بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أما بعد
فإن الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه قد بينوا عظيم فضل وعلو منزلة صلة الارحام وفضل الإحسان إلى القرابة فقال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [سورة الرعد: الآية ٢١].
وقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: الآية ١].
وقال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} [الإسراء: ٢٦].
وقال الله تعالى وتقدس :{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }[سورة محمد : الاية ٢٢ ].
وفي صحيحي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فأخَذَتْ بحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فقالَ له: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَذاكِ.) قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [سورة محمد: الاية ٢٢]) . وفي رواية قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ}.).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ, فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ رحمه اللهُ تعالى.
وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ )يَعْنِي: قَاطِعَ رَحِمٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن أبي أيوب رضي اللهُ عنه أن أعرابيًا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر، فأخذ بخطام ناقته أو زمامها ثم قال: يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني عن النار، قال: فكف النبي ثم نظر في أصحابه، ثم قال: ( لقد وفق )أو ( لقد هدي)قال: ( كيف قلت؟ ).
قال: فأعادها، فقال النبي: ( تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، دع الناقة).
وفي رواية: ( وتصل ذا الرحم ).
فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة ).
رواه البخاري ومسلم رحمهما اللهُ تعالى.
واللفظ لمسلم رحمه اللهُ تعالى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ).
متفق عليه.
وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٥١٩ ) من حديث أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي اللهُ عنهما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( إنَّهُ مَن أُعْطيَ حظَّهُ مِنَ الرِّفقِ، فقَدْ أُعْطيَ حظَّهُ من خيرِ الدُّنيا والآخِرةِ، وصلةُ الرَّحمِ، وحُسنُ الخُلُقِ وحُسنُ الجِوارِ، يُعمِّرانِ الدِّيارَ، ويَزيدانِ في الأعمارِ ).
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
عن النَّبيّ ﷺ قال: ( لَيْسَ الْواصِلُ بِالمُكافئ، وَلكِنَّ الواصِلَ الَّذي إِذا قَطَعتْ رَحِمُهُ وصلَهَا ).
رواه البخاري رحمه الله تعالى .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلُهم ويقطعوني، وأُحسِنُ إليهم ويُسيئون إليَّ، وأحلُمُ عنهم ويجهلون عليَّ! فقال: ( لئن كنتَ كما قلتَ، فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك ).
رواه مسلم رحمه اللهُ تعالى.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
••••••••••
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .