وفق هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين رحمهم الله جميعا وهذا هو نهج السلف الصالح  ؛ نسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يكتب له ولصاحبه الإخلاص والتوفيق والسداد والصواب والقبول والخير والبركة وان ينفع فيه امة محمد صلى الله عليه وسلم

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

الاثنين، 18 أغسطس 2025

( سلامة علماء السنة اتباع السلف الصالح من الإرجاء وبراءتهم منه مع إيضاح ان أدلة اقامة الحجة والعذر بالجهل أتت في الكتاب العزيز والسنة النبوية على إثباتها وعلى هذا الأصل معتقد أهل السنة والجماعة اتّباع السلف الصالح )



بسم الله الرحمن الرحيم 


ن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد

فإن مجادلة الاخوانية الخوارج في بيان الحق في أي مسألة مجادلة في الغالب الأعم عقيمة وهذا له مثل كما ورد في كلام الله تعالى وتقدس : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾[ الحج : ٨ ٨ ].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في " تفسيره لهذه الآية الكريمة: لما ذكر تعالى حال الضلال الجهال المقلدين في قوله: ﴿ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ﴾[الحج : ٣ ] ذكر في هذه حال الدعاة إلى الضلال من رءوس الكفر والبدع، فقال: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾؛ أي: بلا عقل صحيح، ولا نقل صحيح صريح، بل بمجرد الرأي والهوى ". 

ومن ذلك مسألة اقامة الحجة والعذر بالجهل دلَّ عليها الكتاب العزيز والسنة النبوية، وعلى القول بتأييدها وفق الضوابط الشرعية كبار علماء الإسلام، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال: (كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، قَالَ لِبَنِيهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ فَقَالَ اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ) .[أخرجه البخاري رحمه الله تعالى (٣٤٨١)ومسلم رحمه اللهُ تعالى (٢٧٥٦)باختلاف يسير .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح لهذا الحديث: " فَهَذَا الرَّجُلُ ظَنَّ أن اللَّهَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إذَا تَفَرَّقَ هَذَا التَّفَرُّقَ فَظَنَّ أَنَّهُ لَا يُعِيدُهُ إذَا صَارَ كَذَلِكَ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ إنْكَارِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِنْكَارِ مَعَادِ الْأَبْدَانِ، وَإِنْ تَفَرَّقَتْ كَفَرَ، لَكِنَّهُ كَانَ مَعَ إيمَانِهِ بِاَللَّهِ، وَإِيمَانِهِ بِأَمْرِهِ وَخَشْيَتِهِ مِنْهُ جَاهِلًا بِذَلِكَ ضَالًّا فِي هَذَا الظَّنِّ مُخْطِئًا، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ، وَالْحَدِيثُ صَرِيحٌ فِي أن الرَّجُلَ طَمِعَ أن لَا يُعِيدَهُ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَأَدْنَى هَذَا أن يَكُونَ شَاكًّا فِي الْمَعَادِ وَذَلِكَ كُفْرٌ - إذَا قَامَتْ حُجَّةُ النُّبُوَّةِ عَلَى مُنْكِرِهِ حُكِمَ بِكُفْرِهِ ".[ مجموع الفتاوى ( ١١ / ٤٠٩)].

وهذا شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كما في [الدُّرَرُ السَّنِيَّةُ في الأجوبة النجدية يقول: " وإذا كنَّا لا نُكَفِّرُ مَن عبدَ الصنمَ الذي على عبدِ القادرِ؛ والصنمَ الذي على قبرِ أحمدِ البدويِّ وأمثالِهما لِأجل جهلِهم وعدمِ مَن يُنبِّههُم! فكيف نُكَفِّرُ مَن لم يُشْرِكْ باللهِ إذا لم يُهاجرٍ إلينا، أو لم يَكْفُرْ ويُقاتِلْ؟ سبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ ".[ الدرر السنية في الأجوبة النجدية ( ١ / ١٠٤ )].

قال الإمام العثيمين رحمه الله: " العذر بالجهل ثابت بالقرآن وثابت بالسنة أيضًا، وهو مقتضى حكمة الله عَزَّ وَجَل ورحمته، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾[ القصص:٥٩].ويقول الله تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾  إِلَى قوله: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾.[النساء : ١٦٣-١٦٥].

ويقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾.[الإسراء : ١٥ ].

ويقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ أن اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.[التوبة : ١١٥ ].

والآيات في هذا عديدة، كلها تدل على أنه لا كفر إلا بعد علم، وهذا مقتضى حكمة الله ورحمته، إذ أن الجاهل معذور، وكيف يؤاخذه الله عَزَّ وَجَل -وهو أرحم الراحمين، وهو أرحم بالعبد من الوالدة بولدها- على شيء لم يعلمه؟

فمن شرط التكفير بما يكفر من قول أو عمل أن يكون عن علم، وأن يكون عن قصد أيضًا، فلو لم يقصده الإنسان، بل سبق لسانه إليه لشدة غضب أو لشدة فرح أو لتأويل تأوله، فإنه لا يكون كافرًا عند الله عَزَّ وَجَل، ومما يدل على هذا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال: (لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم كان في فلاة من الأرض ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فأضلها- أي: ضاعت منه- فطلبها فلم يجدها، فاضطجع تحت شجرة ينتظر الموت وهو آيس منها، فإذا براحلته عنده فأخذ بخطامها وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح).

.[ أخرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه (٢٧٤٧ )].

وهذا خطأ عظيم هو في نفسه كفر، لكن الرجل ما قصده، لكن لشدة الفرح سبق لسانه إلى هذا، ولم يكن بذلك كافرًا؛ لأنه لم يقصد ما يقول.

وكذلك أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن رجل كان مسرفًا على نفسه، وخاف من الله تعالى أن يعاقبه، فأمر أهله إذا مات أن يحرقوه ويذروه في اليم، ظنًّا منه أنه يتغيب عن عذاب الله، ولكن الله تعالى جمعه بعده وسأله: لم فعل هذا؟ قال: يا ربي خوفًا منك؛ فغفر الله له، مع أنه كان شاكًّا في قدرة الله، والشك في قدرة الله كفر، لكنه متأول وجاهل فعفا الله عنه، وليعلم أن مسألة التكفير أصلها وشروطها لا يأخذها الإنسان من عقله وفكره وذوقه فيكفر من شاء ويعصم من شاء، الأمر في التكفير وعدم التكفير إلى الله عَزَّ وَجَل، كما أن الحكم بالوجوب أو التحريم أو التحليل إلى الله وحده، كما قال تعالى: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾.[النحل : ١١٦ ].

فالأمر في التكفير والعصمة إلى الله تبارك وتعالى، وأعني بالعصمة: يعني الإسلام الذي يعصم الإنسان به دمه وماله، هو إلى الله، إلى الله وحده، فلا يجوز إطلاق الكفر على شخص لم تثبت في حقه شروط التكفير، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن من دعا رجلًا بالكفر أو قال: يا عدو الله، وليس كذلك؛ فإنه يعود هذا الكلام على قائله يكون هو الكافر وهو عدو الله، فليحذر الإنسان من إطلاق التكفير على من لم يكفره الله ورسوله، وليحذر من إطلاق عداوة الله على من لم يكن عدوًّا لله ورسوله، وليحبس لسانه فإنَّ اللسان آفة الآفات؛ ولهذا لما حدَّث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ معاذ بن جبل بما حدثه به عن الإسلام قال له عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟) قال: بلى يا رسول الله، فأمسك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بلسان نفسه وقال: (كف عليك هذا، كف عليك هذا)؛ يعني: لا تطلقه، احبسه قيده، فقال: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ يعني: هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم- أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم؟) .

[ صححه الامام الالباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح سنن الترمذي (٢٦١٦)].

، ولهذا يجب على الإنسان أن يكف لسانه عن ما حرم الله، وأن لا يقول إذا قال إلا خيرًا؛ لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).

.[ أخرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه ( ٤٧ )].

والخلاصة: أن مسألة التكفير والعصمة ليست إلينا، بل هي إلى الله ورسوله، فمن كفره الله ورسوله فهو كافر، ومن لم يكفره الله ورسوله فليس بكافر، حتى وإن عظمت ذنوبه في مفهومنا وفي أذواقنا، الأمر ليس إلينا، الأمر في هذه الأمور إلى الله ورسوله، فلا بد للتكفير من شروط معلومة عند أهل العلم، ومن أوسع ما قرأت في هذا ما كتبه شيخ الإسلام رحمه في فتاويه وفي كتبه المستقلة، فأنصح السائل وغير السائل أن يرجع إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه- وأقولها شهادة عند الله- أوفى ما رأيت كلامًا في هذه المسألة العظيمة ".[ من كلام الامام محمد بن صالح العثيمين رحمه اللهُ تعالى في رسالة له عن مسألة العذر بالجهل ].

ويتبع مسألة اقامة الحجة او العذر بالجهل قيام رموز الفرق التكفيرية  بوصف علماء دين الإسلام الصحيح، وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بالمرجئة أو مرجئة العصر؛بـ( الإرجاء أو المرجئة)؛ فهذا علامة من علامات الخوارج التي عرفوا بها على مر التاريخ الإسلامي وعرفتهم به علماء الإسلام، فقد ذكر العلامة حرب الكرماني رحمه الله في عقيدته صفحة ( ١٠٩ ) عن الإمام أحمد رحمه الله قوله: "وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة، وكذبت الخوارج، بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان دون الناس ومن خالفهم كفار ". انتهى كلامه رحمه الله. 

فالصحيح: أن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح، أطلقوا هذا الوصف وهو الإرجاء أو المرجئة على أشخاص عرف عنهم يقينا بأنهم" أخروا العمل عن الإيمان ولم يدخلوه في مسمى الإيمان "، اذ ان معنى الإرجاء هو التأخير، ومنه قوله تعالى: ﴿ قَالُوا أَرْجِه وَأَخَاهُ ﴾.[الشعراء : ٣٦ )].

 

و( فرقة المرجئة):

هم أنواع شتى ومذاهب مختلفة متنوعة متعددة، حتى قيل: أن عددهم أكثر من عشرين فرقة تجتمع كلها في تأخير العمل عن مسمى الإيمان، ومن ( أشهر فرقهم ):

[المذهب الأول للمرجئة]

غلاة المرجئة: وهم من الجهمية المعطلة، وهذه الفرقة على نوعين :

(١):

منهم من قال: [الأيمان المعرفة فقط ]، فألغوا قول اللسان والعمل بأنواعه، فعندهم الكفار مثل المؤمنين فالأيمان عندهم مجرد المعرفة فقط.

(٢):

ومنهم من قال: (أن الإيمان التصديق بالقلب فقط).

[ المذهب الثاني للمرجئة ] 

من قال: أن الإيمان قول اللسان دون تصديق الجنان؛ وهذا مذهب الكرامية.  

[المذهب الثالث للمرجئة ]

مرجئة الفقهاء: وهم من قالوا بتأخير العمل عن مسمى الإيمان.

وجل فرق الارجاء تتفق في إخراج العمل عن مسمى الإيمان، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأن إيمان أفجر الناس مثل إيمان الملائكة والرسل عليهم الصلاة والسلام.

أعاذنا الله وإياكم من الأهواء والبدع والضلالة، ومن معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح: أن الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهذا دليل على كذب اهل التكفير ، ومعتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في الإيمان مدون في مؤلفتهم في كتبهم ورسائلهم وأشرطتهم الصوتية الثابتة عنهم ؛ ومن قال بهذا القول سلم من الإرجاء قليله وكثيره.

وفي جميع مؤلفات أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من رسائل وكتب ومقالات وصوتيات يذمون الإرجاء وأهله، ويذمون مذهب المرجئة، ويذكرون معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في الإيمان، وينصرونه، ويأمرون به، ويوصون فيه، ويعتقدونه، وهذه مؤلفاتهم - بجميع أنواعها - مسطورة مشهورة وأشرطة صوتياتهم منشورة، اذ ان الواقع يكذب أي جاهل أو ضال خارجي أن يأت بمسألة جرت من علماء السنة والجماعة اتباع السلف الصالح تخالف معتقد أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح في الإيمان أو في جميع مسائله، وأما الكذب فلا يحسنه إلا من قل إيمانه مثل هؤلاء الفجرة الخوارج.

كما أن الواقع يكذب أي شخص جاهل أو ضال خارجي أن يأت بمسألة لهم وافقوا فيها أحد من المرجئة أو وافقوا فيه عموم مذهب المرجئة في أي مسألة من مسائل الإيمان، فلا يصح أن يقال عنهم مرجئة أو أنهم من غلاة مذهب الإرجاء أو أنهم السبب في نشر مذهب الإرجاء.

وفرق الخوارج من حدادية وسرورية وعموم جماعة الإخوان؛ وهي الأم التي تفرع منها فرق الخوارج، يرون عدم العذر بالجهل فرأوا تبديع وتكفير من لم يعتقد رأيهم ورميه بالإرجاء، وهذه أحد النقاط التي رمت فرق الخوارج جميعها أهل العلم بالإرجاء، وخالفوا فيه معتقد أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح، وذلك أن الخلاف في هذه المسألة لا يلزم منه تبديع أو رمي بالإرجاء أو إخراج من الملة؛ كما أن هذه المسألة ليس لها ثمرة، إذ أن القاضي الشرعي لا بد له من استتابة من وقع في الخطأ، وذلك ليعلم أهليته وسلامة عقله المعتبرة شرعا، وهل هو فاقد له؟ 

أم لا؟ 

مثل المجنون أو السكران حال شروعه بالفعل أو القول المحرم.

ثم ينظر هل كان جاهلًا أو صغيرًا أو أصمًا أو أبكمًا؟ 

أم لا؟ 

بحيث يعي ما يقوله أو يفعله ويدرك من حوله، ثم ينظر نوع الفعل، وهل هو ما بدر منه مكفر بنصوص الشرع أم لا؟  

وهل يصح انطباق شروط التكفير عليه؟ أم لا؟

ثم إن القول بإقامة الحجة والعذر بالجهل أتى امتثالا لكلام الله وفق شرع الله، وفيه السماحة والرحمة، فبسبب توحيد الله سبحانه وتعالى ونبذ الشرك عنه؛ أرسلت الرسل والأنبياء وأنزل الله كلامه على رسله عليهم الصلاة والسلام لإقامة الحجة على عباده، قال الله تعالى وتقدس: ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾.[ الإسراء: ١٥ ].

ويقول الله تعالى وتقدس: ﴿رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾.[النساء : ١٦٥ ].

قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "يقول: أرسلتهم رسلا إلى خلقي وعبادي، مبشرين بثوابي من أطاعني واتبع أمري وصدَّق رسلي، ومنذرين عقابي من عصاني وخالف أمري وكذب رسلي" لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل "، يقول: أرسلت رسلي إلى عبادي مبشرين ومنذرين، لئلا يحتجّ من كفر بي وعبد الأنداد من دوني، أو ضل عن سبيلي بأن يقول أن أردتُ عقابه: ﴿لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أن نَذِلَّ وَنَخْزَى﴾.[طه : ١٣٤ ]."، انتهى كلامه رحمه الله.  

وفي صحيح البخاري ومسلم رحمهما من حديث الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول الرسول الكريم الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (ليسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ المَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِن أَجْلِ ذلكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَليسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِن أَجْلِ ذلكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ، وَليسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ العُذْرُ مِنَ اللهِ، مِن أَجْلِ ذلكَ أَنْزَلَ الكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ) .[أخرجه البخاري رحمه الله تعالى ( ٤٦٣٤)ومسلم رحمه اللهُ تعالى ( ٢٧٦٠ ).

؛ وهذه الادلة الشرعية من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وماعليه هدي السلف الكرام من الصحابة رضي اللهُ عنهم والتابعين لهم بإحسان رحمهم الله تعالى هو المعتقد الصحيح الذي  عليه كبار علماء الإسلام.

ولا يلزم من قال بإقامة الحجة او العذر بالجهل تكفير أو تضليل أو رمي بالإرجاء لمن قال بها من أهل العلم، مما يظهر لكل ذي لب بأن ظاهرة التبديع والتكفير بالإرجاء في هذه المسألة، يقف خلفه رموز جماعات تكفيرية خارجية لهم أهداف دنيوية سياسية، ورأوا أن من المصلحة الدنيوية لحزبهم التكفيري نشر فرية رمي هؤلاء الأئمة الأعلام بالإرجاء؛ ليتسنى لهم إبطال حجج من خالفهم من علماء الأمة الناصحين المخلصين المحذرين من أساليبهم ومن حزبهم الضال ومن أهدافهم ومن رموزهم المنحرفة.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الحلال الطيب المبارك الواسع وأحسن الله الينا واليكم وجميع المسلمين الخاتمة  ؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وزوجه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الجمعة، 15 أغسطس 2025

( دراسة ظاهرة القيام بتمزيق الإثبات الشخصي وجوازات السفر من قبل افراد الجماعات التكفيرية بعد خروجهم من حدود دولهم الشرعية وانضوائهم في سلك تنظيم الميلشيات التكفيرية الدموية )



بسم الله الرحمن الرحيم 



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:

فقد انتشر قديما مقاطع فيديو تظهر تمزيق الإثبات الشخصي وجواز السفر على يد أشخاص وذلك بعد خروجهم من حدود دولهم إلى دولة أخرى ينتشر فيها الفكر التكفيري  والمليشيات الدموية التكفيرية وهذا التصرف من شخص قد ابتعد عن الجماعة وخرج من الطاعة ومن ثم خلع ربقة الإسلام كما جاء في قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:( من فارق الجماعةَ قَيْدَ شِبرٍ فقد خلع رِبقةَ الإسلامِ من عُنُقِهِ )اخرجه احمد وأبوداود وابن ابي عاصم رحمهم اللهُ تعالى وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى في تخريجه لكتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله تعالى حديث رقم (٨٩٢) من روايه الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري رضي اللهُ عنه .يوضح ذلك حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه في سنن الترمذي وفيه يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: وأَنا آمرُكُم بخَمسٍ اللَّهُ أمرَني بِهِنَّ، السَّمعُ والطَّاعةُ والجِهادُ والهجرةُ والجمَاعةُ، فإنَّهُ مَن فارقَ الجماعةَ قيدَ شبرٍ فقد خلَعَ رِبقةَ الإسلامِ من عُنقِهِ إلَّا أن يراجِعَ ) وصححه الامام الالباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح سنن الترمذي رحمه الله تعالى حديث رقم ( ٢٨٦٣).

و تمزيق الأوراق الحكومية المتعلقة باثبات شخصية الرجل ومعلوماته و طبيعة عمله و من اي دولة هو وكذلك الأوراق الخاصة بالسماح بزيارة الدول الأخرى وهو ما يعرف بالجواز  لعزمه الأكيد  الدخول تحت طاعة رموز الجماعات الخارجية والانضواء تحت لوائهم التكفيري المشؤوم 

فكل هذا تصرفات تدل على التهور والجهل بمآلات الأمور ومخالفة معتقد اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وتدل على خلل عقدي نابع عن معتقد تكفيري يبيح الخروج على ولاة الأمر في دولته او في الدولة التي دخلها بعهد وميثاق يحرم شرعا نقضه والغدر في دين الإسلام قال الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ } [ المائدة :١] قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:

" يعني بالعهود : يعني ما أحل الله وما حرم ، وما فرض وما حد في القرآن كله ، فلا تغدروا ولا تنكثوا ، ثم شدد في ذلك فقال : {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل } إلى قوله : {سوء الدار } [ الرعد : ٢٥ ] .

وقال الضحاك : { أوفوا بالعقود }قال : ما أحل الله وما حرم وما أخذ الله من الميثاق على من أقر بالإيمان بالنبي [ صلى الله عليه وسلم ] والكتاب أن يوفوا بما أخذ الله عليهم من الفرائض من الحلال والحرام .

وقال زيد بن أسلم : ( أوفوا بالعقود ) قال : هي ستة : عهد الله ، وعقد الحلف ، وعقد الشركة ، وعقد البيع ، وعقد النكاح ، وعقد اليمين .

وقال محمد بن كعب : هي خمسة منها : حلف الجاهلية ، وشركة المفاوضة ".انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وفي صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي اللهُ عنهما :( يُنْصَبُ لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يَومَ القِيامَةِ، وإنَّا قدْ بايَعْنا هذا الرَّجُلَ علَى بَيْعِ اللَّهِ ورَسولِهِ، وإنِّي لا أعْلَمُ غَدْرًا أعْظَمَ مِن أنْ يُبايَعَ رَجُلٌ علَى بَيْعِ اللَّهِ ورَسولِهِ ثُمَّ يُنْصَبُ له القِتالُ، وإنِّي لا أعْلَمُ أحَدًا مِنكُم خَلَعَهُ، ولا بايَعَ في هذا الأمْرِ، إلَّا كانَتِ الفَيْصَلَ بَيْنِي وبيْنَهُ).

وعلاج هذا بالتفقه الصحيح بدين الإسلام معرفة العقيدة الإسلامية الصحيحة وهي ماجاء في معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وأخذ العلم عن العلماءالسلفيين من ذوي المعتقد السليم والمنهج النبوي المتبع فيه الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح والبعد عن الأفكار التكفيرية الشاذة بالبعد عن دعاة الفتن والضلالة والحذر من الاستماع اليهم او الجلوس معهم .

وهم بعيدون كل البعد عن الجهاد الشرعي فجهادهم جهاد باطل شرعا اذ هو تحت راية عمية يقاتل عصبية فلا إذن ولي الأمر ولا إذن الوالدين و لا فقه في مسائل الجهاد الشرعي الصحيح وإنما تغرير بصغار السن من قبل رموز ودعاة التكفير وهؤلاء الصغار هم (حدثاء الأسنان ) كما جاء الحديث الصحيح في بيان صفات الخوارج وتكفيرهم للمسلمين واستحلالهم لدمائهم والخروج على ولاة الأمور  ؛ فتصرفاتهم هي عين افعال وأقوال الخوارج التكفيريين ؛ كفى الله المسلمين شرهم ؛ ورزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الحلال الطيب الواسع وأحسن الله لنا ولكم الخاتمة والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني 

( دين الإسلام مبني على وجوب العمل بالكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي السلف الصالح ؛ ومن أصول سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف] ومن خالف ذلك فهو ضال مضل مبتدع يحذر منه ويبتعد عنه وعن مجالسته ولا يسمع كلامه )




بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد :

فأعلم وفقنا الله وأياكم لمرضاته أن البدعة ضلال وانحراف عن دين الله وهو دين الإسلام الذي ارتضاه الله دينا لعباده ولا تغتر بفعل كثير من الناس لها  فعن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما قال: " كُلُّ بدعةٍ ضَلالةٌ وإن رَآها النَّاسُ حَسَنةً "[ صححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة] .و " من ابتَدَعَ في الإسلامِ بِدعةً يَراها حَسنةً فقد زَعَمَ أنَّ مُحَمَّدًا خانَ الرِّسالةَ؛ لأنَّ اللهَ يَقولُ: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، فما لم يَكُن يومَئِذٍ دينًا فلا يَكونُ اليَومَ دينًا ".[ من كلام الإمام مالك رحمه الله وهو مروي مشهور عنه] فإن من " أصولُ السُّنَّة عِندَنا: التمَسُّكُ بما كان عليه أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والاقتِداءُ بهم، وتَركُ البِدَعِ، وكُلُّ بدعةٍ فهيَ ضَلالةٌ، وتَركُ الخُصوماتِ في الدِّينِ ".[من كلام الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من رسالة أصول السنة] 

ولا تخدعك المظاهر وإظهار الخشوع والتنسك والبكاء مع مخالفة السنة فإنما هي رهبانية ابتدعوها ليصيدوا بها  من قل علمه فعنِ ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه قال:" الاقتِصادُ في السُّنَّةِ أحسَنُ من الاجتِهادِ في البِدْعةِ"[ صحَّحه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب] 

وعليك ياعبدالله بالسنة  فعن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه قال: " اتَّبِعوا ولا تَبتَدِعوا؛ فقد كُفْيتُم"[ صحح السند الإمام الألباني رحمه الله في رسالته إصلاح المساجد] .فقد " سَنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وولاةُ الأمرِ من بَعدِه سُنَنًا، أخَذْنا بها تَصديقًا بكِتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، واستِكمالًا لطاعةِ الله تعالى، وقوَّةً على دينِ اللهِ سُبحانَه، من عَمِلَ بها مُهتَدٍ، ومن استَنصَرَ بها مَنصورٌ، ومن خالَفَها اتَّبَعَ غَيرَ سَبيلِ المُؤمنين، ووَلَّاهُ اللَّهُ ما تولَّى، وأصلاهُ جَهنَّمَ وساءَت مَصيرًا "[ من كلام عمر بن عبدالعزيز أمير المؤمنين رحمه الله.. ينظر الشريعة للاجري رحمه الله] ثم " أوصيكَ بتَقوَى اللهِ والاقتِصادِ في أمرِه، واتِّباعِ سُنَّةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَرْكِ ما أحدَثَ المُحْدِثونَ بَعدَ ما جَرَت به سُنَّتُه، وكُفُوا مُؤنَتَه، فعَلَيكَ بلُزومِ السُّنَّةِ؛ فإنَّها لَكَ بإذنِ اللَّهِ عِصمةٌ، ثُمَّ اعلَمْ أنَّه لم يَبتَدِعِ النَّاسُ بدعةً إلَّا قد مَضَى قَبلَها ما هو دَليلٌ عليها أو عِبرةٌ فيها، فإنَّ السُّنَّةَ إنَّما سَنَّها من قد عَلِمَ ما في خِلافِها من الخَطَأِ والزَّللِ، والحُمقِ والتعَمُّقِ، فارْضَ لنَفسِكَ ما رَضيَ به القَومُ لأنفُسِهم؛ فإنَّهم على عِلمٍ وقَفوا، وبِبَصَرٍ نافِذٍ كُفُوا، وهم على كَشفِ الأمورِ كانوا أقوَى، وبِفَضلِ ما كانوا فيه أَولَى، فإن كان الهدَى ما أنتم عليه لَقد سَبَقتُموهم إليه، ولَئِنْ قُلتُم: إنَّما حَدَثَ بَعدَهم ما أحدَثَه إلَّا من اتَّبَعَ غَيرَ سَبيلِهم، ورَغِبَ بنَفسِه عنهم، فإنَّهم هم السَّابِقونَ، فقد تَكَلَّموا فيه بما يَكفي، ووَصفوا منه ما يَشفي، فما دونَهم من مَقْصَرٍ، وما فوقَهم من مَحْسَرٍ، وقد قَصَّرَ قَومٌ دونَهم فجَفَوا، وطَمِحَ عنهم أقوامٌ فغَلَوا، وإنَّهم بَينَ ذلك لعلى هدًى مُستَقيمٍ ".[ رواه ابوداود رحمه الله من كلام عمر بن عبدالعزيز أمير المؤمنين رحمه الله] ف"من رامَ النَّجاةَ من هؤلاء، والسَّلامةَ من الأهواءِ فليَكُنْ ميزانُه الكِتابَ والأثَرَ في كُلِّ ما يَسمَعُ ويرَى، فإن كان عالِمًا بهما عَرَضَه عليهما، واتِّباعَه للسَّلَفِ، ولا يَقبَلُ من أحَدٍ قَولًا إلَّا وطالبَه على صِحَّتِه بآيةٍ مُحكَمةٍ، أو سُنَّةٍ ثابِتةٍ، أو قَولِ صَحابيٍّ من طَريقٍ صَحيحٍ، وليُكثِرِ النَّظَرَ في كُتُبِ السُّنَنِ لِمَن تَقدَّمَ، مِثلُ: أبي داوَدَ السِّجْستانيِّ، وعَبدِ اللهِ بنِ أحمَدَ بنِ حَنبَلٍ، وأبي بَكرٍ الأثرَمِ، وحَربِ بن إسماعيلَ السِّيرجانيِّ، وخشيشِ بن أصرَمَ النَّسائيِّ، وعُروةَ بنِ مَروانَ الرَّقِّيِّ، وعُثمانَ بنِ سَعيدٍ الدَّارِميِّ السِّجِستانيِّ، وليَحذَرْ تَصانيفَ من تَغَيَّرَتْ حالُهم؛ فإنَّ فيها العَقارِبَ ورُبَّما تَعذَّرَ التِّرياقُ ".[ من كلام السجزي رحمه الله من رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت].

قال الإمام ابن باز رحمه الله : "... أمرنا بالاتباع ونهينا عن الابتداع، وذلك لكمال الدين الإسلامي، والاغتناء بما شرعه الله تعالى ورسوله ﷺ، وتلقاه أهل السنة والجماعة بالقبول، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته ؛ وفي رواية أخرى لمسلم :( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تسمكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) وكان يقول في خطبته يوم الجمعة: ( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة). 

ففي هذه الأحاديث تحذير من إحداث البدع، وتنبيه بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظيم خطرها، وتنفيرا لها عن اقترافها والعمل بها.والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

وقال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [سورة الحشر: الآية ٧ ] وقال عز وجل: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النور: الآية ٦٣ ] وقال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [ سورةالأحزاب: الآية ٢١ ] وقال تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التوبة: الآية  ١٠٠ ] وقال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دينًا} [ سورة المائدة: الآية ٣ ] وهذه الآية تدل دلالة صريحة، على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف الله نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعد ان بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح أن كل ما يحدثه الناس بعده، وينسبونه إلى الدين الإسلامي، من أقوال وأعمال، فكله بدعة مردودة على من أحدثها، ولو حسن قصده. وقد ثبت عن أصحاب رسول الله ﷺ، وعن السلف الصالح بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى، في زيادتهم في دينهم، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول الله عز وجل: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [ سورة المائدة: الآية ٣ ] والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، والمحذرة من البدع والمنفرة منها ".[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للإمام ابن باز رحمه الله ( ١ / ٢٢٢)].

لذا فإن أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف أصل عظيم من أصول السنة ومن أصول معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهذه العقيدة هي دين الإسلام الصحيح الذي نزل به الكتاب العزيز وجاءت به سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأجمع على هذا الأصل السلف الصالح وكان عليه اتفاقهم وذلك ؛ اولا :

 لدلالة النقل على عظيم هذا الأصل وعلو منزلته وفضله

وثانيا :

 لعظيم فوائده الجليلة ومنافعه المتعددة الكثيرة اذ أن ولاة الأمر جعلهم الله سببا ليسود الأمن وتستقر احوال المجتمع، فولاة الأمر يحفظون النظام العام  وبهم تقام الحدود وتنقمع اهل الشرور وتقل الفوضى والقلاقل والفتن وبهم يحصل  تنظيم شؤون الأمة ويجعلهم الله كما ذكرنا سابقا سببا في تسيير أمور الأمة  واقامة شعائر الدين الظاهره وشرائعه وأركانه كالحج والجهاد فلا جهاد إلا تحت راية ولاة الأمر  وهم قادة المسلمين في الخير والصلاح وبهم بعد فضل الله ورحمته تحفظ ارواح العباد وتحيا البلاد ويقام الشرع  ويجعلهم الله فيهم حرس للأمة وبهم تحمى الحدود من الأعداء ؛ فوجودهم نعمة اذ فيهم تجلب المصالح العظيمة للامة  وعنهم وبهم تدرأ المفاسد الكبيرة وتنعدم الشرور الكثيرة كل ذلك بفضل الله تعالى ورحمته؛ وأدلة الوحيين كتابا وسنة " كلها تدل على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف؛ لما في ذلك من الخير العظيم، واستِتْباب الأمن، ونصر المظلوم، وردع الظالم، وغير هذا من الفوائد العظيمة في وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف، يقول الله جلَّ وعلا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}فجاءت السنة بتقييد ذلك بالمعروف: ( وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )يعني: في المعروف، ولهذا يقول ﷺ: ( على المرء السمع والطاعة فيما أحبَّ وكره، إلا أن يُؤْمَر بمعصية الله، فإن أُمِرَ بمعصية الله فلا سمعَ ولا طاعةَ)، وفي الحديث: ( مَن خلع يدًا من طاعةٍ لقي اللهَ ولا حُجَّة له، ومَن مات وليس في عنقه بيعةٌ مات ميتةً جاهليةً)

فالواجب على المؤمن السمع والطاعة في المعروف، وأن يكون مع الجماعة، وأن يحذر الفرقةَ والاختلافَ؛ لأنَّ ذلك يُسبب الشرَّ والفساد والنزاع واختلال الأمن، فالواجب عليه السمع والطاعة في المعروف، والتعاون مع ولاة الأمور في المعروف دون معصيةٍ، ولهذا يقول ﷺ: ( مَن مات وليس في عنقه بيعةٌ مات ميتةً جاهليةً )يعني: مَن لم يعتقد السمعَ والطاعةَ مات ميتةً جاهليةً -نسأل الله العافية وفق الله الجميع "[ من شرح الإمام ابن باز رحمه الله تعالى لكتاب رياض الصالحين (الشرح الثاني) ٢٢٦].

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الطيب المبارك وحسن الخاتمة. 

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن ينفع بهذا المؤلف كاتبه وناسخه و من يقرأه وجعله الله خالصة لوجهك الكريم صوابا متقبلة ؛ والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

•••••••••••••

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الاثنين، 11 أغسطس 2025

《 ماذا تعرف عن مذهب السرورية الإخواني ؟ 》






  بسم الله الرحمن الرحيم

             

            (  المقدمة  )


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:

 فإن سبب كتابة هذه الرسالة الاستماع إلى لقاء تلفزيوني مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الأمين في حديثه مع صحيفة التايم وتحدث فيه إلى فرقة (  السرورية ) الضالة وهذا يدل على اطلاع الأمير على التيارات الفكرية التكفيرية  المعاصرة المتمسحة بالإسلام والإسلام  منها براء مع علمه  بعظيم خطرهم على الاسلام وأهله .

وقد أتتني أسئلة مدارها عن السرورية..

ماهي السرورية؟

وهل  تختلف عن جماعة الإخوان الخوارج؟

وهل يوجد فرق بينها 

وبين مايسمى بالبنائية 

والقطبية 

والحدادية 

والقاعدة 

وداعش  ؟  

والإجابة عن هذه الأسئلة في ثنايا هذه الرسالة ويؤيد كتابة هذه الرسالة وجود جهل  بمسمى هذه الفرقة الضالة لدى  كثير من المسلمين فأحببنا تسليط الضوء  - كما يقال -  على هذه النحلة الخارجية ....فنقول وبالله التوفيق وعليه التكلان

     

      ( الفصل الأول: تعريف بالفرقة السرورية ومعرفة من قام بتأسيسها ) 

 

السرورية :

عبارة عن تيار فكري تكفيري إخواني  منتشر  في كل دول الخليج العربي والمغذي الفكري لهم الآن هو مايصدر من عاصمة الضباب لندن من مؤسسها ومن سعد الفقيه والمسعري وغانم الدوسري.  

و مؤسس هذا التوجه الفكري المنحرف  :

هو محمد سرور زين العابدين من دولة  سوريا . وكان من اعضاء حزب الاخوان الخارجي ثم انشق عن حزبه السابق وقام بإنشاء هذه النحلة المنحرفة وهي ليست بعيدة عن حزبه السابق .

.

( الفصل الثاني: ماهي افكار هذا الحزب وماهي عقيدته  ؟ ) 

الجواب:

 حاول مؤسس هذه الفرقة السرورية  في منهجه  :

محاولة ( ابتداع  مذهب ) يجمع فيه الحق  بالباطل و يمزج  بين معتقد ( أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وهو الإسلام الصحيح  )

وبين عقيدة (  الخوارج  المنحرف )والتي حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم 

ومن ثم ظهر مايسمى بمسخ او هجين الفكر ( السروري ) وهو فكر اخواني محض نتج عنه تشويه عقيدة ( السلف الصالح اهل السنة والجماعة) و تحويل او محاولة تقريب الفكر الخارجي  - المتفق على تحريمه ومنعه بين جميع علماء الإسلام - الى شباب المسلمين وانه دين الله الذي ارتضاه لعباده   وقد لاقى المسلمون الويلات من دعاة و أفراد  هذا الحزب الخارجي  .


   ( الفصل الثالث :  ماهي  نتائج هذا المسخ والتشويه الفكري السروري ؟ )

الجواب بنقاط أهمها   :

           [   اولا  ]

ظهور مايسمى بمصطلح ( توحيد الحاكمية ) مشابهة للرافضة والمعتزلة والخوارج السابقين بخروجهم على الخلفاء الراشدين وقولهم ( لاحكم الا لله ) وهذه كما قال الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه: كلمة حق اريد بها باطل .

علما : ان توحيد الحاكمية يدخل في توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وهو  من ثمرات التوحيد ومكملاته وليس توحيدا مستقلا كما يصفه أهل الجهل والضلال .


            [   ثانيا   ]

افتراق اسر وافراد المجتمع الخليجي بعد ظهور هذه الفرقة الضالة الى جماعات فكرية ضالة منحرفة تتعطش إلى إنهار دماء الابرياء المعصومة شرعا

 ومنها تولد التنظيمات العسكرية  والمليشيات الدموية  والبيعات السرية الخاصة لرموز هذا الحزب .


                 [ ثالثا ]

ظهور تكفير المسلمين  ومن ثم ظهرت نتائجه والتي منها التفجيرات والاعمال الارهابية غير المشروعة والاغتيالات واستحلال الدماء المعصومة من المسلمين والمعاهدين .


                [ رابعا ]

التلميع الإعلامي و مدح الجهلة ممن يعتنقون عقائد هذا الفكر الضال وانهم هم اصحاب الفتوى وهم المرجع في الشأن الديني

واحتقار كبار علماء السنة السلفيين والتقليل من شأنهم ومحاولة إبعاد  الشباب عنهم .


                 [ خامسا ]

يؤكد رموز هذه النحلة الضالة  في دروسهم وخطبهم واجتماعاتهم على اهمية العمل على اتخاذ الدين مطية لأهدافهم المشبوهة و لبس معطف الدين  وإثارة حماس الرعاع   وننبه   ان دعوتهم المنحرفة  هي حرب على  دعوة الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام  ويسعون إلى إهمال الدعوة الى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة بل ومحاربتها ومحاولة إلى إلغائها { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }

 ومن ذلك :


               [ سادسا ] 

ترك الدعوة الى التوحيد  الذي دعا اليه الانبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام .


                 [ سابعا ]

التمسح بالدين وإثارة عاطفة العوام وانصاف المتعلمين الجهلة باسم الدين للوصول الى اغراضهم الدنيوية الدنيئة فلهم وجود في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ومحاولتهم السيطرة على التعليم والقضاء والفتياء والتزلف الى السلاطين من غير نصح لهم  بغية  الوصول الى هدفهم الدنيوي

كفى الله المسلمين شرهم

ولهم طريقة عجيبة تسمى

" التلون" فهم كالحرباء يتلونون على أي فكر وتوجه ولو كان ضد الإسلام حتى ظهر مايسمى بالفكر الليبرالي وهم من نتائج هذا التوجه المنحرف.

وعلى جهة العموم : 

فالإخوانية وفرعها السرورية  هم السبب الرئيس في ظهور الإلحاد والعلمانية في البلاد الإسلامية تمثل ذلك بنشرهم للتوجهات الغربية مثل الخروج وحرية الرأي وحرية المرأة  و المظاهرات والإضرابات و الديمقراطيه و محاولة إضعاف حكم ولاة أمور المسلمين تحت مايسمى بالحكم الدستوري. 

                 [  ثامنا  ]

هدم اصول الاسلام ومبانيه العظام وتقريب ملل الكفر ورؤوس البدع واضفاء الطابع الديني عليهم وكل ذلك بسبب هدفهم و محبوبهم " الكرسي " وهم يعملون وفق الطريقة اليهودية" الغاية تبرر الوسيلة "

ولا زالت الحرباء تتلون وتكذب فيظهرون ملمس " الثعبان " اللين ويبطنون " السم الزعاف " على الاسلام واهله .


                [ تاسعا ]

عانى المسلمون من نتائج هذا الفكر الضال في افغانستان والعراق واحداث احد عشر سبتمبر ومايسمى بالربيع العربي وتكرر الاعتداءات الاجرامية الإرهابيةعلى جميع الدول الإسلامية وخاصة المملكة العربية السعودية .


                [ عاشرا ]

لهم علاقة وطيدة مع ايران الرافضية وتمهيد الطريق لها لغزو العالم الاسلامي وتهوين كفر الرافضة المجوس على عامة المسلمين ومن ذلك شعارات يظهرونها( تقريب الرافضة الى السنة) و ( أهل القبلة الواحدة )

هذا غيض من فيض

والا الحديث عنهم يطول .

ومنبع فكر السرورية يكمن  في شخصيات السرورية ورموزها

فلهم وجود وجهود - لا بارك الله فيها -  في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وهم كثر لا كثرهم الله وهم يظهرون السنة للناس ويبطنون الشر المحض لدينهم ولولاة أمورهم ولعامة المسلمين .



( الفصل الرابع : معرفة أهم فرق الإخوانية الخوارج 

منها 

البنائية 

والقطبية 

والسرورية

والحدادية 

والقاعدة 

وداعش  ) 

قبل الإجابة عن هذا السؤال يجدر بناء معرفة هذه الفرق 

ف

١ -

الإخوانية:  تنظيم سياسي فكري نشأ في مصر من مجموعة من الأعضاء فيهم المسلم وغير المسلم وتم تأسيسه على يد حسن البناء وهو كما وصفهم أهل العلم[ خوارج العصر ] .

٢- 

البنائية: 

نسبة إلى حسن البناء للتفريق بينها وبين القطبية المنسوبة إلى سيد قطب ومحمد قطب .

٣-

القطبية :

نسبة إلى سيد قطب ومحمد قطب وهي مثل سابقة لا فرق بينهما .

السرورية :

نسبة إلى محمد بن سرور زين العابدين سوري الجنسية وهي إخوانية بحته لا فرق بينها وبين الفرق السابقة .

٤-

الحداديه :

نسبة إلى محمود حداد  مصري الجنسية وهي أشد شراسة من الفرق السابقة و لهم إطلاع أكثر على الكتب العلمية لكنهم خوارج ويعتبرون الجناح الفكري لداعش وطعن في كبار علماء الاسلام ولا يرحمون أهل الإسلام وليس عندهم رفق تمثل هذا بانهم لايعذرون بالجهل ويكفرون بلا سبب يوجب التكفير .

٥-

القاعدة : جناح عسكري يتبع الإخوان الخوارج قام بتأسيسه اسامة بن لادن وأيمن الظواهري 

يتفنون في قتل المسلمين ولهم طرق وحشية في الاغتيالات والتصفيات والتفجيرات 

كفى الله المسلمين شرهم. 

٦ -

داعش : 

وتعني الدولة الإسلامية من رموزها المدعو أبوبكر البغدادي ولعله المؤسس لها  وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام بل هي نحلة دموية همجية أشبه بفرقة الحشاشين والحشاشون

طائفة أسسها  الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في بلاد فارس مقرا له 

وكان بداية ظهورها في القرن الخامس الهجري .

وداعش أسالوا الدماء واباحوها 

واستحلوا الاموال والاعراض وافسدوا في الأرض كفى الله المسلمين شرهم .



( الفصل الخامس : هل يوجد فرق بين السرورية والفرق الأخرى من فرق الإخوانية الخوارج )

إجابة لهذا السؤال:

 

الذي يظهر أنه لا يوجد فرق إلا بالإسماء فقط وهم كما قال السلف الصالح عنهم :" اختلفوا في الاسم وأجتمعوا بالسيف " 

فالأم التي تولدت منها هذه الفرق هي فرقة الإخوانية الخوارج

 فمنها نشأوا ومن تعليماتها وافكارها استمدوا 

لكن يظهر  أن فرقة السرورية  تختلف شكليا وليس حقيقة عن هذه الفرق بأمور منها :

                    [ أولا ]

التلون : وخاصة في المملكة العربية السعودية وسبب ذلك وجود العلماء الذين يفندون شبههم بالإضافة إلى قوة رجال الأمن السعودي ودقتهم فمالوا إلى التخفي و الاختباء. 

                 [ ثانيا ]

أنهم يظهرون التوحيد والسنة و التمسح بطاعة ولي الأمر حرصا منهم على دنياهم - فهم أهل دنيا - و يصفون انفسهم بالسلفية واتباعها بل قد يقول قائلهم: أنهم ينبزون بالجامية وإتباع السلطان ...لكن علماء السنة السلفيين يعرفونهم حق المعرفة و [ التنبيش ] عن ماضيهم يعريهم ويكشف حقيقتهم وهم يعيشون الذل والخوف قال الحسن البصري: " إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهَملَجَتْ بهم البراذين، إنَّ ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى اللهُ إلا أن يُذِلَّ من عصاه "

قال الله تعالى وتقدس  : {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} 

وقال الله تعالى وتقدس  : { وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا} .قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله  في تفسيره لهذه الآية : " فمكرهم إنما يعود عليهم، وقد أبان الله لعباده ، أنهم أي أهل الباطل كذبة في ذلك مزورون، فاستبان خزيهم، وظهرت فضيحتهم، وتبين قصدهم السيئ، فعاد مكرهم في نحورهم، ورد الله كيدهم في صدورهم. فلم يبق لهم إلا انتظار ما يحل بهم من العذاب، الذي هو سنة الله في الأولين، التي لا تبدل ولا تغير، أن كل من سار في الظلم والعناد والاستكبار على العباد، أن يحل به نقمته، وتسلب عنه نعمته، فَلْيَتَرَّقب هؤلاء، ما فعل بأولئك " .انتهى كلامه رحمه الله. 

                [ ثالثا ]

الذي يظهر على السرورية  عدم التنظيم الحزبي فينهجون سرا فيما بينهم بنهج تنظيم الإخوانية الخوارج السري في جلساتهم ولهم مع ذلك تأييد لمن يظهرون فكر الإخوانية الخوارج ..

.....


ومن أراد التفريق بين هذه الجماعات الضالة فليس معه دليل فالفكر واحد والعمل واحد والوقوف مع بعضهم صفا لنصرة باطلهم هذا شئ مشاهد


        ( الخاتمة : نسأل الله حسنها )

من أراد معرفتهم وسبر أغوارهم فعليه  في معرفة ماضي 

 "الحرباء الإخوانية"

والإطلاع على سيرتهم 

" الأولى "

 وبهذا يكون على إطلاع واسع وعميق في معرفة معتقدهم

ولنا  رسالة عنوانها [  سبل التعرف على أصحاب التوجهات المنحرفة ] 

وموضوعها  : " آلية لكيفية معرفة توجه ومذهب ومعتقد أعضاء هذه الجماعات الضالة وكيفية معرفتهم من خلال ما يبثونه من أفكار منحرفة .


وأقول :

فلا تتعجب أيها المسلم من ذكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد  - حفظه الله - لهذه النحلة الضالة ؛ كفى الله المسلمين شرهم فهو تنبيه من سموه على خطر فكر هذه الجماعة الضالة المنتسبة ظلما للإسلام وشرائعه وشعائره تبطل وتنكر ضلالهم وتبين إنحرافهم وتدل على بطلان مذهبهم

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

---------

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني 

السبت، 9 أغسطس 2025

( حديث عن أهمية الأمن والأمان في الأوطان )




بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد: 

فقد جعل الله - رحمة منه وفضلا -  الأمن والأمان سببا مهما في استقرار البشرية والتفاتها الي ما يصلح دينها ودنياها ؛ فطلب العلم النافع والدعوة الي الله وتعليم الناس الخير يتم بفضل الله تعالى ورحمته ثم بفضل الأمن والأمان ومن أطلع على السيرة النبوية لرسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم يجد ان في عام مولده حدثت حادثة تاريخية عظيمة وهي حماية الله تبارك وتعالى لبيته الحرام من ابرهة الحبشي وجيشه وانزال الله رجزه وغضبه وعقابه عليهم واخبار الله بذلك في سورة تتلى الي يوم القيامة وهي سورة الفيل قال الله تعالى وتقدس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم :{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (٥)}.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في مقدمة تفسيره لهذه السورة المباركة :".. هي مكية .

هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش ، فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل ، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود ، فأبادهم الله ، وأرغم آنافهم ، وخيب سعيهم ، وأضل عملهم ، وردهم بشر خيبة . وكانوا قوما نصارى ، وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالا مما كان عليه قريش من عبادة الأوثان . ولكن كان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه في ذلك العام ولد على أشهر الأقوال ، ولسان حال القدر يقول : لم ننصركم - يا معشر قريش - على الحبشة لخيريتكم عليهم ، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي محمد صلوات الله وسلامه عليه ، خاتم الأنبياء .

وهذه قصة أصحاب الفيل على وجه الإيجاز والاختصار والتقريب ". انتهى كلامه رحمه الله تعالى بتصرف يسير.

وبعد سورة الفيل كما في المصحف تأتِ سورة قريش قال الله عز وجل؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم :{ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (٤)}.ف"هذه السورة مفصولة عن التي قبلها في المصحف الإمام ، كتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، وإن كانت متعلقة بما قبلها . كما صرح بذلك محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ; لأن المعنى عندهما : حبسنا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله { لإيلاف قريش } أي : لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين". انتهى كلام الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه السورة المباركة

قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه السورة المباركة :" قال كثير من المفسرين: إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن، والصيف للشام، لأجل التجارة والمكاسب". انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وحينما : " كان المسلمون في مكة في عهده عليه الصلاة والسلام في أذى شديد، ومضايقات من أهل الشرك، حتى أفضى ذلك إلى قتل بعض المسلمين من أهل الشرك، فلما اشتد الأمر على المسلمين أمرهم النبي ﷺ أن يهاجروا إلى بلاد الحبشة، عند ملك فيها لا يظلم من بجواره، وهو النجاشي أصحمة، فهاجروا إلى هناك، هاجر جم غفير منهم من رجال ونساء، وأقاموا هناك في أحسن حال، وفي حماية.

ثم اشتد الأذى بالباقين حتى أجمع رأي الكفرة على قتل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فعند ذلك أذن الله له بالخروج إلى المدينة، بعدما عاقد الأنصار على أن يحموه مما يحمون به نسائهم وأبناءهم، فتمت البيعة بينه وبين الأنصار عند العقبة في منى، واستوثق الأمر في ذلك، فهاجر بعض الأوائل من الصحابة قبل النبي عليه الصلاة والسلام، وتقدم مصعب بن عمير رضي الله عنه يعلم الناس هناك ويرشدهم، وساعده بعض الأنصار كسعد بن معاذ رضي الله عنهما ثم هاجر النبي ﷺ بعد ذلك، وطلبه المشركون، وبذلوا الدية مائة من الإبل لمن رده إليهم ليقتلوه، فحماه الله من شرهم وكيدهم، وأوصله إلى المدينة سالمًا معافى، فلله الحمد والمنة، واستبشر به المسلمون هناك، وقام بذلك". [ دروس و محاضرات والتعليقات على ندوات الجامع الكبير حقيقة الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام للإمام ابن باز رحمه الله تعالى من موقعه الرسمي ].


ياطلاب العلم :

ما سبق ذكره مقدمة في بيان فضل الله علينا ورحمته في استتباب الأمن والأمان في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية ثم الشكر والتقدير والاحترام موصولا الي من جعلهم سببا في استتباب الأمن والأمان وهم ولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ومن حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  :( لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ ). رواه أحمد وأبو داود والترمذي رحمهم الله جميعا وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود حديث رقم ( ٤٨١٢).

ومن لوازم ومقتصيات الشكر لولي الأمر الاعتقاد الصحيح في أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وذلك في العمل بمافيه وما تضمنه من معاني معتبرة شرعا فيجب الوفاء بهذا العهد والميثاق  اللذان  هما امانة في عنق كل مسلم  من مواطني المملكة العربية السعودية تجاه ولي أمره.

وترك الأمور المحدثة والبدع المنكرة ومن ذلك بغض وكراهةٌ الجماعات الضالة والاحزاب السياسية المنحرفة والفرق الخارجية التي تكفر المسلمين وتستحل دماءهم ولها اعتقاد ظالم ضال منحرف مخالف للكتاب العزيز والسنة النبوية و إجماع المسلمين فهم ينشرون إشاعة الذعر والخوف في المجتمع ولهم طرق متنوعة في إيصال الشر والخراب للناس  

والحذر والتحذير ووجوب الابتعاد عن رموزها ودعاتها فهم دعاة ضلالة أصحاب شذوذ فكري وهم "الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلَّمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهَّال الناس بما يلبسون عليه فنعوذ بالله من فتن المضلِّين".

وعليكم ياطلاب العلم بلزوم غرز علماء السنة اتباع السلف الصالح ف" الحمدُ للهِ الذي جعل في كلِّ زمانٍ ثُلَّةً من أهلِ العلمِ يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يُحيون بكتابِ الله الموتى، ويُبَصِّرون بنورِ الله أهل العمى، فكم من قتيلٍ لإبليسَ قد أحيوه! وكم من تائهٍ ضالٍّ هدوه! فما أحسن أثرهم على النَّاس وأقبح أثر النَّاس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"[ من خطبة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في كتابة: الرد على الزنادقة الجهمية].

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنة ووهب لنا ولكم علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا واحسن الله لنا ولكم الخاتمة انه ولي ذلك والقادر عليه - تعالى ربنا وتقدس - ؛  والله أعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠


كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني. 

الجمعة، 8 أغسطس 2025

[ رسالة في التعريف ب( الخلايا النائمة ) و ( المتلونين ) وبيان عظيم خطرهم على المجتمع المسلم ]


بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد

فإن معرفة اهل الشر لاجتنابهم والبعد عن شرهم امر لا بد منه لكل مسلم فكيف بطلاب العلم 

والله تعالى وتقدس يقول وقوله الحق :{ وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }[الانعام : ٥٥].

" فإن سبيل المجرمين إذا استبانت واتضحت، أمكن اجتنابها، والبعد منها، بخلاف ما لو كانت مشتبهة ملتبسة، فإنه لا يحصل هذا المقصود الجليل".[من تفسير الامام السعدي رحمه اللهُ تعالى لهذه الآية الكريمة].

لهذا يجدر بنا تعريف هاتين  الفئتين  الضالتين الآتي ذكرها فنقول وبالله التوفيق:


( تعريف عضو الخلية النائمة ):

هو عضو نشط في الجماعات التكفيرية الإخوانية الخوارج، لكن طبيعة عمله الثبات وعدم التحرك انتظارًا لتوجيهات من الجهات العلياء لحزبه، ومن كبار قادته، وفي الغالب بُعدهم عن العمل أو الدراسة ؛ لهذا تم أُطلِق عليهم مصطلح :( الخلايا النائمة ) ؛ فأغلبهم جهلة صغار سن كما جاء وصفهم في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:( حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ) وإتماما للفائدة نذكر الحديث بتمامه 

فعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الحَرْبَ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ ).متفق عليه.

وأغلب عمل ( الخلايا النائمة )  تنظيمي عسكري سري بحت؛ إذ يعتبرون من الجناح العسكري لجماعة الإخوان الخوارج، وهذه الفئة يغلب على أعمارهم أنهم صغار سن كما ذكرنا سابقا . 

واما ( تعريف  المتلونين ):

فقد وصفهم اهل العلم ب : المتلونين؛ لأنهم كالحرباء، تتلون على حسب طبيعة ما حولها ولونه، ويظهر تلونهم في حال قوة ولي الأمر ، وسعيهم الحثيث  في استئصال شأفتهم.

فمن:

 ( صفات المتلونين ):


اولا :

إنهم كبار سن في الغالب، فليسوا صغارًا في أعمارهم.


ثانيا :

إنهم أذكياء وليسوا أزكيا؛ فيظهرون طاعة ولي الأمر بخلاف باطنهم، ويظهرون السنة ومحبة نهج السلف الصالح وهذا عندهم فقه حركي وهذا الأمر جاء في أبجديات وبدايات إنشاء تنظيم الاخوان الخوارج  ويعتبر من الوصايا السرية لمؤسسها حسن البناء .


ثالثا :

يعتبرون من الجناح الفكري لحزب الاخوانية الخوارج لكن خارج التنظيم ، ولا فرق بين ما كان عضو تنظيميًّا أو كان تابع فكريًّا فقط؛ إذ أن الجميع يسعى لخدمة حزبه الخارجي بناء على توجيهات الحزب ومرشدهم بل قد يكون التابع فكريًّا أشد محبة وولاء ونشرًا لفكر حزبه من العضو المنتظم للحزب.


رابعا :

يغلب على أصحاب هذه الفئة التعليم الجامعي .


خامسا :

قد يكون لهم مناصب عليا في دولتهم .


سادسا:

قد يشاركون في الإنكار على الجماعات التكفيرية المتشددة الذين هم من حزبهم الاخواني الخارجي ، ويعلنون ذلك في وسائل الإعلام، وهذا من الفقه الحركي لهذه الجماعة فهم يعتبرون انفسهم في العهد المكي بحيث لايتسنى لهم بعض الواجبات الحزبية بل ويتركون ويسقطون فرض الفرائض الشرعية وحجتهم في ذلك مشابهة فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم حينما كانوا في مكة وهذا الفقه الأعوج الارعن لم يقل به احد من اهل العلم المعتبرين شرعا وذلك ان بقية اركان الاسلام لم تفرض إلا في المدينة النبوية بعد هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم اليها. ويحاولون الاندماج في المجتمع بحجة المشاركة  كذلك في حل المشكلات الاجتماعية، وينأون بأنفسهم - ظاهرًا - عن حزبهم وتوجهاته، وهذا كما مر سابقا (عندهم يسمى: فقه حركي، أو يشابهون عملهم هذا عند أفراد حزبهم بالعهد المكي، بحيث تسقط عنهم بعض التكاليف والواجبات الحزبية، ومن أجل تحقيق أهداف حزبهم يسقطون فرائض الشرع وأصول الدين، فالغاية - عندهم - تبرر الوسيلة).


سابعا:

هنا نقطة مهمة يجب ذكرها، وهي: أن المخالف للمجتمع المسلم بجميع شرائحه – حكامًا ومحكومين، وعلماء وطلاب علم، وعامة ومسؤول وغيره - أنهم قد يكون لهم توجه فكري معين، سواء تكفيري متشدد أو إلحادي يعلن فجوره، لكنهم يعمدون بل ويتفقون على سرية عملهم وهم مع ذلك يرون تكفير و حل دماء المسلمين في ( وقت التمكين ) لهم ؛ لذا قال علماء السلف رحمهم اللهُ عنهم: " اختلفوا في الاسم واجتمعوا بالسيف".


( كيف يتم البحث العقدي عن الخلايا النائمة؟ )

يعرف عنهم عند بروزهم في أعمال تخريبية، أو عمل إرهابي تستحل فيه الدماء، أو عن طريق الكشف المبكر لهم بواسطة  الأجهزة الأمنية.

فالبحث العقدي عن الخلايا النائمة إذا كان أهلها كبار سن، فالأمر سهل في الغالب، وذلك بالرجوع إلى الفصول السابقة من رسالتنا هذه وتطبيقها، وهكذا حال المتلونين نعرفها بما سبق.

وأما صغار السن او ( حدثاء الأسنان )الذين ينتسبون  إلى الخلايا النائمة، فيصعب معرفتهم في الغالب؛ لصغر سنهم، وخلو سجلهم من معلومات سابقة عنهم، ولعل اهتمام الأسرة ( الوالدين والأخوة  ) في مراقبة ومتابعة أفراد أسرتهم يقلل أو يمنع من وقوع الصغار في الجريمة المبنية على انحرافهم فكريًّا أو يمنع ويسلم الشاب  من الانتساب إلى هذه المجموعات التكفيرية الخطيرة.

ومن المهم فعله بل الواجب المتعين : 

إبلاغ الجهات الأمنية عند اختفاء الشاب  أو الشك في سفرهم إلى الخارج دولتهم  للقتال مع الجماعات التكفيرية.


( كيف يعرف فئة المتلونين ؟ )

في معرفة المتلون كبير السن هناك وسائل متعددة يعرفون بها فمن ذلك سؤال مشايخ السنة السلفيين عن أحوالهم لاجتنابهم ،أو باعتراف الخلايا النائمة بارتباطهم فكريًّا مع هذه الفئة المتلونة .  


( ما هو عظيم خطر الخلايا النائمة والمتلونين؟ )


هاتان الفئتان لهم ارتباط تنظيمي سري او فكري واضح ضمن التوجه الفكري  لجماعة الإخوان الخوارج والمتضمن تكفير المسلمين واستحلال دمائهم ودماء المعاهدين، ومحاولة زعزعة الأمن، وسعيهم في محاولة تهييج العامة على ولاة أمرهم بعد القدح والتشهير فيمن ولاه الله أمر المسلمين وأما عظيم خطر جماعات الإلحاد والحرية والنسوية ؛ فهو إلغاء دين الاسلام من المجتمع، وتحويله إلى بؤر فساد ورذيلة، ومحاولة تحجيم حقوق ولاة الأمور الثابتة لهم شرعًا؛ وذلك بمحاولتهم الفاشلة وذلك بسعيهم الي قلب نظام الحكم الشرعي إلى نظام دستوري الحكم فيه لأصحاب الضلال كفى الله المسلمين شرهم 

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الأربعاء، 6 أغسطس 2025

( آيات الكتاب العزيز وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين على تحريم الفرقة والاختلاف وتعدد الجماعات )



بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:

فإن وجوب لزوم جماعة المسلمين، وتحريم التفرق والاختلاف إلى جماعات وفرق وأحزاب دينية أو سياسية تتضاد فيما بينها، قد دل على تحريم  ذلك الكتاب العزيز والسنة النبوية، وعلى هذا الأمر انعقد إجماع المسلمين يقول الله تعالى وتقدس ذامًا الفرقة ومحذرًا منها: 

﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ﴾[الشورى : ١٤]

وقال تعالى: ﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾[المؤمنون : ٥٣]

وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ أن اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾[ الأنفال : ٤٦].

وقال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[آل عمران : ١٠٥]

وقال تعالى وتقدس: ﴿وإن هذه أمْتكم أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾[المؤمنون : ٥٢]

وقال تعالى: ﴿شرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ﴾[ الشورى:١٣].

وقال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الانعام :١٥٣]

وقال تعالى وتقدس: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون ﴾ [

وثبت في السنة قول الرسول الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة) [ من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه اخرجه الترمذي رحمه الله تعالى وصححه الامام الألباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح سنن الترمذي رحمه اللهُ تعالى حديث رقم ( ٢١٦٧) ].

وقال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ من ضمن حديث ما نصه: (فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد). [رواه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه وصححه الامام الألباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح سنن الترمذي رحمه اللهُ تعالى حديث رقم ( ٢١٦٥).]

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةِ المالِ)  [رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ١٧١٥)]..

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرًا فيموت إلا مات ميتة جاهلية) رواه البخاري رحمه الله تعالى حديث رقم ( ٧٠٥٤)ومسلم رحمه الله تعالى حديث رقم ( ١٨٤٩).

فالآيات والأحاديث تحرم التفرق وتمنع تعدد الأحزاب.

وأما ما ورد بلفظ: (اختلاف أمتي رحمة): فقد ضعفها أهل الحديث، منهم الإمام الألباني رحمه الله؛ حيث قال في صفة الصلاة: " باطل لا أصل له ". حديث رقم ( ٥٨)

وفي السلسلة الضعيفة:" لا أصل له ".حديث رقم (٥٧) وفي ضعيف الجامع: " موضوع ". حديث رقم ( ٢٤٠).

فهو مع ضعفه ووضعه يخالف نصوص الوحيين، ويسبب الجفوة، ويؤيد كثرة الخلاف، وتزايد الفرقة والتحزب بين المجتمع المسلم الواحد، وفَهم الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي سلفنا الصالح؛ وهم ( الجماعة ) و(ما أنا عليه وأصحابي )كما في الحديث، الذي رواه مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما، قَالَ: أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَامَ فِينَا، فَقَالَ: ( أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ )

وفي رواية: (قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي) رواه الترمذي وأبو داود والحاكم رحمهم الله، وصححه جمع كبير من أهل العلم[ منهم الامام الالباني رحمه اللهُ تعالى في شرح الطحاوية صفحة ( ٣٨٣). ف(الجماعة) و(ما أنا عليه وأصحابي) لفظهما [ متباين ] ومعناهما [ مترادف ]، فدلا بمعناهم على وجوب الرجوع إلى هدي السلف الصالح وفهمهم، فهو النجاة بعد فضل الله ورحمته وهو الذي يبعد عن التحزب والافتراق والاختلاف.

ووجه ذكر هذه الأدلة من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ أن مخالفة هدي السلف الصالح والبعد عن فهمهم أدى إلى مخالفة الكتاب العزيز والسنة النبوية ومشاققة المؤمنين في إجماعهم، مما أدى إلى قيام جماعات متضادة، كل فرقة لها فكر منحرف، تكفر الفرقة الأخرى وتلعنها ويستحل بعضهم دماء بعض ، وهم مع شر التفرق والاختلاف علامتهم الخروج على ولاة الأمر.

وفي لزوم الجماعة و

ترك الفرقة والاختلاف ولزوم طاعة الامام يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّا كُنَّا في جَاهِلِيَّةٍ وشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بهذا الخَيْرِ، فَهلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلتُ: وهلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، وفيهِ دَخَنٌ، قُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وتُنْكِرُ، قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ إلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَن أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقالَ: هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا، قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أَدْرَكَنِي ذلكَ؟ قالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ، قُلتُ: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ ولَا إمَامٌ؟ قالَ: فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أَنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وأَنْتَ علَى ذلكَ).

رواه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأخرجه الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه حديث رقم ( ٣٦٠٦)والامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه حديث رقم ( ١٨٤٧).

جعلنا الله واياكم من امة محمد صلى الله عليه وسلم وثبتنا الله واياكم على التوحيد والسنة والإيمان وأحسن الله لنا ولكم الخاتمة وكفانا الله واياكم الفرقة والاختلاف ووقانا الله وإياكم شرها وفتنها ؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .